Sharh Usoolu Sunnah - Muhammad Bin Khalifa

شرح أصول السنة
لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: هم

متن الرسالة

قال المصنف -رحمه الله تعالى-: "أصُول السّنة عندنًا":
الخرج
السنة ومعانيها.
من استعمالات لفظ السنة أتما يراد بما أمر العقيدة. فمما لا شك فيه أن
أمر التوحيد والعقيدة يأت في أول أولويات وأوليات الدين» فالإنسان لا يكون من
أهل الإيمان» ومن أهل ملة الإسلام حتى يكون موحدًا لله عز وجل ومقيمًا لأمر
الاعتقاد.
والسنة تطلق عند العلماء على عدة اصطلاحات:
© فعلماء الحديث: يطلقون لفظ "السنة" ويعنون به ما أثر عن النبي صلى اللّه عليه
وسلم, من أقواله وأفعاله وتقريراته صلوات الله وسلامه عليه.'
© وعلماء الفقه: يستعملونما في باب الأحكام الخمسة» فهناك الواجبء والحرامء
والمستحب أو السنة» والمكروه» والمباح. فالسنة عندهم هي: "ما يثاب فاعلها ولا
يعاقب تاركها" .
© وعلماء العقيدة: يطلقون مسمى "السنة"
١‏ . باعتباره اسماً من مسميات هذا العلم» فهذا العلم الذي هو العقيدة من
أسمائه "التوحيد"» ومن أسمائه "العقيدة"» ومن أسمائه "الفقه الأكبر" ومن أسمائه

"أصول الدين" ومن أسمائه "السنة"."

.)١19 /١( وتحرير علوم الحديث للجديع»‎ »)٠١-7 /١/( انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام‎ ١
.)7017 /19( انظر مجموع الفتاوى‎ ١

ولذلك ألف من ألف من العلماء وأسمى كتابه باسم السنة» ومن ذلك:

.١‏ السنة للإمام أحمد بن حنبلء المتوق سنة 4١‏ اه."

5 أفيؤل القف له ايها وهي الرسالة التي بين أيديناء واعتبر أهل العلم هذا المتن
من أهم المتون في تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة والتي ضبط المصنف فيها
مذهب السلف الذي يخالف أهل البدع» مع تحرير أصول عقيدة الفرقة الناجية؛
قال ابن جبرين: "من أشهر المتون المختصرة التي كتبها السلف رضوان الله عليهم
في العقيدة: متن (أصول السنة), لإمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
تعالى» وقد بين فيه مذهب أهل السنة في أبواب الإعان والقدر والصحابة وغيرهاء
ولذا كان جديراً أن يُهتم به» وقد عن به كثير من العلماء ".4

. شرح السنة» للمزق» المتوق سنة 515 ١ه.”‏

؛. السنة» لابن أبي عاصم.ء المتوق سنة /1م اهأ

ه السنةع لعبد الله بن أحمد بن حنبل» المتوق سنة عم"

رسالة"السّنة" المعروفة برسالة الإصطخري: رواها ابن أبي يعلى في"الطبقات" /١(‏ 4 ؟5-5؟) وهي رسالة جامعة لعقيدة
أهل السنة والجماعة.

5 انظر شرح أصول السنة لابن حبرين )١ /١(‏ حتى قيل في هذه الرسالة"ما لو رحل رحل إلى الصين في طلبها لكان
قليلا" انظر طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى .)١5١ /١(‏

ه حافظ كبير إمام بارع متبع للآثار كثير التصانيف وكان ثقة نبيلًا معمرًا من مصنفاته: كتاب"السنة" في أحاديث
الصفات" انظر سير أعلام النبلاء /١(‏ 0٠57)؛‏ البداية /١1(‏ 5/84). واعتنى المصنف ببيان طريقة السلف وحرر فيها
اعتقاد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات» وعبادة الله عز وحل» وحق الرسول صلى الله عليه وسلم» وحق الصحابة
رضي الله عنهم وبين مكارمهم ومنزلتهم وفضلهم, وحق الأولياء والأئمة» وإصلاح المجتمع؛ والبعث والنشور» وطاعة ولي
الأمر» والإمساك عن تكفير أهل القبلة» ولكن" المراد بالسنة هنا ما يعتقد, فلا تدل في سنن الأفعال". بتصرف انظر
اعتقاد أهل السنة (*/ ؟) لان حبرين.

5 يعد الكتاب من أوائل كتب أهل السنة» حيث سلك المصنف رحمه الله في تأليفه مسلك المحدثين في سوق الأحاديث
بأسانيدها تحت تراجحم دالة على المعنى المراد.
وهذا الكتاب يتناول عددًا من موضوعات العقيدة؛ كبعض المسائل في باب أسماء الله تعالى وصفاته والرد على الجهمية»
وباب الإبان والرد على المرحئة والخوارج» وباب القدر والقدرية» وفتنة الدحال» وعذاب القبر» وغيرها من المسائل» وطريقته

أنه يذكر في كل مسألة عددا من الأحاديث والآثار ويعتنى بنقل أقوال والده.

؟ . وتطلق السنة في جانب من جوانب العقيدة في مقابل البدعة» فهناك
السنة ويقابلها البدعة ."

والكتاب الذي بين يدينا يحمل هذا المسمى وسنشرح-بحول الله-. بعض ما
تضمنه من قواعد وأحكام هي تتناول هذه الجوانب من جوانب العقيدة.

المعن
قال المصنف-رحمه الله تعالى--: "التَّمَسسّك بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله
عليه وَسلم والاقتداء بهم".
الخبرج
أصحاب النبي وَليِهِ هم أفضل الأمة على الإطلاق» ومحبتهم من كمال الإبمان»
وبغضهم والوقيعة فيهم من علامات أهل البدع» وقد وردت نصوص كثيرة تبين فضل
أصحاب الني قله وف هذه النصوص شهادة لهم بفضلهم ومكانتهم ووجوب التأسي
والاقتداء بمم» وحسبك أن الله شهد لهمء وشهد لحم رسوله صلى الله عليه وسلم» وشهد لهم
خير قرون هذه الأمة» ومن هذه النصوص ما يلي:
أولّا: الأدلة على فضل الصحابة من القرآن الكريم:
- قال تعالى: [وَالستَابفُونَ الأَوَلُونَ مِن الْمْهَاجِرِينَ وَالأَنْصَار وَالَذِينَ ابَعْوهُمْ
بإِحْسَانٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ حم جَنّاتٍ بَحْرِي مها الأَنْهَارُ حَالِدِينَ فِيهَا أ
ذَلِكَ الْمَوْرُ الْعَظيمُ] [التوبة الآية: .]١٠٠١‏
فأصحاب النبي خيرُ هذه الأمة» والله تعالى قد رَكاهم في كتابه وأمرّ بلزوم سبيلهم؛ فرضي الله

عن السابقين من المهاجرين والأنصار رضاءً مطلقا بدونٍ قيد» ورضي عنهم بعدهم رضاءً

بدا

مقيّداً. مقيّداً بأي أمر؟ باتباعهم بإحسان لإْوَالِذِينَ الْبَعْوهُم بِإِحْسَانٍ».

انظر مجموع الفتاوى /١9(‏ 7017).

وانظر إلى هذا القيدء وهذا الشرط لأوَالَدِينَ اتَبَعْوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا
[التوبة: .]٠١٠١‏ فالله تعالى في هذه الآية أخبر بأنه رضي رضاء مطلقًا بدون قيد عن
هؤلاء السابقين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمء ورضي عنا بقيد وهو اتباعهم.
- وقال تعالى: [ مُحَكَدٌ ر. محر الل ولريع دازيد راهني لذو ر َحمَاءُ بَيْنَهُمْ
ترَاهُمْ ركُعَا سجُدًا يبتَكُونَ قَضلًا من الله ه وَرِضُوَانًا سِيمَاهُمْ في وُجْوجِهِمْ مِنْ أُثْرٍِ السّجُودٍ ذَلِكَ
مََلُهُمْ في امور وَمكَلُهُمْ في الإجيل كَرْع أخرج سَطأَه فار مَاسْعَؤْلَظَ فَاسْئَو لاسر
يُعْجِبْ الزُرَاعَ لِيَغِيِظ يِحِمْ الْكُمّارَ وَعَدَ اللّه الَّذِينَ آمَُوا وَعَمِلُوا الصَّالَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَة وَأْرًا
عَظِيمًا] [الفتح الآية: 9؟].
- وقال تعالى: لوَانّذِينَ جَاءُوا من بَعْدِهِمْ و1 نا اغَفِرٌ لَنَا وَلِإِحْوَاتِنا الَّذِينَ
سَبَقُونا بالْإِمَانٍ ولا بْعَل في قُلُوبنَا غِلا لََذِينَ آمنُوا ربا إِنَّ رَهُوفٌ يُحِيمْ4 [الحشضر
الآية 1 | ..
قال الإمام مالك بن أنس: "من يبغض أحدًا من أصحاب النبي كله وكان في قلبه
عليهم غل» فليس له حق في فيء المسلمين ثم قرأ قول الله سبحانه وتعالى ‏ [مَا أَقَاءَ الله
عَلَى رَسُوِلِهِ مِنْ أَهْلِ الْقرَى) [الحشر الآية: 0]» إلى قوله [ِوالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِم)
[الحشر الآية: .]٠١‏
وذكر بين يديه رجحل ينتقص أصحاب رسول الله قل فقرأ هذه الآية: [ مُحَمَّدٌ
رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَفِدَاءُ عَلَى الْكْفّا ]1 إلى قوله: ١‏ لِيَغِيظَ يم الْكُمّارَ) [الفتح الآية:
8 ثم قال: من أصبح من الناس في قلبه غل على أحد من أصحاب النبي عليه الصلاة
والسلام فقد أصابته الآية"(9).
- وقال تعالى: ومن يُشَاقِقٍ الرَسُولَ من بَعْدِ ما تَبَيّنَ لَه الدَى وَيتَِعْ غَيْرَ
سَهِيلٍ الْمُؤْمِنِينَ تُوَلَهِ ما تَولّ وَنْصْلِهِ حَهَنّم ' 0000 [النساء
الآيةزه .]١١‏

(:) شرح السنة للبغوي (9/1؟7).

فنهى الله سبحانه وتعالى عن الافتراق عنهم.
فإذا لم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصدق عليهم وصف الإيمان» فعلى
من يصدق وصف الإيمان؟
إذا لم يكن هؤلاء الذين قاموا بنصرة الإسلام» والقيام بشأنه ونشره شرقًا وغربًا هم أهل
الإبهان» فمن يكون أهل الإيمان بعد ذلك؟!

ولذلك خير هذه الأمة بعد نبيها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

انيًا: أدلة فضل الصحابة من السنة النبوية:

- عن أبي موسى رضي الله عنه. قَالَ: صَلَِّنا الْمَغْربَ م مَعَ رَسُولٍ الله قله 2 قُلْنَا:

7 حَلَسْنًا حَقٌّ تُصَلََّ مَعَهُ مَعَهُ 55026 قال فييك فَحَرَجٌ عَلَيْنَاء فَقَالَ: «ما 3 هَاهًُا؟» فُلْنًا:
رض رَشُوَلَ الله صَلينا مَعَكَ الْمَغْرب» ته قُمَا: يك كح حَقٌّ تُصَلََّ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ والمه
أو أَصِبْتمْ مَبْنُمُ» قَالَ فَرَقَعَ رَأَسَهُ إِلْ السَمَاءٍء وكَانَ كثيرا ا يَفَعُ رأَسَهُ 5 إِلَ السَمَاءٍء فَقَالٌ: 0
مه إلنكتماي فإذًا دهيف التخوم أت القنهاء كا توعنه: وآنا

- وعَنْ أبي سَعِيدٍ الحُدْرِيّ رضي الله عنه عَنِ النَّينَ و قَالَ: " يَأ عَلَى النَّاسٍ

زقاذ» تخزو يكام ين الأس» تبذال :فيكم هن وك وطول الثر 8؟ تفرارت: لعن تفع

َم نه يَخْرُو فَِامٌ مِنَ النّاسِء مَيْمَالُ ُمْ: فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صّحب رَسُولَ الله و؟ فِيَقُولُونَ:

ا مِن النَّاسِء فَيْقَالُ لَُمْ: هَل فِيككُم مَنْ رَأى مَنْ صَحِب مَنْ
صّحب رَسُولَ الله 5؟ فَيَفُولُونَ: نَعَمْ م فَيِفْئَخ َم" .)١1١1١‏

)٠١(‏ أخرحه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب بيان أن بقاء البي كله أمان لأصحابه؛ وبقاء أصحابه أمان للأمة
(1951/5 رقم 5581).

)1١(‏ أخرجه البخاري كتاب أصحاب الني قلع باب فضائل أصحاب النبي َل (5/؟ رقم 5149). وأخرحه مسلم
كتاب فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلوهم ١957/5(‏ رقم .)١595‏

.2 ل رضي الله عنه قَالَ: سُهِل انين قل عي النَّاسٍ حَيرٌ؟
َال ١‏ كَرَيْ #الْذِيخ يلوتقة». © ديق يلوتقة 26[ كوة:تشيق شَهادة أعيمم عي
وَكِيِنَةُ شَهَادَئَهُ .)١7("‏

0 خْصَّيْنٍ رَضِي الله عَنْهُمَاء عَنٍ النَِّنَ 85 قَالَ: ا
الْذِينَ ريو نه الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عدراق قَمَا أَذْرِي: كَالَ المي يه بَعْدَ مَرتَيْنِ
لان يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلآ يُسْتَشْهَدُونَ وَيَخُونُونَ ولآ ل وَيَنْذرُونَ ولا

نَ» وَيَظْهَرُ فِيهمٌ السّمَنُ .)١("‏

- وعَنْ أن سَعِيدٍ الحُدْرِي رَضِيّ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَالَ المي كع : «لآ تَسُيوا
حَدَكُمْ لك نَقَقَ مِثْلٌ 5 دَهَبًا ما َلْعّ م مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلآ نَصِيفَةُ» (5 .)١‏

ثالمًا: الأدلة فضل الصحابة من أقوال السلف:

5 ل ل لم اا
الْعِبَادِ بَعَدَ قَلْبِ م فُوَحَدَ قُأُوب صْحَابه 3 قُلُوبِ الْعبَادِ عل م وُزَرَاءَ بيه 5
على ويبده قا رأى المشلغوة عست هو عِنْد الل حسق وما رأزا سكا قفو عند الله عترم
- 1

- وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: "مَنْ كَانَ مُسْتَنًا فَلَيَسْنّ بمَنْ قَدْ مَاتَء أُولَيِكَ

هو-
ع

دس طنته حخ #0( سهر 2ه 2 1 ا رع بره 2 000 0
صْحَابْ حُحَمَدٍ صَلِهِ كَانُوا حَيْر هَذِه الْأمَةَ أَبَبَهَا قُلُواء وَأَعْمَقَهَا عِلْمّ وَأَقَلَّهَا تَكلْمّاء قَوْمْ

ا

.)558/ رقم‎ ١١ 4/( أخرجه البخاري كتاب القدر باب إذا قال: أشهد بالله» أو شهدت بالله‎ )1١(

وأخرحه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ١977/5(‏ رقم 5581).
)1٠(‏ أخرحه البخاري كتاب أصحاب النبي كله باب فضائل أصحاب النبي لع ١/5(‏ رقم .)555٠‏ وأخحرحه مسلم
كتاب فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ١975/5(‏ رقم .)١585‏

(15) أخرحه البخاري كتاب أصحاب النبي وليه باب قول النبي ييه: «لو كنت متخذا خليلا» (8/5 رقم 3507).
وأخرحه مسلم كتاب فضائل الصحابة 4 5 باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم ١951//4(‏ رقم ٠51؟).‏

.)35. أخرحجه أحمد بسند حسن (15/5/ رقم‎ )1١(

اخْتَارَهُم اللَّهُ لِصخبة تيه 25 وَنَقْلٍ دينه فُتَشَبَّهُوا بأ خلاقِهُم وَطَرَائِقِهِمْ فَهُمْ كَانُوا عَلَى
مدي المشتقيه "13 .)١‏

- وقال الشعبي: قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى وقيل
للنصارى: من خير أهل 1 قالوا: أصحاب عيسىء وقيل للرافضة: من شر أهل ملتكم

قالوا: أصحاب محمد. لم يستثنوا إلا القليل» وفيمن سبوهم من هو خخير ممن استثنوهم

بأضعاف مضاعفة" .)١7(‏

- وقال الطحاوي رحمه الله: "ونحب أصحاب رسول الله ولع ولا نفرط في حب
أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم؛ ونبغض من يبغضهم. وبغير الحق يذكرهم, ولا نذكرهم
إلا بخير» وحبهم دين وإمان وإحسان, وبغضهم كفر ونفاق وطغيان"(18١).‏

- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "ومن أصول أهل السنة والجماعة
سلامة قلويهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله وَةِ كما 0 الله به في قوله تعالى:
وَالَذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِجِمْ يَقُولُونَ ربا اغْفِْ لَنَا ونا الَّذِينَ سَبَُوَا ِالْْمَانِ ولا بْعَلْ في
ُلُوبنا غِل لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَنَا إِنّكَ رَؤُوففٌ رَحِيمْ) [الحشر الآية: ٠‏ 5 وطاعة للبي كَل في
قوله: ((لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد
أحدهم ولا نصيفه)) .)١9(‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((والواحب على كل مسلم يشهد أن لا إله إلا
الله وأن محمداً رسول الله أن يكون أصل قصلده توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له» وطاعة
رسوله» يدور على ذلكء ويتبعه أين وحده. ويعلم أن أفضل الخلق بعد الأنبياء هم الصحابة»
فلا يتتصر لشخص انتصارًا مطلقًا عامًّاء إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا لطائفة
انتصارًا مطلقًا عامّاء إلا للصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

.)؟١5/١( وشرح السنة للبغوي‎ .)705/١( حلية الأولياء لأبي نعيم‎ )1١(
.)١559/8( شرح أصول الاعتقاد للإمام اللالكائي‎ )1(

(19) العقيدة الطحاوية (ص: .)56١‏

(19) العقيدة الواسطية (ص: .)١١٠‏

فإن الحدى يدور مع الرسول حيث دار» ويدور مع أصحابه دون أصحاب غيره حيث داروا؛
فإذا أجمعوا لم يجمعوا على حطأ قطء بخلاف أصحاب عالم من العلماء فإنهم قد يجمعون
على خطأء بل كل قولٍ قالوه ولم يقله غيرهم من الأمة لا يكون إلا حطأ؛ فإن الدين الذي
بعث الله به رسوله ليس مُسَلَمَا إلى عالم واحدٍ وأص حابه؛ ولو كان كذلك لكان ذلك
الشخص نظيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شبيه بقول الرافضة في الإمام المعصوم.

ولا بد أن يكون الصحابة والتابعون يعرفون ذلك الحق الذي بعث الله به الربسول» قبل وجود
المتبوعين الذين تنسب إليهم المذاهب في الأصول والفروع, ويمتنع أن يكون هؤلاء جاءوا بحق
يخالف ما جاء به البسولء فإن كل ما خالف الرسول فهو باطل» ومتنع أن يكون أحدهم
علم من جهة الرسول ما يخالف الصحابة والتابعين لحم بإحسان, فإن أولئك لم يجتمعوا على
عالق قلاند أن يكو قولة: إن كان هدق

0

عونا هخود اتغانا يحاي :نه الرسسكو ل »مكو ا تفكه :كلانه
وكل قول قِيلَ في دين الإسلام» مخالف لما مضى عليه الصحابة والتابعون» لم يقله أحد منهم
بل قالوا حلافه» فإنه قول باطل. '"

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((فقد تبين أن الواحب طلب علم ما أنزل الله
على رسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة» ومعرفة ما أراد بذلك كما كان على
ذلك الصحابة والتابعون للحم بإحسانء ومن سلك سبيلهم؛ فكل ما يحتاج الناس إليه في
دينهم» فقد بينه الله ورسوله بيانا شافياء فكيف بأصول التوحيد والإيمان» ثم إذا عرف ما بينه

الرسول نظر ف أقوال الناس» وما أرادوه بكاء فعرضت على الكتاب والسنة)). "١‏

قال ابن القيم: "قَالَ السَافِعِيْ-رَحِمَُ الله-فِ رِسَالَيهِ الْبَغْدَادِيّة الي رََاهَا عَنْهُ الْحَسَنٌ بْنُ
َمَدٍ البَعْمَرَاوك وَهَذَا لَنْظُه: وَكَدْ 0 الله 1 اا ع امتكاف فول الحم انا
عرص حا ع هه 0 ل الليحعجلى الله عليه

مِنْ الْمَْرٍ ما 0 كل د بَعْدَهُمْ فَرَحمَهُمْ الله وَهَنََهُمْ 5 آتَاهُمْ منْ ذَلِكَ لوغ
أَعْلَى 1 المت وق #الشية او لغيه كا لتنا مد تشول ا المعدكان اللفله

.558-551 منهاج السنة ج9/‎ ٠
.١07 /5 57 مجموع الفتاوى‎ ١

وَسَلَّم- وَشَاهَدُوه وَالْوَحْيْ يَنْلُ عَلَيْه َعَلِمُوا ما أََادَ وَسُولُ الل -صَلَى الله عَلَيْه وَسَلّمعَامًا

وَخَاضا وَعَزْمَا وَإرْشَادًاء وَعَرَقُوا مِنْ سُنَتِهِ مَا عَرَْنَا وَجَهْلِنَاء وَهُمْ فَوْقَنَا في كُلّ عِلْم وَاجْتِهَادٍ

وَورَعَ وَعَفْلٍ وَأَمْرٍ مر أسْئُدْركٌ به عِلْمٌ وَاسْ تبط به وَآرَاقْهُمْ لَنَا أَحْمَد وََوْلى بنَا مِنْ 00 عِنْدَ

الطاو لون بزتي رضحي احا ربوا مك وا ويفا ) إطائرا رقو لوم

الام لوؤي شكة إل قوف :إن اجتمكواء ا ا
وم ترج عَنْ أقَاوِيلِهِمْ» وَإِنْ قَالَ أَحَدُهُمْ و بحَلِفْهُ عَيْرُ أَحذنًا بمَؤله'.

-

وَلَمّا كان أئ الصّحَابَةِ عِنْدَ الشَّافِعِيٌ حَذِهِ الْمََا مَكَابٍَ قَال ف ف الَْدِيدٍ في كناب رض ف
مِيراثِ الْحَدٌَ وَالْإِحْوَةٍ: "وَهدًا مَذْمَتْ تَلْمَّيْئاهُ عَنْ رَيْدِ بْنِ نَاِتِء وَعَنْهُ أَحَذَنَا أَكْثرَ الْمرَائْضٍ
وقَالَ: 'والْقِيَاسْ عِنْدِي قَثْلُ الراهب لَوْلَا مَا جاء عَنْ أبي بكْرٍ-رَضِي الله عَنّة- ". فَمَركُ 5
القِيّاسٍ لِقَول الصّديق

هو-
0
6

وَقَالَ في روايَة الربيع ع 'وَالِْدْعَةُ كُمَا َالَف كتابًا أو سُنََ
رَسُولٍ اللَّهِ-صَلَّى الل عَلَيْه وا
فَجَعَلَ ما خَالَفَ قَوْلَ المّحَايٌ بِدْعَةَ" وَدِكْرُ نُصُوص الشَافِعِيَ عِنْدَ ذِكْرٍ ترم الْمَنْوَى

بخلافي مَا أَفْى به الصَّحَابَة وَوُحُوبُ اتَّبَاعِهِمْ في فَتَاوِيهِمْ وَأَنْ لا يَخْرْجَ من جْثلة أَقوَائيِةْ وأَنَ

الْأَئمَةَ مُتَفِقُونَ عَلَى دل
"وانمق وتل الفتكيكا لفتتيفانة أخذ والمتمكوة أن أَحَدًا بمّنْ بَعْدَهُمْ لا يُسَاوِيهِمْ في رَيهِمْ

6و داو

وَكيْفَ يُسَاوِيهِمْ وَقَذ كَانَ أَحَدُهُمْ يَرَى التأي رل إذفررة يْوَافَمَته؟ كما َأَى عْمَرُ 5 اماق

0 تُضرّب أَعَتَاقُهُمْ مزل الْقُآنُ بُواقَقيد؛ ورأى أنْ َكب نساء انم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

هََ
7ك آ20

مَ-فَتَرَلَ الْعَآنُ يَوَافَمَته وَرَ أى : يَتُخِلَ مِنْ مَعَام إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى فَنَرَلَ الْهُرآنُ ُوَافَمَته؛
قال لِتساءٍ اتن -صَلَى الله عَليْهِ وسَلَّم- لكا تمعن ف الْيْرة عَلَيِْ (حَسَى رَله إِنْ طلَفْكُنٌ
تر زو كاسم ا مُؤْمِئَاتٍ 1 [التحريم: 5] فَتَيَلَ الْقُرَآنُ بمُواقَقَيه 0

22

تُوْقّ عَبَدُ اللّه : 5م سُولٌ اللَهصَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّملِيُصَلَّيَ عَلَيْه فَقَامَ عُمَرُ فَأَعَدَ
كَوْيهِء فَقَالَ: يا وَسُولَ الله نه ل دوا اللا علي شل قا نيل

اللَّهُ عَلَيْهِ: 1 نص عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدَا ولا تَقُمْ عَلَى قَبْروِ [التوبة: 8].

اي ل م قُرَيْظَة: إن

ع 2

أنْ تُقْمَلَ "مُفَاتلتَهُْ وَشُسى ذَرَيَاتْهُمْ وَثُعْتَمَ أَمْوَاحُْ فَقَالَ النَينُ ة اللفي وقمك
((لَقَدْ حكنت فيهم بعكم اللَّهِ مِنْ فَْقِ سَبْع سماواتٍ)).

وَلَعَا احْمَلَقُوا إِلَ ابْن مَسْعْودٍ شَهْرَا في الْمُمَوَضَةٍ قَالَ: أَقُولُ فيا برأبِيء فَإِنْ يَكْنْ صُوَابا
َمِنْ الله وإِنْ يكُنْ حطأ في وَمِنْ الشَّيْطَانِء وللَّهُ وََسُولَه بَرِيءْ مِنْه أَرَى أَنَّ ها مَهْرَ
نِسَائِهَا لا وَكْس ولا شَطَطء وَطَا الْميراث؛ وَعَلَيْهَا الْعِدَّم فَقَامَ ناس مِن أَشْجَع فَمَالُوا: نَشْهَدُ
ا م-قَضَى في امْرَاةٍ ما يُقَالُ طنَا بروَعَ بِنْتْ وَاشِقٍ مِثْلَ ما
قَضَّيّت به فَمَا فرِحَ ابْنُ ف ا 0

وَحَقِيقٌ بمَنْ كَانث آرَاؤْهُمْ بَذِهِ امن أن يَكُونَ رَأيهُمْ لَنَا حيرا من رَأَْنَا لأَنْفْسِنء وَكيِفَ
لا وَهُوَ اليأي الصَاوِرُ مِنْ قُلُوبٍ مملَِة توا وَإِمَانَا وَحِكْمَةً وَعِلْمَا ومَعْرفَةَ وَقَهُما عَنْ الل
وتشولة ونَصِيحة لام وَفلُوبِهُمْ على كلب بيهم ولا وايسطة بَْنهُمْ وبين وهُمْ يَنْقْلُونَ

وَالْإِمَانَ مِنْ مِشْكَاة النبوَةِ عضا طربًا 4 يَسْبْهُ إِشْكَالُ و1 يَسْبْهُ حلاف و1 تُدَنْسَهُ

مُعَارَضَةٌ فَقِيَانْ أي غَيْهِمْ بآرَائهم مِنْ أَفْسَدٍ د الّقيَاسِ" 1"
فأهل السنة يتميزون باعتقادهم أن الصحابة-رضوان الله عليهم- ْم يكن أحدٌ منهم على
بدعة» وما غُرفوا بذلك برغم ظهورٍ بعض الفرق فْ زمانهم كا خوارج والقَّدَرِيَة والشيعة ونحو
ذلكء, ومع ذلك ما عُرِفَ عن أحدٍ من أصحاب النبي أنه قد حادٌ عن هذا الطريق.
ونؤمنٌ بأن أصحاب النبي كما وصفهم ابن مسعود حينما قال: "من كان مُسْتَناء فَلْيَسْئنٌ من
قد ماثء فَإنَّ لحي لا تؤمن عليه الفتنة" وكما أَيْر عنه حيث قال: "إنا نقتدي ولا نبتدئ»

إل را

ونتبع مم ولا نبتدع .
وقد نمى عن الافتراق عن هذا الطريق وهذا السبيل» والمعالم بحمد لله تعالى واضحة؛ مرحعيةٌ
استقامَ عليها الأوائل وحفظوها لنا بأسانيدها الصحيحة الثابتة ونقلوها لناء وأصبحت-بحمد

5 إعلام الموقعين /١‏ 514".
"١‏ أخدريحةه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة /١(‏ 955)

الله تعالى -ميراثاً سليماً من كل بدعةٍ ومن كل شائبة يتوارثه أهل السنّة جيلاً بعد حيل» وينقله
الخيازٌ من هذه الأمة, ينقله ورثةٌ الأنبياء لك حيلٍ من هذه الأجيال.
فلذلك لا عجب أن يتسمٌ هذا المنهج بثباته وعدم اضطرابه ولا عجب أن يتسمّ هذا المنهج
بلزوم كلام الله وبلزوم كلام رسوله؛ ولا عجب أن يستمرٌ هذا الإسناد محفوظاً جيلاً بعدَ
فهذه هي مرجعيةٌ أهل السئًّة التي بحمد الله تعالى تُقلِت لنا في كتب الاعتقاد» ولزِمّها أهلُ
السنّةِ على مدى هذه الأزمانٍ وعلى هذه الأعصار.

قال ابن تيمية: كان اليُمْرِيُ يَقُولُ: "كان عَلَمَاْنَا يَقُولُونَ: الاعْتِضَامٌُ بِالسُنَةِ هُوَ
النَّجَاةٌ" 4

وََالَ َالِكٌ: "الشنَةُ سَفِيئَةُ وح مَنْ ركِيَهَا كاوق كل عنها عرف" .نم

00

وَذَلِكَ أن السْنَةٌ وَالشّرِيعَة وَالْمِنْهَاجٍ: هُوَ الصّرَاطٌ الْمُسْتَقِيمُ الّذِي يُوَصلْ الْعِبَادَ إل اللّه.

31

وَالئَسُولُ: هُوَ الدَلِيل اَادِي الريث في هَذَا الصَّرَاطٍكمَا قَالَ تَعَالى :«إإنَا أَرْسَلْتَاكَ شَاهِدًا
وَمُبَشّرًا وَتَذِيرًا وَدَاعِيًا إل اللّهِ بِإذْنهِ وَسِرَاجًا مُنيرٌ؟» [الأحزاب 45] .وَقَالَ تَعَالَ :للْوَإِنكَ
تَهْدِي إِلّ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطٍ الل الَذِي لَهُ ما في السَمَاة وَاتِ وَمَا في | الْأَرْضٍ ألا إلى الله

اه [الشورى *5»؟د] وَقَالَ تَعَالَ :وَأَنَ هذا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَعُوهُ ولا
تتَعُوا السْبل فَتَمَرَقَ بِككُمْ عَنْ سَبِيلِهِ؟ [الأنعام +6 ]١‏

00 ا عط لها :يطول اللو اسك نعليو وجل كما © قال:
»هذا سَبِيلُ لوده © خط قد خطوط 2 ينه وَعَنْ ماله كَالَ: » هَذِهِ سُبْلْ-قَالَ يَزِيدٌ:

4 مجموع الفتاوى (5/ 17ه).
ذم الكلام للهروي (5/ )8١‏ وانظر مجموع الفتاوى (5/ 517).

مُتَقَرَقة-حَلَى كُلّ سَبيلٍ مِنْهَا سَيْطَانٌ يَدْعُو إلَيْهِ .<«ث قَرَا :«إوأن هذا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
َاتْعُوهُ ولا تتّْعُوا السْبُل فَتَفَدَقَ بَككُمْ عَنْ سَبِيلِه4 [الأنعام +« ]١‏ 910" ؟

والجماعة هي من جمعت أربع حصال:

.عامجإلا-١‎

؟ -عدم الفرقة.

«-المنهج المتبع.

-القدوة.

والطائفة الناحية قد توفرت فيها هذه الأمور» فهي مجتمعة على الحق المدلول عليه
بنصوص الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح, وهي غير متفرقة لاعتقادها لزوم الاحتماع
على إمام» وهي ذات منهج واضح المعالم محدد الغاية» وقدوتمم هم أفضل وخيار هذه الأمة؛
وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان ممن رفع الله مقامهم وأعلى قدرهم, كما قال
تعالى: «وَالِسَابِقُونَ الْأَولُونَ مِن الْمْهَاحِرِينَ وَالْأَنصَار وَالّذِينَ انَبَعْوهُم بِإِحْسَانٍ بَضِي الله
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْةُ [التوبة: .]٠٠١‏

وقال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: «خير القرون قرنيء ثم الذين يلونهمء ثم الذين
يلوتهم». 7"

وقال عنهم لما سئل من هي يا رسول اللّه؟ قال: « ما أنا عليه وأصحابي5؟١»‏

وكل هذا يؤول إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «من كان على مثل ما أنا عليه

وأصحابي«. وفي رواية: »هى الجماعة». ٠١٠.‏

“' أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم )4١47(‏ (7/ 700 وقال الألباني صحيح انظرء السنة لابن أبي عاصم (ومعه
ظلال الجنة في تخريج السنة بقلم: محمد ناصر الدين الألباني) )١ /١(‏

"'مجموع الفتاوى؛/ 7ه-/اه

*"تقدم تخريجه

''تقدم تخريجه

'"تقدم تخريجه

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
"ترك البدع وكل بدعة فَهِيَ ضَّلالة".
الشرح
بعد أن بيّن المصنّف-رحمه الله تعالى-وجوب لزوم السنّة» وأن طريق السنّة
هو لزومُ طريقٍ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, فمَن أرادَ الاستقامة على شرع
الله عز وجل وعلى دين الإسلام فعليه بالتمسكِ بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك إنما يكون بماا كان عليه فهمُ السلفٍ الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي
التابعين.
ذكرٌ المصنّف هنا ما يقابل السنّة وهي البدعة» والبدعة في أصل اللغة: الشيء
المبتدّع هو الشيء المخترع على غير أَثر سابق''؛ أو على غير مثالٍ سابق» ومن
هذا المعنى قوله تعالى: هفل ما كنث بِذْعًا مّنَ الرُسّْلٍ#[الأحقاف:1] فالنبي صلى
لله عليه وسلم لم يكن أولٌ الرسل وإثنا قد كان من قبله عدة كبية من أنبياء الله
ورسله صلوات الله وسلامه عليهم.
وهكذا قول الله تعالى: مإبَدِيعُ السَّمَاوَاتٍ وَالأَرْض [البقرة:١]‏ أي أن الله
عز وجل خلق السماواتٍ والأرض على غيرٍ مثالٍ سابق» فهذا معنى البدعة في
اللغة.
والشيء المبتدّع يطلق على أمرين:
الأمر الأول: أمرٌ مبتدّع في أمور الدنيا كالمخترعات التي يخترعها البشر في
مصالح دنياهم.

والأمرُ الثاني: الأمر المبتدع في أمر الدين.

'” انظر الاعتصام للشاطبي /١(‏ 7”5177)

فما يتعلق بأمرٍ مصالح الناس من مخترعاتهم كوسائلي تنقلاتمم وما يتعلق
بمساكنهم» وما يتعلق بأدواتحم ونحو ذلك؛ فهذا لا شأنَ له بهذا الأمرء وَإِنما الكلامُ
هنا عن الابتداع في الدين.

ومعلومٌ أن الابتداع في الدين أمرٌ محيّم؛ والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا
وقال: ((وإياكم ومحدّثات الأمور فإن كل محدَثةٍ بدعة» وكل بدعةٍ ضلالة"")) فما
استنى النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من البدع» ولا حجة لقائلٍ في قول عمر

العم

رضي الله عنه في شأنٍ التراويح: "تعيت البائعة هي

فالتراويح لم تكن أمراً على غير مثالٍ سابق فقد صلى النبي صلى الله عليه
وسلم بأصحابه التراويح ولكن النبي صلى الله عليه وسلم رأفةَ ورحمة بأمته لم
يستمر بحم حشية أن تُفْرَضَ عليهم؛ فالتراويح لم تكن أمراً مبتدّعاً من الناحية
الشرطية واسعمال: عر ذه اللفظة انهو الستسمال مق حدينت الس اللفوي :لا
أكثر 4"

فالبدع منهيئٌ عنها جملةَ وتفصيلا» وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ” '))» والناس لم يبتدعوا بدعةٌ قط
حتى تركوا من السنّة مثلهاء فهذا هو الواقع المعاّش؛ أنه ما أحييت بدعة إلا

0

وأميتت سنَّة» والإنسان عليه أن يسألّ نفسه هل استطعنا أن نقومٌ بالواحباتِ كما
ينبغي وبسنن النبي صلى الله عليه وسلم كما كان ينبغي وبقي عندنا فضلا وزيادة
من الوقتٍ والجهد لنبحث عن زيادة على تلك الواحبات وتلك السنن؟!.

""انظر: مسند الإمام أحمد» مسند الشاميين» حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه» حديث رقم 215/817 وقال
الشيخ الألباني حديث صحيح في السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم 18؟/ 75ه.

""انظر: موطأ مالك» كتاب الصلاة في رمضانء باب: ما جاء في قيام رمضان» حديث رقم 49؟ وأخرجه البخاري
بلفظ نعم البدعة هذه في كتاب التراويح» باب من قام رمضانء» برقم .١8/8١‏

؛" انظر الفتاوى الكبرى لابن تيمية (؟/ 47)» والشاطبي في الاعتصام .)55٠١ /١(‏

*"انظر: صحيح البخاري كتاب الصلح, باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود» حديث رقم ”51١7‏

أعتقد أن جواب كل واحدٍ منّا أننا على تقصيرٍ كبير في شأن الواحبات
وتفريط أكبر في شأنٍ السنن والنوافل» والواحدٌ من لو تأملّ في صلاة الفريضة كيف
اها وكين ضلاها لبكن .على اله وعلك 'نفسه من تقضيرة في أداتها وبالتاق
هل الناس استطاعوا أن يؤدُوا الواحبات والسئن لينتقلوا بعد ذلك إلى أمورٍ أخرى؟

فما بالك إذا كان إِحياءٌ البدعة حتماً ولابد أن يكونّ في مقابله إماتةٌ للسنّة
فأولئك الذين يبتدعون في الأذكار بعد الصلوات كالذكر الجماعي؛ لما انشغلوا أو
شغلوا تلك الأوقات بأذكارٍ جماعية كان هذا في مقابل إماتة السئّة الي كان عليها
النبي صلى الله عليه وسلم في ذكره بعد الصلاة.

فما داموا شغلوا تلك الأوقات بتلك البدع كان في مقابل ذلك إماتةٌ للسنّة
وهكذا فقِس؛ كلما أحييّت بدعة أُمِيت في مقابلها سئَّة فهذا مما يدل على أن
من شرٌ هذه البدع ومن خحطرها أن فيها إماتةٌ للسنّة» ويصل الحال ببعضهم إلى
أن يرى السنّة بدعة والبدعة سنّة لأنه أَلِفَ البدعة ونشأ عليها وما يُوْنّى إليه بأمرٍ

من السنّة ينكره ويرى أنه هو البدعة فتنقلث عنده الموازين."7

المتن

قال المصنف-رحمه الله تعالى-: "وترك الْخُصُومَات فى الدّين".

الخصومة: هي لحاجٌ في الكلام ليستوفي به مالاً أو حمًا مقصودّاء وذلك تارة يكون
ابتداءٌ أو اعتراضاء بخلاف الراء فَإنّه لا يكون إلا باعتراض على كلام سبق

والخصومة نتيجة طبيعيّة للجدال والمراء والمتوض في الباطل.

'" انظر الاعتصام للشاطبي )٠١ /١(‏

وهذه الخصومة يعني كما الخصومة بالباطل أو بغير علم» فصاحبها مُتوعد بسخط
الله تعالى؛ فقد أحرج الإمام أحمد وأبو داود والحاكم عن عبد الله بن عمر رضي
الله عنهماء أنَّ انبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث له: ((ومّن خاصّم في
باطل وهو يعلمه» لم يزل في سخط الله حتى ينزع» ومّن قال في مؤمنٍ ما ليس
فيه» أسكنه الله ردغة اتا" حقى بخرج م قال» وليس ار

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إيّاكم والخصومة؛ فإنما تمحق الدّين" *”
ويقول الأتحتف ين “قيس رخنة الله: "كدرة النصومة تيت التفاق فق 'القلبى".*
وقول معاوية ين 853 كلد الله "إياكم بوهذه التصومات) أفإعا تخبط الأعمال "1
قال عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه: "مَن جعل ديئّه غرضًا للخصومات» أكثر
1 اع

ويحسن هنا التعريف بعنى الحدال والمراء باعتبارها كلمات تتعلق أيضًا بلفظ
الجدل لغة: اللدد في الخصومة والقدرة عليهاء وحادله أي: خاصمه. محادلة
عذال ويد اوقا بك ‏ مه باللتجة ولعادلةالناكارة والعاضية: ادال
الخصومة؛ مى بذلك لشدته '*

""ردغة الخبال: عصارة أهل النار.

*" (صحيح الجامع: 1195).

'"(شرح أصول اعتقاد أهل السسّنّة والجماعة للالكائي: ؟/ .)١١17‏

'“(شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة للالكائي: ؟/ 9؟١).‏

'“(شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة للالكائي: ؟/ 9؟١).‏

'“أخرجه ابن أبي الدنيا كتاب الصمت وآداب اللسان ص5١١»‏ وأخرج الأثر ابن سعد في الطبقات 5/ 2707١‏ وأحمد
في الزهد ص 07.*» واللالكائي في السنة 2١55 /١‏ والدارمي في السئن »4١ /١‏ والفريابي في القدر ورقة أ/ 255 وقال
محقق كتاب الصمت رجاله ثقات الحاشية ص .١١5‏ والآحري في الشريعة: .)١85 /١‏

"“((مجمل اللغة)) لابن فارس »)١١19(‏ ((لسان العرب)) لابن منظور )٠١8 /١١(‏

معنى الجدل اصطلاحًا:
فالذوم الأنيزة واكقة ل كنايزة الشكدرالليكة واليهاذلة: المناظرة والمخا مم
قال الراغب: (الْجِدَال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة). ©
وقال الجرحاني: (الجدل: دفع المرء حصمه عن إفساد قوله: بحجة» أو شبهة» أو
يقصد به تصحيح كلامه) .5
وقال أيضًا: (الحدال: هو عبارة عن مراء يتعلّق بإظهار المذاهب وتقريرها) ”4

© تعريف المراء.
معنى المراء لَغة:
المراء: الجدال. والتماري والمماراة: المحادلة على مذهب الشلكٌ والريبة» ويقال
للمناظرة: ماراة» وماريته أماريه مماراة ومراء: جادلته5؛
معنى المراء اصطلاحًا:
المراء: هو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه؛ والباعث على ذلك الترفع
م
وقال الحرجاني: (المراء: طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه» من غير أن يرتبط
به غرض سوى تحقير الغير). '"
وقال الحروي عن المراء: هو (أن يستخرج الرجل من مناظره كلامًا ومعاني الخصومة
وغيرها) ."7

““النهاية في غريب الحديث والأثر 54/8/1١‏ 7.

* المفردات في غريب القرآن» ص .١184‏
' التعريفات» ص 75.

"* التعريفات» ص 75.

*؛ لسان العرب» لابن منظور (718/ )١5‏ المصباح المنير» للفيومي (579/ 7).
' التعريفات الاعتقادية» لسعد آل عبد اللطيف» ص0 5؟.

'* التعريفات» ص ١5‏ ؟. تحذيب اللغق» (4 ١؟/ .)١5‏

'* تمذيب اللغق» 5 ١٠؟/ .١6‏

-الفرق بين الجدال والمراء:

قيل: هما بمعنى واحد.

غير أن المراء مذموم؛ لأنه مخاصمة في الحقٌّ بعد ظهوره» وليس كذلك الحدال. ”*
ولا يكون المراء إلا اعتراضاء بخلاف الحدال» فإنّه يكون ابتداء واعتراضًا. "*
ينقسم الحدال إلى قسمين:

١-الجدال‏ المحمود:

وهو الذي يكون الغرض منه تقرير الحقٌ» وإظهاره بإقامة الأدلة والبراهين على
صدقه؛ وقد جحاءت نصوص تأمر بهذا النوع من الجدال» وقد أمر الله نبيه صلى
الله عليه وسلم بمذا الجدال في قوله تعالى: اذْعٌ إلى سَبِيلٍ رَبك بك بِالْكْمَة وَالْمَوْعِظَةَ
الَسنَة وَجَادُِم الي هِي أَحْسَنُ [النحل: .]١١‏ وقال جل في علاه: ولا بُحاوِلُوا
أَمْلَ الكِتابٍ إلا بالّي هي أخشن إلا ادي ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت: 45].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((جاهدوا المشركين بأموالكم» وأنفسكم,
وألسنتكم)). 4*

وقد حصل هذا النوع من الجدال بين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وبين
الخوارج زمن علي بن أبي طالب بأمر علي» فأقام عليهم الحجة وإفحامهم؛ فرحع
عن هذه البدعة خلق كثير**. وكذلك مجحادلة أحمد بن حنبل للمعتزلة» ومجادلات
ابن تيمية لأهل البدع.

” الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري» ص .١5/‏

'* الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري» ص .١59‏

“*رواه أبو داود (4 ,)55٠‏ والنسائي (097*)» وأحمد (*/ .]١5778( )١١4‏ قال الحاكم صحيح على شرط
مسلمء ووافقه الذهبي» وصححه ابن حزم في ((أصول الأحكام /١‏ 707)). وصحح إسناده النووي في رياض الصالحين
ص 5717.

** رواه النسائي في ((السنن الكبرى)) (5/ )١58‏ (855)» والطبراني /٠١(‏ 917 ؟) | )٠١538(‏ والحاكم (؟/
5 و«اللفظ له؛ والبيهقي (8/ .)171١85( )١179‏ وصحح إسناده ابن تيمية في ((منهاج السنة)) (8/ »)57٠0‏

؟ -الحدال المذموم:

هو الجدال الذي يكون غرضه تقرير الباطل بعد ظهور الحقٌّ» وطلب المال واللحاه
وقد جاءت الكثير من النصوص و«الآثار التي حدَّرت من هذا النوع من اللحدال
وتحت عنه؛ ومن هذه النصوص:

قوله تعالى: وَمِنَ النّاسٍ من يُحَادِلُ في الل عير عَم وبنَعْ كُلَ سَيْطانٍ مَرِيدٍ [الحج:
7 ].

وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُحَادِلُ في الله بعبْرٍ عِلْمِ ولا هُدّى ولا كِتَابٍ مُييرٍ
[الحج: 6].

وقالة فنيق نه ها ادل قِ آيَاتِ الله إل الذي كُمَدُوا قلا يَعْرْرْكَ لي ف الْبلادٍ
[غافر: 5].

وقال صلى الله عليه وسلم: «المراء في القرآن كفر)).؟*

وقال ابن عثيمين: (المحادلة والمناظرة نوعان:

النوع الأول: محادلة ثماراة: يماري بذلك السفهاء» ويجاري العلماء» ويريد أن ينتصر
قوله؛ فهذه مذمومة.

النوع الثاني: محادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور بما)."*

وقال الهيثمي في ((بجمع الزوائد)) (5/ 5 ) رجاله رجال الصحيح؛ وحسنه الوادعي في ((الصحيح المسند))

.)7119

'* رواه أبو داود (5707)» وأحمد (؟/ )"٠٠0‏ (7417)» وابن حبان /١(‏ 775) (4/). صححه النووي في ((التبيان))
(585)» وحسنه ابن القيم في ((تحذيب السنن)) /١7(‏ 757)» وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5741)

/اه العلم ص 1

وقال الكرماي: (الجدال: هو الخصام» ومنه قبيح وحسن وأحسن؛ فما كان
للفرائض فهو أحسنء وما كان للمستحبات فهو حسن,ء وما كان لغير ذلك فهو
000

فهذه الخصومات وهذا الجدل وهذا المراء أمرٌ محدّث لا يُوجد إلا الشك في
القلوب ويبعد عن الحق» ومهما حصل من نفع منه في بعض الأحيان» فهو يسير
لكن شره وفير» وقد يقول هؤلاء: نحن نخاصم به أهل الباطل» الذي لا يؤمن
بالقرآن والسئّة» وهذه حجة باطلة فهؤلاء لا الإسلام نصروا ولا الباطل كسرواء
فالقرآن» خاطب الكفار وخاطب المشركين وخاطب أهل الكتاب» خاطبهم بقال
الله وقال الرسول» وفيه من الحجج والبراهين ما يكفي لبيان الحق ودفع الباطل»
ففي القرآن والسنّة من الأدلة العقلية واليقينية ما يغني ويشفي ولسنا بحاجة إلى
اللمشر وذ إل هلم كاام:

المنن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
"والسّنة تفسر الْقُرْآن وَهِي دَلَائْل الْقُرْآنء وَلَيْسَ في السّنة قياس وَلَا تضرب لَهَا
لْأمْتَال وَلَا تذرك بالعقولء وَل الْأَهْوَاءء إِنَمَا هُوَ الإتباع وترك الهوى".

الخرج
قول المصنف: "وَالسّئة تفسر الْقُرْآن وَهِي دَلَائْل الْقُرْآن"
بيان أن السنَّة التي جاء بما انني-صلى الله عليه وسلم-هي مثل القرآن في كوتما من الله
تعالى» وف كونما حجة, وفي كوتما ملزمة للعباد» وحدّر من الاكتفاء بما في القرآن وحده
للأذ به والانتهاء عن تميه» وبيّن مثالا لحرام ثبت في السنَّة ولم يأت له ذكر في القرآن» بل

في القرآن إشارة لحله» وكل ذلك في حديث واحدٍ صحيححَن الْمِقْدَامِ بْن مَعْدِي كرب عَنْ

“* فتح الباري لابن حجر /١١‏ 715

هو ي 1
أَنَدُ قال ١:‏

شرل ال عد له عله ول
ل حَذّا الْقّْآنِ قَمَا وَحَدْتْ فيه مِنْ حَلَالٍ فَأَجِلوهُ وَمَا
وَحَدْتمٌ فيه مِنْ حَرَام مَحَرْمُوهُ ألا لا يحل لَكُمْ لَحُمْ الجمَارٍ الْأَهْلِيَ ولا كل ذِي نَابٍ مِنْ
السّبع))'”
وهذا الذي فهمه الصحابة رضي الله من دين الله تعاللى:
فعن عبد الله قال: "لعن الله الوانمات والمستوثمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات
خلق الله" فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لما أم يعقوب فجاءت فقالت: إنه بلغني أنك
لعنت كيت وكيت» فقال: ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هو في
كناب اللهة فقنالت:القد قراث ماين اللوحين فما وحدت فيه ها تقول: قال: للَن كنت
قرأتيه لقد وجدتيه؛ أما قرأت: [وما آتاكم الرسول فخذوه وما نماكم عنه فانتهوا) [الحشر
الآية: 1]؟» قالت: بلى» قال: فإنه قد نمى عنه. قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه» قال:
فاذهبي فانظري» فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئاًء فقال: لو كانث كذلك ما
جامعتنا" >
وهو الذي فهمه التابعون وأئمة الإسلام من دين الله تعالى» ولا يعرفون غيره» أنه لا فرق بين
الكتاب والسمّة في الاستدلال والإلزام» وأن السئة مبينة ومفسرة لما في القرآن.
قال الأوزاعي عن حسان بن عطية: " كان جبريل ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
والسنّة تفسر القرآن.
وقال أيوب السختياني: "إذا حدّث الرحل بالسنّة فقال: دعنا من هذاء حدّثنا من القرآن:
فاعلم أنه ضال مضل".
وقال الأوزاعي: قال الله تعالى: [ من يطع الرسول فقد أطاع الله وقال ( وما آتاكم الرسول

فخذلوه 0

رواه أبو داود (5 »)55٠‏ وصححه الألباني في "صحيح أبي داود."
5 رواه البخاري (5 »))55٠0‏ ومسلم .)5١55(‏

وقال الأوزاعي: قال القاسم بن مخيمرة: "ما توفي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
حرام: فهو حرام إلى يوم القيامة» وما توت عنه وهو حلال: فهو حلال إلى يوم القيامة"''
يقول الإمام أبو عبد الله محمد بن أبي زمنين "5 ٠‏ - 95«ه": "اعلم رحمك الله أن السنة
دليل القرآن» وأتما لا تدرك بالقياس, ولا تؤحذ بالعقول» وإنما هي في الاتباع للأئمة؛ ولما
مشى عليه جمهور هذه الأمة""٠‏
وقال ابن القيم-رحمه الله-: "فقد بِيّن الله-سبحانه-على لسان رسوله بكلامه وكلام رسوله
جميع ما أمره به» وجميع ما تحى عنهء وجميع ما أحله. وجميع ما حرمه» وجميع ما عفا عنه,
وكمذا يكون ديثه كاملا كما قال تعالى: [اليوم أكملت لكم دينكم وأتهمت عليكم
000

ولذلك حرص أهل السنة على حفظ السنة ورعايتها وصيانتها والذب عنها وما ذلك إلا
لعظم مكانتها ومنزلتها في الدين» ويقول الإمام أبو نصر السجزي "ت 4:44ه'": "ولا
حلاف بين العقلاء في أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعلم بالعقل» وإِنما تعلم
بالنقل". 54

وقال: "... فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله فإن أتى بذلك علم
صدقه؛ وقبل قوله» وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف, علم أنه محدث زائغ". ٠”‏
وقال أبو المظفر السمعانى "54/69ه": "... فلابد من تعرف ما كان عليه رسول الله صلى الله

عليه وسلم وأصحابه» وليس طريق معرفتنا إلا النقل» فيجب الرحوع إلى ذلك...".57

'" انظر:"الآداب الشرعية" (59/ 107.").

.)5١ /١( أصول السنة‎ 7

.)55٠ /١( "إعلام الموقعين"‎ >

4 الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص 14).
5" الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص .)١١‏
7 الانتصار لأهل الحديث (ص .)١55‏

قد ذكر العلماء أوجهاً لبيان السنة للقرآن» ومنها: أتما تأ موافقة لما في القرآن» وتأنى مقيدة
لمطلقه» ومخصصة لعمومه؛ ومفسرة محمله» وناسخة لحكمه؛ ومنشئة لحكم جديد» وبعض
العلماء يجمع ذلك في ثلاث منازل

قال ابن القيم-رحمه الله-: "والذي يجب على كل مسلم اعتقاده: أنه ليس في سنن رسول الله
صلى الله عليه وسلم الصحيحة سنَّة واحدة تخالف كتاب الله بل السنن مع كتاب الله على
ثلاث منازل:

المنزلة الأولى: سنّة موافقة شاهدة بنفس ما شهد به الكتاب المنزل .

المنزلة الثشانية: سئّة تفسر الكتابء وتبين مراد الله منه» وتقيد مطلقه
المنزلة الغالفة: سنّة متضمنة لحكم سكت عنه الكتابء فتييّنه بياناً مبتداً
ولا يجوز رد واحدة من هذه الأقسام الثلاثة» وليس للسنة مع كتاب الله منزلة رابعة
وقد أنكر الإمام أحمد على من قال "السنة تقضي على الكتاب" فقال: بل السنّة تفسر
الكناب وتبينة:

والذي يشهد الله ورسوله به أنه لم تأت سنّة صحيحة واحدة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم تناقض كتاب الله وتخالفه ألبتة» كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين
لكتاب الله وعليه أنزل» وبه هداه الله وهو مأمور باتباعه وهو أعلم الخلق بتأويله ومراده ؟!
ولو ساغ رد سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فهمه الرحل من ظاهر الكتاب لردت
وما من أحد يُحتج عليه بسئّة صحيحة تخالف مذهبه ونحلته إلا ويمكنه أن يتشبث بعموم آية»
أو إطلاقهاء ويقول: هذه السنة مخالفة لهذا العموم والإطلاق فلا تقبل
حتى إن الرافضة قبحهم الله سلكوا هذا المسلك بعينه في رد السنن الثابتة المتواترة» فردوا قوله
صلى الله عليه وسلم ((لا نُورث ما تركنا صدقة)) وقالوا: هذا حديث يخالف كتاب الله قال
تعالى: [ يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) .

وردت الجهمية ما شاء الله من الأحاديث الصحيحة في إثبات الصفات بظاهر قوله: ليس
كملة فى 1 .

وردت الخوارج من الأحاديث الدالة على الشفاعة؛ وخروج أهل الكبائر من الموحدين من
النار بما فهموه من ظاهر القرآن.

وردت الحهمية أحاديث الرؤية مع كثرتما وصحتها بما فهموه من ظاهر القرآن في قوله تعالى:
إلا تدركه الأبصار].

وردت القدرية أحاديث القدر الثابتة بما فهموه من ظاهر القرآن .وردت كل طائفة ما ردته
من السنة بما فهموه من ظاهر القرآن.

فإما أن يطرد الباب في رد هذه السنئن كلهاء وإما أن يطرد الباب في قبوطاء ولا يرد شيء منها
لما يفهم من ظاهر القرآن» أما أن يرد بعضها ويقبل بعضها-ونسبة المقبول إلى ظاهر القرآن
كنسبة المردود-: فتناقض ظاهر.

وما مِن أحد رد سنّة بما فهمه من ظاهر القرآن إلا وقد قبل أضعافها مع كونما كذلك.

وقد أنكر الإمام أحمد والشافعي وغيرهما على من رد أحاديث تحريم كل ذي ناب من السباع
بظاهر قوله تعالى: قل لا أحد في ما أوحى إلى محرماً] الآية

وقد أنكر البي صلى الله عليه وسلم على من رد سدّته التي لم تذكر في القرآن» وم يدّع
معارضة القرآن لما: فكيف يكون إنكاره على من ادعى أن سئّته تخالف القرآن وتعارضه؟"17

وللشيخ الألباني-رحمه الله-: "الله تبارك وتعالى اصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم بنبوته»
واختصه برسالته. فأنزل عليه كتابه القرآن الكريم» وأمره فيه-في جملة ما أمره به-أن يبينه
للناس» فقال تعالى: [وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما ثُرّل إليهم] [النحل الآية: 4 4])

والذي أراه أن هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة يشتمل على نوعين من البيان:

""الطرق الحكمية" (ه5 -5107).

الأول: بيان اللفظ ونظمهء وهو تبليغ القرآنء وعدم كتمانهء وأداؤه إلى الأمةء كما أنزله الله
تبارك وتعالى على قلبه صلى الله عليه وسلم» وهو المراد بقوله تعالى: إيا أيها الرسول بِلّعْ ما
أنزل إليك من ربك] [المائدة الآية: 71]» وقد قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - في
حديث لها "ومن حدثك أن محمداًكتم شيكاً أمر بتبليغه: فقد أعظم على الله الفرية", ثم تلت
الآية المذكورة" - أخرجه الشيخان -.

وني روايةالمسلم: "لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيا أمر بتبليغه لكتم قوله
تعالى: [وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجحك واتق الله وتخفي
في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه] [الأحزاب الآية: /1].

والآخر: بيان معنى اللفظء أو الحملة» أو الآية الذي تحتاج الأمة إلى بيانه» وأكثر ما يكون
ذلك في الآيات المحملة؛ أو العامة» أو المطلقة» فتأتي السنّة فتوضح المحمل؛ وتُخصّص العام
وتقيّد المطلق» وذلك يكون بقوله صلى الله عليه وسلمء كما يكون بفعله وإقراره
وقوله تعاللى: [ والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما] |المائدة الآية: ]» مثال صالح لذلك؛
فإن السارق فيه مطلقٌ كاليد» فبينت السنّة القوليّة الأول منهماء وقيدته بالسارق الذي يسرق
ربع دينار بقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً ). أخرجه
الشيخحان.

كما بينتٍ الآخَرٌ بفعله صلى الله عليه وسلم أو فعل أصحابه وإقراره» فإنحم كانوا يقطعون يد
السارق من عند المفصلء كما هو معروف في كتب الحديث؛» وبينت السنة القوليّة اليد
المذكورة في آية التيمم: [فامسحوا بوجوهكم وأيديكم] [النساء الآية: 4] و [المائدة
الآية: 5]» بأنتما الكف أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم: ((التيمم ضربة للوحه والكفين)).
أخرجحه أحمد والشيخان وغيرهم من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما
وإليكم بعض الآيات الأخرى التي لم يمكن فهمها فهماً صحيحاً على مراد الله تعالى إلا من
طريق السنة:

المثال الأول: قوله تعالى: [الذين آمنوا ول يلبسوا إعاتحهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم
مهتدون] [الأنعام الآية: 85]» فقد فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قوله( بظلم )
على عمومه الذي يشمل كل ظلم ولوكان صغيرء ولذلك استشكلوا الآية فقالوا: يا رسول
الله يا لم يلبس أيمانه بظلم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((ليس بذلكء إنما هو الشرك؛ ألا
تسمعوا إلى قول لقمان: [إن الشرك لظلم عظيم) إلقمان الآية: ]١‏ أخرجه الشيخان
وغيرهما.

المثال الثاني: قوله تعالى: [وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من
الصلاة إن خحفتم أن يفتنكم الذين كفروا] النساء/١١٠2‏ فظاهر هذه الآية يقتضي أن قصر
الصلاة في السفر مشروط له الخوف» ولذلك سأل بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالوا ما بالنا تقضير وفك أمنا ؟ قال: ((صدقة تصدّق الله كما عليكم فاقبلوا صدقته))
- رواه مسلم-

المثال الغالث: قوله تعالى: / حرمت عليكم الميتة والدم] [المائدة الآية: ]» فبينت السنة
القولية أن ميتة الجراد والسمكء والكبد والطحال؛ من الدم حلال» فقال صلى الله عليه
وسلم: ((أحلت لنا ميتتان ودمان: الحراد والحوت - أي: السمك بجميع أنواعه -» والكبد
والطحال)). - أخرحه البيهقي وغيره مرفوعاً وموقوفاًء وإسند الموقوف صحيح وهو في
حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قِبَلِ الراعاء

المغال الرابع: قوله تعالى: قل لا أحد في ما أوحي إلي مَُرّماً على طاعم يطعمه إلا أن
يكون ميتة أو دماً مسفوحاًء أو لحم خنزير فإنه رحس أو فسقاً أهل لغير الله به] [الأنعام
الآية: 45 »]١‏ ثم جاءت السئّة فحرمت أشياء لم تُذكر في هذه الآية» كقوله صلى الله عليه
وسلم: ((كل ذي ناب من السباع؛ وكل ذي مخلب من الطير حرام))» وق الباب أحاديث
أحرى ف النهي عن ذلكء كقوله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: ((إن الله ورسوله ينهيانكم
عن الحمر الإنسية ؛ فإنْما ربحس)) - أخرحه الشيخان-

المثال الخامس: قوله تعالى: [قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)
[الأعراف الآية:7]» فبينت السنة أيضاً أن من الزينة ما هو محرم» فقد ثبت عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه خرج يوماً على أصحابه وفي إحدى يديه حرير» وفي الأحرى ذهبء فقال:
((هذان حرام على ذكور أمتي» حلٌ لإناثهم))-أخرجه الحاكم وصححه.

والأحاديث في معناه كثيرة معروفة في "الصحيحين" وغيرهماء إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة
المعروفة لدى أهل العلم بالحديث والفقه.

وما تقدم يتبين لنا أهمية السئّة في التشريع الإسلاميء فإننا إذا أعدنا النظر في الأمثلة
المذكورة-فضلا عن غيرها مما لم نذكر-نتيقن أنه لا سبيل إلى فهم القرآن الكريم فهماً إلا
قرولا بالني 7 .

وقول المصدف: "ولي في الستدة قياس"

والمقصود بالسنة هنا العقيدة كما تقدم ذكره عند بيان إطلاقات مسمى السنة عند العلماء.
الحديث عن القياس يمكن تناوله من حانبين: فالقياس على نوعين:

اباس مود

قياس مذموم.

أما القياس المحمود: فهو الذي تناوله العلماء في كتب الفقه وأصوله باعتباره أحد الأدلة المعتبرة
ويختل المرتبة الرابعة في الترتيب بعد القرآن والسنة والإجماع» وهو أصل عظيم الشأن جليل القدر
استنبطت من كثير من الأحكام قال الإمام أحمد " لا يستغني أحد عن القياس" ١3.‏

"ولقد أجمعت الأمة على العمل بالقياس» وقد وردت بذلك الآثار» وتواتر ذلك المعني عن
الصحابة والتابعين وأئمة الحدي؛ فقال به جماهير العلماء منهم الأئمة الأربعة والمحققون من

8 رسالة بعنوان" منزلة السنة في الإسلام» وبيان أنه لا يستغنى عنها بالقرآن" (ص: 4؛ - ؟١١).‏

8 العدة للقاضي أبو يعلى (4/ .)١١8١‏

الأصوليين» فجعلوه من الأصول المتفق عليهاء إلى أن جاء النظام المعتزلي فقال بإنكاره وتبعه
على ذلك كثير من المعتزلة» وداود الظاهري» واتباع المذهب الظاهري والإمامية من الروافض."'"
والفرق بين القياس المحمود والقياس المذموم: أن القياس المحمود يعتمد النصوص الشرعية أصلاً
ثم يقيس عليها "فأركان القياس التي يقوم عليها أربعة هي:

الأصل.

الحكم
ولابد لكل قياس من توفر هذه الأركان
فالأصل: هو المعلوم الذي ثبت حكمه بالشرع وهو ما يقاس عليه ويشبه الفرع به.
والفرع هنا هو الأمر الذي لم يرد حكمه في الشرع ابتداء وهو ما يطلب قياسه على الأصل.
والعلة: هي الوصف الجامع بين الأصل والفرع.
والحكم: هو ثمرة قياس الفرع على الأصل"'"
أما القياس الفاسد فعلى العكس من ذلك فهو يجعل العقل بحد زعمهم أصلاً ثم يعرضون النص
عليه.

فالمراد بالقياس الفاسد ما ذهب إليه أهل الباطل من تقدتم عقولهم على النصوص وزعمهم
أنحم أحيلوا في معرفة دين الله على برد عقولهمء وأن لهم أن يدفعوا بما اقتضى قياس عقوهم ما
دل عليه الكتاب والسنة نصاً أو ظاهراً.

ويلزم من مثل هذا الادعاء لوازم فاسدة منها:

١-أن‏ يكون ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أهدى لمم وأنفع على هذا التقدير؛ بل كان
وحود الكتاب والسنة ضرراً محضاً في أصل الدين؛

'"حجية القياس والرد على المخالفين ص ٠١‏

؟-كما أن ذلك يستلزم أن لا نقر بشيء من معان الكتاب والسنة.

“-ومنها: أن القلوب تتخلى عن الحزم بشيء مما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم
إذ لا يوثق بأن الظاهر هو المراد» والتأويلات مضطربة» فيلزم عزل الكتاب والسنة عن الدلالة
والإرشاد إلى ما أنبأ الله به العبادء والقرآن هو النبأ العظيم؛ وهذا فتح باب الزندقة نسأل الله
تعالى العافية؟"

فأهل البدع وضعوا قواعد» مأخحوذة من منطق اليونان» ومن الأقيسة العقلية» ومن مصادر
آخرء وحاكموا النصوص إليهاء فما وافق قواعدهم قبلوه» وما خالف قواعدهم ردوه» فكانت
الطامة التي أدت بمم إلى رد النصوص.

وهذا النوع المذموم هو المراد بقول المصنف: "ليس في السنة قياس"

وكلمة قياس وكلمة رأي هنا بمعنى واحد.

فالمقصود بالقياس هنا هو الرأي المذموم؛ الذي هو أن يُبتدأ في دين الله تعالى بالعقل
ابتداء» وهذا الذي فعله أهل الكلام.

قال ابن القيم: " الَأ في الْأَصْلٍ مَصْدَرٌُ " رَأى الشَّيْءَ يَرَاُ ريا " 2 اسْتِعْمَالُهُ عَلَى
الْمَرئنٌ نَفْسِهء مِنْ بَابٍ اسْتِعْمَالٍ الْمَصْدَرٍ ١‏ ف الْمَفْغْول كَاطُوَى فق الْأَصْلٍ > مَصّدَرٌ هَوِيَهُ يَهْوَاهُ
هَوّى» © أُسْتُعْمِلَ في لزه الّذِي يُهْوَى؛ فَيْقَالُ: هَذَا هَوَى فُلَانَ ولْعَرَبْ تُمَرقُ بَيْنَ مَصَادِرِ
ِعْلٍ اليؤْيّة بحَسَبٍ عَحَاًا ة َتَقُولُ: رأى كذًا في الَو رؤياء ورآه في الْيقِطة رُؤْيَد م -لِمَا

ُعْلَمْ بِالْقَلْب ولا يُرَى 0 00 0 كا يناه القلية فد

يحُمنُ به أنه 7 يُقَالُ أَيْضًا لذ ثر الْمَعْقُولٍ الَذِي لا تتلة” 00 ولا تَتَعَارَضٌ
لْأَمَاراتُ إِنَّهُ رَأيّ وَإِنْ اماج إلى فِكْرٍ وَتَأمُلٍ كُدَقَائِتٍ قي الِْسَابٍ وَتَحُوهًا.

؟ انظر: درء التعارض ه/ 1545؟719-5.

وَرَأَيّ هُوَ مَوْضِعٌ الِاشْيِبَاه.
وَالَْفْسَامْ التَلَانَهُ قَدْ أَشَارَ إِلَيْهَا المسّلّفُ:

سكملا التي ي الصّحِيح) ؛ وَعَمِلُوا به وََفْتَوا به وَسَوّعُوا الْمَوْلَ به.

7 -

و

وَذَُوا البَاطِلَء وَمَنَعُوا مِنْ الْعَمَلٍ وَالْمُتيَا وَالْمَضَاءِ به وَأَطْلَقُوا أَلْسِتَتَهُمْ بِدَمّهِ وَدَمٌ أممله.

وَالْقِسْمْ الثَالِتُ: سَوَعُوا الْعَمَلَ وَالْمُتمَا وَالْمَضَاءَ به عِنْدَ الاضطرار إِلَيْه حَيْتُ لَا يُوحَدُ مِنْهُ بذ

ع مر .0 3 0

ذه

و1 00 أَحَدًا الْعَمَلَ به و1 يَيمُوا محَالمَتَه ولا جَعَلُوا َالِمَهُ الِهًا لِلدّينِ بل غَايَئُْ أَنَهُْ
حَيّروا ببْنَ مَبُولِهِ ورد فَهُوَ بم مَا أببخ لِلْمُضْطْرٌ من الطّام وَالشَراب الَّذِي يكيم عِنْدَ عَدَم
الضّرُورَة إِلَيّه كما قَالَ لإِمَامُ أَحمَدُ: سَأَلَتْ الشَّافِعِيَ عَنْ الْقِيّاسِ فَمَالَ لي: عِنْدَ الضّرُورَةء وَكانَ
اسْتِعْمَاُمْ هَدَا التنوع بنَدْرٍ الصّزورة: 1 بُفَرَطُوا فيد وَيُمَرُْوةُ وَيُوَلَدُوهُ وَيُوَسّعُوهُ كُمَا ص
الْممَا+ٌ خُرُونَ بحَيْثْ اعْتَاضُوا به عَنْ النُصُوص وَالْآنَا ل
كثِيرٌ من النّاسٍ يَطْْبِطٌ فَوَاعِدَ الْإفْتَاءِ إصنغونة لفل عليه و؟ َعَسْر حِفْظِهء فَلَمْ يَتَعَدَّوَا في اسْتِعْمَالِهِ
قَدْرَ الضّرُورة» و يَبْعُوا الْعُدُولَ إلَيْهِ م َع كم مِنْ النصُوص وَالآنَّارِ؛ كُمَا قَالَ تَعَالَ في الْمُضْطُرٌ
ِل الطَعَام المُحيّع: [هَمَنٍ اضْطرٌ عَيرَ باغ ولا عَادٍ مَلا م عليه إن الله عَفُورٌ يَحِيمْ) [البقرة:
7] مَالْبَاغِي: الَّذِي يَتَفِي الْمَيئَة مع قُدرَتِهِ عَلَى التَوَصُلٍ إل الْمُدَكَىء وَالْعَادِي: الّذِي
يَتَعَدّى قَدْرَ الْجَاحَة بِأَكْلِهًا. ""

قال ابن القيم: "لكأي تَوْعَا

أَحَدُهُمَا: رأ مد لا دليل عَلَيْه بن هُوَ حرص وَعَخْمِينٌ» فَهَذَا الَذِي أَعَادَّ اللّهُ الصّديقَ

ىر 1 تك ثم 0 َ 2 0 ال ال ل
أي مُسْتَيِدٌ إلى اسْتِذَلَالٍ وَاسْتَنْبَاطٍ مِنْ النْصٌ وَحْدَةُ أو مِن نَصٌ آعرّ مَعَهُ

2

'"إعلام الموقعين عن رب العالمين /١‏ 57ه-8ه

إعلام الموقعين /١‏ 55.

قال ابن القيم رحمه الله الاي الْمَحْمُودِ وَهْوَ انوع

النَوْعٌ الْأَوَلُ: رَأَي أَْمَه 0 بد الْأَمَة كُلُوئاء وأَعْمَقِهمْ عِلْمَاء وَكَلْهِْ ا وَأَصَخهِمْ
قُصُودًاء وَأَكْمَلِهِمْ فطرَةٌ 0 وَأَصْفَاهُمْ أَذْمَانَاء الذي شَاهَدُوا التَّزِيلَ وَعَرَكُوا اتأريل.
وَقَهمُوا مَقَاصَِ اليَسُولِ؛ فَنِسْبَةُ آرائهم وَعْلُومِهِمْ وَقُصُودُهُمْ إلى ما جاءَ به الرَسُولُ-صلَى الله
عَلَيْهِ وَسَلَم ا مُخبته؛ وَالْفَرْقُ بَئِنَهُمْ وَبَبْنَ مَنْ بَعْدَهُمْ في ذَلِكَ كَالْمَرْقٍ بَتنَهُمْ

وَبَيْنَهُمْ في الْمَضْلٍ؛ كَنِسبَة أي مَن بَعْدَهُمْ إلى رَأَيِهِمْ كنشبّة قَدْرِهِمْ إلى قَدْرِهِمْ.

َه

النوْعٌ الثَانِي مِنْ الوَأي الْمَحْمُودِ: اليأيْ الَّذِي يُمَسْرُ النُصُوصء وَيبَينُ و الدََّالَة منْهَاء
يها وَيْوَضنّحُ حَحَاسِنَهَاء وَيُسَهُلْ طَرِيقَ الِاسْتِنْبَاطٍ مِنْهَاء كُمَا قَالَ عَبْدَانُ: تمغت عَبْدَ الله بْنَ
الفقائك تقر + يك الذي تعد كه لانن وقد يو اناق فرانققة كاك الفوينة هذاه
الْقَهَه انق تدر الله ملتكانة يد عزن بساء امن عجادة.

وَمِثَالُ هَذَا رَأيُ الصحَابَةِ-رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ- ف الْعوْلٍ في الَْرائِضٍ عِنْدَ تَرَاحُمِ الْفُرُوضٍ.

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَُ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ ء عَنْ الشّعْوٌ قال ين اند حر
عَنْ الْكَلَالة» فَقَالَ: ِنّ سَأَقُولُ فِيها برأبي» فَإِنْ يَكُنْ صّوَايًا قَمِنْ الله إن يَكُنْ خطأ فَمِقٌّ
مَعَو الققطاق» أرافا تل الوائك والولديه

فَإِنَ قيل: كيف 2 اه امَعَ مَا مَا صَّحَّ عَنَةُ من قَوْلِهِ: "أي سََاءٍ تُظِلْني؟ َأَين رضن تُقِلني
إِنْ قُلت ف كاب اللّه أي 4 " وَكيْفَ يجَامِعٌ هَذًَا الحديك الذي ي نكم تقدمَّ «مَنْ قَالَ 2 القن برأيه

ليبا معد من التَارِ»؟

هو-
ع

ِي أَعَادَ اللّهُ الصّدّيق

7

0
وو ع 2

0
3
0
0
ىو
0
3
-
3
5

هو-
ع

يْ مُسْتَيدٌ إل اسسْتذْلالٍ وَاسْتِنبَاطٍ مِنْ النّصّ وَخْدَهُ أَوْ من نص آرَ مَعَه)

النوْعٌ القَالِتُْ مِنْ الوَأي الْمَحْمُودِ: الَّذِي تَوَاطآث عَلَيْهِالْأَمَكُ وَتلَنَّاهُ حَلْفُهُمْ عَنْ سَلَفِهِمْ؛
إن ما تَوَاطبُوا عَلَيِْ مِنْ الأَي لا يَكُونُ إِلّا صَوَابَاء كُمَا تَوَاطَُوا عَلَيِْ مِنْ الرواَة وَالمؤْيَاء وَقَدْ
قَالَ البّمْ-صَلَّى 7 عَلَيْهِ وَسَلَم-لِأَصْحَايِهِ وَقَدْ َعَدَّدَتْ مِنْهُمْ رُوَا ليله الْقَدْرِ في الْعَشْرِ الْأَوَاجِرِ
5 ُؤْيَاكُمْ قد تَوَاطَأَتْ في الس الْأَوَاجِرِ» فا غبَبرَ صل اللّهُ عَلَيْه 5
تَوَاطْوٌ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِينَ فَالوُمَهُ مَخْصُومَة فيا اث عَلَيْهِ مِنْ رِوَايَتَهًا وَرُؤْيَامَاء وَيِحَذَا كَانَ مِنْ

اد الي وَإِصَابَيِهِ أَنْ يَكُونَ وي َْنَ أَهْله ولا يَنْمَردُ يه وَاجِدٌ وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ سْبْحَا
الْمُؤْمِنِينَ كن أَمْرِهِمْ شورى بَيْتَهُمْ وَكَانَتْ النَازِلةُ إِذَا تَرلتْ بأمير الفزميق عد تن التَطّابٍ-
رَضِي اللَُّ عَنْه-لَيْسَ "عِنْدَهُ فِيهَا نَصّ عَنْ الله ولا عَنْ رَسُولِهِ جمَعَ ا أُصْحَابُ رَسُولٍ الله
صَلَّى الله عليِهِ وَسَلَّم م جعَلَهَا شورى بَْنَهُمْ.

النَوْعٌ الرَابعٌ منْ الوَأي الْمَحْمُودِ: أَنْ يَكُونَ بَعْدَ طَلبٍ عَلّم الْوَاقِعَةِ من الْقُرْآنِ فَإِنْ 1
يجَدْهَا في الْقُرآنِ فَفِي السُنَّى مَإِنْ 1 يجَدْهَا في السّنّة فَبِمَا قَضَى به الخلَمَاء "اليَاشِدُونَ أ انْنَانِ
مِنْهُمْ أو وَاجِنٌ فَإِنْ 1 يِجَدْهُ فبِمَا قَالَهُ وَاحِدٌ مِنْ المشحانة- تنب اللّهُ عَنْهُم-ء فَإِنْ يد
اققهة ريه ولاق إل الزوه 5لقسيرة كاك الله ورك ةوقو ائع دل للاهلقة ودلبس اطي

8
أ

مكاي 'عَهَذا لخو التأع1 الذي سؤقة المشتهابة واشتشملوة وأفه يتعلى] ندا 0

اَي الْبَاطِل وَأَنْوَاعْهُ

قال ابن القيم: "التأعع الْبَاطِل أَنْوَاعٌ:

أَحَدُهًا: اليأي الْمُحَالِفُ لِلنّصصّء وَعَذًا ينا يُعْلَمْ بالاصْطِرارٍ مِنْ دين الإسلام َسَادُةُ
وَبطْلائة» ولا تك الْقُنَْا يه ولا الْمَضَات وَإِنْ وفع فيه مَنْ وَقَعَ بتؤع تُويلٍ وَتَقْلِيدٍ

النَوْعْ النَانِي: هُوَ الْكَلَامُ ني الدَّينِ باوص والظٌَّ مَعَ التَفْرِيطٍ وَالتَفْصِيرٍ في مَعْرقَة
التُُوصٍ وَفَهْسِهَا وَاسْيئبَاطٍ الأخكام مِنْهَاء فَِنَّ مَنْ حَهْلَهَا وكَاسَ ري فيما سيل عَنْهُ بعر
عِلْم ل لِمْجردِ قدْرٍ جَامِع بَيْنَ السَّيعبْنِ ألحق أَحَدَهًُا بالآخر, أؤ لِمْجَيّدٍ قَدْرِ فَارِقٍ يَرَاهُ بَيْنَهُمَا
ْرَقُ بَئنَهُمَا في الحَكُمء مِن عَبْرِ نَظرِ إل النُصُوصٍ والْآَار؛ فُمَدُ وَقَعَ في البأّي الْمَذْمُوم الْبَاطِلٍ.

إعلام الموقعين عن رب العالمين /١‏ 5/8-51.

النوْعٌ الثَالِتُ: الَأ الْمْتَضَمَنْ تَعْطِيل أَسْمَاءِ اليب وَصِفَاتِهِ وَأفْعَالِهِ ِالْمَقَايس الْبَاطِلَةِ التي
وَضَعَهَا َمل البدّع وَالحلَالٍ مِنْ الحَْية ولْمُحْترَة وَالَْدَرِيّة ومَنْ ضَاهَاهُمْ حَيْتْ اسْتغمل أَهله
قِيَاسَايِِمْ الْعَاسِدَةَ وَآرَاعَهُمْ الْبَاطِلَةٌ وَشْبَهَهُمْ الدّاحِضَّةَ في 3 النُصُوصٍ الصّحيحة الصّرِيحَة؛ فَرَدُوا
لِأَْلِهَا ألْمَاظَ النُصُوص الي وَحَدُوا المكبيل إِلَ تَكُذِيب روَاتَا وَتَْطِتَتِهِمْ وَمَعَان النُصُوصٍ التي
يجَدُوا إلَ رَدَ ألْمَاظِهَا سَبِيلّاء فَقَابَنُوا النّوْعَ الْأَوّلَ بالتَكذِيبء وَالنّوْعَ انان بالتَّحْرِيفٍ نويل
أنْكرُوا لِذَِكَ رُؤيَة الْمؤْمِيينَ لِرَيِمْ في الآحرة, وََنْكَرُوا كَلامَة وَتَحَلِيمَة لِعِبَادِو وأنْكَرُوا مُبَايئئَه
للعَامَ» وَاسْتِوَاءَه عَلَى عَرْشِد وَعْلُوَهُ عَلَى "الْمَحْلُوقَاتِء وَعْمُومَ قُدْرَتِهِ عَلَى كُلّ شَيْءٍء بَلْ
أَخْرَجُوا أَفْعَالَ عَِادِِ مِنْ الْمَلَائكةٍ وَلْأَنْيَاءِ وَاجْينّ وَالْإنْسِ عَنْ تَعلّق قرت ومَشِيقَه 5
لَك وَتََوَا لِأَخْلِهَا حَمَائْقَ مَا أَحْبَرَ به عَنْ نَفْسِهِ وَأَحْبَرَ به رَسُولْهُ مِْ صِفَاتٍ كَمَالِهِ وَنُعُوتٍ
جَلَالِه؛ وَحَبَهُوا لأَجْلِها النُصُوص عَنْ مَوَاضِعِهَاء وَأَخْرَجُوهَا عَنْ مَعَانِيهَا وَحَمَائِقَِا الي الْمُحبَدٍ
الَّذِي حَقِيَتُهُ أَنَهُ ذُبَالَةُ الْأَذَانٍ وَخحالَهُ الْأَفْكارٍ وَعْمَارَهُ الآراءِ وَوَسَاوِسُ الصّدُورء فَمَلَتُوا به
لْأَْرَاقَ سوا وَالقُلُوب شُكْوكاء وَالْعَاَ فَسَادَا وَكُْ مَنْ لَهُ مَشكةٌ مِنْ عَفْلٍ يَعلَمْ أنَّ فَسَادَ
الْعَا وَحَرَابه نا تَسَأٌ "من تَقْديم التأي عَلَى الْوَخيء وَلوَى عَلَى ل َمَا اسْتَحْكمَ هَذَانٍ
الْأَصلَانٍ الْمَاسِدَانِ في قَلْبِ إل اسْتخكّم كلاكة وَفِ أَمَةٍ

0 له

م إل فيد ا: ميُهَا أت فَسَادِء قَلَا لَه إَّ
ال كَمْ ثُفِيَ بِمَذِهِ الْآرَاءِ من حَقٌ نت يا من بَاطِلٍ» َأَمِيتَ يا مِنْ هُدٌّىء وأَحْبِي يا مِنْ
ضَلالَةِ؟ وَكُمْ هُدِمَ يحَا مِنْ مَعْقِلٍ الإِعَانِء وَعْسرَ يا مِنْ دِينٍِ الشَّبْطَان؟ وَأَكْيَدُ أُصْحَاب اجيم

هُْ أَهْلْ هذه الْآراءٍ الَِينَ لا سمْع لََمْ ولا عَفْلَ بل هُمْ سٌَ من الُمرء وَهُمْ الِّينَ يَقُولُونَ يو
الْقِيَامَةِ: [لَوْ كُنّا َسْمَعٌ أو تَعْقِلُ مَاكُنًا ني أُصْحَابٍ السَعِيرٍ] [الملك الآية: .]٠١‏

النّوْعْ الرَابعْ: الأي الَّذِي أُخْدِنّث به البدغ, وَغْيّرَتْ به السْتن» وَعَمَّ به البلا وَتَرَقٌ
عَلَيْهِ الصّغِينٌ وَهَرَمَ فيه الْكَبِيرُ.

َهَذِه الْأَنْواعٌ الْأَربِعَةُ من التأي الَّذِي اتََقَ سَلَفْ الْأمّة وَأَئِمَمُهَا عَلَى ذَمّهِ وَإِحْرَاجِدِ مِنْ

التي

359

شم 6
أن الكأ

النّوْعٌ الْحَامِسُ: ما ذَكرَةُ أَبُو عْمَرَ بْنْ عَبْدٍ الْبَرّ عَنْ "جْمْهُورٍ أَمْل الْعِلْم أن التأي الْمَذْ
في هَذِهِ الْآثَار ع يا الله عَلَيْهِ وَسَلَّم-وَحَنْ أَصْحَابهِ وَالتَابعِينَ-رَضِيَ اللّهُ عَنْهُةْ-
1 ف أَحْكام شَرَا 3 ع الدِينٍ بِالِاسْتِحْسَانٍ اعون وَالِاِشْتَِالُ بحَفْظِ الْمْعْضِلَاتِ وَالْأُغْنُوطَاتِ
ور الْفُوُوع بَعْضِهًا تك بَعْضضٍ قِيَاسّ دُونَ رَدّهَا عَلَى أُصُويِنا وَالَظر في عِلَلِهَا ارقا
َاسْتُعْمِلَ فِيهَا الي قَبْلَ أن ينْزلَ؛ ل قَبْلَ أَنْ تَقَع وَنُكُلَمَ فيا قَبْلَ أَنْ ؟
باليأّي الْمُضَارع لِلظَّنٌ» فَانُوا: وني الِاشْتََالٍ بدا وَالِاسْتعْرَاقٍ فيه تَعْطِيل السْئن» وَالْبَعْتْ عَلَى
جَمْلِهَاء وَتَزك الْوْقُوفٍ عَلَى ما يَْرَمُ الوقُوفَ عَلَيْهِ منْهَا وَمِنْ كِتَابٍ اللَّهِ عر وَجَلٌ وَمَعَانِيه
احقجوا على ما ذهو ليه بأضياةء # ذكر بين عرب أُسَد بن ممُوسى ثنا ريلك عَن ليث عن
طَاوْسٍ عَنْ ابْنٍ عْمَرَ قَالَّ: لَا تَسْألنُوا عَمًا يكْنْ؛ فَإِيٍّ سمغت ء لم هيقال كنا 1
يكن اتكر ريق ريق أبي دَاؤْد ثنا إِبْرَاهِيمٌ بْنُ مُوسَى الرَّازِي ثنا عِيسَى ١‏

3

ْنُ يُونْس عَنْ

وه الكلام جاؤوا بأصول عقلية» هم ابتدأوها ابتداءٌ» هذه الأصول العقلية رتَتُوا عليها
قواعد» ورثَبوا عليها نتائج» ومن أمثلة ذلك قولحم عندما تكلموا عن حدوث العالم فأوجدوا له
دليلة يسمى دليل حدوث العام أو دليل الأعراض» وخلاصته: "أن الأحسام لا تخلو من
الحوادث أو من الأعراض» والأعراض حادثة فما لا يخلو من الحوادث فهو حادث".

خلاصة هذا الأمر: أنه ما دام أن هناك في هذا الجسم أعراض بمعنى صفات أو حركات
فهذه الحركة حادثة» فكونما في هذا الجسم هذا يدل على أنه حادث؛ وما لا يخلو من الحوادث
فهو حادث.

وجاوًا بتتمة لهذا وقالوا: وكل حادث لابد له من محديث؛ ومسألة كل حادث لابد له من
محدِث هذه مفروغ منهاء لكن أن نستدل على حدوث الأشياء بوحودٍ الصفات والأعراض
هذا سيترتب عليه حتى إنكار أن الله سبحانه وتعالى خالق» ويترتب عليه أنمم يجعلون الله

“7إعلام الموقعين عن رب العالمين /١‏ 54 ه-.5ه

سبحانه وتعالى محدّث فبالتالي هم رَكُبوا على هذه القواعد العقلية التي أحدثوها إنكار صفات
اله سبحانه وتعالى حتى يفرُوا من مسألة الحدوث فقالوا: إذاً لا تقم به عز وجل صفات.

وأما ما ورد في كتاب الله تعالى وسنة رسوله من أن الله وصف نفسه بالاستواء» وصف
نفسه بالنزول» وصف نفسه باليدين» وصف نفسه بالوحه. هذه كلها جاؤوا إليها وأنكروها
بسبب هذا الدليل المحدث والقياس الفاسدء فأدلةٌ القياس الفاسدة عند هؤلاء أوحبت أن تكون

هي الحكم على دين الله عز وجل وجعلوها هي التي تّدأ بما.

ومناهجٌ أهلٍ الكلام إنما هي مناهج مصادمة للنصوصء وهؤلاء يعترفون بأنفسهم أتما
بعادية ذلك الفرانين سوم "قانون: التأويل":

قانون التأويل خلاصته يقول:

"إذا تعارضَ العقل مع النقل"

إذا تعارض العقل الذي هو آراء الفلاسفة والمتكلمين» " مع النقل" الذي هو قال الله

وقال رسوله, هذا القانون ماذا يقول؟ إذاً ماذا نعمل؟

ويجعلون لهذا أربع فرضيات.

الفرضية الأولى " فإما أن نمجمع بين الأمرين"» بمعنى أنه لو قال النص والنقل: نعم والرأي
عندهم قال: لا» فلا يمكن أن بجمع بينهما "فإن ذلك يكون جمع بين ضدَّين".

الفرضية الثانية: " وما أن نلغي الأمرين" وهذا لا يمكن "لأن هذا إحلاء للمسألة" يعني

.. أين الحل؟ وأين الواب؟.

الفرضية الثالثة: "وإما أن يقدّم الشرع على العقل" وهذا على حد زعمهم لا يمكن؛ لأنهم
يرون أن العقل أصل والشرع فرع» والسبب في جعلهم العقل أصل والشرع فرع على حد قانونهم
هو أن الشرع الذي هو ما جاء به النبي يتوقف على إثبات نبوة النبي» وإثبات نبوة النبي متوقفة
على إثبات وجود الله وإثبات وجود الله متوقف على إثبات دليل حدوث العالم» فأصبح
الأصل هو الدليل الذي جاؤوا به لأنحم يقولون بمذا الأصل أثبتنا وجود الله فلما أثبتنا وحود

الله أثبتنا نبوةٌ البي» لما أثبتنا وجود نبوة النبي أثبتنا الشرع. فيقول: يستحيل أن نقدّم الفرع على

الأصل -حسب قانوتحم الفاسد-وهذه التركيبة الغريبة العجيبة خلاصتها أنه يقول إذا قدّمنا
الفرع على الأصل أبطلنا الأصل والفرع» فمعنى هذا والنتيجة أنه لا يجوز أن تقدّم الشرع على
العقل.

أي عقل؟!.. رأي حثالة الناس يقدّم على كلام الله وعلى كلام رسوله صلى الله عليه
وسلم؟!.. وعجباه.

يقول الغزالي: "كل ما ورد به السمع ينظرء فإن كان العقل محوزاً له بل وإلاً فلا". 7"

الفرضية الرابعة: هي تقديم العقل على النقل باعتباره الأصل على حد زعمهم.

وأما معاملتهم لنصوص الشرع التي خالفت آراءهم فإنحم يقسمونها إلى نصوص متواترة
وإلى أخبار آحاد

فقالوا: الشرع إما حبر آحاد؛ هذه لا يحتج به في باب العقائد.. سبحان الله كلام الله
وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يرمى بما عرض الحائط» لا لشيء إلا لأنما صادمت باطلهم.

وأما النصوص لمتواترة فهي عندهم ظنية الدلالة وهي في مقابل الأدلة العقلية التي هي
قطعية الدلالة على حد زعمهم فيجب أن تأول.

وهذا عين الباطل والضلال فالمسلم الحق يعلم أنه إذا أراد النور والحدى فإنه في كتاب الله

وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما عداه فهو الضلال والحلاك والله تعالى يقول: (وَمّن لم

2 و - 4

َجُعَل الله له نوا فما لهُ من نور) [النور: ٠‏ 5]» والله تعالى يقول: (أضمن بَمْشِي مُكما عَلى وه
أَهْدى أمّن 5 58 عَلى صِراطٍ ل 0 هذا صِراطي مُسْْقِيما

2 ترص صا ٠.‏ صر
0

يه

م ل سي 3 8
فاتبعوه ولا تنبعوا السيل ضفرف 31 عن سَبيله) [الأنعام:57١].‏

النصوص واضحة كثيرة» لمن تمسك بما وسار على هديهاء فلا يأني ويليّس من يلبّس
ويضرب بكلام الله وكلام رسوله عرض الحائط» ثم يستهن بكلام الله وكلام الرسول صلى الله

انظر كتاب الاقتصاد في الاعتقاد للغزاليي صفحة .)١١5(‏

عليه وسلم بحجة أنه أحبار آحاد وأنه لا يحتج به في باب العقائد» وزعموا أن المتواتر منها قابل

للتأويل وقابل لأن يُغيّر وأن يبدّلء والذي جاء به هو الشيء المقدّس المعظّم الذي يستحيل أن
قال ابن القيم: "اواك المكعمد لَمْتَعَصّبُونَ فَِنّهُمْ عَكْسُوا الْقَضِيِّةه وَنَظَرُوا في السمّنّة قَمَا وَاقَقَ أقْوَاكُمْ

مِنْهَا قَبِلُوهُ وَمَا حَالَمَهَا يلوا ف 5 أو رَدٌ دَلَالَته وَإِذَا جَاءَ نَظِيدُ ذَلِكَ أَؤ أَضْعَفُ مِنْهُ سَنَدَا

وَدَلالَةَ وَكَانَ يُوَافِقُ قَوْطُمْ قَبلُوهُ و4 يَسْتَجِيرُوا رَدَهُ وَاعْتَرَضُوا بِهِ عَلى مُتَازِعِيهِمْ وَأَشَاحُوا وَقَرَرُوا

الِاحْتِجَاجَ بِذَِكَ السئل وَدَلَالَتَه َإِذَا جَاءَ ذّلِكَ الستَنَدُ بعينه 007 أَقُوَى منة وَدَلَالَتَةُ كَدَلَالَةٍ ذَلِكَ

3 أَقُوَى مِنْهُ قُ خلافي قَوْلجِمُ؛ دَفَعُوهُ تساراه نشد ول هذا إِنْ شاع الله طَرَقًا عِنْدَ كر

غَائلَة التَمْلِيدٍ وََسَادِو وَالْمَدْقٍ بَيْنَهُ وَبَبْنَ الاتباع. 0

وأما قول المصنف: "ولا يُضرب لها الأمثال؛ ولا تتبع فيها الأهواء وَلَّاا تضرب لها

الْأَمْكَال وَلَا تذرك بالعقولء وَلَا الْأَهْوَاء إِنَّمَا هُوَ الإتباع وترك الهوى".

هذا من دقيق فقه المصنف رحمه الله فهو هنا فرق بين نوعين من الباطل

الأول: يتعلق بالبدع.

والثابي: يتعلق باتباع ال هوى.

بالاغِْقادٍ الْبَاطِلٍ وَاَكَلُم يه وهو الحؤضُ.

أؤ يَمَعُ في الْعَمَلٍ يلاف الحقّ وَالصوَابٍ وَهُوَ الِاسْيِمْتَاعٌ بالحلاقي.

ِالَْوَلُ الْبدَع.

وَالثَّان اتَبَاغٌ الموَى.

وَعَذَّانِ هما أَصْ كك شد تن ولاو وَيِمَا كُذَّيَتْ الُسُّلْء وَعْصِيَ اليب وَدُعِلَتْ الثَالُ

يحل 5

إعلام الموقعين عن رب العالمين /١‏ 9ه-.ه

اناي مِنْ حهَةٍ الشّهَوَاتِ.
َهَذَا كَانَ السكلّفُ يَقُولُونَ: الحْدَّرُوا م مِنْ النّاسِ صِنْقَيْنِ: صَاحِبُْ هَوّى فتَنَنّهُ هَوَاهُ وَصَّاحِبْ
دُنْيَا أَعْجبَيْهُ دُنْيَاُ.
وَكَانُوا يَقُولُونَ: ادرو فثئَة الْعَالم الْمَاجرِ وَالْعَايِدٍ اللحال؛ فَإِنَ فَْهُمَا ونه لكل مَمتُونِء فَهذَا
يشب الْمَحْسَوْك غلبم الْذَرخ يغلقوة الى ويغملرة عخلافةه وذ يشية العالن الذية يتملون
بغي علم."”"
فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه لرحل "يا ابن أي إذا حدثتك عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم حديثا فلا تضرب له الأمثال"””
وكلام أهل العلم من أئمة أهل السنة يبين بجحلاء أن السنة لا سبيل لمعرفتها وإدراكها إلا بالنقل
الثابت الصحيح, والاتباع اخفن ا نت .منها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية "... إن السنة التي يجب اتباعهاء ويحمد أهلهاء ويذم من
خالفهاء هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمور الاعتقاد» وأمور العبادات» وسائر
أمور الديانات» وذلك إنما يعرف بمعرفة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه في أقواله
وأفعاله» وما تركه من قول» وعملء ثم ماكان عليه السابقون والتابعون لحم بإحسان» وذلك في
دواوين الإسلام المعروفة" "١‏
معلوم أن باب الضلالة سببه هو البعد عن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فبعد
ما أحدث الناس ما أحدثوا من علم الكلام وعلم الفلسفة أرادوا أن يُلبسوا هذه العلوم لباس
الإسلام, وبالتالي أرادوا أن يخضعوا الإسلام لهذه العلوم» فنشأ ما نشأ من مقالات الكفر
والضلال.

8 إعلام الموقعين عن رب العالمين /١‏ 8م
٠م‏ أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضة
رقم: 557 وإسناده حسن.

١/8 الوصية الكبرى ص‎ ١

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ولا يجوز لعاقل أن يظن أنَّ الميزان العقلي
الذي أنزله الله هو منطق اليونان لوجوه:
أحدها: إِنَّ الله أنزل الموازين مع كتبه قبل أن يخلق اليونان من عهد نوح وإبراهيم وموسى
وغيرهم؛ وهذا المنطق اليوناني وضعه قبل المسيح بثلاثمائة سنة» فكيف كانت الأمم المتقدمة
تزن به؟

الثاني: إِنَّ أمتنا أهل الإسلام ما زالوا يزنون بالموازين العقلية» ولم يسمع سلفًا بذكر هذا
المنطق اليوناني» وإنما ظهر في الإسلام لما عربت الكتب الرومية في عهد دولة المأمون أو قريبًا
منها.

الغالث: إِنَّه ما زال نظار المسلمين بعد أن عرب وعرفوه» يعيبونه ويذمونه ولا يلتفتون إليه
ولا إلى أهله في موازينهم العقلية والشرعية.. .ثم هذا جعلوه ميزان الموازين العقلية التي هي
الأقيسة العقلية» وزعموا أنه آلة قانونية تعصم مراعاتما الذهن أن يزل في فكره» وليس كذلك
فإنه لو احتاج الميزان إلى ميزان للزم التسلسل""*

فسبب الضلال هو إتباع الحوى» والحوى أساسه رأي الإنسان واغتراره بقوله» فيأتي
الضلال من جهة اتباع الموى» فماكانت زندقة قط ولا كفر ولا شكٌ ولا بدعة ولا ضلالة
ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأهل الكلام والجدل والمراء والخصومة فهي علوم فاسدة»
علوم مآلا الشك والضياع» والفساد.

بالتالي ولدت هذا الكفر والضلالء أما الرجوع إلى كلام الله عز وحل وسنة نبيه صلى
الله عليه وسلم فهي مصدر الحدى. فالله تعالى يقول عن كتابه: [إِنَّ هَذًا الْقُرَآنَ يَهْدِي لي

هِي أَقْوَما] [الإسراء:9]» ويقول: [ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْب فيه هُدَى لِلْمتَقِينَ) [البقرة:؟]»
ويقول عن رسوله: [ وَِنَّكَ َتَهْدِي إِلَ صِرَاطٍ مُسْتَقِي ] ا :037].
فالهدى في هذا الطريق» ولذلك الله سبحانه وتعالى قد قال: [وَأَنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمًا

َعُوهُ ولا تَتَعُوا السبْل فُتَمَجَقَ بَكُمْ عَنْ سَبِيلِه1 [الأنعام:5١]»‏ والله تعالى يقول: [ أَقْمَنْ

5 مجموع الفتاوى: (9/ .)551-514٠0‏

يشي مكب عَلَى وَبحْهِدِ أَمْدَى أَئّنْ ْشِي سَوِيًا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم] [الملك:؟7؟]» لذلك

من خاض في هذا الطريق إلى آحره أعلن توبته» ها هو قائلهم يقول:

"نماية إقدام العقول عقال وك سعي العالمين ضلال
أرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذىّ ووبال

ولى نستفد من بحثنا طول عمرنا ١‏ سوى أن جمعنا فيه قيل وقال
"0م

فلا يمكن أن يأتي هذا الباطل بنور» فالنور طريقه معروف واضح بينء وهو في كتاب الله
عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

قال ابن القيم معقباً على كلام الرازني بعد أن نقله: "فليتأمل اللبيب ما في كلام هذا
الفاضل من العبر فإنه لم يأت في المتأخرين من حصل من العلوم العقلية ما حصله ووقف
على تمايات أقدام العقلاء وغايات مباحث الفضلاء وضرب بعضها ببعض ومخضها أشد
المنحضء فما رآها تشفي علة داء الجهالة ولا تروي غلة ظمأ الشوق والطلبء وأتما لم تحل
عنه عقدة واحدة من هذه العقد الثلاث التي عقدها أرباب المعقولات على قافية القلب.

١-فلم‏ يستيقظ لمعرفة ذات الله ولا صفاته ولا أفعاله» وصدق والله فإنه شاك في ذات
رب العالمين هل له ماهية غير الوحود المطلق يختص بما أم ماهيته نفس وجوده الواحب»
ومات وم تنحل له عقدها.

١-وشاك‏ في صفاته هل هي أمور وجودية أم نسب إضافية عدمية ومات ولم تنحل له
عقدها.

“'-وشاك في أفعاله هل هي مقارنة له أزلا وأبدا لم تزل معه أم الفعل متأحر عنه تأخرا
لا تحاية لأمده فصار فاعلا بعد أن ل يكن فاعلا ومات لم تنحل له عقدتما. فننظر في كتبه
الكلامية قول المتكلمين» وفي كتبه الفلسفية قول الفلاسفة. وف كتبه التي خلط فيها بين

8م انظر: الفتوى الحموية الكبرى )١91١(‏
5 أقسام اللذات للرازني ص 757 - 77 3, وانظر وفيات الأعيان لابن خلكان الجزء الرابع» صفحة.(250)

الطريقتين يضرب أقوال هؤلاء بمؤلاء» وهؤلاء بهؤلاء» ويجلس بينهما حائرا لا إلى هؤلاء ولا إلى

الها

هؤلاء

والآخر يقول في حكاية حيرته:

"لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرق بين تلك المعا لم

فلم أرى إلى 50 حائرٍ على ذقن هكذاء أو قارعاً سن نادم"87.

فالله عز وحل وصف هذا الحال في قوله تعالى: [ أَقَمَنْ يَْشِي مُكِنًا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى
أَكَنْ يشي سوا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم) [الملك:؟7؟]) فهؤلاء يحكون حيرتهم. وثالئهم يقول
في هذا يقول: "درست المناهج الفلسفية والطرق الكلامية فما رأيتها تروي يعني غليلاً ولا
تشفي عليلاً» لا تروي عطشان ولا تشفي مريضاء لكن بعض الناس كما قالوا: أنصاف
فالأنصاف لا يعرفون الغاية والنهاية» يخوضون في هذه العلوم ويتهوكون ويضربون بكلام الله
وكلام رسوله عرض الحائط» ثم بعد ذلك النتيجة هي الحيرة والضلالء والعجب كل العجب
كيف يجترأ البحل على الخصومة والمراء والحدال والله تعالى يقول: [مَا يُجَادِلُ في آيَاتٍ اللّ إل
انَّذِينَ كَمَرُوا1» فهذا الحدال المذموم الذي عليه حال هؤلاء وهم الذين كفروا؛ كفروا بكلام
الله وكفروا بكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

فالمنهج البين الواضح والنور والهدى والحق المبين هو الذي أنزله الله تبارك وتعالى وحفظه
وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم» فماذا بعد المدى إلا الضلال» ماذا بعد الحق إلا الضلال؛
فليسعنا ما وسع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمء فكما قال القائل: "من لم يسعه ما
وسع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا وسع الله عليه"”” ألا يسعنا الأمر الذي كان
عليه النبي» فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء بكلام الله والوحي المنزل عليه؟ وهكذا أصحابه؛

5 الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة ؟/ 75>
كم كاية الإقدام (3).

فإذا لم يسع الإنسان ما وسع النبي صلى الله عليه وسلمء فلا وسع الله على من لم يسعه هذا
الحال.

المغن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
"ومن السّنة اللَّازِمَة الي من ترك مِنْهَا خضلّة لم يقبلهًا ويؤمن بها لم يكن من أهلهًا:
١‏ -"الْإيمَان بالقدر خيره وشره والتصديق بالأحاديث فيه وَالْإِيمَانَ بها لا بُقَال لم ولا
كيف إِنَمَا هُوَ النَصْدِيق وَالْإِيمَان بها وَمن لم يعرف تفْسِير الحَدِيث ويبلغه عقله فقد
كفي ذَلِكِ وأحكم لَهُ فَعَلَيهِ الإيمَان بِهِ وَالتَسْلِيم مغل حَدِيث الصّادِق المصدوق وَمثل
مَا كَانَ مثله في القدر ومثل أَحَادِيث الرُؤَْة كلها وَإِن نبت عَن الأسماع واستوحش مِنْهَا
المستمع وَإِنَّمَا عَلَيْهِ الإيمَان بهَا وَأَن لا يرد مِنْهَا حرفا وَاجد وَغَيرهًا من الْأَحَادِيثْ
المأثورات عَن القّقَات وَأَن لا يُخَاصم أحدا وَلَا يناظره وَلَا يتعَلَّم الْجدَال فَإن الْكلَام
في القدر والرؤية وَالْقُرَآن وَغَيرهَا من السّسّن مَكْرُوه ومنهي عَنَهُ لا يكون صّاحبه وَإِن
أصَّاب بِكَلَامِهِ السّئة من أهل السّئة حَتَّى يدع الْجدَال ويؤمن بالآثار".
الخرج
قول المصنف: "الْإيمّان بالقدرٍ" الإغان بالقدر :هو أصاة من أصول اعتقاد أهل
البكثة بتاعت وركة عم أركاة الامات:
قال العلّامة ابن القيّم رحمه الله: «إِنَّ أهمّ ما يجب معرقتّه على المكلّف التَبيل
فضلًا عن الفاضل الحليل ما وَرَدَ في القضاء والقّدَر والحيكمة والتّعليل فهو من
أَسْئ المقاصدء والإيمانُ به قُطْب رَحى التّوحيد ونظامه» ومبداً الدّين الميين وخجتامه,
فهو أحدٌ أركان الإبمان وقاعدة أساس الإحسان التي يرع إليها ويدور في جميع
تصاريفه عليهاء فالعدلٌ قِوَامِ الملك؛ واليكمة مَظهر الحمد, والتَّوحيد مُتضمن
لنهاية الحكمة وكمال التّعمة» ولا إله إلا الله وحده لا شريكٌ لهء له الميلك» وله

الحمند» وهو على كا 0 قدير 4 فبالقدرة والفكيية لير علق وشرعه المي
712 ,بي محرحر ع3 5 َو ماده ع :

(ألا له الشلق والامر مارك لل رب لْعَتلِمِينَ ) [الأعراف: ؛ ه]»(28).

والقّدّر في اللغة: مصدر قَدَرْتُ الشّىء إذا أخطث مقداره.

وهو عند أهل الكُنّة والجمّاعَة: قُدرة الله وعلمه ومشيئته وحلقه وكتابته» فلا تتحرك
د ة فما فوقها إلا بمشيئته وعلمه وقدرته (869).

ومن أدلة القَدَّر:

قوله تعالى: [ اللَهُ خَالِقْ كك شَيْءٍ] [الزمر: 57]» وقوله جل وعلا: ( نا كل سَئْءٍ

سو اي

عو الى صد سد
حَلفَنهُ ِعَدَرِ) [القمر:59]» وقوله عز وحل: (قل أعود برب الفلق

مِن سر ما حَلََ ) [الفلق: ١-؟].‏
وحديثُ جبريل لما سأل رسولٌ الله قلخ عن الإبمان» فقال له رسولٌ الله قَليه: «أن
تُؤمن بالله وملائكته وَكتُبهِ ورُسله واليوم الآخرء وتُؤمن بالقّدّر؛ خيره وشَرّه» (90).
والمؤمن يؤمن بكل ما قضاه الله عز وجل وقدره خيراً أو شر حلواً أو مر فهو
يؤمن به ويرضى به من الله سبحانه وتعالى.
ثم قد علم الله ما العباد عاملون وإلى ما هم سائرون ولا يخرجون من علم الله
عز وجلء ولا يكون في الأراضين ولا في السموات وإلا ما علم الله عز وجل وهذا
قد تقدم بأنه أحد مراتب القدرء وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما
أخطأك لم يكن ليصيبك ولا خالق مع الله عز وحل.
فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيءء فكذب القدرية الذين قالوا: إن العبد
يخلق فعله؛ فالعبد لا يخلق فعله, والله تعالى حالق كل شيءء لكن الله عز وحل
(88) مُقَدّمة كتابه «شفاء العليل» (ص").
(89) انظر: «شفاء العليل» لابن القَيِّم (ص: .)١١‏

(50) أخرجه البخاري (50) من حديث أبي هريرة رضي الله عن ومسلم (8) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله

شاء وأراد عز وحل أن يكون لهذا العبد فعل» وأن يكون لهذا العبد مشيئة» وذلك
الفعل وتلك المشيئة لا تخرج عن كوتحا خلق الله عز وجل ولا تخرج عن إرادة الله
عز وحل ومشيئته سبحانه وتعالى.
الإبمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان هو الاعتقاد الحازم بتقدير
تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق .يه علمه واققضته .حكمته؛ قال حل
وعلا: [إنا كل شيء خلقناه بقدر)» ونؤمن مع ذلك أن الله تعالى جعل للعبد
اختيارًا وقدرة بمما يكون الفعل» وإن كان لا يخرج بحمما عن مشيئته سبحانه؛ قال
يحانة :( لقن شاة منكة أذ لتقيو وكا * تَضَامُونَ إلا
العَالج 1
إلامكاد أن الله تعالى أرسل [ رُسْلَا مُبَسَرِينَ وَمُنْذِرِينَ علا يَكُونَ لِنّاسِ عَلَى الله
بَعْدَ البُسُْلِ]» ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واحتياره ما بطلت حجته جل
وعلا على الناس بإرسال رسله.

أ

ذا وق الأو

وقول المصنف: "خميرة وشره'"

هذا اللفظ ورد في قوله صلى الله عليه وسلم عندما سأله جبريل عليه السلام
عن الإبمان: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخرء وتؤمن بالقدر
خيره وشره)) ' 7

والحديث 0 دلالة ظاهرةً على مذهب أهلٍ السنّة في إثبات القَدَرِ ووجوب
الإيمانٍ بجميع المقادير: خيرها وشيّهاء خُلْوها ومُرّماء تَفْعِها وضيّهاء قليلها
وكثيرهاء وأنه واقعٌ مِن الله تعالى ‏ على العباد في الوقت الذي أراد أَنْ يَمَعَ لا
يَتَقَد يَتَقدَّمُ الوقتَ ولا يَتَأخرُ على ما سبو سَبَقَ بذلك في علم الله بحري الواقعاث بقضاءٍ
الله 5 وتحت تصرّفه وإرادته؛ فما شاءَ كان وما لم يت لم يكن» وما أصابت

العبد لم يكن لِيُْطِتَه وما أخطأه لم يكن لِيُصيبَه وما تَقَدمَ لم يكن لِيتأعرَ وما

.)8( رواه مسلم‎ ١

تَأَخَرَ لم يكن لِيَتقدَّمَ؛ فلا مانِعَ لِمَا أعطى ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ» ولا يكون في
مُلْكِه إِلّا ما يُرِيدُ وهو . سبحانه . غيرُ ظلّام للعبيد.

وجاء في لفظ: ((أن تؤمن بالقدر خيره وشره. حلوه ومره)). بزيادة حلوه
ومره» قد حاءت في عدة أحاديث:

فمنها حديث عمر الطويل في قصة جبريل» وأصل الحديث في الصحيح,
ولكن هذه الزيادة عند ابن حبان 15

وحديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة'* والبيهقي والطبراني» والسنة لابن أبي
عاصم.؟* وكذلك في حديث جبريل الطويل» وحديث عبد الله بن
عمرو عند الطبراتي في الأوسط”*)» وحديث عدي بن حاتم عند ابن ماجهاث)
محديك أس عند ابن التهار ”3

وقال الحافظ ابن حجر "إتما من باب التقرير بالإبدال» يعني أتما وردت

لناكيك المع "5

ويمكن أن يقال: إن لفظ خيره وشره أعم من حلوه ومره» فهو من باب ذكر
الخاص بعد العام» وذلك لأن الخير قد يكون مرا والشر قد يكون حلواًء قال

5 رواه ابن حبان في صحيحه؛ ١(‏ /750)) من حديثٍ عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما. وعلق عليه
الشيخ الالباني في التعليقات الحسان: -صحيح.

7 الإيمان لابن أبي شيبة:5١١»‏ وقال الألباني صحيح ورجاله ثقات لكنه في صحيح مسلم من طرق أخرى.

تخريج كتاب السنة ١7١‏ وقال الألباني: إسناده ضعيف.

5 المعجم الأوسط للطبراني */ »١١١‏ وقال لم يرو هذا الحديث عن مقاتل إلا عمر تفرد به محمد بن يعلى»
وأورده ابن الوزير اليماي ف العواصم والقواصم: 2530/5 وقال: رجاله موثقون.

5 أخرحه ابن ماجحة (807) والطبراني »)١87( )8١ /1١1(‏ انظر: مجمع الزوائد: 9/ ١٠5‏ 5» والحديث فيه عبد الأعلى
بن أبي المساور وهو متروك؛ وقال الألباني ضعيف جدًا (ضعيف ابن ماحة: )١17‏ وقال أيضًا في تخريج كتاب السنة لابن
أبي عاصم: ١١5‏ إسناده ضعيف جدًا.

أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/ 278177 وابن عساكر في تاريخ دمشق (71/ 508)» وأبو طاهر السلفي في
الطيوريات (5917).

فتح الباري: .)١١8/1(‏

عه مدو
َنْ محا

تعالى :(وَعَْسَى أَنْ تَكُرَهُوا شَيْعاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَحَسَى أَنْ نبُوا شَيعاً وَهُوَ سَدٌ
كن [البقرة: 5١؟].‏

وقال ابن القيم: "الفرق بين كون القدر حيرا شرا وكونه حلوا ومرا قيل الحلاوة
والمرارة تعود إلى مباشرة الأسباب ف العاجل» والخير والشر يرحع إلى حسن العاقبة
وسوئها فهو حلو ومر في مبدأه وأوله» وخير وشر ف منتهاه وعاقبته» وقد أجحرى
اللّه سبحانه سنته وعادته أن حلاوة الأسباب في العاحل تعقب المرارة في الآحل»
ومرارتها تعقب الحلاوة فحلو الدنيا مر الآخرة ومر الدنيا حلو الآخرة» وقد اقتضت
حكمته سبحانه أن جعل اللذات تثمر الآلام والآلام تثمر اللذات» والقضاء
والقدر منتظم لذلك انتظاما لا يخرج عنه شيء البتة.

والشر مرجعه إلى الآلام وأسبابماء والخير مرحعه إلى اللذات وأسبابماء والخير
المطلوب هو اللذات الدائمة» والشر المرهوب هو الآلام الدائمة» فأسباب هذه
الشرور وإن اشتملت على لذة ما وأسباب تلك الخيرات وإن اشتملت على ألم
ماء فم تعقبه اللذة الدائمة أولى بالإيثار والتتحمل من لذة يعقبها الأم الدائم»
فلذة ساعة في جنب ألم طويل كلا لذة وألم ساعة في جنب لذة طويلة كلا ".1

ويجدرٌ التنبية والإشارةٌ إلى أنَّ وَضْف القّدَرٍ بالشرٌ واقعٌ في مفعولات الله
تعالى ‏ ومقدوراته المنْمَصِلةٍ عنه التي لا يَتّصِفُ بحاء دون أفعاله القائمة به؛
حال الل ان دالوا نوو روتكيه ب رولةاقا ل سيا اللعابة رسا »
((وَالشُوٌ لَيْس إِلَيكَ)) ٠٠١‏

قال ابن القيم رحمه الله: "معنى قول السلف من أصول الإبمان: الإبمان بالقدر

خيره وشره حلوه ومره...أن القدر للا شر فيه بوجه من الوجوه فإنه علم الله وقدرته

8 شفاء العليل لابن القيم - ؟9/.
و عدي روا مسلا و لبالا لأماتروة كرما« لامح بج وزاك ساق الل قا ا او ويام
ودعائه في اليل من حديثٍ علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وكتابه ومشيئته وذلك خير محض وكمال من كل وجه فالشر ليس إلى الرب تعالى
بوجه من الوجوه لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله وَإِنما يدحل
الشر الحزئي الإضائي في المقضي المقدر ويكون شرا بالنسبة إلى محل وخيرا بالنسبة
إلى محل آخر وقد يكون خخيرا بالنسبة إلى امحل القائم به من وحه كما هو شر له
من وجه بل هذا هو الغالب.

وهذا كالقصاص وإقامة الحدود وقتل الكفار فإنه شر بالنسبة إليهم لا من
كل وجه بل من وحه دون وحجه وخير بالنسبة إلى غيرهم لما فيه من مصلحة الزحر
والنكال ودفع الناس بعضهم ببعض وكذلك الآلام والأمراض وإن كانت شرورا من
وحه فهي خيرات من وجوه عديدة...

فالخير والشر من جنس اللذة والألم والنفع والضرر وذلك في المقضي المقدر
لا في نفس صفة الرب وفعله القائم به فإن قطع يد السارق شر موْلم ضار له وأما
قضاء الرب ذلك وتقديره عليه فعدل خير وحكمة ومصلحة...

في امتناع إطلاق القول نفيا وإثباتا أن الرب تعالى مريد للشر وفاعل له
هذا موضع حلاف احتلف فيه مثبتو القدر ونفاته:

فقال النفاة: لا يجوز أن يقال إن الله سبحانه مريد للشر أو فاعل له قالوا لا
يريد الشر وفاعله شرير هذا هو المعروف لغة وعقلا وشرعا كما أن الظالم فاعل
الظلم والفاجر فاعل الفجور ومريده والرب يتعالى ويتنزه عن ثبوت معاني أسماء
السوء له فإن أمائه كلها حسنى وأفعاله كلها خير فيستحيل أن يريد الشر فالشر
ليس بإرادته ولا بفعله قالوا وقد قام الدليل على أن فعله سبحانه غير مفعوله والشر
ليس بفعل له فلا يكون مفعولا له.

وقابلهم الجبرية فقالوا بل الرب سبحانه يريد الشر ويفعله قالوا لأن الشر
موجود فلا بد له من خالق ولا خالق إلا الله وهو سبحانه إنما يخلق بإرادته فكل

مخلوق فهو مراد له وهو فعله ووافقوا إخوانتحم على أن الفعل عين المفعول والخلق

نفس المخلوق ثم قالوا والشر مخلوق له ومفعول فهو فعله وخلقه وواقع بإرادته قالوا
وَإنما لم يطلق القول إنه يريد الشر ويفعل الشر أدبا لفظيا فقط كما لا يطلق القول
بأنه رب الكلاب والخنازير ويطلق القول بأنه رب كل شيء وخالقه قالوا وأما
قولكم أن الشرير مريد الشر وفاعله فجوابه من وجهين:

أحدهما: إنما يمنع ذلك بأن الشرير من قام به الشر وفعل الشر لم يقم بذات
الرب فإن أفعاله لا تقوم به إذ هي نفس مفعولاته وإِنما هي قائمة بالخلق وكذلك
اشتقت لمم منها الأسماء كالفاحر والفاسق والمصلي والحاج والصائم ونحوها
الجواب الثاني: أن أسماء الله تعالى توقيفية ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء
قالوا والرب تعالى أعظم من أن يكون في ملكه مالا يريده ولا يخلقه فإنه الغالب
غير المغلوب .
وتحقيق القول في ذلك: أنه يمتنع اطلاق إرادة الشر عليه وفعله نفيا وإثباتا في
إطلاق لفظ الإرادة والفعل من إبمام المعنى الباطل ونفي المعنى الصحيح فإن الإرادة
تطلق بمعنى المشيئة وبمعنى المحبة والرضا فالأول كقوله إِنْ كان اللّهُ يُرِيدٌ أَنْ
ُعْوِيَكُمْ وقوله :وَمَنْ يرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ وقوله : (وَإدَا أَرَدْنَا أَنْ تُهْلِكَ قَْيَةً) والثاني:
كقوله: (واللّهُ يُيدُ أَنْ يَكُوب عَلَيَكُمْ) وقوله: (يرِيدُ اللّهُ بِكُمْ الِْسْرَ ولا يُريدُ بكم
الْعْسْرَ) فالإرادة بالمعنى الأول تستازم وقوع المراد ولا تستلزم محبته والرضا به وبالمعنى
الثاني لا تستلزم وقوع المراد وتستلزم محبته فنا لا تنقسم بل كل ما أراده من أفعاله
فهو محبوب مرضي له ففرق بين إرادة أفعاله وإرادة مفعولاته فإن أفعاله خير كلها
وعدل ومصلحة وحكمة لا شر فيها بوحه من الوجوه وأما مفعولاته فهي مورد
الانقسام وهذا إِنما يتحقق على قول أهل السنة أن الفعل غير المفعول والخلق غير
المخلوق كما هو الموافق للعقول والفطر واللغة ودلالة القرآن والحديث وإجماع أهل
السنة كما حكاه البغوي في شرح السنة عنهم وعلى هذا فهاهنا إرادتان ومرادان

إرادة أن يفعل ومرادها فعله القائم به وإرادة أن يفعل عبده ومرادها مفعوله المنفصل

عنه وليسا بمتلازمين فقد يريد من عبده أن يفعل ولا يريد من نفسه إعانته على
الفعل وتوفيقه له وصرف موانعه عنه كما أراد من إبليس أن يسجد لآدم ول يرد
من نفسه أن يعينه على السجود ويوفقه له ويثبت قلبه عليه ويصرفه إليه ولو أراد
ذلك منه لسجد له لا محالة وة قوله فَعّالُ لِمَا يُرِيدُ إخباره عن إرادته لفعله لا لأفعال
عبيده وهذا الفعل والإرادة لا ينقسم إلى خير وشر كما تقدم وعلى هذا فإذا قبل
هو مريد للشر أوهم أنه محب له راض به وإذا قيل أنه لم يرده أوهم أنه لم يخلقه
ولا كونه وكلاهما باطل ولذلك إذا قيل أن الشر فعله أو أنه يفعل الشر أوهم أن
الشر فعله القائم به وهذا محال وإذا قيل لم يفعله أو ليس بفعل له أوهم أنه لم
يخلقه ولم يكونه وهذا محال فأنظر ما في إطلاق هذه الألفاظ في النفي والإثبات
من الحق والباطل الذي يتبين بالاستفصال والتفصيل وأن الصواب في هذا الباب
ما دل عليه القرآن والسنة من أن الشر لا يضاف إلى الرب تعالى لا وصفا ولا
فعلا ولا يتسمى باسمه بوجه من الوجوه وإِنما يدخل في مفعولاته بطريق العموم
كقوله تعالى (قُنْ أَعُودُ بِرَبّ الْمَلَقِ مِنْ شَرٌ مَا حَلّقَ) [الفلق: ١-؟]‏ فما هاهنا
موصولة أو مصدرية والمصدر بمعنى المفعول أي من شر الذي خلقه 0 من شر
مخلوقه وقد يحذف فاعله كقوله حكاية عن مؤمني الجن (5
من في الْأَرْضٍ 3 أَرَادَ ِمْ رَيْهُمْ رَسَدَامَ [الجن: ]٠١‏ وقد يسند إلى محله القائم
به كقول إبراهيم الخليل (الَّذِي حَلَمَي فَهُوَ يَْدِينٍ لذي هُوَ يُطْعِمْن وَيَسْقِينِ
0 مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: »]6٠0-98‏ وقول الخضر (أَمّا السَفِيئة
كانت نميه كن يَعْمَلُونَ في الْبَخْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أ

1

نا لا نَدُ أ

أن

عِِبَهَا وكانَ وَرَاعَهُمْ مَلِكُ يَأَحْدُ
كُلَ سَفِينَةٍ عَصْبَا) [الكهف: 75 ] وقال في بلوغ الغلامين (مَأَرادَ رَبك أَنْ يَبْلْعا

هو-
ع

أَشدَّهْمًا) [ الكهف: 8١‏ ] وقد جمع الأنواع الثلاثة في الفاتحة في قوله (اهُْدِنًا
الصّراط العطافية صِرَاط دوق اليك عَلَيْهُمْ غَيْر الْمَعْضُوب عَلَيْهُمْ وَلَا
التتاليم' [النافة تسد ] واشتان إنا سه تن تقهه ليكوت الشر فال

تعالى (ثُلٍ اللّهُمّ َالِكَ الْمُلْكِ تُؤْيِ الْمُلْكَ مَنْ تَسَاُ وتَنْرِعٌ الْمُلْكَ يمَنْ تَسَاءُ وَُِرُ
مخ ققاة وثول عن كقاء ويك لتو نلك على كز قروو كبرق '[آل عمران:
5 ؟] وأخطأ من قال المعنى بيدك الخير والشر لثلاثة أوجه:
أحدها: أنه ليس في اللفظ ما يدل على إرادة هذا المحذوف بل ترك ذكره
قصدا أو بيانا أنه ليس براد.
الثاني: أن الذي بيد الله تعالى نوعان فضل وعدل كما في الحديث الصحيح
عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل
والنهار أرأيتم ما أنفق منذ حلق الخلق فإنه لم يغض ما في بمينه وبيده الأخرى
القسط يخفض ويرفع)) ''' فالفضل لإحدى اليدين والعدل للأخرى وكلاهما
خير لا شر فيه بوحه.
الثالث: أن قول النبي صلى الله عليه وسلم :((لبيك وسعديك والخير في
يديك والشر ليس إليك)) ٠١5‏ كالتفسير للاية ففرق بين الخير والشر وجعل
أحدهما في يدي الرب سبحانه وقطع إضافة الآخر إليه مع إثبات عموم حلقه
وقول المصنف: "والتصديق بالأحاديث فيه وَالْإِيمَان بِهَا لّا يُقَال لم وَلَا كيف إِنَمَا هُوَ
التَصديق وَالْإِيمَان به ومن لم يعرف تفسِير الحَدِيث ويبلغه عقله فقد كفي ذَلِك
وأحكم لَهُ فَعَلَيهِ الإيمَان به وَالتَسْلِيم مثل حَدِيث الصّادِق المصدوق ومثل ما كَانَ مثله
في القدر وَمثل أَحَادِيث الرُؤْيّة كلها ون نبت عَن الأسماع واستوحش هِنْهَا المستمع
وَِنّمَا عَلَيْهِ الإيمَان بها وَأن لا يرد منْهَا حرفا وَاجِد وَغَيِرهَا من الْأَحَادِيثْ المأثورات عَن
الثّقَات"

.)١95 ومسلم‎ »)7541١١١ رواه البخاري‎ ١١

رواه مسلم .)/0/١(‏
٠٠‏ المصدر: شفاء العليل لابن القيم - ؟9/.

يرد بعض الناس النصوص لأن عقله لم يستطع أن يستوعب ذلك النص»
ومعلوم أنا مأمورون بأن نسلم ونصدقء فأحياناً قد لا يصل الإنسان إلى فهم
النص» أو معرفة معنى النص» أو أن هناك في النص أمراً متعلقاً بالكيفية» وهذا لا
تبلغه عقول البشر.

فالواجب على الإنسان أن يُسلم ويصدق بهذا الجانب» فالنصوص لم تأني
مما ترده العقول؛ ولم تأي بما يصادم العقل» لكن أحياناً لا تبلغ العقول مبلغ فهم
هذا النص» فهذا يأتي من حالين:

إما حال المعنى أو حال الكيفء فحال المعنى فقد يكون بسبب ما يسمى
الاشتباه النسبي» بمعنى: أن النص قد يتضح لك ويخفى علي أو العكس» يتضح
لي ويخفى عليكء فلمعنى قد لا يبلغه عقلك أو فهمكء وهذا وقع حتى لبعض
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

فالصحابة رضوان الله عليهم لما سمعوا قول الله عز وجل : [ الَّذِينَ آمَنُوا و1
يَلِْسُوا إِهَائَهُمْ ِظلْم أُوْلَِكَ كم لمن وَهُمْ مُهْعَدُونَ) [الأنعام: 7]» جاءوا ييكون
ويقولون للنبي: "وأينا لم يظلم نفسه" ففهموا من الظلم ظلم النفس» فأرشدهم
النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعنى الحق» وقال: «ألم تسمعوا لقول العبد الصالح
يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلمٌ عظيم»(4 »)٠١‏ فأفهمهم بأن المراد من الظلم
هنا هو الشرك؛ لأن الظلم على ثلاثة أنواع:

ظلم النفسء» وظلم الغير» والظلم بمعنى الشرك.

ل قُح» عندما مع قول الله عز وجل : [ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا
حَقٌ يَتببنَ لَكُمْ البِطْ الأَبْيَضْ من الخَيَطٍ الْأَسْوَدٍ مِنَ الْمَجْرِ [البقرة:41١]»‏

جاء بحبلين بعقالين أحدهما أسوة والثاني أبيض ووضعهما تحت وسادته وأحذ

4 انظر صحيح البخاري كِتَابُ الإمَانِ» بَابٌ: ظَلْمٌ دُونَ ظُلْمِ برقم »)١5(‏ ومسلم كِتَابُ الْإيمَانَ» بَابُ صِدْقٍ
الإِمَانٍ وَإِخْلَاصِهِ (4 ؟١)»‏ والترمذي (701)» والإمام أحمد في المسند مسند المكثرين من الصحابة (80/.9).

ينظر إليهماء يريد أن يتبين إليه الأبيض من الأسودء فلما جاء إلى النبي صلى الله
عليه وسلم قال: ((إن قفاك لعريض ألم يقل من الفجر))(١٠)»‏ فبين له أن
المعنى هنا بياض النهار وسواد الليل.

فيقع التباس وعدم قدرة على الفهم من جهة المعنى.

أو أن الأمر متعلق بالكيفية كقوله: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا» فنحن لا
نعلم كيف نزوله» ولا كيف استوائه فلا نعلم هذه الكيفيات فبعض الأمورٌ أحر
لا تبلغها عقولناء فما جحاء النص بما يصادم العقل» لكن قد يأني النص بما لم يبلغه
العقل» وما لم يصل إليه عقل الإنسان» إما معىّ من جهة قصور فهمنا أو حقيقة
من جهة أن هذا الأمر غيبٌ من الغيوب.

فهذه النصوص نقابلها بالتسليم والتصديق» وإذا كان الأمر متعلقاً بالمعنى
سألنا من كان فيها أفقه وأعلم وأعرف», فبالتالي سيبين لك ما هو المعنى المراد من
هذا النص» وإن كان أمراً متعلقاً بالكيفية فليس لك إلا القبول والتسليم» فهذه
النصوص التي ذكرها من نزول الله عز وجل وكذلك من قوله ((من آتاني يهشي
أتيته هرولة)) ونحو ذلك فهذه النصوص بعضها متعلق بالكيف وبعضها متعلق
لمعن

فما كان متعلقاً بالكيف فليس لك إليه سبيل؛ لأنه محجوبٌ عناء والله تعالى
قد قال:. إ ولا كتقث ما لين لك به عِلَم إِنّ السفع والْبصر والقؤاة كك أؤليك
كان عنة مشئولا 1 |[الإسرء:*]ء قليين :لك أن تسخوض أو تخوض:ق شأن
الكيف ولا سبيل لك إليها.

> يي

5 انظر صحيح البخاري كِتَابُ الصّوْمء بَابُ قَوْلِ الله تَعَالَ: [ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حي يَتبَيّنَ لَكُمْ اط الْأَبْيَضُ مِنّ
الحيّط الْأَسْوَدٍ م مِنَ المَجْرٍ 2 موا الصّيّامَ إلى اللبْلِ] [البقرة: »]١8177‏ برقم »)١3157(‏ ومسلم كِتّاب الصَّيّامء بَابُ بَيَانِ
3 الدّحُولَ في الصّؤم يَحْصّلٌ بطلوىع الْمَخْرٍ... برقم »)٠١90(‏ والترمذي (553370)» والنسائي »)5١179(‏ والإمام أحمد
قا السند أول متفتن الكروقين: وا قم

فلا سبيل لك إلى هذه الكيفيات» فمثلاً الروح بين حنبيك وأقرب شيء
إليك ومع ذلك لا سبيل إلى معرفة كنهها وكيفيتها مع أنما مخلوقة وبين جنبي
الإنسان» فإذاً علينا التسليم والتصديق والتفويض» فالتفويض هنا متعلقٌ بالكيف.

أما تفويض المعنى فليس هناك أبداً في النصوص ما لا يُعلم معناه» اعلم هذا
حزماء ولا يقول قائل: هذه الحروف المقطعة في أوائل السور لا يُعلم معناها فهذه
ليست كلاماً وإنما هي حروف, ولذلك أنت تقرأها ألف لام ميم» تقرأها حرفاً
حرفاًء ومعلوم أن الكلام مركبٌ من الحروف.

فأنت عندما تنطقهاء تنطقها حروفاً لا تنطقها كلمة فليس ألف لام ميم مثل
(ألم تركيف فعل ربك بأصحاب الفيل)» فهذه تقرأ حرفاً حرفًا وهذه ثقرأ كلمة»
فكيف تطلب لها معنى وهي ليست كلامّاء فالكلام كما قال ابن مالك في تعريفه:

وف 80 11 مور ع فد سو و مانن ا ال اه هم )٠١5(‏
كَلامتا لظ مُفِيْدٌ كَاسْتَقِمْ وَاسْمْ وَفِغْلٌ م حرف الكَلِم

فالكلام ما أفاد معنى» ولا يكون كلاماً حتى يكون مركباً من حروف.

أما الحروف فهي ليست كلاماً حتى تطلب لما معنى» ومعلوم أن الله تعبدنا
بالنصوص ألفاظا تلاوة» وتعبدنا بالقرآن كذلك معنى» فنحن متعبدون بإتباع ما
جاء فيه» ولا يُعقل أن الله سبحانه وتعالمى يتعبدنا بأمر ليس لنا سبيل إلى معرفة
معناه» فأمر المعنى أهل السنة لا يفوضون المعاني» وإِنما يفوضون الكيفيات.

فليس لإنسان أن يفسر شيئاً من ذلك واه أو يرده فإذا رده كان شأنه شأن
الجهمية؛ لأن الجهمية هم الذين عطلوا النصوصء عطلوها ألفاظاً بردهاء وعطلوها

معانٍ بتحريف معانيهاء فقالوا: (استوى) استولى» وقالوا: "(اليد) بمعنى النعمة

7 انظر ألفية ابن مالك صفحة (5).

والقدرة"2''9 وقالوا: "(وحاء ربك) وجاء أمر ربك"*'© فهذا شأن الجهمية في
رد النصوصء» إما ردها ألفاظاً بقولحم: "إنما أخبار آحاد ولا يحتج بما في باب
العقائد أو ردوها معانٍ بحيث أولوا أو حرفوا معانيها من المعانيى الحقة إلى المعاني
الباطلة"50١23‏

وبحمد الله تعالى هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو
محكم في تنزيله ومحكم في معانيه لكن إذا كان الإنسان يجهل التعامل مع ألفاظ
النصوص ومعرفة معانيها فذاك الذي يروج عليه تأويلات هؤلاء» وتأويلاتهم في
غاية من الحمق» فعندما يقول: بل يداه مبسوطتان» ويفسرها ويؤوطا بالنعمة
والقدرة» كيف يكون المعنى وهو هنا حاء بلفظ التثنية» هل سيقول نعمتاه أو
قدرتاه» والله تعالى يقول: [ْبَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَْانِ)» ويقول: | لِمَا علقت بِيَدَي] .

كذلك. خاوت النصوض. ببيان. أن .هناك قبضة: وأن :هناك يعين» ل وَالْأَرض
ميا ْمُه يوم الْقَامَةِ ولمكمواث مَطويَاتُ يمينه] [الزمر:1]: وجاء إثبات
الأصابع وجاء إثبات الكفء كل هذا في النصوص واضح على أنما يد حقيقية؛
فهذه التأويلات كلها يعني تأويلات قبيحة وواضحة البطلان» لكن من كان لا
بصيرة له ولا علم له ستروج عليه هذه الأقوال.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على من أنكر نصوص الصفات: "وكل من هؤلاء
مخصوم بما خصم به الآخرء وهو من وجوه:

أحدها: بيان أن العقل لا يحيل ذلك.

والثاني: أن النصوص الواردة لا تحتمل التأويل.

والثالث: أن عامة هذه الأمور قد علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بما
بالاضطرار» كما علم أنه جاء بالصلوات الخمس» وصوم شهر رمضانء فالتأويل الذي يحيلها

7 انظر الاحتلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة صفحة .)5١(‏
انظر الرد على الجهمية للدارمي صفحة (75).
8 انظر الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة الحزء الرابع» صفحة (١0٠55١9:2؟15١).‏

عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في الحج والصوم والصلاة وسائر ما حاءت به
النبواث.

الرابع: أن يبين أن العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوصء وإن كان في النصوص
من التفصيل ما يعجز العقل عن درك تفصيله؛ وإِنما عقله بحملاً إلى غير ذلك من الوجوهء
على أن الأساطين من هؤلاء والفحول معترفون بأن العقل لا سبيل له إلى اليقين في عامة
لالب !قاوذا تان جسكاء ابالو سي قل عل .ذلك فين ارات للق القن
5

فأورد- رحمه الله-أربعة ردود هي:

أولاً: "بيان أن العقل لا يحيل ذلك".

فالنصوص الشرعية فيما أخبرت به من أمور الغيب وغيرها العقل لا يحيلهاء
وإن كان قد لا يدركهاء فمما ينبغي اعتقاده أن نصوص الكتاب والسنة الصحيحة
والصريحة في دلالتهاء لا يعارضها شيء من المعقولات الصريحة» ذلك أن العقل
شاهد بصحة الشريعة إجمالا وتفصيلاء فأما الإجمال» فمن جهة شهادة العقل
بصحة النبوة وصدق الرسول صلى الله عليه وسلمء فيلزم من ذلك تصديقه في
كل ما يخبر به من الكتاب والحكمة.

وأما التفصيل» فمسائل الشريعة ليس فيها ما يرده العقل؛ بل كل ما أدركه
العقل من مسائلها فهو يشهد له بالصحة تصديقا وتعضيداء وما قصر العقل عن
إدراكه من مسائلهاء فهذا لعظم الشريعة» وتفوقهاء ومع ذلك فليس في العقل ما
يمنع وقوع تلك المسائل التي عجز العقل عن إدراكهاء فالشريعة قد تأتي بما يجير
العقول لا بما تحيله العقول.

ثانياً:. "أن النضصوض الواردة لآ تحتمل التأويل".

فمن قول أهل السنة الإيمان بالنصوص على ظاهرها ورد التأويل الفاسدء
ويقصد بظاهر النصوص مدلولها المفهوم بمقتضى الخطاب العربيء لا ما يقابل

.)١0 /9( مجموع الفتاوى‎ ٠

النص عند متأحري الأصوليين» والظاهر عندهم على حد تعريفهم: ما احتمل
معنى راجحاً وآخر مرجوحاًء والنص هو ما لا يحتمل إلا معنى واحداء (فلفظة
الظاهر قد صارت مشتركة» فإن الظاهر في الفطر السليمة» واللسان العربي» والدين
القيم) ولسان السلفء غير الظاهر في عرف كثير من المتأخرين)١١1.‏

فالواحب في نصوص الوحي إجراؤها على ظاهرها المتبادر من كلام المتكلم,
واعتقاد أن هذا المعنى هو مراد المتكلم» ونفيه يكون تكذيباً للمتكلم؛ أو اتحاماً له
بالعي وعدم القدرة على البيان عما في نفسه. أو اتماماً له بالغين والتدليس وعدم
النصح للمكلفء وكل ذلك ممتنع في حق الله تعالى وحق رسوله الأمين صلى الله
عليه وطلني:

ومراد المتكلم يعلم:

أ-إما باستعماله اللفظ الذي يدل بوضعه على المعنى المراد مع تخلية السياق
عن أية قرينة تصرفه عن دلالته الظاهرة.

ب-أو بأن يصرح بإرادة المعنى المطلوب بيانه.

ج-أو أن يحتف بكلامه من القرائن التي تدل على مراده.

وعلى هذا فصرف الكلام عن ظاهره المتبادر -من غير دليل يوحبه أو يبين
مراد المتكلم-تحكم غير مقبول سببه الجهل أو الحوى. وهذا وإن ماه المتأخرون
تأويلاً إلا أنه أقرب إلى التحريف منه إلى التأويل؟11.

إذ لم يعرف القول بالتفويض بهذا المعنى في القرون الثلاثة الأولل» بل ظهر في
القرن الرابع» كما قال ابن تيمية وقال: وأول من قال به أبو منصور الماتريدي -

المتوفي 7 *ه- وأبو الحسن الأشعري -المتوفي 4 ”١‏ في محاولة للتوسط بين منهج

(«(بجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية (795/رى075١).‏
١‏ التأويل: هو نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج على دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ. ((لسان
العرب)) لابن منظور .)5715/١1(‏

السلف في إثبات النصوص وبين المنهج العقلي المسكمد هن الفلسفة اليونانية: ..
وإنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي محرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث
من غير فقه لذلك» بمنزلة الأميين الذين قال الله تعالى فيهم: وَمِنْهُمْ ون ل
يَعْلَمُونَ الكتاب إلا أَمَايَ وَإِنْ هُمْ إلا يَظْنُونَ .انتهى بتصرف.

ولا يسلم لهذا المتأول تأويله حتى يجيب على أمور أربعة:

أحدهما: أن يبين احتمال اللفظ لذلك المعنى الذي أورده من حجهة اللغة.

الثاني: أن يبين وجه تعيينه لهذا المعنى أنه المراد.

الثالث: أن يقيم الدليل الصارف للفظ عن حقيقته وظاهره؛ لأن الأصل
عدلمه.

قال ابن الوزير رحمه الله: "من النقص ف الدين رد النصوص والظواهر» ورد
حقائقها إلى ابحاز من غير طريق قاطعة تدل على ثبوت الموحب للتأويل"١1.‏

الرابع: أن يبين سلامة الدليل الصارف عن المعارض» إذ دليل إرادة الحقيقة
والظاهر قائم» وهو إما قطعي, وإما ظاهرء فإن كان قطعيا لم يلتفت إلى نقيضه.
وإن كان ظاهراً فلابد من الترحيح4١١.‏

ومما يدل على إعمال الظواهر أنه لا يتم بلاغ ولا يكمل إنذار» ولا تقوم
الحجة ولا تنقطع المعذرة بكلام لا تفيد ألفاظه اليقين» ولا تدل على مراد المتكلم
بحا؛ بل على حلاف ذلكء فينتفي عن القرآن - والعياذ بالله - معنى الحداية»
وشفاء الصدورء والرحمة» التي وصف الله تعالى بما كتابه الكريم» ومعاني الرأفة
والرحمة والحرص على رفع العنت والمشقة عن الأمة» التي وصف الله تعالى بما نبيه
صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز» وهو الذي ترك الأمة على مثل البيضاء ليلها

.)١55ص( ((إيثار الحق)) لابن الوزير‎ ١١
((مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية (557-70/5)» و((الصواعق المرسلة)) لابن قيم الجوزية‎ 65
.)٠١١3/5( و((بدائع الفوائد)) لابن قيم الحوزية‎ »)530-788/1(

كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالكء فلا التباس في أمره ونهيه» ولا إلغاز في إرشاده
وخبره» باطنه وظاهره سواء» كيف لاء وهو القائل: ((إنه لم يكن نبي قبلي إلاكان
حما عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم...))115.

ودلالته صلى الله عليه وسلم للأمة في شأن اعتقادها أهم أعماله؛ وأولاها
بالإيضاح والإفهام بلسان عربي مبين» والحزم واقع بأن الصحابة رضوان الله تعالى
عليهم فهموها على وحهها الذي يفهمه العربي» بغير تكلف ولا تمحل في صرف
ظواهرهاء ومن كان باللسان العربي أعرف ففهمه لنصوص الوحي أرسخ, وقد قال
عنم راض الله عنه: (يا أيها الناس» عليكم بديوان شعركم في الجاهلية» فإن فيه
تفسير كتابكم؛ ومعاني كلامكم)115.

وقال ابن تيمية رحمه اللّه: "لم يكن في الصحابة من تأول شيئا من نصوصه
- أي نصوص الوحي - على خلاف ما دل عليه؛ لا فيما أخبر به الله عن أسمائه
وصفاته؛ ولا فيما أخبر به عما بعد الموت"7١1.‏

وف إنكار التأويل الكلامي ومناهج الفلاسفة ومن تأثر بكم من المتكلمين»
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وقد توسع من تأر عن القرون الثلاثة الفاضلة
في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم, ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا
مسائل الديانة بكلام اليونان» وجعلوا كلام الفلاسفة أصلاً يردون إليه ما خالفه
من الآثار بالتأويل-ولو كان مستكرهثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي
رتبوه هو أشرف العلوم» وأولاها بالتحصيل» وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه
فهو عامي جاهلء فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف, واحتنب ما أحدثه
الخلف"728١.‏

رواه مسلم .)١18544(‏ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
5 انظر ((تفسير القرطبي)) )١١١/٠١(‏ و((الموافقات)) للشاطبي (68/7).
(«(مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية .)١57/١7(‏

((فتح الباري)) لابن حجر .)5717/١7(‏

ويقول ابن تيمية رحمه الله مبيناً خطورة التأويل: "فأصل خراب الدين والدنياء
إنما هو من التأويل الذي دل يرده الله ورسوله بكلامه؛ ولا دل عليه أنه مراده» وهل
اختلفت الأمم على أنبيائهم إلا بالتأويل وهل وقعت في الأمة فتنة كبيرة أو صغيرة
إلا بالتأويل» وهل أريقت دماء المسلمين في الفتن إلا بالتأويل» وليس هذا مختصاً
بدين الإسلام فقط؛ بل سائر أديان الرسل لم تزل على الاستقامة والسداد حتى
دخلها التأويل» فدخل عليها من الفساد ما لا يعلمه إلا رب العباد"115.

يقول شيحٌ الإسلام ابن تيمية: 'فَعُمدَةٌ مَن مُخاِفٌ الكتاب والسنّة هو
الاحتجاجٌ بقياس فاسد» أو نقلٍ كاذب» أو خطاب شيطابي» وأشنعٌ من هؤلاء
مَن يوؤْصَّْ بعقلِه الفاسدٍ أو ذوقه الشيطانىي أصولاً يتَحذَّها ديناً وشرعاً يعارضُ بما
نصوص الكتاب والسنّة» فإنْ واقَقَثْ النصوص ما أَضّلَهُ هو بعقله أو ذوقه احتجّ
كما اعتضاداً لا اعتماداً» وإن خالفت ما أَضّلَهُ كانت له معها إحدى ثلاث طرق:

الأولى: رد النتصوص وتكذيبها إن كانت أحاديث,» وبخاصة أحاديث الآحاد.

الثانية: صرفها عن ظواهرها التى وُضعت لما.

الثالثة: إبقاؤها على ظواهرها مع اعتقاد نفي مقتضى الظاهر» ويسمّى ذلك
تفويضاً .١17١"‏
موافقة لنصوص الكتاب والسنة لفظا ومعنى» مع بعد عن التكلف في الدين,
والقول على الله بغير علم» والافتراء على رسوله الأمين» فضلاً عن ما فِي ذلك من
مصلحة سد باب الخروج على العقيدة ببدعة محدثة» وسد باب الخروج على

الشريعة» والاجتراء على الحرمات» والتهاون بالطاعات والوقوع في المنكرات»

59 (أعلام الموقعين)) لابن قيم الجوزية (5/5١؟).‏

(لفتاوى (ص5”4 وص557 .)١‏

بصرف ألفاظ الوعد والوعيد عن حقيقتها وظاهرهاء ودعوى أن كل ذلك غير
مراد.

"وهذه القاعدة تفيد بطلان مذهب المفوضة في الصفات» الذين يفوضون
معاني النصوص إلى الله مدعين أن هذا هو مذهب السلفء وقد علم براءة
مذهب السلف من هذا المذهب بتواتر الأخبار عنهم بإثبات معاني هذه النصوص
على الإجمال والتفصيلء وإِنما فوضوا العلم بكيفيتها لا العلم بمعانيها"١؟1.‏

ثالثاً: أن عامة هذه الأمور قد علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بما
بالاضطرار» كما علم أنه جاء بالصلوات الخمس» وصوم شهر رمضانء فالتأويل
الذي يحيلها عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في الحج والصوم والصلاة
وسائر ما جاءت به النبوات

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جميع
الدين أصولّه وفروعه» باطنه وظاهره, عِلمَهُ وعملة؛ فَإنَّ هذا الأصل هو أصلك
أصولٍ العلم والإبمان" ١١‏

بل كان قول أهل العلم: من الله البيان» وعلى رسوله البلاغ» وعلينا التسليم.

وما يشهد للصحابة في فهمهم مراد الله ومراد نبيه صلى الله عليه وسلمء
والأحذ بظواهر النصوص» وتفسيرها مما يظهر منها: قول ابن مسعود رضي الله
عنه: والله الذي لا إله غيره» ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت»
ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت» ولو أعلم أحداً أعلم مني
بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه١١.‏

/

«(القواعد المثلى)) للشيخ ابن عثيمين (ص 5 "7).
١‏ الفتاوى: .١ 55/١9‏

37 رواه البخاري »)5.0٠07(‏ ومسلم (451؟). من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

وقال مسروق رحمه الله: كان عبد الله يقرأ علينا السورة ثم يحثنا فيها ويفسرها
عامة النهار. ؛ ١١‏

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: نعم ترجمان القرآن ابن عباس75١.‏

وقال مجاهد رحمه اللّه: 'عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات»
من فاتحته إلى حاتمته» أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها"5١١.‏

فلم يتوقف الصحابة عن تفسير النصوص والأخذ بظواهرها؛ ويستثنى من
ذلك النصوص الخاصة بصفات الله تعالى» فقد أحذوا بظواهرها فأثبتوها دون
تفسير أو تكييف لعناها.

قال ابن تيمية رحمه الله: "إن الصحابة والتابعين ل يمتنع أحد منهم عن تفسير
آية من كتاب الله ولا قال هذه من المتشابه الذي لا يعلم معناه» ولا قال قط
أحد من سلف الأمة ولا من الأثمة المتبوعين: إن في القرآن آيات لا يعلم معناهاء
ولا يفهمها رسول الله صلى الله عليه وسلمء ولا أهل العلم والإيمان جميعهم, وإِنما

قد ينفون علم بعض ذلك عن بعض الناس» وهذا لا ريب فيه"/1١.‏

5 رواه الطبري في تفسيره .)10/١١(‏

5 رواه أبو خيثمة في ((العلم)) (/5)» وابن أبي شيبة في ((المصنف)) 787/7؛ وأحمد في ((فضائل الصحابة))
(ص8547) »)١555(‏ والطبري في تفسيره (15/1). والحاكم (//11) كلهم موقوفاً عن ابن مسعود رضي الله عنه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ول يخرحاه» وقال ابن كثير في تفسيره :)١1/1(‏ إسناده صحيح»
وقال الألباني في كتاب «(العلم)) لأبي خيثمة: إسناده صحيح على شرط الشيخين. ورواه الطبراني »)٠١8/1١1١(‏
والأصبهاني في ((حلية الأولياء)) )17/١(‏ مرفوعا عن ابن عباس. وقال الحيثمي في ((مجمع الزوائد)) (59/5 5): رواه
الطبراي وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف.

5 رواه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) .)١55/5(‏ والدارمي (707/1) »)١١70(‏ والطبري في تفسيره (78/1)؛
والطبراني (١١//ا/ا)»‏ والحاكم .)5١307/7(‏

7 («(مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية .)١85/1١7(‏

ع آنا

قال الذهبي: قال سفيان/؟ ١وغيره:‏ "قراءتما-أي آيات الصفات-تفسيرها"»
يعني أتما بينة واضحة في اللغة» لا يبتغى بما مضايق التأويل والتحريف ١7٠.١79‏
والواحب في نصوص القرآن والسنة إحراؤها على ظاهرها دون تحريف لاسيما
نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها.

ودليل ذلك: السمعء والعقل.

أما السمع:

فقوله تعالى: (َرَلَّ بِهِ الرُوح الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَحُونَ مِن الْمُنْذرِينَ يلِسَانٍ
عَرَيّ مُبينِ) [الشعراء: .]١55-١95‏

وهذا يدل على وحوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن
بمنع منه دليل شرعي.

وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم» وبين أنمم بتحريفهم من أبعد الناس
عن الإيمان.

فقال: (ِأَمْتَطْمَعُونَ أن يُؤْمِنُوأ لك وَقَذَ كانَ قَرِيقٌ مّنَهُمْ يَسْمَعُونَ كلهم الله 2
رْفُونَهُ من بَعْدِ مَا عَمَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 75].

وقال تعالى: (مّنَ الَّذِينَ هَادُوأ يُرَقُونَ الْكَلِمَ عن مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سهعْنا

ينا الآية | لاع 45]:

وهو الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى» روى ذلك عنه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (571/9)؛
والدارقطني في ((الصفات)) (ص ١‏ 5» ؟5) وانظر: ((الاعتقاد)) للبيهقي (ص »)١١8‏ و((اجتماع الجيوش الإسلامية))
لابن قيم الجوزية (5/1 .)١١5 2١١‏

9 (ا(العلو)) للذهبي (515).

." 57 المصدر: علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة محمد يسري ص‎ ٠

وأما العقل: فلأن المتكلم بمذه النصوص أعلم براده من غيره» وقد خاطبنا
باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت
الأمة١1؟١.‏

واعلم أن من قواعد أهل السنة المقررة أن الأصل أن يحمل النص على ظاهره»
وأن الظاهر مراد» وأن الظاهر ما يتبادر إلى الذهن من المعاني» وأنه لا يخرج عن
هذا الظاهر إلا بدليل» فإن عدم الدليل كان الحمل على الظاهر هو المتعين؛
والحمل على خلافه تحريف» فالنصوص الشرعية نصوص هداية ورحمة لا نصوص
إضلال» فلو قدر أن المتكلم أراد من المخاطب حمل كلامه على خلاف ظاهره
وحقيقته من غير قرينة ولا دليل ولا بيان لصادم هذا الفعل مقصود الإرشاد والمحداية
وأن ترك المخاطب و«الحالة هذه بدون ذلك الخطاب خير له وأقرب إلى
الدى.. .ومن أسباب إخراج النصوص عن ظواهرها عند البعض دعوى معارضتها
للمعقول كالشأن في كثير من العقائد الإسلامية» إذ أن من طالع كتب المؤولة وحد
عندهم توسعا عجيبا في هذا الباب» وكلما خاضوا بالتأويل في باب جرهم ذلك
إلى استسهال التأويل في باب آحر وهكذا حتى آل الأمر بالباطنية مثلا إلى تأويل
جملة الشريعة حتى ما يتعلق منها بالأحكام الشرعية كالصلاة والرّكاة والصيام
والحج» وجعل ذلك كله من قبيل الباطن المحالف للظاهر... والذي يعنينا هنا
أن نؤّكد على أن هذه النصوص الشرعية يحب حملها على ظواهرها ولا يصح
تأويلها محرد تنزيلها على واقع حالي أو لتوهم معارضتها للمعقول» وأن تأويلها
والحالة هذه مخرج لما عن قصد الشارع وبالتالي فتنزيلها بعد التأويل تنزيل لما على

واقع غير مراد ولا مقصود للشارع"5١١.‏

. المصدر: القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لمحمد بن صالح بن عثيمين -ص17‎ ١
المصدر: منارات وعلامات في تنزيل أحاديث الفتن على الوقائع والحوادث لعبد الله بن صالح العجيري ص/‎ 5

ما أهلْ البدع والتأويل فردوا النصوص بعقوهم الفاسدة: فقد وصفهّم الإمام
أحمد رحمه الله بقوله: "مختلفون في الكتاب» مخالفون للكتاب» مجمعون على مفارقة
الكتاب» يقولون على الله وني الله وفي كتاب الله بغير علم؛ يتكلمون بالمتشابه من
الكلام» ويخدعون جُهَّالَ الناس بما يُشْيّهُونَ عليهم» فنعوذ بالله من فتن
المضلّيت" مم ١‏

ونقل الشاطييٌ آثاراً تكد أنّه لا يعارَضُ النقل بالعقلٍ ثم قال: "فالحاصلٌ من
مجموع ما تقدّم أن الصحابة ومّن بعدهم لم يعارضوا ما جاء في السنن بآرائهم
علموا معناها أو جهلوه" .١75‏

رابعاً: "أن يبين أن العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوصء وإن كان في
النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن درك تفصيله» وإنما عقله بجملاً إلى غير
ذلك من الوجوه؛ على أن الأساطين من هؤلاء والفحول معترفون بأن العقل لا
سبيل له إلى اليقين في عامة المطالب الإلهية» وإذا كان هكذاء فالواحب تلقّي علم
ذلك من النبوات على ما هو عليه."

بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الكلام على مسألة التعارض المتوهم في
كتابه (درء تعارض العقل والنقل) وما قاله في ذلك: "ليس في المعقول الصريح ما
يمكن أن يكون مقدما على ما جاءت به الرسل وذلك لأن الآيات والبراهين دالة
على صدق الرسل وأنهم لا يقولون على الله إلا الحق وأنمم معصومون فيما يبلغونه
عن الله من الخبر والطلب» ولا يجوز أن يستقر في خبرهم عن الله شيء من الخطأ
كما اتفق على ذلك جميع المقرين بالرسل من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم؛
فوجب أن جميع ما يخبر به الرسول عن الله صدق وحق لا يجوز أن يكون في ذلك
شيء مناقض لدليل عقلي ولا ممعي فمتي علم المؤمن بالرسول أنه أخبر بشيء

٠‏ الرد على الجهمية (ص55).
4 الاعتصام (385/9).

من ذلك جزم جزما قاطعا أنه حق وأنه لا يجوز أن يكون في الباطن بخلاف ما
أحبر به وأنه يمتنع أن يعارضه دليل قطعي ولا عقلي ولا سمعي وأن كل ما ظن أنه
عارضه من ذلك فإنما هو حجج داحضة وشبه من جنس شبه السفسطائية» وإذا
كان العقل العالح بصدق الرسول قد شهد له بذلك وأنه يمتنع أن يعارض خبره
دليل صحيح كان هذا العقل شاهدا بأن كل ما حالف خبر الرسول فهو باطل
فيكون هذا العقل والسمع جميعا شهدا ببطلان العقل المخالف للسمع"ه”

"فالعقل الصريح عند أهل السنة يوافق النقل الصحيح؛ وعند الإشكال
يقدمون النقل ولا إشكال؛ لأن النقل لا يأ بما يستحيل على العقل أن يتقبله؛
وإنما يأق بما تحار فيه العقول» والعقل يصدق النقل في كل ما أخبر به ولا العكس.

ولا يقللون من شأن العقل؛ فهو مناط التكليف عندهم, ولكن يقولون: إن
العقل لا يتقدم على الشرع -وإلا لاستغنى الخلق عن الرسل-ولكن يعمل داخل
دائرته» ولحذا موا أهل السنة لاستمساكهم قا وتسليمهم المطلق لدي النبي
صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى :(قإن لك ي: نسقيدينوا لك قاغلة أنها يثو

هو-
عه

َم ل ل
الظَّالِمِينَ) [القصص: .5] 14.

وقول المصنف: "أن لا بُخَاصم أحدا وَلَا يناظره ولا يتَعلّم الْجدَال فَإِن الْكُلام شق القدر
والرؤية وَالْقُرْآن وَعَيِرهَا من السَئّن مَكْرُوه ومنهي عَنهُ لا يكون صَاحبه وَإِن أُصَاب
بَكلَامِهِ السّئة من أهل السّنة حَتَّى يدع الجدّال ويؤمن بالآثار".

امحادلة والمناظرة لأهل البدع فإن الأصل فيها كما تقدم عدم مجادلتهم
ومناظرتهم لكن هذا الأصل له استثناء حيث ورد عن السلف أتحم ناظروا
أهل البدع والأهواء» وي شأن هذا الأمر يفصل الأمر لنا شيخ الإسلام

5 درء تعارض العقل والنقل ١١١ /١‏
5 الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري ص 51 .١‏

ابن تيمية فيقول: "ولعل الراحح في المسألة أن الأمر يختلف باختللاف
الممصلحَة.

١-فإن‏ كان الخصم في مقام دعوة الناس إلى قوله وإلزام الناس بما أمكن
اذيفال ل سن على أحد أن فني داعي إلة مادعا اليه سيول
الله صلى الله عليه وسلمء فما لم يثبت أن الرسول دعا الخلق إليه 1
يكن على الناس إحابة من دعا إليه» ولا له دعوة الناس إلى ذلك» ولو
قدر أن ذلك المعى حق.

وهذه الطريق تكون أصاح إذا لبس مب منهم على ولاة الأمور,
وأدخلوه في بدعتهم؛ كما فعلت الجهمية بمن لبسوا عليه من الخلفاء حتى
أدخلوه في بدعتهم من القول بخلق القرآن وغير ذلك» فكان من أحسن
مناظرتهم أن يقال: إثتونا بكتاب أو سنة حتى بحيبكم إلى ذلك وإلا
فلسنا نحيبكم إلى ما لم يدل عليه الكتاب والسنة.

وهذا لأن الناس لا يفصل بينهم النزاع إلا كتاب منزل من السماءء وإذا
ردوا إلى عقولهم فلكل واحد منهم عقلء وهؤلاء المحتلفون يدعي
أحدهم أن العقل أذَّاهِ إلى علم ضروري ينازعه فيه الآخر» فلهذا لا يحوز
أن يجعل الحاكم بين الأمة في موارد النزاع إلا الكتاب والسنة.

ويحذا ناظر الإمام أحمد الجهمية لما دعوه إلى امحنة» وصار يطالبهم بدلالة
الكتاب والسنة على قولهم.

فلما ذكروا حججهم كقوله تعالى: [ خَالِقُ كلك شَئْءِ] [الأنعام »]١٠١١‏
وقوله: (مَا يَأَِهِمْ من ذِكْرٍ مِنْ رَيِمْ نُحَدَثِ] [الأنبياء ؟]» وقول النبي
صل الله عليه وسلم: "تحيء البقرة وآل عمران"» وأمثال ذلك من
الأحاديث.

أحابهم عن هذه الحجج بما بين به أتما لا تدل على مطلوهم.

ولما قالوا: ما تقول في القرآن أهو الله أو غير الله؟ عارضهم بالعلم فقال:
ما تقولون في العلم أهو الله أو غير الله؟ ولما ناظره أبو عيسى محمد بن
عيسى برغوث-وكان من أحذقهم بالكلام-ألزمه التجسيم. وأنه إذا
أثبت لله كلاماً غير مخلوق لزم أن يكون جسماً.

فأحابه الإمام أحمد: بأن هذا اللفظ لا يُدرى مقصودد المتكلم به» وليس
له أصل في الكتاب والسنة والإجماع» فليس لأحد أن يلزم الناس أن
ينطقوا به ولا بمدلوله.

وأخبره أني أقول: هو أحدء صمدء لم يلد ولم يلد ولم يكن له كفواً
أحد» فبين أني لا أقول هو جسم ولا ليس بجسم, لأن كلا الأمرين بدعة
محدثة في الإسلام» فليست هذه من الحجج الشرعية التي يجب على
الناس إجابة من دعا إلى موجبهاء فإن الناس إنما عليهم إجابة المسول
فيما دعاهم إليه وإحابة من دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلمء
لا إحابة من دعاهم إلى قول مبتدع» ومقصود المتكلم بما بجمل لا يُعرف
إلا بعد الاستفصال والاستفسارء فلا هي معروفة في الشرع» ولا معروفة
بالعقل إن لم يستفسر المتكلم بما.

فهذه المناظرة ونحوها هي التي تصلح إذا كان المناظر داعياً.

١-وأما‏ إذا كان المناظر معارضاً للشرع بما يذكره» أو ممن لا يمكن أن يرد
إلى الشريعة.

مثل من لا يلتزم الإسلام ويدعو الناس إلى ما يزعمه من العقليات أو
ممن يدّعي أن الشرع خاطب الجمهور» وأن المعقول الصريح يدل على
باطن يخالف الشرع؛ ونحو ذلك.

أو كان الرجل ممن عرضت له شبهة من كلام هؤلاء.

فهؤلاء لابد في مخاطبتهم من الكلام على المعاني التي يدعوتما إما:

.مهظافلأب-١‎

؟-وإما بألفاظ يوافقون على أنما تقوم مقام ألفاظهم.

وحينئذ يقال لهم الكلام إما:

أ-أن يكون في الألفاظ.

ب-وإما أن يكون في المعاني.

جح-وإما أن يكون فيهما.

فإن كان الكلام في المعاني المحردة من غير تقييد بلفظ كما تسلكه
المتفلسفة ونحوهم ممن لا يتقيد في أسماء الله وصفاته بالشرائع بل يسميه
غلة وغاشقاً ومعشوقا وخر ذلك:

فهؤلاء إن أمكن نقل معانيهم إلى العبارة الشرعية كان حسناً.

وإن لم يمكن مخاطبتهم إلا بلغتهم؛ فبيان ضاللحم ودفع صيالهم عن
الإسلام بلغتهم أولى من الإمساك عن ذلك لأجل مجرد اللفظ. كما لو
جاء جيش كفار ولا يمكن دفع شرهم عن المسلمين إلا بلبس ثيايهم»
فدفعهم بلبس ثياهم خير من ترك الكفار يجولون في خلال الديار حوفاً
من التشبه بكم في الثياب.

وأما إذا كان الكلام مع من قد يتقيد بالشريعة.

فإنه يقال له: إطلاق هذه الألفاظ نفياً وإثباتاً بدعة» وفي كل منها تلبيس
وإيهام» فلابد من الاستفسار والاستفصال؛ أو الامتناع عن إطلاق كلا
الأمرين في النفي والإثبات.

وقد ظن طائفة من الناس أن ذم السلف والأئمة للكلام إنما برد ما فيه
من الاصطلاحات اتحدثة كلفظ (الجوهر) و(الجسم) و(العرض)» وقالوا:
إن مثل هذا لا يقتضي الذم, كما لو أحدث الناس آنية يحتاحون إليهاء
أو سلاحاً يحتاجون إليه لمقاتلة العدو» وقد ذكر هذا صاحب الإحياء

وغيره.

وليس الأمر كذلك: بل ذمهم للكلام لفساد معناه أعظم من ذمهم
لحدوث الألفاظ» فذموه لاشتماله على معان باطلة مخالفة للكتاب
والسنة» ومخالفته للعقل الصريحء ولكن علامة بطلاتما مخالفتها للكتاب
والسنة» وكل ما حالف الكتاب والسنة فهو باطل قطعاً. ثم من الناس
من يعلم بطلانه بعقله» ومنهم من لا يعلم ذلك.

وأيضاً: فإن المناظرة بالألفاظ المحدثة الحملة المبتدعة المحتملة للحق
والباطل إذا أثبتها أحد المتناظرين ونفاها الآخر كان كلاهما مخطئاء وأكثر
اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء. وفي ذلك من فساد العقل
والدين ما لا يعلمه إلا الله.

فإذا رد الناس ما تنازعوا فيه إلى الكتاب والسنة فالمعاني الصحيحة ثابتة
فيهماء والمحق بمكنه بيان ما يقوله من الحق بالكتاب والسنة7؟١.‏

وقال ابن عثيمين: "المحادلة والمناظرة نوعان:

النوع الأول: محادلة ماراة: بماري بذلك السفهاءء ويجاري العلماء» ويريد
أن ينتصر قوله؛ فهذه مذمومة.

النوع الثاني: محادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور
كما“ .

وقال الكرماني: "الجدال: هو الخصام, ومنه قبيح وحسن وأحسن؛ فما
كان للفرائض فهو أحسن,ء وماكان للمستحبات فهو حسن,ء وماكان
لغير ذلك فهو قبيح"' ''.

فهذه الخصومات وهذا الجدل وهذا المراء أمرٌ محدّث لا يُوجد إلا الشك
ف القلوب ويبعد عن الحق» ومهما حصلا من نفع منه ف بعض

7 انظر: درء تعارض العقل والنقل .)580-55//١(‏

العلم ص .١515‏

9 فتح الباري لابن حجر .5١15 /١١‏

الأحيان» فهو يسير لكن شره وفير» وقد يقول هؤلاء: نحن نخاصم به
أهل الباطلء الذي لا يؤمن بالقرآن والسنّة» وهذه حجة باطلة فهؤلاء لا
الإسلام نصروا ولا الباطل كسرواء فالقرآن» خاطب الكفار وخاطب
المشركين وخاطب أهل الكتاب» خاطبهم بقال الله وقال الرسول» وفيه
من الحجج والبراهين ما يكفي لبيان الحق ودفع الباطلء ففي القرآن
والسنّة من الأدلة العقلية واليقينية ما يغني ويشفي ولسنا بحاجة إلى

المنن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
؟-"(وَالفُرَآن كلام الله وَلَيْسَ بمخلوق) وَلَا يصف ولا يَصح أن يَقُول لَْسَ بمخلوق
قَالَ فَإن كلام الله لَيْسَ ببائن مِنْهُ وَلَيْسَ مِنَْهُ شَيْء مخلوقا وَإِيَّاك ومناظرة من أخذل فيه
ومن قَالَ بِاللّفْظِ وَغَيره ومن وقف فيه فَقَالَ لا أَذْرِي مَحْلُوق أو لَيْسَ بمخلوق وَإِنَّمَا هُوَ
كلام الله فَهَدَا صَاحب بدعة مثل من قَالَ هُوَ مَحْلُوق وَإِنَمَا هُوَ كلام الله ليس
بمخلوق".
الخرج
قول المصنف: "وَالْقُرْآن كلام الله" أي نؤمنٌ بأن القرآن كلامٌ الله عز وجل
منه بدأ وإليه يعود» وأن هذا كلام الله بحرفب وصوتٍ مسموعين وأن الله سبحانه
وتعالى أسبمعه جبريل» وجبريل أبلغه محمد صلى الله عليه وسلمء وأن الكلام هو

وجاءً أهلٌ الباطل فأنكروا وقالوا إن كلام الله مخلوق» وجاءً من قال إن القرآن
حكاية عن كلام الله» أو عبارة عن كلام الله وزعم مَن زعم أن الله تعالى لم يتكلم
كمذا القران.

ونصوصٌ القرآن واضحة بأنه كلامه سبحانه وتعالى (وَِنَْ أذ : من الْمُشْركِينَ
اتات دا حٌَّ يَسْمَعَ كَلمَ اللَّه) [التوبة الآية:7] فهذا الكلام كلامه
سبحانه وتعالى» منه بدأ» تكلم به حقيقةً» ونثبثُ صفة الكلام لله عز وجل كما
أثبتها لنفسه وكما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلمء وأن الله سبحانه وتعالى
لكلامه صوت كما جاءً في النصوصء؛ وأنه بحرف وصوت مسموعين» وأنه سبحانه
وتعالى يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء سبحانه وتعالى» وأن القرآن كلامُ الله
تعالى غيرٌ مخلوق.
فالقرآن كلام الله ليس ككلام البشرء وقد توعد الله من لمكم القرآن بأنه
ككلام البشرء توعّده بالنار فقال تعالى: 5 إِنْ هَذَا إِلَّا و ل اقفر اكه
سَهَرَ * [المدثر: 275 55]» فإن كان كلام البشر مخلوقًا لحمء فكلام الله ليس
مخلوقًا له إنما هو صفةٌ من صفاته سبحانه.
وقد تولى كبر مسألة القول بخلق القرآن: الحهميةٌ والمعتزلة النفاة للصفات.
وادعاء القول بأن القرآن مخلوق» هو حرم عظيم وذنب كبير» لسببين:
الأول: أن هذا الادٌّعاءَ قولٌ على الله بغير علم» وجعل الله القول عليه بغير علم
فوق الشرك؛ قال تعالى: أثُل ما حَرّمَ َي المَوَاحِشَ ما ظَهْرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وان والْبَعْيَ بِعَيْرِ الحَق وأَنْ تُشْرَكُوا باللّهِ مَا 1 يُنَرْلْ يه سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُونُوا عَلَى
الله مَا لا تَعْلَّمُونَ» [الأعراف: *"].
فجعل القول على الله بلا علم فوق الشرك.
الغاي: أنه كذب على الله؛ قال تعالى: لإويَوْمَ الْقيَامَةِ تَرَى الَِّينَ كُدَّبُوا عَلَى الله

جُوهُهُمْ مُسْوَدَةٌ 4# [الزمر: ٠]؛‏ فهو متوعدٌ بأن يسود وجهّه يوم القيامة» نعوذ

1

بالله.

ومعنى افتراء الجهمية والمعتزلة هذا: أن الله لم يكن قبل ذلك متكلمّاء ثم تكلم
تخالل اللهن ذللف علوًا كبيا:
ومذهب أئمّة الحديث والسئّة: أن الله تعالى لم يل متكلّمَاء إذا شاءء؛ ومتى شاءء
وكيف شاءء وهو يتكلم بصوت يُسمّعء وأن نوع الكلام قدم» وإن لم يكن
الصوت المعين قديًا.
وقد أثبت الله الكلام لنفسهء خلاقًا لما يعتقده الضالونء فقال تعالى: 99 وَلَمّا
جَاءَ مُوسَى لِمِيمَاتَِا وَكَلَّمَهُ َنّهُ 4 [الأعراف: 49 »]١‏ وكذلك أثبته لنفسه في
الآخرة بعد دخحول أهل الجنة؛ فعن حابر رضي الله عنه» قال: قال رسول الله مَلعْ:
«بَيّنا أهلٌ الحنة في نعيم إذ سطع لهم نور فرفعوا أبصارهمء فإذا الربثُ جل جلاله
قد أشرّف عليهم من فوقهم» فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة...»؛
الحديث(:15١).‏
وبوّب البخاري في «صحيحه» على ذلك فقال: «باب كلام الرب تبارك وتعالى
مع أهل الجنة» (041؛ وقال لأهل النار: ف احْسَقُوا فِيهَا ولا تُكَلمُونِ »
[المؤمنون: م١١].‏
وهذه مسألة من كبريات مسائلٍ باب الصفات؛ فأكبرُ مسألتين في باب
الأسماء والصفات رَكّر عليها أعداء الإسلام تركيزاً شديداً
© مسألةٌ العلو.
© ومسألةٌ الكلام.
لأنحم إذا أبطلوا كونَ القرآن كلام الله أبطلوا حقيقة الوحي» وإذا أبطلوا علوٌ الله
تعالى أبطلوا وحوده» فهذه غايتهم وهدفهم الذي يريدون أن يصلوا إليه.
لأن أعظم ركيزتين لدى الفلاسفة هما:
)١509‏ أتخرحجه ابن ماجه »)١85(‏ وابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» (38) باحتلاف يسيرء والبزار كما في «بجمع

الزوائد» للهيثمي )٠١١/1(‏ واللفظ له.
)١5١(‏ «صحيح البخاري» (9/ .)١5١‏

.١‏ أن العلمّ مصدره الإنسان.
وغي هذا تكذيب للوحي.
؟. وأن المعلومات والعلوم محصورةٌ في المحسوس المشاهد.

وؤاهقا إلكار اللغيب اقلم الغبب قو اله:
فلذلك وقفوا وقفةً حبيثة» وهجموا هجمةً شرسة ضد هاتين الصفتين» فإذا كنا
نقول إنحم يزعمون أن العلوم مصدرها الإنسان» ونحن نقول إن العلم الشرعي
مصدره الوحي فلمًا هؤلاء يلغونَ أن الله تكلم حقيقة يون في أن هناك
وحي وقالوا: هذه عبارة محمد؛ أو عبارة حبريل» وأن الله ما تكلم حقيقة.
لأنمم إذا أسقطوا الوحي وقطعوا عليك طريق الوحي فسيتساوى قولٌ محمد مع
قول أي بشر من الناس.

فتسلّط أعداء الله على باب الصفات من أجل أن يشككُوا في كلام الله وأن
ا في وحود الله وذلك بإنكارهم بأن يكون القرآن كلامُ الله حقيقة
إنكارهم لعلو الله عز وجل.

فوقف أهل السنّة موقفاً عظيماً صلباً حتى إنه كما هو معلوم في زمن فتنة
القول بخلق القرآنء فقام المأمون وهو كان من المعتزلة ويتبئٌ قول المعتزلة» فعذّب
مَن عذَّب من العلماء وفصّلّهم عن وظائفهم وسجنهم وقام بتعذيبهم لأجلٍ أن
يرف هذا الشعار؛ أن القرآنَ مخلوق وأنه ليس كلام الله حقيقة.

وقول المصنف: وَلَا يصف وَلَا يّصح أن يَقُول لَيْسَ بمخلوق قَالَ فَإن
كلام الله لَيْسَ ببائن مِنْهُ وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْء مخلوقا"

فيجب أن نؤمن بأن القرآن كلامٌ الله وتنزيله» ليس بمخلوق لأن القرآنَ من
الله وما كان من الله فليس بمخلوق '* 'لذلك لا يجوز كما نسمع من بعض الناس
أن يقول: ورب المصحفء وهذا يقع فيه جهلة الناس» القرآن ليس مربوب» إنما

ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاباً يُعرف باسم:"التسعينية" بين فيه بطلان هذا القول من تسعين وجهاً.

القرآن كلام الله عز وحل وكلامه منه وماكان منه فهو ليس بمخلوق فمن قال:
ورب المصحف فهذا على عقيدةٍ باطلة» فإن كان جاهلاً عُلَّم وإن كان مخالفاً
أقبيت عليه البو ,

وقول المصنف: "وَإِيّاك ومناظرة من أخذل فيه

التماري في هذه المسائل أو المراء في القرآن وامحادلة في هذا الأمر هذا عدّه

العلماء من الكفر.

أقُولُ؟ قَالَ: ألبس أنت عَمْلُونًا؟ قُلث: 0 ثَالَ: فَكَلَامْكَ مئْكَ ععْلُوقٌ. قُلث:
لَّ: أُوَلَيْس الْقُرْآنُ مِنْ كلام الله قُلْتْ : نَعَمْ. قَالَ: وَكُلَامُ الله من الله؟

6ه فى

لع قا
الكو نكا قال فَيَكُونُ من اللَّه ثَ شع عخلوق؟". ١44‏

وقول امف ابي قا وال 5200 فيه فَقَالَ لا أذْري مَخْلُوق أو لَيْسَ

بمخلوق وَإِنّمَا هُوَ كلام الله فَهَدَا صّاحب بدغة مثل من قَالَ هُوَ مَخْلوق وَإِنمَا هُوَ كلام

الله لَيّسَ بمخلوق".

بين هنا قضية اللفظ والملفوظ؛ يعنى مسألة: هل اللفظ بالقرآن مخلوق أو لا؟ هل
يجوز أن يقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق؟

١ 41‏ روى الخطيب البغدادي في :"تاريخ بغداد" (1/ 757) رقم: (35/847): من طريق عكرمة قال: شهدت ابن
عباس صَّلَى على جنازة رجل من الأنصار» فلما سُوَي في اللحد وني التراب عليه قام رجل منهم فقال: اللهم رب
القرآن ارحمه. اللهم رب القرآن أوسع عليه مَدَاخِله فالتفت إليه ابن عباس مُعْضبًا فقال: يا عبد الله أما تتقي اللّه؟ يا
عبد الله أما تتقي الله؟ أما علمت أن القرآن منه؟ قال: فرأيت الرجل نكس رأسه ومضى استحياء ثما قال له ابن عباس»
كأنه أتى على كبيرة".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وعن عكرمة قال: كان ابن عباس في جنازة» فلما وُضع الميت في لحده قام رحل فقال:
اللهم رب القرآن اغفر له» فوثب إليه ابن عباس فقال له: مَه! القرآن منه. وي رواية: القرآن كلام الله» وليس يَرْبُوب»
منه خرجء وإليه يعود"."الفتاوى الكبرى" (5/ )401١‏

.)7577/١( فتاوى"‎ عومجم"١‎ 5

واللفظ يأني بمعنى: التلفظ» ويأت بمعنى الملفوظ؛ هل هو الملفوظ الخارج» أو حركة
اللسان التلفظ؟

فمعلوم أنه إن أريد الأول وهو التلفظ: فالتلفظ من أفعال العبد» وأفعال العباد
مخلوقة.

وإن عن باللفظ الملفوظ فالملفوظ هو القرآن.

لهذا صارت الكلمة محتملة» واستعمال المحتملات في العقيدة بدعة؛ فإنه لا يجوز
أن تستعمل مثل هذه العبارة التي قد تحتمل شيئًا آخر؛ فيفهم الناس منها فهمًا
غير سليم.

ولهذا كان الإمام أحمد يقول: «مَن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع» ومن
قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع أيضَّا»؛ لأتما تحتمل هذه وهذه. وقد
سكت السلف عن الإطلاق؛ لأنَّ الألفاظ المحتملة فيما يتصل بذات الله حل
وعلا أو صفاته أو أفعاله أو أمور العقيدة والغيبيات لا يجوز استعمالاء وينهى
عنها.

ولحذا قال ابن القيم رحمه الله:

وَعَلَيِكَ بِالنَفْصِيلٍ وَالتَيِينِ قَالُ *** إِطْلاقُ وَالإِجْمَالُ دُونَ بَيَانٍ

قَدْ أَفْسَدَا هَذَا الؤُحُود وَعَبَطًا ال *** أَذْهَانَ وَالآرَاءَ كُكَ رَمَانِ )١45(‏

وقد رأي الإمام أحمد وبعض الأئمة أنه لا يُقال: اللفظ بالقرآن مخلوق» ولا يقال:
غير مخلوق؛ لأن الكلام هنا محتمل» فعندما يقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق»
فهل يقصد به القرآن الذي هو كلام الله تعالى» أو يقصد فعل المخلوق؟

فإن قال: اللفظ بالقرآن غير مخلوق» فقد لا يقصد هنا كلام الله تعالى» وإنما

يقصد كلامه هوء وهذا حطأ؛ لأن نطق الإنسان مخلوق» فالمسألة تكون محتملة؛

ه؛ )١‏ انظر: «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناحية» لابن القيم.
6)١55(‏ 2 بن

فمن هذا الباب باب منع الإمام أحمد والأئمة من أهل السنة أن يُقال: لفظي
القرآن مخلوق أو غير مخلوق؛ لأن هذا اللفظ محتمل.

بينما ينص الإمام البخاري وبعض أهل السنة على أن اللفظ بالقرآن الذي هو
نطق الإنسان مخلوق» فإِذًا قَصّلوا وبيّوا أنه إذا قصد النطق فهذا مخلوق» وإذا
قصد الأصل الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى الملفوظ» فهذا غير مخلوق.
وحدثت في هذه المسألة فتنة للبخاري» أثارها عليه شيخه محمد بن يحبى الذهلي»
ودافع عنه ابن القيم في كتابه «الصواعق»» وقال: «إن البخاري في هذه المسألة
أقعد وبِيّن ووضّح وفصّل في هذه المسألة» وتشنيع الذهلي عليه هذا من باب
الغيرة والحسد الذي بين الشيخ وتلميذه؛ لأن البخاريّ تفوق عليه.

فالمسألة محل حلاف, مثل مسألة الاسم والمسمّى؛ لأن المخرج فيهما واحد؛ لأن
كلا المسألتين تعودان إلى صفة الكلام» والكلام: صفة من صفات الله سبحانه
وتعالى غير مخلوق» وبناء على ذلك ترتّب حلاف في مسألة اللفظ وفي مسألة
الاسم والمسمى؛ لأن أسماء الله تعالى من كلامه» والقرآن من كلامه يق فحصل
حلاف ف هذه المسألة بناءً على ذلك.

أصل النزاع في المسألة:

مسألة خلق القرآن حدثت في زمن محنة الجهمية والفتنة المشهورة فهي وليدة هذه
الفتنة ومنها نشأ النزاع فيها هل الإيمان مخلوق أم لا؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لما سئل: هل الإبمان مخلوق أم غير مخلوق؟
(فالجواب أن هذه المسألة نشاً النزاع فيها لما ظهرت محنة الجهمية في القرآن هل
هو مخلوق أم غير مخلوق؟ وهي محنة الإمام أحمد وغيره من علماء المسلمين» وقد
جرت بما أمور يطول وصفها هناء لكن لما ظهر القول بأن القرآن كلام الله غير
مخلوق» وأطفأ الله نار الجهمية المعطلة.

صارت طائفة يقولون: إن كلام الله الذي أنزله مخلوق» ويعبرون عن ذلك

باللفظ. فصاروا يقولون ألفاظنا بالقرآن مخلوقة» أو تلاوتنا أو قراءتنا مخلوقة» وليس

مقصودهم جرد كلامهم وحركاتحم بل يدخلون فيه نفس كلام الله الذي نقرؤه
بأصواتنا وحركاتنا.

وعارضهم طائفة أخرى فقالوا: ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة.

فرد الإمام أحمد على الطائفتين وقال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي
ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع. وتكلم الناس حينئذ بالإيمان فقالت طائفة:
الإبمان مخلوق وأدرجوا في ذلك ما تكلم الله به من الإيمان مثل (قول لا إله إلا
الله)» فصار مقتضى قولحم أن هذه الكلمة مخلوقة» ولم يتكلم الله بتماء فبدع الإمام
أحمد هؤلاء» وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: («(الإبمان بضع وسبعون شعبة
أعلاها: قول لا إله إلا الله))'*' أفيكون قول لا إله إلا الله مخلوقا؟.

ومراده أن من قال: إن ألفاظنا وتلاوتنا وقراءتنا للقرآن مخلوقة» كان مقتضى كلامه
أن الله لم يتكلم بالقرآن الذي أنزله. وأن القرآن المنزل ليس هو كلام الله)"؟١‏
وقال رحمه الله: (وإذا قال: الإبهان مخلوق أو غير مخلوق؟ قيل له: ما تريد
(بالإيمان)؟ أتريد شيئا من صفات الله وكلامه. كقول (لا إله إلا الله) و(إيمانه)
الذي دل عليه اهمه المؤمن» فهو غير مخلوق. أو تريد شيا من أفعال العباد
وصفاتحم فالعباد كلهم مخلوقون» وجميع أفعالهم وصفاتمم مخلوقة» ولا يكون للعبد
الحدث المخلوق صفة قديمة غير مخلوقة» ولا يقول هذا من يتصور ما يقولء» فإذا
حصل الاستفسار والتفصيل ظهر الحدى وبان السبيل؛ وقد قيل أكثر اختللاف
العقلاء من جهة اشتراك الأسماءء وأمثالما مما كثر فيه تنازع الناس بالنفي والإثبات
إذا فصل فيها الخطاب» ظهر الخطأ من الصواب.

والواحب على الخلق أن ما أثبته الكتاب والسنة أثبتوه» وما نفاه الكتاب والسنة
نفوه» وما لم ينطق به الكتاب والسنة لا بنفي ولا إثبات استفصلوا فيه قول
القائل: فمن أثبت ما أثبته الله ورسوله» فقد أصاب» ومن نفى ما نفاه الله ورسوله

١ 55‏ رواه البخاري (9) ومسلم (5؟)
١‏ مجموع الفتاوى 7 >

فقد أصابء ومن أثبت ما نفاه الله أو نفى ما أثبته الله فقد لبس دين الحق
بالباطل» فيجب أن يفصلا ما في كلامه من حق أو باطلء فيتبع الحق ويترك
الباطل» وكل من خالف الكتاب والسنة فإنه مخالف أيضا لصريح المعقول» فإن
العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح. كما أن المنقول عن الأنبياء عليهم
السلام لا يخالف بعضه بعضاء ولكن كثيرا من الناس يظن تناقض ذلكء وهؤلاء
من الذين اختلفوا في الكتاب [ذَلِكَ بِأَنَّ الله َبَلَ الكتاب بالق وَإِنَّ انَّذِينَ
اختَلفُوأ في الكتابٍ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدِ1 [البقرة الآية: »]١175‏ ونسأل الله أن
يهدينا الصراط المستقيم» صراط الذين أنعم عليهم من الأنبياء والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)** '

قال الإمام أحمد-رضي الله عنه-: من قال: الإيمان مخلوق كفرء ومن قال: غير
مخلوق ابتدع. فقيل: بالوقف مطلقاء وقيل: أقواله قديمة وأفعاله مخلوقة. قال ابن
حمدان في نماية المبتدئين: وهو أصح. ونقله عن ابن أبي موسى وغيره. ونقل
الإمام الحافظ ابن رحب في طبقات الأصحاب في ترجمة الحافظ عبد الغني
المقدسي-قدس الله روحه -ما لفظه قال: روي عن إمامنا أحمد-رضي الله عنه-
أنه قال: من قال: الإيمان مخلوق فهو كافر» ومن قال: قديم فهو مبتدع.

قال الحافظ عبد الغني: وإنما كفر من قال بخلقه؛ لأن الصلاة من الإيمان» وهي
تشتمل على قراءة وتسبيح وذكر الله-عز وجل-ومن قال بخلق ذلك كفر»
وتشتمل على قيام وقعود وحركة وس حون ومن قال بقدم ذلك ابتدع. انتهى

بحروفه» والله-تعالى-الموفق) "11

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:

“*" مجموع الفتاوى 17 5515
5 لوامع الأنوار البهية /١‏ 455

*-"وَالْإِيمَان بِالرُؤْيَة يَوْم الْقِيَامَة كُمَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْأَحَادِيثْ
الصّحاح".
الخرح
من عقيدة أهل السنة والجماعة أتمم يؤمنون بأن أهل الإيمان يرون ركم يوم
القيامة كما وردت الأدلة بذلك
فمن القرآن:
© قوله تعالى: (للّذِينَ أَحْسَئُوا الحُسْق وَزيَادَةٌ) [يونس:17] فقد فسرت الحسئ بالحنة
والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم» قال القرطبي: (وقد ورد هذا عن أبي بكر
الصديق وعلي بن أبي طالب في راوية وحذيفة وعبادة بن الصامت وكعب بن
عجرة وأبي موسى وصهيب وابن عباس في رواية وهو قول جماعة من التابعين وهو
الصحيح في الباب. وروى مسلم في صحيحه عن صهيب عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: ((إذا دحل أهل الحنة الحنة قال اللّه تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم
فيقولون: ألم تبيض وحوهنا؟ ! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟! قال فيكشف
الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ريهم عز وجحل. وفي رواية *
تلا وللّذِية أخهموا الحشى وَزِيَادَة ١٠٠١.16١‏
© قوله تعالى: ولدينا مزيد (ِمُْم ما يَشَاوُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِينُ [ق: 75] فقد فسر
المزيد في هذه الآية بأنه النظر إلى الله تعالى كالآية السابقة» قال ابن كثير: (إن
المزيد الذي يتفضل الله به على عباده فوق ما يشاءون هو ظهوره تعالى لهم). 57 ١‏
وحذا فسر الآية ابن جرير الطبري والقرطبي وغيرهما ودلالتها عن الرؤية كالآية
السابقة.

6 رواه مسلم .)١181(‏
١‏ تفسير القرطبي // .7١‏

تفسير ابن كثير ١/8/5‏ 4.

© قوله تعالى: (وُجُوةٌ يَوْمَيِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَ رَبّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: ١١-؟]‏ ووجه

الاستدلال بالآية على الحواز ما نقل أن (نَاظِرَة) أي رائية رؤية بصرية يوم القيامة
كما قال أهل السنة والجماعة .
قال أبو الحسن الأشعري: "قال الله عز وحل: (وُجُوةٌ يَوْمَئِذٍ تَّاضِرَةٌ) [القيامة:
1] يعني: مشرقة (إِلَ رَبّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: ؟] يعنى: رائية» ولا يحوز أن
يكون بمعنى نظر التفكر والاعتبار لأن الآخرة ليست بدار الاعتبار» ولا يجوز أن
يكون عني نظر الانتظار لأن النظر إذا ذكر مع ذكر الوجه فمعناه نظر العينين
اللتين في الوجه". ١٠‏
من السنة:

أخبرٌ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سترون ربكم كما ترون القمر
ليله البدر» لا تُضامُون في رؤيتم)). 4 ١١‏

وفن "عغرير' يرن .غبنك الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سترون
ربكم عيانا)). ه١١‏

قال ابن القيم (وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الدالة
على الرؤية فمتواترة رواها عنه أبو بكر الصديق» وأبو هريرة» وأبو سعيد الخدري»
وحرير بن عبد الله البحلي» وصهيب بن سنان الرومي» وعبد الله بن مسعود
الحذلي» وعلي بن أبي طالب, وأبو موسى الأشعري, وعدي بن حاتم الطائي,
وأنس بن مالك الأنصاريء وبريدة بن الخصيب الأسلميء» وأبو رزين العقيلي»
وجابر بن عبد الله الأنصاري» وأبو أمامة الباهلي» وزيد بن ثابت» وعمار بن

ياسر» وعائشة أم المؤمنين» وعبد الله بن عمرء وعمارة بن رويبة» وسلمان الفارسي»

١ 8‏ الإبانة عن أصول الديانة ص .١7‏
انظر صحيح البخاري كِتَابُ التَّوْحِيدِء بَابُ قَوْلٍ الله تعَالَ: [ وُحوةٌ يَوْمعِذٍ ناضِرَةٌ إِلَ رَبّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة:
7]» برقم (55)» وابن ماجه »)١17/9(‏ والإمام أحمد في المسند مُسْتَدُ الْمُكْيْرِينَ مِنَ الصّكَابَّة .)١١1١(‏

همه ١‏ رواه البخاري 7

وحذيفة بن اليمان» وعبد الله بن عباس» وعبد الله بن عمرو بن العاص وحديثه
موقوف» وأبي بن كعب» وكعب بن عجرة» وفضالة بن عبيد وحديثه موقوف»
ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير مسمى. فهناك سياق أحاديثهم
من الصحاح والمسانيد والسنن وتلقها بالقبول والتسليم» وانشراح الصدر لا
بالتحريف والتبديل وضيق الطعن ولا تكذب بما فم ن كذب بما لم يكن إلى وحه
ربه من الناظرين وكان عنه يوم القيامة من ا محجوبين)' *' ثم ذكر بعد ذلك سياق
الأحاديث بكاملها.
تنبيهات مهمة:
بعد شرح ما يتعلق بالنص الذي جاء في كلام المصنف يجدر التنبيه على أمور
مهمة تتعلق بمسألة الرؤية» فمسألة رؤية الله عز وحل مُتشعبة؛ إذ تشتمل على
المسائل الآتية:
© ما يتعلق برؤيته سبحانه وتعالى في الدنيا عيانًا.
© ورؤيته جل وعلا منامًا.
© ورؤية النبي ٠١‏ لربّه ليلة المعراج.
© ورؤية المؤمنين لريهم يوم القيامة وفي الحنة.
© وكذلك رؤية المنافقين والكافرين له حل حلاله يوم القيامة.

ومسألة رؤية الله يُلحقها العلماء بباب الصّفات» مع أن البحث في رؤية العبد
لربه وليس العكسء ولكنهم يُلحقونها بباب الصفات.
وأعطي نبذة عن هذه المسائل فأقول:
أولًا: رؤية الله في الدنيا يقظة.
رؤية الله في الدنيا يقظة غير واقعة شرعاء وغير تمكنة» وقد اتفقت الأمهٌ على

أن الله تعاللى لا يراه أحدٌّ في الدنيا بعينه» ول ينازعوا في ذلك إلا ما شَذّ من بعض

7 حادي الأرواح ص 77١‏

عُلاة الصُوفية؛ فقد زعموا أنه يجوز رؤية الله في الدنياء وأنه يزورهم ويزورونه في
الحضرة الإلهية ويَرَؤنه"*'2 وهؤلاء لا عبرة بخلافهم؛ إذ كله كذب ودجل.

ومن اذَّعى رؤية الله في الدنيا بعيني رأسه فدعواه باطلة باتفاق أهل السنة
والجماعة, وهو فال

قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-في ردّه على مَن زعم رؤية الله في الدنيا
يقظة: «مَن قال من الناس: إن الأولياء أو غيرهم يرى الله بعينه في الدنيا فهو
مبتدع ضال» مُخالف للكتاب والسنة» وإجماع سلف الأمة» لا سيما إذا اذَّعوا أتمم
أفضل من موسىء فإن هؤلاء يُستتابون» فإن تابوا وإلا قُتلوا». ٠١8‏

وقد بَيّن-رحمه الله-علة عدم إمكان رؤية الله في الدنيا بالعين» حيث قال:
«وإنما ل ثَرهِ في الدنيا لعجز أبصارناء لا لامتناع الرؤياء فهذه الشمس إذا حدق
الرائي البصر في شعاعها ضعف عن رؤيتها لا لامتناع في ذات ا مرئي ) بل لعجز
اراق فإذا كان في الدار الآحرة أكمل الله قُوى الآدميين حتى أطاقهم رؤيته
ولهذا لما تحلى الله للجبل عي موسى صعمّاء قال: سبحانك! ثبت إليكء وأنا أول
المؤمنين بأنّه لا يراك حي إلا مات» ولا يابس إلا تَدَهْدَهء ولحذا كان البشر يَعجزون
عو يوقي الكل ف موه ل مَن أيده الله» كما أَيّد نبينا صلى الله عليه وسلم)*”.

والأدلة التي استند عليها أهل السنة في إجماعهم على عدم وقوع رؤية الله في
الدنيا يقظة- كثيرة؛ منها:

قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في «صحيح مسلم»: ((تَعَلّمُوا أنّه لن
يرى أحد منكم ربه-عز وحل-حتى يموت))'' ١‏ فهو صريح في عدم وقوع الرؤية
البصرية لأحد من الناس لله جل وعلا في هذه الدار الدنيا حتى ولو كان نبياءِ لأن

.)٠١٠ /١( «الملل والتحل» للشّهرستاني‎ ١
.)٠١ 5 /( «بجموع الفتاوى»‎

8 «منهاج السنة النبوية» (؟/ 795).

أخرحجه مسلم (9121؟) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.

الله-حل وعلا-قد مُنع موسى-عليه السلام-من أن يَرَاه وهو أحد أ العزم
من الرسل» فكيف بمن دونه مِن سائر المؤمنين؟! فإن الله جل وعلا-لما قال له

موسى: [رَبٌ أرني أنظ إلَيْكَ) [الأعراف:57١]‏ قال: [لَنْ تراني) [الأعراف:
]١ 47‏ فمنعه من أن يراه» وفي قوله: [فَلَمًا بَحلَى ره لِلْجبَلٍ جَعَلَهُ دكا وَحَرَّ مُوسَى
ورن ]لقان للها سب سدكه لاي شع كيك نف افر ليق

ثانيًا: رؤية الله-عز وجل-في المنام.

ذهب جمهور العلماء إلى جواز رؤية الله في المنام» وأنما قد تقع صحيحة» بل
ذكر القاضي عياض-رحمه الله-اتفاق العلماء على هذه المسألة؛ فقال: «ولم
يختلف العلماء في جواز صحة رؤية الله في المنام». "3

وقال الإمام البَغوي رحمه اللّه: «رؤية الله في المنام جائزة؛ قال معاذ عن النبي
صلى الله عليه وسلم: ((إِن تُعست فرأيت ريّ))؛ وتكون رؤيته-جَلْت قُدرته-
ظهور العدل والفرج والخصب والخير لأهل ذلك الموضع؛ فإن رآه فوعد له جنة»
أو مغفرة» أو بحاة من النار» فقوله حق» ووعده صدقء وإن رآه ينظر إليه فهو
رحمته» وإن رآه معرضًا عنه فهو تحذير مر: سيدا لقوله سبحانه وتعالى: [أُوْليِكَ
ل حَادقَ َُمْ في الآخرة ولا يُكُلْمُهُمُ اللّهُ وَل نَظَرُ إِلَيْهِمْ) [آل عمران: 007]ء
وإن أعطاه شيئًا من متاع الدنيا فأحذه. فهو بلاء ومحن وأسقام تصيب بدنه.
يتعظم بها أجرُه: لا يَزال يضطرب فيها حتى يُؤديه إلى الرحمة» وحسن العاقبة». "

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومن رأى الله-عز وجل-ف المنام
نه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرّائي؛ إن كان صالحًا رآه في صورة

حسنة» وهذا رآه النبى صلى الله عليه وسلم 2 اموي صورة. ..4. ١١7‏

0١‏ «إكمال المعْلِم بفوائد مُسلم» (7/ )5١١‏ ط. دار الوفاء.
5 «شرح السنة» (؟١/‏ 3551 558).

«بجموع الفتاوى» (5/ .)١55١‏

وقال في موضع آخر: «وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على
قدر إيمانه ويقينه» فإذا كان إيمانه صحيحاً لم يره إلا في صورة حسنة» وإذاكان في
إيمانه نقص رأى ما يُشبه إيمانه» ورؤيا المنام لما حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة,
ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق...» ١١4‏

وقال الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: [مَاكَانَ لي مِنْ عِلْمٍ
بِالْمَلَإ الأغلى إِذْ يحْتَصِمُونَ1 [ص: 14]: فأمًا الحديث الذي رواه الإمام أحمد:
((... فإذا أنا بربي-عز وجل-في أحسن صورة» فقال: يا محمد أتدري فيم يختصم
الملا الأعلى؟ قلت: لا أدري يا رب)). أعادها ثلانا ((فرأيته وضع كفه بين كتفي
حتى وحدت برد أنامله بين صدريء» فتجلى لي كل شيء وعرفث...»» فهو
حديث المنام المشهور» ومّن حعله يقظة فقد علط وهو في السّنن من طرق». ١"‏ '

ثالعًا: رؤية الله-عز وجل-في الآخرة.

وهذه المسألة تقدم الحديث عنها في بداية شرح كلام المصنف عن رؤية الله
وقد حاول المعتزلة إنكارها ورد النصوص الواردة فيهاء وقد أحاب أهل السنة على
شبههم وبينوا أن رؤية الله في الآحرة جائزة عقلًا وواقعة شرعاء ولا يرد على هذا
قوله تعالى: إلا تُدْرَكهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكٌ الأَبْصَارَ] [الأنعام: »]١٠١*‏ فقد
استدل به المعتزلة على نفي الرؤية مطلقّاء مع أن المراد بالآية ليس نفي الرؤية» وإنما
المراد نفي الإدراك؛ لأتما سيقت مساق المدحء ولو كان المراد نفي الرؤية لما كان
في ذلك مدح؛ لأن المعدوم هو الذي لا يُرَىء والكمال في إثبات الرؤية هو نفي
الإدراك؛ لأن النفي ا محض لا يأتِ في صفات الله وإنما الذي يأت هو النفي الذي
يستلزم إثبات ضده من الكمال.

5 «ججموع الفتاوى» (9/ .)89٠‏

6 «تفسير ابن كثير» (7/ .)1١‏

فالمعنى: أنه يُرى ولا يحاط به رؤيدٌ إلا تُذْرَكُهُ الْأَبْصارُ؛ لكمال عظمته
كما أنه يعلم ولا حاظ .يه غلم لكمال عظمقه و[ ل تأخذة ينة ولا كوم )؛
لكمال قوته واقتداره» وهكذا.

وقد ورد عن بعض السلف أن الآية تفيد نفي الرؤية في الدنياء فروى ابن كثير
عن إسماعيل بن علية في قول الله تعالى: ]لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار]
أنه قال: «هذا في الدنيا».

وقد ذهب الآخرون إلى أن هذا النفي العام لرؤية جميع جميع الأبصار له سبحانه

رن

وتعالى مُحصّصٌ بما ثبت من رؤية المؤمنين له جل وعلا في الآخرة.

وقال ابن القيّم رحمه الله: "دل الكتاب والسنّةُ المجواتِرةٌ وإجماغٌ المكحابة وأئمةٌ
أهلٍ الإسلام والحديث عَلَى أنَّ الله يُرى يوم القيامّة بالأبصارٍ عبان كما يُرى
القّمَرُ ليلة البدرٍ صَّحْوَاء و وَكُمَا ثُرى الشّمسِئ في الظّهيرة» فَإن كان ما أَحبَرَ به الله
وَرَسُوله عنه من ذلك حَقِينَة-وإنَّ له والله حقٌّ الحقيقة-قّلَا يكن أن يَروة إِلّا من
0 لاسيكالة أن يزوة 0 منهم؛ أو من خلفهم, أو أمامهم وَنَحُو ذَلِكَ...»
فلا يَتَمعُ في كلب العبد بعد الاطلاع عَلَى هَذِ الأَحَادِيث وَفَهِمَ مَعنَاهَا إنكازها

ذم
مي أ

والشهادةٌ أن َحَمَّذَا ا الله
أ-رؤية المؤمنين لرم جل وعلا:
بين المصنفُ رحمه الله هنا أنه قد دَحَلَ في الإبانٍ بالله وَكُتبه وَمَلائِكْتِه وَرُسِلِهِ

كاه “317

الإبمان 0 ا مؤمنينٌ يروتة سبحانه وتعالى يوم م القيامة؛ قَمَنِ ' يُؤُمن اك -سبحانه-

ا

يُرَى يوم القيامة فُقّد رََ دِلّهَ الكتاب والسّنَّة 5 غالق :ا عملت الأَمّة وأككتهاء

وَل يُؤمن باللّه وَمَلائكته وكتبه وَرسَلِه.

5 انظر: «تفسير ابن كثير» (9/ 505).

١17‏ «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» وص ؟55).

فالله سبحانه وتعالى سيخص المؤمنين بمزيد من الإنعام يوم القيامة» وهو رؤيته
حل وعلاء فقد روى أبو هريرة رضي اللّه عنه أن ناسًا قالوا: يا رسول الله هل
نرى ريّنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله «مّل تُضَارُون في رؤية القمر ليلة البدر؟».
قالوا: لا يا رسول الله. قال: «هل تُضارون في الشّمس ليس دونما سحاب؟».
قالوا: لا. قال: «فإنّكم ترونه كذلك...»» الحديث ١5‏

وسيخصهم ف الحنة بأعظم نعمة أنعم عليهم بحا؛ ألا وهي تشريفهم وإكرامهم
بالنظر إلى وجهه الكريم ف جنة عدن كما قال تعالى: ]وجوه يومئذ ناضرة إلى
ريها ناظرة) [القيامة:؟255 1؟].

وقال تعالى عن الكافرين: [ كلا إنهم عن ريحم يومئذ محجوبون] [المطففين:
.]١‏

قال الإمامٌ الشافعيئ: «قَدَلَّ هذا على أنَّ المؤمنين لا يحجبون عنه تبارك
وتعالى».

وقال جل شأنه: إلحم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد [ق: ه"].

فالمزيد هنا هو: التّظر إلى وحه الله عز وجل» كما فسّره بذلك علي وأنس بن
مالك رضي الله عنهما.

وقال سبحانه: ] للذين أحسنوا الحسنى وزيادة] [يونس: 15].

فالحسنى: الحنة» والزيادة: هي النظر إلى وجه الله الكريم» كما فَسّرها بذلك
رسول الله [] بقوله: «إدًا دَحَلَ أَمْل النّة اله قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَ:

15 > يوك 6 تن مم كسك 1 >2 2ه خلك.ه وع ههرم 2]ه 4'. أي | كم رب لب اه
ترد ون شيئا أزيدكم! فيُعولون: ا تَبَيْض وُحومّنا؟ َم تدحلنا الجنة وَتنجنا من

ءٍََ 5 ّي وهى الزيادة» ئلا هَذْهِ الآية: سيق احيرا كنك اك ل ذا

أخرحه البخاري (108) ومسلم (5717).

8 أخرجه مسلم )١55(‏ من حديث صُهَيْبٍ رضي الله عنه.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: «وأمًا السنة» فقد تواترت الأخبار عن أبي
سعيد» وأبي هريرة» وأنس» وجرير» وصهيبء وبلال» وغير واحد من الصحابة عن
النبي [ | : أن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة في العرصات»؛ وفي روضات الجنات»
جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه. آمين: ٠١"‏

ب-رؤية الكفار والمنافقين لريتّمم جل وعلا:

ا

ما الكفارٌ واليَافِقِينَ» فَقَّد ذكر شيحٌ الإسلام أنَّ الناسَ قد تَتَارَعَوا في ذلك

على تَلَانّة أقوال؛ فقال: «قَأَمّا مَسَْكةُ ؤي الكْفّارٍ فأَوَلُ مَا الْعَصَرَ الكَلَامُ فِيهَاء

02

وَتَتارّعَ النَّامنْ فِيِهَا-فِيمَا بَلَعَنَابَعْدَ ثَلَاثمْانَة سَنَةِ من الجرّة» وَأَمْسَكٌ عن الكلام

في هَذَا قَومٌّ من العُلّمَاء وَتَكَلّمَ فِيهَا آخَرُوتَ؛ فَاخْتَلَقُوا فِيهَا عَلَى ثَلَانَة أَقوَالِ مَعَ
ني مَا عَلِمْت أن أُولَيِكَ المشتَلفِيد فِيهًا تَلَاعَنُوا ولا تَهَاجَرُوا فِيهَا؛ إِذْ في الفِرقٍِ

الما

النَّلَانّةِ كَومٌ فيه فَضْلْء وَهُمْ أَصْحَابُ سُنَّةق».

0 قال رحمه الله: «ِوَالْأَقْوَالُ الثَلانةُ في (رُؤيّة الكُتّارِ):
ها: أَنّ الكُمّارَ لا يرَوْنَ رَتَهُْ بحَال؛ لا الميظهر لِلَكُفْرِ ولا المييبٌ له وَهَذَا
قَْلُ 7 العلمَاءِ الجأَخْرينء وَعَلَيْهِ يَدُلَّ عُمُومٌ كلام اليقَدمِينَ وَعَلَيدِ حجُهُورْ

ا

1

صّحَاب الإمَام أحمد وَغَيْرهِمْ.
. ع - .به 2 3 7 0 5 0 5 8 6
الثاني: أنه يَرَاهُ مَنْ أظهَرَ التؤجيد مِنْ مُؤْمِني هذه الم وَمُنَافِقِهَا وَعْبَرَاتِ
3 َه 2 21 3 أ د 50106 54 م 7 200 2 2#
مِنْ أَهْلٍ الكتابء وَذَلِكَ في عَرْصَةٍ القِيَامَ م يَحْتَحِبُْ عَن المنَافِقِينَ» قلا يَرَوْنَه

بعْدَ دَلِكَء وَهَذًا قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ بْنِ حُرّمّة من أَئِمّة أَهْلٍ السُنّة وَقَدْ ذَكرَ القَاضِي

8
و

ُو يَْلى خَحْوَهُ في حَدِيث إِنيَانهِ 13 مم في المؤقيٍ؛ الحلديث المشهُور.
الكاللكه أذ الكناو نروتة ززية تقريق. وكغزيب؟ كاللمة إذارأى الشلعاة؛

08 ره 5 1 ا 5 لوست 92 ع2 بر م ع
ثم يحتجب عَنهُمْ؛ لِيَعْظْمَ عَذَابُهُمْء وَيَسْتَد عِمَابُهُم وَهَذا قَوْل أبي الحّسّن بن

.)509 /9( «تفسير ابن كثير»‎ ٠

سَال وَأَصْحَابهء وَقَوْلٍ عَبْهِمْ؛ وَهُمْ في الأصُولِ مُنْتَسِبُونَ إلى الإمام أَحْمَد بْنِ حَتْبْلِ)
وَإِلّ سَهْل بْن عَبْدٍ اللّهِ لُشتري». ٠١‏

وممّن رح رؤيّة الكُمَارٍ وَامَفِقِينَ لله في عَرَصاتٍ القيامة العَلّامةٌ ابن القيّم
رحمه الله في «حادي الأرواح» (ص57١).‏

أما أهل الكفر فكما قال الله سبحانه وتعالى عنهم: (كل إِنّهُمْ عن يَبِمْ
يَؤمهذٍ لَمَحْجُوبُون) [المطمّفين:١]»‏ فيُحجبون عن رؤية الله عز وجل» ولا شك
أن أعظم عطاءٍ يُعطاه المؤمن؛ النظرٌ إلى وجهه الكريم.

ولذلك أحد الصحابة لما مع ذلك قال: (لن نعم من رب يضحكٌ
خيرا) 17 فالله سبحانه وتعالى سيتجلّى لعباده المؤمنين وسيرونه» وهذه الرؤية
منها ما يكون ف عرصات يوم القيامة» ومنها ما يكون بعد دخوطم الحنة.

فمن عقيدةٍ أهلٍ السنّة والجماعة أن رؤية الله عز وحل ثابتة بنصوص القرآن
والسنّة» فنؤمن بما ونصدّقٌ بما كما أخبرت بذلك النصوص.

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعال سح
4 -"وأن النِّي قد رأى ربه فَإنَهُ مأثور عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ َسلم صّجيح رَوَاه
قَمَادَة عن عِكْرمَة عَن ابن عَبّاس وَرَوَاهُ الحكم بن إبان عَن عِكُرِمَة عن ابْن عَبّاس وَرَوَاه
عَليّ بن زيد عن يُوسُف بن مههرَان عن ابن عَيّاس وَالْحَدِيث عندنًا على ظاهره كُمَا جَاءَ
عَن لني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْكلَامِ فيه بدعة وَلَكن نؤمن به كما جَاءَ على ظَاهره
وَلّا نناظر فيه أحدًا".

.)485 /5( «مجموع الفتاوى»‎ ١

انظر سنن ابن ماجه برقم »)١1(‏ والإمام أحمد في المسند مُسْئَدُ الْمَدَِيينَ »)١5140(‏ ذكره الشيخ الالباني في
السلسلة الصحيحة الجزء السادس» صفحة (1707)» وضعفه الأرنؤوط كما في المسند.

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج.

بعد اتفاق أهل السنة والجماعة على أن الله تعالى لا يراه أحد في الدنيا يقظة
فقد احتلفوا في رؤية نبينا صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج.

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في ليلة المعراج فقد وقع الخلاف فيها

إما إنكار هذه الرؤيا وأتما لم تقع.

إما إنْباتما ولكن على أتما رؤية بالقلب» وليست رؤية بالعين» فقد حصل

الاحتلاف بين الصحابة في هذه المسألة» فعائشة-رضي الله عنها-ومن معها لم
يثبتوا هذه الرؤية.

وابن عباس أثبتهاء ولكن رواية عند عباس بين أن تكون مطلقة حيث قال:
"رأى محمد ربه" ومقيده بقوله: "رأى محمد ربه بقلبه"9"")

والصواب: كما يرى شيخ الإسلام بن تيمية أن الرؤيا وقعت بالقلب ولم
تقع بالعين هذا الخلاف في هذه المسألة.

قال الإمام ابن القيم: «حكى عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب «الرؤية)
له: إجماع الصحابة على أنه لم ير ربه ليلة المعراج» وبعضهم استثنى ابن عباس
فيمن قال ذلك؛ وشيخنا-أي: ابن تيمية-يقول: ليس ذلك بخلاف في الحقيقة»
فإن ابن عباس لم يقل: رآه بعيني رأسهء وعليه اعتمد أحمد ف إحدى الروايتين
حيث قال: إنه- 1 | صلى الله عليه وسلم -رآه عز وحلء ولم يقل: بعيني رأسه
ولفظ أحمد لفظ ابن عباس رضي الله عنهماء ويدل على صحة ما قال شيخنا في

رأى النَّهمُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَهُ لبْلَهَ الْإِسْرَاء برقم »)١17(‏ والترمذي )”5/8١(‏ وقال عقبه هذا حديث حسن»

والإمام أحمد في المسند مِنْ مُسْئَدٍ بَني هَاشِمٍ .)١19057(‏

معنى حديث أبي ذر-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم-في الحديث
الآخر: ((حجابّه التُور))*"", فهذا النور هو والله أعلم-النور المذكور في حديث
أبي ذر-رضي الله عنه-: ((رأيث نُورا))". 137 +10
وهو ما ركّحه-أيضًا- شيخ الإسلام في «جموع الفتاوى»» حيث قال رحمه
الله: «ولم يتنازعوا إلا في النبي-صلى الله عليه وسلم- خاصة مع أن جماهير الأئمة
على أنه لم يره بعينه في الدنياء وعلى هذا دلت الآثار الصحيحة الثابتة الننبي-
صلى الله عليه وسلم-والصحابة وأئمة المسلمين» ولم يثبت عن ابن عباس ولا عن
الإمام أحمد وأمثالهما أتمم قالوا: إن محمدًا رأى ربه بعينه» بل الثابت عنهم:
ما إطلاق الرؤية.
وما تقييدها بالفؤاد.
وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه» وقوله: ((أتاني البارحة
َي في أحسن صورة))""٠‏ الحديث الذي رواه الترمذي وغيره إنما كان بالمدينة في
لمزم هكذا جات مقبليم] 36
فحملوا الآثار المطلقة الواردة في الرؤية؛ كأثر ابن عباس: ((رأى محمد ربّه)
على الرؤية القلبية» وحملوا الآثار النافية للرؤية؛ كأثر عائشة-رضي الله عنها-على
الرؤية البصرية؛ لأنه-من خلال التَتء -ل يرد عن أحد منهم أنه قال: رآه بعينه»
وعليه فلا تعارض بين هذه النصوص.
اليد
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:

4 أخرحه مسلم )١179(‏ من حديث أبي موسى رضي الله عنه.

أخرحه مسلم (117) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

«اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية» /١(‏ ").

7 أخرحه الترمذي (7151)) وأحمد (5 )79٠0‏ وغيرهماء وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (59).

.)١159 /١( «مجموع الفتاوى»‎ 8

ه-"وَالْإِيمَان بالميزان يَوْم الْقِيَامَة كما جَاءَ (يُوزن العَبّْد يَوْم الْقِيَامَة فَلَا يزن جتّاح
بعوضة) ويوزن أعمال العباد كما جَاءَ في الأثر وَالِْيمَان به والتصديق به والإعراض عَن
من رد ذَلِك وترك مجادلته".
دك
في هذا النص مسائل:
المسألة الأولى: معنى الميزان في اللغة: ١75‏
ل أصل الكلمة:
أصله من مِوْزان؛ انقلبت الواو ياء لكسر ما قبلهاء وجمعه موازين.
قال الجوهري رحمه الله تعالى: "... وأصله مِؤزانٌ» انقلبت الواو ياءً لكسر
ما قبلها... ووزنثُ الشيء وزنًا وزئّة» ويقال: وَرَنْتْ فلانًا ووَرَنْتْ لفلان» قال
تعالى: فإ وَإِذَا كَالُوهُمْ َو وَرَنُوهُمْ يحْسِرُونَ # [المطففين: *]ء وهذا يزن درههًا". 14
© وزنها وتصاريفها: الميزان مأحوذ من (وزن)» (يزن)» (وزن)» و(زنة)» وأصله
(مورّان) انقلبت الواو ياءً لكسر ما قبلها فصار (ميزان)» ويتعدّى باللام وبدوتما.

قال انج فارس ,جه الله شع ل "الوا واللالتواتوقه ركاه هذل قلح تقويل واشيتات:

شخي

برع ىل رفي اليك مفو رك.ء. )يت لمن 00 70
وَوَرَنْتُ الْشَئْء وَزناء وَالَرْنة قدرَ وَرْنِ الس ع) وَالآصلٌ وَزْنَة. .. وَهَذَا يُوَازكَ ذلك

5 و مير

هُوَ حُحَاذِيهه وَوَزِينُ الرّّي: مُعْتَدِلَ وَهُوَ رَاحِحْ الوزْنِ: إِذَا تَسَبُوه إلى رَحَاحَةٍ

قال الليث: (الوزن ثقل شيء بشيء مثله) . ١4"‏

9 المصدر: الحياة الآخرة للدكتور غالب العواجي 7/ ٠١/8‏
٠‏ "الصحاح للجوهريء مادة: (وزن)» (5/ 5717).
١‏ '"معجم مقاييس اللغة"؛ لأحمد بن فارس مادة: (و-ز-ن)» (5/ .)1١07‏

لسان العرب 5.5/١8‏

والميزان: اسم للآلة التي يوزن بحا الأشياءء أو هو ما تُقَدّرُ به الأشياء حفة
وثقلا.
وقد أطلقت لفظة الوزن والميزان على عدة معان:
المعنى الأول: فهو يطلق ويراد به بيان قدر الشيء وقيمته» أو خحسة الشيء
وسقوطه؛ كما قال تعالى: فلا تُقِيمْ لَُمْ يَْمَ الْقيَامَة وَرْنَّا [الكهف: .]١٠١٠‏
قال ابن الأعرابي: العرب تقول: (ما لفلان عندنا وزن أي قدر؛ لخسته.
ويقال: وزن الشيء إذا قدره» وزن ثمر النخيل إذا خرصم). '*'
المعنى الثانى: أن الميزان يأ ف باب اللغة مراداً به الميزان ذي الكفات.
المعنى الثالث: ويأيّ مراداً به العدل أيضاً.
المعنى الرابع: كما يأقِ ويراد به الكتاب الذي فيه أعمال الخلق.
ثم قال: وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغ. *4
وقال الراغب: الوزن معرفة قدر الشيء... والمتعارف ف الوزن عند العامة ما
يقدر بالقسط والقبان.**١‏
ثم ذكر بعض الآيات التي تدل على أنه أت مراداً به المعادلة في جميع ما يتحراه
الإنسان من الأفعال والأقوال» مثل قوله تعالى: وَزِنُوا بِالْقِسْطَّاسٍ الْمُسْتَقِيم.
[الشعراء: 1١87‏ وَأقِيمُوا الْوَرْنَ بالْقِسْطٍ [الرحمن: 9].
وأنه يأ بمعنى العدل في محاسبة الناس» كما قال تعالى: وَتَضَّعُ الْموَازِينَ الْقِسْط
لِيَوْمِ الْقِيَامَة [الأنبياء: 410].

© استعمالاتها:

200 /1( "تمذيب اللغة"؟؛ للأزهري» مادة: (وحز-ة)»‎ ١
.)١076 /١89 "تحذيب اللغة"؛ للأزهري, مادة: (و زنع‎ 5

5 المفردات في غريب القرآن"؛ للراغب الأصفهاني» (ص 258).

أما الميزان؛ فهو: (الآلة التي يوزن بما الأشياء) ومع على : موازين.
(وجائز أن يقال للميزان الواحد -- بأوزانه وجميع آلته -- الموازين» قال الله عز وجل:
وَنَضَعُْ الْمَوَازِينَ الْقِسْط لِيَوْمِ الْقِيَامَة ا 6] يريد نضع الميزان ذا القسط.
وسيأتي تفصيل هذا.
وحاء إطلاق الموازين على الأعمال:

كما قال تعالى: (وَلْوَرْكُ يَوْمَهِذٍ الَنُ كَمن تَقْلَثْ مَوازيئة كأوْلَيِكَ هُمْ
الْمْفْنِحُونَ) [الأعراف: /]

قال الأزهري: (أراد والله أعلم-: فمن ثقلت أعماله التي هي حسناته).

وذكر الراغب: (أن بحيء الميزان على صيغة الجمع تارة» وبحيئه تارة أخرى
بالإفراد فإِنما هو باعتبار المحاسب والحاسبين» فمجيئه بلفظ الواحد اعتباراً
بامحاسب» وبحيئه بالجمع اعتباراً بامحاسبين)

المسألة الثانية: الأدلة على ثبوت الميزان.

أولة: الأدلة من القرآن:

ومن أدلة الكتاب 0
وقولةة [ وَلورْك يؤعيق مذ ؛ قَمَن نَقُلَتْ مَوَازِينُه ويك هُمْ الْمُفِْحُونَ (0)
وَمَنْ حَدَّثْ مَوازيئُة فأُوليك الّذِينَ حَسِروا أَنفْسَهُم بها كاثوا بآياينا يَظْلِمُونَ)
[الأعراف: 28 4].
وقال جل وعلا: 5 نَضَعْ الْمَوَاِينَ ب يَوْم الْقِيَامَةِ فلا تُظْلَمُ تَفْسِ سَيْعًا
وَإِن كَانَ مِتْقَالَ حَنَةٍ حَبّةِ مّنْ حَرْدّلٍ نينا يا كن نا حَاسِبِينَ # [الأنبياء: 1.27[
ل عر ول طلقم َقُلَثْ مَوَازِيئةُ (5) فَهُوَ في عِيِسَة رَاضِيَة7) ) وَأمّا مَنْ

حَمْتْ مَوَازِينَةُ ( (8كاَةهُ هَاوِيَةٌ (9) © [القارعة:3-5]» وغير ذلك.
ثانياً: الأدلة من السنة:

© عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولٌ الله [] قال: «كلِمّتان عفيفتان على
الأسان» تُقِيلتان في الميزان» حبيبتان إلى الكحمن: سّبحان الله وبحمده. سبحان الله
العظيم.' *

© وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنّه
ليُؤتى باليّحل العَظيم السّمين يوم القيامة لا ين عند الله جناح بَعُوضة» وقال:
اقْرءوا إن شئة شئتم: همقلا 5 نَقِيمُ هم يذل يَوْمَ يه التاق ة وَرْنَا# [الكهف:ه . ا

وغرم غييك الله ين مر أن رسول الله ل]'قال: ((إنَّ الله سَيُخلّصُ رحلا من أُمّتي
على يُءوس الخلائق يوم القيامة» فَيَنْشْر عليه تسعة وتسعين سِجلًاء كُ سِجِلٌ
كد الع 0 له: ال ون هذا شكا؟ ا 2 قال: لا
بلى» بال 0 سمحي

١

لذ إله ال واف كنا رول اله تقول اخضررف ققزلة نا ريه ونا هذه
البطاقة مع هذه السّحجلات؟ فيُقال: إِنّك لا تُظلم. قال: مَتُوضع السّحجلات في
كِنّة والبطاقة في كِنَّة قال: فٌطاشت السّجلاتء وتّقُلت البطاقة» ولا يَفْقُل شيء
بسم الله اليّحمنٍ اليتحيم))8!
© وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه كان يحني سِوَاكا من الأَرَاكء وكان دقيق
السّاقين» فَجَعَلت الرٌيح تكفؤه؛ نَضَّحِك القن منه» فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((مِمَ تَضْحَكُون؟)). قالوا: يا نَييَ الله من دِقّة سَاقيه. فقال: ((والّذي
نَفْسِي بيده لما أثقل في الميزان من أخد*08)

7 أتخرحجه البخاري (5405) ومسلم (75914؟)

.)70785( أخرجه البخاري (41/79) ومسلم‎ ١7

أخرجه أحمد في «مسنده» (9/ )7١١7‏ (13914). والترمذي (579؟)» وص ححه الألباني في «الصحيحة»
(5؟١).‏

85 أخرجه أحمد في «مسنده» )١١15 /١(‏ (370)» وابن حبان في «صحيحه» »)7١59(‏ وصححه الألباني في

«الصحيحة» (1.0ه775؟).

© وعن أبي مالك الأشعريٌ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:((الطّهورٌ شَطْرٌ الإبمانِء والحمد لله تا الميزات)). ١3"‏

ثالثاً: دليل الإجماع:
فقد أجمع السلف على ثبوت ذلك.
قال ابن حجر: قال أبو إسحاق الزحاج: أجمع أهل السنة على الإيمان
بالميزان» وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة» وأنكرت المعتزلة الميزان» وقالوا: هو
عبارة عن العدل» فخالفوا الكتاب والسنة؛ لأن الله أحبر أنه يضع الموازين لوزن
الأعمال؛ ليرى العباد أعمالهم ممثلةً ليكونوا على أنفسهم شهداء.
قال القرطبي: «قد بلغت أحاديثه-أي: الميزان-مبلغ التواتر» وانعقد إجماع
أهل الحق من المسلمين عليه». ١١١‏
© وقال في موضع آخر: «أجمع أكابة مقي هذه الأمة من أهل الشئّة بأنَّ الإيمان
بثبوت الوزن والميزان حقٌّ واحبٌ «ِقَرْضٌ لازبث لِتُبوته» وعدم استحالة ذلك
عو ا
© قال السفاريني رحمه الله تعالى: "فَقَدْ دَلَّتِ الْكثَارُ عَلَى أَنّهُ ميرَاكٌ حَقِيقِي ذُو كِمَّتَبنِ
وَلِسَانِ. ..وَقَدْ بَلَمَتْ أَحَادِيئه مَبْلَع الناِْ وَانْعمَدَ إجْمَاغ أهْلٍ الحَقٌ من الْمُسْلِمِينَ
سن

المسألة الغالفة: معنى الميزان في الشرع.

.)5719( أخرحه مسلم‎ ٠

.)١85 2١85 «لوامع الأنوار البهية» (؟/‎ ١
.)١7/9 «لوائح الأنوار السنية» (؟/‎

.)١85 لوامع الأنوار البهية (؟/‎ ١1

الميزان في الشرع: هو ما يضعٌّه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد.

والميزان الذي ثُوزن به الأعمال هو: ميزان حسيئٌ حقيقيء له كفتان» وف بعض
الروايات: "ولسان"؛ والميزان عند أهل السنة ميزانٌ حقيقي توزن به أعمال العباد»
وحالف في هذا القول المعتزلة وقلة قليلةً من أهل السنة.
أقوال علماء الأمة:

© قال السفارييٌ: «قال علماؤنا كغيرهم: تومن بأن الميزان الذي تُوزن به الحسنات
والسيئات حقٌ قالوا: وله لسان وكفتان ثُوزن به صحائف الأعمال؛ قال ابن
عباس رضي الله عنهما: تُوزن الحسنات في أحسن صورة» والسيئات في أقبح
صورة.

© قال العلامة الشيخ مرعي في «بمجته»: الصحيح: أن المراد بالميزان: الميزان الحقيقي
لا بحرد العدل» خلافًا لبعضهم.

© وقال القرطبي في «تذكرته»: «قال العلماء: إذا انقضى الحساب كان بعده وزن
الأعمال؛ لأن الوزن للجزاء» فينبغي أن يكون بعد المحاسبة لتقرير الأعمالء والوزن
لإظهار مقاديرها؛ ليكون الجزاء بحسبها». ١14‏
الذين خالفوا قول الجمهور في الميزان:

قال ابن فورك: أنكرت المعتزلة الميزان» بناء منهم على أن الأعراض يستحيل

وزتما؛ إذ لا تُقَوّمِ بأنفسها. قال: وروى بعض المتكلمين عن ابن عباس: "أن الله
تعالى يقلب الأعراض أجساماء فيزتما",» وقد ذهب بعض السلف إلى أن الميزان
بمعنى العدل والقضاءء وعرًا الطبري القول بذلك إلى مجاهد, والراحح ما ذهب إليه
الجمهور» وهو أن الميزان ميزان حقيقي توزثٌ به أعمال العباد. ١55‏

المسألة الرابعة: صفات الميزان

5 «لوامع الأنوار البهية» (؟/ 2185 .)١85‏
انظر: التذكرة (ص ١٠9‏ "*).

الواقع أن العلماء لم يتفقوا على إثبات أوصاف الميزان- وقد تقدمت الإشارة إلى
بعض الحوانب في وجوب الإيمان بالميزان» ومواقف الناس في ذلك-وأما خحلافهم
ف ثبوت صفاته فقد انقسموا إلى فريقين:

١-أما‏ الفريق الأول: فهم المثبتون لصفات الميزان الحسية» من أن له كفتين... إلى
آخر أوصافه» وهؤلاء وإِن أثبتوا هذا لكنهم يرجعون صفة تلك الكفات واللسان
إلى علم الله تعالى.

؟-أما الفريق الآخر: فهم النافون لتلك الصففات.

وسنذكر رأي الفريقين فيما يلي: -

)١(‏ المثبتون لصفات الميزان:

يثبت هؤلاء-وهم جمهور العلماء-أن الميزان له كفتان حسيتان مشاهدتان» وله
لسان كذلك.

يقررون هذه الحقيقة غير ملتفتين إلى من تشمئز قلوبهم من سماعهاء لعدم قبول
عقولهم لحاء وعدم تفهم ما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك. ذلك
أن الحق ضالة المؤمن» وما ورد به الشرع هو الذي ينبغي أن يقدم على هوى
النفس وحكم العقل.

وسنذكر فيما يلي بعض أقوال هؤلاء كأمثلة على ثبوت ما ذكرنا.

قال القرطبي-ردًا على من ينكر الميزان» ويؤول الوزن بأنه من ضرب المثل» وأن
الوزن يراد به العدل والقضاء-قال: (وهذا مجحاز. وليس بشيء» وإن كان شائعاً في
اللغة -- للسنة الثابتة في الميزان الحقيقي» ووصفه بكفتين ولسان» وأن كل كفة

منها طباق السموات والأرض). ١55‏

التذكرة» ص//1”.

ويعزو القرطبي إلى ابن عباس أنه قال: (توزن الحسنات والسيئات ف ميزان له
كفتان ولسان) .١1"‏

وأخرج البيهقي في شعب الإمان عن ابن عباس أنه قال: (الميزان له لسان وكفتان»
يوزن فيه الحسنات والسيئات» فيؤتى بالحسنات في أحسن صورة فتوضع في كفة
الميزان» فتثئقل على السيئات؛ فتؤحذ فتوضع في الجنة... ويؤتى بالسيئات في أقبح
صورة فتوضع في كفة الميزان فتخف...)*1١.‏

ويقول ابن قدامة: (والميزان له كفتان ولسانء توزن به الأعمالء فَمَن تَقُلَتْ مَوَازِيئه

7
39
للع

لِك هُمْ الْمفْلِخُونَ وَمَئْ حَدَّتْ موازيئة فَأَولئِكَ الَّذِينَ حَسِرُوا أَنْفْسَهُمْ في جَهَنّمَ
غالدوة" | الوسون اا ]0

ويقول أبو الحسن الأشعري ف معرض بيانه لاختلاف الناس في الميزان ومبيناً رأي
أهل السنة: فقال أهل الحق: (له لسان وكفتان» توزن في إحدى كفتيه الحسنات
وفي الأخرى السيئات» فمن رححت حسناته؛ دحل الحنة» ومن رجحت سيئاته
دخل النار» ومن تساوت حسناته وسيئاته» تفضل الله عليه فأدحله الجنة)''".
ويقبت ابن كتين أن للميزان كفتين حسيتين )«ويستدل على هذا من السئة ديت
صاحب البطاقة المشهور وغيره من الأحاديث "١*١:‏

وأخرج الطبري عن ابن جريج قال: قال لي عمرو بن دينار: (قوله: وَالْوَْنُ يَوْمَئذٍ

لق [الأعراف: 8] قال: إنا نرى ميزاناً وكفتين» سمعت عبيد بن عمير يقول:

لتذكرة» ص/1".

لدر المنشور» (9/ 007١‏

بن قدامة في لمعة الاعتقاد» ص".
لمقالات» (؟/ 1514)

لنهاية» (؟5/ 554).

يجعل الرحل العظيم الطويل في الميزان» ثم لا يقوم بمجناح ذباب)"'". وهو القول
الذي رححه الطبري نميا

ويقول ابن أبي العز: (والذي دلت عليه السنة: أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان
مشاهدتان) ."*”"

وقال أبو إسحاق الزحاج -- كما نقل عنه الحافظ ابن حجر: (أجمع أهل السنة
على الإبمان بالميزان» وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة» وأن الميزان له لسان
وكفتان» ويميل بالأعمال) .5*4

ويقول السفاريني: (فقد دلت الآثار على أنه ميزان حقيقي ذو كفتين ولسان» كما
قال ابن عباس» والحسن البصري» وصرح بذلك علماؤناء والأشعرية وغيرهم؛ وقد
بلغت أحاديثه مبلغ التواتر» وانعقد إجماع أهل الحق من المسلمين عليه) .*:"
ويقول البرديسي: (وانعقد الإجماع على أنه ميزان حسي له كفتان ولسان يوضع
فيه صحف أعمال العباد ليظهر الرابح والخاسر) 7:١.‏

فتقال: له لسان وكفتان) "7١".‏

وعن سليمان قال: (يوضع الميزان وله كفتان» لو وضع في إحداهما السموات

والأرض ومن فيهن لوسعته) 5١*.‏

.)١7 /8( جامع البيان»‎ ٠

. 477 الطحاوية» ص‎ ٠

.)517/ /1١7( نقله عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري»‎ ٠
.)١57 لوامع الأنوار» (؟/‎ ٠

.١5 تكملة شرح الصدور» ص‎ ٠

.)3077 /8( تفسير المنار»‎ ٠

.)5189 /1١( فتح الباري»‎ ٠

ويقول الحراس: (وهناك تنصب الموازين فتوزن بحا أعمال العباد» وهي موازين حقيقية
كل ميزان منها له لسان وكفتان» ويقلب الله أعمال العباد -- وهي أعراض -
أحساماً لها ثقل» فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة) .؟'"

ونقتصر في إثبات أن الميزان له لسان وكفتان على ما قدمناه من ذكر أقوال العلماء.
وبهذا يتبين أن أهل الحق - أهل السنة والجماعة - يثبتون حقيقة الميزان على ضوء
ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, لا يتأولون معناه
ولا يردون ما جاء في وصفه» ويقولون: الله وحده هو الذي يعلم قدرهما وكيفيتهما.
إذ لو لم يكن له لسان وكفتان؛ بل هو بمعنى العدل والقضاء كما ذهب إليه بعض
العلماء» لو لم يكن كذلك لما وصف في السنة النبوية بأن له لسانا وكفتين» وأنه
يخف ويثقل؛ إذ العدل لا يقال فيه تلك الصفات» فصح أنه ميزان حقيقي يزن
الله فيه أعمال العباد» فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة» ومن بجحت
سيئاته على حسناته دخل النار» على ما علم من مذهب السلف.

وإذ كنا نثبت صفات الميزان على ضوء ما جاء به الشرع فإنه لا ينبغي أن نتكلف
فنثبت له أوصافاً تحتاج إلى إثبات من الشارع؛ أو نستند إلى أخبار لم تثبت» فإن
الغلو في هذا مذموم.

وكمثال على هذا: ما يذهب إليه بعض الناس من أن كفت الميزان من ذهب''".
أو القول بأن كفة الحسنات من نور» وكفة السيئات من ظلام "١١.‏

أو أن كفة الحسنات عن يمين العرش مقابل الحنة» وكفة السيئات عن يسار العرش

مقابل النار' ''.

8 شرح العقيدة الواسطية» (ص .)١١7‏

.)55 /4( الفصل لابن حزم»‎ ٠

.”1١7 التذكرة» ص‎ ١

5 التذكرة» ص 23١54‏ وعزاه إلى الترمذي الحكيم.

أو ما يقال إن صاحب الميزان يوم القيامة هو جبريل عليه السلام ''".

فتلك المسائل كلها تحتاج لإثباتما -- فضلاً عن اعتقادها - إلى نص صحيح, فإن
بعض العلماء يتساهل فيما يقرره من هذه المسائل» مثل ما يرويه السفاريني بصيغة
التضعيف - يروى - أن داود عليه السلام فال ربه أن يريه الميزان» فلما رآه
غشي عليه فلما أفاق قال: إلهي من ذا الذي يقدر بملأ كفة حسناته؟ فقال: إذا
رضيت عن عبدي ملأتا بتمرة) "١4.‏

أو ما يذكره عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه-غير معزو إلى أحد- أنه قال:
(ميزان رب العالمين ينصب للجن والإنسء» يستقبل به العرش» إحدى كفتيه على
الجنة» والأخرى على جهنم لو وضعت السموات والأرض في إحداهما لوسعتهن؛
وحبريل أحذ بعمود ينظر إلى لسانه) 9

وكذا ما يروى عن عمر مرفوعاً: ((من كبر تكبيرة في سبيل الله كانت صخرة في
ميزانه أثقل من السموات السبع وما فيهن وما تحتهن» وأعطاه الله يما رضوانه
الأكبر» وجمع بينه وبين محمد وإبراهيم والمرسلين في دار الجلال: ينظر إلى الله بكرة
وعشياً)) .75

وف رواية أخرى عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من
كبر تكبيرة على ساحل البحرء كان في ميزانه صخرة» قيل: يا رسول الله» وما

قدرها؟ قال: تملا ما بين السموات والأرض)) "١7.‏

5٠‏ أخرجه الطبري في (جامع البيان) (/ )١١‏ عن الحارث» قال: ثنا عبد العزيز قال: ثنا يوسف بن صهيب» عن
موسى بن بلال ابن يحبى» عن حذيفة.

5 71 ذكره السفاريني في (لوامع الأنوار) (7/ )١185‏ وعزاه إلى الرازي والثعلبي

5 لوامع الأنوار» (7/ )١85‏ ولم يعزه إلى أحد.

7 قال السيوطي في (اللالئ المصنوعة): (قال ابن حبان لا أصل له» وإسحاق يأقِ بالموضوعات عن الثقات» قلت-
وكذا قال الدارقطني ف (غرائب مالك) إنه موضوع (؟/ 1137).

قال ابن عدي: (هذا ما وضعه النخعي» وزيد ليس بشيء) (اللآلئ المصنوعة) (؟/ .)١8010‏

ويقول السفاريي: (ظواهر الآثار وأقوال العلماء: أن كيفية الوزن في الآحرة -- حفة
وثقلاً - مثل كيفيته في الدنياء ما ثقل نزل إلى أسفل ثم يرفع إلى عليين» وما حف
طاش إلى أعلى ثم نزل إلى سجين» وبه صرح جموع, منهم القرطبي).

وقال بعض المتأخرين بل الصفة مختلفة» وأن عمل المؤمن إذا ربحح صعد وسفلت
سيئته» والكافر تسفل كفته لخلو الأخرى عن الحسناتء ثم تلا قوله تعالمى: (وَالْعَمَلُ
الصَّالِح يَرْفَعُهُ) [فاطر: .]٠١‏

وذكر بعضهم في صفة الوزن: أن تجعل جميع أعمال العباد في الميزان في مرة واحدة»
كل الكسنات»: “فق كفة. النورع وهي بمين العرش جهة اللحنة» والسيئات في كفة
الظلمة» وهي عن يسار جهة النار» ويخلق الله لكل إنسان علماً ضرورياً يدرك به
حفة أعماله وثقلها.

وقيل: بل علامة الرححان عمود نور يقوم في كفة الحسنات حتى يكسو كفة
السيئات» وعلامة الخفة عمود ظلمة يقوم من كفة السيئات حتى يكسو كفة
الحسنات» لكل أحد""' 'والظاهر أن هذه الكيفيات كلها تحتاج إلى إثبات» فهي
مسألة غيبية» و الله تعالى له القدرة على ما يشاء.

؟ ح النافون لصفات الميزان:

وهؤلاء قالوا بعكس ما قاله الفريق الأول» حيث أحجموا عن وصف الميزان
بالأوصاف التي تقدمتء وأكتفوا بإثبات أن هناك ميزاناً فقط.

١-يقول‏ محمد رشيد رضا - ف نفي تلك الصفات وفي رده على الزحاج: (وإذا
لم يكن في الصحيحين ولا في كتب السنة المعتمدة حديث صحيح مرفوع في صفة
الميزان» ولا في أن له كفتين ولساناء فلا تغتر بقول الزحاج أن هذا ما أجمع عليه
أهل السنة» فإن كثيراً من المصنفين يتساهلون بإطلاق كلمة الإجماع ولاسيما غير
الحفاظ المتقنين» والزحاج ليس منهم, ويتساهلون في عزو كل ما يوحد في كتب

لوامع الأنوار (؟5/ .)١85-1١/88‏

أهل السنة إلى جماعتهم؛ وإن لم يعرف له أصل من السلفء ولا اتفق عليه الخلف
منهم» وهذه المسألة ما احتلف فيه السلف والخلف كما علمت) 7١1.‏

وقال أيضاً: (والأصل الذي عليه سلف الأمة في الإيمان بعالم الغيب: أن كل ما
ثبت من أحباره في الكتاب والسنة فهو حق لا ريب فيه» نؤمن به ولا نحكم رأينا
في صفته وكيفيته» فنؤمن إذا بأن في الأحرة وزناً للأعمال قطعاء ونرجع أنه بميزان
يليق بذلك العال» ويوزن به الإيمان» والأحلاق» والأعمال» ولا نبحث عن صورته
وكيفيته» ولا عن كفتيه -- إن صح الحديث فيهما - كما صوره الشعراني في
ميزانه) ' ''.

والواقع أن ما قاله محمد رشيد رضا - من إنكار أن يكون هناك أي إشارة إلى أن
الميزان له كفتان من السنة - غير مسلم فقد حاء في السنة بعض الأحاديث التي
تدل على وزن العمل ووزن العامل وكما أخرج البخاري: ((يؤت بالرحل فيوضع في
كفة))''' وكقوله أيضاً: ((فطاشت السجلات وثقلت البطاقة))""". وغيرها من
الأحاديث التي قدمنا ذكرهاء وفيها إشارة إلى إثبات أن ميزان الأعمال له كفتان.
ثم إن إثبات أن الميزان له كفتان لم يقل به الزحاج وحدهء بل هو ما عليه الأئمة
الذين قدمنا ذكر أقوالهم.

؟-ما علقه الدكتور طه محمد الزيني على ترجمة ابن كثير في إثبات أن للميزان
كفتين حسيتين بقوله: (لا يوحد دليل قاطع في القرآن ولا في الحديث على أن

8 تفسيرء المناره (8/ 7077).

.)307 /8( تفسير المنار»‎ ٠

١‏ الحديث رواه أحمد )7١75( )” /75١١(‏ قال الحيثمي في (بجمع الزوائد) )6١ /٠١(‏ رواه الترمذي باختصارء
رواه أحمد وفيه بن لهيعة وحديثه حسنء وبقية رجاله رجال الصحيح, وقال أحمد شاكر في (مسند أحمد) :)١4 /١١(‏
إسناده صحيح.

5 الحديث رواه الترمذي (579؟)» وابن ماحه (95/86) وأحمد ١؟/ )5١١‏ (5995) والحاكم /١(‏ 45) من
حديث ابن عمرو رضي الله عنهماء قال الترمذي: حسن غريبء وقال الحاكم: هذا حديث ص حيح ل يخرج في
الصحيحين؛ وهو على شرط مسلم, ووافقه الذهبي» وقال البغوي في (شرح السنة) (1/ )45٠‏ حسن غريب.

كفت ميزان الحساب يوم القيامة حسيتان -- أي يدركان بإحدى الحواس الخمس»
وأقرب الحواس إلى إدراك الكفتين اللمس باليد - بل كل ما في القرآن والحديث
بحتمل أن يكون الوزن معنوياًء بل هو الأرحح؛ لأن الأعمال يوم القيامة أكثرها
معنوي يقرب إلى الأذهان بتشبيهه بالحسيات)""'.

وهذا القول من الدكتور طه الزيني يعتبر بعيداً عما قرره العلماء» ومخالفاً لما جحاءت
به السنة 2 وزك الأعمال» وليس ما يذكره من أعمال يوم القيامة من الأشياء
المتخيلة التي يشبه فيها المعنوي بالحسي. فإن القول بمذا يفتح تايا بخخطيرا مره
التشكيك 2 أمور الآخرة» وينبغي على من يقول كمذا أن يعيد النظر فيه.

المسألة السادسة: خلاف العلماء في الميزان هل هو واحد أم متعدد:

وقذ الختلق العلماء فق ونعدة الميزان وتعدّدة على 'مذهبين؛

المذهب الأول: القائلون بتعدد الميزان:

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "بلغني أن لكل أحد يوم القيامة ميزانًا على

ل ك0
حذده .

وقال بعضهم: الأظهر إثبات موازين يوم القيامة لا ميزان واحد؛ لقوله تعالى: «/
وَنَضَعٌ الْموَازِينَ © [الأنبياء: 4141 وقوله: 9 فمن نَقْلَتْ مَوَازِينُهُ © [الأعراف:

/].
وقالوا: وعلى هذا فلا يبعد أن يكون لأفعال القلوب ميزان» ولأفعال اللجوارح ميزان»
ولما يتعلق بالقول ميزان.

المذهب الثاني: القائلون بوحدة الميزان:

©؟؟ النهاية» (؟/ 51).
١5‏ أورده ابن عطية في تفسيره المحرر الوحيز في تفسير الكتاب العزيز» (7/ 9075)» ونسبه إلى الحسن البصري رحمه
الله تعالى.

فذهب هؤلاء إلى أن لكل فرد ميزانًا خاضًا به أو لكل عمل ميزان خاص به؛
لقوله تعالى: 99 وَتَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطٌ لِيَوْمِ الْقِيَامَةٍ # [الأنبياء: 41].
وأحابوا عن جمع كلمة (الموازين) في الآية: إلى أن الميزان واحد» وأن الجمع في الآية
إنما هو باعتبار تعدّد الأعمال أو الأشخاص.
وقد رجّح ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى بعد حكايته الخلاف أن الميزان
واحد» وقال: "والذي يترجح أنه ميزان واحد» ولا يشكل بكثرة من يوزن عمله؛
لأن أحوال القيامة لا تكيّف بأحوال الدنيا". *""

حَسّنَ السفاريني رحمه الله تعالى القول بوحدة الميزان بعد ذكر الإجابة عن جمع

كلمة (الموازين) في الآية بقوله: 'وَهُوَ حَسَنٌ" .1"

ومن المعاصرين الذين يرون هذا القول الشيخ العثيمين رحمه الله تعاللى في الجواب
عن سؤال عن وحدة الميزان وتعدده» فقال-بعد ذكر الخلاف بين أهل العلم-:
"الذي يظهر-والله أعلم-أن الميزان واحد» لكنه متعدد باعتبار الموزون" "7
المسألة السابعة: الأقوال في الموزون:
اختلف أهل العلم في الموزون في ذلك اليوم على أقوال:
القول الأول: أن الذي يوزن في ذلك اليوم الأعمال نفسهاء وأنما تجسم فتوضع
في الميزان,.
أدلته: ويدل لذلك:

افتح الباري شرح صحيح البخاري"؛ لابن حجر العسقلاني» /١(‏ 538).

7 لوامع الأنوار البهية للسفاريني» (؟/ .)١85‏

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صال العثيمين. (؟/ 5 5)» جمع وترتيب: فهد بن ناصر بن
إبراهيم السليمان.

ال رو
21 لاطا

ا روا

”5 رو

© حديث أبي هريرة رضي الله عنه في (الصحيح) قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن» خفيفتان على اللسان» ثقيلتان في الميزان:
سبحان الله وبحمده» سبحان الله العظيم)) ."51

وقد دلت نصوص كثيرة على أن الأعمال تأني في يوم القيامة في صورة الله أعلم
بحاء فمن ذلك: بمحيء القرآن شافعاً لأصحابه في يوم القيامة» وأن البقرة وآل
عمران تأتيان كأنمما غمامتان أو غيايتان» أو فرقان من طير صواف تحاجّان عن
أصحابهما. ففي (صحيح مسلم) عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن» فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. اقرؤوا
الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران» فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنمما غمامتان» أو
غيايتان» أو فرقان من طير صواف تحاحان عن أصحابهما))'''. وروى مسلم
أيضاً عن النواس بن معان قال: معت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل
عمران» كأتمما غمامتان» أو ظلتان بينهما شرق» أو كأتمما فرقان من طير صواف
تحاجان عن صاحبهما)) ''.

القائلين به: هذا القول رحّحه ابن حجر العسقلاني ونصره» فقال: والصحيح أن
الأعمال هي التي توزن» وقد أخرج أبو داود والترمذي» وصححه ابن حبان عن
أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يوضع في الميزان يوم القيامة
أثقل من حسن الخلق)) !7" .

القول الثاني: أن الذي يوزن هو العامل نفسه.

3 البحاري 15059 ومسلم 0011
ه مسلم .)6١5(‏
ه مسلم .)6١5(‏

ه أبو داود (5759)» والترمذي »)35٠٠١7(‏ وابن حبان (7؟/ 5706) والحديث سكت عنه أبو داود» وقال

الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوحه. وقال الألباني في (صحيح سنن أبي داود): صحيح.

أدلته: فقد دلت النصوص على أن العباد يوزنون في يوم القيامة» فيثقلون في الميزان
أو يخفون بمقدار إيمانهم» لا بضخامة أحسامهمء وكثرة ما عليهم من لحم ودهن,
ففي (صحيح البتحاري) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إنه ليأت الرحل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة» وقال:
اقرؤوا: قلا نُْقِيمُ لُمْ يَوْمَ القِيَامَةٍ وَزْنَا |[الكهف: .((''"]٠١٠5‏ ويؤتى بالرحل
النحيف الضعيف دقيق الساقين فإذا به يزن الحبال» روى أحمد في (مسنده)» عن
فضحك القوم منه» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مم تضحكون؟ قالوا:
يا نى الله من رقة ساقيه. قال: والذي نفسى بيده لهما أثقل في الميزان من أحد))
لور

القول الثالث: أن الذي يوزن إنما هو صحائف الأعمال.

أدلته: فقد روى الترمذي في (سننه) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله سيخلص رجلاً من
أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة» فينشر له تسعة وتسعين سجلاًء كل سجل
مثل مد البصرء ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول:
لا يا رب» فيقول: ألك عذر؟ فيقول: لا يا رب. فيقول الله تعالى: بلى» إن لك
عندنا حسنة» فإنه لا ظلم اليوم» فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن عييدا عبده ورسوله فيقول: احضر وزنك فيقول: يا رب ما هذه

البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: فإنك لا تظلمء فتوضع السجلاات في كفة,

5 رواه البخاري (51/59)» ومسلم (0785؟).
538 رواه أحمد )57١ /١(‏ (59391)» وقال أحمد شاكر في مسند أحمد (7/ 59): إسناده صحيح. وقال الألباني في

(السلسلة الصحيحة) (0٠75؟):‏ إسناده حسن وهو صحيح بطرقه الكثيرة.

والبطاقة في كفة» فطاشت السجلات» وثقلت البطاقة» ولا يثقل مع اسم الله
كن

القائلين به: وقد مال القرطبي إلى هذا القول» فقال: والصحيح أن الموازين تثقل
بالكتب فيها الأعمال مكتوبة» وبما تخفء قال ابن عمر: توزن صحائف الأعمال»
وإذا ثبت هذا فالصحف أجسام, فيجعل الله تعالى: رجحان إحدى الكفتين على
الأخرى دليلاً على كثرة أعماله بإدخاله الجنة أو النار. وقال السفارييني: والحق أن
الموزون صحائف الأعمال» وصححه ابن عبد البر والقرطبي وغيرهماء وصوبه الشيخ
مرعي في (بمجته)» وذهب إليه جمهور من المفسرين» وحكاه ابن عطية عن أبي
المعالي .

القول الرابع: أن الذي يوزن هو العامل وعمله وصحف أعماله.

أدلته: فقد دلت النصوص التي سقناها على أن كل واحد من هذه الثلاثة يوزن»
ولم تنف النصوص المثبتة لوزن الواحد منها أن غيره لا يوزن» فيكون مقتضى الجمع
بين النصوص إثبات الوزن للثلاثة المذكورة جميعها. وهذا ما رجححه الشيخ حافظ
الحكمي فقال: والذي استظهر من النصوص - والله أعلم - أن العامل وعمله
وصحيفة عمله - كل ذلك يوزن» لأن الأحاديث التي في بيان القرآن» قد وردت
بكل ذلكء ولا منافاة بينهاء ويدل كذلك ما رواه أحمد - رحمه الله تعالى: - عن
عبدالله بن عمرو في قصة صاحب البطاقة بلفظ: قال: قال رسول الله: ((توضع
الموازين يوم القيامة» فيؤتى بالرحل» فيوضع في كفة» ويوضع ما أحصي عليه
فيمايل به الميزان. قال: فيبعث به إلى النار. قال: فإذا أدبر» إذ صائح من عند

البحمن-عز وجل-يقول: لا تعجلواء فإنه قد بقي له فيؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا

5“ رواه الترمذي (579)» والحديث رواه ابن ماجه »)59٠٠(‏ وأحمد (؟/ )5١‏ والحاكم /١(‏ 55) قال الترمذي:

ووافقه الذهبي؛ وقال الألباني في السلسلة الصحيحة :)١55(‏ وهو كما قالا.

لله فتوضع مع الرحل في كفة» حتى بميل به الميزان))*”” فهذا الحديث يدل على
أن العبد يوضع هو وحسناته وصحيفتها في كفة وسيئاته مع صحيفتها في الكفة
الأخرى» وهذا غاية الجمع بين ما تفرق ذكره في سائر أحاديث الوزن» ولله الحمد
والمنة.
المسألة السادسة: كيفية وزن الأعمال
قال الإمام القرطبي رحمه الله: «قال علماؤنا رحمهم الله: الناس في الآخرة ثلاث
طبقات:
© متقون لا كبائر لهم.
© ومخلطون وهم الذين يوافون بالفواحش والكبائر.
© والثالث: الكفار.
فأمّا المتقون: فإن حسناتحم تُوضع في الكفة النيرة» وصغائرهم-إن كانت لهم
الكفة الأخرى-فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزناء وتفقل الكفة النيرة حتى لا تبرح؛
وترتفع المظلمة ارتفاع الفارغ الخالي.
وما المحلطون: فحسناتهم توضع في الكفة النيرة» وسيئاتهم في الكفة المظلمة
فيكون لكبائرهم ثقل» فإن كانت الحسنات أثقل ولو بصؤابة دحل الحنة» وإن
كانت السيئات أثقل ولو بصؤابة دحل النار إلا أن يغفر الله» وإن تساويا كان
من أصحاب الأعراف على ما يأى» هذا إن كانت للكبائر فيما بينه وبين الله
وأما إن كانت عليه تبعات وكانت له حسنات كثيرة فإنه ينقص من ثواب حسناته
بقدر جزاء السيئات؛ لكثرة ما عليه من التبعات؛ فيُحمل عليه من أوزار مَن ظلمه.

9 ين على اجميع. هذا ما تقتضيه الأع 7

"5 رواه أحمد (5/ »)7١75( )57١‏ قال الهيئمي في (بجمع الزوائد) /٠١(‏ ؟87): رواه الترمذي باختصارء رواه أحمد
وفيه ابن طيعة وحديثه حسنء وبقية رحاله رحال الصحيح» وقال أحمد شاكر في إمسند أحمد) /١١(‏ 55): إسناده
5 «التذكرة» للقرطبي (ص .)35١‏

وما الكفار: فلا تُوزن أعمالهم؛ إذ لا حسنات لهم وها قَُدُمُوه هن عمل
نافع قْ الدنيا فإِهُم يجازون به في الدنيا كذلك؛ قال اله سبحانه وتعالى : زْمَنْ

كَانَ يُرِيدُ الحيَاةَ الدَنْيّا وَرِيتتَهَا نُوَفٌ إلَيْهِمْ أَعْمَاهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَّا يُبْحَسُونَ *

-

وليك الَِّينَ لبس لم في ال
يَعْمَلُونَ1 [هود: »]١5 2٠١5‏ فيُوفون جزاء أعماهم النافعة في الدنياء وأما في

الآخرة فليس لهم فيها نصيب من الحسنات والأجرء وإنما يجازون بكفرهم.

امد

خرّة إلا النَارُ وَحَبطٌ مَا صَّنَعُوا فِيهًا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا

ايفن

قال المصنف-رحمه الله تعالى-:

>-"وَأن الله تَعَالَى يكلمة العباد يَوْم الْقِيَامَة مَة لَبْسَ ينهم وَتينه ترجمان والتصديق به".
افرع

وقد جاءت النصوص بتكليم الله لعباده عمومًا ولأهل الجنة خصوصًا

ويشير المصنف-رحمه الله-إلى ما ورد في حديث عدي بن حاتم الطائي: أن النبي صلى الله

عليه وسلم قال: (زما بدك انعد إلا سيكلقة وله ليسن ببئة ويئتة باد فينظة لخ مده فد

يرى إلا ما قَدّمَ من عَمَلِه ويَنْظة أَشْأمَ منه فلا يَرى إِلّا ما قَدَّمَ ينظ بِْنَ يَدَيْهِ فلا يرى إلا

اها

النَارَ يِلْقَاءَ وههء فاتّقُوا الثّارَ ولو بشِقٌ كَرَة))07؟.
قال أبو بكر الخلال: "أخبرني على بن عيسكى أنَّ حنبلاً حدنهم؛ قال: قلت ا عبد الله:
الله يكلم عبده يوم القيامة؟ قال: نعم؛ فمن يقضي بين الخلائق إلا الله عرَّ وحة؟! يكلم

عبده ويسأله. الله متكلمء ١‏ يزل الله متكلماً؛ يأمر بما يشاء» وينحكلم بما يشاء» وليس له
عندل ولا مثلء كيف شاء وأين شاء "+ ؟.

307 أخرحه البخاري )75١7(‏ واللفظ له ومسلم )٠١١5(‏
4 انظر: (المسائل والرسالة المروية عن الإمام أحمد)) .)588/١(‏ وانظر أيضًا فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية

.)605 15

قال ابن القيم-رحمه الله-: "ولا ريب أن كل من له التفات إلى سنة رسول الله صلى الله وعليه
وسلم واعتناء بما يشهدون شهادة جازمة أن المؤمنين يرون رهم عيانا يوم القيامة» وإن قومًا
من أهل التوحيد يدخلون النار ثم يخرحون منها بالشفاعة» وأن الصراط حقء» وتكليم الله
لعباده يوم القيامة كذلك"'و؟

وقد وردت نصوص بأن هناك من لا يكلمهم الله يوم القيامة:

قال تعالى: [إِنَّ الذيق يَكْتْمُونَ ما أَنْرَلَ اللّهُ مِنَ الكتاب وَيَشْكَرُونَ به تنا فَليلاً أُوليِكَ ما
باكلوة نَ في بُطُوييِمْ إلا الثَارَ وَلا يُكَلَمْهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقيامَة ولا يرَكِْهِمْ وَطَنُمْ عَذَابٌ ب أَلِيمٌ) [البقرة

.]١ 7/4 الآية:‎

0

قال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدٍ الله وَلمَافِمْ تنا قَليلًا أُوليِكَ لا خلاق َم في الآحرة ولا
يكُلّمْهُمْ اللّهُ وَا يَنْظْ إِلَيْهِمْ يوم الْقِيَامَةِ ولا يُركْيِهِمْ وَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ1 [آل عمران الآية:
|

وجمهور المفسرين يفسرون 0 تعالى: [ولَا يِكَلّمْهُمْ اللخ "أي: لا يُكلّمهم الله يوم القيامة
تكليمَ رضّاء أو كلامًا يَسْبُّهمء ولكنّه يُكلّمهم تكليمَ إهانة وغضب وسَحط" "1"

وهناك من يقول بأن الله لا يكلمهم مطلفًا.

قال القرطبي: "وقد قال الله تعالى: [ إن الذين يشترون بعهد الله وأبماتحم ثمناً قليلاً1 إلى قوله
زولا يكلمهم الله [آل عمران الآية: 1]» وإن من لم يكن بمذه الصفة فإن الله تعالى
يكلمه فيكلم المؤمنين ويحاسبهم حساباً يسيراً من غير ترجمان إكراماً لهم» كما أكرم موسى
عليه السلام في الدنيا بالكليم؛ ولا يكلم الكفار فتحاسبهم الملائكة ويميزهم بذلك عن أهل
الكرامة فتتسع قدرته لمحاسبة الخلق كلهم معاً كما تتسع قدرته لإحداث خلائق كثيرة معاً.
قال الله تعالى: ما خلقكم ولا بعنكم إلا كنفس واحدة] أي إلا كخلق نفس واحدة. "4١"‏

8 'مختصر الصواعق للموصلي" 5/٠١‏
انظر: ((تفسير ابن جرير)) (517/5)» ((تفسير ابن كثير)) (57/7)» ((تفسير السعدي)) (ص: 8١1١)؛‏
((تفسير ابن عثيمين» سورة آل عمران)) .)551/١(‏

١‏ التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآحرة /١‏ 557"ه.

قال السفاريني: "ذكر القرطبي كغيره أن الله تعالى يكلم المسلمين عند الحساب من غير ترجمان
إكرامًا لهم ولا يكلم الكافرين بل تحاسبهم الملائكة إهانة لمم وتمييزا لأهل الكرامة'* ".

وأخرج الشيخخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إثلاثة
لا يكلمهم الله تعالى يوم القيامة ولا يركيهم ولحم عذاب أليم» رجحل على فضل ماء بالطريق
بمنع منه ابن السبيلء ورحجل بايع إمامًا ما يبايعه إلا لدنياء فإن أعطاه ما يريد وق» وإلا لم
يف له ورحل بايع رجلا بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي كذا وكذا فصاقه ولم يعط

ككها) )"؟ ١‏

3

وَعَنْ أبي هُرَيْرَة رَضِيٌّ اللَهُ عَنَهُ قَال قَال رَسُول الله صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ: (إثلاثة لا ! يُكُلْمُهُمُ
لله يَوْمَ القِيامة ولا يرَكِهمْ ولا يَنْظرٌ إِلَيْهمْ وَلحُمْ عَذَابٌ أَلِيمْ شَيْحٌ رَانٍ وَمَلِكْ كَذَّابٌ وَعَائْلٌ

6
و وي عر غ4 ه4١‏
0

أدلة تكليم الله لأهل الجنة:

أما تكليم الله للمؤمنين فقد دلت عليه النتصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية
المتواترة أن الله تعالى يكلم أهل الحنة ويكلمونه؛ وأتهم يتنعمون بسماع كلامه.

أولًا: الأدلة من القرآن.

قال تعالى: [إِنّ أضْ حاب انه الوم في شغْلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَرْوَاجْهُمْ في ظِلَالٍ عَلَى
الأَرائِكِ مُتَكِبُونَ * ُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلحُمْ مَا يَدَعُونَ * سَلامٌ قَولا مِنْ رب يَحِيم1 [يس
الآية:هه-ىره ]

ففي هذه الآية الكريمة: أن الله تعالى يسلم على أهل الحنة.

١ 7‏ لوامع الأنوار البهية: ص .١88‏

4 7 أخرجه البخاري (9/ »)١5 499 /9( .)5815 2١4/8‏ ومسلم في الأبمان .)١7١(‏

5 صّحيح مُسْلِمٌ 0 .)١٠١‏

قال القرطبي:'وَِما حص عَوْلاءٍ بألِيم الْعَذَابِ وَشِدَة لْعقُوبَةِ لِمَحْض المُعَائَدَةِ وَالِاسْتِحْمَافِ الام لم عَلَى يَلْكَ
الْمََاصِيء إِذْ 1 يتَخْمِلْهُمْ عَلَى ذَلِكَ حاجةٌ ولا دَعَنْهُمْ إِلَيْهِ ضَرُورَةٌ كُمَا تَدْعُو مَنْ 1 يَكُنْ مِثْلَهُمْ" تفسير القرطبي /١‏

0

والمعنى: أنه تعالى يسلم عليهم تعظيمًا لهم. كقوله: [ تَحيتّهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) [الأحزاب
الأو "12

وقال السعدي رحمه الله: "وهم أيضا [ سَلامٌ1 حاصل لم [ْمِنْ رب رَحِيم] ففي هذا: كلام
الرب تعالى لأهل الجنة وسلامه عليهم, وأكده بقوله: [قَؤلا1» وإذا سلم عليهم الرب
الرحيم»؛ حصلت لهم السلامة التامة من جميع الوحوه» وحصلت لهم التحية» التي لا تحية أعلى
منهاء ولا نعيم مثلهاء فما ظنك بتحية ملك الملوك؛ الرب العظيم؛ الرؤوف الرحيمء لأهل دار
كرامته» الذي أحل عليهم رضوانه» فلا يبسخط عليهم أبداء فلولا أن اللّه تعالى قدر أن لا
بموتواء أو تزول قلويهم عن أماكنها من الفرح والبهجة والسرورء لحصل ذلك.
فنرجو ربنا أن لا يحرمنا ذلك النعيم» وأن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم"”؟"
وروى ابن جرير الطبري في تفسيره عن محمد بْن كب الْقُرَطِيَ: "أنه حدث عن عْمَرَ بْنَ عَبْدٍ
الْعَزيزٍ أنه قَالَ: إِذَا فَرَعَّ اللقمة أَهْلٍ الجن ة وَأَمْلٍ النَّاِ أَقْبَلَ في ظْلَلٍ ه مِن الْعَمَامِ وَالْمَلَئِكَة
َالَ: مَيْسَلّمْ عَلَى أل الخنّ فيَرْدُونَ عَلَيْه 00 َال الُْرَطِنُ: وَهَدًَا في كاب اللَّه: ( سَادَمْ
قَؤْلاً من رب نَحِيم] [يس الآية: /5] فَيَمُوا ا 0 كاذ للف
قَال: بك سَلُون قَانُوا: تَسْأَنْكَ أَيْ رت رضَاك قَالَ: رِضَائِي أَحَلّكةْ دَارَ كَرَامَقي " 04
ثانيًا: الأذلة من السنة:
وأما الأحاديث التي تثبت أن الله تعالى يكلم أهل الجنة ويكلمونه فهي كثيرة جداء منها
. عَنْ أبي هُرَيْرةٌ رَضِي الله عَنْهُ عَنهُ 4: "أن البّييَ صَلّى الله عَلَيْه عله وَضَلَه كان يما
كدت وعندة يخ من أَهْلٍ البَادِيّة: أ رَخُلُا مِنْ : أل الحنّة اسْتَأُدّنَ
رَبَهُ في الرَرع» فَقَالَ له: ألشت فيما شفت؟ قَال: بَلى لَك أحتُ أن
أزْرَعَ َال فَبَدي فقاو العافت واه واتتوواةة اال ف فكان
أَمْكَالَ الجال» هم ول اللّهُ: دُونَكَ يا ابْنَ آدَمَ 0 لآ يُشْبِعُكَ شَيْءْ))»

1

5 ”"محاسن التأويل" .)١150/8(‏
”"تفسير السعدي" (ص5917").
8 '"تفسير الطبري" »)57//١9(‏ وانظر:"اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم (ص57١).‏

قَقَالَ الأَعرَاييٌ: "والله لآ يَدُهُ إِلّا قُرَشِيّاء أؤ أَنْصَاييًاء فَإِنَهُمْ أُصْحَابْ

رع وَأَمًا نَحْنُ فَلَسْنا بِأصْحَابٍ رَرْعَ " فَضَحِكٌ النَّهمْ صَلَى الله عَلَيْه

٠.‏ عَنْ أبي سَعِيدٍ الحُدْرِيّ) قَالَ: قَالَ 0 الله 0 الل عليه و لَه
((إنّ الله ََاَكَ وَتَعَالَ يَقُولُ لِأَهْلٍ الحنّ: يا أل الحنّة؟ فَيَقُولُونَ: لبيك
رَبنَا وَسَعْدَيِكَ» مَيَقُولٌ: هَل رَضِينُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وما لَنَا لا ترِضَى وُقَدْ
أَعْطَيتَنَا مَا 4 تُعْطٍ أَحَدًا مِنْ حَلْقِكَء فَيَقُولُ: أن ليك الم يد
لِكَ» قَانُوا: يا َب َع شَيْءٍ أَمْضَلٌ مِنْ ذَلِك؟ فُبَقُول: أجل عَليِكُمْ
رِضْوَان قاذ اشع ل بَعْدَهُ 3 1

© وعَنْ صُهَيْبٍِء عَنٍ انين صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا دَحَلَ أَهْلُ الخ
اند قَالَ: يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَ: تُرِبدُونَ سَيْنًا أَزيدكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: )1
تُبَيْضْ وَجُوهتا ؟ أ تُدْحِلْنَا الجَنّى وَتُنَجُنَا مِنَ النَار؟ قَالَ: فيكف
الجحابء قَمَا أُعْطُوا شَيْعًا أَحَب إِلَيْهِمْ من النَظْرِ إِلَ رَتِمْ عَزّ وَحَلَ
3

ثالمًا: أقوال العلماء.

وقد نص أهل العلم أن الله تعالى يكلم أهل الجنة في الحنة» ويسلم عليهم:

قال إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد» بعد تبويبه على
تكليم الله موسى عليه السلام: "وتكلم الله بالوحي وصفة نزول الوحي وتكليم الله عباده يوم
القيامة وتقرير البحث في ذلك" "”"

وقال ابن قدامة رحمه الله "وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه» ويأذن لهم

٠‏ العاه”

فيزورونه

8 رواه البخاري (/5785).

.)5855( رواه البخاري (553 55)» ومسلم‎ 6٠
.)١18١( رواه مسلم‎ ١

معارج القبول 18 ١‏

مه ؟'لمعة الاعتقاد" (ص .)٠١‏

وقال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر زيارة أهل الجنة بعضهم بعضا:
"وحم زيارة أخرى أعلى من هذه وأحلء وذلك حين يزورون ريحم تبارك وتعالى» فيريهم

وحهه؛ ويسمعهم كلامه. ويحل عليهم رضوانه"'”'.

وقال الشيخ ابن باز رحمه اللّه: "وأهل السنة والجماعة يؤمنون أيضا بكلام الله» وأنه يكلم أهل

الجنة» ويكلم عباده يوم القيامة» ويمسمعون كلامه سبحانه وتعالىم» ويمسلم على أهل

الجنة"7 7 .

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
-"وَالْإيمَان بالحوض وَأن لرَسُول الله حوضا يَْم الْقيّامَة يرد عَلَيْهِ أمته عرضه مفل
طوله مسيرّة شهر آنيته كعدد نُجُوم المسّمَاء على ما صحت به الْأَخْبَار من غير وجه".
الشرح
هذا الحوضٌ المورود الذي أعطاه الله لنبيه محمد كله كما قال: [إِنَا أَعْطَيْنَاكً
* فهر وتلق و2 * إن شايتاق خؤ الأنقذ 1 [الكوثر» وعم ],
قال الإمامُ القرطيئ: «والصّحيح: أنَّ للبي فلع حَوْضَيْن:
أحدهما: في الموقف قبل الصّراط.
والغاى: في ا المنّة.

جه" 'حادي الأرواح" (ص ”2557 وانظر: "مختصر الصواعق ق المرسلة" وص ”"0١ه)‏

هه ""بمجموع فتاوى ابن باز" (58/ 59).

وكلاهما يُسَمَّى كوثرا» .571
وقد جاءت أحاديث كثيرة في وصفه؛ منها:
© عن أبي غبيدة أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى: إن اغطيئاك

لتر [الكوثر: »]١‏ فقالت: «نمر أعطيه تَيُكم قَليِ؛ شاطفاه عليه دُدٌ يَُوّفء
آنيته كَعَدد التججوم> :1

© وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله كلع قال: «بينما أنا أسيرُ في الحنّة إذ أنا
بغر حافقاة قبَابٍ إلدّة المكوف. قلت :"ما :هذا بالجبريا © قال :هذا الكوثة الذي
أعطاك رَبك فإذا طِيئه-أو طيبه-مسك أذفر». 5*8"
ومن الأحاديث التي ورد فيها ذكر الحوض:

© عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين بيت
ومنبري روضة من رياض الحنة» ومنبري على حوضي"155.

© وقوله صلى الله عليه وسلم للأنصار: «اصبروا حتى تلقوني على الحوض»570.

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: «حصٌ الله نَيّه صلى الله عليه وسلم أنه

أعظاة الكوتن وعق نهر افير الكفيرا الذي آقاف التق الذينا والاحرة هجما أخطاه
في الدّنيا الكدى والتّصر والتأييد وثُرّة العين والنّمس وشرح الصدرهء وتَعّم قلبَه بذكره
وحبّه بحيث لا يُشبه نعيمُه نعيمَ الدّنيا البتق» وأعطاه في الآجرة الوسيلةً والمقام

5 «التذكرة» (ص ؟7357).

707 أخرجه البخاري (55565).

؟ أخرحه البخاري (55/81).

8 أتخرحه البخاري في صحيحه؛ كتاب فضائل المدينة» باب .١5‏ انظر: فتح الباري (5/ 99) ح 2١888‏ وأخرحه
مسلم في صحيحه. كتاب الحج» باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الحنة (5/ .)١78‏

انظر صحيح البخاري كتاب الحزية» باب ما أَقْطعَ النّعْ صلّى الله عَلَيْهِ وسَلّم مِنَ البَحْريِْ» وما وَعَدَ مِنْ مَالٍ
البَحْريْنٍ وَاِييَة» وَلَِنْ يُفْسَمٌ القَيْء وَاميريَُ برقم (817) ومسلم كتاب الزكاة» بَابْ إِعْطَاءِ الْملقةِ فُلوبِهُم عَلَى
الْإسْلام وَتَصَيْرٍ مَنْ قَوِيَ لِمَانُُ برقم »)٠١59(‏ والإمام أحمد في المسند مسند المكثرين من الصحابة (177541.(

ار

المحمود» وحعله أوَّل مَن يُفتح له ولأمته باب الحنة» وأعطاه في الآخرّة لواءَ الحمد
والحوض العظيم في موقف القيامة» إلى غير ذلك». '' "

وقد حكم جمعٌ من أهل العلم بتواتر السّنّة في ذلكء قال ابن أبي العرٌ:
«الأحاديث الواردة في ذكر الحوض تبلغ حَدَّ التواتر؛ رَوَاها من الصّحابة بِضعٌ
لاون حصاي ا ولق البنتقصى طرنيا شوكدا نعي لذو ار ريال
برحمته في آخر «تاريخه الكبير». "1"

وروي عن الإمام سفيان بن عيينة في اعتقاده قوله: السنة عشرة فمن كن فيه
فقد استكمل السنة ومن ترك منها شيئا فقد ترك السنة: إثبات القدر وتقدم أبي
بكر وعمر والحوض والشفاعة والميزان والصراط والإيمان قول وعمل والقرآن كلام
الله وعذاب القبر والبعث يوم القيامة ولا تقطعوا بالشهادة على مسلم. "7

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
-"الإيمَان بِعَذَاب الْقَبْر".
فيرخ
إذ كان الموت بداية آخرة الإنسان وقيامته الصغرى تبدأ بالموت فأول منازل
الآخرة هو القبر» وهو ما يُسمى البرزخ؛ لأنه مرحلة بين الدنيا والبععث والآخرة.
فنؤمن بالقبر عذابه ونعيمه في هذا كما جاءت بمذه النصوص» فمن عقيدة
أهل السنة إماتحم بنعيم القبر وعذابه» وأشار المصنف هنا إلى عذاب القبر» فجاء
من جاء من المعتزلة ونحوهم من أنكر عذاب القبر وهو أمرٌ ثابت بنص الكتاب
وبنص السنة كما هو معلوم.
0١‏ «بجموع الفتاوى» »)07/-571/١5(‏ بتصرف يسير.

5 «شرح الطحاوية» (ص .)١5١37‏

3 رواه الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة )١55 /١(‏

فالإنسان إذا دُفن في قبره فهو بمجرد أن يتولى أهله ويذهب يسمع قرع نعالهم
فيأتيه ملكان فيقعدانه ويسألانه من ربك من دينك ومن نبيك؟ فهذه أسئلة يُسأها
فإذا كان مؤمناً وفق للجواب» وهذا قول الله عز وجل: [يُتَبْتُ الله الَِّينَ آمنُوا
بِالْمَوْلِ النّابتِ في إنقاة الذ نيا وَفِ الآحرة ) [إبراهيم الآية:710]» فالمؤمن يثبت
ويجيبء والمنافق والكافر يقول ها ها لا أدري'' '.

وهذا العذاب أي سؤال القبر وما يتعلق بنعيمه وعذابه أمدٌ قد ثبتت به
النصوصء فلابد لكل مؤمن وكل صاحب سنة أن يؤمن ويستعد لهذا اليوم؛
سيذهب المال» ويذهب الأهل وتبقى أنت في هذه الوحشة» وف هذه الظلمة, لا
ينفعك في هذا المقام إلا إيمانك بالله عز وجلء» فعند ذلك إما روضة من رياض
الجنة أو حفرة من حفر النار.

وللقبر ضمة تختلف فيها أضلاع الإنسان, ولو بحا من هذه الضمة أحد كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لنجا منها سعد»*5') ومعلوم من هو سعد
الذي اهتز له عرش الرحمن عند موته» «اهتز عرش الرحمن لموت سعد»' 27 ومع
ذلك ما بحا من هذه الضمة التي تلحق الناس» وقيل أنه لا يستثنى من ذلك إلا
الأنبياء في هذا الأمر.

فهذه أول مراحل ال حياة الآخرة حياة البرنخ وعذاب القبر ونعيمه» ثم بعد ذلك

يأنَ البعث.

02

وقد دل على سؤال القبر وما يكون فيه من تعيم أو عذاب-بعض الآيات
والسّنّة المتواترة وكذلك إجماع أهل السّنّة والمجمّاعَة.

5 أنخرحه أبو داود (4757) واللفظ له؛ والنسائي »)5١١١1(‏ وابن ماجه )١549(‏ مختصرا وأحمد )١85517(‏
باحتلاف يسير

5 انظر مسن الإمام أحمد برقم (578 5)» قال الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (:178)
صحيح» وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط في المسند.

555 صحيح البخاري .)57٠١15(‏

أمَا دلالة القرآن: فمنها

0 0

وروة م . م 075

© قوله تعالى في قصة آل فرعون: ظآالثَارُ َعَرَصون ا و وَحَشيا ونوم تقوم
و ع ته ير 9 02
السّاعة ادخلوا ال فَرَعَونَ اشَّد العَذاب» [غافر:” 5].
قال الحافظ ابن كثير: "وهذه الآية أصلك كبير في استدلال أهل السنة على
عذاب البرزخ 58 ا
وقال العلامة الفوزان: "هذا في البرزخ قبل الآخرة؛ يُعرضون على الثّار صباحًا
ومساء إلى أن تقوم الساعة» وهذا دليك على عذاب القبر» والعياذ بالله» [ وَيَوْمَ

-

تَقُومُ المكاعَةٌ أَدْعِلُوا آل فِْعَوْنَ أَسَدَّ الْعَذَّابِ) [غافر الآية: "4] هذه ثلاثة

الأولى: أن الله لله أغرقهم ومحاهم عن آخرهم في لحظة واحدة.
الثاني: أتمم يُعَذَّبون في البرزخ إلى أن تقوم الساعة.
الثّالئة: أنحم إذا بعثوا يوم القيامة يدخحلون أشد العذابء والعياذ بالله». 5"

© ومنها: قوله تعالى: لإستعذهم 5 ثم 0 2 5-7 ٠‏ عظيم4 |التوبة
الآية:١1١٠١].‏

5

قالاانة قو "قال عد مَيْرُ وَاحِدٍ من العْلَّمَاءِ: امه الأول قٍٍ الدَنيّاء وَالثَّانيَةُ

في المَرَرّخ» 5 دو 0 عَذَابِء ظيم عَظيم # 3 الاجر .

5 وها وقوله: ( ولو تَرى إذ اظَلُِون في عَمََاتٍ الْمَْتِ وَالْمَلَائِكَةُ باطو أَيْدِيهِمْ
جُوا أَنْفْسَكُمْ اليَومَ بحرَوْنَ عَدَاب الْمُونِ) [الأنعام الآية: 98].

7 «تفسير ابن كثير» (1/ 55 .)١‏
«شرح الأصول الثلاثة» (ص »)5١‏ مؤسسة الرسالة» الطبعة الأولى» 471 ١ه‏ -5.٠٠5ام.‏

89 «بجموع الفتاوى» (575/54).

وهذا حطابٌ لحم عند الّموت» وقد أخبر الملائكة-وهم ار
حينئذ يجزون عذاب الحون» ولو تأخّر عنهم ذلك إلى انقضاء الدنيا؛ لما صّحَّ أن
7 . اده #درمم 1 ع7 ٠‏ ملام
يقال لهم: [َاليَومَ رَوْنَ 1 فدل على أن المراد به عذاب القبر. '”
وأمّا السّئّة: فإنما متواترةٌ في ذلكء» كما قال الحافظ ابنٌ رحب رحمه الله تعالىى:
«وقد نَوَائَرَت الأحاديث في عذاب القبر». "١‏
وقال ابن أبي العرٌّ رحمه الله تعالى: «وقد تواترت الأخبارٌ عن رسول الله هَل
ق الاك عذج لقو رسيي لعن كان مله ا
© فعن الْبََاهِ بْنِ عَازِبٍ 1473 لالد فا الله عليه فل كال ويا
مَلَكَانِ مَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانٍ لَهُ مَنْ رَثْكَ فَيَقُولُ رَيّ الله مَيَقُوا قُولَانٍ لَهُ مَا دِينِكَ
َيَعُولُ ديني الإسْلام َيَقُولَان لَهُ مَا هَذَا الكخله الذي بعت فِيكُمْ قَالَ
قِيَقُول هُوَ رَسُولَ الله صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ فَيَقُولَانِ وَمَا يُذْرِيكَ فَيَقُو

قَرَأتُْ كتّاب الله فَآمَنْتْ به وَصَدَّفْتُ راد في حَدِيث جرير فَذَلِكِ قول الله

كه

عز وجل (يثبت الله الّدين آمنُوا بالْقَوْل النّابت) الآية ُ اتفمًا قَالَ فينادي
مُنَاد من السّمَاء أن قد صدق عَبِدِي فأفرشوه مِنَ الخنّة وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلّ
اجن وألبسوه من النّة قَالَ فيأتيه من روحها وطيبها قَالَ ويفتح لَهُ فِيهًا
بادضمره قن رزو از ارم :انهاه وقول اله صلى اد عليه
مدن ار ل ل ولك يكذ جلي

ل الله تل _ الله عليه وَسَلّة وغلشنا عولة كأغًا على وسكا الطئة
وي يده بتك وى ل رع رأْسَه فَقَالَ: «اسْتعيدُوا بالل

مِنْ عَدَابٍ الْمَيْرِ» مَيتَيْنِ أؤ ثانا رَادَ في حَدِيثٍ جرير «هَامُتا» وَقَالَ:

انظر: «الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد» صالح الفوزان (ص 75720).» دار ابن الجوزي» الطبعة الرابعة» 157٠٠‏ ١ه-‏
65ام.
١‏ «أهوال القبور» (ص 57 ).

5 «شرح الطّحاوية» (ص 293).

"ونه ليقف خنع يقالي إذا نولا مذبريوق حرق يقال [3: هذا من
رَتْكَ وَمَا دِينْكَ وَمَنْ تَبيّكَ؟ " قَالَ هَنَادٌ: قَالَ: "ويأتية مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانه

تتقولكن لد فز وللكة كنقر ل +2 اللا فتقرلان /1 فا درذك» فتشول:
فق 2-083 يَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الكل الَّذِي بْعِتَ فِيكه؟ " ل '
َيَُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: ٠‏ 4 1]ء مَيَقُولَانِ: وَمَا
يُذْرِيِكَ؟ ول َرأ كناب الله قَآمَنتْ به وَصََدَّقْتُ «رَّادَ في حَدِيثِ
جَريرٍ» فَدَلِكَ مَولُ اللَِّ عر وَحَلَ [يعيْتُ الله لين آمَنُوا) [إبراهيم: 730]

إن

او
" الآية-

4 اثَمَىَ

تَمَهَاقَالَ: " مَيُتَادِي مُتَادٍ مِن السسمَاء: أَنْ قَدْ صَّدَقَ عَبْدِي:
تَأَمْرِسُوهُ مِنَ لخن وَافْتَحُوا لَهُ بَابَا إلى لخن وَالْيِسُوهُ مِن الخنّة " قَالَّ:

«قيَأتِيه مِنْ رَوْحِهَا د قَالَ: «وَيُفتَخ لَهُ فيهنا مد تصّره» قَالَ: : «وَإنَ

-

الْكَافِرَ» كَذَكْرَ مَوْتَهُ كَالَ: " 5 زوه في حَسَدِي وَبَأنِيهِ مَلَكَانٍ
فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ: لَهُ مَنْ 3 َيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ هَاه لا أَذرِيء فَيَعُولَانِ
لهُ: مَا دِينكَ؟ فِيَقُولُ: هاه هَافء لا أَدْرِيء فَيَقُولَانِ: ما هَذَا التَخل الَّذِي
بُعِتَ فِيكة؟ فَيَقُولُ: هَاهُ هَاه لا أَدْرِيء مَيْنَادِي مُنَادٍ مِنَ المكَمَاءٍ:
كدّبء فَأفْرِسُوهُ من الثَّارِء وَألْبِسُوهُ من الثَّارٍ وَافْتَحُوا لَهُ بَابَا إِلَ الثّارٍ "
قال «قيأتيه مِنْ حَيّهَا وَسَمهُومهًا» قَالَ: «وَيْضصِيَّقْ عَلَيْهِ قَبْبُِ حَنٌّ ْمَل
فيه أَضْلَاغْةُ» َادَ ف حَدِيثِ جَريرٍ قَالَ: : «ث بُمْنَضْ يْفَيَضَ لَهُ أَعُْمَى < م مَعَهُ

2#

مِرْرَبّةٌ مئْ حَدِيدٍ لَوْ ضُرِب يا حبك لَصَّارَ ثُرَابَا» 1 «فَيَصربَةُ يها صَرْبَة

يَسْمَعْهًا ما بَيْنَ الم* قِ وَالْمَعْرِْبٍ إِلا التَمَلبْنِ فَيَصِيدُ م ُرَاجَا» قَالَ: «ته تُعَادُ

ا

© وعن أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله

هو-
ع

عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: "اللّهُمٌ إن أَعُودُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ الْقَيِِْ وأَعُودُ

57 رواه أبو داود في سننه (5/ 99؟) (4757) وصححه الشيخ الألباني انظر /١(‏ 537).

الورك لصي تبر رارة ولخري ارد حرطا ودر فِثْنَةِ الْمَمَات الله

هو-
ع

ا عُودٌ بك من الْمَأعٌ وَالمَذنه" 11
© وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذا شد
َحَدَكُْ مليِسْتعِذُ بالل من أَنِْع» يَقُولُ: اللَّهمَ إِي أعُودْ بك مِنْ عَذَابِ حَهَنمَ وَمنْ
عَذَّابِ الْقَثر ون كتكة لمكا والمهاتت وير نشد فقن الْمَسِيح ال 0

2
+

ساو

© قال المروزي: قَالَ نو عبد غنيك الله عذاشه القثر حو لا يُنكره إل قيال
أو مُضِلة».""

© قال الإمام أحمد بن حنبل: ".. وأن هذه الأمة تفتن في قبورهاء وتسأل
عن الإيمان والإسلام؛ ومن ربه ومن نبيه» ويأتيه منكر ونكير» كيف
شاف وكوف راف 11 ,

©» وورد أن أبا عبيد القاسم بن سلام سأل الإمام أحمد عنهما فقال:
"هذه اللفظة (منكر ونكير) تقول هذا أو تقول ملكين؟» قال: نقول
كز وك روف مك0

© وقال أبوبكر الاسماعيلي: "ويؤمنون بمسألة منكر ونكير على ما ثبت
به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"*"".

5 (صحيح البخاري) كتاب الأذان» باب الدعاء قبل السلام» (؟/ 3117 - مع الفتح) و(صحيح مسلم) كتاب
المساحد ومواضع الصلاة» باب التعوذ من عذاب القبر وعذاب جهنمء (ه/ لالم - مع شرح النووي).

(صحيح البخاري)» كتاب الدعوات» باب التعوذ من عذاب القبر» ١754 /١١(‏ - مع الفتح).

5 «الروح» (ص 507 ).

7 أصول السنة (91).

طبقات ابي يعلى ١/5ه.‏

9 اعتقاد أئمة الحديث .)7١(‏

© وقال أبي بكر بن أبي عاصم: "وف المساءلة أخبار ثابتة والأحبار التي
في المساءلة في القبر منكر ونكير أحبار ثابتة توحب العلم."” 54
© وقال الإمام الطحاوي: (وبعذاب القبر لمن كان له أهلاً وسؤال

منكر ونكير ف قبره عن ربه ودينه ونبيه ..) 147,541
» وقال ابن تيميّة رحمه الله تعالى: «قَاعْلَمْ أَنَّ مَذْهَب سَلَّفٍ الأمّةِ

و
المسّنَة وَالجَمَاعَة» . ؛*"
© وقال ابن القيّم رحمه الله تعالى: «وَهَذَا كُمَا أنه مُقْتَضى السّنة
© وقال شيخ الاسلام: "إذا ثبتت الرسالة ثبت ما أخبر به الرسول ما
ينكره بعض أهل البدع كعذاب القبر وسؤال منكر ونكير وكالصراط
والشفاعة" 5
والإنساكُ بمجرد موته يدحل في اليوم الآخر بالنُّسبة له وَيَِدَا يُقَالُ: مَن مَاتَ
قَامَت قِيَامَتَةُ.

المتن

.)5580-4١9ص( كتاب السنة‎ ٠

١‏ العقيدة الطحاوية (:ه).
وانظر في ذلك كلام البركاري في السنة (71)» وصديق حسن خان في قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر
»)١7(‏ وابن قدامة في لمعة الاعتقاد »)١(‏ ومرعي الكرمي ف أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات
امحكمات (7١5)؛‏ والكلاباذي في التعرف لمذهب أهل التصوف (517)» وابن عساكر في تبيين كذب المفتري فيما
نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري (705).

8 «بجموع الفتاوى» (4/ 585).

5 «بجموع الفتاوى» (54/ 587).
هم؟ الأصفهانية .)5١ 5/5١‏

قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
4-"وَأن هذه الأمة تفتن فِي قبورها وتسأل عن الْإِيمَان وَالْإِسْلَام ومن ربه ومن نبيه
ويأتيه مُنكر وكير كيف شَاءَ وكيف أَرَادَ وَالْإيمَان به والتصديق به".
الخرج
قول المصنف: "وَأن هَذِهِ الأمة تفتن في قبورها"
والمقصود بقوله: (تفتن) قَالَ ابن تيويّة رحمه الله تعالى: «وَأَما الفِْنَةُ في القُبُورٍ
ْهِيَ الامْتِحَانُ وَالِاحْيبَارُ لِلميّتِ جِينَ يَسْأَلْهُ الملَكانِ». 7"

وأما الأدلة على فتنة القبر.

قَالَ شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله تعالى: «وَقَذٌ نَوَا ت الأَحَادِيتُ عن
لني صلى الله عليه وسلم في هَذهِ الفِثْئَةِ مِنْ حَدِيثٍ الا بْنِ عَازِبٍء وأَنْسِ بْنٍ
مَالِكِء أي هْرَيْرَةً) وَغَيْرِهِمْ رضي الله عنهم» افا
« روت أَسمَاءُ بنت أي بكر رضي الله عنهما أَنَّ رَسولَ اللو و قَالَ
و و 2 2 4 برو

© وعن عثمانٌ بن عفان رضي الله عنه قالَ: كَانَ النّنُ قلع إِذا قرع من
دَفن الميتِ وَةَ قف عليه فَقَالَ: «اسْتَعْفِدُوا لِأَحِيكُمْ | لَه التلبيت؛

85 «ججموع الفتاوى» (5/ 51؟).

07 «ججموع الفتاوى» (5/ 51؟).

أخرحه البخاري )١5(‏ ومسلم (405).

8 أنخرحه أبو داود .)3771١(‏ والحاكم في «المستدرك» /1١(‏ 075) (17177)؛ وصححه الألباني في «صحيح

الترغيب والترهيب» .)551١١١‏

وَعن أي هري رضي الله عنه قَالَ: كان سول الله ف يدغو: «الهم

هو-
ع

ِنُّ أَعُودُ بكَ مِنْ عَذَابٍ القَبْرْهِ وَمِنْ عَذَابٍ الثَّارِ وَمِنْ فِثْئَةِ المخيًا
وَالممَاتِء وَمِنْ فِتَنَةٍ المسيح الدّجال». "١‏

وعن البرَاعِ بِنِ عَازب رضي الله عنه عن رسول الله عله أنه قال: إن
العبدَ المؤمن في قَبْرِهِ تُعَادُ رُوحَْهُ في حَسَّده؛ 0 مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانهِ
ولاق ةنق ل مقر[ :5 انق مقرلا لذ عا ديك
َيَقُولُ: دي 00 فَيَعُولَانِ 7 مَا هَدَا الكخله الّذِي بُعِتَ 0
فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ الله َل مَيَُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قا

س رد ال.ر مشرهة وو ةد و
كتاب اللَه؛ فامَنت ب4 وَصَّدقَت به...».

فَيَُولَانِ لَهُ: مَا دِيئكَ؟ م َيَقُولُ: هاه هَاهء لا أَدْرِىِ ! فَيَقُولانٍ لَهُ: ما

هو-
ع

هَدًَا التخله الَّذِي بُعِتَ 1 فَيَقُولُ: هاه هاه لَا أَدْرِي». ١‏

وَغَيرٍ ذَلِكَ مِن الأَحَادِيثِ التي بَلَعَّت مَبِلَمٌ التَوائر.

3 شيخ الإإسلام- رمه الله تعالى-: «فَيُضْرِبُ بررَبّة من حديدٍ؛ فيصيح
صحيةٌ يسمعها ك8 شيج إِلَّا الإنسان؛ ولو تمعها لصعق» يشير إلى حديث أنس
عليه السلام وفيه: «وأمّا المنافق والكافر فيّقال له: ماكنت تقول في هذا الرجل؟
فيقول: لا اقرف كنت أقول ما يقول الناس» فيقال: لا دَرَيَتَ ولا كلت ويُضرب
بمطارق من حديد ضربة؛ فِيَصِيحُ صَيحةً يَسْمَعْهَا مَن يليه غَيرَ التَمَلِينِ»”” "2
والتّقلان: هم الإنسن والحنُ.

أتخرجه البخاري )١117(‏ ومسلم (088).
0١‏ أخرجه أحمد في «المسند» (4/ 80؟) »)١8551(‏ وأبو داود (41/57)» وص ححه الألباتي في «المشكاة»

.)152(

5 أخرحه البخاري )١7217/4(‏ من حديث أنس رضى الله عنه.

قال ابن غتيمين رحمه الله تعالى: «فيُضرب»: يعني الذي م يب سواء كان
الكافرَ أو المنافقّ» والضارب لَهُ الملَكَانِ اللذانٍ يسألانه.

والمرزبة: هِيَ مطرقةٌ مِن حَدِيدِء وَقَد وَرَدَ في بعض الروايات: أن
عَلهَا أهل منى مَا أَكُنُوهاء فَإِذَا صرب يصيح صيحةً يسمعها كل شيء إلا
الإنسان» أي: صِياحًا مَسموعًا يسمعه كل شيء يكون حوله يما يسمع صوته
وليس كل شيء في أقطار الدّنيا هسمعه» وأحيانًا يتأثر به ما يسمعه كما مر الّنُ
ل بأَقثر للتشكين علق تكليهي؟ فكادت بيه حئ كاذك. ثلقيه؛ تا معت
أصواتهم يُعَذّبون.

قوله: «إلا الإنسان»» وقد سبق أنَّ في الحديث إلا التّقلين. يعني: أنه لا
ولّا: ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لَولًا
لَدَعَوْتُ الله أَنْ كيفك عَذَابَ القَبر». ”5

ثاماء أن ىق إحفاء ذلك سن المية:

يُسمع هذا الصّياح» وذلك ١‏ عظيمة منها:

2
3 كن معس ير

لا تدافنوا

ثالثًا: أنَّ فيه عدم إزعاج لأهله؛ لأنَّ أهلّه إذا سمعوا ميّتهم يُعَذّب وتصيح لم
رف ند

رابعًا: عدم تَنْجِيل أهله؛ لأنَّ النّاس يقولون: هذا ولذكمء هذا أبوكمء هذا
أخوكم» وما أشبه ذلك.

حاممًا: أننا قد تَهْلِك؛ سيو لوت ا بل صيحة قد تُوحب أن
تسقط القلوب من معاليقهاء فيموت الإنسان» أو يُعْشى عليه.
سادسًا: لو “مع النَّامنْ صُرَاخ هؤلاء المعذّبين لكان الإيانُ بعذاب القبر من باب

الإجمان بالشهادة لا من باب الإبمان بالغيب» وحينئذ تَقُوت مصلحة الامتحان؛

791 أخرجه مسلم )١87/8(‏ من حديث أنس.

لأنَّ الئاس سوف يُومنون بما شاهدوه قطعًاء لكن إذا كان غائيًا عنهم ولم يعلموا
به إل عن طريق الخبر صار من باب الإيمان بالغيب».؟1

وقول المصنف: "وتسأل عَن الْإيمَان وَالْإِسْلَام وَمن ربه ومن نبيه"

وَقوله: «مَنْ رَّك؟ وَمَا دِيئك؟ وَمَنْ تَيّك؟» هذه الأسئلة الثلاثة التي تُوَحَهُ
للمَيِّتِ في قَبرِ؛ قال العلامةٌ ابن عْتّيمين رحمه الله تعالى: «يعني: مَن رَثُْكَ الذي
حَلَفَكَ وتعبدُةُ وَتَخِصُهُ بالعبّادة؟ أجل أن تَنَظِمْ هَذِهٍ الكلمةٌ توحيد الربوييّة,
وتوحيد الألوهيّة

و«المرتاب»: الماك والمنافقٌ وشبههماء «فَيَقُولٌ: هَاه هَاه؛ لآ
النَّاسَ يَقُولُونَ سيًْا مََانُك»» يعني: لم يلج الكقاة قاكلة رونا كان يقون كجا ءيشو
النَّاسْ من غير أن يَصِل الإبمانُ إلى قلبه.

وَتَأَكل قولّهُ: «هاه هاه» كأنَّ شيئًا غَابَ عنةُ يريدُ أن يتذكره» وَهَذا أشدٌ في
التَّحَسُرٍ أن يتخّل أَنّهُ يَعْفُ اللوايته ولكق حال بينة وزينة» ويقول؟ هاه هاة»»

ثم يقول: «سمعث الناس يقولونَ شيئًا فقلثة»» وَلَا يقول: رَيّ الله ولا ديني

:
أذ

ذري» معْث

2

الإسلام, ولا نَم محكد؛ لأَنَّهُ في الدّنيا مُرتابٌ شاك.
هذا إِذَا سْيِلَ في قَبرِهِ وَصَارَ أحوج ما يكونٌ إلى الاب الصّواب يعجر
وتقول: «لا أدري تمعث النَّاسَ يقولونَ شَيئًا فقلثّةُ».

إِذَا؛ إعانه قول فَقمَطِيم .70"

ع

وللناس في سؤال منكر ونكير: هل هو خاص بهذه الأمة أم لا ثلاثة أقوال:
الثالث: التوقف» وهو قول جماعة؛ منهم: أبو عمر بن عبد البر» فقال: وفي
حديك زيد بن ثايت عن الى صضان الله غليه وله » قال :((إن هذه ا لأمة

«شرح الواسطيّة» (ص؟58» 487).

6 انظر: «شرح الواسطيّة» (ص١٠5485-148).‏

تبتلى في قبورها))' "2 منهم من يرويه: تسأل"*'» وعلى هذا اللفظ يحتمل أن
تكون هذه الأمة قد حصت بذلكء وهذا أمر لا يقطع به. ويظهر عدم
لاه اص» والله أعلج "111733

وقول المصنف: "ويأتيه مُنكر وَتكير كيف شَاءَ وكيف أَرَادَ وَالْإِيمَان به والتصديق به".

منكر ونكير هما ملكان جاء وصفهما في السنة بأتمما أسودان أزرقان»
يأتيان العبد في قبره فيقعدانه ويسألانه من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فأما
المؤمن فيقول: ربي الله» وديني الإسلام؛ وني محمد صلى الله عليه وسلمء فينعم
ف قبره. وأما الكافر فلا يحار جواباء فيضرب بمرزبة من حديد يصيح منها صيحة
يسمعها كل من يليه إلا الثقلين.

الأدلة على ذلك.

الأحاديث الواردة في الملكين متلقاة عند أهل العلم بالقبول» قال ابن أبي
عاصم: وفي المساءلة أحبار ثابتة» والأخبار التي في المساءلة في القبر منكر ونكير
أخبار ثابتة توحب العلم» فنرغب إلى الله أن يثبتنا في قبورنا عند مسألة منكر
ونكير بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآحرة"”' '.

وقد ورد في بعض الأحاديث ذكر الملكين دون ذكر اسمهماء من ذلك:

5 رواه مسلم (5851).

7 رواه الطبري في ((تفسيره)) (101-700/1) عن الربيع؛ وأبي قتادة» وغيرهما. وعزاه ابن عبد البر في
((التمهيد)) )١54/77(‏ لابن أبي شيبة» وقال: وقال ابن أبي شيبة: تُسأل في قبورها. ولم أحده في ((مصنفه)) إنما روى
الحديث (50/7) كما في ((صحيح مسلم)) -حيث رواه مسلم من طريق ابن أبي شيبة أصلاً-((إن هذه الأمة تبتلى
في قبورها...)).

انظر: («التمهيد)) (؟517/51١).‏

المصدر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي» 5/١/5‏

6 السنة: (ص9١5570-4).‏

((إنَّ الْعَبْدَ إذا وُضِع ف فَبْرِهِ وَتَوَل عنه أُصْحَابة وَإِنَهُ لَيِسْمَمْ فَيْعَ نعَالجِم أَنَاهُ
للكانقع تتقية انه تعق رلا ونيا كلت كذ عق ها اليك »لمعك سنن أله

و عدو

عليه وسلم. فَأَمّا المُؤْمِنُ فيقول: أَشْهَدُ أَنّهُ عبد اللَّهِ وَرَسُولَةُ. ..))'' ".

بالوإسيصة

© وفي الصحيحين من حديث أَنّسٍ بْنِ مَالِكِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه ل

الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إن العبْدَ إِذَا وْضِع في قَبْرِو وَتَوَلّ عَنْهُ أَصْحَابُك

البَُلٍ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فَأَنَا المؤمئ» فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أنه عَبْدُ الله
وَرَسُولُك مَبْقَالُ له: انْظْرْ إِلَ مَفْعَدِكَ من النّارٍ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ به مَفْعَدًا مِنَ اند

٠‏ وفي مسند البزار وغيره من حديث أبي سعيد قال شهدنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم جنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس إن هذه الأمة
تبتلى في قبورها فإذا دفن الإنسان وتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق
فأقعده فقال ما تقول في هذا البحل يعني محمدا صلى الله عليه وسلم فإن كان
مؤمنا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده رسوله فيقولون له صدقت ثم
يفتح له باب إلى النار فيقولون هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذا آمنت به
فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الحنة فيريد أن ينهض إلى الحنة فيقولون له اسكن
ا"

.)5807١( ومسلم‎ ).)١79/( أتخرجه البخاري‎ ١

5 أخرحه البخاري (9//7) برقم »)١714(‏ ومسلم )١١٠١/5(‏ برقم (700) واللفظ للبخاري.

50 أخحرحه أحمد النسخ (9/ *-5) والبزار كما في (كشف الأستار) رقم (877) وابن أبي عاصم في (السنة) رقم
(875)» والطبري في تفسيره »)35١5 /١7(‏ والبيهقي في (إثبات عذاب القبر) رقم »)7١(‏ من طريق عباد بن راشد
البصري عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري فذكره.

وقد تفرد به عباد وهو صدوق له أوهام؛ عن نخاله داود بن أبي هند مرفوعا.

وقال البزار: (لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بحذا الإسناد» وهذا من أغرب ماكان يسأل عنه الحسين وابن معمر).

وقد خولف عباد» خالفه مسلمة بن علقمة فأوقفه.

وقد ورد في الحديث والآثار ذكر اسميهماء من ذلك:
أماالحديث.

فمن الأحاديث الواردة في هذا: ما رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: ((إذا قبر الميت-أو قال: أحدكم-أتاه ملكان أسودان أزرقان» يقال
لأحدهما: المنكر والآحر: النكير. فيقولان: ماكنت تقول في هذا الرحل؟ فيقول
كان يقول : ع غبك. الله ورسؤولة: أشنية أن لذ إله إلا الله وأن يدا عبدة
ورسوله. فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا...))؟'5.*'”

وحديث أبي هريرة الذي عند الترمذي وغيره» وذكرهما يتقوى كما لا يخفى
بالطريق التي عند الطبرائي في المعجم الأوسط (5775))» وفيها ابن لهيعة وموسى
ابن جبير الحذاء» وهذا الأخير وثقه ابن حبان وقال: يبخطئ ويخالف» وف ابن
لميعة كلام معروف» وباقي رحاله ثقات» فتسمية الملكين حسن بمجموع
الطريقين»

وأما الآثار.
هذا بالإضافة أن تسميتهما وردت ف أخبار أخرى مرسلة وموقوفة» وهي:
١-مرسل‏ عطاء بن أبي رباح: أخرحه الحارث بن أبي أسامة في مسنده

(زوائده رقم١738)»‏ والآحري في الشريعة (رقم851-دار الوطن) والبيهقي في
إثبات عذاب القبر (رقم7١٠)‏ من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عطاء بن
يسار قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن الخطاب رضي
الله عنه-: "يا عمر كيف بك إذا أنت متء فانطلق أهلك فقاسوا لك ثلاثة
أذرع وشبر في ذراع وشبرء ثم رجعوا إليك فغسلوك وكفنوك وحنطوك» ثم

5

فرواه عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: فذكر نحوا من حديث عباد بن راشد ول يرفعه.

65 رواه الترمذي ١الاض‏ كام وابن أبي عاصم 5 (السنة) (؟ ك6 ). قال الترمذدي: حسن غريب. وحسنه ابن حجر 5
((هداية الرواة)) )١١5/1(‏ -كما أشار إلى ذلك في المقدمة -. وكذلك الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).

5 المصدر: تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي لعبد الرزاق بن عبد ا محسن البدر» ص785.

احتملوك حتى يضعوك فيه؛ ثم يهيلوا عليه التراب» فإذا انصرفوا عننك أتاك فتانا
القبر منكر ونكير أصواتمما كالرعد القاصفء وأبصابهما مثل البرق الخاطف»
فتلتلاك وثرثراك وهؤّلاك» فكيف بك عند ذلك يا عمر ؟"؛ قال: يا رسول الله
ومعي عقلي؟: قال: "نعم" قال: "إذا أكفيكهما."
١-مرسل‏ عمرو بن دينار المككي: عند عبد الرزاق في المصنف (5/9/ه-
27) بسند صحيح عنه» ولفظه نحو الذي قبله» وذكر تسمية الملكين عن عبيد
بن عمير.
فلا شك أن مجموع هذه الطرق يعطي قوة لتسمية الملكين, واللّه أعلم.
.- أقوال العلماء.
وقد ذكر جملة من أئمة السلف عبارة (منكر ونكير) ومن ذكره
هذه العبارة:
ما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من ذلك:
ما أخرحه ابن أبي شيبة والبيهقي من طريق غندر عن شعبة عن يعلى بن
عطاء عن تميم بن غيلان بن سلمة قال: (جاء رجل إلى أ الدرداء وهو
مريض)... إلى أن قال أبو الدرداء: ((ثم جاءك ملكان أسودان أزرقان جعدان
أسماؤهما منكر ونكير. .. ))''”

وثما ورد عن علماء السلف

5 المصنف (07/9) »)١١4/7(‏ والبيهقي في إثبات عذاب القبر »)١77/١(‏ وهذا اسناد رحاله ثقات» وتميم بن
غيلان بن سلمة ترجمه البخاري في التاريخ الكبير »)١5172/7(‏ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (51/7 5)؛ وابن حبان
في الثقات (87/5)» وهو ثقفي وروى عنه غير يعلى بن عطاء: ابن حريج وعبد العزيز بن أبي رواد» وما أحسبه سمع أبا
الدرداء» واللّه أعلم.

ما ورد أن أبا عبيد القاسم بن سلام سأل الإمام أحمد عنهما فقال: 0

اللفظة (منكر ونكير) تقول هذا أو تقول ملكين؟» قال: نقول منكر ونكير وهما

ملكان "737
الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلو"*' ".

وقال أبي بكر بن أبي عاصم: "وف المساءلة أخبار ثابتة والأحبار التي في
البلولة 1 لقو سكن وك عار ارط بودي 11

وقال شيخ الاسلام: "إذا ثبتت الرسالة ثبت ما أخبر به الرسول ما ينكره
بعض أهل البدع كعذاب القبر وسؤال منكر ونكير وكالصراط والشفاعة" ."٠١‏

5١15 51١

في قبره عن ربه ودينه ونبيه ..)
وأما ما ورد في تفصيل صفة لملكين» وأن أعينهما مثل قدور النحاس»

وأنياهمما مثل صياصي البقر» وأصواتهما مثل الرعد» ونحو ذلك أحاديث لا

51 5

لصباع*

7 طبقات ابي يعلى ١لمه.‏

اعتقاد أئمة الحديث .)7١(‏

8 كتاب السنة (ص9١0-54١55).‏

.)١5١5/؟( الأصفهانية‎ ٠

.)50( العقيدة الطحاوية‎ ١

5 وانظر في ذلك كلام البركاري في السنة (71)» وصديق حسن خان في قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر
»)١7(‏ وابن قدامة في لمعة الاعتقاد (١)؛‏ ومرعي الكرمي في أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات
امحكمات .)75١7(‏ والكلاباذي في التعرف لمذهب أهل التصوف (517)» وابن عساكر في تبيين كذب المفتري فيما
نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري (505).

انظر السلسلة الضعيفة (5/2؟).

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
٠‏ 'وَالْإِيمَان بشفاعة التي صلى الله عَلَيْهِ وسلم وبقوم يخرجُون من الثّار بَعْدَمَا
احترقوا وصاروا فحما فَيُؤْمَر بهم إِلَى نهر على بَاب الْجنّة كُمَا جَاءَ الأثر كيف شَاءَ
وكما شَاءَ إِنّمَا هُوَ الإيمَان به والتصديق به".
الخرج
جاء في إثبات الشفاعة أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلغت حد
التواتر»ه وصرحت هذه الأحاديث بأنه يدحل النار جملة من أهل الكبائر» من أهل
التوحيد» مؤمنون موحدون, لكن دحلوا النار بذنوب ومعاص ارتكبوها ولم يتوبوا
منهاء
أنواع شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
لقد اختلف أهل العلم في عدد شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم يوم
القيامة'"» فبعضهم أوصلها إلى عشر شفاعات وهو الراجح إن شاء الله لما تدل
عليه الأحاديث الصحيحة وتقوم عليه الأدلة وهي كما يلي:

7١ 5‏ وقال الرملي: "فهو صلى الله عليه وسلم الشفيع يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا أول شافع وأول
مشفع))» وله شفاعات:

أعظمها: في تعجيل الحساب والإراحة من هول الموقف حين يفزعون إليه بعد الأنبياء» وهي مختصة به بالإجماع» وهي
المراد بالمقام المحمود في قوله تعالى: (عَسَىئ أن يَبْعَنَكَ رَبك مَقَامًا تَحْمُودًا1 [الإسرء الآية: 9]» وهو المقام الذي
يحمده فيه الأولون والآخرون.

الثانية: في إدحال قوم الحنة بغير حساب ولا عقاب.

قال القاضي عياض والنووي وغيرهما: وهي مختصة به؛ قال بعضهم والعجب ممن توقف في هذه الخصوصية وقال: لا
دليل عليهاء إذ الدليل عليها الإجماع على أن هذه الأمور لا تدرك بالعقل ول يرد النقل إلا في حقه. والأصل العدم
والبقاء على ما كان.

الثالثة: في أناس استحقوا دحول النار فلا يدخلوتا.

الأولى: الشفاعة العظمى: وهي في فصل الموقف بعد دلالة الرسل عليه
واعتذارهم عنها.
" فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوماً بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نمسة
فقال: ((أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله
يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي
وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا
يطيقون ومالا يحتملون.
فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه ألا ترون ما قد
بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟
فيقول بعض الناس لبعض: ائتوا آدم فيأتون آدم فيقولون يا آدم
أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة
فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى
000007
فيقول آدم: إن ري غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن
ل ا ل ا ل ل اك

اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح.

قال القاضي عياض وغيره ويشركه فيها من يشاء الله وتردد النووي في ذلك؛ قال السبكي: لأنه لم يرد تصريح بذلك
ولا بنفيه. قال: وهي في إجازة الصراط بعد وضعه؛ ويلزم منها النجاة من النار.

الرابعة: في إخراج من أدخل النار من الموحدين وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان وهي مختصة به.

الخامسة: ف إخراج من أدخل النار من الموحدين غير هؤلاء» ويشاركه فيها الأنبياء والملائكة والمؤمنون.

السادسة: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلهاء وحوز النووي اختصاصها به.

السابعة: في تخفيف العذاب عن بعض الكفار كأبي طالب.

ومن شفاعاته أنه يشفع لمن مات بالمدينة» رواه الترمذي وصححه. وأن يشفع في التخفيف من عذاب القبر)). غاية

البيان شرح زبد ابن رسلان محمد الرملي الأنصاري ص١١‏ .

فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى الأرض وسماك الله
عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد
فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن
يغضب بعده مثله وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بما على قومي
نفسي» نفسي اذهبوا إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم.

فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت ني الله وحليله من أهل الأرض اشفع
لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا.
فيقول هم إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله
مثله ولا يغضب بعلده مثله وذكر كذباته نفسي» نفسي اذهبوا إلى
غيري اذهبوا إلى موسى.

فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا موسى أنت رسول
الله فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا
ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا.

فيقول لهم موسى صلى الله عليه وسلم: إن ربي قد غضب اليوم
وان بدح واشظاه ران تمي ولاه اه وان فاك يي
م أو مر بقتلها نفسيء نفسي اذهبوا إلى عيسى صلى الله عليه
وسلم.

يأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمت الناس في
المهد وكلمة منه ألقاها إلى مريم وروح منه فاش فع لنا إلى ربك ألا
ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا.

فيقول لهم عيسى صلى الله عليه وسلم: إن ربي قد غضب اليوم
غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ول يذكر له ذنبا

نفسيء» نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه
وسلم.
فيأتون فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وحاتم الأنبياء وغفر الله
لك ما تقدم من ذنبك وما تأحر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن
فيه ألا ترى ما قد بلغنا. فانطلق فآ تحت العرش فأقع ساجدا
لربي» ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا
لم يفتحه لأحد قبليء ثم يقال: يا محمد ارفع رأسسك سل تعطه
اشفع تشفع, فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي» أمتي فيقال يا محمد
أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأمن من
أبواب الحنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب» والذي
نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الحنة لكما بين
مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى))*'"

وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يجمع الله المؤمنين
يوم القيامة كذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من
مكاننا هذا.
فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد
لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا
من مكاننا هذا.
فيقول: لست هناكء ويذكر لهم حطيئته التي أصابء ولكن ائتوا

نوحا فإنه أول رسول بعنه الله إلى أهل الأرض.

6" أخرحه البخاري رقم 215١15 /* )9١55(‏ ورقم (4178) 5/ 745١ء‏ ومسلم رقم /١ )١95(‏ 184 -
5 و«اللفظ لهء والنسائي في السنن الكبرى رقم )١١5/5(‏ 5/ 27078 وأحمد رقم )4771١(‏ 5/ 2435 والترمذي
رقم (5575) 2577/54 وأخرحه البخاري أيضاً من حديث أنس بن مالك رقم )07٠١5(‏ 5/ 27708 ومن حديث

ابن عمر رقم .1١154/8 /5 )545١(‏

فيأتون نوحا فيقول: لست هناكمء ويذكر خطيئته التي أصاب»
ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن.

فيأتون إبراهيم فيقول: لست هناكم, ويذكر لحم خطاياه التي
أصابماء ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما.
فيأتون موسى فيقول: لست هناكمء ويذكر لهم خطيئته التي
فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم, ولكن ائتوا محمدا صلى الله
فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه» فإذا رأيت ربي
وقعت له ساجدا فيدعني ما قاع الله أن يدعني ثم يقال: لي ارفع
محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع, فأحمد ربي بمحامد
علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدحلهم الجنة» ثم أرجع فإذا رأيت
ربي وقعت ساجدا فيدعني ا ا لان يدعني ثم يقال: ارفع
محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع, فأحمد ربي بمحامد
علمنيها ربي» شم أشفع فيحد لي حدا فاأدحلهم الجنة 9 أرحع فإذا
رامشدحرة وقمكه ينا جد الوذفع :ها قتصاء الله أن يدعني ثم يقال:
ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع» فأحمد ربي بمحامد
علمنيهاء ثم أشفع فيحد لي حدا فأدحلهم الجنة» ثم أرجحع فأقول:
يا رب ما بعى 2 النار إلا من حبيسه القرآن ووجب عليه الخلود؛
قال النئ ضلكئ' اللعلية وسلم:يخرج من النار من قال لا إله إلا الله

وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة» ثم يخرج من النار من قال لا

إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة» ثم يخرج من النار من
قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة))7١"‏

"" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:((لكل ني دعوة فأريد إن شاء الله أن أختبئ دعوت شفاعة
لأمتي يوم القيامة))' ' '.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: ((كل نبي سأل سؤلاء أو قال لكل نبي دعوة قد دعا
كما فاستجيب» فجعلت دعوقٍ شفاعة لأمتي يوم القيامة))* '.

5175 أخرحه البخاري رقم (54) /١‏ 254 ورقم (191/5) 5/ 5598 23555 ومسلم رقم (197) /١‏ 2187
والنسائي في السنن الكبرى رقم )١١575*(‏ 5/ 2555 وابن ماحه رقم (47315) 75/ 2١51417‏ وأحمد رقم )١71175(‏
9 3215 وابن حبان رقم (01/585) /١5‏ 578.

7 أخرحه البخاري من حديث أي هريرة رقم )1١55(‏ 5/ 25714 ورقم (09145) 5/ 37378., ومسلم رقم
88/١ )١193-194(‏ اوزاد فهي: نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا".

8“ أخرحه البخاري رقم (5945) ه/ 57878, ومسلم رقم /١ )50١(‏ 190.

وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه

القبر» وأول شافع وأول مشفع''))'''

''” وقال النووي: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة» وأول من ينشق عنه القبر» وأول شافع»
وأول مشفع)).

قال المهروي: ((السيد)): هو الذي يفوق قومه في الخير.

وقال غيره: هو الذي يفزع إليه في النوائب والشدائد فيقوم بأمرهم ويتحمل عنهم مكارههم ويدفعها عنهم.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة-مع أنه سيدهم في الدنيا والآخرة-فسبب التقييد أن في يوم القيامة يظهر
سؤدده لكل أحد ولا يبقى ممانع ولا معاند ونحوه» بخلاف الدنيا فقد نازعه ذلك فيها ملوك الكفار وزعماء المشركين
وهذا التقييد قريب من معنى قوله تعالى: [!لَّمَنٍ الْمُلَكُ الْيوْمَ 5 لِلَّه الْوَاجِدٍ الْمَّارِ[) غافر الآية: 15]» مع أن الملك له
سبحانه قبل ذلك لكن كان في الدنيا من يدعى الملك أو من يضاف إليه محازا فانقطع كل ذلك في الآخرة.

قال العلماء وقوله: صلى الله عليه وسلم ((أنا سيد ولد آدم)) لم يقله فخراً بل صرح بنفي الفخر في غير مسلم في
الحديث المشهور: ((أنا سيد ولد أدم ولا فخر))» وإِنما قاله لوحهين:

أحدهما: امتثال قوله تعالى: [ وَأَمّا بِِعْمَةِ رَبَّكَ فَحَدّتْ) [الضحى الآية: .]١١‏

والثاني: أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه صلى الله عليه وسلم بما
تقتضي مرتبته كما أمرهم الله تعالى. وهذا الحديث دليل لتفضيله صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم لأن مذهب
أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة» وهو أفضل الآدميين وغيرهم.

وأما الحديث الآخر ((لا تفضلوا بين الأنبياء)) فجوابه من خمسة أوجه:

أحدهما: أنه صلى الله عليه وسلم قاله قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم فلما علم أخبر به.

والثاني: قاله أدبا وتواضعا.

والغالث: أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول.

والرابع: إنما نمي عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة والفتنة كما هو المشهور في سبب الحديث.

والخامس: أن النهي مختص بالتفضيل في نفس النبوة فلا تفاضل فيهاء وإنما التفاضل بالخصائص وفضائل أخرى.

ولا بد من اعتقاد التفضيل فقد قال الله تعالي: [ تِلّكَ الرُسُْلٌ فَضَلنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) [البقرة الآية: 07 ؟]". (شرح
النووي على صحيح مسلم /١‏ 8-51 8).

'"" قوله صلى الله عليه وسلم: ((وأول شافع وأول مشفع))» إنما ذكر الثاني لأنه قد يشفع اثنان فيشفع الثاني منهما
قبل الأول» والله أعلم". شرح النووي على صحيح مسلم /١١‏ /11-/8.

١‏ أتخرحه مسلم رقم (10/8؟؟) 54/ 210785 وأبو داود رقم (*545077) 318/54, وأحمد رقم )١١9485(‏ 5/ 1ه

وابن أبي شيبة رقم (/9117) 5/ 2911 ورقم (049") 7/ /51”ء ومن حديث أبي سعيد عند ابن ماحه رقم

قال ابن عبد البر: "في قوله صلى الله عليه وسلم ((فاختبأت دعوق شفاعة
لأمتي يوم القيامة)). وفي هذا الحديث إثبات الشفاعة وهو ركن من أركان اعتقاد
أهل السنة» وهم مجمعون أن تأويل قول الله عز وحل: (عَسَئ أن يَبْعَنَكَ رَبْكَ
مَقَامَا تحمُودًا1 [الإسراء الآية: 179]» المقام المحمود هو شفاعته صلى الله عليه
وسلم في المذنبين من أمته. ولا أعلم في هذا مخالفاً إلا شيعاً رويته عن مجاهد,

وقد روي عنه مخلافه على ما عليه النماعة فضار إجماعاً منهم والحمد لله"""".

الشفاعة الثانية هى: لمن يصبر على لأواء المدينة”""” وشدتها:
وقد جاءت الأحاديث الصحيحة 2 الترغيب 2 الصبر على لأواء المدينة وشدهًا وأن ذلك

من موجبات شفاعته صلى الله عليه وسلم فمنها:

1541٠ /5 )4508(‏ والترمذي من حديثه رقم (١51؟)‏ 5/ 8لاه» ورقم (514) 5/ 508, وابن حبان من
حديث واثلة بن الأسقع رقم (5751) /١54‏ 2185 ورقم (514175) 597/1١4‏ بلفظ: إن الله اصطفى كنانة من ولد
إجماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم فأنا سيد ولد آدم ولا فخر
وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع"» والدارمي من حديث جابر بن عبد الله رقم (59) 4٠ /١‏
ولفظه:' أنا قائد المرسلين ولا فخخر وأنا حاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر".

الاستذكار لابن عبد البر ؟/ »57١‏ وانظر: نظم المتناثر للكتاني ص70؟.

70 للمدينة النبوية مكانة كبيرة» فهي مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومهبط الوحيء ومأرز الإبمان» وهي: سيدة
البلدان» وعاصمة الإسلام» ودار السلام» وقد اختارها الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم دار هجرة ومقام
فعلى المسلم أن يختارها لنفسه ويتقيد فيها بشرع الله عز وحل وبالآداب الشرعية» والأخلاق الحميدة» وليحذر كل
الحذر من المخالفات فيها وفي غيرهاء وقد حص النبي صلى الله عليه وسلم من يصبر على لأوائها وشدتما بشفاعة»

2 عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((من صبر على لأوائها؛'" وشدتما كنت له شفيعاً أو شهيداً*'” يوم القيامة))؟'”
وغق ينس مول 'الزيير أخبرة أنه كان جالسسأ عند عيد الله ين عمر ل الفسة فاتيه

مولاة له تسلم عليه فقالت إن أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن اشتد علينا الزمان

5 77 قال الزرقاني: قال المازري: "((اللأواء)) الجوع وشدة المكسبء؛ وضمير شدتما يحتمل أن يعود على اللأواء»
ويحتمل أن يعود على المدينة.

قال الأبي: الحديث خرج مخرج الحث على سكناهاء فمن لزم سكناها داخل في ذلكء؛ ولو لم تلحقه لأواء» لأن التعليل
بالغالب والمظنة لا يضر فيه التخلف في بعض الصور كتعليل القصر بمشقة السفر فإن الملك يقصر وإن لم تلحقه مشقة
لوحود السفر".

شرح الزرقاني على الموطأ 5/ 71.

قال القاضي عياض: "قوله: ((كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة))» كذا جاء في هذا الكتاب قيل هو على
الشكء ويبعد عنديء لأن هذا الحديث رواه نحو العشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمذا اللفظ؛ ويبعد
تطابقهم فيه على الشكء والأشبه أنه صحيح وأن أو للتقسيم» فيكون شهيداً لبعضهم.؛ شفيعاً للآخرين» أما شهيداً لمن
مات في حياته كما قال صلى الله عليه وسلم. أما أنا شهيد على هؤلاء» وشفيعاً لمن مات بعده؛ أو شهيداً على
المطيعين» شفيعاً للعاصين» وشهادته لحم بأنهم ماتوا على الإسلام وفوا بما عاهدوا الله عليه. أو تكون أو بمعنى الواو
فيختص أهل المدينة بمجموع الشهادة والشفاعة وغيرهم بمجرد الشفاعة؛ قال: وهذه حصوصية زائدة على الشفاعة
للمذنبين أو للعالمين في القيمة وعلى شهادته على جميع الأمة وقد قال صلى الله عليه وسلم في شهداء أحد ((أنا شهيد
على هؤلاء))؛ فيكون لتخصيصهم بهذا كله مزيد أو زيادة منزلة وحظوة.

قال: وقد يكون أو بمعنى الواو فيكون لأهل المدينة شفيعاً وشهيداً. قال: وقد روى: ((إلاا كنت له شهيداً أو له
شفيعاً)). قال وإذا جعلنا أو للشك كما قاله المشايخ فإن كانت اللفظة الصحيحة شهيداً اندفع الاعتراض لأنما زائدة
على الشفاعة المدحرة المجردة لغيره» وإن كانت اللفظة الصحيحة شفيعاً فاختصاص أهل المدينة بمذا مع ما جاء من
عمومها وادحارها لجميع الأمة أن هذه شفاعة أخرى غير العامة التي هي لإخراج أمته من النار ومعافاة بعضهم منها
بشفاعته صلى الله عليه وسلم في القيامة» وتكون هذه الشفاعة لأهل المدينة بزيادة الدرحات» أو تخفيف الحسابء أو
بما شاء الله من ذلك أو بإكرامهم يوم القيامة بأنواع من الكرامة كيوائهم إلى ظل العرش» أو كونهم في روح وعلى منابر»
أو الإسراع بحم إلى الحنة» أو غير ذلك من خصوص الكرامات الواردة لبعضهم دون بعض والله أعلم".

مشارق الأنوار للقاضي عياض ؟١/‏ 2755/7 وشرح النووي على صحيح مسلم 9/ 2175 والديباج على مسلم للسيوطي
١7 /٠‏ 4» وتحفة الأحوذي للمباركفوري /٠١‏ /7/81 ".

5 أخرحه مسلم رقم (/ا/81١)‏ ؟/ 2٠٠١4‏ ومالك في الموطأ رقم )١5579(‏ ؟/ 5ر2 وأحمد رقم (5001) ؟/
89؛ ورقم (511/5) ؟/ ٠*9‏ ورقم (598) 5/ 21١7‏ ورقم (144-0) 5/ 155ء والترمذي رقم (591) ه/
89 والنسائي في السنن الكبرى رقم )578١(‏ 2487/7 وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم
(14 كا" - 5م )©١‏ 5/ ه45-4» وأبو عوانة رقم (41/ا” - 0/4105”) 9 /53.

فقال لما عبد الله اقعدي لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا
يصبر على لأوائها وشدتما أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة))"'".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يصبر على
لأواء المدينة وشدتما أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شهيدا))"*""5.

وعن أبي سعيد مولى المهري أنه جاء أبا سعيد الخدري لياللي الحرة فاستشاره في الجلاء
من المدينة وشكا إليه أسعارها وكثرة عياله» وأخبره أن لا صبر له على جهد المدينة
ولأوائها فقال له: ويحك لا آمرك بذلكء إني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: ((لا يصبر أحد على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم
القيافة إذا عان مسله)) 1"

وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أتما معت رسول الله صكى الله عليه
وسلم يقول: ((لا يصبر على لأواء المدينة وشدتما أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً
يوم القيامة))' '".

2 وعن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها)) وقال: («المدينة
خير لهم لو كانوا يعلمون» لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير

57 أخرحه مسلم رقم )١810/(‏ ؟/ 4 »٠٠١‏ ومالك في الموطأ رقم )١5579(‏ ؟/ 5ر2 وأحمد رقم (5001) ؟”/
89 ورقم (511/5) ؟/ ٠39‏ ورقم (988ه) 5/ 21١7‏ ورقم (1544-0) 5/ 155ء والترمذي رقم (591) ه/
89»؛ والنسائي في السنن الكبرى رقم )478١(‏ 2487/7 وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم
1849" ح حرام 4( هع -5ة4.

4 أخرحه مسلم رقم )١1/8(‏ ؟/ ٠٠١4‏ والترمذي رقم (9974) ه/ 77لا وابن حبان رقم (510/989 -
0؟) 9 5ه وأحمد رقم (94578) ؟/ 459» ورقم (85595) ؟/ 3*2 ورقم (855) ؟”/ 2380 ورقم
(85491) ؟/ ”“*5"» ورقم (9150) 5/ 28917 والحميدي في مسنله رقم )١١501(‏ ”/ 497» وأبو عوانة رقم
لام - 9ع 5 38ق» وأبو يعلى رقم (/51/1) /١١‏ 81/7.

8 أخرحه مسلم رقم (1715) 5/ 2٠٠١7‏ والنسائي في الستن الكبرى رقم (5780) ؟/ 24807 وأحمد رقم
(55؟١11)‏ 59/9 ورقم (/ا/71١١)‏ 5/ 25 ورقم )١١51/1(‏ */ 58» وأبو يعلى رقم (55؟١)‏ ”/ 555.
5٠‏ أخرحه أحمد رقم )511١0(‏ 5/ 559؛ والنسائي في الستن الكبرى رقم (478) ؟/ 607 4» والطبراني في
الكبير رقم (/307”) 515/ »١5١‏ وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (517 51) 5/ 5177 4» وأخرحجه عبد الرزاق من

حديث عروة بن الزبير رقم )1١17155(‏ 9/ 755.

منه» ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم
الفيالية 157
" وعن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه مر بزيد بن ثابت وأبي أيوب

وهما قاعدان عند مسجد الحنائز فقال أحدهما لصاحبه: تذكر حديثاً حدثناه رسول
الله صلى الله عليه وسلم في هذا المجلس الذي نحن فيه؟ قال: نعم عن المدينة سمعته
وهو يزعم أنه ((سيأتٍ على الناس زمان يفتح فيه فتحات الأرض»ء فيخرج إليها رجال
يصيبون رخاء وعيشا وطعاما فيمرون على إخوان لهم حجاجاً أو عماراً فيقولون: ما
يقيمكم في لأواء العيش وشدلة الجوع)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((فذاهب وقاعد)) حت قالها مراراً ((والمدينة خير لحم لا يثبت بحا أحد فيصبر على
لأوائها وشدتما حتى بموت إلا كنت له يوم القيامة شهيداً أو شفيعاً"””"

الشفاعة الثالثة: الشفاعة لمن يموت بالمدينة."””

وقد جحاءت الأحاديث الصحيحة ف الترغيب ف الموت بالمدينة وأن ذلك من موجبات

شفاعته صلى الله عليه وسلم, ومنها:

١‏ أخرحه مسلم رقم )١*51(‏ 5/ 497» وأحمد رقم »18١ /١ )١51*(‏ والنسائي في الستن الكبرى رقم
(4719) 2485/7 وعبد بن حميد في مسنده رقم 28١ /١ )١57*(‏ والبيهقي في السنن الكبرى رقم (917541) 0/
.١17/‏

77 أخرجه الطبراني في الكبير رقم (59/.5) 4/ 5 »١‏ وذكره الحيثمي في مجمع الزوائد / ٠٠‏ وقال: رواه الطبراني
في الكبير ورحاله ثتقات»ء والمنذري في الترغيب والترهيب ؟/ 45 ١وقال:‏ رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد ورواته
ثقات» وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم .)١١957(‏

7 وقال ابن الملقن: "الشفاعة السابعة وهي الشفاعة لمن مات بالمدينة لما روى الترمذي وصححه عن ابن عمر أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بما فإني أشفع لمن مات بما))؛ نبه على هذه
والني قبلها القاضي عياض ف الإكمال.

وفي صحيح مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رفعه ((لا يثبت أحد على لأوائها وحهدها إلا كنت له شفيعا أو
شهيدا يوم القيامة))» فهذه شفاعة أخرى حاصة بأهل المدينة» وكذلك الشهادة زائدة على شهادته للأمة» وقد قال
عليه الصلاة والسلام في شهداء أحد ((أنا شهيد على هؤلاء)) غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه
وسلم لابن الملقن ص 555)

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع
منكم أن يموت بالمدينة فليمت بالمدينة؛ "” فإني أشفع لمن يموت بها))” '".

. وعن صفية بنت أبي عبيد رضي الله عنها أتما قالت: سمعت رسول الله صلى اللّه عليه
وسلم يقول: ((من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بماكنت له

ع«

أو شفيعا يوم القيامة))' ""

0.

1

4” وقال المناوي: "((من استطاع)) أي: قدرء ((أن يموت بالمدينة)) أي: أن يقيم فيها حتى يدركه الموت» ((فليمت
بما)) أي: فليقم بما حتى يموت فهو تحريض على لزوم الإقامة بما ليتأتى له أن يموت بما إطلاقا للمسبب على سببه كما
في قوله: !ثلا تمُوننَ إِلَّا وَهُم مُسْلِمُونَ ) [البقرة الآية: »]١77‏ ((فإني أشفع لمن يموت بما)) أي: أخصه بشفاعة غير
العامة زيادة في الكرامة» وأحذ منه حجة الإسلام ندب الإقامة بما مع رعاية حرمتها وحرمة ساكنيها.

وقال ابن الحاج: حثه على محاولة ذلك بالاستطاعة التي هي بذل المحهود في ذلك فيه زيادة اعتناء بما ففيه دليل على
تمبيزها على مكة في الفضل لإفراده إياها بالذكر هنا".

قال السمهودي: "وفيه بشرى للساكن بما بالموت على الإسلام لاختصاص الشفاعة بالمسلمين وكفى بما مزية فكل من
مات بما فهو مبشر بذلك ويظهر أن من مات بغيرها ثم نقل ودفن بما يكون له حظ من هذه الشفاعة ولم أره نصاً"
فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 5/ 7ه

وقال المباركفوري: "قوله: ((من استطاع)) أي: قدرء ((أن يموت بالمدينة)) أي: يقيم بما حتى يدركه الموت ثمت»
((فليمت بما)) أي: فليقم بما حتى يموت فهو حث على لزوم الإقامة بما ((فإني أشفع لمن يموت بما)) أي: أخصه
بشفاعتي غير العامة زيادة في إكرامه» قال الطيبي أمر له بالموت بما وليس ذلك من استطاعته بل هو إلى الله تعالى لكنه
أمر بلزومها والإقامة كما بحيث لا يفارقها فيكون ذلك سببا لأن يموت فيها فأطلق المسبب وأراد السبب كقوله تعالى:
كلا كرثة لواف التعلقوة )* '[النقرة الآيهة 59 تفه الأحواي: فرح منت اللرنتدي للمبازكفوقي 211

ه8” أخرجه الترمذي رقم (8911) 5/ 7١9‏ وحسنه؛ وابن ماحه رقم ٠١59 /5 )811١5(‏ ولفظه" فإني أشهد لمن
مات بها" وأحمد رقم )58١(‏ ؟/ 4 ١٠ك»‏ وابن أبي شيبة رقم ١5 /5 )*”371471١(‏ 4» وابن حبان رقم (781/541) 9/
7ه» والبيهقي في شعب الإيهان رقم )5١85-541/8(‏ */ 448. والهيثمي في موارد الظمآن رقم /١ )٠١*1(‏
هه ؟,؛ وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (75015)؛ وفي صحيح الترمذي (79117)» وف صحيح الترغيب رقم
(11917-119))» وف السلسلة الصحيحة رقم (5978).

5 أتخرحه النسائي في السئن الكبرى رقم ( 55/85 ) 5 /488» وابن حبان رقم ( 70747 ) 34 / 58, والطبراني
في الكبير رقم ( 715١م‏ ) 554 / ,”*9١‏ ورقم (/8ه: ) 58 // 265 ورقم 859 ) 3901/54 ورقم ( 655 )
297/4 والبيهقي في شعب الإعان رقم ( 4١/67‏ ) ” / 24937 وعنده من حديث سبيعة الأسلمية رقم ( 4١/54‏
) 3 /438» والهيئمي في موارد الظمآن رقم ( /١ ) ٠١*57‏ 55 5, وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم ( 5 7071١‏
) 5 / 5 ورقم ( 3801915 ) 5 /7٠ء‏ ورقم 8885 ) 5 / 154ه» وعنده من حديث سبيعة الأسلمية رقم (

ه00" ) 5 / 55» وأخرحه الطبراني من حديثها رقم ( 741 ) 75 / 2144 وابن حجر في المطالب العالية من

الشفاعة الرابعة: الشفاعة في دخول الجنة بغير حساب.

عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يدخل الحنة
من أمتى سبعون ألفا بغير حساب هم الذين لا يستقون ولا يتطيرون وعلى ركم
يتوكلون)). "7"

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:((ليدخلن
الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف شك في أحدهما متماسكين أحذ بعضهم
ببعض حتى يدخل أولهم وأخرهم الحنة» ووجوههم على ضوء القمر ليلة البدر)). 9"

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:((يدحل
الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب)). قالوا ومن هم يا رسول الله قال: ((هم
الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى رهم يتوكلون)). فقام عكاشة فقال ادع الله أن
يحعلني منهم قال: ((أنت منهم)). قال: فقام رحل فقال يا نبي الله ادع الله أن يجعلني
منهم قال: (إسبقك بها عكاشة)).؟'"

" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((يدحل من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر)) قال
أبو هريرة فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال: يا رسول الله ادع الله
أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اجعله منهم)) ثم قام

حديثها رقم ١45 / 7) 1١+11(‏ وقال : هذا حديث معروف من هذا الوجه؛ وذكره الحيثمي في مجمع الزوائد + /
05” وقال : رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن ورجاله رحال الصحيح خلا شيخ الطبراني» وقال عن حديث سبيعة
الأسلمية رواه الطبراني في الكبير ورحاله رحال الصحيح خلا عبد الله بن عكرمة وقد ذكره ابن أبي حاتم وروى عنه
جماعة ولم يتكلم فيه أحد بسوءء والحديث صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم ( .)١١9197--1١1915‏
90" أخحرحه البخاري رقم )5١١1(‏ ه/ 2335108 ورقم (17/8؟ه) ه/ ,3١51/‏ ورقم (170ه) ه/ 23١17٠١‏ ورقم
(5315) 7/5 95*”, ومسلم رقم (550) .70١ /١‏

64” أخرحه البخاري رقم (/511/1) 0/ 5895, ومسلم رقم (519) .198/١‏

8 أخرجه مسلم رقم (918) /١‏ 19/8.

رحل من الأنصار فقال يا رسول الله ادع الله أن يجحعلني منهم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ((سبقك بما عكاشة))'*”
الشفاعة الخامسة: الشفاعة فيمن قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه.
عن أي هريرة رضي الله عنه أنه قال قيل يا رسول الله من أسعد الناس "4١‏ بشفاعتك
يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا
يسألبي عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد
الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله حالصاً من قلبه أو نفسه))."*”

.1917/١ )515( ومسلم رقم‎ 251١89 /5 )551/5( أخرحه البخاري رقم‎ *٠

"١‏ قال العيني: "قوله ((من أسعد الناس)) أسعد أفعل والسعد هو اليمن تقول منه سعد يومنا يسعد سعوداً والسعودة
حلاف النحوسة والسعادة حلاف الشقاوة تقول منه سعد الرحل بالكسر فهو سعيد مثال سلم فهو سليم وسعد على
ما ل يسم فاعله فهو مسعود فإن قلت أسعد هنا من أي الباب قلت من الباب الثاني وهو من باب فعل يفعل بالكسر
في الماضي والفتح في الغابر والأول من باب فعل يفعل بالفتح في الماضي والضم في الغابر فإن قلت أفعل التفضيل يدل
على الشركة والمشرك والمنافق لا سعادة لهما قلت أسعد ههنا بمعنى سعيد يعني سعيد الناس كقوهم الناقص والأشج
أعدلا بني مروان يعني عادلا بني مروان ويجوز أن يكون على معناه الحقيقي المشهور والتفضيل بحسب المراتب أي هو
أسعد ممن لم يكن في هذه المرتبة من الإخلاص الموكد البالغ غايته وكثير من الناس يحصل له سعد بشفاعته لكن المؤمن
المحلص أكثر سعادة بما فإن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع في الخلق بإراحتهم من هول الموقف ويشفع ف بعض
الكفار بتخفيف العذاب كما صح في حق أبي طالب ويشفع في بعض المؤمنين بالخروج من النار بعد أن دحلوها وف
بعضهم بعدم دخوهًا بعد أن يستوجبوا دخولها وف بعضهم بدحول الحنة بغير حساب وفي بعضهم برفع الدرحات فيها
فظهر الاشتراك في مطلق السعادة بالشفاعة وأن أسعدهم بما المؤمن المحلص قوله بشفاعتك الشفاعة مشتقة من الشفع
وهو ضم الشيء إلى مثله كأن المشفوع له كان فرداً فجعله الشفيع شفعاً بضم نفسه إليه والشفاعة الضم إلى آخر معاوناً
له وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى مرتبة إلى من هو أدق وقال ابن بطال فيه دليل على أن الشفاعة إنما
تكون في أهل الإخلاص خاصة وهم أهل التوحيد وهذا موافق لقوله عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة وإني اختبأت
دعوت شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله تعللى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيمًا.

قلت: هذا الحديث مع غيره من الآيات والأحاديث الواردة في الباب الجارية بجرى القطع دليل على ثبوت الشفاعة"

عمدة القاري للعيني ؟/ .١58-1١571/‏

55 أخرحه البخاري رقم (99) /١‏ 49» ورقم )570١(‏ 5/ 255405 وأحمد رقم (84) ؟5/ 309" والنسائي في
السنن الكبرى رقم (0/857) */ 2.455 وابن حبان رقم (554557) /١4‏ 9854, والحاكم في المستدرك رقم (58) /١‏
.١١‏

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((يخرج من النار من قال لا إله إلا الله كان في قلبه من الخير ما يزنك شعيرة» ثم يخرج
من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة» ثم يخرج من النار
من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة)).”*”

الشفاعة السادسة: الشفاعة في أهل الكبائر من أمته.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((شفاعتي
لأهل الكبائر من أمتي)). 44"

وعن ابن عمر رضي الله عنمها قال: " كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى
سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إِنَّ اللّهَ ا يَغْفِدُ أن يُشْرَكَ به وَيَعْفِدْ مَا
دُونَ ذُلِكَ لِمَن يَشَاءُ قال: ((إني ادحرت دعوتي شفاعة لأهل الكبائر من أمتي)).
قال: فأمسكنا عن كثير ثما كان في أنفسنا ثم نطقنا بعد ورحونا للهم.*؟”

41" أخرحه البخاري رقم (5 4) )/١‏ 255 ورقم (591/5) 5/ 7598 --5595, ومسلم رقم /١ )١199(‏ 185ء
والنسائي في السنن الكبرى رقم )١١555(‏ 5/ 2555 وابن ماجه رقم 2١51417 /5 )4731١15(‏ وأحمد رقم )١71175(‏
9 1ك وابن حبان رقم (01/585) ١5‏ 57/8.

4" أخرحه أبو داود رقم (479) 5/ 2555 والترمذي رقم (5 435-784 ؟) 575/5 وقال: هذا حديث حسن
صحيح غريب» وأحمد رقم (هغ )١95‏ 9/ 231 وابن حبان رقم (/5551) 785/١5‏ رقم (5474) /١5‏ لام
والطيالسي رقم )١779(‏ ص”7؟؟ من حديث جابر» وأبو يعلى رقم (85؟؟) 5/ »5١٠‏ ورقم )5٠١5(‏ 0/ 99(
ورقم ١407 /7 )4١١5(‏ والطبران الكبير رقم (1549) »55//١‏ ورقم /١١ )١١4515(‏ 184كء وفي الأوسط رقم
19١لا)‏ ه/ هلاء ورقم (09515) 5/ 2.3١5‏ ورقم (851) 8/ 2551١‏ وفي الصغير رقم (/54) /١‏ 27077 وعنده
من حديث ابن عباس في الكبير رقم (4 /١١ )١١545‏ 185» والحاكم في المستدرك رقم (77/4 --.88) -189/١‏
وعنده من حديث جابر بن عبد الله رقم (711 -888) /١‏ 188 -1.0١ح‏ ورقم (85147) 9/ 4١4‏ وقال
أيضاً: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرحاه» والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة رقم -١771(‏
)١5518‏ ه/ الى ورقم )١1/97(‏ ه/ الاك رقم 47 )5٠١‏ 5/ لات ورقم (+581 )(81١8-‏ 5/ 594 وقال:
إسناده صحيح؛ والبيهقي في السنئن الكبرى رقم 2١1/8 )١55715(‏ ورقم »١110 /٠١ )5١551(‏ والهيثمي في موارد
الظمآن رقم (595؟) .145/١‏ وف زوائد مسند الحارث رقم 4٠0١9 /5 )١١*7(‏ وص ححه الألباني في صحيح
سنن أبي داود رقم (4779) 2575/5 وف صحيح سنن الترمذي رقم (478 5735-7 7) 2075/4 وف صحيح
الجامع رقم (4 »)*70/١‏ وف صحيح الترغيب والترهيب رقم (55149)» وف ظلال الجنة رقم (851).

5 أحرحه أبو يعلى رقم 24١185 /٠١ )5/8١(‏ ورقم ١775 /١ )١9(‏ وابن أبي عاصم السنة رقم (850) ؟/
واللالكائي في اعتقاد أهل السنة رقم 2٠١7 /5 )٠50١١(‏ والبيهقي في الاعتقاد ص89 »١1‏ والطبراني في

القيامة فقال لحا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذن تخمشك النار فإن شفاعتي
لكل هالك من أمتي تخمشه النار))"؟”
قال اين عباس «رضن الله عنهما؟ "الستابق باطيراك: يدغدل انه يقير تناب
والمقتتصد يدخل الحنة برحمة الله والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة
عقاف عورد ملي الله عليه وسله""؟”

وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "من لم يكن من أهل الكبائر فما له
5 شفاعة :55317

الأوسط رقم (553517) 5/ ١٠5‏ ١وقال:‏ لم يرو هذا الحديث عن أيوب السختياني إلا حرب بن سريج تفرد به شيبان»
وذكره الحيثمي في مجمع الزوائد /1/ ه» 677١ /٠١‏ 7078 وقال: رواه أبو يعلى ورحاله رحال الصحيح غير حرب بن
سريج وهو ثقة» ورواه البزار وإسناده جيد» ورواه الطبراني في الأوسط وفيه حرب بن سريج وقد وثقه غير واحد وفيه
ضعف وبقية رحاله رحال الصحيح؛ وحسنه الألباني في ظلال الجنة رقم .)85٠0(‏

45" أتخرحه ابن عبد البر في التمهيد 2517/١5‏ وذكره العراقي في طرح التثريب في شرح التقريب */ .١١١‏

57 أخرحه الطبراتي في الكبير رقم (5 5 /١١ )١١‏ 21854 وذكره ابن كثير في التفسير */ 555 ولشوكان في فتح
القدير 5:/ ؟ه"”.

قال القاضي عياض: "وقد عرف بالنقل المستفيض سؤال السلف الصالح رضي الله عنهم شفاعة نبينا صلى الله
عليه وسلم ورغبتهم فيها وعلى هذا لا يلتفت إلى قول من قال إنه يكره أن يسأل الإنسان الله تعالى أن يرزقه شفاعة
محمد صلى الله عليه وسلم لكوتما لا تكون إلا للمذنبين فإنما قد تكون كما قدمنا لتخفيف الحساب وزيادة الدرحات
ثم كل عاقل معترف بالتقصير محتاج إلى العفو غير معتد بعمله مشفق من أن يكون من الحالكين ويلزم هذا القائل ألا
يدعو بالمغفرة والرحمة لأتما لأصحاب الذنوب وهذا كله خلاف ما عرف من دعاء السلف والخلف"

شرح النووي على صحيح مسلم ”/ 255 والأذكار للنووي ص 2707 وتفسير القرطبي 278٠١ /٠١‏ وفتح الباري شرح
صحيح البخاري لابن حجر /1١١‏ 457» وطرح التثريب في شرح التقريب للعراقي */ 4١١١‏ وعمدة القاري شرح
صحيح البخاري للعيني ؟/ .١78‏

وقال المباركفوري: "فماله وللشفاعة يعني لا حاحة له إلى الشفاعة لوضع الكبائر والعفو عنها لعدمهاء وأما ما دون
الكبائر من الذنوب فيكفرها الطاعات نعم له حاجة إلى الشفاعة لرفع الدرحات" تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي
للمباركفوري 17/ .١١95‏

6 أخرحه الترمذي وحسنه رقم (47؟) 5/ 175» والطيالسي رقم )١579(‏ ص*؟*5, والحاكم رقم (595) /١‏
١ه‏ وأبو نعيم */ 23١١‏ وابن عبد البر في التمهيد /١5‏ 59؛ وص ححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم
وه ع 85-5 5) 5/ه؟5.

الشفاعة السابعة: الشفاعة في رفع الدرجات.

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي
سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: ((إن الروح إذا قبض تبعه البصر)) فضج ناس
من أهله فقال: ((لا تدعوا على أنفس كم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما
تقولون)). ثم قال: ((اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واحلفه في عقبة
في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه))'*".

" وعن أبي موسى رضي الله عنه قال لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث
أبا عامر على حيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه
قال أبو موسى وبعثني مع أبي عامر فرمي أبو عامر ف ركبته رماه جشمي بسهم فأثبته
في ركبته فانتهيت إليه فقلت يا عم من رماك فأشار إلى أبي موسى فقال ذاك قاتلي
الذي رماني فقصدت له فلحقته فلما رآني ولى فاتبعته وجعلت أقول له ألا تستحي
ألا تنبت فكف فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته ثم قلت لأبي عامر قتل الله صاحبك
قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء قال يا بن أي أقرئ النبي صلى الله عليه
وسلم السلام وقل له استغفر لي واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيراً ثم
مات فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مرمل وعليه
فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقال قل له
استغفر لي فدعا بماء فتوضاأً ثم رفع يديه فقال: " اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ورأيت
بياض إبطيه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس فقلت

5٠‏ أخرحه مسلم رقم (970) ؟/ 574. وأبو داود رقم 4١90 /" )81١(‏ والنسائي في السنن الكبرى رقم
(8785) ه/ لالاء وأحمد رقم (55585) 3917/5 وأبو يعلى رقم (70*0) »45/8/1١7‏ وابن حبان رقم )17١51(‏
015 وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم )٠١59(‏ 9/ 8» والطبراني في الكبير رقم )71١7(‏
7 5١"؛‏ وفي مسند الشاميين رقم (*5 ١؟)‏ 9/ 5559» والبيهقي في الكبرى رقم (/5759) */ 284 وف السئن
الصغرى رقم )١٠١71(‏ */ 44 وف معرفة السنن والآثار رقم (/1ه١؟)‏ 8*/ 157.

ولي فاستغفر فقال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كرهاً

قال أبو بردة إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي موسى!*”

" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أنا أعلم الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه
وسلم يوم القيامة قال فتداك الناس عليه فقالوا أيه يرحمك الله قال يقول: («اللهم
اغفر لكل عبد مسلم لقيك مؤمن بي لا يشرك بك))' ” ".

الشفاعة الثامنة: الشفاعة للخروج من النار.

عن حابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن
الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة))”*”

* وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يخرج قوم
من النار بعد ما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة
الجهنميين)) 7 ".

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن

قوماً يخرحون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الحنة)).**”

2194*” /5 )559/4( ورقم (5070) ه/ 35145,) ومسلم رقم‎ 251١ /5 )5١54( أخرحه البخاري رقم‎ 8١
.١71 /١5 )1194( وابن حبان رقم‎ »5 5٠ /5 )818١( والنسائي في السئن الكبرى رقم‎

55" أخرحه أحمد رقم (57/8 )1١‏ 75/ 2.499 ورقم )9851١(‏ ؟/ 4514.

+5" أخرجه البخاري رقم (519-0) 5/ 35599, ومسلم رقم (195-191) .١78/١‏

04" أخرجه البخاري رقم (51901) 5/ 2.5899 ومسلم رقم /١ )١91(‏ 179 وأخرجه أيضاً مسلم رقم )١91١(‏
9/١‏ من حديث جابر.

هه" أحرحه مسلم رقم 2178/١ )١91١(‏ وأحمد رقم )١400(‏ */ 5 ه03 وأخرحه الطيالسي رقم )١7١7(‏
ص75 بلفظ: ((إن قوماً يخرحون من النار بالشفاعة)).

وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يخرج
قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدحلون الجنة يمسمون
الجهنميين)) ”".

وعن أنس رضي اله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا أزال أشفع
لأمتي حتى يقال يا محمد أحرج من النار من في قلبه وزد شعيرة إلى أن قال فيقال يا
محمد أخرج مَنْ في قلبه مقدار جناح بعوضة من إيمان))" ” ".

الشفاعة التاسعة: الشفاعة التي يجتمع فيها الله جل وعلا والنبيون والملائكة
والمؤمنون.

عن أبي سعيد الخندري رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم
القيامة؟
قال: ((هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا)). قلنا: لا.
قال: ((فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما)).
ثم قال: ((ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون» فيذهب أص حاب
الصليب مع صليبهم؛ وأصحاب الأوثان مع أوثانتهم» وأصحاب كل آلطة مع التهم,
حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاحر وغبرات من أهل الكتاب. ثم يؤتى يجهنم
تعرض كأنها سراب»ء فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير بن الله.
فيقال: كذبتم» لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقينا؛
فيقال: اشربوا فيتساقطون في جهنم. ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون:
كنا نعبد المسيح ابن الله. فيقال: كذبتم» لم يكن لله صاحبة ولا ولد؛ فما تريدون؟
فيقولون: نريد أن تسقينا. فيقال: اشربواء فيتساقطون في جهنم. حتى يبقى من كان
يعبد الله من بر أو فاجرء فيقال لحم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس. فيقولون:
فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم» وإنا معنا منادياً ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا

55" أخرحه البخاري رقم (/519) 5/ 51501١‏ وأحمد رقم )١991١(‏ 4/ 2455 وأبو داود رقم (4750) 54/
1785 والبزار رقم (5/865؟) 9/ 50. والطبراني في الكبير رقم (7/.0) »٠777 /1١8‏ والروياني في مسنده رقم (950) /١‏
18.

57" أخرجه ابن حجر في المطالب العالية رقم (451/5) /١‏ 5.

يعبدون» وإنما ننتظر ربنا. قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول
مرة؛ فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربناء فلا يكلمه إلا الأنبياء. فيقول: هل بينكم
وبينه آية تعرفونه. فيقولون: الساق. فيكشف عن ساقه؛ فيسجد له كل مؤمن؛ ويبقى
من كان يسجد لله رياء وسمعة» فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا؛ ثم
يؤتى بالجمسر فيجعل بين ظهري جهنم)). قلنا: يا رسول الله وما الجمسر؟ قال:
((مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لما شكوة عقيفة تكون
بنجد يقال لما السعدان؛ المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأحاويد الخيل
والركاب» فناج مسلم, وناج مخدوش؛ ومكدوس في نار جهنم» حتى يمر آخرهم
يسحب سحباء فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ
للجبار» وإذا رأوا أنحم قد بحوا في إخواتحم يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا
ويصومون معنا ويعملون معنا. فيقول الله تعالى: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال
دينار من إيمان فأحرجوه؛ ويحرم الله صورهم على النار» فيأتوتهم وبعضهم قد غاب في
النار إلى قدمه» وإلى أنصاف ساقيه» فيخرجون من عرفوا ثم يعودون. فيقول: اذهبوا
فمن وحدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأحرجوه؛ فيخرجون من عرفوا ثم يعودون.
فيقول: اذهبوا فمن وحدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه؛ فيخرجحون من
عرفوا)).

قال أبو سعيد فإن لم تصدقوني فاقرؤوا [إِنَّ الله لا يَظلِمُ مِثْقَالَ ذَرَهِ © ون تك
حَْسََةَ يُضَاعِفُهَا ) |النساء الآية: »]5٠‏ ((فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول
الجبار: بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في
هر بأفواه الحنة يقال له ماء الحياة» فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل
فد رأيتموها إل حانبة الضكدزة إلى خالت الشعرة هما كان إلى التحمين عندينا كان
أعضر وما كان منها إلى الظل كان أبيض فيخرحون كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم

الخواتيم؛ فيدخلون الجنة. فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير
عمل عملوه ولا خير قدموه فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه))” ".
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل تضارون في القمر ليلة البدر)). قالوا: لا
يا رسول الله. قال: ((فهل تضارون في الشمس ليس دونما سحاب)). قالوا: لا يا
رسول الله. قال: ((فإنكم ترونه» كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان
يعبد شيئاً فليتبعه» فيتبع من كان يعبد الشمسء الشمس ويتبع من كان يعبد القمرء
القمر» ويتبع من كان يعبد الطواغيت» الطواغيت» وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها أو
منافقوها)). شك إبراهيم ((فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم» فيقولون: هذا مكاننا حق
يأتينا ربنا فإذا جاءنا ربنا عرفناه. فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم
فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه» ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول
من يجيزهاء ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل؛ ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم؛ سلم؛ وفي
جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان)) قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: ((فإنما مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس
بأعمالحم» فمنهم المؤمن يبقى بعمله, أو الموبق بعمله, أو الموثق بعمله. ومنهم
المخردل أو امجازى» أو نحوه» ثم يتجلى» حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد
أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا
يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه ممن يشهد أن لا إله إلا الله فيعرفوتهم في النار
بأثر السجود تأكل النار بن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر
السجود» فيخرحون من النار قد امتحشواء فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون نحته كما
تنبت الحبة في حميل السيلء ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رحل مقبل
بوجهه على النار هو آخخر أهل النار دخولًا المحنة؛ فيقول: أي رب اصرف وجهي عن
النار فإنه قد قشبئي ريحها وأحرقني ذكاؤهاء فيدعو الله بما شاء أن يدعوه. ثم يقول
**” أخرحه البخاري رقم )7٠١١(‏ 5/ 251705 ومسلم رقم /١ )١8(‏ 1517» والطيالسي رقم (15١؟)‏ ص 2589

عوانة في مسنده رقم (449) .١58 /١‏

الله : هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسألبي غيره. فيقول: لاء وعزتك لا أسألك
غيره» ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء؛ فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل
على الجنة ورآها سكت ما شاء الله إن يسكت ثم يقول أي رب قدمني إلى باب
الجنة. فيقول الله له: ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير الذي
أعطيت أبداء ويلك يا بن آدم ما أغدرك. فيقول: أي رب ويدعو الله. حتى يقول:
هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره. فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره.
ويعطي ما شاء من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا قام إلى باب الجنة
انفهقت له الحنة فرأى ما فيها من الحبرة والسرور» فيسكت ما شاء الله أن يمسكت.
ثم يقول: أي رب أدخلبي الحنة. فيقول الله: ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن
لا تسأل غير ما أعطيتء فيقول: ويلك يا بن آدم ما أغدرك. فيقول: أي رب لا
أكونن أشقى خلقك؛ فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه» فإذا ضحك منه قال له
ادحل الجنة» فإذا دحلها قال الله له: تمنه. فسأل ربه وتمبى حتى إن الله ليذكره يقول:
كذا وكذا حتى انقطعت به الأماني. قال الله: ذلك لك ومثله معه)). وف لفظ
((وعشرة أمثاله معهم)'”” .
" وفي المسند من حديث أبي سعيد مرفوعاً: "ثم يشفع الأنبياء في كل من كان يشهد
أن لا إله إلا الله مخلصاًء فيخرجونهم منهاء قال: ثم يتحنن الله برحمته على من فيها
فما يترك فيها عبداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرحه منها" .+"
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: "فيقول الله عز وحل: شفعت ‏ لملائكة» وشفع
النبيون» وشفع المؤمنون, ول يبق إلا أرحم الراحمين" ”

5 أتخرحه البخاري رقم ١1.4 /5 )/٠٠٠(‏ - 5.ل/ا” ومسلم رقم /١ )١85(‏ 2157 وأحمد رقم (١٠1/ا)‏
؟/ لات ورقم )1/91١5(‏ 9/ 255 ورقم )1١919(‏ 5/ 57*8, والنسائي في السنن الكبرى رقم )١١5/88(‏ 5/
7ه ؛» وابن حبان رقم (1/559) 5٠ /١5‏ 4» وعبد الرزاق رقم .407//1١١ )5١855(‏

رواه أحمد في مسنده: )١١١57(‏ قال الشيخ مقبل: "الحديث بهذا السند حسن" أنظر الشفاعة للوادعي:
.)١15/١١‏

.)١87( أخرحه مسلم‎ ١

وأخرج الإمام أحمد من مسند أبي بكر الصديق في إثبات شفاعة الصالحين والمؤمنين
قوله صلى الله عليه وسلم: (إثم يقال: ادعوا الأنبياء» فيشفعون, ثم يقال: ادعوا
(
وكذا حديث أبي يكرقاهق رتسيول « الله ستدلى الله عليه وسلم أنه قال)) :يحمل الناس
على الصراطء فينجي الله من شاء برحمته ثم يؤذن للملائكة؛ والنبيين» والشهداءء

والصديقين فيشفعون)) الحديث 14"

717

الصديقين» فيشفعون» ثم يقال: ادعوا الشهداء فيشفعون

5 ويدخل في ذلك الصديقون والشهداء والصالحون.

أي وكذلك الصديقون يشفعون, الصديق: على وزن فِعَّيل وهو من قوي تصديقه ولمانه بالله» فأحرق بقوة تصديقه
الشبهات والشهوات» وفي مقدمتهم الصديق الأكبر أبو بكر رضي الله عنه.

ودرحة الصديق أعلى من الشهداءء كما في حديث: (لأثبت أحد, فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان))' "» فالترتيب
مقصود.

ثم درحة الشهداء:

الشهيد: هو الذي بذل نفسه رخيصة في سبيل الله» لإعلاء كلمة الله فإنه بذل أغلى ما يملك وهي نفسه التي بين جنبيه»
فقاتل أعداء الله لإعلاء كلمة الله.

ثم درجة الصالحين:

الصالحون: على تفاوتّهم فيما بينهم»

١-منهم‏ السابقون» وهي أعلى الدرجحات» وهم الذين داوموا على الفرائض والنوافل» وتركوا ا مخرمات والمكروهات»
١-ومنهم‏ المقتصدون» وهم الذين اقتصروا على أداء الفرائض وترك امحرمات» وِلم يفعلوا النوافل وقد يفعلون بعض
المحكروهات.

"-ومنهم الظالمون لأنفسهم, والظالمون لأنفسهم موحدون مؤمنون» لكنهم قصروا في بعض الواحبات» أو فعلوا بعض
امحرمات» فهؤلاء عندهم أصل الصلاح وأصل التقوى» فينفعهم هذا الصلاح والتقوى في عدم الخلود في النار» ولكنهم
قد يدخلون النار ويعذبون» لكن في النهاية مآلهم إلى الحنة والسلامة.

55 رواه أحمد »)١5( )5/١(‏ والبزار 53/1 )١‏ (727)» وابن أبى عاصم »)8١5(‏ وأبو يعلى )55/1١(‏ (55)» وابن
حبان )597/1١5(‏ (14177). قال ابن القيم في ((حادي الأرواح)) :)١555(‏ متواتر» وقال الحيشمي ف ((مجمع الزوائد))
:)"717/٠‏ رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار ورجالهم ثقات» وصحح إسنده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند
(55/1).

4" رواه أحمد (47/5) (4517 »)5١‏ والطبراني ف ((المعجم الصغير)) )١57/7(‏ (373)» وابن أبي عاصم في
((السنة)) (ص: 8737). قال الحيئمي في ((بجمع الزوائد)) :)3"557/1١١١‏ رحاله رحال الصحيح, وقال السيوطي في
((البدور السافرة)) (551): إسناده صحيح.

كما ثبت أيضاً حصول شفاعة المؤمنين لإخوانحم قبل يوم القيامة» وذلك في الدنياء
وهي استشفاعهم إلى الله تعاللى في الصلاة على من مات منهم بالرحمة والغفران
والتجاوز.

فعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم :((ما من ميت تصلي عليه أمة من
المسلمين يبلغون ماثة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه)) ”' "

وعن عبد الله بن عباس ((أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان فقال: يا كريب» انظر
ما اجتمع له الناس» قال: فخرحتء فإذا ناس قد احتمعوا له» فأحبرته» فقال: تقول:
هم أربعون؟ قال: نعمء قال: فأخرحوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ما من رجحل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رحلاً لا يشركون بالله شيئاً
إلا شفعهم فيه)) '".
وتمام الحديث عن ابن ماجه :((ما من أربعين من مؤمن يشفعون لمؤمن إلا شفعهم
لله فيه)) "3"

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((من صلى
عليه مائة من المسلمين غفر له)) "5"

الشفاعة العاشرة: الشفاعة فى عمه أبى طالب فى تخفيف العذاب عنه"' ".

5" رواه مسلم (5151).

55" رواه مسلم (/55).

3" رواه ابن ماجه .)١715(‏ وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).

رواه ابن ماجه .)١51/(‏ قال البوصيري في ((زوائد ابن ماجه)) :)75١/1(‏ هذا إسناد صحيح رجاله رجال
الصحيحين» وقال العيني في ((عمدة القاري)) :)١1717/8(‏ إسناده صحيح؛ وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن
ماحه))» وقال الوادعي في ((الشفاعة)) (ص: 585): رجاله رجال الصحيح وهو على شرط الشيخين.

85 وقع الخلاف في توحيه هذه المسألة:

قال ابن تيمية: "هذا نص صحيح صريح لشفاعته في بعض الكفار أن يخفف عنه العذاب بل في أن يجعل أهون أهل
النار عذاباً كما في الصحيح أيضا عن ابن عباس أن رسول الله قال: أهون أهل النار عذاباً أبو طالب وهو منتعل بنعلين
يغلى منهما دماغه". مجموع الفتاوى لابن تيمية .١١17 /١‏

عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "ما
أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: ((هو في ضحضاح'"' من
نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار))"١"".‏

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه مع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده
عمه فقال لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضح من النار يبلغ كعبيه
يغلي منه دماغه. وفي لفظ تغلي منه أم دماغه"'"".

وقال القاضي عياض: "قوله في أبي طالب لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة على سبيل التجوز لأن الله قد نمى عن
الاستغفار لمثله وأعلمه أنه لا تنفعهم شفاعة الشافعين لا يشفع فيهم ولا لمهم شفعاء وأتما شفاعة بالحال أي بركتي وكونه
من سببي فيخفف عنه ويكون في ضحضاح من نار كما جاء في الحديث وهو الشيء القليل منه وضحضاح الماء الذي
على وجه الأرض " مشارق الأنوار للقاضي عياض ”/ 55 7.

وقال العيني: "قوله: لعله تنفعه شفاعتي قيل يشكل هذا بقوله تعالى: [قَمَا تَنفَعْهُمْ سَمَاعَةٌ الشَّافِعِينَ [المدثر الآية:
2.

وأحيب: بأنه نحص فلذلك عدُوه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.

وقيل: جزاء الكافر من العذاب يقع على كفره وعلى معاصيه فيجوز أن الله تعالى يضع عن بعض الكفار بعض جزاء
معاصيه تطييباً لقلب الشافع لا ثواباً للكافر لأن حسناته صارت بموته على كفره هباء منثورً". عمدة القاري للعيني ١؟/‏

.١ 575

قوله: ((في ضحضاح)) بإعجام الضادين وإهمال الحاءين ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين
فاستعير للنار قوله يغلي منه أم دماغه وأم الدماغ أصله وما به قوامه وقيل الحامة وقيل جلدة رقيقة تحيط بالدماغ"'"".
عمدة القاري للعيني 1؟/ 5؟١.‏

وقال ابن الموزي: "قال ابن الأنباري الضحضاح القليل من العذاب» والعرب تسمى الماء القليل ضحضاحاً قيل لأعرابي:
إن فلاناً يدعي الفضل عليكء فقال: لو وقع في ضحضاح مني لغرق أي في القليل من مياهي.

وقال غيره: الضحضاح ما يبلغ الكعبين وكل ما رق من الماء على وجه الأرض فهو ضحضاح"'"”. كشف المشكل لابن
الجوزي رقم .١6 /9 )١/7/0(‏

3١‏ أخرحه البخاري (5700) 7/ 21408 ورقم (885ه) 5/ 719 ومسلم رقم (509) /١‏ 2114 وأحمد رقم
305/١ 0/59‏ ورقم (11785) 23١١ /١‏ وابن أي شيبة رقم )841١5/(‏ 7/ 7ه وعبد الرزاق رقم (349519)
0/5 4.

أخرحه البخاري رقم (510/7*) */ 215095 ورقم (5195) ه/ 254.0٠‏ ومسلم رقم /١ )5١١(‏ 2194 وأحمد

رقم )١١4484(‏ */ ٠ف‏ ورقم )١١١1/*(‏ */لء ورقم (/1 5 )١١‏ */ هد وابن حبان رقم (571/1) /١4‏ 158.

وله بعد ذلك تفضل كثير فيمن يشاء فيخرج برحمته بقية أهل التوحيد الذين
لم يشفع فيهم كما جاء ذلك صريحا عَنْ أَبي سَعِيدِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى
لله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَا أَهْلُ الثّار الّذِينَ هُمْ أَهْلّْهَ فَإنّهُمْ لا ُوتُونَ فِيهَا ولا ين
وَلَكِنْ نامث أَصَابَنْهُمْ النَارُ يدوأ قَالَ بحَطَايَاهُمْفَأَمَائَهُمْ إِمَانَةَ حَقٌّ إِذَا كَانُوا
نَحْمّاء أَدِنَ بِالسَّفَاعَة َحِيءِ 0 صْبَائرٌ ”7 صبَائِر مَبْنُوا على أَنْهَارٍ اخنّق م
قيل: يا أَهْل الخ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ فَيَنبْبُونَ نَبَات اليّةِ تَكُونُ في حمِيلٍ الكَيْل))؟"

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
0١‏ 'وَالْإِيمَان أن الْمَسِيح الدّجّال خَارج مَكْنُوبٍ بين عَيْئَيْهِ كافر وَالْأَحَادِيث التي
جَاءَت فيه 4 وَالْإِيمَان بن ذلك قائد"
الخرع
معنى المسيح:*"”
ذكر العلماء ما يزيد عن خمسين قولاً في معنى" المسيح "'"". وقالوا إن هذا
اللفظ يطلق على الصدّيق وعلى الضليل الكذاب» فالمسيح عيسى ابن مريم
الصدّيق» مسيح الحدىء يبرئ الأكمه والأبرصء» ويحي الموتى بإذن الله.
والمسيح الدبعال هو الضليل الكذاب, مسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه

من الآيات كإنزال المطر وإحياء الأرض بالنبات وغيرهما من الخوارق.

707 قال محمد فؤاد عبد الباقي: (منصوب على الحال وهو جمع ضبارة بفتح الضاد وكسرها أشهرها الكسر ويقال
فيها أيضا إضبارة قال أهل اللغة الضبائر جماعات في تفرقة (فبثوا) معناه فرقوا) انظر مسلم في صحيحه )١17 /١(‏
84 أخرجه مسلم في صحيحه )١15 /١(‏

ه“"” المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل ص 7175

5 ذكر أبو عبد الله القرطبي ثلاثة وعشرين قولاً في اشتقاق هذا اللفظ انظر: التذكرة (ص 5179)» وأوصلها صاحب
القاموسء إلى خمسين قولاً انظر: «ترتيب القاموس» (4/ 79)» وذكر صاحب القاموسء أنه أورد هذه الأقوال في

كتابه «شرح مشارق الأنوار» وغيره.

فخلق ' الل المسيعية احدهنا يل لاخر

وقال العلماء في سبب تسمية الدحال بالمسيح: أن إتجخدى عيئية سوس
وقيل: لأنه يمسح الأرض في أربعين يوماً.

والقول الأول هو الراحح, لما جاء في الحديث عن أنس بن مالك قال: قال
زشول الله عطلى: الله عليه :وسلم» "الدكال: فوخ لعزن .حكتوت بن عدلنه
م ين

معنى الدجال:*""

الدّحل: هو الخلط والتلبيس» يقال دَجَلَ إذا لبّس ومو والدحال: الممَوٌه
الكذاي؟ الذي يكثر من الكذب: والعلبيس:

ولفظة" الدجال" أصبحت عَلَّمَاً على المسيح الأعور الكذاب» وسمي الدجال
دجالاً: لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم.”"”

صفة الدجال والأحاديث الواردة في ذلك: "5"

الدحال رحل من بني آدم» له صفات كثيرة حاءت بما الأحاديث لتعريف
الناس بهء وتحذيرهم من شرهء حتى إذا خرج عرفه المؤمنون فلا يفتنون به بل
يكونون على علم بصفاته التي أخبر بما الصادق صلى الله عليه وسلم وهذه
الصفات تميزه عن غيره من الناس» فلا يغتر به إلا الجاهل الذي سبقت عليه
الشقوة. نسأل الله العافية.

ا رواه مسلم برقم 5ه
المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل ص 710/17-51/6.

8 لسان العرب» /١١(‏ 585 -537)» و «ترتيب القاموس» (5 / ؟5١).‏

. 7/7 71/17 المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل ص‎ ٠

ومن هذه الصفات: "١‏

أنه بحل شاب أحمر» قصيرء أفحج جعد الرأس, أجلى الجبهة» عريض النحرء
ممسوح العين اليمنى» وهذه العين ليست بناتئة-منتفخة وبارزة-ولا جحراء-غائرة-
كأتما عنبة طافئة.

وعينه اليسرى عليها ظفرة-لحمة تنبت عند المآقي-غليظة. ومكتوب بين
عيية" رقت" 'بللتزواك: لظم أو" كافر" يدون تفلي يترقها كل ميلية
كاتب وغير كاتب.

ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له.

وهذه بعض الأحاديث الصحيحة التي حاء فيها ذكر صفاته السابقة وهي
من الأدلة على ظهور الدجال:

١-عن‏ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ا
وسلم:" بَْنا أنَا ائِمٌ ريني أَطُوفُ بِالْكَعْبَة فَإِذَا َل آدَمْ سَبْطُ الشّعَرٍ بَينَ
ينث :راشا ا نفلك نتن هذا قالوا انك عر قَذْهَبْتُ ال
ع جَعْدُ الس أَعْو رٌ الْعَبْنِ الْيْمْى كأنّ عَيْنَهُ عِتبَةٌ طَافِيَةٌ قُلْتْ مَنْ هَذَا قَالُوا
هَدَا الدَّكَالُء أَقْرَبُ النّاسِ يه شْبَها ابن قَطَن""*" وَابْنْ قَطَنٍ رَحُلٌ مِنْ بَني

١-وعن‏ ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الأ
الدحال بين ظهراق الباس 'فقال" إِنّ الله لين بأغوت
أغوة الْعتق: التق كن عبقة عن طافية "717

3
ل
0

.730/17 المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل ص‎ 0١

(صحيح البخاري)»؛ كتاب الفتن» باب ذكر الدجال» -94٠0 /١7(‏ مع الفتح)» وصحيح مسلم كتاب الإيعان»
باب ذكر المسيح ابن مريم عليه السلام والمسيح الدحال» (؟/ 010١-مع‏ شرح النووي).
58 (صحيح البخاري)»؛ كتاب الفتن» باب ذكر الدحال» ٠ /١7(‏ 9-مع شرح الفتح)» و(صحيح مسلم) كتاب
الفتن وأشراط الساعة» باب ذكر الدحال» /١/(‏ -مع شرح النووي).

“-وفي الحديث الطويل الذي رواه النواس بن معان رضي الله عنه قال:"
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدحال ذات غَدَاةٍ فَحَمَضَ فيه وَرَفّعَ حَقٌّ
ظَنَنّاةُ في طَائِفَةٍ النَحْلٍ." فقال في وصف الدجال: 'إنَّهُ شاب قَطَط- شديد جعودة
الشعر -عَيْنُهُ طَافِيَةٌ كأ م بْنِ قَطَب"5"4

4-وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلو:" إن كذ حدنفكة عن الذكال خَق حعيث أن له تنقلواء: إن ميخ
م سات ول مَطْمُوسْ الْعَبْنِ لَمْسَ بِنَاتعَةِ ولا حَجْرَاءَ فَإِنْ
ا ل نا

ه-وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه

لع
عع

وسلم: 'وَأَمًا مَسِيحُ الضّلالة فَإِنَّهُ أغوَر الْعَبْنِ أَخلّى الَْبْهَة ريض الئَّْرٍ فيه دأ

-وفي حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: ١‏ الدَّكَالُ أَعْو لعن التشنئ: كيال الشَّعَرٍ - كتير -مَعَهُ 0 جنة وَنَارٌ هَتَارُهُ

نه وَحَنْتةُ ر
بعت نَم إلا باتك كت 50 الأذإنة أعود وإ ربك لين باغو وان

65 (صحيح مسلم) كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب ذكر الدجال» /١(‏ 50 - مع شرح النووي).

5" (سنن أبي داود) /١١1(‏ 447 -عون المعبود) والحديث صحيح, انظر: (صحيح | لجامع الصغير) (7/ 8011-
"9 (حه145).

(مسند الإمام أحمد) )8١- 78 /١5(‏ تحقيق وشرح أحمد شاكرء وقال: (إسناده صحيح)» وحسنه ابن كثير»
انظر النهاية / الفتن والملاحم) »)١5١ /١(‏ تحقيق د. طه زيني.

7 (صحيح مسلم) كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب ذكر الدجال» 5١ - 7٠0 /١4(‏ مع شرح النووي).

ل ين رار ويه مه عَدئَئه . القم/؟ ٠.‏
عينيهة عَيْئَيْه مَكتُوبٌ كافة » وق رواية: وفكونة عينية ودر » وي

ا59

رواية عن حذيفة:" يَقْرَؤْهُ كُلُ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرٍكَاتِبٍ
وهذه الكتابة حقيقية على ظاهرهاء ولا يشكل رؤية بعض الناس لهذه الكتابة
دون بعضء وقراءة الأمي لما " وذلك أن الإدراك في البصر يخلقه الله للعبد كيف
شاء ومتى شاءء فهذا يراه المؤمن بعين بصرهء وإن كان لا يعرف الكتابة» ولا يراه
الكافر ولو كان يعرف الكتابة» كما يرى المؤمن الأدلة بعين بصيرته ولا يراه الكافر
فيخلق الله للمؤمن الإدراك دون تعلّم» لأن ذلك الزمن تنخرق فيه العادات" 71١‏
ومختصر الجواب عن الإشكال أن الله على كك شيء قدير فهو قادر على أن
يري هذه الكتابة بعض الناس دون بعض وقادر على أن يجعل الأمّي يقرؤها.
قال النووي: "الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرهاء
وأكما كتابة حقيقية جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه
وإبطاله يظهرها الله لكل مسلم كاتب وغير كاتب» ويخفيها عمن أراد شقاوته
وفتنته» ولا امتناع في ذلك" "1"
/-ومن صفاته أيضاً ما جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها
في قصة الحسّاسة» وفيه قال تميم الداري رضي الله عنه:" فَانْطَلَُنَا سِرَاعًا حَقٌ

2 3 ك0
دَحَلنَا الَدَيْرَ فإذا فيه

(صحيح البخاري)» كتاب الفتن باب ذكر الدجال» 4١ /١7(‏ - مع الفتح) و(صحيح مسلم) كتاب الفتن
وأشراط الساعة» باب ذكر الدجال» /١(‏ 9ه - مع شرح النووي).

89 (صحيح مسلم) كتاب الفتن باب ذكر الدجال» /١(‏ 9ه - مع شرح النووي).

صحيح مسلم؛ 5١ /١8(‏ -مع شرح النووي).

٠ /١5( فتح الباري لابن حجر العسقلاني‎ ١

5 شرح النووي لصحيح مسلم (18/ .)1١0‏

7 (صحيح مسلم)» كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب قصة الجساسة» ١ /١/(‏ مع شرح النووي).

9-وفتنته عظيمة جدا لدرحة أنه ليس بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة
أكبر من فتنة المسيح الدحال كما جاء وفي حديث عمران بن حصين رضي الله
عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" مَا بَيْنَ حَلْقٍ آدَمَ إِلَّ قِيَام

عَةٍ حَلّقٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّكَالٍ"؟*". وفي رواية أحمد عَنْ هِشّام بن عَامِرٍ الأَنْصَارِيٌ
قَالَ سمحث النِنَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَُم يَقُولُ: "ما بَيْنَ حَلْق آدَمَ إِلَ أَنْ تَقُوء
التَاعَةٌ فِبْئٌَ كد من فِثَئَةِ الدّبكَال". 715

٠-وأمًا‏ أن الدحال لا يُولَدُ له فلما جاء في حديث أبي سعيد الخدري
ل "افك عفنت سول
الله صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُو 1 ا ان

والملاحظ ف الروايات السابقة أن في بعضها وصف عينه اليمنى بالعور وق
بعضها وصف عينه اليسرى بالعور» وكل الروايات صحيحة؛ وقد جمع بعض أهل
العلم بين هذه الروايات» فقال القاضي عياض "أن عيني الدحال كلتيهما معيبة»
لأن الروايات كلها صحيحة» وتكون العين اليمنى هي العين المطموسة والممسوحة»
العوراء الطافئة-بالهمز- التي ذهب نورها كما في حديث ابن عمر. وتكون العين
اليسرى: التي عليها ظفرة غليظة وطافية-بلا همز-معيبة أيضاً ". فهو أعور العين
اليمنى واليسرى معاًء 03 واحدة منها عوراء أي معيبة» فإن الأعور من كل شيء
المعيب» لا سيما ما يختص بالعين» فكلتا عيني الدحال معيبة عوراء» إحداهما
بذهابهما والأخرى بعيبها.

ووافق القاضي عياض على هذا الجمع النووي» ورجحه القرطبي.

مكان خروج الدجال:"3”

45 (صحيح مسلم) كتاب الفتن» باب في بقية من أحاديث الدحال» /١4(‏ 8 -- 7 مع شرح النووي).
65 مسند الإمام أحمد 58191 .١‏

5 (صحيح مسلم)» كتاب الفتن» باب ذكر ابن صياد» /١4(‏ ٠ه‏ - شرح النووي).

7ه المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل» ص1995-/791.

يخرج الدحال من جهة المشرق من خراسان» من يهودية أصبهان, ثم يسير
في الأرض فلا يترك بلداً إلا دحله؛ إلا مكة والمدينة» فلا يستطيع دخولمما لأن
الملائكة تحرسهما.
© ففي حديث فاطمة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال:"
بماد عا انرا لد ووو لصي
مَا هُوَّ م مِنْ قِبَلٍ الْمَشْرِقٍِ مَا هُوَ وَأَوْمَأً بيد إل الْمَشْرقٍ" .*1”
© وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: ل م
قال:" الدَّجَالُ يرح . مِنْ أَرْضٍ ِالْمَشْرِقٍِ يكال 4 خراسان"
© وعن أنس رضي الله عنه قال: ام ا "يه ييح التّكَالُ
مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصبَهَانَ مَعَهُ مَعَهُ سَبْعُونَ ألما مِنْ الْيَهُودٍ عَلَيْهِمْ التجَانُ"
الأماكن التي لا يدخلها الدجال١٠0؛‏
حرم على الدحال دخول مكة والمدينة حين يخرج في آخر الزمان» لورود
الأحاديث الصحيحة بذلكء وأما ما سوى ذلك من البلدان فإن الدجال
سيد خلها واحداً بعد الآخر
٠‏ رس مووي ا راس الك "وإ أوشك
قدي

إ

00 حل
ؤْ وَاحِدَا مِنْهُمَا اسْتَفْبَكي مَلَكٌ بِيَدِِ اتيف صَلْنَا يدن عَنْهَا وَِنَّ عَلَى

-

نَفْبٍ مِنْهَا مَلائِكة يَْرْسُوئَهَا". 7

ويه
6

د عو
حدة ا

5

(صحيح مسلم) /١(‏ 7 -مع شرح النووي).

8 (جامع الترمذي) باب ما جاء من أين يخرج الدجال؟ (5/ 445 - مع تحفة الأحوذي). قال الألباني (صحيح)»
(صحيح الجامع الصغير) (9/ )١6٠١‏ (ح199/8).

.)77/8 /١( (الفتح الرباني ترتيب مسند أحمد) (5؟/ 77)» قال ابن حجر: (صحيح): (فتح الباري)‎ ٠

.”٠0 المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل» ص9‎ 0١

(صحيح مسلم)» كتاب الفتن» وأشراط الساعة» باب قصة الجساسة» /١8(‏ م - مع شرح النووي).

© لما روي من حديث جنادة بن أبي أمية الأزدي قال: أتيت رجلاً من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: 0 و ال
الله عَلَيْه 0 ف الدَّجَالِ فذكر الحديث وقال:' وإ كك فيكم اك صَبَاحًا
يرد فِيهَا كُلَ منْهَلٍ إلا أرب مَسَا مَسَاحِدَ مَسْجِدَ الام 5200000
الأقْصَ "405

٠ *١لاجدلا أتباع‎

أكثر أتباع الدحال من اليهود والعجم والترك» وأخلاط من الناس غالبهم
الأعراب والنساء.

© فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'يَتْبَعْ
الدَّكَالَ مِنْ يَهُودٍ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ اما عَلَيْهِمْ الطَيَالِسَة" .5
والطيالسة: كساء غليظ مخطط.

-

© وف رواية للإمام أحمد: "سَبْعُونَ ألما من الْيَهُودِ عَلَيْهِمْ التيِجَانُ"7؟.
© وحاء فق حديك. أي بكر السابق:" يَْبَمه أَنْواة كن وَحُومَهة: لمان
ال 0ك

وأما كون الأعراب يتبعون الدحال» فلأن الجهل غالب عليهم, أما النساء

لسرعة تأثرهن وغلبة الجهل عليهن.

٠8‏ (الفتح الرباني) (4 7/ 7) ترتيب الساعاق)» قال الحيثمي: رواه أحمد, ورحاله رحال الصحيح, (مجمع الزوائد)
(0/ 4 ”7)» وقال ابن حجر: (رجاله ثقات4» (فتح الباري) .)٠١ /١(‏

.”3١١ص المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل»‎ ٠5

(صحيح مسلم) كتاب الفتن وأشراط الساعة؛ باب في بقية من أحاديث الدجال» /١(‏ 5-5 - مع شرح
النووي).

7 (الفتح الرباني ترتيب المسند) (75/ *7) والحديث صحيح؛ انظر: (فتح الباري) /١(‏ 757/8).

.7١5 رواه الترمذي برقم‎ ٠

٠‏ جحاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه
وسلم:" يَنْرْلُ الدَّكَالُ في هَذِهِ الستبكة بد قَنَاةُ-وادٍ 0 قر

يخْرْجُ إِليْهِ النّسَاىِ حقٌ إِنَّ الكل لَيَْحِعْ إِلى حميمه وَإِلَ أُمّهِ وَابْئته وَأَخْيه وَعَكته
أذ تع إي'.*.!

2
0

-
04

َيُوْقُهَا ريَاطًا عََاقَة

فتنة الدجال١35‏ 0

فتنة الدحال أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة» وذلك بسبب
ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول وتحير الألباب.

فقد ورد أن معه جنة ونارأً» حنته ناره وناره حنته» وأن معه أتمار الماء وجبال
الخبز» ويأمر السماء أن تمطر فتمطرء والأرض أن تنبت فتنبت» وتتبعه كنوز
الأرض» ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح» إلى غير
ذلك من الخوارق. وكل ذلك جاءت به الأحاديث الصحيحة.

٠‏ افعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الدَكَالُ
ع الْعَيْنِ القزع» .جنال الشّعرِ -كثِير-مَعَهُ حَنَّةٌ وَنَارٌ قَتَابْهُ جنةٌ وَحَنَتهُ

ا
© وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لأنَا أُعْلَمُ

6

با مَعَ الدَّجَالٍ مِنْه: مَعَهُ نَهْرَانِ يْرِيَانٍ أَحَدُ حَدُهمَا و

(مسند أحمد) (0/ )١4٠0‏ (ح5907) تحقيق أحمد شاكرء وقال: (إسناده صحيح).

8 المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل» ص ."١‏

4٠‏ (صحيح مسلم) كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب ذكر الدجال» /١8(‏ 51-6- مع شرح النووي).
١‏ (صحيح مسلم) كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب ذكر الدحال» -41-7٠0 /١8(‏ مع شرح النووي)..

© وجاء في حديث النواس بن معان رضي الله عنه في ذكر الدحال: أن الصحابة

قالوا:" يَا رَسُولَ الله ومَا لبنهُ في اي قَالَّ: أ
وَيَوْمّ كَجُمْعَةٍ وَسَائِرُ أَيَامِهِ كَأَيَامِكُمْ" ". قالوا: وَمَا إِسْرَعْهُ في الأض؟ قَالَ:
ل اسْتَدَبَرَتَةُ الرِيخ. يات عَلَى الْقَوْم فَيَدْعْوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَحِيبُونَ لَه
يأر السَمَاء مط والأَرْض مَتْديِت» فُتَرُوح عَلَيهِمْ سَارحَتْهُمْالماشية-أَطوَلَ

ما كَانَتْ ذُرَا-الأعالي والأسنمة-وَأَسْبَعَهُ صروعًاء وَأَمَدّهُ حَوَاصِرَ-كناية عن

6
ع

الامتلاء وكثرة الأكل-. ثم ين الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُْ فَيَْدونَ عَلَيْه قَولَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ
فَيُصْبِحُونَ تُحِلِينَ ليس بِأَيْدِيهِمْ سئنء من أَمْواِم. وَمَرٌ لخر ميَقُولُ للا أخرحي
ره َتتْبَعهُ كُنُويُهَا كيَعَاسِيب النّخْلٍ . ثم يَدْعُو رَجُلا مُمِلَِا سََابَا و ا
فَيَفْطَعْةُ جَرْلَئَيْنِ ر: ميَة الْعرَضٍ ثم يَدْعُوةُ فَبِقْلَ وَيَتهَلَنَ وَحْهُهُ يَضْحَكُ يَضْحك". "3

© وجاء في رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن هذا الرحل الذي
يقتله الدحال من خيار الناس أو نخير الناس» يخرج إلى الدحال من مدينة رسول
مط د موا ال لدع راحب الفا للك الموج ار 0
لل صَلَى الله عل عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيئَة. فَيَقُولُ الدّكَالُ: أََأَْثمْ إِنْ مَتَلْتْ هذا ث أَحيَبئه
لق شرن وا رار 0 فَيَقُولُ: وَاللّهِ مَاكُنْتُ فِيكَ
أَسَدَّ بَصِيرةٌ م الْيَوْمَ مَِْيدُ الدَّكَالُ أَنْ يَفْثُلَهُ قلا يُسَلَّطُ عَلَيْه" "1

© وفي حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم عن

05 لل
ابِعْهُ فَإِنَهُ ريلك" ن

الوقاية من فتنة الدجال:5١؛‏

5 (صحيح مسلم) كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب ذكر الدجال» /١(‏ 55-78- مع شرح النووي.
4٠‏ (صحيح البخاري)» كتاب الفتن» باب لا يدخل الدحال المدينة» ٠١١ /١(‏ - مع الفتح).

4١1 5‏ رواه ابن ماجه برقم 405177 . وصححه الألباني (صحيح الجامع الصغير / حديث رقم 70751).
المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل» صه757.

أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى ما يعصمها من فتنة المسيح الدجال»
فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. فلم يدع
حيراً إلا دل أمته عليه ولا شراً إلا حذرها منه حك ل ا مده فتنة المسيح
الدحال لأتما أعظم فتنة تواحهها الأمة إلى قيام الساعة» وكان كل نبي ينذر أمته
الأعور الدجال» واختص محمد صلى الله عليه وسلم بزيادة التحذير والإنذار» وقد
بين الله له كثيراً من صفات الدجال ليُحدَّرَ أمته فإنه حارج في هذه الأمة لا محالة
لأنما آخر الأمم ومحمد صلى الله عليه وسلم حاتم النبيين. وهذه بعض الإرشادات
النبوية التي أرشد إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته لتنجو من هذه الفتنة
العظيمة:

التمسك بالإسلام؛ والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أماء الله وصفاته الحسنى
التي لا يشاركه فيها أحدء فيعلم أن الدحال بشر يأكل ويشرب»ء وأن الله تعالى
منزه عن ذلكء وأن الدجال أعور والله ليس بأعورء وأنه لا أحد يرى ربه حتى
يموت والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم.

التعوذ من فتنة الدحال» وخاصة في الصلاة» وقد وردت بذلك الأحاديث
الصحيحة؛ منها:

© ما روي عن أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى
لله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: "اللّهُمٌ إِيٍّ أَعُودُ بك من عَذَابٍ الْمَبنِ
وَأَعُوَدُ بك من فتنّة عي الدّجَالِ؛ وَأَعُودُ بك من فتنّة الميكنا و5 فِثْنَةِ الْمَمَاتِ
الآ 8 أَعُودُ بك من ع المأ اد

كا (صحيح البتحاري) كتاب الأذان» باب الدعاء قبل السلام» ١؟/‏ / 51 مع الفتح) و(صحيح مسلم) كتاب
المساجد ومواضع الصلاة» باب التعوذ من عذاب القبر وعذاب جهنم» (59/ /ا/ مع شرح النووي).

ند عر" يق ” بر

© وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ل إِذَا تَسَهّدَ

َحَدكُمْ مَلمَسَْعِْ بالل بن أَزتع؛ يَقُولَ: اللَهُمَ إِيّْ أَعُودُ بك مِنْ عَذَابِ جهنم وَمِنْ
عَذَّابِ لقي وَمن فتنة 1 مَحَيًا وَالْمانِق وه ت وَمنْ شِّ فتنة الْمَسِيح الدّجَالٍ". /ا١اة‏

حفظ آيات من سورة الكهفء فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة
فواتح سورة الكهف على الدحالء» وف بعض الروايات حواتيمهاء وذلك بقراءة
عشر آيات من أولا أو آخرها. ومن الأحاديث الواردة في ذلك:
© حديث ا الطويل» وفيه قوله:" فَمَنْ أَذْرَكهُ مِنْكُم فَليَفْرَا عَلَيّْهِ فُوَاتِحَ
سُورَة الْكَهْفٍ" .
عش آنا ون ول سورة الكؤف غضم ين الذكال" أن :من ته قال مطل
قال ع" مِنْ آخر ال 1 ب وقَال مام مِنْ وَل ال 5 ال
قال النووي: "سَبَب ذَلِكَ مَا في أكها وق العكائب #والآيّات» كم تدَيتها 1
يُفْتََن بالدَّجَالِء وَكَذَا في عرفا قله 12 وامضيية: الدية كقتوا
وهذا من خصوصيات سورة الكهف فقد جاءت الأحاديث بالحث على
قراءتما وخاصة في يوم الجمعة» فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال:" إِنَّ مَنْ قَرَا سُوْرَةَ الْكَهْفٍ يَوْمَ اجُمْعَةٍ أَضَاءَ لَهُ مِنَ الْنْوْرٍ مَا
َبْنَ اخُمْعَتَيْنِ" د

7 (صحيح البخاري)» كتاب الدعوات» باب التعوذ من عذاب القبر» ١7/54 /١١(‏ - مع الفتح).

8 (صحيح مسلم) كتاب الفتن» باب ذكر الدجال» /١(‏ 50 - مع شرح النووي).

8 (صحيح مسلم) كتاب صلاة المسافرين» باب فضل سورة الكهفء وآية الكرسي (5/ 97 - 97 - مع شرح
النووي).

(شرح النووي لمسلم) (5/ 93).

١‏ رواه الحاكم في المستدرك (7 / /75) وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرحاه)» وص ححه الألباني

(صحيح الجامع الصغير / حديث رقم 57145).

ولا شك أن سورة الكهف لما شأن عظيم» ففيها من الآيات الباهرات كقصة
أصحاب الكهف وقصة موسى مع الخضر وقصة ذي القرنين وبناءه للسد العظيم
حائلاً دون يأحوج ومأحوجء وإثبات البعث والنشور والنفخ في الصور» وبيان
الأحسرين أعمالاً وهم الذين يحسبون أنحم على الحدى وهم على الضلالة والعمى.

فينبغي لكل مسلم أن يحرص على قراءة هذه السورة وحفظها وترديدها
وخاصة في خير يوم طلعت عليه الشمسء وهو يوم الجمعة.

الفرار من الدجال والابتعاد منه ”7؛

والأفضل سكبنى مكة والمدينة» والأماكن التي لا يدحلها الدحال» فينبغي
للمسلم إذا حرج الدحال أن يبتعد منه وذلك لما معه من الشبهات والخوارق
العظيمة التي يجريها الله على يديه فتنة للناس» فإنه يأتيه البحل وهو يظن في نفسه
الإيمان والثبات فيتبع الدحال» نسأل الله أن يعيذنا من فتنته وجميع المسلمين.

فعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من

00 م ل بعرهء 5 ل 5 00 27 م ًَ 0 2
- بِالدَجَّالٍ فليّناً-يبتعد-منة» فَإِنَ البَجُل يَأتِيه يَتَبِعْهُ وَهُوَ يحْسِبْ أنه صَادِق يما
وهر ا ا اماع

يبعَث به من الشبهّات .

هلاك الدجال:*"؛

يكون هلاك الدحال على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام» كما
دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة» وذلك الدحال يظهر على الأرض ويكثر
أتباعه وتعم فتنته» ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين. وعند ذلك ينزل عيسى بن
مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق» ويلتف حوله عباد الله المؤمنين»

5 المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل» ص9 757.
5؛ (الفتح الرباني) (5 ؟/ 75) و(سنن أبي داود) /١١(‏ 47١؟)‏ مع عونا المعبود» و(مستدرك الحاكم) (4/ .)571١‏
5 المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل» ص787.

فيسير بحم قاصداً المسيح الدحال» ويكون الدجال عند نزول عيسى عليه السلام
ديحي حو بوك افلس الغو رخني عد نيان" نالع ةق فلميطيخ
قرب بيت المقدس-», فإذا رآه الدحال ذاب كما يذوب الملح في الماء» فيقول له
عيسى عليه السلام:" إن لي فيك ربة لن تفوتي" فيتداركه عيسى فيقتله بحربته»
وينهزم اتباعه فيتبعهم المؤمنون فيقتلوتهم حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم يا
عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله» إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود.
وإليك بعض الأحاديث الواردة في هلاك الدجال وأتباعه:

٠‏ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ييخ الدّكَالُ ني أكي فيفك أَنْبَعِين. " فذكر الحديثء وفيه:" فَيبِعَتُ الله

© وعن مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلنى يقول؟ "يقد :اث عنم الذكال واب ل "50

© وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه 00 طويلاً عن الدحال» وفيه قصة نزول
عيسى وقتله للدحال» وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "قلا يل لِكَافِرٍ يد ريح

4 م ره و وذ رقم ره لهي 1ع > أأوو رس وهمحو ل 2
نَفَسِهِ إلا مات وَتَفْسْهُ يَنْتْهِي حَيْتُْ يَنْتَهِي طَرْفُهُ مَيَطْلْبَهُ حٌَ يُدْرَكهُ ببَابٍ لُدّ
و1" 7ك

0.

© وعن جابر بن عبد الله رضى ا ع
تلب "قير شكال ب حَمْقَةٍ مِنْ الدِينٍ ودار من اللو" فذكر الحديث وفيه:"
ل مِنْ المككر مَيَقُولُ يَا أَيُهَا النَّاْ مَا مَتَعْكُمْ أَنْ
جُوا إِلّ الْكَذَّابٍ الحبيثِ ؟ فِيَقُولُونَ هَذَا رَحُلٌ حي فَيَنَطَلِقُونَ فَإِذَا هُمْ بعيسَتى
مَرِْمَ صلَّى اللّهُ عَلَْهِ وَسَلَّمَ َتُقَامُ الصلاةٌ مَيْقَالُ لَهُ تَقَدّمْ يَا رُوحَ الله مَيَقُولُ

65 (صحيح مسلم) كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب ذكر الدجال» /١8(‏ 75-18 مع شرح النووي).
7 (الفتح الرباني ترتيب مسند أحمد) (4؟/ 8 ) والترمذي (5/ 4-51 ١ه-مع‏ تحفة الأحوذي).

7 (صحيح مسلم) كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب ذكر الدجال» /١8(‏ 58-517 مع شرح النووي).

ِيتَمَدّمْ إِمَاهُكُمْ فَلْيْصٌَ بَكُمْ فَإِذَا صَلَّى ضَّلاةٌ الصّبّح عَرَجُوا إِلَْهِ قَالَ فَحِينَ يرَى

ص
0 6

الْكَذَّابُ يَنْمَاتُ كما يَنْمَاتُ الْمِلَح في الْمَاءِ فَيَمْشِي إِلبْه فيَمْقلَهُ حقٌ
وَالْحَجَرٌ يُنَادِي يا روح اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌ فلا يَْرِك من كان يَتْبَعْهُ أَحَدَا إلا
1 ادنك

وبقتله-لعنه الله تنتهي فتنته العظيمة» وينجي الله الذين آمنوا من شره وشر
أتباعه على يدي روح الله وكلمته عيسى بن مريم عليه السلام وأتباعه المؤمنين وله
الحمد والنة.

الرد على من أنكر حقيقة المسيح الدجال

قال الشيخ حمود التويجري: "وأما حروج الدحال فقد حاء فيه أكثر من مائة
وتسعين حديثا من الصحاح والحسانء وقد تواترت الأحاديث في خروج الدجال
من وجوه متعددة» ولو لم يكن منها سوى الأمر بالاستعاذة من فتنة الدحال في
كل صلاة لكان ذلك كافيا في إثبات خروجه؛ والرد على من أنكر ذلك.

وقد أنكرت طوائف كثيرة من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة خروج الدجال
بالكلية» وردوا الأحاديث الواردة فيه» ذكر ذلك ابن كثير في النهاية قال: وخرجوا
بذلك عن حيز العلماء لردهم ما تواترت به الأحبار الصحيحة عن رسول الله-
صلى الله عليه وسلم-» وذكر النووي في شرح مسلم: "أن مذهب أهل السنة
وجميع ا محدثين والفقهاء والنظار إثبات نخروج الدجال خلافا لمن أنكره من الخوارج
والممهمية وبعض المعتزلة". "47

وقد تبع الخوارج والجهمية ولمعتزلة على إنكار خروج الدحال كثير من
المنتسبين إلى العلم في زماننا وقبله بزمان» وأنكر بعضهم كثيرا من أشراط الساعة
مما هو ثابت عن النبي-صلى الله عليه وسلم-» وبعضهم يتأوها على ما يوافق

(الفتح الرباني ترتيب مسند أحمد)» (4؟/ 86/-85) قال الحيثمي: (رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال

الصحيح).؛ انظر: (مجمع الزوائد) (7/ 4 95).
9 انظر شرح النووي لمسلم 58/١‏ . 2.55 وفتح الباري .٠١8 /١1‏

عقليته الفاسدة» ولو كان الذين أشرنا إليهم أهل علم على الحقيقة لما ردوا شيعاً
من الأحاديث الثابتة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-» ولكانوا يقابلوتها بالرضا
والقبول والتسليم."'"

قال الدكتور يوسف الوابل: "ما تقدم من الأحاديث يدل على تواتر خروج
الداجال "فق آخر الزماق». وآنه خفن حتقيقة» يعطية الله اها شاء رمن الخوارق

العظيمة.

وقد ذهب الشيخ محمد عبده إلى أن الدحال رمز للخرافات والدحل والقبائح
'” 2 وتبعه الشيخ أبو عبية» فذهب إلى أن الدحال رمز لاستشراء الباطل» وليس
رحلا من بني آدم» وهذا التأويل صرف للأحاديث عن ظاهرها بدون قرينة !!

وإليك ما قاله الشيخ أبو عبية في تعليقه على أحاديث الدحال؛ قال:
"احتلاف ما روي من الأحاديث في مكان ظهور الأحال» وزمان ظهوره» وهل
هو ابن صياد أم غيره؟ يشير إلى أن المقصود بالدحال الرمز إلى الشر» واستعلائه؛
وصولته جبروته» واستشراء نخطرة» واستفحال ضرره ف بعض الأزمنة» وتطاير أذاه
في كثير من الأمكنة؛ بما يتيسر له من وسائل التمكن والانتشار والفتنة بعض
الوقت»ء إلى أن تنطفيع جذوته» وتموت جمرته سلطان الحق» وكلمة الله: (إن الباطل
كان زهوقا) [الإسراء: "."]١‏

ويقول أيضا: أليس الأولى أن يفهم من الدجال أنه رمز الشر والبهتان
والإفك.. 3 رفنت

ويرد على هذه الأقوال بأن الأحاديث صريحة في أن الدحال رحل بعينه؛

وليس هناك ما يدل على أنه رمز للخرافات والدجل والباطل» وليس في الروايات

إقامة البرهان ص 7-5

.)511078( انظر: تفسير المنار»‎ 5١

5 «النهاية المس والملاحم »))١١3- 1١١ /١1(‏ تحقيق الشيخ محمد فهيم أبو عبية.
"5 النهاية الفتن والملاحم .)١57 /١(‏

احتلاف ولا تعارض» وقد سبق الجمع بينهاء وأن أول ما يخرج الدحال من أصبهان
من جهة خخراسان. وكلها في جهة المشرق» وما قيل عن ابن صياد هل هو الدجال
أم غيره؟ وذكر العلماء الأقوال في ذلك.

وإذا تبين هذاء وأن الروايات ليس فيها اضطراب ولا من حيث مكان خروجه.
ولا من حيث زمان ظهوره؛ لم يكن هناك ما يدعو إلى ما ذهبا إليه» لا سيما مع
ما حاء من صفاته التي نبهت عليها الأحاديث,ء والتِي تدل دون ارتكاب تجوز لا
داعي له على أنه شخص حقيقة.

وأيضا؛ فأبو عبية متناقض في تعليقاته على الأحاديث الواردة في الدحال في
كتاب الفتن والملاحم؛ لابن كثير؛ فإنه يعلق على قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«إنه مكتوب بين عينيه (كافر)؛ يقرؤه من كره عمله» أو يقرؤه كل مؤمن». وقوله:
«تعلموا أنه أن يرى أحد منكم ربه حتى يعوت».

يقول أبو عبية: "وهذا يقرر كذب الدجال في دعواه الربوبية قبحه الله وأتم
عليه غضبه ولعنه" *

فهو هنا يرى أن الدحال إنسان حقيقة» يدعي الربوبية» ويدعو عليه بالغعضب
واللعنة» وفي موضع آخر ينفي أن يكون هناك دجال على الحقيقة» وإنما هو رمز
للشر والفتنة!!

ولا شك أن هذا تناقض واضح منه.

وأرجو أن لا ينطبق على هؤلاء المنكرين لظهور الدحال قوله صلى الله عليه
وسلم: ((إنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرحم» وبالدحال» وبالشفاعة,

درت

وبعذاب القبر» وبقوم يخرحون من النار بعدما امتحشوا)م” '

4 النهاية الفتن والملاحم /١(‏ 85).
مسند أحمد »)75١5+ /١(‏ تحقيق أحمد شاكر» وقال إسناده صحيح.

5 أشراط الساعة ليوسف الوابل» ص 8 .."١‏ /3117.

المعن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
-"وأن عِيسى ابْن مَزْيَم عَلَيِْ السّلّام ينزل فيقتله يباب لد".
الخرج
* صفة نزوله عليه السلام:؟7؛
بعد خحروج الدّكّال» وإفساده في الأرض» يبعث الله عيسى عليه السلام» فينزل
إلى الأرضء ويكون نزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق الشامء وعليه
مهرودتان*”*» واضعًا كفيه على أجنحة ملكين, إذا طأطأ رأسه قطرء وإذا رفعه
تحدر منه جمان كاللؤلقء ولا يحل لكافر يحد ريح نفسه إلا مات» ونفسه ينتهي
حيث ينتهي طرفه.
ويكون نزوله على الطائفة المنصورة» التي تقاتل على الحق» وتكون مجتمعة لقتال
الذكال: فينزل وقت إقامة الصلاة» يصلي حلف أمير تلك الطائفة.
قال ابن كثير: "هذا هو الأشهر في موضع نزوله أنه على المنار البيضاء الشرقية
بدمشق» وقد رأيت في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع
دمشق» فلعل هذا هو امحفوظ... وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي
إلى جانب الجامع الأموي بدمشق من شرقية» وهذا هو الأنسب والأليق؛ لأنه

ينزل وقد البمة الصلاة» فيقول له إمام المسلمين: يا روح الله ! تقدم. فيقول:

0" المصدر: المادة المتعلقة بنزول المسيح منقولة من كتاب أشراط الساعة ليوسف الوابل ص /1«- 4م
(مهردوتان): روي بالدال المهملة والذال المعجمة, والمهملة أكثر» والمعنى: لابس مهرودتين؛ أي: ثوبين مصبوغين
بورس ثم زعفران.

انظر: "شرح النووي لمسلم" (517/148)» و"السان العرب" (9/ 475)؛ و"النهاية في غريب الحديث" (ه/

.)

تقدم أنت؛ فإنه أقيمت لك. وفي رواية: بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه
الأمة “44 كف

وذكر ابن كثير أنه في زمنه سنة إحدى وأربعين وسبع مئة جدّد المسلمون منارة
من حجارة بيض» وكان بناؤها من أموال النصارى الذين حرقوا المنارة التي كانت
مكانماء ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة» حيث قيض الله بناء هذه المنارة
من أموال النصارى» لينزل عيسى بن مريم عليهاء فيقتل الخنزير» ويكسر الصليب»
ولا يقبل منهم جزية» ولكن من أسلم وإلا قتل» وكذلك غيرهم من الكفار 47

ففي حديث النواس بن معان الطويل في ذكر خروج الدَّجّال ثم نزول عيسى
عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم: "إذا بعث الله المسيح بن مريمء فينزل عند
المنارة البيضاء شرقي دمشق» بين مهرودتين» واضعًا كفيه على أجحنحة ملكين, إذا
طأطأ رأسه قطرء وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلق» فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه
إلا مات» ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه» فيطلبه - أي: يطلب الدّكَال - حتى
يدركه بباب لد فيقتله» ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه» فيمسح
وجوههم, ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة". 17

* أدلة نزوله عليه السلام:

نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ثابت في الكتاب والسنة الصحيحة

المتواترة» وذلك علامة من علامات السّاعة الكبرى.

أ-أدلة نزوله من القرآن الكريم:

8 "صحيح مسلم". كتاب الإيمان» باب بيان نزول عيسى بن مريم حاكمًا بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلمء
١14-1919‏ -مع شرح النووي).

٠غ‏ "النهاية/ الفتن والملاحم" »)١55-١ 515 /١(‏ تحقيق د. طه زيني.

.)١45 /١( انظر: "النهاية/ الفتن والملاحم"‎ ١

"صحيح مسلم"؛ كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب ذكر الدجال» /١4(‏ 58-51-مع شرح النووي).

١-قال‏ الله تعالى: [ وَلَمَا ضُرب ابْنُ مَرْتَ مَمَلّا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُُونَ (51))
إلى قوله تعالى: [وَإِنَهُ َعِلحٌ للسّاعَة 4 [النخرف: /اه-١51].‏

فهذه الآيات جاءت في الكلام على عيسى عليه السلام» وجاء في آخرها قوله
تعالى: [ وَإِنَّهُ لعِلْمْ للسّاعَةَ] [النحرف: ١5]؛‏ أي: نزول عيسى عليه السلام قبل
يوم القيامة علامة على قرب السّاعة فيد على ذلك القراءة الأحرى: [ وَإِنَهُ
لَعِلّعٌ لِلسّاعَة]؛ بفتح العين واللام؛ "أي: علامة وأمارة على قيام السّاعة» وهذه
القراءة مروية عن ابن عباس وبحاهد وغيرهما من أئمة التفسير".”5

وروعا 0 أحمد بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية:
[وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلساعَة]؛ قال: "هو خروج عيسى بن مريم عليه السلام قبل يوم
القيامة" 444

وقال الحافظ ابن كثير ير: "الصحيح أنه - أ الضمير -- عائد على عيسى
فإن السياق في ذكره'”**.

واستبعد أن يكون معن الآية: ما بعث به عيسى عليه السلام من إحياء الموتى»
وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من ذوي الأسقام.

وأبعد من ذلك ما روي عن بعض العلماء أن الضمير في [وَإِنَّهُ( عائد على

القرآن الكريما**.
؟-وقال تعالى: ] وَفَوْيِمْ نا قتَلنَاالْمَسِيحَ عِيسَى بن مَرْم رَسُولَ اللَّه ومَا فَتَلُوهُ
لماز ا ا اه
ل ع وتق ل يَاٍَيَُونُ عليِهِمْ سَهِينًا (199) ) [النساء: 10 .]١59-١‏

فهذه الآيات؛ كما أنما تدلّ على أن اليهود ١‏ يقتلوا 2 عليه السلام, وم
يصلبوه» بل رفعه الله إلى السماء؛ كما في قوله تعالى: د قَا َال اللّهُ يا عِيسى إن
مُتَوَفَيِكَ وَرَافِعُكَ إِلَ) [آل عمران: 55].

49 ؛ "تفسير القرطبي" »)٠١5 /١5(‏ وانظر: "تفسير الطبري" (5؟/ .)91-9٠‏
5 مسند أحمد" (5/ 559؟) (ح »)5971١‏ تحقيق أحمد شاكرء وقال: "إسناده صحيح".
5غ "تفسير ابن كثير" (17// 7077).

445 انظر: "تفسير ابن كثير" (7/ 5717).

فقول على لابن أهل الكدات تكن معدن سنن قليف الاك لخر
الزمان» وذلك عند نزوله"*؛ وقبل وموته؛ كما جاءت بذلك الأحاديث المتواترة
الفعفيطة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في جوابه لسؤال وحه إليه عن وفاة عيسى ورفعه:
"الحمد لله عيسى عليه السلام حي» وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: "ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا وإمامآ مقسطاء فيكسر
الصليبء ويقتل الخنزير» ويضع الحزية** 2 وثبت في الصحيح عنه أنه ينزل على
لمنارة البيضاء شرقي دمشقء وأنه يقتل الدَّكّال» ومن فارقت روحه جسده؛ لم
ينزل جسده من السماءء وإذا أحبي؛ فإنه يقوم من قبره.

وأما قوله تعالى: [إِيٌّ مْتَوفّكَ وَرَافِعُكَ إل وَمُطَهَرْكَ من الَّذِينَ كمرُوا [آل
عمران: 55]؛ فهذا دليل على أنه لم يعن بذلك الموت» إذ لو أراد بذلك الموت؛
لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين؛ فإن الله يقبض أرواحهم؛ ويعرج بما إلى
السماء» فعلم أن ليس في ذلك خاصية» وكذلك قوله: 0 وَمُطَهَّئْكَ ه 07
كَمَرُوا1» ولو كان قد فارقت روحه جسلده؛ لكان بدنه في الأرض كبدن سائر
الأشياءه "أو غيره من الاتياء:

وقد قال تعالى في الآية الأخرى: [وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شب لم وَإنَ
أبن شتاو ى خط ةن زب ون يل اعون ا من
)١٠50(‏ بل رَفَعَهُ الله لبه [النساء: 1ه ١-58١]ء‏ فقوله هنا: [ بل رَفَعَهُ
ِليْه) يبين أنه رفع بدنه وروحه؛ كما ثبت في الصحيح أنه ينزل ببدنه وروحه» إذ
لو أريد موته؛ لقال: وما قتلوه وما صلبوه» بل مات..

نزولا حقيقيّاء وليس المراد بنزوله وحكمه في الأرض في آخر الزمان كناية عن غلبة روحه وسر رسالته على الناس
بما غلب عليها من الأمر بالرحمة وامحبة والسلم. والأخذ بمقاصد الشريعة دون الوقوف عند ظواهرها؛ فإن ذلك مخالف
للأحاديث المتواترة 5 أنه ينزل بروحه وجسده كما رفع بروحه وجسده عليه السلام.

انظر كلام الشيخ محمد عبده في: "تفسير المنار" (*/ 7117).

ولحذا قال من قال من العلماء: إن متوفيك؛ أي قابضك؛ أي: قابض روحك
وبدنك؛ يقال: توفيت الحساب واستوفيته.

وقد يراد به توي النوم؛ كقوله تعالى: ]الله يَكَوَقٌ الأَنْفْسنَ حِين مَؤْا) [الزمر:
4١‏ وقوله: لَهُوَ الَّذِي يتَوفَاكُمْ اليل وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْثُمْ بِالتَّهَارٍ] [الأنعام:
: ]ا وقوله: زع ! إِذَا جاء حدق لوت تَوَكَنُ 0 [الأنعام: لد

وليس الكلام في هنا عن رفع عيسى عليه السلام» وإِنما حاء ذكر ذلك لبيان
أنه رفع ببدنه وروحه» وأنه حي الآن في السماءء» وسينزل في آخر الزمان» ويؤمن
به من كان موجودًا من أهل الكتاب؛ كما قال تعالى: [ِوَإِنْ مِنْ أَمْلٍ الْكِتَابٍ إِلاَ
َيُؤْمِئَنّ به قَبْلَ مَوْتِه] [النساء: .]١55‏

قال ابن جرير: "حدثنا ابن بشار؛ قال: حدثنا سفيان عن أبي حصين عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس: [وَِنْ مِنْ أَهْلٍ الْكتَابٍ إلا لَيؤْممَنّ به قَبْلَ مَؤته] ؛
قال: م 4 0

ثم قال ابن حرير بعد سياقه كرد في معنى هذه الآية: "وأولى الأقوال بالصحة
قول من قال: تأويل ذلك: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى قبل موت

255.1

590 1

0.

وروى بسنده عن الحسن البصري أنه قال: "قبل موت عيسىء والله إنه الآن
27

حى عند الله ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون".

"مجموع الفتاوى" (4/ 558-855).

"تفسير الطبري" (5/ .)١8‏

"النهاية/ الفتن والملاحم" .)١7١ /١(‏ وأثر ابن عباس صححه أيضًا ابن حجر في "الفتح" (5/ 437).
"تفسير الطبري" (5/ .)١١‏

.)١8 /١( "تفسير الطبري"‎

وقال ابن كثير: "ولا شك أن هذا الذي قاله ابن حرير هو الصحيح؛ لأنه
المقصود من سياق الآي في تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه
وتسليم من سلم لهم من النصارى الجهلة ذلك» فأخبر الله أنه لم يكن الأمر
كذلكء وإِنما شبه لحمء فقتلوا الشبيه وهم لا يتبينون ذلك» ثم إنه رفع إليه» وإنه
باقٍِ حي» وأنه سينزل قبل يوم القيامة؛ كما 5 على ذلك الأحاديث
الوا 5ه

وذكر أنه روي عن ابن عباس وغيره أنه أعاد الضمير في قوله: [قَبْلَ مَؤتِه [
على أهل الكتاب» وقال: "إن ذلك لو صح لما كان منافيًا لهذاء ولكن الصحيح
في المعنى والإسناد ما ذكرناه" **؛

ب-حأدلة نزوله من السنة المطهرة:

الأدلّة من السنة على نزول عيسى عليه السلام كثيرة ومتواترة» سبق ذكر
بعضهاء وسأذكر هنا بعضًا منها حشية الإطالة:

١-فمنها‏ ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا
عدلّاء فيكسر الصليبء ويقتل الخنزير» ويضع الحرب» ويفيض المال حتى لا يقبله
العدة عن تكو الستتعدة الركتهارة خدر ناب لذن ونا قدي :

ثم يقول أبو 0 "واقرؤوا إن شتتم: [ وَإِنْ مِنْ أَهْلٍ الْكتَاب إلا لَيُؤمِرَنّ به
قبْلَ مَؤته ويوْ القَِامَةِ يكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِينًا (159).*؛

ل الآية بأن المراد بما أن من أهل
الكتاب من سيؤمن بعيسى عليه السلام قبل موته» وذلك عند نزوله آحر الزمان؛
كما سبق بيانه.

5ه "تفسير ابن كثير" (؟/ 115)
ده؛ "النهاية/ الفتن والملاحم" .)١10 /١(‏

كمع صحيح البخاري"؛ كتاب أحاديث الأنبياع» باب نزول عيسى بن مريم 1ا» 30/ -591 مع الفتح)»
و"صحيح مسلم"» باب نزول عيسى بن مريم 1 حاكمًا )0 81-١1١-مع‏ شرح النووي) .

١-وروى‏ الشيخان أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم إذا أنزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكب؟!" 507

“-وروى مسلم عن حابر رضي الله عنه؛ قال: معت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق» ظاهرين إلى يوم القيامة؛
قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلمء فيقول أميرهم: صل بنا. فيقول:
لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة" 58

4 -وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأنبياء
إخوة لعلات» أمهاتهم شتى ودينهم واحدء وإنٍ أولى الناس بعيسى ابن مريم؛ لأنه
لم يكن بيني وبينه نبي» وإنه نازل» فإذا رأيتموه؛ فاعرفوه" 3*؛

* الأحاديث في نزول عيسى عليه السلام متواترة:

حاءت الأحاديث الواردة في نزول عيسى عليه السلام في الصحاح والسئن
والمسانيد وغيرها من دواوين السنة» وهي ذل لالتمكه عن نوت ترون عسي
عليه السلام في آخر الزمان» ولا حجة لمن ردهاء أو قال: إنما أحاديث آحاد لا
تقوم بما الحجة» أو: إن نزوله ليس عقيدة من عقائد المسلمين التي يجب عليهم

الوم 30 ا كيتنا يم اليه ريشي لكات هه زميق ما سواه

5 "صحيح البخاري"» كتاب أحاديث الأنبياء» باب نزول عيسى بن مريم حاكمّاء (؟/ 59١-مع‏ شرح النووي).
"صحيح مسلم"؛ باب نزول عيسى بن مريم 1 حاكمّاء (؟/ 914-191١-مع‏ شرح النووي).

8 "مسند أحمد" (7/ 4.5 -بحامشه منتخب الكنز). والحديث صحيح. انظر: هامش "عمدة التفسير" (4/
5» تحقيق الشيخ أحمد شاكر. وصدر هذا الحديث رواه: البخاري (5/ 478 -مع الفتح)» ورواه الحاكم في
"المستدرك" (؟/ 5945)» وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد» ولم يخرحاه", ووافقه الذهبي.

انظر كتاب: "الفتاوى" (ص 87-59) للشيخ محمود شلتوت» طبع دار الشروق» ط 8» عام (1195ه)»
بيروت؛ فإنه رحمه الله أنكر فيه على من قال برفع عيسى عليه السلام ببدنه» وأيضًا أنكر نزوله في آخر الزمان» ورد
الأحاديث الواردة في ذلكء وقال: إنه لا حجة فيها؛ لأنما أحاديث آحاد!! ومسألة رفع عيسى وهل هو ببدنه أو
بروحه مسألة خحلافية بين العلماء» ولكن الحق أنه رفع ببدنه وروحه؛ كما ذهب إلى ذلك جمهور المفسرين؛ كالطبري»

والقرطبي» وابن تيمية» وابن كثير» وغيرهم من العلماء.

الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلمء ولا يجوز لنا رد قوله؛ لكونه حديث
آحاد؛ لأن هذه حجة واهية» فأحاديث الآحاد إذا صحت؛ وجب تصديق ما
فيهاء وإذا قلنا: إن حديث الآحاد ليس بحجة؛ فإننا نرد كثيرًا من أحاديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم» ويكون ما قاله عليه الصلاة والسلام عبئًا لا معنى له
كيف والعلماء قد نصوا على تواتر الأحاديث ف نزول عيسى عليه السلام؟!

وسأذكر هنا طائفة من أقوالهم:

قال ابن جرير الطبري -- بعد ذكره الخلاف في معنى وفاة عيسى-: "وأولى هذه
الأقوال بالصحة عندنا قول من قال: "معنى ذلك: إن قابضك من الأرض»
ورافعك إلى"؛ لتواتر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ينزل
عيسى بن مر فيقتل الدّال". 0١‏

ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في نزوله.

وقال ابن كثير: "تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إمامًا عادلًا وحكمًا مقسطًا "77)

ثم ذكر أكثر من ثمانية عشر حدينًا في نزوله.

وقال صديق حسن: "الأحاديث في نزوله عليه السلام كثيرة» ذكر الشوكاني
منها تسعة وعشرين حديئًا؛ ما بين صحيح» وحسن» وضعيف منجبر» منها ما
هو مذكور في أحاديث الدّكّال... ومنها ما هو مذكور في أحاديث المنتظرء
وتنضم إلى ذلك أيضًا الآثار الواردة عن الصحابة» فلها حكم الرفع» إذ لا محال
للاجتهاد في ذلك".

انظر: "تفسير الطبري" (9/ »)59١‏ و"تفسير القرطبي" (5/ »)٠٠١‏ وامجموع الفتاوى" لابن تيمية (4 /
؟+-0 205 و"تفسير ابن كثير" (؟/ ١05‏ 5).
0١‏ "تفسير الطبري"9/ .)591١‏

"تفسير ابن كثير" (17/ 57).

ثم ساقها وقال: "جميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل
ع لل

وقال الغماري: "وقد ثبت القول بنزول عيسى عليه السلام من غير واحد من
الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة والعلماء من سائر المذاهب على مر الزمان
إلى وقتنا هذ|"15

وقال: "تواتر هذا تواترًا لا شك فيه» بحيث لا يصح أن ينكره إلا الجهلة
الأغبياء؛ كالقاديانية ومن نحا نحوهم؛ لأنه نقل بطريق جمع عن جمع» حتى استقر
ف كتب السنة التي وصلت إلينا تواترًا بتلقي جيل عن جيل". *5؛

وقد ذكر من رواه من الصحابة» فعد أكثر من خمسة وعشرين صحابيّاء رواه
عنهم أكثر من ثلاثين تابعيّاء ثم رواه تابعو التابعين بأكثر من هذا العدد... وهكذا
حتى أخرحه الأثمة في كتب السنة» ومنها المسانيد؛ 5ك "مسند" الطيالسي»
وإسحاق بن راهويه؛ وأحمد بن حنبل» وعثمان بن أبي شيبة» وأبي يعلى» والبزار»
والديلمي» ومن أصحاب الصحاح: البخاري» ومسلم, وابن خزعة» وابن حبان»
والحاكمء وأبو عوانة» والإسماعيلين والضياء المقدسي» وغيرهم» ورواه أصحاب
الجوامع» والمصنفات» والسئن» والتفسير بالمأثور» والمعاجمء والأجزاء» والغرائب»
والمعجزات» والطبقات», والملاحم.

وممن جمع الأحاديث ف نزول عيسى عليه السلام الشيخ محمد أنور شاه
الكشميري ف كتابه "التصريح بما تواتر في نزول المسيح"» فذكر أكثر من سبعين

اهنا

58 "الإذاعة" (ص١5١).‏
4 "'عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى 11" (ص١١).‏

"عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى "11 (صه)

وقال صاحب "عون المعبود شرح سنن أبي داود": "تواترت الأخبار عن النبي
صلى الله عليه وسلم ف نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء
بجسده العنصري إلى الأرض عند قرب السّاعة» وهذا هو مذهب أهل السنة" 407

وقال الشيخ أحمد شاكر: "نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان مما لم
يختلف فيه المسلمون؛ لورود الأخبار الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم
بذلك؛ وهذا معلوم من الدين بالضرورة» لا يؤمن من أنكره. "37

وقال في تعليقه على "مسند الإمام أحمد": "وقد لعب المحددون أو المحردون في
عونا الذي فيا فيه ذه الأعاديت (الذاله مب انحة علق »نزول عيسان ين مرت
عليه السلام في آخر الزمان» قبل انقضاء الحياة الدّنياء بالتأويل المنطوي على
الإنكار تارة» وبالإنكار الصريح أحرى! ذلك أنهم - في حقيقة أمرهم - لا
يؤمنون بالغيب» أو لا يكادون يؤمنون» وهي أحاديث متواترة المعنى في مجموعهاء
يعلم مضمون ما فيها من الدين بالضرورة» فلا يجديهم الإنكار ولا التأويل". 14

وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: "اعلم أن أحاديث الدّجّال ونزول
عيسى عليه السلام متواترة» يحب الإيمان بماء ولا تعتر بمن يدعي فيها أتما أحاديث
آحاد؛ فإنهم جهال بحذا العلم» وليس فيهم من تتبع طرقهاء ولو فعل؛ لوجدها
متواترة؛ كما شهد بذلك أئمة هذا العلم؛ كالحافظ ابن حجر.

ومن المؤسف حمًا أن يتجرأ البعض على الكلام فيما ليس من اختصاصهم:

مه 0 س! 5154

لا سيما والأمر دين وعقيدة

0.

5 "عون المعبود" /١١(‏ لاه1) لأبي الطيب محمد همس الحق العظيم آبادي.
27 من حاشية "تفسير الطبري" (5/ »)47٠‏ تخريج الشيخ أحمد شاكرء وتحقيق محمود شاكرء مطبعة دار المعارف»
مص”؟ر.

"حاشية مسند الإمام أحمد" /١١(‏ 51؟).

8 "حاشية شرح العقيدة الطحاوية" (صه 5 5) بتخريج الشيخ محمد ناصر الدين الألباني محدث الشام.

ونزول عيسى عليه السلام ذكره طائفة من العلماء في عقيدة أهل السنة
والجماعة» وأنه ينزل لقتل الدَّجال قبحه الله.

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "أصول السنة عندنا: التمسك بما كان
عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمء والاقتداء كمم؛ وترك البدع؛ وكل
بدعة فهي ضلالة" 2 ,

ثم ذكر جملة من عقيدة أهل السنة» ثم قال: "والإيمان أن المسيح الدّكّال خارج
مكتوب بين عينيه (كافر)» والأحاديث التي جاءت فيه» والإيمان بأن ذلك كائن؛

الألاع

وأن عيسى ينزل فيقتله بباب لد.

وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله في سرده لعقيدة أهل الحديث والسنة:
"الإقرار بالله» وملائكته» وكتبه» ورسله» وما جاء من عند الله» وما رواه الثتقات
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لا يردون من ذلك شيئًا... ويصدقون بخروج
الدّكَالء وأن عيسى يقتله".

ثم قال في آخر كلامه: "وبكل ما ذكرنا من قولحم نقولء وإليه نذهب"””

وقال الطحاوي: "ونؤمن بأشراط السّاعة؛ من روج الدّجّال» ونزول عيسى
ابن مريم عليه السلام من السماء". "3

وقال القاضي عياض: "نزول عيسى وقتله الدَّجَال حق وصحيح عند أهل
السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك» وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله

أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل ص4 .١‏

١‏ "طبقات الحنابلة" 55-541١ /١(‏ ؟١)‏ للقاضي الحسن بن محمد بن أبي يعلى» طبع دار المعرفة للنشر» بيروت.
5 "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين" /١(‏ 548-45)» تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد»
الطبعة الثانية» ١/.5(‏ ه)» طبع مكتبة النهضة المصرية» القاهرة.

47 "شرح العقيدة الطحاوية" (ص 5515).» تحقيق الألباني.

5 "شرح صحيح مسلم" /١8(‏ 75).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والمسيح صلى الله عليه وسلم وعلى سائر |
ليق لا بف افنيترل: إلى الوه يي كما تفد ف الأشامية الصتعيحة بوذا
كان في السماء الثانية» مع أنه أفضل من يوسف وإدريس وهارون؛ لأنه يريد
النزول إلى الأرض قبل يوم القيامة؛ بخلاف غيره» وآدم كان في سماء الدّنيا؛ لأن
نسم بنيه تعرض عليه" 75

* الحكمة في نزول عيسى عليه السلام دوت غيره:

تلمس بعض العلماء الحكمة في نزول عيسى عليه السلام» في آخر الزمان دون
غيره من الأنبياء» ولحم في ذلك عدة أقوال:

١-الرد‏ على اليهود في زعمهم أنحم قتلوا عيسى عليه السلام؛ فبين الله تعالى
كذبحمء وأنه الذي يقتلهم ويقتل رئيسهم الدَّكَال» كما سبق بيان ذلك في الكلام
على قتال اليهود 15

ورحح الحافظ ابن حجر هذا القول على غيره ”37

١-إن‏ عيسى عليه السلام وجد في الإنخيل فضل أمة محمد كما في قوله تعالى:
ومتلهُمْ في الإنجيل كزع أخرج سَطأة فار هَاسْتخلظ فاشتوى عَلَى سُوقه]
[الفتح: 59؟]» فدعا الله أن يجعله منهم» فاستجاب الله دعاءه» وأبقاه حتى ينزل
آخر الزمان مجددًا لأمر الإسلام.

قال الإمام مالك رحمه الله: "بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين

فتحوا الشام يقولون: واللّه مؤلاء خير من ال حواريين فيما بلغنا"7"* .

ه/ء 'مجموع الفتاوى" (5/ 559") لابن تيمية.
“ا (ص١19١).‏
ا "فتح الباري" (5/ 537).

"تفسير ابن كثير" (7/ 5373 9).

وقال ابن كثير: "وصدقوا في ذلك؛ فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة
والأخبار المتداولة" 4075

وقد ترحم الإمام الذهبي لعيسى عليه السلام في كتابه "تحريد أسماء الصحابة",
فقال: "عيسى ابن مريم عليه السلام: صحابي» وني؛ فإنه رأى النبي صلى الله
عليه وسلم ليلة الإسراء» وسلم عليه فهو آخر الصحابة مونًا". "3

“-إن نزول عيسى عليه السلام من السماء؛ لدنو أجله؛ ليدفن في الأرض»
إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرهاء فيوافق نزوله روج الدَّجّالء فيقتله
عيسى عليه السلام.

4 -إنه ينزل مكذبًا للنصارى» فيظهر زيفهم في دعواهم الأباطيل» ويهلك الله
الملل كلها في زمنه إلا الإسلام؛ فإنه يكسر الصليبء ويقتل الخنزير» ويضع الحزية.

ه-إن خصوصيته بمذه الأمور المذكورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا
أولى الناس بعيسى ابن مريم» ليس بيني وبينه نبي" '4أ

فرسول الله صلى الله عليه وسلم أص الناس به وأقريهم إليه؛ فإن عيسى بشر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي من بعده. ودعا الخلق إلى تصديقه والإيمان

دووءَ هرو

به؟**؛ كما في قوله تعالى: [ وَمْبَشّرَا بَرَسُولٍ يَأْقِ مِنْ بَعْدِي اْمُهُ أَحْمَدُ [الصف:

8 "تفسير ابن كثير" (17/ 847).

.)47097 /١١ تحريد أسماء الصحابة"‎ ٠

١‏ "صحيح البخاري" (5/ 4/0 -478 -مع الفتح), كتاب أحاديث الأنبياء» باب قول الله: [وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ
رم إِذْ انتبَدّثْ مِنْ أَمْلِهَا] [مرم: »]1١‏ و"صحيح مسلم' /١5(‏ 119-مع شرح النووي)؛ كتاب الفضائل؛ باب
فضائل عيسى عليه السلام.

انظر: "المنهاج في شعب الإيمان" /١(‏ 45-5547 ؟) للحليميء و"التذكرة" للقرطبي (ص7179)» و"فتح الباري"
(5/ 497)» وكتاب "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" (ص 44) تعليق الشيخ عبد الفتاح أبي غدة.

]: .وق الخذيث: قالواء :يا رسول الله! أخبرنا عن نفسك؟ قال: "نعم؛ أنا دعوة
أبي أبراهيم وبشرى أحي ا

1 03

بماذا يحكم عيسى عليه السلام؟

يحكم عيسى عليه السلام بالشريعة ا محمدية» ويكون من أتباع عبن غيل الله
عليه وسلم؛ فإنه لا ينزل بشرع حديد؛ لأن دين الإسلام حاتم الأديان» وباقٍ إلى
قيام السكاعة) لا ينسخ) فيكون عيسى عليه السلام حاكمًا من حكام هذه الأمة
ومجحددًا لأمر الإسلام) إذ لا نبى بعد محمد صلى الله عليه وسلم.

روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم فأمكم منكمى؟!".

فقلت (القائل الوليد بن مسلم) لابن أبي ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري
عن نافع عن أبي هريرة: "وإمامكم منكم". قال ابن أبي ذئب: تدري ما أمامكم
منكم؟ قلت: تخبرني؟ قال: فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم صلى
الله عليه وسلم. 34؛

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق» ظاهرين إلى يوم القيامة".
قال: "فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم» فيقول أميرهم: تعال صل بنا.
فيقول: لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة" 85

قال القرطبي: "ذهب قوم إلى أنه بنزول عيسى عليه السلام يرتفع التكليف؛
ئلا يكون رسولا إلى أهل ذلك الزمان؛ يأمرهم عن الله تعالى» وهذا (يعني: كونه

487 رواه ابن إسحاق في "السيرة". انظر: "تمذيب سيرة ابن هشام" (ص 5 :) لعبد السلام هارون» طبعة البجمع
العلمي العربي الإسلامي» منشورات محمد الداية» بيروت. قال ابن كثير في إسناده: "هذا إسناد جيد"» وروى له شواهد
من وجوه أخخرء رواها الإمام أحمد في "المسند". "تفسير ابن كثير" (8/ »)١585‏ و"مسند الإمام أحمد" (5/ 23107 ه/
بكامشه منتخب الكنز).

4 "صحيح مسلم"؛ كتاب الإيمان باب بيان نزول عيسى بن مريم حاكمّاء (؟/ ١97‏ -مع شرح النووي).

5 "صحيح مسلم"؛ (9/ +5١94-1١-مع‏ شرح النووي).

0 بعد محمد) أمر مردود بقوله تعالى: أوَحَاتَ لين ] [الأحزاب: ٠‏ 5
وقوله عليه الصلاة والسلام: "لا نبي بعدي""**» وقوله: "وأنا العاقب"”*؛ يريد
آخر الأنبياء وخاتمهم.

وإذا كان ذلك؛ فلا يجوز أن يتوهم أن عيسى ينزل نبيًا بشريعة متجددة غير
شريعة محمد نبينا صلى الله عليه وسلمء بل إذا نزل؛ فإنه يكون يومئكٍ من أتباع
محمد صلى الله عليه وسلم؛ كما أخبر صلى الله عليه وسلم» حيث قال لعمر:
"لو كان موسى حيّا؛ٍ ما وسعه إلا اتباعي"*"*» فينزل وقد علم بأمر الله تعالى له
في السماء قبل أن ينزل ما يحتاج إليه من علم هذه الشريعة للحكم به بين الناس»
والعمل به في نفسه؛ فيجتمع المؤمنون عند ذلك إليه» ويحكمونه على أنفسهم...
ولأن تعطيل الحكم غير جائز» وأيضاء فإن بقاء الدّنيا إنما يكون بمقتضى التكليف
إلى أن لا يقال في الأرض: الله الله" 4485

لذ جالعلل فاق" كيان نه روك سني اليه المماام دا مي
المسلمين» وحجه؛ وجهاده للكفار.

فأما صلاته؛ فقد سبق في الأحاديث ذكر ذلك.

وكذلك قتاله للكفار وأتباع الدّجّال.

وأما حجه؛ ففي "صحيح مسلم" عن حنظلة الأسلمي؛ قال: جمعت أي هريرة

رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "والذي نفسي بيده؛

5 "صحيح مسلم'"؛ كتاب الفضائل» باب في أسمائه :3 /١5(‏ 4 ١٠-مع‏ شرح النووي).

4807 "صحيح البخاري": كتاب التفسير» [باب أي من بَعْدِي انمه أَحْمَدُ] [الصف: 5]ء (8/ 0٠541-515-مع‏

الفتح).

"مسند الإمام أحمد" (8/ 7.07-يهامشه منتخب الكنز).

ك5 له

قال ابن حجر: "رجاله موثقون؛ إلا أن في مجالد (أحد رواة الحديث) ضعمًا". "فتح الباري" /١١(‏ 7814).

وقد رواه عبد الرزاق في "المصنف" /1١١١(‏ 4-51 31), تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.

وجالد هو مجالد بن سعيد بن عمير الحمداني الكوفي, روى له مسلم مقرونًا بغيره» قال 5 ابن حجر: "صدوق".

انظر: "تمذيب التهذيب" .)14١-89 /١١١‏

8 "التذكرة" (ص 8-5117 5").

ليهلن ابن مريم بفج الروحاء'' حاجًا أو معتمرّاء أو ليثنينهما"'7؛؛ أي: يجمع بين
احج والتترة:

وأما وضع عيسى للجزية عن الكفار -مع أنما مشروعة في الإسلام قبل نزوله
عليه السلام-؛ فليس هذا ناسحًا لحكم الجزية حاء به عيسى شرعًا حديدًا؛ فإن
مشروعية أذ الحزية مقيد بنزول عيسى عليه السلام بأخبار نبينا محمد صلى الله
عليه وسلم, فهو المبين للنسخ"* بقوله لنا: "والله لينزلن ابن مريم حكمًا عدلاء
فليكسرن الصليب»ء وليقتلن الخنزير» وليضعن الحزية. "07

* انتشار الأمن وظهور البركات في عهده عليه السلام:

وزمن عيسى عليه السلام زمن أمن وسلام ورخخاء» يرسل الله فيه المطر العزيز
وتخرج الأرض ثمرتما وبركتهاء ويفيض المال» وتذهب الشحناء والتباغض والتحاسد.

فقد جاء في حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر الدَّجّال ونزول عيسى
وخحروج يأحوج ومأحوج في زمن عيسى عليه السلام ودعائه عليهم وهلاكهم, وفيه
قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم يرسل الله مطرًا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر»
فيغسل الأرض حت يتركها كالزلفة؟**» ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك» وردي
بركتك» فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة» ويستظلون بقحفهاء ويبارك في

(فج الروحاء): موضع بين مكة والمدينة» سلكه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر وإلى مكة عام الفتح وفي
اله

انظر: "النهاية في غريب الحديث" ("/ ؟١51)»‏ و"معجم البلدان" (5/ 85؟).
١‏ "صحيح مسلم بشرح النووي"» كتاب الحج» باب جواز التمتع في الحج والقرآن» (// 4 ؟-مع شرح النووي).
انظر: "فتح الباري" (5/ 537).
45 "صحيح مسلم'"؛ باب نزول عيسى 11 حاكمّاء (؟/ 557)» مع شرح النووي).
5 48 (الزلفة): روي بفتح الزاي واللام والقاف وروي بالفاء» وكلها صحيحة:؛ ومعناه كالمرآة شبه الأرض بما لصفائها
ونظافتها. انظر: "شرح النووي لمسلم" .)53/١18(‏

الرسل”**» حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس» واللقحة من البقر
لتكفي القبيلة من الناس» واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس" 433

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: "والأنبياء إخوة لعلات"**؛ أمهاتهم شتىء ودينهم واحدء وأنا أولى الناس
بعيسى بن مري؛ لأنه لم يكن بيني وبينه نبي» وإنه نازل... فيهلك الله في زمانه
المسيح الذكالغ وتقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل» والنمار مع
البقر» والذئاب مع الغنم» ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهه". 138

وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "والله لينزلن عيسى بن مريم حكمًا وعادلًا. وليضعن الحزية:
ولتتركن القلاص”*؛ فلا يسعى عليهاء ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسدء
وليدعون إلى المال؛ فلا يقبله أحد". *”*

قال النووي: "ومعناه أن يزهد الناس فيها-أي: الإبل - ولا يرغب في اقتنائها؛
لكثرة الأموال» وقلة الآمال» وعدم الحاحة» والعلم بقرب القيامة. وَإِنما ذكرت

القلاص؛ لكونما أشرف الإبل» التي هي أنفس الأموال عند العرب» وهو شبيه

5 (الرسل): بكسر الراء وإسكان السين هو اللبن.
انظر: "شرح النووي لمسلم" .)53/١8(‏
7 "صحيح مسلم"؛ كتاب الفتن» باب ذكر الدجال» /١(‏ 78-./ا-مع شرح النووي).
7 (إخحوة لعلات): علات: بفتح العين المهملة» وتشديد اللام. وأولاد العلات: الذين أمهاتمم مختلفة وأبوهم واحد؛

انظر: "النهاية في غريب الحديث" (5*/ »))591١‏ و"تفسير الطبري" (5/ > تعليق محمود شاكر» وتخريج

مسند أحمد" 5١5/99‏ -بهامشه منتخب الكنز).

قال ابن حجر: "سنده صحيح". "فتح الباري" (5/ 597).
89 (القلاص): بكسر القاف, جمع قلوص بفتح القاف» وهي الناقة الشابة.

انظر: "النهاية في غريب الحديث" (54/ »)٠٠١‏ و"شرح النووي لمسلم" (7: .)١97‏
٠‏ "صحيح مسلم"؛ باب نزول عيسى» (7/ 347 ١مع‏ شرح النووي).

02

بمعنى قول الله عز وجل: [وَإِذا الْعِشَارُ عُطَّلْتْ (5)) [التكوير: 5]» ومعنى: "لا
يسعى عليها": لا يعتنى بما"''”.

وذهب القاضي عياض إلى أن المعنى: أي: لا تطلب ركاتما إذ لا يوحد من

وأنكر هذا القول النووي."**

* مدة بقائه بعد نزوله ثم وفاته:

وأما مدة بقاء عيسى عليه السلام في الأرض بعد نزوله؛ فقد جاء في بعض
الروايات أنه عكث سبع سنين» وف بعضها أربعين سنة.

ففي رواية الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "فيبعث الله
عيسى بن مريم... ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة» ثم يرسل الله
ريحًا باردة من قبل الشام» فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذر ة
من خير أو إمان إلا قبضته"”””

وف رواية الإمام أحمد وأبي داود: "فيمكث في الأرض أربعين سنة» ثم يتوق»
ويصلي عليه المسلمون". ؟:*

وكلا هاتين الروايتين صحيحة:؛ وهذا مشكل؛ إلا أن تحمل رواية السبع سنين
على مدَّة إقامته بعد نزوله» ويكون ذلك مضائًا إلى مُكثه في الأرض قبل رفعه إلى
السماء وكان عمره إذ ذاك ثلانًا وثلاثين سنة على المشهود 5

٠ه‏ "شرح النووي لمسلم" (؟/ .)١51‏

0

0

انظر: "شرح النووي لمسلم" (5/ .)١97‏
"صحيح مسلم", باب ذكر الدجال» /١8(‏ 5-1/5/٠-مع‏ شرح النووي)
"مسند الإمام أحمد" (؟/ ١5‏ 4-كامشه منتخب الكنز).
قال ابن حجر: "صحيح" (5/ 547).
و"سنن أبي داود"» كتاب الملاحم» باب خروج الدحال» /١١(‏ 457 -مع عون المعبود).
انظر: "النهاية/ الفتن والملاحم" »)١ 57 /١(‏ تحقيق د. طه زيني.

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
"وَالْإِيمَان قول عمل يزيد وينّقص, كما جاءَ فِي الْحَبّر ((أكمل الْمُْمِنِينَ مانا
أخسنهم خلقا)).
((ومن ترك الصّالاة فقد كفر)», ((وَلَيْسَ من الْأَعْمَال شَيْء تركه كفر إِلّا الصّلاة))؛ من
تركهًا فَهُوَ كافر وَقد أحل الله قتله".
ارج
هذه المسألة يوردها العلماء ضمن مسائل الأسماء» ويحسن تناول هذه المسألة
من خلال الجوانب الآتية:
الجانب الأول: الجانب اللغوي.
أ-المعنى اللغوي لكلمة "آمن":
الإيمان مصدر آمن يؤمن إيمانا فهو مؤمن
أ-فيرى جمع من أهل اللغة أن الإيمان في اللغة معناه: التصديق وقد حكوا
الإجماع على ذلك قال الأزهري: "واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن الإيمان
يعياة الفص في 2
واستدلوا لذلك بقوله تعالى حكاية عن إخوة يوسف لأبيهم [وَمَا أَنْتَ
بُؤْمِن لْنَا وَلَوْ كنا صَّادِقِينَ)"”” فقالوا معناه ما أنت بمصدق لنا.*"*

؟-أما علماء السلف*** فيقولون إن الإيمان يأ في اللغة لمعنيين هما:

05 تمذيب اللغة (ه/ .)0١‏

7 الآية (1) من سورة يوسف.

لسان العرب لابن منظور» مادة آمن /١9‏ 578).

4 شرح العقيدة الأصفهانية لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص 547 .)١‏

اموق حادق ووذ للك إذا شدع والقام كمان ف فول فال ١‏ امه الول
ل ال الت انو ضدفة رمو 17

ب-ومعنى أقر له وذلك إذا عدي باللام كما في قوله تعالى [ وَمَا أَنْتَ
ومن لَنَا ولَوْ كنا صَادِقِينَ] وقوله تعالى [ْفَآمَنَ لَهُ ُوط) <٠".‏

وقد اعترض السلف على حصر أهل اللغة لمعنى الإيمان بالتصديق فقط
وقالوا: "إن الإيمان وإن كان يتضمن التصديق فليس هو بمجرد التصديق» وإنما هو
الإقرار”'” والطمأنينة أيضا"؟'* واستدل السلف لقولهم بالأمور التالية:

أولا: إن الترادف التام ممتنع بين التصديق والإيمان من عدة وحوه» يوضحها
الجدول العلل :

التصديق

٠‏ الآية (65م/؟) من سورة البقرة.

.)575 /( تفسير القرطبي‎ ١

؟ ١ه‏ الآية (") من سورة العنكبوت.

7 الإقرار: متضمن لمعنيين هما: قول القلب الذي هو التصديق. وعمل القلب الذي هو الانقياد. مجموع الفتاوى
0 مع ومى.

:١ه‏ الصارم المسلول لابن تيمية (ص5١5).‏

-إن كلمة آمن تتعدى بالباء

وباللام وقل تقدم التمثيل لذلك.
-إن كلمة آمن تتضمن ثلاثة معان

هى: الأمن» والتصديق, والأمانة.

-إن لفظ الإبمان لا يستعمل إلا في
الخبر عن الغائب لأن فيه أصل معنى
الأمن والائتمان وهذا إنما يكون في
الخبر عن الغائب» فلا يقال لمن قال
طلعت الشمس آمنا له وإنما يقال
صدقناه ولهذا لم يأت في القرآن
رفوه لف قن لد الى" دوعن
الغائب.

-إن لفظ الإيمان ضده الكفرء
والكفر لا يختص بالتكذيب فقط
بل هو أعم منه» إذ يمكن أن يكون
مخالفة ومعاداة بلا تكذيب ومع
ذلك يسمى كفرا كما لو قال
شخص: أنا أعلم أنك صادق»
ولكن لا أتبعك بل أعاديك
وأبغضك وأخالفك» فهذا كفر

أعظم.

-أما كلمة صدق فلا
تتضمن2 معنى الأمن
والأمانة.

-أما لنفمظا التصديق
المتعل لكل حكن عن
مشاهد أو غيب» فمن قال
السماء فوقناء قيل له:
-أما لفظ التصديق ضده
التكذيب فقط.

-أما كلمة "صدق" فلا تتعدى
باللام فلا يقال "صدق له" إنما

يقال "صدق به" فهى تتعدى بالباء

وبنفسها فيقال صدقه.

وبحذا يتبين عدم الترادف التام بين اللفظين» وأن الإبمان ليس التصديق
فقط*'” كما أن الكفر ليس التكذيب فقط.

ثانيا: من المعلوم أن كلام الله وشرعه إنما هو خبر وأمر.

فالخبر: يستوجب تصديق الخبر.

والأمر يستوحب الانقياد له والاستسلام) وهو عمل ف القلب» جماعه:

الخضوع والانقياد للأمر» وإن لم يفعل المأمور به.

65 انظر شرح العقيدة الطحاوية (ص .)58١-98٠١‏

فإذا قوبل الخبر بالتصديق, والأمر بالانقياد» فقد حصل أصل الإيعان في
القلب وهو "الطمأنينة والإقرار" فإن اشتقاقه من الأمن الذي هو القرار والطمانينة»
وذلك إنما يحصل إذا استقر في القلب التصديق والانقياد. فلو فُسّر الإبمان
بالتصديق فقطء كما قال أهل اللغة» فإن التصديق إنما يعرض للجزء الأول من
الشرع فقط الذي هو الخبر» ولا يعرض للجزء الثاني وهو الأمرء لأن الأمر ليس
فيه تصديق من حيث هو أمر.

ومن المعلوم أن إبليس لم يكفر بسبب عدم تصديقه؛ فإنه مع أمر الله
فلم يكذب رسولاء ولكن لم ينقد للأمر ولم بخضع له واستكبر عن الطاعة فصار
كافراء قال تعالى: [إلاً إِيْلِيس أَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكافِرِينَ) البقرة: 2*4
فسماه الله كافرا وسلب عنه وصف الإيمان لاستكباره وعدم انقياده لأمر الله له
بالسجود لآدم.

لازم القول بأن الإبمان مجرد التصديق فقط.

وهذا موضع زاغ فيه خلق من الخلف تخيل لمم أن الإيمان ليس في الأصل
إلا التصديق» ثم يرون مثل إبليس وفرعون مما لم يصدر عنه تكذيب أو صدر عنه
تكذيب باللسان لا بالقلب وكفره من أغلظ الكفر فيتحيرون.

ومثل هؤلاء القوم لو أنمم هُدوا لما مدي إليه السلف الصالح لعلموا أن
الإيهان قول وعمل أعني في الأصل قولا في القلب, وعملا في القلب, فإن الإيمان
بحسب كلام الله ورسالته-وكلام الله ورسالته يتضمن أخباره وأوامره-فيصدق
القلب أحباره تصديقا يوحب حالا في القلب بحسب المصدق به والتصديق هو
من نوع العلم والقول» وينقاد لأمره ويستسلم,» وهذا الانقياد والاستسلام هو من
نوع الإرادة والعمل» ولا يكون مؤمنا إلا بمجموع الأمرين فمتى ترك الانقياد كان
مستكبرا فصار من الكافرين وإن كان مصدقاء لأن الكفر أعم من التكذيب»
فالكفر يكون تكذيبا وجهلاء ويكون استكبارا وظلماء ولهذا لم يوصف إبليس إلا

بالكفر والاستكبار دون التكذيبء ولهذا كان كفر من يعلم مثل اليهود ونحوهم
من جنس كفر إبليس» وكان كفر من يجهل مثل النصارى ونحوهم ضلالا وهو
"الجهل" ألا ترى أن نفرا من اليهود جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه
عن أشياء» فأخبرهم؛ فقالوا: نشهد أنك ني» ولم يتبعوه» وكذلك هرقل وغيره»
فلم ينفعهم هذا العلم وهذا التصديق.

ألا ترى أن من صدق الرسول بأن ما جاء به هو رسالة الله» وقد تضمنت
خبرا وأمراء فإنه يحتاج إلى مقام ثان» وهو تصديق >جبر الله وانقياده لأمر اللهء فإذا
قال: "أشهد أن لا إله إلا الله" فهذه الشهادة تتضمن تصديق بره والانقياد
لأمره. "وأشيد أن محمدا رسول الله" تضمنت تصديق الرسول فيما جاء به من
عند الله.

فبمجموع هاتين الشهادتين يتم الإقرار.

فلما كان التصديق لا بد منه في كلا الشهادتين-وهو الذي يتلقى الرسالة
بالقبول-ظن من ظن أنه أصل لجميع الإيمان وغفل عن أن الأصل الآخر لا بد
منه وهو الانقياد» وإلا فقد يصدق الرسول» ظاهرا وباطنا ثم بمتنع من الانقياد
للأمرء إذ غايته في تصديق الرسول أن يكون بمنزلة من مع الرسالة من الله سبحانه
كإبليس" .571

ثالثا: ما استدل به أهل اللغة على أن معنى الإبمان في قوله تعالى [وَمَا
نت موْمنٍ لَنَا ولَوْ كُنّا صَادِقِينَ) هو التصديق غير مسلم.

إذ يرى علماء السلف أن تفسيرها ب "أقررت" أقرب من تفسيرها ب "
صدقت " وذلك لأن لفظ "آمن" متى عُدّي باللام يكون بمعنى "أقر" وليس بمعنى

"صدق"", إذ لا يكون بمعنى صدق إلا إذا عُذَّي بالباء أو بنفسه.

الجانب الثاني: المعنى الشرعى لاويمان:

كلأه الصارم المسلول وص 68--05.0ه) بتتضرفت:

تنوعت عبارات السلف في تعريف الإيمان:

أ-فتارة يقولون: الإيمان قول وعمل.

"-وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية.

؟'-وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية واتباع سنة. "7”

-وتارة يقولون: الإيمان: قول اللسانء واعتقاد بالقلب» وعمل بالجوارح
يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. 1”

قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن أورد التعريفات الثلاثة الأول: "وكل
هذا صحيح"”!* وعلل ذلك بقوله:*””

"فمن قال إن الإيمان قول وعمل فمرداه قول اللسان والقلب وعمل القلب
والجوارح .

وقول اللسان وعمل الجوارح معروفان.

وأما المقصود من قول القلب: فهو إقراره ومعرفته وتصديقه.

وأما عمله: فهو انقياده لما صدق به.

ومن عبر عن الإبمان بمذا التعريف ليس مراده كل قول أو عمل وإثما المراد
ماكان مشروعا من الأقوال والأعمال.

كما أن تعبير بعض السلف بمذه العبارة في تعريف الإيمان إِنما جاء في
معرض الرد على المرجمة'"” الذين حعلوه قولا فقط. فقال بعض السلف ردا
عليهم: بل قول وعمل. '””

7 هذه التعريفات الثلاثة أوردها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الإيمان. انظر (ص .)١57‏
مجموع الفتاوى (9/ 117).

9 كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص .)١57‏

كلام شيخ الإسلام نقلته بتصرف من كتابه الإعان (ص .)١57-1١57‏

١‏ المرجئة هم الذين أرجأوا العمل عن مسمى الإيعان وهم خمس طوائف سيأتي ذكرهم.

5 قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الناس لهم في مسمى الكلام والقول عند الإطلاق أربعة أقوال:

وأما من عرفه بقوله هو قول وعمل ونية» فمقصوده بزيادة لفظ ‏ ونية":
أن القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان.

وأما العمل فقد لا يفهم منه النية فزاد ذلك.؟”*
وأما من عرفه بأنه قول وعمل ونية واتباع سنة» فقد زاد لفظة "واتباع سنة"
لأن ذلك كله لا يكون محبوبا لله إلا باتباع السنة. 4”*

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد سئل سهل بن عبد الله التستري عن
الإيبمان ما هو؟» فقال: قول وعمل ونية واتباع سنة.

لأن الإيمان إذا كان قولا بلا عمل فهو كفر.

وإذا كان قولا وعملا بلا نية فهو نفاق.

وإذا كان قولا وعملا ونية بلا سنة فهو بدعة.*5”

وأجمع التعاريف الواردة وأشملها هو: أن الإيمان قول اللسان واعتقاد بالجنان
وعمل الجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

وهذا التعريف هو الذي بميز قول السلف ف مسمى الإيعان عن قول غيرهم
من الفرق*”* ولهذا كان هذا التعريف هو أجمع التعاريف الواردة عن السلف
وأكثرها دقة في بيان قولهم.

ا-فالذي عليه السلف والفقهاء والجمهور أنه يتناول اللفظ والمعنى جميعا.

١-وقيل:‏ بل مسماه اللفظء والمعنى ليس جزء مسماه بل هو مدلول مسماهء وهذا قول كثير من أهل الكلام من
المعتزلة وغيرهم وطائفة من المنتسبين الى السنة» وهو قول النحاة لأن صناعتهم متعلقة بالألفاظ.

“-وقيل: مسماه هو المعنى وإطلاق الكلام على اللفظ محاز لأنه دال عليه وهذا قول ابن كلاب ومن اتبعه.
4:-وقيل: بل هو مشترك بين اللفظ والمعنى وهو قول بعض المتأخرين من الكلابية ولهم قول ثالث يروى عن أبي الحسن
أنه مجاز في كلام الله حقيقة في كلام الآدميين" كتاب الإيمان (ص .)١157‏
7ه كتاب الإعان (ص .)١57‏
؟ه كتاب الإيمان (ص .)١517‏
كتاب الإبمان (ص .)١57”‏

5 الذين خالفوا السلف في مسمى الإيمان هم:

الجانب الثالث: دلالة اسم الإيمان:

تتحدد دلالة اسم "الذيان" عب شياق الكلام الذي تستعمل فيه هذه
اللفظة فلفظ "الإبمان" إما أن يستعمل:

أ-مطلقا: أي يذكر مطلقا عن لفظ "العمل" و"الإسلام".

؟-أو مقيدا: فتارة يقرن بالعمل الصالحء وتارة يقرن بالإسلام.

فإذا استعمل مطلقا: "فجميع ما يحبه الله ورسوله من أقوال العبد وأعماله
الباطنة والظاهرة» يدحل في مسمى الإبعان عند عامة السلف والأئمة-من الصحابة
والتابعين وتابعيهم-الذين يجعلون الإبمان قولا وعملاء يزيد بالطاعة وينقص
بالمعصية» ويدخحلون جميع الطاعات-فرضها ونفلها-في مسماه".77”

ويلاحظ هنا أن لفظ "الإبمان" على هذا الاستعمال يكون مرادفا للفظ

"العبادة" والعبادة كما هو معروف هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من
الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.

أ-المرجئة بطوائفهم الخمس:

١-الجهمية:‏ وقالوا الإيمان هو معرفة القلب فقط: أى المعرفة الفطرية التي هي المعرفة بربوبية الله.

١-الأشاعرة:‏ وقالوا الإيمان هو التصديق فقط أي التصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله.

*-الماتريدية: وقولحم في الإيمان مثل قول الأشاعرة.

5 -الكرامية: قالوا الإيمان قول باللسان فقط.

ه-مرحتة الأحناف (أو مرحتئة الفقهاء) قالوا: الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان. وهو قول الكلابية. وكل
هذه الطوائف الخمسة أخرجت العمل عن الإيمان.

ب-الخوارج: قالوا الإيمان قول واعتقاد وعمل ولكنهم يكفرون من أخل بشيء من هذه الثلاثة ويقولون بأنه كافر
في الدنيا وفي الآخرة خالد في النار.

ج-المعتزلة: وقالوا بقول الخوارج إلا أنحم يقولون إنه في الدنيا في منزلة بين منزلتين بمعنى أنه ليس بمؤمن ولا كافر»
واتفقوا معهم في باقي الأمور.
انظر تفاصيل هذه الأقوال: في كتاب الإبمان لابن تيمية» والحزء السابع من مجموع الفتاوى» وشرح العقيدة الطحاوية
(ص 397-737/7) وكتاب النبوات (ص .)١153‏

0ه مجموع الفتاوى (9/ 117).

ومن استعمال الشارع للفظ الإيمان بمذا المعنى ما جاء في الصحيحين من
حديث أب هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإيمان
بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة» فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها
إماطة الأذى عن الطريق» والحياء شعبة من الإيمان"8”*

فالإيمان في هذا الحديث همل جميع أمور الدين بما في ذلك أمور الإسلام.
ومن هذا الاستعمال أيضا ما جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
أن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بأربع ونماهم عن
أربع: "أمرهم بالإبمان بالله وحدهء قال: أتدرون ما الإبمان باللّه وحده؟» قالوا: الله
ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله» وأن محمدا رسول الله» وإقام الصلاة؛
وإيتاء الركاة» وصيام رمضانء وأن تعطوا من المغنم خمس... " الحديث.*5*

فلفظ الإيمان استعمل في الحديث مطلقا فدخل فيه الأمور الظاهرة مع
أنحا من أمور الإسلام كما جاء في حديث جبريل المشهور.

وأما إذا استعمل اسم الإمان مقيدا كما في قوله تعالى: [إِنَّ الذِينَ آمنُوا

ونوا الات ) *"*: وقوله [ لين آمثوا وكائوا يَُونَ) . ١؟»‏

أخرحه البخاري في صحيحه كتاب الإيمان» باب أمور الدين. انظر: فتح الباري )5١ /١(‏ ح 4 وأخرحه
مسلم-واللفظ له-كتاب الإيمان» باب شعب الإعان /١(‏ 55).

8 أخرحه البخاري في صحيحه واللفظ له: كتاب الإيمان» باب أداء الخمس من الإيمان. انظر: فتح الباري /١(‏
8)ح 7ه وأخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الإبمان» باب الأمر بالإيمان بالله ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه
/1١‏ هم-ةم.

3٠‏ الآية (/ا) من سورة البقرة وغيرها.

1هاا 1)م م الرتن

وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور: "الإيمان أن
تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره "."”*

قن وال سما نالع و كط تلت نعي «اصنفطن
الخاص على العام كقوله تعالى: [ وَمَلائِكْتِه وَرُسْلِهِ وَحْرِيلَ وَمِيكال] "”*» وقوله:

وَإِذْ أَخدنًا مِن التْبيّينَ مِينَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِنْ توح وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسى ابْنٍ

وقد يقال إن دلالة الاسم تنوعت بالإفراد والاقتران كلفظ الفقير
والمسكين؛ فإن أحدهما إذا أفرد تناول الآخرء وإذا جمع بينهما كانا صنفين: كما
في آية الصدقة» ولا ريب أن فروع الإيمان مع أصوله كالمعطوفين» وهي مع جميعه
كالبعض مع الكل" *7”

قلت: إن القول بأن عطف ذلك عليه من باب عطف الخاص على العام
ينطبق على الآية وهي قوله تعالى [ إِنَّ الَِّينَ آمنُوا وَعَمِنُوا الصَالجَاتِ)» وقوله
تعالى [ الَّذِينَ آمَنُوا وكَانُوا يتَقُونَ] .

والقول بأن دلالة الاسم تنوعت بالإفراد والاقتران ينطبق على حديث
حبريل حيث ذكر الإسلام والإيعان فأصبح كل واحد منهما يختص بأمور معينة
فالإسلام اختص بالأمور الظاهرية» والإيمان احتص بالأمور الاعتقادية الباطنية.

"فلفظ الإسلام والإيمان إذا أفرد كل واحد من الاسممين دخل في مسمى

الآخر إما تضمنا وإما لزوماء ودحوله فيه تضمنا أظهرء وكون أحدهما لا يدحل

0 أخرحه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه: كتاب الإبمان» باب الإيمان ما هو وبيان خصاله /١(‏ 55). والحديث
أخرحه البخاري في صحيحه: كتاب الإمان» باب سؤال جبريل بلفظ: "الإبهان أن تؤمن بالله وملائكته» ولقائه» ورسله.
وتؤمن بالبعث". انظر: فتح الباري 2)١١ 54 /١(‏ ح 50.
0ه الآية (/4) من سورة البقرة.

4 الآية (/) من سورة الأحزاب.

هله الفتاوى (/ 51517 -54/8).

في الآخر عند الاقتران لا يدل على أنه لا يدحل فيه عند انفراد الآخرء وهذه
قاعدة جليلة من أحاط بما زالت عنه إشكالات كثيرة أشكلت على كثير من
ا

خلاصة القول:

إن اسم الإيمان إذا أفرد: تناول جميع أمور الدين الظاهرة والباطنة كما في

وإذا اقترن اسم الإيمان مع الإسلام دل الإيمان على الأمور الباطنة ودل
الإسلام على أمور الدين الظاهرة كما في حديث جبريل.

وإذا اقترن العمل مع الإيمان: فهو من باب عطف الخاص على العام"””
كما في قوله تعالى [إِنَّ الَّذِينَ آمنُوا وَعَمِنُوا الصَّالِجَاتٍ) .

5"ه مجموع الفتاوى (7/ 515177 -154/8).
”5 قال شارح الطحاوية: "اعلم أن عطف الشيء على الشيء يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه مع
الاشتراك في الحكم الذي ذكر لمماء والمغايرة على مراتب:

١-أعلاها:‏ أن يكونا متباينين ليس أحدهما هو الآخر, ولا جزءا منه» ولا بينهما تلازم» كقوله تعالى: [ عَلَّقَ
السكَمَاوَاتٍ وَالأَْضَ وَجَعَل الظَّلمَاتٍ واو الآية )١(‏ من سورة الأنعام؛ وقال تعالى: (ِوَايْرلَلمَوَة لجل الآية
(؟) من سورة آل عمران» وهذا هو الغالب.

١-ويليه:‏ أن يكون منهما تلازم» كقوله تعالى: [ ولا تَأْسِسُوا الَقَ بالْبَاطِلٍ وَتَكْثُمُوا الحَقَ وََنُْمْ تَعْلَمُونَ] الآية
45 نميرة التقزقه :وكال فعا ١:‏ وأمطكفها: الله واطيكوا الروك 1 لكيه ,)تمن معورة الماقدة:

*-الثالث: عطف بعض الشيء عليه كقوله تعالى: / حَافِظُوا عَلَى الصّلْوَاتٍ وَالصّلاةٍ الْوْسْطَّى) الآية (/؟؟)
من سورة البقرة» وقال تعالى: [ مَنْ كان عَدُوَا لله ومَلائِكتِهِ وَُسُلِهِ وحِبْرِيلَ وَمِيكال) الآية (؟) من سورة البقرة وقال
تعالى: [وَِذْ أَحَذْنًا مِنَ الَّبيّنَ مِينَاقَهُمْ وَمِنْكْ) الآية (1) من سورة الأحزاب» وفى مثل هذا وجهان: أحدهما: أن يكون
داخلا في الأول» فيكون مذكورا مرتين. والثاني: أن عطفه عليه يقتضي أنه ليس داخلا فيه هنا وإن كان داخلا فيه
منفردا كما قيل في لفظ "الفقراء والمساكين" ونحوهماء تتنوع دلالته بالإفراد والاقتران.
4 -الرابع: عطف الشيء على الشيء لاختلاف الصفتين» كقوله تعالى: (غَافِرٍ الذَّنْبِ وَقَابلٍ النَوْبِ) الآية () من

سورة غافر. شرح العقيدة الطحاوية (ص 31-871).

الجانب الرابع: أقوال الناس في مسمى الإيمان.
اختلف الناس في مسألة مسمى الإيمان:
فهناك من قال: "إن الإيمان قول واعتقاد وعمل يزيد وينقص" .50
وهناك من قال: "إن الإبعان قول واعتقاد وعمل لكن لا يزيد ولا

ا 1١‏ (ومه)
يفص .

وهناك من قال: "إن الإعان هو المعرفة" )*400١‏
وهناك من قال: "إن الإيمان قول اللسان" )2

وهناك من قال: "إن الإعان هو التصديق" :4529

وهناك من قال: "إن الإبمان هو التصديق والقول" 49)

هذه جملة أقوال» والمسألة تحتاج إلى شيءٍ من البيان والتوضيح والبسط.

ونأ أولاً إلى قول أهل السنة وهو ما أورده المصنف هناء حيث قال: "
الإيمان قول وعملٌ» يزيد وينقص".

فإن الناظر إلى هذا الإنسان باعتبار ما يحب عليه تحاه ما أحبر الله به وما
أمر الله تعالى به؛ فنصوص الشرع لا تخرج عن أمرين: إما أخبارٌ وإما أوامر»
فالأخبار حقها التصديق بأن تُصدق باء والأوامر حقها أن تعمل بماء كما جاء

انظر كتاب الإيمان للقاسم بن سلام صفحة )٠١(‏ و (55).

انظر كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع صفحقف (57)» وكتاب الملل والنحل» الحزء الأول» صفحة
.)١519‏

انظر كتاب السنة لعبد الله بن أحمد الحزء الأول صفحة (ه١.").‏

١‏ انظر كتاب الإيمان لابن تيمية صفحة (8.07). وكتاب اليَوضٌ البَاسمْ في الذَّبّ عَنْ سْنَةِ أبي القَاسِم الحزء الأول»
صفحة .)١10(‏

انظر كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت صفحة (775).

4 ه انظر كتاب الفقه الأكبر صفحة (55).» وكتاب لوامع الأنوار البهية الجزء الأول» صفحة .)5١5(‏

في الحديث "إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم وإذا نميتكم عن نحي
فانتهوا" 44” ْ
فأنت مأمور بأن تتبع» وأن تعمل بحذه الأوامر بحسب ما يأتي من حكم
عليهاء فهذه الأمور أي الوحي تأي لهذا الإنسان» وأول ما تأ تأي | إليه في باطنه؛
لأنه لابد وأن يعلم أن الصلاة مثلاً ركنٌ من أركان الإسلام, ثم إذا جحئت إلى
الصلاة تحد أن منها فرائض ومنها نوافل؛» ثم أن هذه النوافل منها سنن رواتب
ومنها غير ذلك» فهذا أول ما يقابله بالعلم.
فإذاً هذا الإيمان سيخاطب هذا الباطن في الإنسان» وأول ما يخاطب أن يصدق
بما افيد الله به.

والثاني: أن ينقاد لأمر الله فلابد أن يحصل الانقياد والتسليم لأوامر الل
فليس لك حق الاعتراض أن تقول: لا بدل حمس صلوات نحعلها ثلاثة أو جعلها
ستة» فهي خمس صلوات في اليوم الليلة لابد من أدائها في أوقاتماء فأصبح عليه
أن يصدق وعليه أن ينقاد.

ومعلوم أن هنا ثلاثة أحوال:

القلب» والقلب يشمل أمرين

يشمل جانب العلم» ويشمل جانب الإرادة هذا القلب.

والجانب الثاني: جانب اللسان.

والجانب الثالث: جانب الجوارح.

فهناك قول القلب» وعمل القلب» وقول اللسان» وعمل اللسان, وهناك عمل
الجوارح فهذه خمسة» فإذا جئت إلى قول القلب فهذا هو العلم الذي هو التصديق
فعليه أن يعلم هذه الأشياء ويصدق بماء هذا الواحب الأول على القلب» والقلب

هو الباطن» والباطن مجموع الأمرين وهذه هي العقيدة.

5 ه رواه البخاري (577/4) ومسلم (41/0) وأحمد (158/5).

لذلك قال المصنف: "الإيمان قولٌ وعمل" فالقول هنا هو العلم والتصديق»
تعلم وتصدق» هذا واحبٌ على الإنسان لكي يكون مؤمناًء وهذا وحده لا يكفي
فلو قال قائل: أنا أعلم أن الصلوات خمس وهي كذا وكذا وهيئتها كذا لكن لن
أصليء» فهو بمذا لا يكون مؤمناً إذ لابد من الجانب الثاني.

والجانب الثاني: هو انقياد القلب» فهذه الإرادة لابد أن تنقاد لحذه الأخبار
وهذه الأوامرء ولذلك يأق عمل القلب» والقلب أعماله كثيرة» منها مثلا
الإحلاصء وامحبة» والخوف, والرحاءء والتوكل» والإنابة» والخشية» والتقوى,
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر التقوى قال: «التقوى هاهنا التقوى
هاهنا التقوى هاهنا وأشار بيده على صدره» (*4”»: فهذه أعمال القلوب» وهي
الي تنطلق إلى سائر الجوارح

وأما قول اللسان وعمل اللسان» فقول اللسان جعله العلماء النطق
بالشهادتين لأن هذا هو الفيصل بين الإسلام والكفرء «أمرت أن أقاتل الناس
حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله76*”“ فأول ما يدخل الإنسان في
الإسلام يُطالب بعد تطهره يطالب بالنطق بالشهادتين» فهذا يسميه العلماء: قول
اللسان» فجعلوه في النطق بالشهادتين.

وأما عمل اللسان: فمنه قراءة القرآن وتلاوته» وذكر الله عز وجلء والتسبيح»
والتهليل هذا كله عمل اللسان.

انظر صحيح مسلم كتاب البر والصلة والآداب» باب تحريم ظلم المسلم وحذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله برقم
(دك هك وأحمد (7/17).

7 انظر صحيح البخاري كتاب الإيان» باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الركاة فخلوا سبيلهم برقم »)١5(‏
ومسلم كتاب الإيمان» باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الركاة ويؤمنوا بجميع ما
جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وأن من فعل ذلك عصم نفسه وماله إلا بحقها ووكلت سريرته إلى الله تعالى وقتال من
منع الزكاة أو غيرها من حقوق الإسلام واهتمام الإمام بشعائر الإسلام؛ برقم (5؟).

وأما أعمال الجوارح» فمنها الركوع والسجود والصوم والجهاد وغض البصر
وغيرها فهذه أعمال الجوارح» وهذا بكله هو الذي يُسمى إيماناً عند أهل السنة.

وأما قول المصنف: "يزيد وينقص"

فأهل السنة يؤمنون أن الإيمان يزيد وينقصء ومن الأدلة على ذلك:

أولة: أدلة زيادة الإيمان ونقصانه من القرآن "4*

لقد جاء في كتاب الله عز وحل نصوص كثيرة تدل على زيادة الإبمان ونقصانه
وأن أهله متفاضلون فيه بعضهم أكمل إماناً من بعض» فمنهم السابق بالخيرات»
ومنهم المقتصد» ومنهم الظالم لنفسه؛ منهم ا محسنء ومنهم المؤمن؛ ومنهم المسلم
ليسوا في الدين سواء في مرتبة واحدة» بل فضل الله بعضهم على بعض ورفع
بعضهم فوق بعض درحات.

وقبل الشروع في ذكر هذه الأدلة القرآنية الدالة على زيادة الإيمان ونقصانه
أُودٌ التنبيه على نقطة هامة) وهي:

أن كل دليل دل على زيادة الإيمان فهو يدل على نقصانه؛ وكذا العكس»
فما دل على نقصان الإيمان فهو يدل على زيادته» فالآيات التي أوردها هنا
وظاهرها الدلالة على زيادة الإبمان فقطء فهي تدل على نقص الإبمان باللزوم؛
وذلك لأن الزيادة تستلزم النقصء ولأن ما جاز عليه الزيادة حاز عليه النقصء»
ولأن الزيادة لا تكون إلا عن نقص.

ولحذا فإنا نحد أهل العلم كثيراً ما يستشهدون بأدلة زيادة الإبمان على نقصانه
وكذا العكس للأسباب المتقدمة» وتأمل-مثالاً على ذلك-صنيع البخاري في
صحيحه فقد أورد بعض الآيات المصرحة بزيادة الإبمان في باب زيادة الإيمان

ونقصانه مستدلاً كما على الزيادة والنقصان معاً.

7 المصدر: كتاب زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه للدكتور عبد الرزاق البدر ص 60"

قال الإمام أحمد رحمه الله: "إن كان قبل زيادته-أي الإبمان-تاماً فكما يزيد

كذا 5 1 4ه

فمن الأدلة:
© قوله تعالى: [الَّذِينَ قَالَ لَُمْ اناس إِنَّ النّامن كد جَمَعُوا لَكُمْ فَاحْسَوْهُمْ فَرَاقَهُمْ
عَاناً وكَالُوا حَسْبْنَا اللّهُ وَنِعُمَ الْوَكِيل)1 [آل عمران: ١7‏ ] .
© وقوله تعالى: [إنَا الْمُؤْمبُو ون انين إذا كر الله ولت فأوتقج وإذا ثييث علوم
آيَانهُ زَادَنْهُمْ إماناً وَعَلَى رَِيِمْ يَتَوَكُلُونَ] [الأنفال: ؟]

© وقوله تعالى: يا الل ع قَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيكُمْ رَادَنْهُ هَذِهِ يهَاناً َأمًا
الَّذِينَ نوا قرا د تهته ' إعاناً وهم يشتشؤوة 1 [العويةة 14].

© وقوله تعالى: [وَلَمَا رَأى 0 الأشرات #الرانهةا كاوعة ذا اللفووسئولة وفيدف

الله وَرَسُولُُ وَمَا رَادَهُمْ إلا إماناً وَتَسْلِيماً1 [الأحزاب: ؟؟] .

ذامل

وقوله تعالل؟ هو الذي الول المكيتة في يلوي المؤ فين ليَرْدَادُوا لِعَانَا مّعَ
لِعَاكِمْ 2 ) [الفتح:4].
ك وقله تعالل: زو مَا جَعَلْنَا أصْحَاب الثَّارٍ ِلّا مَلائِكَةٌ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إلا ِْبَه
لدو كلو ليسكنة لذن ونوا الكتاب وَيَرْدَادَ الَّذِينَ آمنُوا اناً) [المدثر 07
فم سال ولدية اهْتَدَوا زَادَهُمْ هُدَّى وَآنَاهُمْ تَقُواهُمْ] [محمد:7٠١].‏
ثانياً: الأدلة من السنة على زيادة الإيمان ونقصانه:
© حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزن
الزاني حين يزني وهو مؤمن» ولا يشرب الخمر حين يشرها وهو مؤمن» ولا يسرق

حين يسرق وهو مؤمن» ولا ينتهب كهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو

5 |'! 4ه

رواه الخلال في السنة (؟/ 5848 ح .)٠١8٠0‏

8 أخرحه البخاري (5/ ١5/١١ 58/1١5 0*6 /1٠١ 41١5‏ فتح)» ومسلم (؟/ 5١‏ نووي).

© حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان
بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة
الأذى عن الطريق» والحياء شعبة من الإبمان" *5٠‏
ففي هذا الحديث "بيان أن الإيمان الشرعي اسم لمعنى ذي شعب وأجزاء» له
أعلى وأدق» فالاسم يتعلق ببعضها كما يتعلق-بكلهاء والحقيقة تقتضي جميع
شعبها وتستوقي جملة أجزائهاء كالصلاة الشرعية لها شعب وأجزاء» والاسم يتعلق
ببعضها كما يتعلق بكلهاء والحقيقة تقتضي جميع أجزائها وتستوفيها". **١‏
وهذه الشعب متفاوتة ليست على درجة واحدة في الفضلء» بل بعضها أفضل
من بعضء كما هو ظاهر لفظ الحديث في قوله: "أعلاها "وقوله: "أدناها"» فشعب
الإعاك منها ماديرول الإاعان يزوالما إجناعاً كشعية الشتهادتين: ومتها'ما لا يرول
بزوالها إجماعاً كترك إماطة الأذى عن الطريق» وبينهما شعب متفاوتة تفاوتاً عظيماً
منها ما يقرب من شعبة الشهادتين» ومنها ما يقرب من شعبة إماطة الأذى" 1**
وقال الشيخ العلامة ابن سعدي بعد ذكره لحديث أب هريرة: "وهذا صريح
في أن الإيمان يزيد وينقص بحسب زيادة هذه الشرائع والشعب» واتصاف العبد
كما أو عدمه» ومن المعلوم أن الناس يتفاوتون فيها تفاوتاً كثيرء فمن زعم أن الإيمان
لا يزيد ولا ينقص فقد حالف الحسء مع مخالفته لنصوص الشرع كما ترى".7*”
© حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا إيمان لمن لا أمانة لي" 4**

.ده أخرجه البخاري 5١ /١(‏ فتح) ومسلم (1/ 5 نووي) وهذا لفظ مسلم.
معالم السنن للخطابي (5/0 5724 ).
شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (ص 7؟5).
7 ه التوضيح والبيان لشجرة الإيمان (ص 5 .)١‏
5 هه أخرحه أحمد في المسند (7/ »)١1١5‏ وابن أبي شيبة في مصنفه )١١/١1(‏ وف الإبمان (ص 5).» وابن حبان في
صحيحه 7١ /١(‏ الإحسان)» والبغوي في شرح السنة /١(‏ 75)؛ وقال البغوي: "هذا حديث حسن"؛ وصححه

الألباي في تحقيقه للإبمان لابن أبي شيبة.

فهذا الحديث دليل على أن من لا أمانة له» فقد نقص فيه شيء من واحبات هذا
الدين» فيذهب عنه كمال الإبمان الواجب وتمامه» ويكون بذلك مؤمناً ناقص
الإبمان **”

يوضح الاستدلال بمذا الحديث ويبينه ما جاء عن عروة بن الزبير رحمه الله أنه قال:
"ما نقصت أمانة عبد قط إلا نقص إبمانه""”*, فنقص الأمانة في العبد دليل على
نقص الإبمان وضعفه فيه

ولهذا لما سثل الإمام أحمد رحمه الله مرة عن نقصان الإبمان احتج بمذاء قال الفضل
بن زياد سمعت أبا عبد الله وسئل عن نقص الإبمان فقال: حدثنا وكيع عن سفيان
عن هشام بن عروة عن أبيه قال: "ما انتقصت أمانة رجحل إلا نقص إيمانه" 1**

حديث أي سعيد المخدري رضي الله عنه» أنه مع رسول الله غيل الله عليه وسلم
يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه» فإن لم يستطع
فبقلبه» وذلك أضعف الإيمان"58”

فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مراتب إنكار المنكر» وأنه حسب
الاستطاعة فإما أن يغير باليد أو باللسان أو بالقلب» بمعنى يكرهه بقلبه» وهذه
المراتب الثلاث للإنكار يقوم بما المكلف على قدر استطاعته؛ ولا شك أن المرتبة
الأخيرة باستطاعة جميع المكلفين» فمن را المدكر وم يكرهه بقلبه وهو يعلم أنه
منكر فإن هذا يكون علامة على ضعف إيانه .

هده انظر الفتاوى /١١(‏ 507).

+هه رواه ابن

أبي شيبة في المصنف )١١ /١١(‏ وفي الإيمان (ص 6)» وعبد الله في السنة (1/ 85/8) والخلال في

السنة (ق /١59‏ ب) والآحري في الشريعة (ص )١١8‏ والبيهقي في الشعب »)١97 /١(‏ وابن بطة في الإبانة

.)١١41١:مقرب(‎

هه رواه الخلال في السنة (برقم: 7285)» والآحري في الشريعة (ص ».)١١/8‏ وابن بطة في الإبانة (برقم 5/8 .)١١‏

8ه رواه مسلم (؟/ 5١‏ نووي).

وقد احتج بمذا الحديث على زيادة الإيمان ونقصانه وتفاضل أهله فيه النسائئ في
0 فبوب 3 ينات تفاضل أهل الإيمان" للد

وابن منده في كتابه الإبعان فقال: "ذكر حبر يدل على أن الإيمان قول باللسان
واعتقاد بالقلب وعمل بالأركان يزيد وينتقص"”5* ثم ذكر حديث أبي سعيد رضي
الله عنه.

وبوب له النووي في شرحه لمسلم ب "باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان»
أن الأهان يريك يفصن "5

الاً: أقوال السلف الصالح في زيادة الإيمان ونقصانه”7”

لقد جاء عن السلف الصالح آثار كثيرة قرروا فيها ما حاء في كتاب الله وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم من حجج ودلالات على زيادة الإيمان ونقصانه فبينوا
“مهم الله أن الإيمان قول وعمل» يزيد وينقص» يزيد بالطاعة وكثرة العبادة والمداومة
عليهاء وينقص باللهو والغفلة والمعصية والتقصير في فعل الطاعة» بل لقد حكى
إجماعهم واتفاقهم على ذلك غير واحد من أهل العلم.

قال يحبى بن سعيد القطان: "ما أدركت أحداً من أصحابناء إلا على سنتنا في
الإيعان» ويقولون: الإبمان يزيد وينقص "1*

وقال الإمام عبد الرزاق الصنعانى رحمه الله: "لقيت اثنين وستين شيخاً... فذكر

عدداً منهم ثم قال: كلهم يقولون: "الإيمان قول وعمل» يزيد وينقص". 54*

8 سنن النسائي .)0١‏

الإبمان لابن منده (9/ .)5151١‏

.)5 47 /9( وانظر مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية‎ )١١ شرح صحيح مسلم للنووي (؟/‎ ١
.١٠١ا/.51١١5 المصدر: كتاب زيادة الإيهان ونقصانه ص‎

”5 رواه ابن هاني في مسائل الإمام أحمد (؟/ )١77‏ وذكر نحوه الذهبي في السير )١179/9(‏ في ترجمة يحبى بن

4 رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (5/ 904 ح .)١11‏

وقال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام: "هذه تسمية من كان يقول الإيمان قول
وعمل» يزيد وينقص.... فسمى أكثر من مائة وثلاثين رجلاً من أهل العلم من
الصحابة وغيرهم.. ثم قال: هؤلاء كلهم يقولون الإيمان قول وعمل» يزيد وينقصء
وهو قول أهل السنة» والمعمول به عندنا".*5*
وقال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله: "أجمع سبعون رجلاً من
التابعين وأئمة المسلمين وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم. فذكر أموراً منها: الإيمان قول وعمل» يزيد بالطاعة» وينقص
بالمعصية" .711
وقال أمير المؤمنين في الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخخاري رحمه الله:
"لقيت اكت من القن ربكل :مق العلساء بالأمضاز فماءرايت بيدا لف .أن
الإيمان قول وعمل» ويزيد وينقص"."1”

رابعاً: الأقوال المخالفة لقول أهل السنة والجماعة في مسألة زيادة
الإيمان ونقصانه.

القول الأول: قول من قال الإبعان يزيد وتوقف في النقصان.

5 رواه ابن بطة في الإبانة (؟/ 6١4‏ برقم:117١١)‏ وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان (ص 597؟١-‏
55).

5 رواه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد (ص )١١/‏ وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة )١١١ /١(‏ بلفظ أجمع
تسعون...إلم.

27 ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح /١(‏ 47)» والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (7/ 55؟) وعزواه للالكائي في
السنة» وصححا إسناده؛ قلت: وهو في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي "المطبوع" (5/ 8/59
رقم:5517١)‏ بنحوه» وليس فيه "ويزيد وينقص", فلعل هذه اللفظة سقطت من المطبوع, أو أن الحافظ والزبيدي اطلعا
على نسخة اشتملت على ما حكياه.

جاء عن الإمام مالك رحمه الله تعالى في مسألة زيادة الإيمان ونقصانه روايتان»
قال في إحداهما: إن الإيمان يزيد أما النقصان فتوقف فيه وطلب من السائل أن
يكف عن السؤال عنه. لأنه ليد عليه :دليلاً من كنات الله.

أما الرواية الأخرى: فقد جاءت عنه من طرق متعددة صحيحة:؛ قال فيها:
إن الإيمان يزيد وينقصء كقول أهل السنة والجماعة سواء .14

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكان بعض الفقهاء من أتباع التابعين لم يوافقوا
في إطلاق النقصان عليه. لأنحم وحدوا ذكر الزيادة في القران» ولم يجدوا ذكر
النتقصء وهذا إحدى الروايتين عن مالك" 7 15*

القول الثاني: قول من قال الإيمان يزيد ولا ينتقص.

وهذا قول طائفة من الأشاعرة» رواية عن أبي حنيفة» والغسانية» النجارية؛
الإباضية.

أما قول الطائفة من الأشاعرة: فقد أشار إليه البغدادي في "أصول الدين"
فقال: "وأما من قال: إنه التصديق"”* بالقلب فقد منعوا من النقصان فيه واحتلفوا
في زيادته فمنهم من منعها ومنهم من أجازها". '””
وأما الرواية عن أبي حنيفة: أن الإبمان يزيد ولا ينقصء فقد ذكرها غير واحد ممن
كتب ف المقالات» من طريق غسان وغيره عمانع عابيفة رخرة الله
قال الأشعري: "فأما غسان وأكثر أصحاب أبي حنيفة فإنهم يحكون عن أسلافهم
أن الإبمان هو الإقرار والمحبة لله والتعظيم له والهيبة منه وترك الاستخفاف بحقه وأنه

١‏ ااه

يزيد ولا ينة :

انظر: كتاب زيادة الإيمان ونقصانه ص: 7717 . 59٠١‏ وقد ناقش هذا القول بالتفصيل.

89 الفتاوى (7/ ١05‏ ه).

القول بأن الإبمان هو التصديق هو قول الأشاعرة.

١لاه‏ أصول الدين (ص ؟55).

مقالات الإسلاميين (ص .)١1595‏

وقال الزبيدي: "'وحكى تيان وجماعة من همات 1 حنيفة أنه يزيد ولا

3 الات
ينعص

وأما الغسانية: فقد ذكر البغدادي عن الغسانية» وهم أتباع غسان المرجحئ أن من
أقوالهم إن الإيمان يزيد ولا ينقصء ثم قال: "وزعم غسان هذا في كتابه أن قوله في
هذا الكتاب كقول أبي حنيفة". 74*

وأما النجارية: فلهم أصول باطلة جانبوا فيها الحق وفارقوه منها: قولمم إن الإيمان
يزيد ولا ينقصء» وقد حكى ذلك عنهم غير واحد ممن كتب في مقالات الفرق
كالأشعري والإسفرايني والبغدادي وغيرهم. *"*

وأما الأباضية: فقن ذكر أبو محمد خبد الله بن حميد السالمي من الأباضية في كتابه
مشارق أنوار العقول: "الإبمان بالمعنى الشرعي الذي هو أداء الواحبات مطلقاً ليس
ينقص نظراً إلى إيمان كل مؤمن» فإنه في ذاته غير متفاوت بالنسبة إلى إيمان

٠.‏ اآالثلات
عيره

القول القالنة قو ل من فال انناف وريد وذ قفن

لقد قال بمذا القول طوائف كثيرة من أهل الكلام والإرحاء» والتجهم؛ وثمن نسب
له هذا القول:

أبو حنيفة وأصحابه:

لقد اشتهر عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى وغفر له أنه يقول بأن الإبمان لا

يزيد ولا ينقص» واستفاض هذا عنه؛ بحيث لا يدع بجالاً للشك أو التردد ف نسبته

*/اه إتحاف السادة المتقين (5/ 55؟).

4 الفرق بين الفرق (ص .)7١7”‏ وانظر: انظر مقالات الإسلاميين للأشعري (ص ».)١155‏ والتبصير في الدين
للإسفراييني (ص 38))» والفرق بين الفرق للبغدادي (ص .)5١7”‏

انظر مقالات الإسلاميين (ص )١١5‏ والتبصير في الدين (ص »))22٠١١‏ والفرق بين الفرق (ص )١5١‏ والفتاوى
لابن تيمية 9 55 ه).

“لاه مشارق الأنوار (ص ه5-8©).

إليه» ويمكن أن أبرز أهم الأسباب الموؤكدة لصحة نسبة هذا القول إليه في النقاط
التالية:

١-إن‏ عامة كتب الفرق والمقالات تنسب هذا القول إليه» كالمقالات لأبي الحسن
الأشعريء والَرْق بين الفِرّق للبغداديء واليلّن انحل للشهرستاني» وغيرها. ""*
؟-إن الكتب المؤلفة في العقيدة والمنسوبة إلى أبي حنيفة رحمه الله تذكر هذا القول»
كالفقه الأكبر» وكتاب العالم والمتعلم» والوسيطين الصغير والكبير والوصية ورسالته
إلى الب

وهذه الكتب إن لم يصح نسبتها جميعاً إليه» فلا بد أن يصح نسبة بعضها أو
واحد منها على أقل تقدير إليه» وعلى كل إن لم يصح لا هذا ولا ذاك فإن هذه
الكتب مطبوعة متداولة» وقد احتفى بما الأحناف شرحاً ونشراً ونقلاً» فهي عند
عامتهم مسلم بما فيهاء وقد شرح بعضها شروح مطولة عديدة» ونقل منها نقولٌ
متكاثرة» واعتمد على ما فيها من عقائد 75*

وتمن قال بهذا القول: المهمية:

ومن مقولاتحم الفاسدة وآرائهم المنحرفة زعمهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ولا
يتفاضل أهله فيه.

قال الأشعري: "وزعمت الجهمية أن الإعان لا يتبعض ولا يتفاضل أهله فيه" 80*

المقالات (ص 1539). القَرْق بين الفِرّق (ص »)7١7‏ ونقله عنه الزبيدي في الإتحاف (5875/7). الملل والنحل
.)151/1١‏

انظر فيض الباري للكشميري (55/1).

89 انظر كتاب زيادة الإيمان ونقصانه ص /519..571

.)١77 المقالات (ص‎ ٠

وقال الشهرستاني: "قال أي الحهم: والإبمان لا يتبعض أي لا ينقسم إلى عقد
وقول وعملء قال: ولا يتفاضل أهله فيه» فإيمان الأنبياء وإيمان الأمة على نغمط
واحد» إذ المعارف لا تتفاضل ".541

وجهم وأتباعه إنما قالوا بهذا القول لأن الإيمان عندهم محرد التصديق» فمن صدق
بقلبه فهو عندهم مؤمن كامل الإيمان وإن تكلم بالكفر» وسب الله ورسوله صلى
لله عليه وسلم وسخر بالدين» وأحل انمحرمات» وفعل غير ذلك من الأمور التي
هي كفر بواح.

والتصديق عندهم يتساوى فيه العباد» ولا يقبل الزيادة والنقصان فهو إما أن يعدم
وإما أن يوحد, ولا يقبل التبعضء فإذا ذهب بعضه ذهب كله. ولا يتفاضل الناس
فيه» فإيمان الملائكة والأنبياء والصديقين وإيمان فساق الأمة وأهل الخنا والفجور
سواء. ”1ه
وممن قال بحذا القول: الخوارج والمعتزلة:

ذهبت الخوارج والمعتزلة مذهب أهل السنة والجماعة في تعريف الإيمان من حيث
إنه شامل للأعمال والأقوال والاعتقادات» إلا أتمم فارقوا أهل السنة والجماعة
بقولهم إن الإهان كل واحد لا يتجزأ إذا ذهب بعضه ذهب كله؛ وأنه لا يقبل
التبعض.

ومن هنا كان الإخلال بالأعمال وارتكاب الكبائر عندهم مخرجاً من الإبمان كلية؛
على خلاف بينهم في تسميته كافرا» فالخوارج قطعوا بكفره. ونازعهم المعتزلة في
الاسم وقالوا نحن لا نسميه مؤمناً ولا كافراء وإنما هو في منزلة بين المنزلتين أي:

.)88/١( الملل والنئحل‎ ١
.)5/5 //7( انظر مجموع الفتاوى‎

بين منزلة الإيمان والكفرء وإن كانوا قد اتفقوا جميعاً أنه يوم القيامة حالد مخلد في

كك

نار جهنم "*
قال شيخ الإسلام: "قالت الخوارج والمعتزلة قد علمنا يقيناً أن الأعمال من الإيمان
فمن تركها فقد ترك بعض الإيمان» وإذا زال بعضه زال جميعه؛ لأن الإبمان لا
يتبعض ولا يكون ف العبد إيمان ونفاق» فيكون أصحاب الذنوب مخلدين في النار
إذ كان ليس معهم من الإيمان شيء". 44

وأصل غلط هؤلاء ومنشأ ضلالهم كما قال شيخ الإسلام: "أتمم ظنوا أن الشحص
الواحد لا يكون مستحقاً للثواب والعقاب والوعد والوعيد والحمد والذم؛ بل إما
لهذا وإما لهذا فأحبطوا جميع حسناته بالكبيرة التي فعلهاء وقالوا: "الإيمان هو
الطاعة فيزول بزوال بعض الطاعة, ثم تنازعوا هل يخلفه الكفر على القولين ووافقتهم
المرحئة والجهمية على أن الإبمان يزول كله بزوال شيء منه. وأنه لا يتبعض ولا
يتفاضل فلا يزيد ولا ينقص وقالوا إن إيمان الفساق كيبمان الأنبياء والمؤمنين".*8*
فهذه الشبهة هي التي أفسدت على هؤلاء قولهم؛ بل وعلى جميع المرحئة» كما
قال شيخ الإسلام: "وإِنما أوقع هؤلاء كلهم أي المرحئة بأقسامهم-ما أوقع الخوارج
والمعتزلة في ظنهم أن الإيمان لا يتبعض بل إذا ذهب بعضه ذهب كله؛ ومذهب
أهل السنة والجماعة أنه يتبعض وأنه ينقص ولا يزول ججميعه"46*

وقال شيخ الإسلام: "وجماع شبهتهم في ذلك أن الحقيقة المركبة تزول بزوال بعض
أجزائها كالعشرة فإنه إذا زال بعضها لم تبق عشرة» وكذلك الأجسام

اله انظر الفتاوى (7/ 2377 51 ؟) وشرح العقيدة الأصفهانية لابن تيمية (ص 7 .)١١‏
5 الفتاوى .)4/8/١7(‏

ده شرح العقيدة الأصفهانية (ص 218107 »)١١/8‏ وانظر الفتاوى (5/07 .)5١‏

585 شرح العقيدة الأصفهانية (ص .)١55 2١57”‏

كالسكنجبين”** إذا زال أحد جزئيه خرج عن كونه سكنجبين» قالوا فإذا كان
الإيمان مركباً من أقوال وأعمال ظاهرة وباطنة لزم زواله بزوال بعضها".84*

وممن قال بمذا القول: الأشاعرة والماتريدية:

لقد ذهب جمهور الأشاعرة وجميع الماتريدية إلى أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص» لشبه
عقلية وأدلة نظرية» وذهب بعض الأشاعرة إلى أن الإيمان يزيد وينقص/:83*

قال الزبيدي: "وقال أبو حنيفة وأصحابه لا يزيد الإيمان ولا ينقص واختاره أبو
منصور الماتريدي ومن الأشاعرة إمام الحرمين وجمع كثير". ”3

وقال ابن أبي شريف الحنفي: "وهذا القول-أي أن الإبمان لا يزيد ولا ينقص-
احتاره من الأشاعرة أمام الحرمين وجمع كثير» وذهب عامتهم أي أكثر الأشاعرة
إلى زيادته ونقصانه" 31

وقال الفرهاري: "مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله والمتكلمين من أهل السنة أنه
لا يزيد ولا ينقص". 17*

فالماتريدية لهم قول واحد في المسألة وهو أن الإبمان غير قابل للزيادة والنقصان»
وأما الأشاعرة فلهم في المسألة قولان: فجمهورهم على أنه لا يقبل الزيادة
والنقصان» وذهب بعضهم إلى أنه يقبلهماء والأشاعرة يعرفون الإبمان بأنه التصديق

7ه السكنجبين: شراب مركب من حامض وحلوا-معرب-فارسيته: سركا انكبين انظر المعجم الوسيط .)550/١(‏
88 مجموع الفتاوى (511/10).

83 انظر شرح مسلم للنووي »)١5//١(‏ وفتح الباري لابن حجر /١(‏ 55)»؛ وعمدة القاري للعيني )١75 /١(‏
وتحفة القاري "للكاندهلوي" (ص؛ 5) مجموع "شروح البخخاري" »)١١7 /١(‏ النبراس شرح العقائد (ص 07 5)»
المسامرة شرح المسايرة (ص 757)» أصول الدين للبغدادي (ص 35857)» وأصول الدين للبزدوي (ص »)١57‏
والاقتصاد للغزالي (ص »)5١/‏ والمواقف للإيجي (ص 788)» والإنصاف للباقلاتي (ص 85).» والإرشاد للجويني وص
هعم وغيرها.

إتحاف السادة المتقين (١؟555/5).‏

.)”5307 المسامرة (ص‎ 0١

النبراس شرح العقائد (ص .)5١5‏

وحده؛ فلا يدحل فيه القول والعمل» فبحثهم هنا هو في التصديق هل يقبل الزيادة
والنقصان أو لا؟
فالذين قالوا لا يزيد ولا ينقص فبناء على أن الإيمان هو التصديق اليقيني الغير
قابل للتفاوت» فإن نقص فنقصه شك وكفر» ولشبه أخرى.
ومن قال منهم يزيد وينقص فللقطع بأن تصديق آحاد الأمة ليس كتصديق النبي
صلى الله عليه وسلم, واختاره النووي وعزاه التفتازاني في شرح العقائد لبعض
امحققين وقال في المواقف إنه الحق"3”

خامساً: ثمرة الخلاف في مسألة زيادة الإيمان ونقصانه.

فمسائل الأسماء لما تناول معين لدى الفرق» ومسائل الأحكام لما تناول معين
لدى الفرق» وهذه مسائل يطول شرحها لكن لعل ما أشرنا إليه يُبِين ما مدى
صفاء عقيدة أهل السنة وأن والإيمان عندهم قولٌ واعتقادٌ وعمل يزيد وينقص»
زيادته بالطاعات ونقصانه بالمعاصي .

وزيادة الإبمان ونقصانه أمر يراه الإنسان من نفسه»ء فقد يكون حاله اليوم من
الإبعان أحسن من حاله في الأمس, أو قد يكون حاله في الأمس أحسن من حاله
في هذا اليوم» فالإيمان فيه زيادة ونقص»ء فيزيد إلى ما شاء الله وينقص أحياناً حتى
يزول هذا الإبمان ولا يبقى منه شيءء ويُصبح الرحل مؤمناً ومسي كافرا.

والقول إن الإيمان يزيد وينقص في اعتقاد أهل السنة والجماعة» يترتب عليه
أمور كثيرة في مسائل الأحكام» فهذه المسألة مرتبطة بمسألتين:

الأولى: حكم مرتكب الكبيرة.

انظر شرح مسلم للنووي /١١(‏ ؟ )١‏ وشرح العقائد النسفية للتفتازاني (ص )١١5‏ والمواقف للأيجي (ص 88 3)
وانظر إرشاد الساري للقسطلاني )١١7/١(‏ ضمن مجموع شروح البخاري.

فالقول بزيادة الإيمان ونقصانه له تعلق بمسألة حكم مرتكب الكبيرة» فأهل
السنة لا يرون تكفير مرتكب الكبيرة دون الشرك الأكبر» ويقولون إن صاحب
الكبيرة مؤمن بإيمانه فاسق بمعصيته فلا يسلبون عنه اسم الإيمان بالكلية.

والمسألة الثانية: مسألة مراتب الدين.

أي ما يتعلق بدحول الإنسان إلى هذا الدين متى ينتقل في مراتب الدين؛
لأن مراتب الدين ثلاثة: الإسلام؛ الإيمان» الإحسانء فهي عبارة عن ثلاث دوائر
أول دائرة فيه هي الإسلام» ثم هناك دائرة أضيق منها هي الإبمان» ويعني هذا
الضيق أن من هو مؤمن هو مسلمء ولكن ليس بالضرورة من كان مسلماً أن
يكون مؤمناء ثم تأت الدائرة الأضيق هي دائرة الإحسان؛ لأن الإحسان فحواه
ومعناه أن ثتقن الظاهر والباطن.

فعندما أقول أحسنت بمعنى أتقنت فالإحسان إتقان الظاهر والباطن» فإذا
أتقن الظاهر والباطن فهذه مرتبة علياء فكل مسلم مؤمن مسلم» ولكن ليس كل
مؤمن محسن» قد يكون محسن وقد لا يكون محسناء فهذه عقيدة أهل السنة
والجماعة في هذه المسألة.

كما أنه مرتبط بتفاضل الناس في إيمانحم وتفاضل درجاتحم في الآخرة إلى غير
ذلك من المسائل ذات الصلة.

وقول المصنف: "((ومن ترك الصّلاة فقد كفر)», ((وَلَيْسَ من الْأغمَال
شَيْء تركه كفر إِلَّا الصّلاة))؛ من تَركهًا فَهُوَ كافر وَقد أحل الله قتله".

يستدل لهذا القول بما ورد في السنة والآثار ومن ذلك:

قوله صلى الله عليه وسلم "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة» فمن
تركها فقد كفر"*”

24 أخرجه النسائي /١(‏ ١1؟)‏ والترمذي (17/ /75 -تحفة) وابن ماجه )٠١19(‏ عن بريدة -رضي الله عنه -.

.اموه

وفي المسند:" من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه الذمة
وقوله: "بين الرحل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"31*
وقال عمر بن الخنطاب-رضي الله عنه -يقول: "لاحظ في الإسلام
لذن اترك الا*5

وقال عبد الله بن شقيق يقول: "كان أصحاب رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة
الققة

هذا القول قال يه عقلة مم العلماء “مر .عضر الصحابة إلى يوهنا
هذا ومن النقول الواردة في ذلك:

قال أبو محمد بن حزم: "وقد جاء عن عمرء ومعاذ» وعبد الرحمن
بن عوف», ومعاذ بن جبل» وأبي هريرة» وغيرهم من الصحابة-رضي
الله عنهم-أن من ترك صلاة فرض واحدةً متعمداً حتى يخرج وقتها

اما
ابداعيك 1 035

فهو كافر مرتد
وقال الحافظ المنذري: "وقد ذهب جماعة من الصحابة ومن بعدهم
إلى تكفير من ترك الصلاة متعمداً لتركها حتى يخرج جميع وقتهاء
منهم عمر بن الخطاب, وعبد الله بن مسعود» وعبد الله بن عباس

ومعاذ بن جبلء؛ وحابر بن عبد الله وأبو الدرداء-رضي الله عنهم-

6 أخرجه أحمد (ه/ )١88‏ وابن ماجه (5/ »)١779‏ وأنظر: التلخيص الحبير (؟5/ 58 .)١‏

5 رواه مسلم /١(‏ 88). وقد ذكر شيخ الإسلام-رحمه الله الفرق بين الكفر المعرف بأل والكفر المنكر في الاقتضاء
(ص:7١٠)‏ قلت: الكفر المعرف هو الأكبر» وهو المعهود في ألفاظ الشارع وألسنة الصحابة.

7 رواه مالك في الموطأ /١(‏ 75) وعبد الرزاق (*/ 5؟١)‏ وغيرهم. وحظ: نكرة في سياق النفي» فلا حظ قليل
ولا كثير في الإسلام لمن ترك الصلاة.

رواه الترمذي (/ )731٠١‏ وغيره.

5 جاء التنصيص على التكفير بترك صلاة واحدة عند عبد بن حميد (9/ 5 ؟) برقم 41 »)٠١‏ ولكن سندها
ضعيف من أجل الصنعاني عمر بن زيد.

.)١57 المحلى (؟/‎ ٠

» ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل» وإسحاق بن راهويه» وعبد الله
ابن المبارك» والنخعى» والحكم بن عتيبة» وأيوب السختياني» وأبو
داود الطيالسي» وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وغيرهم -
رجه الله-"5"3أ, اه

قال ابن رجب" : ظاهر كلام | حمد وغيره من الائمة الذين يرون كفر
تارك الصلاة: أن من تركها كفر بخروج الوقت عليه؛ ول يعتبروا أن
يستتاب» ولا أن يُدعى إليها وعليه يدل كلام المتقدمين من أصحابناء
الا

واختاره كفره أيضاً: ابن حبيب من المالكية» والعز بن عبد السلام
من الشافعية”''2 وغيرهم. ولفيف من أئمة الدعوة السلفية
المباركة* »٠'‏ ومن آخرهم العلامة الجليل ماحة الشيخ عبد العزيز بن
باز -رحمه الله -*'5» والشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين (4)»
والشيخ عبد الرزاق عفيفي» والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجيرين؛
والشيخ عبد الله بن غديان» والشيخ عبد الله بن قعود' 0 وغيرهم
0

.)89 5 /١( الترغيب والترهيب‎ ١
.)475 /١ وحاشية ابن قاسم على الروض أيضاً‎ )١١7 /١( حاشية العنقري على الروض المربع‎ 5

3

3

زع

ل

انظر الدرر السنية: 8/ .١١7‏

انظر الدرر السنية: 8/ .١//8‏

.7076 انظر حاشية على فتح الباري: ؟/‎ ٠

٠‏ وفتاواهم بمجلة البحوث وغيرها لا تحصر.

.49- 1517 المصدر: الإنباه إلى حكم تارك الصلاة عبد الله بن مانع الروقي ص‎ ٠

> "لمحلى" (١؟/ه؟5).‏
8 "الاختيارات" (ص: 754).

بل أفتى العلماء بأنَّ من أحر الصلاة وفوَّتَا عن وقتها الذي أمر الله
بإيقاعها فيه عمدًا لم يقبلها الله منه بعد حروج وقتهاء ولا تصح منه,
ولا تبرأ ذمته منها.

وقال ابن حزم: "من تعمّد ترك الصّلاة حتى حرج وقتهاء فهذا لا
يقدر على قضائها أبدّاء فليكثر من فعل الخير وصلاة التطوع؛ ليثقل
ميزانه يوم القيامة» ولْيثّب وليستغفر الله -عز وجل-."108

7

وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة: "تارك الصلاة عمدًا لا يشرع له
قضاؤهاء ولا تصح منه» بل يكثر من التطؤّعء وكذا الصوم» وهو قول
طائفة من السّلف؛ كأبي عبد الرحمن صاحب الشافعي» وداود
وأتباعه» وليس في الأدلة ما يُخالف هذا بل يوافقه؟"5."

وقال ابن ونيب" للكدور ا أمرو لضان ف عمل عشاءة كنا
لهء والعامد ليس القضاء كمّارة له؛ فإنه عاص تلزمه التوبة من ذنبه
بالاتّفاق... والعامد لم يأتِ نص بأن القضاء كمّارة له بل ولا يدل
عليه النظر؛ لأنَّه عاص آثم يحتاج إلى توبة» كقاتل العمد» وحالف
اليمين الغموس... وقد نص الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله: على
أن المصلي لغير الوقت كالتارك للصلاة في استتابته وقتله» فكيف
يؤمر بفعل صلاة حكمها حكم ترك الصلاة؟... ولا يُعرف عن أحد
من الصّحابة في وحوب القضاء على العامد شيء» بل ولم أجد
صركًا عن التابعين-أيضًا-فيه شيئّاء إلا عن النخعي» وقد وردت
آثارٌ كثيرة عن السكلف في تارك الصلاة عمدًا أنّه لا تقبل منه صلاة»

ات

كينا زُوي عن الصديق -رضي الله عنه-.

.)١ 8-15 "فتح الباري" (ه/‎ 5٠

قال ابن القيّم رحمه الله في مقرّرًا هذه المسألة: "ما وقته أوسع من فعله
كالصلاة فِْلّه في وَفْته شرطٌ في كؤْنه عبادة مأمورًا بماء فَإنّ ما أمر
به على هذه الصّفة» فلا تكون عبادة على غيرها... فما أَمَر الله به
في الوقت» فتَبَكُه المأمور حٌّ فات وقته لم يمكن فعله بعدَ الوقت
شرعًا؛ ولهذا لا يمكن فعل الممُعة بعد خروج وَقْتهاء ولا الوقوف
بعرفة بعد وقته... ولا مشروع إلا ما شرعه الله ورسوله» وهو سبحانه
ما شرع فِعْلَ الصلاة والصّيام والحج إلا في أوقات مُختصة به فإذا
فاتت تلك الأوقات لم تكن مشروعة» ولم يشرع الله سبحانه فعل
الجمعة يوم السبت» ولا الوقوف بعرفة في اليوم العاشر» ولا الحج في
غير أشهرة.

ومن أخّر صلاة النهارء فصلاها بالليل أو صلاة الليل فصادّها
بالنهارء فهذا الذي فعله غير الذي أمر به وغير ما شرعه الله ورسوله:
فلا يكون صحيحا ولا مقبولاً...

واللّه سبحانه قد جعل لكل صلاة وقنّا محدود الأول والآخرء ول يأذن
في فعلها قبل دحول وقتهاء ولا بعد خُرُوجٍ وقتهاء والمفعول قبل الوقت
وبعده أمرٌ غير المشروع» فلو كان الوقت ليس شرطًا في صِحّتهاء
لكان لا فرق في الصّحة بين فعلها قبل الوقت وبعده؛ لأنَّ كلتا
الصّلاتين صلدّها في غير وقتهاء فكيف قبلت من هذا المفتط
بالتفويت» ول تقبل من المفرط بالتعجيل؟!

وقد أمر الله سبحانه المسلمين حال مواجهة عدوٌّهم أن يصلوا صلاةً
الخوف. فيقصروا من أركاتماء ويفعلوا فيها الأفعال الكثيرة» ويستدبروا
فيها القبلة» ويسلمون قبل الإمام» بل يصلُون رجالاً وركباناء حك لو
لم يمكنهم إلا الإماء» أَنّوا بما على دوائُّم إلى غير القبلة في وقتهاء

ولو قبلت منهم في غير وقتها وصحّتء لحاز لهم تأخيرها إلى وقت
الأمن وإمكان الإتيان بماء وهذا يدل على أَتما بعد حروج وقتها لا
تكون جائزة ولا مقبولة منهم مع العُذر الذي أصابحم في سبيله وجهاد
أعدائه» فكيف تقبل من صحيح مقيم لا عذر له الْبَنَةَ وهو يسمع
داعي الله جهرة» فيدعها حتى يخرج وقتهاء ثم يصليها في غير الوقت؟!
وكذلك ال 0
على جنبه بغير قيام ولا ركوع ولا سجود إذا عَجَرْ عن ذلك» ولو
كانت تقبل منه وتصح في غير وقتهاء لجاز تأخيرها إلى زمن الصّحّة.
فأخبر ونا: أعيّ كتاب أو سنة أو أَنَرِ عن صاحب نطق بأنَّ من أخر
الصلاة وفوَّكًا عن وقتها الذي أمر الله بإيقاعها فيه عمدًا يقبلها الله
منه بعد خروج وقتهاء وتصح منه» وتبرأ ذمته منهاء ويثاب عليها
ثواب من أذّى فريضته؟! هذا والله ما لا سبيل لكم إليه البتة» حقٌ
تقوم الساعة ونحن تُوحجد لكم عن أصحاب رسول الله مثل ما قلناه
وخلاف قولكم.

فصل في قول أبي بكر الصديق الذي ل يُعلَّم أن أحدًا من الصحابة
أنكره عليه؛ قال عبدالله بن المبارك: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن
زيد: أن أبا بكر قال لعمر بن الخطاب: إن موصيك بوصية إِنْ
حقطيها» إن الل حل والبيان لا جقله :باللي| به ونحثا بالليل: لإ يقيلة
بالنّهار... فهذا أبو بكر قال: إِنَّ الله لا يقبل عَمَل النهار بالليل؛
ولا عمل الليل بالنّهار» ومن مُخالفنا بمذه المسألة يقولون بخلاف هذا
صركاء وأنَّه يقبل صلاةً العشاءٍ الآخرة وقت الحاجرة» ويقبل صلاةً
العصر نصف التّهار... فهذا قول أبي بكرء وعمرء وابنه عبدالله

وسعد بن 8 وقاص» وسلمان الفارسى» وعبدالله بن مسعود»

والقاسم بن محمد بن أبي بكرء وبديل العقيلي» ومحمد بن سيرين»

1111

ومطرف 0 عبدالله» وعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنهم وغيره

المنن
قال المصنف-رحمه الله لعال -:
4 ١-"وخبر‏ هَذِه الأمة بعد نبيها أَبُو بكر الصّديق, ثم عمر بن الخطابء ثم عُثْمَان بن
عَفَان؛ٍ نقدم هَؤُلَاءٍ الثّلانّةكُمَا قدمهم أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم
يَحْتَلِفُوا في ذَلِكء ثمّ بعد هَؤْلَاءٍ الدَلانّة أَصْحَاب الشورى الْحَمْسَة عَلىَ بن أبي طَالب
َالزَّيْر وعباد الرحمن بن عَؤْف وَسعد وَطَلْحَة كلهم للخلافة كلهم إِمَام وَتَذْهَبِ فِي
ذَلِك إِلَى حَدِيث ابن عمر: (كُنَا نعد وَرَسُول الله صلى الله عََيْهِ وَسلم حَيّ وَأَصْحَابه
متوافرون أَبُو بكر ثم عمر ثم عُنْمَان ثمّ نسكت ثم من بعد أَصْحَاب الشورى أهل بدر
من الْمُهَاجِرين ثم أهل بدر من الْأَنْصّار من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
على قدر الْهجْرّة والسابقة أولا فأولا).
نم أفضل النّاس بعد هَوْلَاءٍأَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ َسلم القرن الذي بعث
فيهم كل من صّحبه سنة أو شهرا أو يَوْمَا أو سّاعَة وَرَآهُ فَهُوَ من أَصُحَابه لَهُ الصُّحْبَة
على قدر ما صّحبه وَكَانَت سابقته مَعَه وَسمع مِنْهُ وَنظر إِلَيّه نظر فأدناهم صُحْبَة أفضل
من القرن الَّذِي لم يروه وَلّو لقوا الله بجَمِيع الْأَعْمَال كَانَ هَؤلَاءٍ الْذين صحبوا الَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ورأوه وسمعوا مِنْهُ أفضل لصحبتهم من التَابعين وَلّو عمِلُوا كل
أغمال الشي ",
ابرح
توطئة:

يجدر التنبيه على أمرين هنا

.)86١- كتاب الصّلاة وحكم تاركها (ص: */ا‎ ١

الأمر الأول: تقسيم مسائل الاعتقاد.

الأمر الثابي: ترتيب مسائل الاعتقاد عرضاً وتعليماً.

أما الأمر الأول: فإن مسائل العقيدة مركبة ومقسمة ومبوبة على النحو التالي:
أولاً: أصول مسائل الاعتقاد.

وود ع على اويا

الجانب التأصيلي:

وهو معرفة أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة التي يستمدون منها علم العقيدة

فهم سلف الأمة من الصحابة؛ والتابعين» وتابعي التابعين» ومن سار على تمجهم
واقتفى أثرهم, ومعرفة موقفهم من العقل والاستدلال به.

والجانب التقريري:

ويعنون به أركان الإبمان الستةء وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر والقدر خيره وشرهء فهذه أصول مسائل الاعتقاد يبدؤون بماء
ويستمدون هذا من حديث جبريل عليه السلام حينما سئل النبي صلى الله عليه
وسلم عن الإبمان.

ثانياً: مسائل الأسماء والأحكام.

وهذه تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: مسائل الأسماء.

ويعنون بمسائل الأسماء ما يتعلق بتعريف ألفاظ الإسلام والإيمان والإحسان
والدين ونحوها من الأسماء والفروق بينهاء وما يضاد ذلك من تعريف الكفر والشرك
والنفاق والردة ونحوها من المسميات وتحديد مدلولاتها وما يندرج تحتها.

القسم الثاني: مسائل الأحكام.

ويعنون بحا متى يكون الشخص مسلماً أو مؤمناً أو محسناً ونحوها من الألفاظع
ومتى يكون كافراً أو مشركاً أو منافقاً أو مرتداً أو مبتدعاً أو فاسقاً» إلى غير ذلك
من الأحكام التي وردت في نصوص الشرع؛ وما هي شروط وموانع تكفير المعين
وما يلحق ذلك من مسائل.

ثالثاً: ملحقات مسائل الاعتقاد.

وهي المسائل المتعلقة بالصحابة والخلافة والإمامة الكبرى, والموالاة والمعاداة»
ويعتبروتها ملحقات لمسائل العقيدة.

وأما الأمر الثاني فهو يتعلق بترتيب مسائل الاعتقاد عرضاً وتعليماً.

فإذا علم أن أبواب الاعتقاد مقسمة إلى:
أصول الاعتقاد.
مسائل الأسماء والأحكام.
ملحقات بمسائل الاعتقاد.
فعلى طالب العلم سواء كان معلماً أو متعلماً أن يتعلمها على هذا الترتيب» وأن
لا يخرج عنه» وأن يحذر من محاولات أهل الباطل الإخلال بمذا الترتيب» وبخاصة
محاولاتحم البدء بمسائل الأسماء والأحكام قبل الانتهاء من معرفة ودراسة أصول
المعتقد.
وقول المصنف: "وخبر هَذِه الأمة بعد نبيها أَبُو بكر الصّديق, ثمَّ عمر بن
الخطابء ثم عُْمَانَ بن عَفَان؛ٍ نقدم هَؤْلَاءٍ القّّانّة كُمَا قدمهم أَصْحَاب رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَحْمَلِفُوا في ذَلِك"

أولً: هذه المسائل المتعلقة بالمفاضلة بين أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم يذكرها العلماء دائماً توطئة لمسائل الخلافة والإمامة.

فهذه مسألة تفضيل أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم على باقي
الصحابة» ويدحل فيها مسألة تفضيل عثمان على علي.

فأهل السنة يعتقدون بأن حير هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو
بكر وعمر وعثمان» ثم علي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف
وأبو عبيدة بن الجراح» ثم بعد ذلك يأَنِ بقية العشرة» ثم يأق بعد هذا أهل بدرء
ثم يأت بعد ذلك أهل بيعة شجرة الرضوانء ثم بعد ذلك يأقِ أهل الفتح فتح مكة
ثم بعد ذلك يتوالى الفضل بحسب أقدمية ذلك الذي أسلم من الصحابة.

قال شيخ الإسلام بن يليه عه النه: «ويقرُون بما تَوَائَرَ به لتك عن أمير
المؤمنينَ علينٌ بن أبي طالب وى اللذخمه وعرن ين أذ هذه لاع
َبيّهَا: أبو بكر» عْمَرُ ويُلَّنُونَ بِْنْمَان ويربُعُونَ بعَلَِ رضي الله عنهم أجمعين»
0000 غلبة لان

وقد أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة» وإِن كان بعض السلف قد
احتلفوا في التفضيل بين عثمان وعلي-فإنهم لم يختلفوا في الترتيب في البيعة
للخلافة» وكل مَن حالف الترتيب في الخلافة فإنه من أهل البدع.

وترتيب أهل السنة: (أبو بكرٍ» عْمَر ويدُلّنُونَ بِعْفْمَان» ويربعُونَ بعلي رضي
الله عنهم أجمعين).

وإن كان ته حلاف في التفضيل بين عثمان وعليئٌ» ولكنه لا يترتب عليه أي
أثر في الانتساب لأهل السنة؛ «فقدّم قومٌ عثمانَ» وسكتواء وربّعوا بعليٌ» وقدّم
قوم عليّاء وقوه توقّفواء لكن استقرٌ أمرُ أهل السّنّة على تقديم عُثْمَانَ ثم عليٌ.

إن كانث هذه المشالةٌ (فخالة عْنْمَانَ وعليٌ) بشت من الأصبول التي بصلاة
المحالفٌ فيها عند جمهور أَهْلٍ السسّنّقَ لكن التي 0 فيها مسألةٌ الخلافة؛ وذلك

5 مجموع الفتاوى ؟/ .51١‏

لأنحم يؤمنون أنَّ الخليفة بَعْدَ رسولٍ الله فلع أبو بكر, ثم عمو ثم عفمانُ» ثم علي
ومن طَعَنَ في خلافة أحدٍ من هؤلاء فهو أضلٌ من جِمَارٍ أَهْلهِ».

فلهم من الفضل ومن المكانة ما هو مُجمع عليه بين أهل السُّنّة.

ثانيًا: ذكر تفاضل الأربعة رضوان الله عليهم. 1١‏

أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على تفضيل أبي بكر وتقديمه على سائر
الصحابة ثم تفضيل عمر بعده على عثمان ثم عثمان بعد عمر على من بعده
رضوان الله عليهم» وكانوا يتحدثون بذلك ف زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهو
يسمعهم فلا ينكره» ثم أجمعوا على تقديم علي بعد عثمان فقدموه وبايعوه بالخلافة.

فالصحابة مجمعون على تفضيل أبي بكر على عمر ثم عمر على عثمان ثم
عثمان على علي رضي الله عنهم أجمعين» ولقد اتفق-الناس-الصحابة وغيرهم-
بعد مقتل عمر رضي الله عنه على تفضيل عثمان» حكى هذا الاتفاق صاحب
رسول الله صلى عليه وسلم؛ عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود رضي الله
عنهماء أما عبد الرحمن فقد قال في قصة بيعة عثمان رضي الله عنه لما اختاره
للخلافة بعد عمر: « أما بعد يا علي إن قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم
يعدلون بعثمان؟'' وكان قد قال رضي الله عنه قبل ذلك للشيخين عثمان وعلي
رضي الله عنهما حين التشاور: «أفتجعلونه-( يعني أمر الاختيار)-إلي واللّه على
أن لا آلو عن أفضلكم»”'' وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لما استخلف

١51 . 707 المصدر: مباحث المفاضلة في العقيدة: ص‎ ٠7

7١‏ أخرجه البخاري انظره مع الفتح 2١515 /١‏ وقد كان عبد الرحمن رضي الله عنه قد احتهد غاية الاجتهاد قال
ابن كثير في الباعث الحثيث ص 55 :١‏ «حتى سأل النساء في خدورهن والصبيان في المكاتب فلم يرهم يعدلون بعثمان
أتحدا:

> أخرجه البخاري انظره مع الفتح 0 .51١‏

عثمان: « أمرنا خير من بقي ولم نأل ٠١‏ وقال رضي الله عنه: « إنا اجتمعنا
أصحاب محمد فلم نأل عن خيرنا ذي فوق فبايعنا أمير المؤمنين عثمان »).117)40

وقال الإمام أحمد: «لم يكن بين أصحاب رسول الله اختلاف إن عثمان
أفضل من علي).*'

ومضى اعتقاد أهل السنة والجماعة على ذلك إلا ماكان من خلاف يسير
في المفاضلة بين عثمان وعلي أيهما أفضل؟ بعد أن أجمعوا على تقديم أبي بكر
وعمر عليهما في الفضل بلا خلاف.

وتفضيل أبي بكر على عمر بلا خلاف.

قال الشافعي رحمه الله: «ما احتلف أحد من الصحابة والتابعين في تفضيل
أبي بكر وعمر وتقديمهما على جميع الصحابة وإِنما اخعتلف من اختلف منهم في
علي وعثمان ». قال البيهقي- بعد ذكره قول الشافعي هذا بسنده-: «وروينا عن
جماعة من التابعين وأتباعهم نحو هذا ''' وقال يحبى بن سعيد القطان: «من
أدركت من أصحاب النبي والتابعين لم يختلفوا في أبي بكر وعمر وفضلهما إنما كان
الاختلاف في علي وعثمان' ٠"‏ والخلاف الذي وقع في ذلك حلاف يسير» وما
وقع إلا في المفاضلة بينهماء وتقديم أحدهما على الآخر في الفضل دون الخلافة,
فإنهم مجمعون بلا حلاف على تقديم عثمان على علي في الخلافة» وعلى صحة

15" أخرجه أحمد في فضائل الصحابة 0١ /١‏ قال المحقق: «إسناده صحيح» وابن سعد في الطبقات 8/ 2539
والفسوي ف المعرفة والتاريخ ؟/ 232٠0‏ والخلال في السنة ص 58؛ وقال الحيثمي في المجمع 9/ 88: «رواه الطبراني
بأسانيد ورحال أحدها رجال الصحيحء وأنخرحه اللالكائي في الشرح 7/ 45 .١١‏

7 أخرحه أحمد في فضائل الصحابة /١‏ 25735 457» قال المحقق في ص 755: «رحال الإسناد ثقات؛ وقال في

ص 4717 : «إسناده حسنء وأخرحه ابن سعد في الطبقات */ 57» والفسوي في المعرفة والتاريخ ؟/ 2071١‏ وأخرحه
اللالكائي في الشرح.7/ 847 .١‏
السنة للخلال 595.

8 الاعتقاد 19١؟.‏

.١ 517 /1/ شرح أصول اعتقاد أهل السنة‎ 0٠

الخلافتين» ثم إن ذاك الخلاف قد انقضى واستقر أمر أهل السنة على تفضيل
عثمان على علي ورحع بعض من قال بتقديم علي إلى تقديم عثمان» يقول ابن
تيمية رحمه الله: «مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي
الله عنهما بعد اتفاقهم على تقد أبي بكر وعمرء أيهما أفضل» فقدم قوم عثمان
وسكتوا وربعوا بعلي وقدم قوم علياء وقوم توقفوا)» قال: «لكن استقر أمر أهل
السنة على تقدم عثمان على علي» وإن كانت هذه المسألة-مسألة عثمان وعلي-
ليست من الأصول التي يضلل المحالف فيها عند جمهور أهل السنة» لكن التي
يضلل فيها هي مسألة الخلافة» وذلك أنمم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى
لله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي» ومن طعن في خلافة أحد من
هؤلاء فهو أضل من حمار أهله» 1١‏

وقال ابن عبد البر بعد ذكره للخلاف الواقع بين أهل السنة في المفاضلة بين
عثمان وعلي: «وأهل السنة اليوم على ما ذكرت لك من تقد أبي بكر في الفضل
على عمر وتقد.م عمر على عثمان وتقددم عثمان على علي رضي الله عنهم» ٠7”‏
وقال ابن الصلاح: «وتقدهم عثمان هو الذي استقرت عليه مذاهب أصحاب
الحديث والسنة"5»

قال ابن حجر: «الإجماع انعقد بأحره بين أهل السنة أن ترتيبهم في الفضل
كترتيبهم في الخلافة». “1

وحاصل ما كان عليه أهل السنة في المفاضلة بين عثمان وعلي قبل انعقاد
إجماعهم على تفضيل عثمان ثلاثة مذاهب:

الأول: تفضيل عثمان ثم علي-وكان مذهب الجمهور.

.725 العقيدة الواسطية-ضمن المجموعة العلمية السعودية-ص‎ ١
الاستيعاب -بمامش الإصابة-؟/ 4 ه.‎
.١99 المقدمة ص‎ 377

55 فتح الباري 3

الثاني: تفضيل علي ثم عثمان-وكان قد ظهر في أهل الكوفة.

الثالث: التوقف عن المفاضلة بينهماء وكان قد ظهر في أهل المدينة.

فالمذهب الأول هو الذي كان عليه عامة أهل السنة كما قال ابن عبد البر "77
والخطابي' 2٠"‏ وابن حجر" وغيرهمء وفي هؤلاء من توقف في التفضيل عند
عثمان فقال بتفضيل عثمان بعد عمر وسكت على ذلكء مع اعتقاده بالتربيع
بعلي» وإِنما قصد بالتوقف عند عثمان الاقتداء بحدث ابن عمر المتقدم» وهم لا
يقدمون على علي أحداً بعد الثلاثة» ومن هؤلاء أحمد بن حنبل وصرح رحمه الله
بأن التوقف عند عثمان إنما هو عمل بحديث ابن عمر فقال: نقول أبو بكر وعمر
وعثمان ونسكت»ء على حديث ابن عمر»*"' وقال رحمه الله: «فإن قال قائل من
بعد عثمان؟ قلت: علي *" وقال رحمه الله لمن سأله عمن قال: أبو بكر وعمر
وعثمان وعلي» قال: « أذهب إليه» ويعجببي أن أقول أبو بكر وعمر وعثمان
وأسكت, وإِن قال رحل: وعلي» لم أعنفه, ولا يعجبني هذا القول. قال ابن عمر:
أبو بكر وعمر وعثمان» ونترك أصحاب رسول الله له لا نفضل بينهم'”" وقال
رحمه الله: « من وقف على عثمان ول يربع بعلي فهو على غير السنة. "5

وهذا المسلك مروي عن جماعة من أئمة أهل السنة كيحيى بن معين وبشر

8 5 0 2 دنا ِ
بن الحارث ويزيد بن زريع ومحمد بن عبيد وعبد الله بن المبارك» وغيرهم' ''» وسبق

الاستيعاب "/ 4 ه.

75 معالح السئن -بحامش المختصر -1/ .١/8‏

07 فتح الباري 17 .1١‏

السنة للخلال ص 57937.

السنة للخلال ص ؟. ه.

6 السنة للخلال ص ؟5. ه5.

."98 /١ طبقات الحنابلة‎ ”“١

0 انظر السنة للخلال /591) 24٠١ »40* 5.7 45.٠‏ وشرح أصول اعتقاد أهل السنة 10 2311549 ١597‏

17

بيان أن ما ورد في حديث ابن عمر من السكوت عن علي متأول بأمور منها أن
الإجماع المنعقد على تقدتم علي بعد عثمان إِنما حدث بعد الزمن الذي قيده ابن
عمر.

وأما المذهب الثاني وهو تفضيل علي ثم عثمان بعد أبي بكر وعمر فهو كان
مذهب عامة أهل الكوفة» قال الخطابي: «ذهب أكثر أهل الكوفة إلى تقديمه-
(يعني عليا)-على عثمان رضي الله عنهما قال: « وحدثني محمد بن هاشم حدثنا
أبو يحبى بن أبي ميسرة عن عبد الصمد قال: قلت لسفيان الثوري: «ما قولك في
التفضيل؟ فقال: أهل السنة من أهل الكوفة يقولون: أبو بكر وعمر وعلي
وعثمان» وأهل السنة من أهل البصرة يقولون: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي
الله عنهم) قلت: فما تقول أنت؟ قال: أنا رجل كوفي» قال الخطابي: «قلت: وقد
ثبت عن سفيان أنه قال في آحر قوليه: «أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله
عنهم» 0 وكما رحع

سفيان الثوري رحجع غيره من أهل الكوفة. كما قال ابن تيمية رحمه الله: «إن
سفيان الثوري وطائفة من الكوفة رححوا علياً ثم عثمان» ثم رحع عن ذلك سفيان
وغيري 7

وقال ابن حجر: «ذهب بعض السلف إلى تقدهم علي على عثمان» وممن
قال به سفيان الثوري» ويقال أنه رحع عنه» وقال به ابن خزيمة وطائفة قبله

0

هذاء وقد روى الخلال بسنده عن يبحيبى بن سعيد القطان أنه قال:
«كان رأي سفيان الثوري: أبو بكر وعمر ثم يقف» 6" وكان التوقف مذهب

يبحى بن سعيك وقال الإمام أحمد: «بلغني أن يحى كان يقف عند ذكر عمر» قال:

5 معالم السنن- بحامش المختصر -10/ 10.

4" الفتاوى 4/ 7؟4؛ وانظر منهاج السنة ؟/ /اء 74.
"> فتح الباري 17/ ١5‏ وانظر الباعث الحثيث ص .١55‏
705 السنة 7/97 وقال المحقق: إسناده صحيح».

«وكان يأخذه من سفيان »"" يعني الثوري» فلا أدري متى كان التوقف من
سفيان؟ والله أعلم.

وأما المذهب الثالث وهو التوقف عن المفاضلة بينهم؛ فهو رواية عن مالك؛
ففي المدونة قال ابن القاسم: «وسألت مالكا عن خير الناس بعد نبيهم صلوات
الله وسلامه عليه» فقال: أبو بكر ثم قال: أو في ذلك شلك؟ قال ابن القاسم:
فقلت لمالك: فعلي وعثمان أيهما أفضل فقال: ما أدركت أحدا ممن أقتدي به
يفضل أحدهما على صاحبه- يعني غليا وعقمان دووف الكف عتوي 7

وزوى "اخ عبد البو بسنده أن مالكا سئل: من تقدم تعن رمتو 94/1 قال
أقدم أبا بكر وعمر ولم يزد على هذا. وروى أيضا قول مالك: «ليس من أمر
الناس الذين مضوا عليه أن يفاضلوا بين الناس”" وروى اللالكائي بسنده أن
مالكا سئل عن علي وعثمان فقال: « ما أدركت أحداً ممن يقتدى به إلا وهو
يرى الكف عنهماء يريد التفضيل بينهماء فقيل له: فأبو بكر وعمر فقال: ليس
في أبي بكر وعمر شكء يريد أنحما أفضل من غيرهما'*'» وقد ذكر ابن تيمية أن
مالكاً رجع عن التوقف إلى تفضيل عثمان ثم علي فقال: « أما عثمان وعلي
فكان طائفة من أهل المدينة يتوقفون فيهما وهي إحدى الروايتين عن مالك!4'
وقال في موضع آخر: «وبعض أهل المدينة توقف في عثمان وعلي» وهي إحدى
الروايتين عن مالكء لكن الرواية الأخرى عنه تقدهم عثمان على علي كما هو

ا

مذهب سائر الأئمة»"*' وقد اعتمد ابن رشد في كلام له تقديم عثمان ثم على

ا" رواه الخلال بسنده في السنة ص 27377 وقال المحقق وإسناده صحيح).
08” المدونة 5/ ١ه4.‏

"9 ٠. الانتقاء‎ >88

شرح أصول الاعتقاد 17/ 554.

.8 منهاج السنة ؟/‎ 0١

؟5* الفتاوى 5/ 575.

مذهب المالك وقال: « وقيل: إنه الذي رجع إليه مالك بعد أن وقف في عثمان
وعلي» فلم يفضل أحدهما على صاحبه على ظاهر ما وقع في كتاب الديات من
المدونة » قال ابن رشد: «على أنه كلام محتمل للتأويل» ١1!‏ وذكر السيوطي أنه
قد حكى القاضي عياض عن الإمام مالك أنه رحع عن التوقف إلى تفضيل
عثمان» قال القرطبي: وهو الأصح إن شاء الله *؟' ولعل من وافق مالكا على
التوقف قبل الرجوع يكون قد رحع إلى تفضيل عثمان على علي كما رجع مالك
موافقة له في الرجوع بعد موافقته في التوقف» ولقد روى الخلال بسنده عن أيوب
السختياني أنه قال: « دحلت المدينة والناس متوافرون القاسم بن محمد وسليمان
وغيرهما فما رأيت أحدا يختلف في تقدم أبي بكر وعمر وعثمان ١4*‏

وتوقف في المفاضلة بين عثمان وعلي من غير أهل المدينة يحبى بن سعيد
القطان من أهل البصرة وقد استغرب عبد الرحمن بن مهدي ذلك فقال ليحيى:
«من تقتدي في هذا وأهل البصرة ليس هذا قولهم؟!»'*' ذكر ابن حجر أن يحبى
القطان تبع مالكا في التوقف"*'» ولكن قد سبق قبل قليل قول الإمام أحمد أن
يحبى أحذ التوقف عن سفيان الثوري» ويحبى قد حكى هذا القول عن سفيان فقد
أخرج الخلال أن يحجى بن معين قال: «قال يحى بن سعيد: كان رق سفيان
الثوري: أبو بكر وعمر ثم يقفء قال يحبى بن معين: «وهو رأع يحجى بن سعيل» 1145
كأنه يشير إلى أن ذلك منه موافقة السفيان فيما رواه عنه. والله أعلم.

41 الجامع من المقدمات ١74‏ وانظر حاشية المحقق رقم (7).
4 تدريب الراوي ؟/ 257 وانظر لوامع الأنوار ؟/ 5ه".
5 السنة ص .5٠١7‏

5 السنة للخلال ص ؟/ا ا

54 فتح الباري 17 15.

السنة ص .7177

والحاصل أن ما روي عن أئمة السلف من تقديم علي على عثمان أو التوقف
فيهما قد رجعوا عنه واستقر مذهب أهل السنة على تفضيل عثمان ثم علي. وهذا
هو المذهب الحق الذي لا يجوز العدول عبة لثيوثه بالآدلة الشرعية من السنة
والإجماع وسبق بياتهما من حديث ابن عمر وإجماع الصحابة على تقديم عثمان
بعد أبي بكر وعمر وجميع ذلك ثابت صحيح كما تقدم» ولذلك قال الإمام أحمد:
«كل من قدم علية ثم عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار*؟' وكذلك قال حماد
بن زيد'” وروي نحو ذلك عن جماعة من الأئمة كسفيان الثوري والدارقطني
وغيرهم. "1

حتى أن الأئمة قد تكلموا في تبديع من يقدم علياً على عثمان على قولين. ؟*'

وروي عن بعضهم أنه قال: من قدم علي على عثمان فعليه لعنة الله وبعضهم
قال: فهو أحمقى 1١‏

هذاء وقد ذكر ابن حزم*”' عن بعض السلف من الصحابة وغيرهم سمى
بعضهم.ء أن منهم من قال: أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم جعفر
بن أبي طالب ومنهم من قال وبعد جعفر حمزة» وأن منهم من قال إن أفضل
الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود» وغير ذلك مما ذكره ابن
حزم عن بعض السلف من غير أن يذكر إسناداً؛ لما رواه عنهم» وقد قال ابن تيمية

رحمه الله: «وأما ما بحكي عن بعض المتقدمين من تقديم حعفر وتقديم طلحة أو

8 السنة للخلال ص 557.

6" شرح أصول الاعتقاد 17// .11٠١‏

.45/8 2575 2475 /5 و899 والفتاوى‎ 9/٠. انظر السنة للخلال‎ 1١
.575 /4 والفتاوى‎ 2855-58٠١ انظر السنة للخلال هي‎

55 انظر شرح أصول الاعتقاد 17/ .1817٠‏

5 انظر الفصل 5/ ١١١‏

نحو ذلك فذلك في أمور مخصوصة لا تقديماً عاماً وكذلك ما ينقل عن بعضهم في
0

ويشهد لما قاله ابن تيمية من كلام ابن حزم نفسه فقد حمل ما ورد عن أم
سلمة رضي الله عنها في ذكرها زوحجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم على أنه
مذهبها في التفضيلء قال: «وروينا عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها أتما
تذكرت الفضل ومن هو خخير فقالت: ومن هو خير من أبي سلمة أول بيت هاحر
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم”*'. والمروي عن أم سلمة في ذلك ما جاء في
سياق قصة زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم من قولها: «فلما توفي أبو سلمة
استرجعت وقلت اللهم أحرني في مصيبتي واخلفني حيرا منه» قال: «ثم رجعت إلى
نفسي قلت: من أين لي خير من أبي سلمة» فلما انقضت عدقٍ استأذن علي
رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فذكرت قصة حطبة النبي لا ثم زواجها منه صلى
الله عليه وسلم حتى قولها: «فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرًا منه رسول الله صلى
الله عليه وسلم"”' وحمل ما ورد في هذه الرواية عن أم سلمة أنه مذهبها وقولما في
أفضل الناس بعد رسول الله-كما حمله ابن حزم-عجيب غاية العجبء ولقد
وردت أحاديث في تفضيل أعيان من الصحابة كل واحد في أمر تخصوص كما في
حديث: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكرء وأشدهم في أمر الله عمر» وأصدقهم حياء
عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم

أبى ولكل أمة ل وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرا 1 ونحو ذلك من

هه" منهاج السنة 5؟/ 15.
5 الفصل 5/ .١١١‏

أخرحه أحمد في المسند 5/ 51 58 5/ 8107818 ,#5١‏ والحاكم 4/ ,١5‏ وص ححه ووافقه الذهبي»

وانظر الفتح الرباني 2517/7١‏ 25 وأصله في صحيح مسلم ؟/ *57.

> أخرجه الترمذي ه/ 57, وابن ماجه /١‏ ه25 وأحمد في المسند 9/ 23184 581.

الأحاديث ومن قال من السلف مثلا أفرض الصحابة زيد فليس هذا قول منه بأنه
أفضل الصحابة بعد النبي وإِن توهم الواهم ذلك.

وقد روى الذهبي سدده عن أبى هريرة رضي اللّه عنه أنه قال: وما احتذى
النعال ولا ركب المطايا ولا ركب الكور رجحل أفضل من جعفر». ثم قال الذهبي:
«هذا ثابت عن أبي هريرة» ولا ينبغي أن يزعم زاعم أن مذهبه: أن جعفراً أفضل
من أبي بكر وعمرء فإن هذا الإطلاق ليس هو على عمومه» بل يخرج منه الأنبياء
والمرسلون» فالظاهر أن أبا هريرة لم يقصد أن يدخل أبي بكر ولا عمر رضي الله
عنهم» 1*3

ومن قبيل ما ذكره ابن تيمية رحمه الله ما حكاه الخطابي عن بعض المتأخرين
إذ قال: «وللمتأحرين في هذا مذاهبء منهم من قال بتقديم أبي بكر من جهة
الصحابة وبتقديم علي من جهة القرابة » قال: وكان بعض مشايخنا يقول: أبو
بكر خير وعلي أفضل قال: وباب الخيرية غير باب الفضيلة» قال: وهذا كما
تقول: إن الحر الحاشمي أفضل من العبد الرومي والحبشي» وقد يكون العبد الحبشي
خيراً من هاشمي في معنى الطاعة لله والمنفعة للناس» فباب الخيرية متعد وباب
الفضيلة لازم''' وهذا الذي حكاه الخطابي هو في معنى ما تقرر من أنه قد تكون
في المفضول فضيلة لا توحد في الفاضل من غير أن ينال ذلك من تفضيل الفاضل
على المفضولء والله أعلم.

8 السير 5 /١‏ 05ه.
معالم السئن -بحامش المختصر- 0 218 19.

وكان ابن عبد البر قال: «احتلف السلف أيضا في تفضيل علي وأبي بكر» 751
قال الزركشي: «قد غلط في ذلك ووهم»''' كيف وهو نفسه ممن نقل اجحتماع
السلف والخلف على أن عليا أفضل الناس بعد عثمان. 1١‏
وأما قول المصنف: "ثم بعد هَؤْلَاءٍ الثّلانّة أَصْحَاب الشورى الْحَمْسَة عَلىَ بن
أبي طالب وَالرُبَيْر وعبد الرحمن بن عَؤْف سعد وَطُلْحَة كلهم للخلافة وَكلهُم
ام وَتَذْهَبِ فِي ذَلِك إِلَى حَدِيث ابن عمر: (كُنّا نعد وَرَسُول الله صلى الله
عَلَيِْ وسلم حي وَأَصْحَابه متوافرون أو بكر ثم عمر ثم عْمَان ثم نسكت)
ثمّ من بعد أصْحَاب الشورى أهل بدر من الْمُهَاجِرين ثمّ أهل بدر من الْأنْصّار
من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قدر الْهجْرَة والسابقة أولا
فأولا)".

وهذه مسألة المفاضلة بين الصحابة بعد الخلفاء الثلاثة 14

وقد احتلف في هذه المسألة على عدة أقوال:

القول الأول: أنه يلي الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في الفضل بقية
أضحات الشوري التمينة:

فقد جاء في عقيدة الإمام أحمد وعلي بن المديني اللتان رواهما اللالكائي
بسنده عنهما أنه يلي الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في الفضل بقية
أصحاب الشورى الخمسة: علي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن
أبي وقاص”''. وهما لا يقدمان على علي أحدا بعد الثلاثة بل قالا هذا موافقة

لحديث ابن عمر كما تقدم بيائه.

لاستيعاب -كامش الإصابة */ 37ه.
لإحابة ص ؟ 5.
نظر الاستيعاب */ 57.

لمصدر: مباحث المفاضلة في العقيدة ص 5756 ./751.

5" شرح أصول الاعتقاد /١‏ 2159 21517 وطبقات الحنابلة /١‏ 47 7.

قال ابن تيمية رحمه الله: «ما في أهل السنة من يقول: إن طلحة والزبير وسعدا
وعبد الرحمن بن عوف أفضل منه-( يعني من علي)- بل غاية ما يقولون السكوت
عن التفضيل بين أهل الشورى وهؤلاء أهل الشورى عندهم أفضل السابقين
الأولين» والسابقون الأولون أفضل من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا'' ٠‏
والحاصل أن بقية أصحاب الشورى الذين جعل عمر رضي الله عنه فيهم الأمر
من بعده يختارون أحدهم.؛ أفضل الصحابة بعد علي رضي الله عه عيك أه 'الشيئة
والجماعة» وقال الإمام أحمد: «ثم من بعد أصحاب الشورى: أهل بدر من
المهاحرين» ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله عليه على قدر اللحجرة
والسنابقة ولا فأول376,

القول الثاني: أفضل الصحابة بعد الأربعة بقية العشرة المبشرين بالحنة.

فقد نقل جماعة من أهل العلم أن أفضل الصحابة بعد الأربعة بقية العشرة
المبشرين بالحنة وهم أصحاب الشورى المذكورون وسعيد بن زيد بن عمرو بن
نفيل» وأبو عبيدة بن الحراح. 18

وأما القول في الترتيب بعد العشرة فقد اختلف السلف في ذلك

القول الأول: أن بعد العشرة أهل بدر» ثم أهل أحد ثم أهل بيعة الرضوان.

أن من بعد العشرة أهل بدر الذين قال فيهم: «لعل الله اطلع على أهل بدر
فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت الكم»؟' وف لفظ «فقد وحبت لكم

5 منهاج السنة 5/ 591.

7" شرح أصول الاعتقاد .1١59 /١‏

انظر عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي -ضمن المجموعة العلمية السعودية -ص ه "» واللجامع من المقدمات ص
5»؛ ومقدمة ابن الصلاح 494 »١٠‏ والباعث الحثيث ص 2١57‏ وتقريب النواوي وشرحه التدريب ؟١/‏ 23577 ولوامع
الأنوار البهية ؟/ 851 ومعارج القبول ؟/ 5/5.

الجنة» ' ١"‏ وجاء حبريل إلى النبي له فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: من
أفضل المسلمين-أو كلمة نحوها-قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة'" ثم
أهل أحد ثم أهل بيعة الرضوان الذين قال الله فيهم: [إِنَّ الَّذِينَ يَُايُونَكَ إِننا
يَُايعُونَ الله يَدُ اللِّ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) [الفتح: ]٠١‏ وقال فيهم: [ِلْقَدُ رَضِي الله
عَنٍ الْمُؤْمِيِينَ إِذْ يَُايعونَكَ تخت الشَّجِرَة فعَلِمَ ما في فلُوبيم َأَنرلَ الككيئة عَلَيْهِمْ
وَأَنَابَهُمْ فَنْحَا قَرِيا] [الفتح: )١8‏ وقال فيهم: «لا يدخل النار» إن شاء الله من
أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها '" .

وقد كانوا أكثر من ألف وأربعمائة صحابي كما في الصحيح) .""

ذكر هذا الترتيب في الفضل بعد العشرة النووي*"', وابن الصلاح”"' » وابن
كثير' '7.

القول الثاني: تقديم أهل بيعة الرضوان على أهل أحد بعد أهل بدر.

فقد ذكر السفاريني تقديم أهل بيعة الرضوان على أهل أحد بعد أهل بدر
وقال هو الأصحء وقال: «لأن الله تعالى قال في أهل بيعة الرضوان: [ لَقَدُ رَضِيّ
الله عَنٍ الْمُؤْمِيِينَ إِذْ يفوك َْتَ الشَّجِرَة ) [الفتح: ]١‏ وقال في أهل غزوة
أحنةة [إذّ الَذِيْنَ تولواً نكم :يوم التقى امعان ما اشترط الَّيْطَانُ ببَعْضٍ مَا
كُسَيُوا وَلَقْدَ عقا 000 إِنَّ الله غَفُورٌ حلِيم) [آل عمران: »]١55‏ وف الآية

الأخرض؛ [ صرفكة عله لِيدليكُؤ وقد عفًا عكة ) [آل عمران: ؟5٠١]-‏

8
امن

البخاري مع الفتح .8٠08 //٠‏

.711 //07 أخرجه البخاري» الصحيح مع الفتح‎ ١
.19157 /4 أخرحه مسلم في صحيحه‎ 5

1" صحيح البخاري مع الفتح /0/ 2414١‏ 24141 4017.
4 التقريب مع التدريب ؟/ 0778 7754.

.١59 المقدمة‎ "5

5ه اختصار علوم الحديث دمع الباعث الحثيث-5ه١.‏

فوصفهم في الموضعين بالعفو ووصف أهل البيعة بالرضى وهو أعلى وأسنى وأفضل
من العفوء قال: وهذا ظاهر والله تعالى أعلم) .""

مسألة تفاضل جماعات الصحابة “" .

لقد دل كتاب الله على تفاضل جماعات الصحابة» فالله عز وحل فضل الذين
أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا على الذين أنفقوا من بعد وقاتلواء والمقصود بالفتح
صلح الحديبية”"”. قال سبحانه: !لا يَسْتَوي منكُم مَّنْ أَنْقَىَ من قَبْلٍ الْمَنْح وَقَائلَ
وليك أمظ ذرعة شن نيرق انققوا يق يقد وقائلوا وكا .وعد اللةلشدى)
[الحديد: »]٠١‏ وفضل الله السابقين

الأولين من المهاجرين والأنصار على من دوهم) فقال سبحانه: 0
الأَولُونَ مِنّ الْمْهَاجِرِينَ وَالأَنصّارٍ 0 تَبَعُوهُم بِإِحَسَانٍ نِ رضي اللّهُ عَنْهُمْ و ور ضُوأ
عَنْهُ) الآية [التوبة: .]١٠٠١‏

وهذا نص على تفضيل السابقين الأولين من المهاجحرين والأنصار كما يقول
القرطبي”*'» وقد اختلف في تعيين السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار على
ان

القول الأول: أنمم الذين صلوا إلى القبلتين.

7 اللوامع ؟/ 31/7.

المصدر: مباحث المفاضلة في العقيدة ص /51؟ . 70/79.

8 كان الصحابة يعدون الفتح يوم الحديبية كما رواه البخاري عن البراء رضي الله عنه» انظر الصحيح مع الفتح /٠‏
»١‏ وف البخاري من حديث عمر رضي الله عنه أن قوله: «إنا فتحنا لك فتحا مبيناء نزل في منصرفه له من
الحديبية.

.75 // انظر تفسيره‎ ٠

١‏ انظر تفسير الطبري /١١‏ 5» والاستيعاب -بحامش الإصابة- /١‏ 25 ” وزاد المسير / 243٠‏ وتفسير القرطبي

8 95”, والدر المنشور «/ .7550717٠١‏

القول الثاني: أتمم أهل بيعة الرضوان.
القول الشالث: أتمم أهل بدر.
القول الرابع: أنمم جميع الصحابة بلا استثناء وأن الذين اتبعوهم بإحسان هم
تابعوهم من غير الصحابة.
هذه الأقوال المنقولة عن السلف من الصحابة والتابعين» وزاد المتأخرون قولين:
القول الخامس: أتمم السابقون بالموت والشهادة» قال ابن الجوزي: ذكره
الماوردي 55
القول السادس: أتمم الذين أسلموا قبل الهجرة» قال ابن الجوزي: ذكره
القاضي أبو يعلى '* .
قال القرطبي: «واتفقوا على أن من هاحر قبل تحويل القبلة فهو من المهاحرين
الأولين من غير حلاف بينهم»**'» والذي أرى في اللفظ دلالة عليه أن المراد
بالسابقين الأولين الذين سبقوا إلى الإسلام واللمجرة والنصرة وابتدروا ذلك قبل
تمكن الإسلام وتتابع الناس عليه ولا شك أن أول من يدل في هؤلاء أوائل من
أسلم من المهاحرين كالخلفاء الأربعة ومن الأنصار الذين أسلموا ليلتي العقبة. ولعل
جميع من أسلم حتى غزوة الحديبية من السابقين الأولين**'» ذلك أن صلح الحديبية
كان فتكًا للمسلمين» فقد نزل قوله تعالى: إن َمْكا ان وسكا سيدا 1 [الفتح:
]١‏ في منصرفه له من الحديبية “*", ولم يكن الصحابة يعدون الفتح إلا الحديبية
كما قال البراء رضي الله عنه: تعدون أنتم الفتح فتح مكة, وقد كان فتح مكة
58 زاد المسير «/ .49٠‏

581 زاد المسير 9/ 431
5 تفسير القرطبي // 775.
5 انظر سير أعلام النبلاء ١55 2١54 /١‏ ففيه سرد أسماء واحد وخمسين صحابيًا من السابقين إلى الإسلام
ذكرهم الذهبي تحت عنوان والسابقون الأولون.
5 كما ثبت في صحيح البخاري» انظره مع الفتح م عرف لالره.

فتحاء ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية» "*' وف مغازي الواقدي عن
أبي بكر وعمر أن كلا منهما قال: «ما كان فتح في الإسلام أعظم من فتح
الحديبية *'فكان يوم الحديبية فتحاً للإسلام والمسلمين تتابع الناس بعده على
الإسلام لما ترتب على الصلح من وقوع الأمن ورفع الحرب وتمكن من يخشى
الدخول في الإسلام والوصول إلى المدينة من ذلك كما وقع لخالد وعمرو وغيرهماء

ل من أهل العلم الفتح بالحديبية في قوله: إلا

7
اه 4

500 ممق من قبل الفتح وقائل وك أ لم رح من لين فقوا من

7 وقاتلوا) [الحدسد:١٠]‏ فيستأنس بحذا التفضيل في الآية على أنه للسابقين
الأولين» وبتفسير العلماء للفتح بالحديبية على أن السابقين هم من أسلم قبل
الحديبية. والله أعلم.

ودل كتاب الله على تفضيل المهاجرين على الأنصار فقد قدم الله ذكرهم
علق 55 الأننان ف مط قال استيسانةة اتبيه 0 وَهَاجَرُواً وَحَاهَدُواً في
سَبيلٍ الله وَلَدِينَ آووأ وَنَصَرُوا أُوليِكَ هُمْ الْمْؤْمِنُونَ حَمًا م مَعْفِرٌَ وَررْق كرم )
[الأنفال: 75] فقدم ذكر الذين هاحروا على الذين آووا ونصروا.

وقال سبحانه: [لَمّد ناب الله عَلَى النَّنّ وَالْمُهَاجِرِينَ والأنصّارٍ الَّذِينَ انبَعُوُ
ا ا ا
الأنصار» وقال سبحانه: (للمقراء الْمُهَاحِرينَ الَِينَ أخروا من ديارهِم ونام
يبتَعُونَ مضلا مَّ الله وَرضَُانًا وَيََصُرُونَ الله وَرَسُولَهُ أوْليِكَ هُمْ الصادِفُون» وَالَِينَ
تَبَوَوُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ من قَبْلِهِمْ يْيُونَ مَنْ هَاجرٌ إِلَيْهُمْ 1 [الحشر: 28 3]» فبدأً

بذكر المهاجرين 2 ثم الأنصارء وأفرد سبحانه ذكر المهاجرين في مواضع من كتابه

د سرع

47 أخرجه البخاري» انظر الصحيح مع الفتح 1 .414١‏

88> المغازي ؟/ .3١١-5.9‏

كقوله: [مَالَدِينَ هَاجِرُوأ وَأخرجوأ من دَِارهِمْ وَأُودُوأ في سَبيلي وَثَائلُوأ وفوا
كن 3 عَنْهُمْ سَيْتَاِمْ أ الآية | ال عمراث: 2 وقال سبحانه: [ اليك
آمنُوأ وَهَاجَرُوأ وَجَامَدُواً في سَبِيلٍ الله بِأَمْوَائِمْ وَأَنفْسِهمْ أَعْظَمْ دَرَحَةٌ عِندَ الله
َوْلِكَ هُمْ الْقَائرُونَ) [ التوبة: ١؟].‏

وقال سبحانه: [ وَالّذِينَ هَاحَرُوأ في اللّهِ من بَعْدٍ ما ظَلِمُوا لَوْتئهُمْ في الدُنيا

عَسَنَةً ولَأَْرُ الآجرة أَكْبَرُ لو كَانُوأ يَعلّمُونء الَّذِينَ صَبَرُوأ وعَلَى رَكمْ يَتَوكلُون)

| انعد 45 17 |

قال ابن تيمية رحمه الله في بيان أصول أهل السنة: «ويفضلون من أنفق من
قبل الفتح-وهو صلح الحديبية-وقاتل على من أنفق من بعده وقاتل» ويقدمون
المهاجرين على الأنصار»؟”

وف عقيدة الإمام أحمد أنه «كان يقول: أفضل الصحابة أهل بيعة الرضوان
وخيرهم وأفضلهم أهل بدر» والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار وأعيانهم
الأربعون أهل الدارء وخيرهم عشرة شهد لحم النبي عه بالحنة وهو عنهم راض
وأعيانحم أهل الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمسلمين
وأفضلهم الخلفاء الأربعة'".

وأما قول المصنفى: "ثم أفضل النّاس بعد هَؤْلَاءٍ أضْحَاب رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وسلم القرن الذي بعث فيهم كل من صحبه سنة أو شهرا أو يَوْمَا
أو سّاعَة وَرَآهُ فَهُوَ من أَصْحَابه لَهُ الصّحْبّة على قدر مَا صّحبه وَكَانَت سابقته
مَعَه وَسمع مِنَهُ ونظر إِلَيّهِ نظر فأدناهم صُحْبَّة أفضل من القرن الذي لم يروه
وَلّو لقوا الله بجمِيع الْأَعْمَال كَانَ هَؤْلَاءٍ الّذين صحبوا النَّبِي صلى الله عَلَيْه

8 العقيدة الواسطية -ضمن المجموعة العلمية ص 785.
طبقات الحنابلة ؟/ 9/ا؟.

وَسلم ورأوه وسمعوا مِنْهُ أفضل لصحبتهم من التَابعين وَلّو عمِلُوا كل أعمال

صنف العلماء الصحابة في طبقات اختلفوا في عددهاء قال السيوطي في
شرح التقريب: «واحتلف في عدد طبقاتهم-يعني الصحابة- باعتبار السبق إلى
الإسلام أو الحجرة أو شهود المشاهد الفاضلة» فجعلهم ابن سعد خمس طبقات
وجعلهم الحاكم اثنتي عشرة طبقة»''.

قال أحمد شاكر رحمه الله: «وزاد بعضهم أكثر من ذلكء والمشهور ما ذهب
إليه الحاكم''' .والمراتب التي جحعلها الحاكم للصحابة هي:

١-قوم‏ أسلهوا بمكة.

١-أصحاب‏ دار الندوة.

داريا ة إل البقم

؛ -أصحاب بيعة العقبة الأولى.

ه-أصحاب بيعة العقبة.

5-أول المهاحرين الذين وصلوا والنبي في قباء قبل أن يدخلوا المدينة وييني
المسجد.

/ا-أهل بدر.

#-المهاجرة الذين هاجروا بين بدر والحديبية.

9-أهل بيعة الرضوان.

٠‏ -المهاجرة بين الحديبية والفتح.

0١‏ تدريب الراوي ؟/ ؟577.

الباعث الحثيث ص .١55‏

١-صبيان‏ وأطفال رأوا النبي له يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرها وعدادهم
لصحا

ولعل المراتب السبع الأولى هي مراتب السابقين الأولين من المهاجرين
والأنصارء والله أعلم.

أما الطبقات الخمس التي جعلها ابن سعد في كتابه للصحابة فالأمر فيها ما
قاله أحمد شاكر: «لو كان المطبوع كاملا لاستخرجناها منه وذكرناها»؟*"» وأظن
أن الطبقات التي جعلها ابن سعد هي الطبقات التي صنف عليها ابن الجوزي في
كتابه «صفة الصفوة» من ترحم له من الصحابة» فإنه قال: «بدأت بذكر العشرة
ثم ذكرت من بعدهم على ترتيب طبقاتهم»” ١‏ والطبقات التي ذكرها خمس هي:

الطبقة الأولى على السابقة في الإسلام ممن شهد بدراً من المهاجرين والأنصارء
وحلفائهم ومواليهم ''.

الطبقة الثانية: من لم يشهد بدرا من المهاجرين والأنصار وله إسلام قديم""".

الطبقة الثالثة: من شهد الخندق وما بعدها"”'.

الطبقة الرابعة: من أسلم عند الفتح وفيما بعد ذلك" .

07

الطبقة الخامسة: الذين توفي رسول الله له وهم أحداث الأسنان. '

54 الباعث الحثيث ١١٠5‏ .

4 الباعث الحثيث .١65‏

65 صفة

65 صفة

/1- صفة

> صفة

68 صفة

٠”ى‏ صفة

.5814 /١ لصفوة‎
.”07٠6 /١ لصفوة‎
"0.ه.‎ ١ لصفوة‎
.55٠ /١ لصفوة‎
“٠٠ /١ لصفوة‎
.755 /١ لصفوة‎

و المطبوع من طبقات ابن سعد ذكر الطبقتين الأوليين على نفس الوصف
الذي ذكره ابن الحوزي تماما' '". والعلماء وإن أرادوا بمذا التقسيم معرفة الصحابة
لا ذكر التفاضل إلا أتحم قد اعتبروا وجوه الفضل والتفاضل في التقسيم, والله
أعلم."*”

ومن أصول أهل السسّنّة والجماعة: سلامة قلوبهم تجاه أصحاب النبي كله
وذلك لأتحم حَمَلة ميراث النبوة» فهم علماء هذه الأمة وخيرها وأبرهاء كما قال
عنهم ابن مسعود رضي الله عنه: «مّن كان منكم مسعناء فليسق ين قل اماك؟
فإِنَّ الح لا يُؤمن عليه الفتنة. أولئك أصحاب محمدء أب هذه الأمة قلوبّاء
وأعمقها علمّاء وأقلّها تكلفًاء قومٌ احتارهم الله لصحبة نبيّهء وإقامة دينه؛ فاعرفوا
هم حقّهم وتمسكوا كحديهم؛ تم كانوا على المُدى المستقيم». '*"

وقد عَلّى شيحٌ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على هذا الأثر؛ فقال: «وقول عبد
اللّه بن مسعود: «كانوا أبيّ هذه الأمة قلوباء وأعمقها علمّاء وأقلها تكلفًا»: كلام
جامع, بيّن فيه سن قصدهم., ونيّاتهم ببر القلوبء وبين فيه كمال المعرفة» ودقتها
بعمق العلم» وبيّن فيه تيسير ذلك عليهم.؛ وامتناعهم من القول بلا علم بقلة
التكلف... وهم أفضل الأمة الوسط الشهداء على الناس» الذين هداهم الله لما
اخثّلف فيه من الحق بإذنه» والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم؛ فليسوا من
المغضوب عليهم الذين يتبعون أهواءهم؛ ولا من الضالين الجاهلين... بل لهم
كمال العلم؛ وكمال القصد؛ إذ لو لم يكن كذلك للزم أن لا تكون هذه الأمةٌ
خيرٌ الأمم, وأن لا يكونوا خيرٌ الأمة, وكلاهما حلاف الكتاب والسّنّة.

١‏ انظر طبقات ابن سعد "/ 5) 24 ه.

المصدر: مباحث المفاضلة في العقيدة ص 717/١‏ . 717.

7٠‏ أتخرحه ابن عبد البرّ في «جامع بيان العلم وفضله» (7/ 41437)» والبغوي في «شرح السنة» ))5١54 /١(‏ مع
اتلاف يسير في الألفاظ.

وأيضًا فالاعتبار العقليعٌ يدل على ذلك؛ فإنَّ مَن تأل أمة محمد قل» وتأمل
أحوال اليهود والنصارى والصابئين وا حوس والمشركين تبن له من فضيلة هذه
الأمة على سائر الأمم في العلم النافع والعمل الصالح ما يضيق هذا الموضع عن
بسطه.

والصحابة أكمل الأمة في ذلك بدلالة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار»
ولهذا لا تحد أحدًا من أعيان الأمة إلا وهو معترف بفضل الصحابة عليه وعلى
أمثاله» وبحد مَن ينازع في ذلك كالرافضة من أجهل الناس. ولهذا لا يُوحد في أئمة
الفقه الذين يُرحع إليهم رافضيء ولا في أئمة الحديث,ء ولا في أئمة الزهد والعبادة؛
ولا في ايوش المؤيدة المنصورة حيش رافضيء ولا في الملوك الذين نصروا الإسلام
وأقاموه وحاهدوا عدوّه مَن هو رافضيء ولا في الوزراء الذين لهم سيرة محمودة مَن
هو رافضي...».*'"

فالله جل وعلا قد احتار هؤلاء الصفوة لصحبة نبيه كلم واحتارهم لإقامة
دينه؛ فحفظوا لنا القرآن وحفظوا سنة النبي عليه الصلاة والسّلام» وما النمحسروا في
المدينة» وإنما جاهدوا في سبيل نشر هذا الدَّين في ربوع الأرضء وانطلقوا يُبَلُغون
دين الله وقد بلغ الإسلام في عهدهم مبلعًا عظيماء حتى إن بعضهم تُوقٍ عند
أسوار القسطنطينية؛ كأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه» مع أتما لم تفتح إلا في
زمن العثمانيين.

فالصحابة فازوا بخيرية الصحبة» فكان لمم السبق في الإيمان والفضل وجلالة
القَذْره وحمل ميراث النبوة وتبليغه» والجهاد في سبيله؛ فكانوا فرسانًا بالنهار رهبانًا
بالليل.

ولذلك أهل السنة-والحمد لله قلوبهم سليمة دائمًا من الغل أو الحقد والحسد

تحاة" لمتحي والآل؛ آذ الله سيحانه وتغال: هن رك للها تخزينة وال تضار وق

٠ 5‏ منهاج السنة النبوية» (؟/ .)8١-1١/9‏

جاءوا بعدهم مُستغفرين 0 فقال جل وعلا: [ِللُْمراِ لْمهَاجِرِينَ الَّذِينَ أَخرجُوا
مِنْ دِيَارهِمْ وَأَنْوَائهِْ يَبتَُونَ فَضْلا من اللَّهِ وَِضَْانًا وَيَنْصُرُونَ اللّهَ وََسُولَهُ أُوليِك
هُمْ الصّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تبَوَووا الدَّارَ ولِْمَاَ من قَبْلِهِمْ يبُونَ مَنْ هَاجِرَ إِلَيهمْ ولا
يَدُونَ في صُدُورِهِمْ حَاحةً يما أووا وَيُؤيرُونَ عَلَى أَنْفْسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بم ا
َمَنْ يُوقَ شح نَفْسِهِ فَأُولَتِكَ 8 المُمْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا من بَعْدِجِمْ يَقُولُونَ
ركنا اغْفِرْ لَنَا ولحْوَانَِا الِينَ سَبَقُونًا بالْإِمَانٍ ولا بجع في قُلُوَا غِلّا لِلّذِينَ آمَنُوا
رتنا إِنّكَ رَهُوفٌ رَحِيم] [الحشر: .]٠١‏

وكذلك قلوب أهل السنة نقية تحاه حَمَلة ميراث النبوة من العلماء الصّادقين
وَالدّغاة المحلصين والمقتفين للآثار النبي الأمين كَلِةِ؛ِ لأن النبي كله قال: «العلماء
ورثة الأنبياء» وإِنَّ الأنبياء لم يُورنُوا دينارًا ولا درهماء وَرنُوا العلم؛ فمن أَحَدّه أَحَدّ
0 وافر». 77"

وأمّا أهل الباطل فديدنمهم بُغض أصحاب الني وله وغض حملة شريعته؛ لأتحم
مخالفون لهم» وهم مُبغضون ناقمون على مخالفيهم حتى ولو كانوا في ذات فرقتهم؛
فقد يحكمون بكفرهم وتبديعهم وتفسيقهم؛ إذا حالفوا نجهم ولو يسيرً.

أمَا أهل السنة فقلويهم تلهج-دائمًا- بالثناء والترضي على أصحاب الني ظَله)
«ويَقْبَلُونَ ما جاء به الكتابث والسّنَةُ والإجماغٌ من فضائلهم ومَرَاتبهم».

وني للك ما مقا ان قو ار لدف وه :2ق رقو اد اد

أَشْدَاءُ

عَلَى الْكُمَارٍ يعمَاء بَِنَهُمْ تَرَاهُمْ زَكُعَا ا

ف فُخُوهِهمْ مِنْ َئْرِ السحْودٍ دَلِكَ مَكَلّْهُمْ في التَوراةِ وَمَكلّهُمْ في الْإنجيل كرَوع أخر
شط َآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبْ الرُرَاعَ ليَغِيظ يحم ا وَعَدَ

اللدالرية آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالْحَاتٍ مِنْهُمْ مَعْفِرَةَ وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح: 19].

.)5١7( والترمذي (75/7)» وحسنه الألباني في «المشكاة»‎ )55141١ أخرجه أبو داود)‎ ٠5

وقوله جل وعلا: [ وَالسَابقُونَ الأوَلُونَ مِنَ الْمْهَاجِرِينَ وَالأنْصّارٍ وَالَِينَ
ا َبَعُوهُمْ بِإِحَسَانٍ د رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنَهُ وَأَعَدٌَ يذل جَنَاتِ جْخْرِي متها الأنْهَار
عالفية فيا أبدا ذلك لق الْعَظِيمْ]» فقد أحبر الله-تعاللى-في هذه الآية أنه
رضي عن هؤلاء رضًا مطلقّاء ورتضي عمن بعدهم رضًا مقيدّا وهو شرط اتباعهم
بإحسان؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: «فقد أبر الله العظيم أنه قد رضي عن
السسّابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسانء فيا ويل مَن
أبغضهم أو سَبّهم أو أبغض-أو سَبّ-بَعضهمء ولا سيما سيد الصحابة بعد
الرسول وخيرهم وأفضلهم-أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم-أبا بكر بن أب
قحافة رضي الله عنه» فإن الطائفة المحذولة من الرافضة يُعادون أفضل الصحابة
ويُبغضونحم ويسبونهم؛ عيادًا بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقوطهم معكوسة
وقلوبهم منكوسة؛ فأين هؤلاء من الإبمان بالقرآن إذ يسبون من قدم الله ذكرهم
ورفع شأنهم.

وأنَا أهل السنة فإنحم يترضون عنهم, ويسبون مَن سَبّه الله ورسوله» ويُوالون
مَن يُوالي الله ويُعادون مَن يعادي الله وهم مُتَبعون لا مُبتدعون» ويّقتدون ولا
يبتدئون» ولحذا هم حزث الله المفلحون وعباده المؤمنون».7*"

وقوله تعالى: [ْوَمَنْ يُشَاقِقٍ اليَسُولَ مِنْ بَعْدٍ مَا تَبيّنَ لَهُ الحْدى وَيَتَبعْ غَيْرَ
تيل الخزويين لولو اق تون و لطللوة كيام وضاءت ا [النساء: .]١١٠©‏

والمراد بل المؤمنين] في الآية: أصحاب النبي كَلِِ؛ فتوعد الله مَن اتبع غير
سبيلهم بعذاب جهنمء ووعد مُتبعهم بإحسان باليُضوان في قوله جل وعلا:

[وَالَذِينَ اتبَعْوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنُْ] .

.)7١ 7 /54( تفسير ابن كثير»‎ 6١5

وقد شهد لمم النبي كلع بأنحم في أعلى درجات الإبمان والفضل والمنزلة» فقال:
آل سبوا أصحابي» دنا أصحابي» فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق
مكل اخ لهناءها أدرة اقة تله ول يل 1

وهم في الفضل متفاوتون؛ فمن أنفق قبل الفتح (ضلح الحديبية) لا يستوي
مع من أنفق بعده» وكذلك المهاجرون مُقَّدّمون على الأنصار» ويأتون في الفضل
على مراتب؛ فأهل بدرء ثم أهل بيعة الرُضوانء ثم من جاء بعدٌ.

وقد جاء في فضل أهل بدر؛ قوله و: «لعك الله اطّلع إلى أهل بدرء فقال:
اعملوا ما شئتم» فقد وجحبت لكم الحنة-أو-فقد غفرث لكم»*'"» وقال الله-
جل وعلا-عن أهل بيعة الرضوان: [لَقَدُ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمنِينَ إِذْ يُبَايعُونَكَ
حت الشّجِرَة فَعَلِمَ ما ف فُلُويِم مَأََْلَ المتكيتة عَلَيْهِمْ وََنَابهُمْ مَنْحَا قَرِينا)
[الفتح: 21١‏ وكانوا أكثر من ألف وأربعماثة.

ونشهد بالجنة لمن شهد له النبي كلع منهم؛ فقد شهد ذَلْع للعشرة؛ فقال:
«أبو بكر في الجنة» وعمرٌ في الحنة» وعلينٌ في الجنة» وعثمان في الجنة» وطلحة في
الحنة» والزبير في الجنة» وعبد الرحمن بن عوف ف الحنة» وسعد بن أبي وقاص في
الجنة» وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الحنة» وأبو عبيدة بن الجراح في
الجنة» 5١3‏

وشهد يليه لثابت بن قيس بالحنة؛ فعن أنس بن مالك و أنه قال: «لما نزلت
هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي] [الحجرات:
؟] إلى آخر الآية» حلس ثابت بن قيس في بيته» وقال: أنا من أهل النار» واحتبس

عن النبي كله فسأل الي ولع سعد بن معاذ, فقال: «يا أبا عمرو» ما شأنُ

7 أخرحه البخخاري (773777) من حديث أبي سعيد الخدري ف ومسلم (/475) من حديث أبي هريرة رضي الله
عنه.
أأخرجه البخخاري (9/7*) ومسلم )١4914(‏ من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

8 أخرجه أحمد في «مسنده» )١775(‏ والترمذي (707417)» وصححه الألباني في «صحيح الترمذي» (595155).

ثايت؟ انشعك : ؟»: قال سعد إنه بخاري» وما:غلحتث له:يشكوى» قال فأناة
سعد فذكر له قول رسول الله و فقال ثابت: أَنلَت هذه الآية» ولقد علمتم
أن من أرفعكم صونًا على رسول الله ظليِهِ» فأنا مِن أهل النار» فذكر ذلك سعدٌ
للنبي ظَلْ فقال رسول الله كَل: «بل هو من أهل التنّة». "١١‏

وههك ول العكاهلا بن عضن رضن الله عله أنه :من اللكبعين ألما الذين
يدخحلون الحنة بغير حساي. "١!‏

وشهد ذَلْةِ لبلال بالجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي كله قال
لبلال عند صلاة الفجر: «يا بلال» حَدّنْني بأرحى عمل عملتّه في الإسلام؛ فإني
ممعت دف تعليك"'" بين يدي في الجنّة!». قال: ما عملت عمل أرحى عندي:
أني لم أتطهر طهورًا-في ساعة ليل أو نمار-إِلّا صَلَّت بذلك الطهور ما كتب لي
أن انك

وبشّر كَل حديجة بنت حويلد ببيت في اللحنة من قَصب؛ لا صحبء فيه ولا
ل

وقال فلي لعائشة رضي الله عنها: «أنت زوحتي في الدنيا والآخرة». "١‏

وشهد كلع لغيرهم من الصحابة.

فكلٌ مَن ثبت أنَّ النبي وَل قد شهد لهم بالحنة-فإننا نشهد لهم كذلك.

.)١١9( أخرحه مسلم‎ ٠

١‏ أأخرجه البخاري (51757) ومسلم (١١؟)‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

5 أي: حركة نعليه وصوتمما في الأرض.

أخرجه البخاري (59 (١١١‏

٠/١ 5‏ أخرجه البخاري (15/*) ومسلم )١4787(‏ من حديث عبد الله بن أبي أو رضي الله عنه. أخرحه البخاري
(815*) ومسلم )١477(‏ من حديث عبد الله بن أبي أوق رضي الله عنه.

5 أخرحه ابن حبان في «صحيحه» (55١1)؛‏ من حديث عائشة رضي الله عنها» وصححه الألباني في «التعليقات

.)7١57١ الحسان»‎

فلا شك أن الصحابة لهم قدم سبقٍ في الإسلام؛ وكما قال النبي صلى الله عليه
وسلم في شأهم: «لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه»
59”, فلو جاء أحد ممن بعدهم بمثل أحد ذهباً وأن لك هذا وأنفقته ما بلغت
هذا المقدار من فضلهم, ل تبلغه لا المد ولا حتى النصيف مما أعطاهم الله سبحانه
وتعالى.

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني» ,©"١‏ فأعطاهم
الخيرية» ونحن من جاء بعدهم ليس لنا إلا أن نترضى عليهم.

ربنا ولا جمعل قٍ قلوبنا غلا للذين آمنواء فهؤلاء الذين سبقونا بالإيمان وسبقونا
بالفضل» وسبقونا بالنصرة» وسبقونا الذود عن حياض الإسلام» وكذلك هم نقلة
لكداب لن ولك كوف دلوق 11 لكين دلقم حورن واخز شرن يعمل عدا الفمل
إلى يوم القيامة» وكما قال بعض السلف: "من طعن في أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم فمراده ليس أعيانهه1"" أعيانتهم عند الله عز وجل قدرهم ومكانتهم
ومنزلتهم.

لكن أراد هذا الطاعن أن يطعن في النقلة ليطعن في هذا الدين» هؤلاء هم
النقلة هؤلاء هم الحفظة الذين نقلوا لك كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله
عليه وسلم, فإذا أنت طعنت في الناقل فإنما تقصد الطعن في المنقول» والمنقول ما
هو؟ كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلمء فإذا شككت في الناقل

انظر صحيح البخخاري كتاب المناقب» باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلاء برقم
(7507)» ومسلم كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهه باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم؛ برقم (5141؟)»
وأبو داود (/575)» والترمذي (5871) وقال عقبه حديث حسن صحيح, وأحمد .)١١١19(‏

انظر صحيح البخاري كتاب الرقاق» باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيهاء برقم (51475)؛ ومسلم كتاب
فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» برقم (555)» والترمذي
(3859)» وابن ماجه (58557)» وأحمد (كزره ؟).

انظر الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي صفحة (59).

فهذا التشكيك القصد منه التشكيك في المنقول» والمنقول هو كلام الله عز وجل
وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

من جمع هذا القرآن؟ من حفظه وقدمه لهذه الأمة؟ أليسوا هم أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم؛ فإذا شككت في عدالتهم وشككت في أمانتهم فعند ذلك
ما بقي قيمة لكتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وبالتالي فإن صاحب
السنة ليس لديه مشكلة مع القرآن» ولا مع السنة» فهو يؤمن بأن القرآن محفوظ,
وأن القرآن كامل وليس فيه نقص وليس فيه تحريف» ويعرف أن الذين نقلوا
وحفظوه عدول.

لكن عند أولئك الذين طعنوا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كل
المشكلة» فعندهم مشكلة مع القرآن فهم يرون أن فيه حذفاً» ويرون أن فيه تحريفاً
ويرون أن وفيه زيادة إلى غير ذلكء فالمشكلة مشكلتهم هم.

فكما قال قائل لما سثلء لماذا أنت تحولت من عقيدة الرافضة إلى عقيدة أهل
السنة والجماعة؟ قال: لماذا لا أتحول وقد أصبحت والحمد لله مرتاحاً للقرآن أؤمن
وأعتقد به» ومطمئن بأنه كامل؛ وأن نقلته عدول» وأصبحت والحمد لله آمن على
ديني» لأنه إذا كان أولئك لا يستحقون الجنة فعقلاً كيف أستحقهاء فإذا كان أبو
بكر وعمر لا يستحقون الجنة فكيف أنا أستحق الحنة.

فلماذا لا أكون على عقيدة أهل السنة» والحمد لله أهل السنة ما عندهم أي
إشكال مع أحد من الصحابة كلهم عدول» وكلهم على فضلء وكلهم على خير
وكلهم على منزلة وعلى مكانة» يترضون عليهم جميعاًء وتحد أن أسماءهمء وأسماء
آبائهمء وأسماء أبنائهم وأسماء إحواتحهم» وأبناء عمومتهم تشمل جميع أسماء
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دون تفريق.

فيتسمون بجميع أماء الصحابة» لا نستثني منهم أحداًء فكل أسمائهم مقبولة
لديهم ويفتخرون بذلك» فصاحب السنة بحمد الله تعالى ليس عنده أي غلٍ أو

حقدٍ أو تحاملٍ على أي أحد منهم بل الإقرار بالفضل والترضي والاعتراف بالقيمة
والمنزلة والمكانة التي أعطاهم الله إياهاء وكيف لا يكون ذلك والله تعالى قد ركاهم,
ونبيه صلى الله عليه وسلم قد ركاهم, ألم يقل عز وجل: [ وَالسَّابِقُونَ الأَوٌلُونَ من
الْمُهَاحِرِينَ وَالأَنْصَارٍ وَالَّذِينَ اتْبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
أ [التوبة: »]٠٠١‏ فالله رضي عنهم, [ِلْقَدُ رَضِي ضِي الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايعُونَكَ
تخت الشّجَرَة ] [الفتح:8١].‏

قال الإمام الشعبي: «ولليهود والنصارى فضيلةٌ على الرّافضة في خصلتين:
سكل اليهود: مَن حير أهل مِلّتكم؟ فقالوا: أصحاب موسى. وسئلت النصارى»
فقالوا: أصحاب عيسى. وسئلت الرافضة: مَن شَوٌ أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب
ين مهم بالاستغفار لهم فشتّموهم».؟١‏

فهذا والله من الخذلان» ولكن حقيقة طعن هؤلاء نما هو الطعن في الدين؛
فأرادوا الطعن في الدين من خلال الطعن في النقلة الذين نقلوا لك هذا الدين.

فاعرف لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حقهم, وقدرهمء وهذا الذي
عمل به أهل السنةع ودونوه حملة وتفصيلا» ولذلك ذكروا من فضائل أضتجات
النبي صلى الله عليه وسلم جملة» وذكروا من فضائل أعياتحم واحداً واحداء فكيف
لأنه هاجر معه» أو لأنه وقف تلك المواقتف في خدمة الإسلام, وكيف من ينقم
من ينقم على عمر رضي الله عنه وهو الذي- بعد فضل الله عز وجل-انتشر
الإسلام على يديه شرقاً وغرباً وبلغت الفتوحات في عهده ما لم تبلغه في زمن من

الأزمان.

8«العقد الفريد» لابن عبد ربه (؟/ 549 ».)255٠‏ دار الكتب العلمية-بيروت» الطبعة: الأولى» ١4٠05‏ ه.

فقلوب أهل السنة سليمة سلمة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نحفظ
لهم الحق ونحفظ لهم الفضلء ونحفظ لهم القدر» ونترضى عليهم ونترحم عليهم؛
ونعرف أن فضلهم على هذه الأمة لا يمكن أن يوازيه شيء.

هذه العقيدة السليمة الصافية ليست العقيدة التي تصب حقداً وغلاً على
أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم.

المعن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
-"والسمع وَالطاعَة للأئمة وأمير الْمُؤْمنِينَ البر والفاجر, ومن ولي الخلاقة وَاجتمع
النّاس عَلَيّهِ وَرَضوا به ومن عَلَيّهم بِالسَيِفٍ حَتَّى صّار خَليقَة سمي أمير التوميقة,
الشبرج
مسألة الإمامة الكبرى يذكرها علماء أهل السنة واالجماعة في ضمن مسائل
الاعتقاد وذلك تحت عنوان الخلافة والإمامة» ومعلوم أن الإمامة على نوعين:
صغرى وكبرى» فالصغرى إمامة الصلاة» والعظمى أو الكبرى إمامة المسلمين.
فدونوا هذه القواعد في هذه المسائل في كتب عقائدهم لكي يعرف الإنسان ماذا
يجب عليه بحاه ولي أمره» لما في ذلك من المصالح الكبرى والصغرى المتحققة من
حرا ذلك
وقد شرع المصنف في ذكر عدد من المسائل التي تندرج تحت هذا الباب»
وذكر في هذا النص الذي يحتوي على مسألتين:
المسألة الأولى: "والسمع وَالطاعَة للأئمة وأمير الْمُؤْمبِينَ ابر والفاجر".
المسألة الثانية: "ومن ولي الخلاقة وَاجْتمعَ النّاس عَلَيْهِ وَرَضوا به ومن
لهم بالسيفٍ حَتّى صّار خليقة وسمي أمير الْمُؤْمينَ".

وسيكون الشرح وفق هذا التقسيم.

أما المسألة الأولى: وهي قول المصنف "والسمع وَالطاعَة للأئمة وأمير
الْمُوْمنِينَ ابر والفاجر".
فهذه من الأصول والقواعد المهمة» ويمكن تناول هذه المسألة من جانبين:
الجانب الأول: وجوب السمع والطاعة لولي الأمر.
فمن عقيدة أهل السنة والجماعة السمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله
ويرضى» فالسمع والطاعة إنما يكون في المعروف إذ لا طاعة لمخلوقٍ في معصية
الخالق.
فلابد من السمع والطاعة في المنشط وف المكره» وفيما تحب وفيما لا تجب»
بشرط أن يكون ذلك المأمور به ليس فيه معصيةٌ لله عز وجلء فلابد من السمع
والطاعة لولاة الأمر من المسلمين
ومن الأدلة على ذللكة
قال الله الل 1 يا انها الذي قثا أطيقوا الله واطيكوا الوا أو الأمْرِ
مك [النساء: 59].
© وقال عليه الصلاة والسلام: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصان فقد عصى
الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني» ومن يعص الأمير فقد عصاني). ''"
فمأمورٌ أن تسمع وتطيع حتى وإن كان ذلك الشخص على فجورء وكما قال
النبي صلى الله عليه وسلم: «أدوا الذي عليكم واسألوا الله الذي لكم»''",
ومعلومٌ أن ولاية أمر المسلمين واستتبابما فيه من المصالح العظمى للدين والدنيا ما
يعلمه كل عاقل» فمن أول المصالح استتباب الأمن» واستتباب الأمن معنى ذلك

أن الشعائر ستُّقام» ومعنى ذلك أن الأعراض والأموال والأنفس ستُحفظه وإذا

أأخرحه البخاري (9517؟) واللفظ له ومسلم .)١878(‏
١‏ انظر صحيح البخاري كتاب الفتن» بَابُ قَوْلٍ لني صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا» برقم
7١57‏ )» ومسلم كتاب الإمارة» بَابُ الْأَمْرِ بِالْوََاءِ ببَبْعَةٍ اللَمَائ الْأَوَلٍ فَالْأَوَلِ برقم »)١855(‏ والترمذي »)5١9-0(‏

والإمام أحمد في المسند مسند المكثرين من الصحابة .)5511١(‏

ضاع أمن الناس فإن الواحد منهم لن يستطيع حتى أن يقيم صلاة الجماعة» ولن
يستطيع أن يأمن على نفسه ولا على ماله» ولا على عرضه.
فنعمة الأمن من أعظم النعم» ومن أسباب تحقيقها استقرار الحكم لولي الأمرء
ونحن نرى بعض البلدان التي انعدم أمنها بسبب عدم استقرار الحكم فيهاء أما
البلد الذي استقر فيه الحكم لولي الأمر في ذلك البلد الغالب عليه الأمن
والاستقرار.
فكل بلدٍ متى ما كان لما ولي أمر استقر حالحاء واستتب أمنها.
وهذا بخلاف أهل البدع؛ فإنهم لا يسمعون ولا يطيعون لولاة الأمور» كالخوارج»
فهم يرون أن ولي الأمر إذا عصى كفر ووجب قتله وخلعه وإزالته من الإمامة»
وكذلك المعتزلة فإنحم يرون أنه إذا عصى ولي الأمر وفعل الكبيرة رج من الإمامة
فلا يطيعونه» بل إن من أصول الدين عندهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرء
وضمنوه الخروج على ولاة الأمور إذا جاروا وظلمواء والروافض كذلك يرون أنه
ليس هناك طاعة إلا للإمام المعصوم, وأما ولاة الأمور الموحودين في كل وقت فهم
كفرة فسقة يجب قتلهم وخلعهم وإزالتهم من الإمامة» ولا طاعة إلا للإمام
المعصوم, وهم الأئمة الاثنا عشر الذي نص عليهم بزعمهم.

الجانب الثاني: أن السمع والطاعة تكون بالمعروف.

ومن الأدلة على ذلك:

© عَنِ ابْنٍ عُمَرَ عَنِ النَّينَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنهُ قَالَ: «عَلَى الْمَرِِ الْمُسْل

الستَمْعٌ وَالطّاعَةُ فِيمَا أَحَبٌ وَكرِة 00 ظ

ولا طاعة» ."5

)١889( )١559//9( رواه مسلم‎

فود زد وماك لان ا ول لله صَلَى الله َيه وس
كط ا 1 يك 4 اذيك نو 9 1 تُصَلونَ عَلَيْهِمْ لو 0
وَشِرَارُ يمد م لين ابطر ُبَغِضُوتَهٍُ 00 وَتلْعنُونَهُمْ وَيَلْعنُوتكُةْ»» قَالُوا: قلا
ارول الل ادل تابث عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «لاء مَا أَقَامُوا فِيِكُمْ الصَّلَاةٌ لا, ما

موا فِيكُمْ الصّلَاة» ألا مَنْ ولي عََيْهِ وَل رآ يَأني سَيْعًا منْ مغْصيّة اللي َلمَكْرَ

مَا يق مِنْ مَعْصِيّة الله ولا ينِْعَنَ يَدَا مِْ طَاعَةِ»؛'" ولا يجوز المخروج على ولاة
الأمور للمعاصي بل يجب الصبر وعدم الخروج.

© وحديث: ((لا طاعة لمحلوق في معصية الله عَزَّ وَحَلَّ)).*""

© قوله 0 الله عليه ا رما الضَّاعَةٌ في المغرُوفي)). "١‏

7
ع
أ

0

0

أقوال العلماء:7"
قال أبو الحسن اللأشعرءنٌ - رمه الله-وهو د ما أَجْمَعَ عليه السلفٌ منّ
الأصول .: «وأجمعوا على السّهُ ع والطّاعة لأئكّة المسلمين» وعلى أن كل مَنْ وَل

"ل رواه مسلم 58/١١‏ 54) (548)

)١855( )١585/9( رواه مسلم‎ ل١‎ 5

6 أخرحه أحمد في «مسنده» )٠١30(‏ مِنْ حديث عليٌ بِنٍ أبي طالب رضي الله عنه. وصحّحه أحمد شاكر في
تحقيقه [: «مسند أحمد» (5/ 58 5). والألباده في «صحيح الجامع» (0٠؟٠75).‏

717 أخرحه البخارييٌ في «الأحكام» بِابُ السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصيةً »)9/١4(‏ ومسلمٌ في «الإمارة»
(1850). مِنْ حديث عليٌ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وللمَزِيدٍ يكن مُراجَعةٌ المصِادِر التالية: «مقالات الإسلاميّين» /١١‏ /5؟) و«الإبانة» (51) كلاهما لعزي
«الشريعة» للآجْبّي (8 . »)4١‏ «اعتقاد أئمّة الحديث» للإسماعيلي (75 . 75)» «الشرح والإبانة» لابن بطّة 707
--7078)» «الاعتقاد» للبيهقي ١1457١‏ 55 5)» «العقيدة الواسطية» مع شرحها للهرّاس (/1١؟١ ‏ 555)» «شرح
العقيدة الطحاوية» لابن أبي العرِّ (؟/ 514٠‏ 044).

شيئًا مِنْ أمورهم عن رضَّى أو عَلَبِةٍ وامتدذث طاعته مِنْ بَرٌ وفاحرٍ لا يَلرَمُ الخروجٌ
عليهم ا ادن

وقال الصابودك -رحمه الله-: «ويرى أصحاب الحديث: الجمعة والعيدين
وغيرهما مِنَ الصلوات حَلْفَ كم إمام مسلم برا كان أو فاجرّاء ويَرَنَ جهادً الكَفَرَة
معهم وإِنَ كانوا جَوَرَةَ فَجَرَةَ ويَرَوْنَ الدعاءً لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح
وبَسْطٍ العدل في الرعيّة» ولا يَرَوْنَ الخروج عليهم وإِنْ رَأَوْا منهم العدولَ عن العدل
إلى الور والحيفء وِيَرَوْنَ قتال الفِئَةٍ الباغية حقٌّ ترجع إلى طاعةٍ الإمام
ادل

وقال ابن تيميّة -رحمه الله-: «فأهل السنَّة لا يُطيعون وُلَاةَ الأمور مطلقاء
نما يُطيعونهم في ضِمْن طاعة الرسول صَلَّى الله عليه وسلّم, كما قال تعالى:
«أطيغوأ أللّهَ وَأطِيعُوأ لدَسُولَ وَأَوْلي الأمر منكم# [النساء: 99]©''".

وقال . رحمه الله 58 نضا 8 «ولهذا كان مذهبُ أهلٍ الحديث: تَدْكَ ا خروج
بالقتال على الملوك البْعَاهَ والصبر على ظَلمهم إلى أن يَسْتريح بر أو يُسْتراح مِنْ
فاجر».''"

وقال النووئٌ -رحمه الله-: «لا شازِعوا وُلَاةَ الأمور في ولايتهم ولا تعترضوا
عليهم إلا أَنْ تَرَوْا منهم مُنْكَرًا ححقّمَا تعلمونه مِنْ قواعدٍ الإسلام» فإذا رأيتم ذلك
فأنكروه عليهم وقولوا بالحقٌّ حيث ما كنتمء وأمّا الخروجٌ عليهم وقتالهم فحرامٌ
بإجماع المسلمين وإِنْ كانوا قَسَقَةَ ظالمين» وقد تَظاهَرَتٍ الأحاديث بَعْىَ ما ذكَرْته
وأَجْمَعَ أه السنّة أنه لا يَنْعَزِلُ السلطانٌ بالفسق».""

«رسالة إلى أهل الثغر» للأشعري (5957).
48 «عقيدة السلف» للصابون (؟5).

0 «منهاج السنّة» لابن تيمية (؟/ 75).
7١‏ «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (5/ 45 5).

7 «شرح النووي على مسلم» /١7(‏ 9؟5).

فالسمع والطاعة تكون لولاة الأمور في طاعة الله أما المعاصي فلا يطاع
فيهاء فإذا أمر الأمير شخصاً بشرب الخمر فلا يطيعه؛ أو أمره أن يقتل أحداً بغير
حق لا يطيعه. وإذا أمر الوالد ولده بالمعصية فلا يطيعه» وإذا أمر الزوج زوحته
بالمعصية فلا تطيعه» وإذا أمر السيد عبده بالمعصية فلا يطيعه» لكن لا يتمرد عليه
فليس للرعية أن يتمردوا على الأمير أو ولي الأمرء بل لا يطيعونه ف المعصية وما
عدا ذلك فيطيعونه» في الأمور المباحة ويطيعونه في طاعة الله ورسوله.

المسألة الثانية: قول المصنف: "ومن ولي الخلاقة وَاجْتمعٌ النّاس 86

8

وَرَضوا به ومن عَلَيْهِم بِالسَيِفٍ حَتَّى صّار حَليقَة سمي أمِير الْمُؤمِنِينَ'.

ذكر المصنف هنا صورتين من صور الخلافة وهي:

الأولى: قوله: "ومن ولي الخلاقة وَاجْتَمعَ النّاس عَلَيّهِ وَرَضوا به" أي: من
ولي الخلافة بإجماع الناس عليه ورضاهم به فهو أمير المؤمنئين.

الثانية: قوله: "ومن عَلَيْهُم بالسَّيفٍ حَتَّى ضار خليقة وَسمي مر
الْمُوْمِنِينَ" التولي بالغلبة.

وصور الخلافة متعددة منها:

الصورة الأولى: وهى الصورة المثلى لقيام الخلافة أو الولاية» هي أن تكون
الخلافة بإجماع الناس» وإجماع الناس يتحقق بصور شتى» فغالباً ما يكون باتفاق
أهل الحل والعقد؛ لأن الناس في شعائر الدين الكبرى مثل الحج والجهاد والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكرء وفي مصالح الدنيا العظمى مثل البيعة والسمع والطاعة
وغيرهاء لا يتم أمرهم إلا بأهل الحل والعقد منهم؛ ومن سوى أهل الحل والعقد
تبع لأهل الحل والعقد بالضرورة؛ لأن الدهماء والعامة والغوغاء والسواد الأعظم لا
يمكن تحقيق رغبتهم جميعاً أو التعرف على آرائهم بطريق سليم؛ ولا يمكن أيضاً
أن يكون عندهم من الفقه والرشد ما يجعلهم يعرفون المصالح العظمى للأمة كما
يريد الله عز وحل» وكما هو على قواعد الشرع.

فإذا اجتمع على الخليفة أهل الحل والعقد» وليس المراد بإجماع الناس كل فرد
بعينه» با الماد أها ا العقد ورؤساء القيائا والأعبان والوحهاء فإذا بايعوه
بعينه» بل هل الحل والعقد ورؤٌ بائل والأعيان والوجهاء فإذا بايعو
قت البيعة» ولا يشتر ط أن يبايع كل واحد بعينه)

فعلى هذا فالإجماع ينعقد في مسألة الولاية والخلافة ببيعة أهل الحل والعقد

5

وهذه صورة من صور الولاية تتبعها أو تأت دونما صور أخرى.

قال الشوكادةٌ . رحمه الله .: «طريقُها أَنْ يجتمع جماعةٌ مِنْ أهلٍ الخَلّ والعقد
فيعقدون له البَيْعةَ ويقبل ذلك» سواءٌ تَقَدَّمَ منه الطلث لذلك أم لاء لكنّه إذا
تَمَدّمَ منه الطلب فمَّدُ وَقَعَ النهيئ الثابث عنه صلَّى الله عليه وسلَّم عن طُلَبٍ
الإمارة””"؛ فإذا بُويعَ بعد هذا الطلب انعقدّث ولايثّه وإِنْ َنم بالطلب» هكذا
ينف أذ يقال عل مففسي اها قذال عليه للدكة اللفطل قاتي وانن اقيق آذ افر
هو وقوعٌ البَيْعةِ له مِنْ أهل الَلٌ والعقد؛ فإنما هي الأمرٌ الذي يجب بَعْدَه الطاعة
ويَنْيْتُ به الولايةٌ وَكيِمُ معه المخالّفةٌ وقد قاممث على ذلك الأدلَّةُ ونَبَتَتْ به
الحجّةٌ...». ثم قال: «قد أَغْىَ الله عن هذا النهوض 00 السفر وقَطع المفاوزٍ
ببيْعةٍ مَنْ بِايّعَ الإمامّ مِنْ أهل الحَلٌ والعقد؛ فإنما قد تَبَنَتْ إمامتّه بذلك ووَحَبَتْ
حل ب ا وليس مِنْ شرطٍ ثبوتٍ 07 يُبايعَُ كن مَنْ يصلح
للمُباّعة» ولا منْ شرطٍ الطاعةٍ على الرجل أَنْ يكون مِنْ جملة الميايعِين؛ فإِنَّ هذا
الاشتراط في الأمرين مردودٌ بإجماع المسلمين: أوّلهُم وآخرهمء سابقهم
ولاجقهم». *"

الصورة الثانية: ثبوت البيعة بتعيين جماعةٍ تختار ولي العهد:

7 وذلك في حديثٍ عبد الرحمن بن سَمرةَ رضي الله عنه قال: قال النهمٌ صلَّى الله عليه وسلّم: «يَا عَبْدَ البحمنٍ بْنَ
مره لا تَسأَلٍ الإمَارًَ؛ فَإِنّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مشالةٍ وكِنْت إِلبْهَا وَإِنْ أعْطِيهًا عن غَيْرِ مشالة أُعِنْت عَلَيْهَا...»
الحديث [مُتَمَقُ عليه: أخرحه البخارٌ في «الأحكام» باب مَن لم يَسْألٍ الإمارةً أعاتةُ اللَهُ عليها »)/١45(‏ ومسلمٌ في
«الأمان» .])١1557(‏

5 “7 «السيل الحرار» للشوكاني (5/ .)0١7 51١‏

وذلك بِأَنْ يَعْهَدَ وله الأمر الأول إلى جماعةٍ معدودة تَتوفّرُ فيها شروطٌ الإمامة
العُظّمى؛ لتقومَ باحتيار ول العهدٍ المنايِبٍ فيما بينهم يتوالّؤن عليه ويُبايعونه
كمِثْلٍ ما فَعَلَ عمرٌ بن الخطّاب رضي الله عنه» حيث عَهِدَ إلى نَمَرٍ مِنْ أهل
الشورى لاختيار واحدٍ منهم, قال الخطَبينٌ . رحمه الله .: «ثم إِنَّ عُمَرَ لم يُهُمِلٍ
الأمرّ ولم يُبْطِلِ الاستحلاف, ولكِنْ جَعَلَهُ شُورَى في قوم معدودين لا يَعْذُوهم؛

مَنْ أقامَ جما كان رضًا وها أهلًا؛ فاحتاروا عثمانٌ وعَقَّدوا له البَيْعة»*" ثم
لَمّا اسْتُشْهِدَ عثمانٌ رضي 00

فتصلح الخلافة بالاتتخاب والاختيار كما ثبتت الخلافة ل أبي بكر الصديق
رضي الله عنه بالاختيار والانتتخاب» وكما ثبتت الولاية أيضاً ل عثمان باختيار
أهل الحل والعقد وبالإجماع» وكما ثبتت الخلافة ل علي بمبايعة أكثر أهل الحل
والعقد.

الصورة الثالثة: الخلافة بولاية العهد من الخليفة السابق.

فتثبت الخلافة بولاية العهد من الخليفة السابق كما ثبتت الخلافة ل عمر رضي
الله عنه بولاية العهد من أبي يكوه

وذلك بِأَنْ يَعْهَدَ ولك الأمر إلى مَنْ يراه أقْدَرَ على مَهَمّةِ حماية الدّين وسياسة
الذنيا فتكلته مك تغدة؛ فإن تت على الم تعد عن له كجئل ماوق
مِنْ عهدٍ أبي بكر لعُمَرَ رضي الله عنهما؛ فإنَّ الصدَّيقَ رضي الله عنه لَمّا حَصَرَنه
الوفاةٌ عَهِدَ إلى عُمَرَ رضي الله عنه في الإمامة» ولم يُْكِرْ ذلك الصحابةٌ رضي الله
عنهم, وقَدٍ المَمّتِ الأمَّةُ على انعقادٍ الإمامة بولاية العهد, وقد عَهَدَ مُعاوية رضي
الله عنه إلى ابنه يَزيدَ كما عَهِدَ غيزهم؛ يدل غليه أن وسول الله صَلّى الله عليه

وسَلّم أعطى.الراية :يوم مؤثة ريد .بن 'حارئة وقال: «قَإن قبل وَيْدَ - أو امقشهة :

«مَعالم السنئن» للحطابي مع «سنن أبي داود» (*/ ١1ه").‏

متشهد تاوق عند عند الله تخ وكيا رز
فَاسْتُشْهِدُوا جميعاء ثم أَحَدَّها حالد بن الوليدٍ وم يكف رشول اله 0 اله عليه
وسلّم تَقَدَمَ إليه في ذلك والحديث دلَّ على وجوب نَصْبٍ الإمام والاستخلافي,
قال الخطّا بارتعه الله .:««رفالاستيغلاف سه اتّقَقَ عليها الملا م الصحابةة وهو

2 ٍِ
١

تَمَاقُ الأمّة لم يُخالِفْ فيه إلا الخوارجٌ والمارقةٌ الذين شَمُوا الصا وعَلَعُوا رثْقَة

الطاعة» "2"

الصورة الرابعة: من صور الخلافة بالقوّة والغلبة والقهر .

فهو صورة من صور إقامة الإمامة في الدين» فإمامة الناس في دينهم ودنياهم
وهي الإمارة التي لما السمع والطاعة فقد تكون بالغلبة أيضاً وتفبت الخلافة أيضاً
بالقوة والغلبة إذا غلب الناس بسيفه وقهرهم بسيفه واجتمعت عليه الكلمة فتمت
له البيعة ولا يجوز الخروج عليه» حتى لو لم يكن الأمر برضا أهل الحل والعقد.

فإذا غَلَبَ على الناس حاكمٌ بالقوّة والسيف حقٌّ أَدْعَنُوا له واستقرّ له الأمرُ
في الحكم وت له التمكينُ؛ صارٌ المتغلبُ إمامًا للمسلمين وإِنْ لم يَسْتَجْمِعْ شروط
الإمامة وأحكامه نافد 3 تحب طاعئّه في المعروف و م مها عند ومعصيثه
والخروجٌ عليه قلا واحدًا عَكك أهلٍ السئّة؛ ذلك لأنّ طاعته خخي م مِنَ الخروج عليه؛
لِمَا في ذلك مِنْ حفن الدماءٍ وتسكين الدّهماء» ولِما في الخروج عليه مِنْ شَقٌّ عضا
المسلمين وإراقة دمائهم؛ وذهاب أموالهم وتسلّطِ أعداء الإسلام عليهم, قال الإمامُ
أحمد . رحمه الله .: "ومن خَرَجَ على إمام مِنْ أئمّة ثمّة المسلمين وقد كان الناسٌ اجتمعوا
عليه وأَقَدُوا له بالخلافة

الشاعية وحالت الاثار تحن سول لسعاي الله خاية 537 فإِنْ مات الخارجٌ

ع

بأيّ وجهٍ كان بالرُضًا أو العَلّبة؛ فَقَدٌ شَقَّ هذا الخارج عضا

خري أخرجه أحمد في «مسنده» )١75٠0(‏ مِنّْ حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما. وصحكّحه أحمد شاكر في
تحقيقه [: «مسند أحمد» (9/ »)١57‏ والألبايه في «أحكام الجنائز» .)5١9(‏

«مّعالم السئن» للخطابي مع «سنن أبي داود» (9/ .)881١‏

مات ميت حاهلية ولا يام قتا السلطانٍ ولا الخروج عليه لأَحَدٍ مِنَ الناس؛ فَمَنْ
فَعَلَ ذلك فهو مُبْتَدِعٌ على غير السنّة والطريق"../7

وقد حَكّى الإجماعَ على وجوب طاعة الحاكم المتِغلّبٍ الحافظ ابن حجر .
رحمه الله . في «الفتح»27759 والشيحٌ محمّد بن عبد الومَّاب . رحمه الله .كما في
«الذّرّر السئة». . 74

فمن ولي الخلافة إما بإجماع المسلمين ورضاهم به فهو بهذا أميرٌ عليهم أو
ىق لو كان عن غلبة يت اشتب له الأمر فق ذلكفإنه عدد أهل البيتة لابين
من السمع والطاعة له أما إذا كان هناك إمامان وكان أولهما قد بويع وجاء آخر
وأراد أن يخرج على هذا الإمام ويدعي الإمامة له فإنه يُقاتل الثاني ويكون الأمر
والطاعة للأول منهما.

لقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثرة قلبه
فليطعه ما استطاع» فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآحر" .4"

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما"."؛"

قال النوويئٌ . رحمه الله: «وأمًا الطريقٌ الثالثُ فهو القهدُ والاستيلاء: فإذا
ماث الإمامُ فتَصَدّى للإمامة مَنْ جْمَعَ شرائطها مِنْ غير استخلافبٍ ولا بيعق وَقَهَرَ
النامّ بشوكته وجنوده؛ انعقدّث خحلافته ليَنْتَظمَ 015 المسلمين» إن ١‏ يكن جامعًا
للشرائط بِأَنْ كان فاسقًا أو جاهلًا فوحهان: أَصَّحُّهما: انعقادُها لِمَا ذَكْنَاةُ وإِنْ

كان عاصيًا بفغله» "4"

«المسائل والرسائل» للأحمدي (؟/ ه).

8 «فتح الباري» لابن حجر /١(‏ 07 وقد حكاة عن ابن بِطَّالٍ. رمه الله .

6 انظر: «الدُّرّر السنيّة في الأجوبة النحدية» لعبد الرحمن بن محمّد بن قاسم (90/ 5709).
١‏ رواه مسلم .)١855(‏

57 رواه مسلم .)١855(‏

74 «روضة الطالبين» للنووي /١١(‏ "4).

وبعد بيان طرق الولاية العامة يتبقى هنا ثلاثة أمور:

الأمر الأول: انعقادُ الولاية أو الإمامة العُظّْمى بأساليب النْظُّم المسَْوْرَدةٍ

ما انعقادٌ الولاية أو الإمامة العُظّمى بأساليب النْظُّم المِسْتَوْرَدَةٍ الفاقدة
للشرعية الدينية؛ فبغضٌ النظر عن فسادٍ هذه الأنظمة وحَطْرٍ العمل بما على دِينٍ
المسلم وعقيدته» فإنَّ مَنْصِب الإمامة أو الولاية يَنْبْتْ بما ويجري بحرى طريقٍ العَلَبة
والاستيلاءٍ والقهرء وتنعقدٌ إمامةٌ الحاكم وإِن لم يكن مُسْتَجْمِعًا لشرائط الإمامة,
ولو تَكّنَ لحا دون اتيارٍ أو استخخلافب ولا ببعةٍ.

الأمر الثاني: إذا تَعَدَّدَ الأئمّةُ والسلاطينُ فالطاعةٌ بالمعروف إِنا تحب لكك
واحدٍ منهم بعد البَيْعةٍ له على أهل القطر الذي تَنْقُذٌ فيه أوامِيُه ونواهيه» وضِمْنَ
هذا السياق يقول الشوكادِة . رحمه الله .: «وأمًا بعد انتشار الإسلام وانّساع رقعته
وتَِاعْدٍ أطرافه» فمعلومٌ أنه قد صارٌ في كُلَّ قطرٍ أو أقطارٍ الولايٌ إلى إمام أو
سلطان» وفي القطر الآعرٍ أو الأقطار كذلكء ولا يَنُْذُ لبَعْضِهم أمرٌّ ولا نمي في
قُطْر الآخَر وأقطاره التي رحعّث إلى ولايته؛ فلا بأس بِتَعَدّدٍ الأئّة والسلاطين,
ويجب الطاعةٌ لكل واحدٍ منهم بعد البَيْعةٍ له على أهل القُطّْر الذي ينفذ فيه أوامره
ونواهيه» وكذلك صاجب القطر الآخرء فإذا قامَ مَنْ يُنازِعه في القطر الذي قد
نَبَنَتْ فيه ولايثّه وبايَعَُ أهله كان الحكم فيه أَنْ يُقْكَلَ إذا م يَشْبْء ولا تحب على
أهل القطر الآحَرٍ طاعتّه ولا الدحول تحت ولايته لِتَباعُدٍ الأقطار»...

فاغرفٌ هذا فإنه انايب للقواعد الشرعية» والمطايقٌ لِمَا ل عب ك1
ودع عنك ما يُقَالُ في مُخالّفته؛ إن الفرق بين ماكائّث عليه الولايةٌ الإسلاميةٌ في
ول الإسلام وما هي عليه الآنَ أَوْضَحْ مِنْ همس النهار ومَن أَنْكَرَ هذا فهو

دوي يك 2؟ ثري 1 رم اه 00
مُباهِتٌ لا يَسْتَحِقّ أنْ يخاطب بالحجّة لأنه لا يَعْقِلّها» ؟؟"

الأمر الغالث: تَوَلَّ الكافد الحُكم.

5 «السيل الجبرّار» للشوكاني (4/ .)5١7‏

وما إِنْ تَوَلّ الكافر الُكُم: فإِنْ تَوفَّرتٍ القدرةٌ ا على تنحيته
وتبديله بمسلم كُفْءٍ للإمامة مع أَمْن الوقوع في المفاسِدٍ وَجبَتْ إزالثه إجماعا؛

ع

© لأنَّ الله تعالى قال: «إوأَولي آلأمر منكم» [النساء: 59].ء والكافر لا يُعَدُ مِنَ
المسلمين.

© وقال الله-عرَّ وحلَ- 0
الوك حَبَالُا وَدُوا مَا ع كذ كققك خط عن ن أَقْوَاهِهِمْ وَمَا كْفِي صَدُويُهُمْ
أَكْبَرُ قَدْ بَينَّا لكُمْ الْآيَاتِ إِنْ كُنْمُمْ تَعْقَلُونَ * [آل عمران: .]١١‏
قال القرطيئ: "تمى الله المؤمنين يذه الآية أن يَتْحِذُوا من الكُقّار واليهود وأهل
الأهواء دُخلاء وَوبَاءِ يُفاوضوهم 2 الآراء» ويُسندون إليهم أمورهم". 256

©» قال الله تعالى: 9 وَلَنْ يِجْعَلَ اللّهُ للْكَافرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سبلا © [النساء:
.]١ ١‏
قال القاضي ابن العري: "إن الله سبحانه لا يجعل للكافرين علئ المؤمنين سبيلا
بالشّرع» فإن وجد فيخلاف كن
قال القاضي عياض: "فلو طرأ عليه كُفرٌ وتغيير للشّرع: أ ف بلغ خرج عن حكم
الولاية وسقطت طاعته» ووجب على المسلمين القيامٌ عليه وعافة. ونصب إمام
عادلٍ إن أمكتهم ذلك» فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة وحب عليهم القيامٌ يحَلع
لين

© وقوله صِلَّى الله عليه وسلَّم: "لاء ما أَقَامُوا فيكم الصَّلَاة"4". وقوله صلَّى الله

عليه وسلّم: "إِلّا أَنْ توا كُفْرًا بَواحًا عِنْدَكُمْ مِن الله فيه ُرهَانٌ"*". وقوله صلّى

أَنْ

5 تفسير "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (4/ .)١79‏

5 "أحكام القرآن" »))15١ /١(‏ وانظر: تفسير "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (5/ .)57١‏

7 "شرح صحيح مسلم'" للنووي (5/ 5 .)5١‏

) 74 أخرحه مسلمٌ في «الإمارة» )١1855(‏ مِنْ حديثٍ عوف بن مالكِ رضي الله عنه.

9 مُتَمَقُ عليه: أحرحه البخاريُ في «الفئّن» باب قولٍ النيٌّ 1 الله عليه وعلم «سََرَّوْنَ بَعْدِي موا تُنَكِدونَهًا»

»)7١557(‏ ومسلمٌ في «الإمارة» »)١709(‏ مِنْ حديث عبادةً بن الصامت رضي الله عنه.

لله عليه وسلّم: "لاء مَا صَلَّ"”*". قال ابن حجر . رحمه الله .: "ومُلخصُه أنه
َنْعَزِلُ بالكفر إجماعًا؛ فيحب على كل مسلم القيام في ذلك: فمَن قَويِ على
ذلك فله التَّوَابُء ومَنْ دامَن فعليه الات" "*١‏

فإِنْ عَجَرُوا عن إزالته وإقامة البديل» أو لا تنتظمٌ أمورٌ السّياسة والحكم بإزالته
في الحالٍ حشية الاضطراب والفوضى وسُوءٍ المآل؛ فالواحث الصَّيرُ عليه وهُمْ
معذورون؛ لقوله تعالى: لمَاتّهُوا أ لله مَا أستَطُعتُم © | الوعابرنة 3 ]لقره صل
اله عليه كد «مَإِذًا أَمَريكُةْ بِشَئءِ يوا مِنْهُ مَا اسْتَطْعْتة'*"«, وهذا أَحَقٌّ موقفًا
مِنَ 7 عليه؛ لأنَّ «دزْءَ الممَاسِدٍ أَوْلَ مِنْ جَلْبٍ المصّالِح»؛ لقوله تعالى: «إولا
تُلقُوا بأَيدِيكُم إِلَ التملْكةَ» [البقرة: .]١5‏

قال العامة ابن باز . رمه الله .: «إذا 5 المسلمون كفرًا بَواحًا عندهم مِنّ
لل فيه برهانٌ فلا يَأ أَنْ يخرحوا على هذا السلطانٍ لإزالته إذا كان عندهم قدرةٌ
ما إذا لم تكن عندهم قدرةٌ فلا يخرجونء أو كان الخروجٌ يُسيّبُ شرًا أَكُثَرَ فليس
لهم الخروج؛ رعايةً للمَصالِح العامّة» والقاعدةٍ الشرعية المجْمّع عليها أنه: لا يجوز
الشرّ بما هو أَشَرُ منه. بل يجب ذَرْءْ الشرّ بما يُزيله أو يُحمّقُه أما دَرْكُ الشرٌ
بشة أكئْرَ فلا يجوز بإجماع المسلمين». "*"

وتنقسم البيعة إلى قسمين

القسم الأول بيعة الانعقاد وهذه يتولاها أهل الحل والعقد.

أخرحه مسلمٌ في «الإمارة» (5 )١185‏ مِنْ حديث أمّ سَلّمة رضي الله عنها.

.)١57 /١5( «فتح الباري» لابن حجر‎ ١

هو جزءٌ مِنْ حديث مُتَّمَقٍ عليه: أخرجه البخارييٌ في «الاعتصام بالكتاب والسنّة» باب الاقتداء بسنن رسول
لله صلَّى الله عليه وسلّم (/0778)» ومسلمٌ . واللفظٌ له. في «الحجٌ» (170)» مِنْ حديثٍ أبي هريرة رضي الله عنه.
00 انظر: «مُراجحعات في فقه الواقع السياسييٌ والفكري» للرفاعي (5 7). وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله كلام
نفيسٌ في «الشرح الممتع على زاد الْمِسْتَفْنِع» 1١١‏ 58م

والقسم الثاني: بيعة العامة أي بيعة سائر المسلمين للخليفة» وهذا ما تم
بالنسبة للخلفاء الراشدين جميعاء فأبو بكر الصديق-رضي اله ديعل أن يابعة
أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة؛ دُعِي المسلمون
للبيعة العامة في الممسجد» فصعد المنبر بعد أن أخبرهم عمر بن الخطاب-رضي الله
عنه- باختيارهم له ومبايعتهم إياه» وأمرهم بمبايعته فبايعه المسلمون» وما حدث
مع أبي بكر الصديق حدث مع كل الخلفاء الراشدين.

وأمر البيعة هو أن يكون في عنق المسلم بيعة لولي الأمر فهذا أمرٌ بما جاءت
به النصوصء كما في الحديث: «وأنه من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة
جاهلية»*”'' لقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده
وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع» فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".”7”"

فلا يحل لأحدٍ أن يبيت ليلة ولا يرى أن عليه إمامًا برأكان أو فاحراً ما دام
أمر المسلمين قائماء سواء كانت الولاية على الشروط الشرعية أو تخلفت فيها
الشروط الشرعية» فيجب أن يكون في عنق المسلم بيعة للإمام الواقع أو للإمامة
الحاصلة في وقته» سواء كان هذا الإمام متوفرة فيه شروط الإمامة أو لا تتوفر» كما

ذكر أهل العلمء بناء على الأحاديث الواردة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

المعن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
5١-"والغزو‏ مَاض مَعَ الإمام إِلَى يَوْم الْقِيامَة البر والفاجر لا يرك".
ارج

انظر صحيح مسلم كتاب الإمارة» بَابُ الْأَمْرِ بِلَرُوم الجَمَاعَةِ عِنْدَ ظهُورٍ الْفِمَنِ وتحذير الدعاة إلى الكفر» برقم
»))١851١(‏ والإمام أحمد في المسند مسند المكثرين من الصحابة برقم (5175).
ول رواه مسلم .)١8515(‏

قال محمد بن أبي زمنين'*"-رحمه الله-: "ومن قول أهل السنة أن الحج والجهاد
مع كل بر أو فاجر من السنة والحق» وقد فرض الله احج فقال: (والله على الناس
حج البيت من استطاع إليه سبيلا) [آل عمران: 317]» وأعلمنا بفضل الجهاد في
غير موضع من كتابه» وقد علم أحوال الولاة الذين لا يقوم الحج والجهاد إلا بمم؛
قن ترط ول بدن وها كان رات لبا

وقال قوام السنة الأصفهاني: «والجهاد ماض منذ بعث الله نبيه إلى آخر
عصابة تقاتل الدجال»””'.

كما قرر ذلك علي بن المديني' "2 والطحاوية'' "2 وابن بطة'' "2
والصابون '' '» وابن قدامة ' '» وابن تيمية *' '» وغيرهم.

وقد حكى محمد بن حبيب مفاسد ترك الغزو مع أئمة الجور فقال: «جمعت
أهل العلم يقولون: لا بأس بالجهاد مع الولاة» وإن لم يضعوا الخمس موضعه؛ وإن
لم يوفوا بعهد إن عاهدواء ولو عملوا ما عملواء ولو جاز للناس ترك الغزو معهم
بسوء حالحم لاستذل الإسلام» وتخيفت أطرافه» واستبيح حريمه» ولعلى الشرك
وأهله»”'".

”7 أبو عبد الله محمد بن أبي زمنين الأندلسى» شيخ قرطبة» صاحب جد وإخلاص» وجانبة

للأمراء» وله مصنفات» توفي سنة 783ه. انظر الديباج المذهب 5/ 277 وسير أعلام النبلاء

. 1

7 أصول الدين لابن أبي زمنين ص /7/8.

70 الحجة ؟/ .59١‏

انظر: أصول السنة للالكائي .١917 /١‏
٠كل7ا‏ نظر شرح الطحاوية ؟/ مده.

5 انظر الإبانة الصغرى ص /77.

انظر: عقيدة السلف الصابونىي ص 5514.

8 انظر لمعة الاعتقاد ص 717.

5 انظر: مجموع الفتاوى 59٠/58‏ 88/90.

؟7 أخخرجه ابن أبي زمنين في أصول السنة ص 7/59.

ويريد المصنف هنا أن بميز بين مذهب أهل السنة وبين قول الرافضة الذين
عطلوا الجهاد بدعوى أنه لا يصح إلا بعد خروج المهدي المنتظر على حد زعمهم.

فشيوخ الشيعة يقولون: "إن الجهاد قبل خروج المهدي المنتظر حرام كحرمة
الميتة والدم وحم الختزير ".77"

فالرافضة كانوا يقولون لا جهاد حتى يخرج الرضا من آل محمدء فقد جاء في
فروع الكافي عن أبي عبد الله جعفر الصادق قال: "القتال مع غير الإمام المفترض
طاعته حرام مثل الميتة والدم وللحم الخنزير "01

وقد أحدث الخميني تغييرا في المذهب الرافضي» فقرر أن للولي الفقيه جميع
ما للإمام من الوظائف والأعمال إلا البداءة بالجهاد فهو من وظائف المهدي, ثم
تاق اللتميق فتحعل الاق مترفً فيش جمهو ري ا

أما الخوارج فيجمعون على وجوب الخروج على الإمام الجائر''"' فكيف
يجاهدون معه؟ بل كانوا يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان. *""

قال ابن حزم: "جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيراء ولا فتح الله
كحم من بلاد الكفر قرية» ولا رفعوا للإسلام راية» وما زالوا يسعون في قلب نظام
المسلمين» ويفرقون كلمة المؤمنين» ويسلون السيف على أهل الدين» ويسعون في
الأرض مفسدينء أما الخوارج والشبعة فأمرهم في هذا أشهر من أن يتكلف
وتم

المتن

5 انظر كتاب فروع الكافي جه / 71.

7 الكافي /١‏ 25*94 وانظر مختصر التحفة الاثبى عشرية ص .77١‏

انظر: أصول الشيعة للقفاري: ؟/ 4١١17١‏ المصدر: مسائل الفروع الواردة في مصنفات العقيدة: ص: 14؟.
8 الفرق بين الفرق» ص 777.

مسائل الفروع الواردة في مصنفات العقيدة: ص: 5؟.

١لا/ا‏ الفصل: 5/ 5/8.

قال المصنف 000
١‏ -"'وَقِسْمَة الْقَىْء وَإقَامَة الْحُدُود إِلَى الْأَئِمّة مَاض؛ لَيْسَ لأحد أن يطعن عَلَيْهم ول

قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
"ودفع المّدقَات إِلَيْهِم جَائرّة نَافدّة, من دَفعهًا إِلَيْهم أَجْرّأت عَنهُ برا كان أو
فَاجِرًا".
قرر أهل السنة دفع الرّكاة إلى الإمام الشرعي» إن كان يصرفها في مصارفها
الشرعية .
عن الركاة أينفذها على ما أمر الله تعالى» أو يدفعها إلى الولاة؟ قال: بل يدفعها
إلى الولاة'"".
وقال محمد بن سيرين: "كانت الرّكاة من الفاجر وغيره تدفع إلى رسول الله
وإلى من استعملء وإلى أبي بكر وإلى من استعمل» وإلى عمر وإلى من استعمل»
وإى عثمان وإى من استعمله» فلما كان معاوية ومن بعده ااحتلف الناس» فمنهم

الال

من دفعهاء ومنهم من تصدق بما

استدلوا بحديث معاذ لما أرسله إلى اليمن وفيه: «فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤحذ من أغنيائهم».
أخرحه البخاري ومسلم. فدل على أن الإمام هو الذي يتولى قبض الركاة وصرفها. انظر فتح الباري */ "1٠‏
07 أخرجه ابن أبي زمنين في أصول السنة ص 7/85.

4 أتخرجه ابن أبي زمنين في أصول السنة ص 7/5.

قال الإمام مالك: "إذا كان الإمام عدلا لم ينبغ للناس أن يتولوا تفرقة ركاتهم
ووجب عليهم دفعها إلى الإمام'"'".

وقال الإمام أحمد: "ودفع الصدقات إليهم جائزة ونافذة» من دفعها إليهم
أبحرات عه وا أ ل ا

وقال أبو زرعة الرازي في اعتقاده: "ودفع الصدقات من السوائم إلى أولى
الأهر فق أده ال

كما قرر ذلك علي بن المديني""", وأبو حاتم'"", وابن بطة'*"2 وابن
ا وغيرهم.

وخالف الخوارج ذلك» فزعموا عدم إجزاء الركاة التي تدفع إلى الأمراء بدعوى
أن الأمراء لا يضعوتما في مواضعهاء وطالبوا بأداء الرّكاة إليهم"*".

كما خالف في ذلك الروافضء» حيث أشار ابن الحنبلي إلى ذلك بقوله:
"وإخراج الصدقات واحبة في جميع ما يقع عليه الركاة» وينبغي أن يسلمها إلى
الإمام» أو يفرقها على المستحقين» وإن بعض الرافضة لا يرون ذلك» وليس من
شرائطه "17"

أحرجه ابن أبي زمنين في أصول السنة ص 7/17.

.١5١ /١ أخرحه اللالكائى‎ 75

7 أخرحه اللالكائى ١7/./١‏

0/١
710
للك‎
7/1

اليف

نظر أصول السنة للالكائي .١5/8 ١‏

نظر أصول السنة للالكائي .١8٠١ /١‏

نظر شرح السنة: ص/77.

نظر الواضحة لابن الحنبلي: ص: .١٠١1/١‏

نظر: مناظرة وهب بن منبه لبعض المتأثرين برأي الخوارج في سير أعلام النبلاء (5/ 5 555-45). المصدر:

مسائل الفروع الواردة في مصنفات العقيدة؛ ص 5".

87ى الواضحة: ص: ١/ا١٠١.‏

وما تقدم ذكره هو في تقرير المسألة من جانبها العقدي» حيث قرر علماء
السنة مشروعية صرف الرّكاة بإعطائها لولي الأمر» أو أن يصرفها الإنسان بنفسه.

وأما تقرير المسألة في جانبها الفقهي فقد ورد في إعطاء الرّكاة للإمام أدلة
ومن ذلك ما جاء في الحديث: عن أبي هريرة قال: "بعث رسول الله قله عمر
على الصدقة"7/154.

وف الحديث الصحيح الذي يرويه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -
قال: قال رشول:الله-صلى الله عليه وسلم-لمعاذ حين أرسله إلى اليمن: ((إنك
تأت قومًا أهل كتاب فادعُهم إلى شهادة أن لا إله إلا اللهُ وأني رسول الله فإن هم
أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهِم أن الله افترض عليهم خمس صلواتٍ في كل يوم وليل فإن
هم أطاعوك لذلك فَأَعْلِمْهم أنَّ الله افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُوْحَدٌ من
أغنيائهم وتردٌ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموايهم وانَّقِ دعوةٌ
المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجابٌ))”"".

وفيهما دلالة على مشروعية بعث ولي الأمر العمال لأحذ الصدقة وجبايتها
من الناس» وإذا بععث ولي الأمر السعاة لأذ الرّكاة يتم دفعها إليهم وبذلك
برأت ذمة الإنسان بدفعها للسعاة الذين يبعثهم ولي الأمر.

ولو كان بإمكانه دفعها إلى الإمام وتفريقها بنفسه فقد اختلف الفقهاء في
ذلك:

فذهب مالك وأبو حنيفة وأبو عبيد» وهو القدهم من قولي الشافعيء إلى
التفريق بين الأموال الظاهرة» وهي الزروع» والمواشيء والمعادن» ونحوهاء وبين
الأموال الباطنة وهي الذهب والفضة والتجارات.

15 صحيح مسلم (185).
5 صحيح البخاري (1/7177)) وصحيح مسلم .)١9(‏

فأما الظاهرة فيجب دفعها إلى الإمام, لأن أبا بكر طالبهم بالركاة وقاتلهم
عليهاء ووافقه الصحابة على هذاء فليس للمركي إخراجها بنفسه. حت لقد
صرح الشافعية بأنه لو أحرحها كذلك لم تحزئه. ولأن ما للإمام قبضه بحكم
الولاية لا يجوز دفعه إلى المولى عليه؛ كولي اليتيم.

وأما ركاة الأموال الباطنة

فقال الحنفية: للإمام طلبهاء وحقه ثابت في أخذ الرّكاة من كل مال تحب
فيه الركاة» للآية. وما فعله عثمان رضي الله عنه أنه فوض إلى الملاك رّكاة المال
الباطن» فهم نوابه في ذلك؛ وهذا لا يسقط طلب الإمام أصلاء ولهذا لو علم أن
أهل بلدة لا يؤدون ركاتمم طالبهم بما. فأما إذا لم يطلبها لم يجب الدفع إليه'*".

وقال المالكية والشافعية: ركاة الأموال الباطنة مفوضة لأربابما» فلرب المال
أن يوصلها إلى الفقراء وسائر المستحقين بنفسه””".

وذهب الحنابلة» وهو الجديد المعتمد من قولي الشافعي: إلى أن الدفع إلى
الإمام غير واحب ف الأموال الظاهرة والباطنة على السواءء فيجوز للمالك
صرفها إلى المستحقين مباشرة» قياسا للظاهرة على الباطنة» ولأن في ذلك إيصال
الحق إلى مستحقه الحائز تصرفه» فيجزئه» كما لو دفع الدين إلى غريكه مباشرة»
وأذ الإمام لما إنما هو بحكم النيابة عن مستحقهاء فإذا دفعها إليهم جاز؛
لأنحم أهل رشد.

ثم قال الشافعية في الأظهر: الصرف إلى الإمام أفضل من تفريقها بنفسه؛
لأنه أعرف بالمستحقين» وأقدر على التفريق بينهم؛ وبه يبرأ ظاهرا وباطنا""".

ثم قال الحنابلة: تفرقتها بنفسه. أولى وأفضل من دفعها إلى الإمام» لأنه
إيصال للحق إلى مستحقه؛ فيسلم عن خطر الخيانة من الإمام أو عماله؛ ولأن

15 المغني: ؟/ 2548-541١‏ فتح القدير والعناية: /١‏ 88-51 4» والدسوقي: /١‏ *.5.

7 الدسوقي: »477/١‏ الأحكام السلطانية للماوردي: ص ١١‏
لمغني: ”/ 251414 وشرح المنهاج: /١‏ 2.57 وتحفة المحتاج: 9/ 15 84.

فيه مباشرة تفريج كربة من يستحقهاء وفيه توفير لأحر العمالة» مع تمكنه من
إعطاء محاويج أقربائه» وذوي رحمه. وصلتهم بماء إلا أنه إن لم يثق بأمانة نفسه
فالأفضل له دفعها إلى الساعيء لثئلا يمنعه الشح من إخراجها.

أما لو طلب الإمام العادل الرّكاة فإنه يجب الدفع إليه اتفاقّاء وسواء كان
المال ظاهرا أو باطناء والخلاف في استحقاقه جمع ركاة المال الباطن لا يبيح
معصيته في ذلك إن طلبه» لأن الموضع موضع اجتهاد» وأمر الإمام يرفع الخلاف
كحكم القاضي»ء كما هو معلوم من قواعد الشريعة. وصرح المالكية بأن الإمام
العدل إن طلبها فادعى المالك إخحراحها لم يصدق 7/854" .79٠‏

وأما دفع الركاة إلى الأئمة الجائرين» وإلى البغاة» فإن أحذ الإمام الجائر الرّكاة
قهرا أحزأت عن صاحبها. وكذا إن أكره الإمام المركي فخخاف الضرر إن لم
يدفعها إليه.

واختلف الفقهاء فيمن كان قادرا على الامتناع عن دفعها إلى الإمام الجائر»

فذهب الجمهور من الحنفية والمالكية إلى عدم جواز دفعها إلى الإمام
حينئذ» وأتما لا تحرئ عن دافعها على التفصيل التالي: فقال الحنفية: إذا أحذ
الخوارج والسلاطين الجائرون ركاة الأموال الظاهرة كرّكاة السوائم والزروع وما
يأحذه العاشر» فإن صرفوه في مصارفه المشروعة فلا إعادة على الركىء وإلا فعلى
المركي فيما بينه وبين الله تعالى إعادة إخحراجها.

وف حالة كون الآحذ لا البغاة ليس للإمام أن يطالب أص حاب الأموال
كحا؛ لأنه لم يحمهم من البغاة» والحباية بالحماية» ويف البغاة بأن يعيدوا ما

أحذوه من الرّكاة.

8 الدسوقي: /١‏ *5.0.
٠‏ المصدر: الموسوعة الكويتية (4 ؟/ ./*-559).

وأما الأموال الباطنة فلا يصح دفعها إلى السلطان الجائر'” ".

وقال المالكية: إن دفعها إلى السلطان الجائر اختياراء فدفعها السلطان
لمستحقها أجزأت عنه؛ وإلا لم تحزئه. فإن طلبها الجائر فعلى ركما جحدها
وال هرب بما ما أمكن, فإن أكرهه جاز. وهذا إن كان جائرا في أحذها أو صرفهاء
وسوء كانت من الأموال الظاهرة أو الباطنة. أما إن كان عادلا فيها وجائرا في
غيرهاء فيجوز الدفع إليه مع الكراهة'*".

أما الشافعية فذهبوا إلى أنه إن طلب الإمام الجائر ركاة المال الباطن» فصرفها
إليه أفضاء وكذا ركاة المال الظاهر سواء لم يطلبها أو طلبهاء وق التحفة إن
طلبها وجب الدفع إليه ''".

وذهب الحنابلة إلى أن دفع الركاة إلى الإمام الجائر والبغاة والخوارج إذا غلبوا
على البلد جائز سواء كانت من الأموال الظاهرة أو الباطنة. ويبرأ المركي بدفعها
إليهم» سواء صرفها الإمام في مصارفها أو لا. واحتجوا بما ورد في ذلك عن
بعض الصحابة:؛ منهم سعد بن أبي وقاص وحابر وأبي هريرة وابن عمر
وغيرهم 30711

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإن كان الإمام ظلماً لا يصرفه في مصارفه

الشرعية» فينبغي لصاحبه ألا يدفع الركاة إليه» بل يصرفها هو إلى تو

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-: "

.١9٠ /١ وحاشية ابن عابدين: ؟/ 5 25 والفتاوى الحندية:‎ 2.5١١ /١ فتح القدير‎ ١
.5.4-8-.05 /١ الشرح الكبير وحاشية الدسوقي:‎

03 القليوبي: ”/ 55-47» وتحفة المحتاج: 9/ 5 2*4 ومغني المحتاج: .5١ 5 /١‏

5 شرح منتهى الإرادات: /١‏ 419. والمغني: 7/ 15 55.

المصدر: الموسوعة الكويتية (4 ؟/ 01/٠‏ ؟).

5 مجموع الفتاوى: 5٠؟/ .8١‏

48 "وصَلاة الْجُمْعَة خَلفه وَخلف من ولاه جَائرّة بَاقيّة تَامّة رَكعَكَيْنٍ من أعادهما فَهُوَ
ان كرك اقار للك عه لقح الم ملل الكلفة شو ذا لبي لضان
خلف الْأئمّة من كَانوا برهم وفاجرهم فالسنة بن بُصَلَّي م مَعَهِم رَكعَتَيْنٍ وَتدين بأنهًا بأَنَهَا ها تَامّة
لا يكن في صدرك من ذَلِك شَيْء".
الي
أولة: حكم الصلاة خلف الفساق.
عند أهل السنة أنه يصلى خلف كل بر وفاحر» هذا هو الصواب» فيصلي
خلف الأمراء ويجاهد معهم وإن كانوا أهل معاصي» يتصلي خلف أئمة المساحد
وإن كان فيهم معصية.
وف صحيح البخاري: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان يصلي خلف
الحجاج بن يوسف الثقفي» وكذا أنس بن مالكء وكان الحجاج فاسقاً ظالماً.
قال النووي: «وأما صلاة ابن عمر حلف الحجاج بن يوسف فثابتة في
«صحيح البخحاري»» "1
وى البساري ان مبحيطة قال عنقا هي الله و1 ترقت اخورنا عالت
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سال َالَّ: كنب عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَ الاج «أنْ لا يُحَاِف ابْنَ

5 57
و مَعَدُ ع وض نض 6ه >

عُمَرَ في الحجّ», فَجَاءَ ابْنْ عْمَرَ رَضِيّ اللُّ عَنْهُ
الشّمْسْ فصاع عِنْدَ سُرَادِقِ الحجّاج فَحَرَجٍ وَعَلَيْهِ مِلْحَنَةٌ مُعَصْفَرَةٌ فَقَالَ: «مًا
بلك ما 5 عَبْد البَحْمّنٍ؟»2 فَقَالَ: «الرَّوَاحَ إن كيت تُرِيدٌ السّنّة»» قَالَ: «هَذْهِ
المكاعَة؟!»» قَالَ: «تَعَمْ», قَالَ: «مَأَنْظيي حٍ حَقٌ أَفِيضّ عَلَى سي ثم أخر

فَنََلّ حَقٌّ حَرَعٌ الاج كَسَارَ بَنْي وَبَبْنَ أي» فَقُلْتُ: «إن كنت تيد ل

7 «ابجموع» (:/ 2555 وكذا ابن الملقن في «البدر المنير» (5/ »)25١‏ والحافظ ابن حجر في «التلخيص
الحبير» (5/ 33 5).

«صدَقَ» 114

قال ابن حجر: «وَفِيهِ: صِكَةُ الصَّلاة حَلْفَ الْعَاسِقِ» بن

وروى ابن أبي شيبة في «المصنف» عن عَْمَيْرٍ بن هَانِئْ قال: شهدت ابن
عمر والحجاج تُحَاصِرٌ ابن الزبير» فكان منزل ابن عمر بينهماء فكان ربما حضر
الصلاة مع هؤلاء؛ وربما حضر الصلاة مع هؤلاء» .”:”

وف صحيح البخاري أيضاًء أن صلى الله عليه وسلم قال: "يصلون لكمء
فإن أصابوا فلكم وحم وأن أخطأوا فلكم وعليهم""'*.

وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يصلون خلف من يعرفون فجوره كما
صلى عبد الله بن مسعود وغيره من الصحابة خلف الوليد بن عقبة بن أبي
معيط"'*» وكان قد يشرب الخمر وصلى مرة الصبح أربعاً وحلده عثمان بن عفان
على ذلك”**» فمثل هذه الأمور أهل السنة وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

لنا فيهم الأسوة والقدوة» فهم أسوتنا وقدوتنا.

ثانياً: الصلاة خلف المبتدع.

«صحيح البخاري» رقم )١550(‏

89 «فتح الباري» لابن حجر (”*/ 517).

.)7١7 /9( قال ابن حجر: «إسناده صحيح». «المطالب العالية»‎ )١57 /5( «المصنف»‎ ٠

.579 صحيح البخاري مع فتح الباري ؟/‎ ١

7 الحديث رواه أحمد 5٠ /١(‏ 4) (453/8» والطبراني (9/ 5995؟) (4570). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) /١(‏
48 رواه أحمد والطبراني في الكبير ورحاله ثقات» وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (5/ 55 .)١‏
٠م‏ رواه أحمد »)١773( )١ 414 /١(‏ والبيهقي (8/ .)١17945( )7١8‏ قال شعيب الأرناؤوط محقق ((المسند)):
إسناده صحيح على شرط مسلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه: (وكان الصحابة والتابعون يصلون
حلف ابن أبى عبيد وكان متهماً بالإلحاد وداعياً سق دن

وسار التابعون ومن تبعهم بإحسان من أئمة السلف على هذاء فقرروه قولاً

ما جاء عن الأعمش رحمه الله أنه قال: (كان كبار أصحاب عبد الله -يعنى
ابن مسعود -يصلون الجمعة مع المختار وحتسبوك كما 506

وقد كان أبو وائل رحمه الله يصلي الجمعة مع المختار بن أبي عبيد.؟:*

وعن الحسن رحمه الله أنه سئل عن الصلاة خلف صاحب البدعة» فقال
الحسن: (صل حلفه وعليه بدعته) 1507

وعن الحكم بن عطية رحمه الله أنه قال: سألت الحسن وقلت: رجل من
الخوارج يؤمناء أنصلي خلفه؟ قال: (نعمء قد أم الناس من هو شر منه).*"*

وعن ابن وضاح رمه الله : قال: سألت الحارث بن سكين : هل ندع الصلاة
خلف أهل البدع؟ فقال: (أما الجمعة خاصة فلاء وأما غيرها من الصلاة فنعم).؟"”

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما الصلاة حلف أهل الأهواء
والبدع» وخلف أهل الفجور» ففيه نزاع مشهور وتفصيل ليس هذا موضع بسطه.

7/1 /* مجموع الفتاوى‎ ٠١5
5/5 برقم (04917)» وابن أبي زمنين في ((أصول الستة)) ص‎ )575 /١( رواه ابن أبي شيبة في ((المصنف))‎ 5
.)5١١( برقم‎

605 رواه ابن أبي شيبة في (المصنف)) /١(‏ 575) برقم 5317 5)» وَعَبّد الرزاق في ((المصنف)) (7/ 385) برقم
(3009).

٠7‏ (صحيح البخاري كتاب الأذان 25) وقال: باب إمامة المفتون والمبتدع. وَعَلَّقَ قَوْل الحمسن: (صلء وعليه
بِلْعَتَهُ).
رواه ابن أبي زمنين في ((أصول الستة)) ص 584 برقم .)5١1١(‏

8 رواه ابن أبي زمنين في ((أصول الستة)) ص 585 برقم .)5١17(‏

ولكن أوسط الأقوال في هؤلاء أن تقديم الواحد من هؤلاء في الإمامة» لا
يحوز مع القدرة على غيره» فإن من كان مظهراً للفجور أو البدع يجب الإنكار
عليه ونميه عن ذلك» وأقل مراتب الإنكار هجره لينتهي عن فجوره وبدعته؛ ولهذا
فرق جمهور الأئمة بين الداعية وغير الداعية» فإن الداعية أظهر المنكر فاستحق
الإنكار عليه» بخلاف الساكت فإنه بمنزلة من أسر بالذنب» فهذا لا ينكر عليه
في الظاهرء فإن الخطيئة إذا خفيت لم تضر إلا صاحبهاء ولكن إذا أعلن فلم تنكر
ضرت العامة؛ ولحذا كان المنافقون تقبل منهم علانيتهم» وتوكل سرائرهم إلى الله
تعالى بخلاف من أظهر الكفر) *'١‏

نَّ الإِمَامَ مُبَتَيِعٌ يَدْعُو
ل ينعي أو لامر الْفِسْقِ وَهُوَ الإِمَامْ لاتب الَّذِي لا تمْكِنُ الصّلاةُ إلا

لَه كَِمَام الحمُعَةٍ وَالْعِيدَيْنِ» وَالإمَام في ضَّلاةٍ الحَج عرق وَنَخْوِ ذَلِكَء فَإنَّ لْمَأَمُوم
5007 اسلف َالَف مقت أَحْمَد وَالشَافِعِيَ أي حَنِيقَة
وَغَيرهِمْ.

م
_- 0 د

وا كَالُوا في الْعَمَائِد: إِنّهُ ُصَلَّى المعة والْعِيدَ حَلْفَ حك إِمَام بََاكَانَ أو فَاجرًا.

وكَدَلِكَ إِذَا 1 يَكُنْ بي الْقَديَة إلا إِمَامٌ وَاجِدٌ» فَإِنَّهَا تُصَلَّى حَلْمَهُ الجَمَاعَاتُ؛ فَإِنَ
الصّلاةٌ في جْمَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ صَّلاةٍ البَحْلٍ مَحْدَةُ) وَإنَْكَانَ الإِمَامُ فَاسِقًا. هَذَا مَذَّهَبْ
جْمَاهِيرٍ الْعُلَمَاءِ: 5 بن حَمْبلٍ وَالشَافِعِنٌ وَغَْرِمَاء بَلْ اللْجَمَاعَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَى الأعْيّانٍ
وَمَنْ تَرَكَ اللمْعَةَ وَاْجَمَاعَةَ حَلْفَ الإمَام الْمَاحِرٍ قَهُوَ مُبْتَدِعٌ عِنْدَ الإمَام أَحْمَد وَغَيْره

وذ ألقة الشف

2

*147./5 مجموع الفتاوى‎ ٠

وَالصّحِيخ أَنَهُ يُصَلَيهَا ولا يُعِيدُهَا؛ فَإِنَّ الصّحَابَةَ كَانُوا يُصَلُونَ الحُمْعَةَ وَاللجَمَاعَةَ
خَلقَ 5-7 الْمُكَارٍ ولا يُعِيِدُونَ» كَمَا كَانَ ابْنُ عُْمَرَ يُصَلَي حَلْفَ 0 ابن
مَسْعُودٍ وَغَيْْهُ يُصَلُونَ حَلْف الْوَلِيدٍ بْنٍ عُقْبَةَ وكانَ يَشْرَب الْتقر؛ حَقٌ 0 يد ص[
عن مَئةّ البح أَْبَعَاء نه قَالَ: أَزيدَكُةْ؟ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ ل
في زِيَادَةَ !! وَهَذَا رَفَعُوهُ إلى عُثْمَان..
وَالْمَاسِقُ وَالْمبَنَِعُ صَلائُهُ في َفْسِهِ صَحِيحَةٌ؛ فَإِدَا صَلَّى الْمَأَمُومُ حَلْقَه 1 تَبْطن
صَّلائُ» لَكِنْ إِنمَا كرة مَنْ كر الصّلاة حَلْمَهُ لأَنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفٍ 0 عَنُ
2 وَاجِبٌ» وَمِنْ : ذَلِكَ لحي ومن الأمر بالمعرودف 0 عن المنكر] ان مَنْ
َظْه و يِدْعَهٌ أذ فون لذ ورك آإماما المشلون واه يكتفق التكرية خق يونت
َإِذَا 07 هَجْرةُ حَنٌٍّ 0 خسنا وإِذا كان بَعْض سش إِذَا تَرَكَ الصّلاةَ
علنة وق علق عر ف تاشفق رت ١‏ ُعْرَلَ أو يَنتَهِيَ النَّاْ عَنْ مِثْلٍ
ذَِْ. فَمِئْك هَذَا إِذَا تَرَكَ الصّلاةً حَلَمَهُ كَانَ فيه مَصلَحَةٌ و يَفْتْ الْمَأَمُومَ حْمُعَدٌ
ولا جَمَاعَةٌ. وَأَنَا إِذّا كانَ تَرَكَ الصّلاةً يَقُوتُ الْمَأَمُومَ اخُمْعَةُ وَاْجَمَاعَةُ كَهُنَا لا يَدْئِكُ
الصّلاة حَلَمَهُمْ إلا مُبْتَدِع تحَالِفْ لِلِصَّحَابَة رضي ي الله عنهم.
وَكَذَّلِكَ إِذَاكَانَ الإِمَامُ قَدُ َد رَتَبهُ ولاه الأمور» و1 يَكُنْ في تَرْكِ الصّلاةٍ حَلْمَهُ مَصْلحَةٌ
قَهنَا لَبّس عَلَيْهِ تَتِكُ الصّلاةٍ حَلْقَه بن الصّلاةٌ خَلْفَ الإمَام الأَفْضَل أَفْضَك". ١‏
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فالواجب على المسلم إذا صار ف مدينة من
إن رأى بعضهم ضالاً أو غاوياً وأمكن أن يهديه ويرشده فعل ذلكء» وإلا فلا
يكلف الله نفساً إلا وسعهاء وإذا كان قادراً على أن يولى في إمامة المسلمين
الأفضل ولاه وإن قدر أن بمنع من من أظهر البدع والفجور منعه

.304 . 7807/5 انظر: مجموع الفتاوى:‎ ١

وإن لم يقدر على ذلك فالصلاة خلف الأعلم بكتاب الله وسنة نبيه والأسبق
إلى طاعة الله ورسوله أفضلء كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم-في الحديث
الصحيح: (يوْم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم
بالسنة» فإن كانوا سواء فأقدمهم هجرهء فإن كانوا في المجرة سواء فأقدمهم
شيناً) 1م

وإن كان 2 هجره لظهر البدعة والفجور مصلحة راجحة هجره» كما هجر
النبي-صلى الله عليه وسلم-الثلاثة الذين حُلَُوا حتى تاب الله عليهم؛ وأما إذا
ول غيره بغير إذنه» وليس 2 ترك الصلاة خلفه مصلحة شرعية كان تفويت هذه
الجمعة والجماعة جهلاً وضلالاً» وكان قد رَدَّ بدعة ببدعة) 8١"‏

وخلاصة القول: أن أكثر العلماء يرون حواز الصلاة حلف المبتدع على
التفصيل الذي قدلمناه» ومنهم من منعها وأبطلها وقال بوجوب إعادماء ومن رجح
صحة الصلاة: الإمام البخاري وابن حجر وابن تيمية») ومن المعاصرين الشيخ ابن
باز-رحمه الله-وهو يفصل بين من كانت بدعته شركية كفرية وبين من ليس كذلك
فيقول: (تصح الصلاة حلف المبتدع وخلف المسبل إزاره وغيرهما من العصاة 2
أصح قولي العلماء» ما لم تكن البدعة مكفرة لصاحبهاء فإن كانت مكفرة له
كالجهمي ونحوه من بدعتهم تخرحهم عن دائرة الإسلام) فلا تصح الصلاة
حلفهم؛ ولكن يجب على المسئولين أن يختاروا للإمامة من هو سليم من البدعة
والفسق» مرضي السيرة؛ لأن الإمامة أمانة عظيمة» القائم بما قدوة للمسلمين؛
فلا يجوز أن يتولاها أهل البدع والفسق مع القدرة على تولية غيرهم).
والعلماء ذكروا تفاصيل كثيرة تتعلق بالتفريق بين الصلوات العادية وبين صلاة

الجمعة والعيدين ويوم عرفة» والتفريق بين من كان مستور الحال ومن هو مجاهر

5 أخرحه مسلم في صحيحه .٠١19‏

.)7585 /5( مجموع الفتاوى‎ ١

بفسقه أو بدعته» وبين من بدعته مكفرة وبين من هو دون ذلكء؛ وبين من كان
هذا المسجد هو الوحيد في ذلك المكان وبين من بإمكانه أن يصلي في مسجد
عبرو ال عبرودلك من التفاصيل إلى يصعت ا برادها' و مك هار الشرح .
قال سفيان الثوري في عقيدته: «يا شعيبء لا ينفعك حتى ترى الصلاة خحلف بر
وفاجر.
قال شعيب: فقلت لسفيان: يا أبا عبد الله! الصلاة كلها؟
قال: لا؛ ولكن صلاة الجمعة والعيدين» صل خلف من أدركت» وأما سائر ذلك
فأنت مخير» لا تصل إلا لف من تثق به وتعلم أنه من أهل السنة والجماعة"؟١”‏
وجاء في اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل: «وصلاة الجمعة خحلفه-أي خلف إمام
المسلمين-وخلف من ولي جائزة تامة ركعتين» من أعادهما فهو مبتدع تارك للأثر
عالق الس 3
وما قاله سهل بن عبد الله التستري في اعتقاده: «ولا يترك الجماعة خلف كل وال
يجاب عل
كما قرر ذلك أبو الحسن الأشعري"'*» وابن بطة"'*» وقوام السنة الأصفهاق؟1*.
وهذه المسألة قد دلت عليها الأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة:؛ كما أن في
تقريرها محانبة لطوائف المبتدعة لا سيما الرافضة حيث يشترط الرافضة وجود الإمام
الغائب لأداء صلاة الجمعة. '"“كما وضحه ابن تيمية بقوله: "والرافضة لا يصلون
إلا حلف المعصوم, ولا معصوم عندهم, وهذا لا يوحد في سائر الفرق أكثر مما

5 1م أخحرحه اللالكائي .١54 /١‏

5 أخرحه اللالكائي 2١5١ /١‏ وانظر اعتقاد علي بن المديني في أصول السنة للالكائي .١9/ /١‏

.١8* /١ أخرحه اللالكائي‎ 5

7 الإبانة ص .7١‏

الإبانة الصغرى ص /727.
9 الحجة في بيان الحجة ؟/ //ا5.

.5١7 انظر مختصر التحفة الاثنى عشرية ص/١27 وفقّه الإمامية للسالوس ص‎ ٠٠

يوجد في الرافضة» فسائر أهل البدع سواهم لا يصلون اللجمعة والجماعة إلا حلف
أصحابهم, كما هو دين الخوارج والمعتزلة وغيرهمء وأما أتمم لا يصلون ذلك بحال
فهذا ليس إلا للرافضة»'"*.

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
٠-"ومن‏ خرج على إِمَام من أَئِمّة الْمُسلمين وقد كانُوا اجْتَمعُوا عَلَيْهِ وأقروا بالخلافة
أي وَجه كَانَ بالرّضًا أو الْعَلَبَة فقد شق هذا الْخَارج عَصا الْمُسلمين وَخَالف الْآنَار عن
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ َسلم فَإِن مَاتَ الْخَارجٍ عَلَيْهِ مَاتَ ميئة جَاهِايّة".
الضيح
النقول عن العلماء في هذه المسألة كثيرة جدًا في التأكيد على منع الخروج على الحكام ومنها:
© قال امسن البصري-رحمه الله-: "والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبَلٍ
سلطاتحم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله-عَرٌ وَجَكَ-ذلك عنهم, وذلك أَم
يفزعون إلى السيف-السلاح- فيُوكلون إليه» ووالله ما جاءوا بيوم حير قطء
ثم ئلا: مإوَأَورنَْا اقم الَِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضٍ وَمَعَارَِهَا التي
بَاركنَا فِيهَا وََنّتْ كَلِمَتُ رَبك ال ُشى عَلَى بَني إِسْرَائِيلَ ا صَبَرُوا وَدمرْنَا ما
كَانَ يَصْنَعٌ فِرْعَوْدُ وَقَوْمّهُ وَمَاكَانُوا يَعْشُونَ # [الأعراف: [.1١107‏
وقال: يا عجبًا لِمَن يخاف ملكا أو يتقي ظلمًا بعد إمانه ذه الأيقه أنا
والله لو أن الناس إذا ابتلوا صبروا لأَمْرٍ رتم لَمَرَجَ الله عنهم كريحم ولكنهم
جزعوا من السيف فوكلوا إلى الخوف ونعوذ بالله من شر البلاء"”””.

.١ ٠7/٠١ منهاج السنة ه/‎ ١
ط. قرطبة) وكتاب أصول السنة للإمام أحمد وص ت.؛ 166) ط. ابن‎ )١ ل" راحع كتاب الشريعة و(جك3» صلمه‎

© قالالطبري- كما ذكر الحافظ ابن حجر -: "والصواب: أن المراد من
الخبر: ((الزم جماعة المسلمين)) لزوم الجماعة الذين في طاعة من احتمعوا
على تأميره فمن نكث بيعته حرج عن الجماعة" "'”.

© وقال الإمام البريماري -رحمه الله-: "واعلم أن جور السلطان لا ينقص
فريضة من فرائض الله الي افترضها على لسان نبيه-صلى الله عليه وسلم-.
جوره على نفسه وتطوعك وبرك معه تام-إن شاء الله تعالّ-يعني: الجماعة
والجمعة» والجهاد معهم وكل شيء من الطاعات» فشاركهم فيه» وإذا رأيت
الرحل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوىء وإذا سمعت الرحل
يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه ضكاخي سنة جإن شاك اللهت» يقول
الفضيل بن عياض: "لو كان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان". فأمرنا
أن ندعو طم بالصلاح. ول نؤمر أن ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا؛ لأن
جورهم وظلمهم على أنفسهم وعلى المسلمين»؛ وصلاحهم لأنفسهم
وللشا 0

© وقال الطحاوي -رحمه الله-: "ولا نرى الخروج على أثمتنا وولاة أمورنا ون
جارواء ولا ندعو عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم؛ ونرى طاعتهم من طاعة
الله-عَرّ وَحَلَ-فريضة ما لَّ يأمروا بمعصية. وندعو طم بالصلاح
والمعافاة"” "*.

© كما ذكر الإمام العالم الحافظ أبو القاسم هبة الله بن الحمسن بن منصور
الطبري اللالكائي -رحمه الله:"فيما رُوي عن النبي-صلى الله عليه وسلم-في
الحث على اتباع الجماعة والسواد الأعظمء وذم تكلف الرأي» والرغبة عن
السنة والوعيد في مفارقة الجماعة ما يلي:

5م فتح الباري: (1/ 707).
4 85 طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (35/5).
العقيدة الطحاوية (/47) منشورات المكتب الإسلامي.

أن البي-صلى الله عليه وسلم - قال: ((والله إن لأخشاكم لله وأتقاكم له
فمن رغب عن سنتي فليس مني))' '".

* قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من خرج من الطاعة وفارق
الجماعة» مات ميتة جاهلية))""*.

*قال رسول الله - صكى الله عليه وسلم -: ((من جاء إلى أمتي وهم
جميع يريد أن يُفرق بينهم فاقتلوه كائئًا من كان))"*..

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((استوصوا بأصحابي خيراء ثم
الذين يلونهم تم الذين يلوتهم؛ ثم يفشو الكذب حَقٌّ يعجل الرحل
بالشهادة قبل أن يُسألهاء وباليمين قبل أن يُسألهاء فمن أراد تَحبوحة
الْجَنَّة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد» ومن الاثنين أبعد فمن

وم

ته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن))' '*.

“عن المسيب بن رافع قال: ممعت أبا مسعود حين حرج في طريق القادسية
فقلنا: اعهد إلينا فإن الناس وقعوا في الفتنة» فلا ندري أنلقاك بعد اليوم أم
لاء فقال: (اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجرء وعليكم
بلالممافة فإن "أن ا كدفعم أبنعة عالتبا
قال الثوري -رحمه الله-: (يا شعيبء لا ينفعك ماكتبت حتى ترى الصلاة
خحلف كل بر وفاجر» والجهاد ماض إِلَّ يوم القيامة» والصبر تحت لواء
السلطان جَارَ أم ع0

قال علي بن المديني ومن نقل عنه ممن أدركه من جماعة السلف: "ثم السمع
والطاعة للأئمة وأمراء المؤمنين البر والفاحرء ومن ولي الخلافة بإجمّاع الناس

ورضاهم لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلة إلا وعليه إمام

77 أخرحه البخاري (ح5:077)» ومسلم (ح .)٠١5١‏
١7‏ رواه مسلم كتاب الإمارة (ح57).

رواه مسلم

اده

(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) (ج١»‏ ص59١).‏

بر كان أو فاجرّاء فهو أمير المؤمنين» والغزو مع الأمراء ماض إلى يوم القيامة؛
البر والفاحر لا يترك.... ومن حرج على إمام من أئمة المسلمين وقد اجتمع
عليه الناس فأقروا له بالخلافة بأي وحجه كانت» برضاكانت أو بغلبة فهو
شاق هذا الخارج عليه العصاء وخالف الآثار عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية؛ ولا يحل قتال
السلطان ولا الخروج عليه بأحد من الناس» فمن عمل ذلك فهو مبتدع على
عر ال م

0 قال البحاري -رحمه الله-: "لقيث أكثر من ألف رجحل من أهل العلم...
أدركتهم وهم متوافرون منذ أكثر من ستة وأربعين سنة... فما رأيت واحدًا
منهم يختلف عن هذه الأشياء:
حأن الدين قول وعمل.
حوأن القرآن كلام الله غير مخلوق.

ول يكونوا يُكمُرونَ أحدًا من أهل القبلة بالذنب؛ لقوله تعالى: 8 إِنَّ اللّهَ ل
قي أن انقكد زف زوفيل مقو :لك لقح يفسا وق يرك واللوافقن
افْتَرَى إِغاً عَظِيماً [النساء: 48].

-وألاً ازع الأمر أهله لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إثلاثة لا
يغل عليهم قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله وطاعة ولاة الأمر» ولزوم
جماعتهم, فإن دعوم من ورائهم)).

ثم أكد في قوله: «إيا أَيّهَا الَّذِينَ آمَُوا أَطِيعُوا اللّهَ وأَطِيعُوا الرسُولَ وأؤلي الأشر
مِدَكُمْ إن تَتَاَعْتُمْ في سَيْءٍ مَْدُوهُ إلى الله وَالَسُولٍ إن كُشْمْ تُؤْمُِونَ بالل
وَالْيَومِ الآخر ذَلِكَ عَيْرٌ وَأَحْسَن تأوياة4 [النساء: 55].

وألا يرى السيف-السلاح-على أمة محمد صلى الله عليه وسلم-.

.)١59ص‎ »١ج( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي‎ ١

وقال الفضيل: (لو كانت لي دعوة مستجابة لَّ أجعلها إلا في إمام؛ لأنه إذا
صلح الإمام أمن البلاد والعباد)" '".

© قال أبو زرعة -رحمه الله-: "ولا نكفر أهل القبلة بذنومهم وتكِلٌ أسرارهم إلى
اللَه-عَرَّ وَجَلَ-» ونّْقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر
وزمان» ولا نرى الخروج على الأئمة» ولا القتال في الفتنة» ونس مع وتطيع
لِمَن ولأه الله عَرَّ وَجَلَ-أمرنا ولا ننزع يدا من طاعة ونتبع السنة
والجماعة" "'*.

© قال القرطبي-رحمه الله-: "والذي عليه الأكثر من العلماء أن الصبر على
طاعة الإمام الجائر أولّ من الخروج عليه؛ لأن في منازعته والخروج عليه
استبدال الأمن بالخوفء وإراقة الدماء وانطلاق أيدي السفهاء؛» وشن
الغارات على المسامين والفساة فق أرط 5

© قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "والإمام إذا فسق لا يُعزل بمجرد فسقه
على أصح أقوال العلماء» ولا يجوز الخروج عليه لِمَا في ذلك من إثارة الفتنة»
ووقوع المرج» وسفك الدماء الحرام» وتمب الأموال» وفعل الفواحش مع
النساء وغيرهن» وغير ذلك مما كل واحدة فيها من الفساد أضعاف فسقه
كما جرى يما تقدم إلى يومنا هذا"*"*.

© قال ابن قيم الجوزية-رحمه الله.-: "إن لبي -صلى الله عليه وسلم-شرع لأمته
إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يُحبه الله ورسوله» فإذا
كان إنكارٌ المنكر يستازم ما هو أنكر منه وأبغض إل الله ورسوله؛ فإنه لا
يسوغ إنكاره وإن كان الله يُبغضه ويمقت أهله. وهذا كالإنكار على الولاة
بالخروج عليهم فإنه أساس كل شر ففتنة إلى آخر الدهر» وقد استأذن
الصحابة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في قتال الأمراء الذين يؤخرون

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج١»‏ ص177١175-1).‏
م شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج١).‏

.)١٠١١ ١ ٠ 1/5( تفسير القرطبي‎ ١ 5

ه ١م‏ البداية والنهاية: (25575/8 54؟57).

الصلاة عن وقتها وقالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: ((لاء ما أقاموا الصلاة)).
وقال: ((من رأى من أميره ما يكرهه فليصبرء ولا ينزعن يدا من طاعة)).
ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة
هذا الأصل وعدم الصبر على المنكر» فطلب إزالته فتولد منه ما هو أكبر
منه فقد كان الرسول-صلى الله عليه وسلم-يرى في مكة أكبر المنكرات ولا
يستطيع تغييرهاء بل لَمَّا فتح الله مكة وصارت دار الإسلام عزم على تغيير
البيت ورده على قواعد إبراهيم؛ ومنعه من ذلك -مع قدرته عليه- حشية
وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك لقرب عهدهم
بالإسلام وكوتهم حديثي عهد بكفر؛ ولهذا ل يأذن في الإنكار على الأمراء
باليد بما يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه"" '*.

© قال الحافظ بن حجر: "والدعاة على أبواب جهنم من قام في طلب الملك
من الخوارج وغيرهم, وإِلّ ذلك الإشارة لقوله: ((الزم جماعة المسلمين
وإمامهم))؛ يعني: ولو جارء ويوضح ذلك رواية أبي الأسود: ((ولو ضرب
ظهرك وأحذ مالك))» وكان مثل ذلك كثيرا في إمارة الحجاج وتحوه.
قوله: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)) أي: أميرهم زاد ف رواية أبي
الأسود: ((تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك» فإن لم يكن خليفة
فا هرب))... إلى أن قا الحافظ: وهو كناية عن لزوم جماعة المسلمين
وطاعة سلاطينهم -حكامهم- ولو عصوا"”””. .

© وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-في رسالة "الأصول الستة":
"الأصل الثالث: إن من تام الاحتماع السمع والطاعة بمن تَأَمّر علينا ولو
كان عبدًا حبشيًا فبَيّن النّي - صلى الله عليه وسلم - هذا هَانا “فاتك
ذائعًا لكل وحه من أنواع البيان شرعًا وقدرّاء ثم صار هذا الأصل لا يُعرف
عند أكثر من يدعي العلم؛ فكيف العمل به؟!"5*.

65 انظر: أعلام الموقعين (5/9).

"م فتح الباري: /1١‏ 85.
8/ كتاب الجامع الفريد من كتب ورسائل لأثمة الدعوة الإسلامية .)580١(‏

© وقال الإمام الشوكان-رحمه الله-: "ولكنه ينبغى لمن بان له غلط الإمام في
بعض المسائل أن يُناصحه.ء ولا يُظهر الشناعة عليه على رءوس الأشهاد» بل
كما ورد في الحديث أن يأحذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة» ولا يذل
سلطان الله» وقد قدمنا في أول كتاب السير أنه لا يتحوز الخروج على الأئمة»
وإن بلغوا في الظلم أي مبلغ» ما أقاموا الصلاة» ول يظهر منهم الكفر
البواح» والأحاديث الواردة في هذا المعنى متواترة» ولكن على المأموم أن يُطيع
الإمام في طاعة الله ويعصيه في معصية الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية
1ن

© وقال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- في توضيح
حديث النصيحة: "وأا النصيحة لأثمة المسلمين وهم ولاتمُم من السلطان
الأعظم إِلَى الأمير إِلى القاضي إلى جميع من لم ولاية صغيرة أو كبيرة»
فهؤلاء لماكانت مهماهم وواحباتهم أعظم من غليهم وجب هم من
النصيحة بحسب مرتبهم ومقاماتحم» وذلك باعتقدد إمامتهمء
والاعتراف بولايتهم» ووجوب طساعتهم بالمعروف» وعدم الخروج عليهم,
وحث الرعية على طاعتهم ولزوم أمرهم؛ الذي للا يخالف أمر الله ورسوله
يحتاجون إليه في رعايتهم» كل أحد بحسب حالته؛ والدعاء لهم بالصلاح
وإشاعة مثالبهم» فإن في ذلك شرًا وفسادًا كبيرا» فمن نصيحتهم الحذر
والتحذير من ذلك» وعلى من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سرًا لا علنًا
بلطف وعبارة تليق بالمقام, ويخصل به اللقصودهء فإن هذا مطلوب في حق
كل أحدء وبالأخص ولاة الأمور» فإن تنبيههم على هذا الوحه فيه خير
كثير» وذلك علامة الصدق والإخلاص.

8 السيل الجرار (555/4).

واحذر أيها الناصح لم على هذا الوجه ا محمود أن تفسد نصيحتك بالتمدح
عند الناس فتقول لهم: إن نص حتهم)» وقلت؟ فإن هذا عنوان الرياء وعلامة

4

ضعف الإخلاص وفيها أضرار أخر معروفة"

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
0١‏ "'ولَا يحل قتال السُلْطَان وَلَا الْخُرُوجٍ عَلَيْهِ لأحد من الئاس فَمن فعل ذَلِك فَهُوَ
مُبمَدع على غير السّنة وَالطّريق".
الخرج
هذه المسألة هي نص في مسألة قتال السلطان بينما المسألة التي قبلها متعلقة
بالخروج عمومّاء ومعلوم أن الخروج قد يكون باللسان وبما هو دون حمل
السلاح.
ولا يكاد أحد من علماء السلف يذكر عقيدته إلا وينص على هذه المسألة
ذاتماء ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره الإمام أحمد في عقيدته في أكثر من
رواية حيث قال: "ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس
فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق.."'**» وبنحو كلام
الإمام أحمد هذا. نص على ذلك أبو زرعة» وابن أبي حاتم الرازيان '**,
وعلي بن المديني”**, وغيرهم كثير: كالطحاوي ؟4*) وأبي عثمان

الصابوني **” وغيرهم.

الرياض الناضرة (559» .)5٠١‏

.)١71/١( ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي))‎ ١

7 ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) (ص: /11) و(ص: 178).

47 ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والمجماعة)) (ص: .)١154‏

4 ((شرح العقيدة الطحاوية)) (ص: 5557).

5 (إرسالة عقيدة السلف وأصحاب الحديث)) لأبي عثمان ضمن مجموعة ((الرسائل المنيرية)) .)١13/1(‏

© قال الأضعري: "إن أهل الحديث اتفقوا على أن السيف باطل ولو قتلت
البحال وسُّبيت الذرية» وأن الإمام قد يكون عادلاً ويكون غير ذلك» وليس
لنا إزالته وإن كان فاسقاء وأنكروا الخروج على السلطان ول يروه؟؟*.

© وقال الإمام أبو بكر الآجحري-رحمه الله-: "فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد
خارجي قد خرج على إمام-عدلاً كان أو جائرًا-فخرج وجمع جماعة وسَل
سيفه واستحل قتال المسلمين» فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول
قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه؛ وبحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه
مذهب المخوا"843,

© ويقول-رحمه الله-: "قد ذكرت من التحذير من مذهب الخوارج ما فيه بلاغ
لِمَن عصمه الله عن مذهب الخوارج ول ير رأيهم؛ وصبر على حور الأئمة
وحيّف الأمراء» ول يخرج عليهم بسيفه وسأل الله تعالل كشف الظلم عنه
وعن المسلمين» ودعا للولاة بالصلاح وحج معهم وجاهد معهم كل عدو
للمسلمين وصلى معهم الجمعة والعيدين» فإن أمروه بطاعة فأمكنه أطاعهم؛
وإن ل يمكنه اعتذر إليهم» وإن أمروه بمحعصية لَّ يطعهم؛ وإن دارت الفتن
بينهم لزم بيته وكف لسانه ويده, ولم يهو ماهم فيه ول يُعن على فتنة» فمن
كان هذا وصفه كان على الصراط المستقيم إن شاء اللّه"*؟*.

© ويقول ابن تيمية: "إن المشهور من مذهب أهل السنة كم لا يرون لجووج
على الأئمة وقتالحم بالسيف وإن كان فيهم ظلم؛ لأن الفساد في القتال
فتنةٌ أعظمٌ من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال» فيدفع أعظم
الفسادَيّن بالتزام الأدى"145.

855 كتاب مقالات الإسلاميين: (؟51-5 4ط استنبول).
الشريعة (ج١»‏ ص75١)‏ ط. قرطبة.

الشريعة (ص57١)‏

4 انظر: منهاج السنة (810//9» ط. الأولى» القاهرة).

0 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه: "... ولهذا كان مذهب أهل الحديث

ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة والصبر على ظلمهم إلى أن يستريح
1 8 5 فا الدهولم

بر» أو يستراح من فاجر...

© قال ابن تيمية -رحمه الله-: "أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصبر
على جور الأئمة» وكّى عن قتالهم ما أقاموا الصلاة» وقال: ((أدوا إليهم
حقوقهم وسلوا الله حقوقكم))؛ ولحذا كان من أصول السنة والجماعة لزوم
جماعة المسلمين وترك قتال الأئمة وترك القتال في الفتنة"١85.‏

© قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولهذا استقر رأي أهل السنة على
ترك القتال في الفتنة» للأحاديث الصحيحة الثابتة عن البى - صلى الله
عليه وسلم - وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم؛ ويأمرون بالصبر على حور
الأئمة وترك قتالهه" ”55

© قال النووي -رحمه الله-: "وأمًا اللحروج عليهم وقتال حم فحرامٌ بإِجْمّاع
المسلمين» وإن كانوا فسقة ظالمين» وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما
ذكرته» وأجمع أهلّ السنة أنه -أي: الحاكم-لا ينعزل بالفسق» وسبب عدم
انْعزاله وتحريم الخروج عليه ما يترتب على ذلك من الفتن وإراقة الدماء
وفساد ذات البين فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه"8657.

© قال ابن تيمية: "قل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على
فعله من الشرء أعظم ما تولد من الخير "4**.
قال أبو حامد الغزالي: "فلا يهدم أصل المصلحة شغمًا بمزاياهاء كالذي يبني

ااه هم

فصا ورهيم مضنا

((مجموع الفتاوى)) (4/54 54 5).

.)7١ص( انظر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‎ ١
.)541/5( ((منهاج السنة))‎ 7

5 شرح صحيح مسلم .)5759/١1(‏

165 ((منهاج السنة)) .)١51/5(‏

دهم إحياء علوم الدين (؟/58).

والخروج على الأئمة من أصول أهل الأهواء كالمعتزلة والذي أطلقوا عليه-
زورًا وبحتانًا- أنه أمر بمعروف وني عن منكر.
قال ابن تيمية: اك أَهْلك الأَهْوَاءكَالْمُعْتَرلَةِ-ق فُيَرَوْنَ نّ الْقَمَالَ أذقة ة من
أمشول :وينهة وَكدَل الفغولة أشول نوو كذمة: " التوبيد الي هو
سَلْبْ العّمَاتٍ؛ و " الْعَدْلَ " الّذِي هُوَ التَكَذِيب بِالْقَدَرِ؛ و " الْمنْلة بَهيَ
لمنرك " و " إنقاذ لويد " و " الأثر باْمغؤوف ولتفى عن المذكر "
الَّذِي مِنْهُ قِتَالُ الْأَئمَةِ. وَقَدْ تكَلّمْت عَلَى قِتَالٍ الأَئِمَةِ في غَيْرِ هذا الْمَوْضِع.
وَجمَاعُ ذَلِكَ دَاخِلٌ في "الْقَاعِدَةٍ الْعَامّة": فِيما إِذَا تَعَارَسَتْ لْمَسَلِم
وَالْمَمَاسِدُ وَالْحَسَنَاتُ وَالسَيْعَاتْ أو تَرَاحمَتْ؛ٍ فَإِنّهُ يجب تَرْحِيح الراجح مِنْهَا
فِيمًا إِذَا ازْمَحمَتْ الْمَصَالِحُ وَالْمَمَاسِدُ 0 لْمصَالِعُ وَالْمَقَاسِدُ. إن
لْأْرَ وَالنّهْي وَإِنْ كَانَ مُتَضَمْنًا لتخصيل ‏ مَصْلَحَةٍ وَدَفْع مَفْسَدَةٍ ةِ فَيُنَظَرٌ في
الْمُعَارضٍ لَه فَإِنْ كَانَ الذي يَقُوتُ من الْمَصَالِح 0 -- 02 د
أكرَ امون به نا ذا كاكث م1 اده ب
مَصْلَحَتِهِ؛ لكنّ اغْتِبَارَ مَقَادِيرٍ الْمَصَالِح وَالعكاترمتق هو يان الشَّرِيعَةٍ قَمَىَ
قَدَرَ الْإِنْسَانُ عَلَى انبا النُمسُوص ' يدل عَنْهًا وَل اجْتَهّدَ ايه لِمَعْرفَةٍ
لْأشباه وَلتظَئر و إن تعوز التُصُوص مَنْ يَحُوثُ حبرا يخا وبدلَاَا على
الأخكام. 5 قد :إذا كان السسكم” أ الطائفة حَامِعَيْنِ بَيْنَّ مَعْرُوفٍ
0 تتيقناء كز كا أن يفعلرها تميفاء أو يتكوقنا
جمِيعَا: 1 يِْْ أَنْ يُوْمَرُوا مَعْرُوفٍ ولا أَنْ يُنْهُوا من مُنْكرِ؛ يَنْظر: فَإِنْ كان
الْمَعْرُوفُ أكُترَ أَمَرَ به؛ وَإِنْ اسْئَلْرَمَ مَا هُوَ دُوئَهُ مِنْ الْمُنْكّرٍ. و1 يَنْه
0 ا 0
لصّدّ ع عَنْ سول الله وَالسَّغعْي في زَوَالٍ طَاعَتِهِ وَطَاعَةٍ رَسُولِهِ وَرَوَالِ فِعْلٍ
ل وَإِنْ اسْتَلْرَمَ قَوَاتَ مَا هُوَ دُونَهُ
0١‏ الْأَمْرْ بِدَلِكَ الْمَعْرُوفٍ الْمشئَلرم لِلْمْنْكَرِ الزَائِدِ عَلَيْهِ
أ نكر وَسَغْيًا ني مَعْصِيَة اللَّهِ وَرَسُولِه. وَإِنْ تَكَاقاً الْمَْرُوفُ وَالْمنْكَرْ

إن

ا يد د انه آه وده يت أه: اولس ل د تر 7 رع ف 1 54 عا 1
المُتَلازِمَانِ يُؤْمَرَ يما وَُ ينه عنهُمًا. فْتَارَهُ يَصَلحٌ الآمَرْ؛ وَثَارَهُ يَصَلحٌ
َب 0-7 ره 0 0000 1 0 ع 0 ان 10082 سر 5 م 3 00 5 هس
الهم ؛ وَثَارَه لا يَصلحٌ لا أمَرْ وَلا نهيّ غيث كان المَعرُوف والجنكة

4

لي هد ف. ع مكًا|اق ٠‏ و وعهكه اأرام عتمم
مَتَلازِمَينِ؛ وَدْلِكَ 2 الامُورٍ المُعَيَّنَةِ الوَاقِعَةَ

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
؟”"-"وقتال اوسن والخوارج جَائْز إذا عرضوا للرجل في تفسه وَمَاله فَلهُ أن يُقَاتل
عن تّفسه وَمَاله وَيدْفَع عَنْهَا بكُل مَا يقدر, وَلَيْسَ لَهُ إذا فارقوه أو تَرَكُوهُ أن يطلبهم ولا
يتبع آثارهم, لَيْسَ لأحد إِلّا الإمام أو ولّاة الْمُسلمين. إِنّمَا لَهُ أن يذفع عن تفسه في
مقَامه ذَلِك وَيَنْوِي بِجِهْدِهٍ أن لا يقتل أحداء فَإن مَاتَ على يَدَيْهِ في دفعه عَن تفسه في
المعركة فأبعد الله الْمَقْعُول؛ وَإِن قدل هذا في تِلْكَ الْحَال وَهُوَ يذفع عَن تفسه وَمَاله
رَجَؤْت لَهُ الشَّهَادَة كُمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيتْ؛ وَجَمِيع الْآنّار في هَذًَا إِنَمَا أمر بقتاله وَلم
يُؤمر بقثله وَلَا انّبَاعه وَلَا يُجيز عَلَيْه إن صرع أو كَانَ جريحا وَإِن أخذه أَسِيرًا فَلَيْسَ لَهُ
أن يقتله ولا يُقيم عَلَيْهِ الْحَد وَلَكِن يرفع أمره إِلَى من ولاه الله فحكم فيه".

الخرح

المسألة الأولى: قوله: "وقتال اللُصُوص".
وأما ما يتعلق بالسارق أو ما يعرف بالصائل فهذه المسألة بحثت في كتب الفقه فأنقل ما

وثقت عليه فيهاء فقد ورد في بحث دفع الصائل في الشريعة الإسلامية أحكامه وشروطه”*”
"الصائل: هو المعتدي على نفس الغير أو عرضه أو ماله.
فيجوز للمعتدى عليه أو المصول عليه ضرورة رد هذا الاعتداء؛ حتى ولو أدى ذلك إلى قتل
الصائل. ويسميه الفقهاء بالدفاع الشرعي الخاص*”*» وهو: (واجب الإنسان في حماية نفسه

5 مجموع الفتاوى 7/8/ .١155‏
80 دفع الصائل في الشريعة الإسلامية أحكامه وشروط» د. عبد القادر أحنوت محلة البيان.
تمييزاً له عن الدفاع الشرعي العام» وهو مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكل أشكاله وأنماطه.

أو نفس غيره» وحقه في حماية ماله أو مال غيره من كل اعتتداء حال غير مشروع بالقوة
اللازمة لدفع هذا الاعتداءع)”””* . ا
والأصل في دفع الصائل قوله-تعالى-: [فَمَنٍ اغْتَدَى عَلَيكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ مدْلٍ مَا اعْتَدَى
عَلَيكُمْ) [البقرة: .]١54‏

ووه الدلالة أن الاعتداء على الناس في أنفسهم وأموالحم حرام أصلاً؛ فإذا اعتدى أحد من
الناس على آخرء جاز للآحر أن يدفع عن نفسه الاعتداء بما يندفع به؛ ح الو أدئ ذلك
إلى قتله ولم يندفع بما دون ذلك"'”.

ومن السنة حديث عمران بن حصين أن رحلاً عض يد رجحل؛ فنزع يده من فمه فوقعت
ثنيتاه» فاختصموا إلى الني صلى الله عليه وسلمء فقال: «يعض أحدكم أخاه كما يعض
الفحك! لا دية له»''*.

قال ابن حجر: (فيه دفع الصائل؛ وأنه إذا لم يمكن الخلاص منه إلا بجناية على نفسه أو على
بعض أعضائه ففعل به ذلك كان هدراً)”0* .

وعن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قُتَلَ دون ماله فهو
شهيد»"*. قال الشوكاني: (فيه دليل على أنه تجوز مقاتلة من أراد أخذ مال إنسان من غير
فرق بين القليل والكثير إذا كان الأحذ بغير حق» وهو مذهب الجمهور)؟'* .

ومسألة دفع الصائل وحواز قتله إذا لم يندفع شره إلا بالقتل: محل إجماع بين الفقهاء”'*.
وكما يشمل الدفاع الشرعي الدفاعً عن النفس» يشمل كذلك الدفاعٌ عن الغير» لقوله-
تعالى-: [وَإن طَبِمَئَانِ مِنَ ال مُؤْمِِينَ افمَدَلُوا فَأَصْلِحُوا بَْنَهُمَا إن بَعَتْ إِحْدَاهْمًا عَلَى

89 التشريع الجنائي الإسلامي» للشيخ عبد القادر عودة: ١/17ا4.‏

أحكام القرآن» للحصاص: .7/١‏

0١‏ رواه البخاري» كتاب الديات» باب: من عض رجلاً فوقعت ثناياه. ومسلم, كتاب القسامة» باب: الصائل على
نفس الإنسان.

فتح الباري: .81/1١7‏

87 رواه أبو داود» كتاب السنة باب قتال اللصوص. والترمذي» الديات باب: ما حاء في من قُتل دون ماله فهو
5" نيل الأوطار: 51/5

5 انظر مجموع الفتاوى» لابن تيمية: 117//7/8.

الأخرى مَمَاتلُوا يي فين بن قفن إل ام اللّهو1 [الحجرات: 4]. وقوله صلى الله عليه
وسلم: «من أَذِل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله الله-عز وجل-على
رؤوس الخلائق يوم القيامة»' '”.

وسثل الإمام الغزالي: إذا صال إنسان على آخر فعجز المصال عليه عن دفعه؛ فهل يجب على
من يقدر على دفعه أن يدفعه؛ حتى إن قتله دفعاً لا يحب الضمان؟ فأحاب: "يجب ذلك
بطريق النهي عن لكوع ولا ضمان عليه" *.

ولأنه لولا التعاون لذهبت أموال الناس وأنفسهم. ولأن قطاع الطرق إذا انفردوا بأحذ مال
إنسان ول يُعنه غيره فإنحم يأحذون أموال الكل واحداً واحداً» وكذلك دفع الضرر واحب»
وفي حصول الاعتداء على الغير يتحقق الضرر.

حكم دفع الصائل:

قد يكون الدفاع عن النفس أو العرض أو المال؛ ولذلك يختلف حكم دفع الصائل باختلاف
المداقع عنه.

فأما الدفاع عن النفس» فقد احتلف فيه الفقهاء بين الوحوب والجواز» فقال الحنفية بوحوب
الدفاع"'”.

وت المذهب المالكي قولان أُصحّهما وحوب الدفاع عن النفس16*.

وقال الشافعية: إذا كان الصائل مسلماً فيجوز الاستسلام ولا يجب الدفاعء أما إذا لم يكن
مسلماً أو كان بكيمة فدفعه واحب محتوم'7*.

وفي المذهب الحنبلي كذلك قولان: الوحوب والحواز ' "”.

واستدل القائلون بعدم الوحوب بما يلي:

655 رواه أحمد في مسنده» عن سهل بن حنيفء (انظر: نيل الأوطار: 107/5؟2).

انظر فتاوى الغزالي» تحقيق علي مصطفى الطَّحَة ط ١‏ / 470 ١ه‏ -4 ١٠٠٠م‏ دار اليمامق» ص: 549.
أحكام القرآن» للجحصاص: ١1١/5‏ 4. تبيين الحقائق» للزيلعي: .١١١/5‏

8 حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير» لابن عرفة الدسوقي: 8651/4

مغني اختاج» للخطيب الشربيني: 4 .

١م‏ مجموع الفتاوى» لابن تيمية: .١117//7/‏

*قوله صلى الله عليه وسلم: «كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القانل »7

* قصة اب آدم فلم يدافع المقتول عن نفسه؛ وإنما قال: لين بَسَطت إل يَدَكَ لِتَمْثُلَي مَا
أنا ياينط يَذِي ليك لأَكتَلّك إِنْ أحاف الله رَبك الْعالمين 1 [لكائذة: 49] 7 ,
ويبدو-والله أعلم-أن الدفاع عن النفس واجحبء إلا إذا كان في الدفع بالقتل فتنة عامة أو
موث خلق كثير؛ أما إذا لم يكن الأمر كذلك فيجب الدفع.

والنهي عن القتل في الحديث السابق محمول على زمن الفتنة حيث يُشكل الأمر؟”*.

وقيل: إن النهى إنما هو في آخر الزمان حيث يحصلا التحقق أن المقائلة إنما هى في طلب
نافيا

وقول أحد ابت آدم: ([ْمَا أَنَا ببَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ)) يعني لا أبسط يدي إليك لغرض
قتلك؛ وإنما أبسط يدي إليك لغرض الدفع'”*.

وذكر ابن عاشور أن الدفاع بما يفضي إلى القتل كان محرماء وأن هذه شريعة منسوحة, لأن
الشرائع تبيح للمعتدى عليه أن يدافع عن نفسه ولو بقتل المعتدي» لكنه لا يتجاوز الحد
الذي يحصل به الدفاع""*.

والدفاع عن العرض واجب كذلك باتفاق الفقهاء””* فلا تحل إباحته بحال؛ لأنه لا يقل أهمية
عن غيره من الضروريات؛ بل إن عادة العقلاء بذلٌ نفوسهم وأموالحم دون أعراضهم, وما
فدي بالضروري فهو بالضرورة أؤلى؛ ولحذا قال قائلهم:

5 قال الصتعاني: (الحديث أخرحه أحمد والطبراني وابن قانع من غير طريق المحهول؛ إلا أن فيه علي بن زيد بن
حدعانء وفيه مقال). سبل السلام شرح بلوغ المرام» ط/1؟: ١ه‏ 5١٠٠5م»‏ تحقيق الشيخ محمد الدالي بلطه؛ المكتبة
العصرية: 59/5. ولفظه عند أحمد: «ستكون فتنة بعدي وأحداث واختلاف؛ فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول
فافعل» المسند» حديث خالد بن عرفطة رضي الله عنه رقم: 5758557.

7 ترتيب فروق القرافي وتلخيصها والاستدراك عليهاء لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم البقوري» ط١/‏ 1474١اهم-‏
١٠٠5م‏ تحقيق الميلودي بن جمعة والحبيب بن طاهر» مؤسسة المعارف بيروت» ص ١5‏ 5.

6/5 نيل الأوطار: 4/4 55.

م سبل السلام شرح بلوغ المرام» محمد بن إسماعيل الصنعاني: .١/5‏

5 المجامع لأحكام القرآن» للقرطبي: .١١١/5‏

7 التحرير والتنوير: .١171١/5‏

انظر: رد امحتار لابن عابدين: 7917/5. حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: 51/4". مجموع الفتاوى:
0١‏ .

يَهُول حَليَنا أن تبات ختوهنا

وام

وَتَسْا ذه

عْرَاضُ لَنَا وَعْقُو
ووجوب الدفاع عن العرض قائم على كل مسلم يشاهد الاعتداء ومكنه رده ولا يقتصر على
المعتدى على عرضه فقط**"".

أما الدفاع عن المال فغير واجب عند المالكية والحنابلة'**» وقال بعض المالكية بالوحوب”**,
وفّق الشافعية بين أنواع المال» فقالوا: لا يحب الدفاع عن مال لا روح فيه؛ لأنه يجوز إباحته
للغير» وأما ما فيه روح فيجب الدفع عنه إذا قصد إتلافه» ما لم يخْشَ على نفسه أو
لد

شروط دفع الصائل:

يشترط لدفع الصائل ما يلي:

١‏ حأن يكون ثمة اعتداء: بمعنى أن يحصل الفعل بغير حق» فإذا كان ببحق كقتل مس تحقٌ
القصاصء أو أخذ المال من المدين الممتنع» فهذا لا يعتبّر اعتداءً؛ وإِنما هو استعمال لحق.

١‏ -أن يكون الاعتداء حالاً: فإذا كان مهدداً بشيء في المستقبل فلا يجوز الدفاع؛ لأنه لا
دفاع قبل الاعتداء ولا دفاع بعد الانصراف منهء ولا يُفْهَم من هذا أن ينتظر المعتدى عليه
حتى يصيبّه الصائل بالفعل» بل من حقه أن يسرع إلى رد الاعتداء المتوقع إذا علم أو غلب
على ظنه أنه لا يخطئه» وقد عبر الفقهاء عن هذا بوضوح فاعتبروا أن مجرد إشهار السلاح من
الصائل كاف لقتله؛ ما دام السلاح الذي شهره يستعمل في القتل عادة**".

8 إرشاد الفحولء للشوكاني. ص ”

.4845/5 الفقه الإسلامي وأدلته» للزحيلي:‎ ٠

١‏ انظر: مجموع الفتاوى: /1117/7. حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: 1//4ه؟
حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: 1//54؟.

18 مغني المحتاج: .١95/5‏

5 انظر: المبسوط» للسرحسي: 5./74. الأم» للشافعي: 19/1.

+ -أن يقدّم المعتدى عليه بِيّنَةَ تنبت وقوع الاعتداء عليه: لأن محرد الادّعاء لا يعفيه من
المسؤولية» وإلا استبيحت أموال الناس وأبدانهم بدعوى الاعتداء» فإذا لم تقم له بينة إلا
مقالته ودعواه فهو ضامن؛ لأنه لا يؤحذ بدعواه على غيره”*”.

-أن يرد الاعتداء بالقوة اللازمة لردّه: وذلك بتقديم الأخف فالأخف والأيسر فالأيسر؛
فلا يعدل إلى القتل مع إمكان الدفع بدونه. يقول النووي: (فيجب على المصول عليه رعاية
التدريج والدفع بالأهون فالأهون)' ** .

فإذا أمكن دفع الصائل بالأمر بالمغادرة فليس للمصول عليه أن يجرحه أو يقتله» وإذا انصرف
بالضرب فليس له جَرْحُهء وكذلك إذا جرحه جرحاً عطَّلهء لم يكن له أن يثني عليه لأنه كفي
شرهء فإن فعل ذلك كان ظلماً ومعتدياً وتحمّل مسؤولية فعله بالقصاص منه؛ لأنه تجاوز حد
الدفاع الشرعي”*”.

ويدل على مراعاة مبدأ التدرج في المدافعة والممانعة أمره صلى الله عليه وسلم بأن ينشد الله
قبل المقاتلة؛ فقد جاء رجحل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله: (أرأيت إن عدا على
مالي؟ قال: «انشد الله». قال: فإن أبوا عليَ؟ قال: «انشد اللم»» قال: فإن أبوا عليَ؟ قال:
«قاتل» فإن قتلت ففي الحنة» وإن قلت ففي النار». قال الشوكاني: (فيه من الفقه أن يدفع
بالأسهل فالأسهل)*1/ ١‏

قلت: لأن الضرورة تقدّر بقدرهاء فإذا زالت الضرورة بالأحف فلا يُلجَأ إلى الأشدء ومهما
أمكن التخليص بدون ذلك فعُدِل عنه إلى الأثقل ل يُهدَرء لأنه لا ضرورة في الأثقل مع
إمكان تحصيل المقصود بالأسهل حتى ولو كان كلاماً.

وقد ذهب بعض الفقهاء إلى القول بوجوب الحرب على المصول عليه؛ لأن الحرب هو الوسيلة
المناسبة لدفع الاعتداء بأيسر ما يمكن”**. غير أن الحرب لا يقوم مقام الدفاع في جميع

5م شرح الزرقاني على الموطأ: 5 /4/8.

875 روضة الطالبين: .١/81//٠١١‏

7 انظر: الأم للشافعي: 79/1. والإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع؛ للخطيب الشربيني 5١4/١‏ اه - 199154م؛
تحقيق علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموحود» دار الكتب العلمية بيروت: .4/١/7‏

88 نيل الأوطار: 50/4

89 المغنى» ابن قدامة: 55/9 .١‏

الحالات» فإذا كان الدفاع عن المال أو الحريم» فقد لا يستطيع المدافع اهرب بمماء بخللاف
ما إذا كان الاعتداء واقعاً على النفسء» فهنا قد ينجو بنفسه بالحرب؛ ولهذا فلا يلزم به
فاني 3

ولعل هذا ما جعل المالكية يقيدون القول بوحوب الحرب بما إذا لم تلحقه مشقة أو ضررء فإذا
لحقه ذلك جاز له الدفع'؟*.

هل في دفاع المصول عليه ضمان؟

ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة» إلى أن من أريد ماله أو نفسه أو حريمه
ولم يمكنه الدفع إلا بالقتل فله ذلك» وليس عليه قَوَد ولا دية ولا كفارة؛ سواء كان الصائل
آدمياً مكلفاً أو غير مكلف أو كان بحيمة.

يقول القراي: (فكل صائل-إنساناً كان أو غيره-فمن خشي منه فدفع عن نفسه فهو هدرء
حتى الصبي وامجنون إذا صالا والبهيمة)'** .

ويقول المرداوي: (فإن لم يحصل-أي: الدفع-إلا بالقتل فله ذلك ولا شيء عليه» وهو المذهب
وعليه الأصحاب)"”* .

وبمثل هذا القول أحذ الظاهرية كذلك؟؟”.

ون (الإقناع) للخطيب الشربيني: (من قصده صائل بأذى في نفسه أو ماله أو حريمه فقتل
الصائل فلا ضمان عليه)”!* .

وقد نقل الإمام الصنعاني الإجماع على أن مَنْ شّهّر على آخر سلاحاً ليقتله فدفع عن نفسه
فقتل الشاهر أنه لا شيء عليه' ”*.

التشريع الجنائي الإسلامي» عبد القادر عودة: .487/١‏

0 حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: 851/5.

الذخيرة» تحقيق محمد بو حبزة» ط١/539154١م,‏ دار الغرب الإسلامي بيروت: .577/١7‏
1 الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف: .507/١١‏

4 امحلى بالآثار» لابن حزم: .١55/11١‏

5 الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع: ؟/480.

5 سبل السلام: 5/7" 4.

وحالف الحنفية الجمهور فقالوا بوحوب ضمان البهيمة والآدمي غير المكلّف كالصبي
وامحنون"' *. واستدلوا بما يلي:

١‏ أنه قتل شخصاً معصوماً بالنسبة للصبي وانحنون» وأتلف مالاً معصوماً حقاً للمالك
بالنسبة للدابة؛ وذلك لا يسقط الضمان*5”.

؟ -قياس المصول عليه على المضطر بجامع الإباحة؛ فكما أن إباحة طعام الغير عند الضرورة
لا تنائي الضمان» كذلك يضمن الحيوان مع جواز قتله؟؟*.

* -أن الآدمي المكلف له قصد واحتيار فلذلك لم يضمنء والبهيمة لا اختيار لها''.
ونُسب لأبي يوسف من الحنفية القول بالضمان في الدابة فقط دون الصبي وايحنون» لأن
عصمتهما لحثّهما وعصمة الدابة لحقٌ مالكهاء فكان فعلهما مسقطاً للعصمة دون فعل
الدابة"”.

ويترحح-والله أعلم-قول الجمهور القائلين بعدم الضمان لأي صائل؛ سواء كان آدمياً أو
غيره» ويتأيد هذا بعموم الأدلة التي تبيح مقاتلة الصائل» فلم ينص شيء منها على وجوب
الضمان.

أما أدلة الحنفية فيجاب عنها بما يلي:

أما دليلهم الأول: فيجاب عنه بأن ما أتلفه المصول عليه من مال وأنفس» مهدرةٌ وليست
معصومة, وإِنما زالت عصمتها بالصيال» فلا ضمان في إتلافها.

وأما دليلهم الثاني: فأحاب عنه ابن قدامة-رحمه الله-بأن المصول عليه يفارق المضطر إلى
الطعام» لأن الطعام لم يلجئه إلى إتلافه» ولى يصدر منه ما يزيل عصمته؛ ولهذا لو قَتَل امحرم

7 رد امحتار» لابن عابدين: 017/0/”.

الحداية» للمرغيناني: 5/3/4 4 .

.١51/9 المغني:‎ 89

.5٠/ ترتيب فروق القراقي» للبقوري» ص:‎ ٠

.١” انظر: الحداية للمرغيناني: 48/5 5. ونظرية الضرورة الشرعية» للزحيلي» ص8‎ ١

صيداً لصياله لم يضمنه» ولو قتله لاضطراره إليه ضمنه» ولو قتل المكلف لصياله لم يضمنه.
ولو قتله ليأكله في المخمصة ضمنه؛ وغير المكلف في هذا كالمكلف"'٠.‏

وأحاب أبو عبد الله البقوري عن استدلالهم الثالث بأن البهيمة لحا اختيار اعتبره الشرعء
وذلك ظاهر في باب الصيد"”".

وتتعلق بمسألة الضمان قضية أخرى؛ وهي أن الذي يفقأ عين المطلع في داره هل يلزمه
الضمان أم لا؟

قال الحنفية والمالكية يسأل جنائياً صاحب الدار في هذه الحالة» فيجب عليه القصاص لأن
وهذا القول مرجوح ترده جملة من الأدلة» منها حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن رجلاً اطلع عليك بغير إذنك فحذفته بحصاة ففقأت عينه
ما كان عليك من جناح»م* ”1

قال الصنعاني: دل الحديث على حرم الاطلاع على الغير بغير إذنه» وعلى أن من اطالع
قاصداً للنظر إلى محل غيره ما لا يجوز الدحول إليه إلا بإذن مالكه. فإنه يجوز للمطلع عليه
دفعه بما ذكرء وإِن فقأ عينه فإنه لا ضمان عليه» وفي لفظ لأحمد والنسائي وص ححه ابن
حبان: «فلا دية له ولا قصاصغ' '3.

ومنها حديث أنس أن رجلاً اطلع في بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه النني
صلى الله عليه وسلم بمشقص””* أو بمشاقصء فكأني انظر إليه يَخْتل الرحل ليطعنه*”.
وغاية ما عوّل عليه المخالفون قولهم: إن المعاصي لا تُدقّع بمثلها. قال الشوكان رداً عليه:
(وهذا من الغرائب التى يتعجب المنصف من الإقدام على التمسك مثلها في مقابلة تلك

المغني: 151/9.

7 ترتيب الفروق» ص 5١17‏ .

انظر: رد امحتارء لابن عابدين: ٠/5‏ 89. والقوانين الفقهية» لابن حزي» ص 559.

٠‏ أخرحه البخاري» كتاب الديات» باب: من أحذ حقه أو اقتص دون السلطان. ومسلم» كتاب الآداب» باب:
تحريم النظر في بيت الغير.

5 سبل السلام: 717/8 5.

المشقص: سهم فيه نصل عريض. القاموس المحيطء للفيروز آبادي: 5/١‏ 85.

أخرجه البخاري» كتاب الديات» باب: من اطلع في بيت قوم ففقئوا عينه فلا دية له.

الأحاديث الصحيحة؛ فإن كل عالم يعلم أن ما أذن فيه الشارع ليس بمعصية؛ فكيف يجعل
فقء عين المطلع من باب مقابلة المعاصي بمثلها؟)' '“.
وأجاب المخالفون بأن الأحاديث وردت على سبيل التغليظ والإرهاب"'*.
ورد عليهم بأن ظاهر ما بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم محمول على التشريع؛ إلا لقرينة
تدل على إرادة المبالغة. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم نص على إباحة رمي الناظر؛ فكيف
ْمَل فعله على أنه أراد الزحر لا فقء العين؟ ١١‏ .
وهل تحوز البداءة بإنذار الناظر قبل رميه عند من يقول بعدم القصاص و«الدية» أم لا؟
ذكر ابن دقيق العيد في مسألة الإنذار وجهين للشافعية:
أحدهما: لا يجوز رميه قياساً على البداءة في الدفع بالأهون فالأهون.
والثاني: يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان تل الناظر ليطعنه؛ أي يراوده ويطلبه من
لا 5 نلك
حيب لسسعار .
والوحه الثاني هو الأصح في المذهب كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في (الفتح)"'" .
وذكر تاج الدين السبكي أن هذه المسألة مستثناة من قاعدة الدفع بالأسهل فالأسهل؟'*.
المسألة الثانية: قوله: "والخوارج".
أولًا: الأدلة على وجوب قتال الخوارج.
الأدلة من السنة: وردت نصوص نبوية عديدة» تحض على قتال الخوارج
ومنها:
قوله صلى الله عليه وسلم: ((لعن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد))” 1.

8 نيل الأوطار: 5/5 .١8‏

.555/1١7 فتح الباري:‎ ٠

.١854/5 نيل الأوطار:‎ ١

إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام» 477/١‏ ١هء‏ تحقيق حسن أحمد إسبر» دار ابن حزم» ص ./07١‏
9١‏ انظر: /١‏ 544. ثم قارن ب «الأم»» للشافعي: 807/1.

915 الأشباه والنظائر: ١//ا4.‏

5 رواه البخاري »)/575١(‏ ومسلم .)١٠١515(‏

" قوله صلى الله عليه وسلم: ((قتالهم حق على كل مسلم)) "'5.

. ويبين عليه الصلاة والسلام أحر من يقاتلهم فيقول :((فأينما
لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)). "17
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن علياً رضي الله
عنه سيلي هذا الأمر» يقول علي بن أبي طالب: إني دحلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة» فقال: ((كيف أنت
وقوم كذا وكذا))*1*؟ فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: ثم أشار بيده
فقال: ((قوم يخرحون من قبل المشرق يقرؤون القران لا يجاوز

ترافهم ب اللو

أقوال الصحابة.
اتفقت كلمة الصحابة رضوان الله عليهم على قتاللحم؛ وقاتلهم على
بن أبي طالب وجمع من الصحابة.

وكان عبد الله بن عمر يرى أن قتال الحرورية حقا واجبا على

3527١ المسلمين‎

415 انظر كتاب ((السنة)) لعبد الله بن أحمد بن حنبل (571/7)» وقال محقق الكتاب: إسناده صحيح.

رواه البخاري .)0511١(‏

قال عبد الله بن إدريس أحد رواة الحديث عند قوله: "وقوم كذا كذا" وصف صفتهم. انظر ((السنة)) لعبد الله
بن أحمد بن حنبل (571/57).

8 رواه عبد الله بن أحمد في ((زوائد المسند)) »)١7173( )١70/1(‏ وابن أبي عاصم في ((السنة)) (479). وقال
الألباني: إسناده صحيح. وقال شعيب الأرناؤوط محقق ((المسند)): إسناده جيد.

كتاب ((السنة)) لعبد الله بن أحمد بن حنبل (71529/5)» ((الفتاوى)) (180/9/8).

لذلك أراد رضي الله عنه أن يقاتل بحدة الحروري حين أن المدينة
يغير على ذراريهم» فقيل له: إن الناس لا يبايعونك على هذاء
فتركه! '.

وقال رضي الله عنه: "ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ
المواحر» ومكابدة الليلء وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التى
حلت بنا" "37 .

. ويقول معاوية بن ا "خرج محكم 2 زماكن أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فخخرج عليه بالسيف رهط من أصحاب رسول
الله منهم عائذ بن عمر. “37

" ويقول الأزرق بن قيس""*: "كنا بالأهواز نقاتل الخوارج وفينا أبو
برزة الأسلمي رضي الله عنه"6"*.

"" وكذلك قاتلهم معاوية بن أبي سفيان والمغيرة بن شعبة "7

" ولما عزم علي بن أبي طالب على قتال الخوارج وأراد السير إليهم بين
للمسلمين مبررات قتالهم» وأعلمهم بحكم هذا القتال ووحوبه.
وبشرهم بالأجر الحزيل لمن يقاتل الخوارج كما ورد عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: (لأيها الناس إني معت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليس

.)5260/58( كتاب ((السنة)) لعبد الله بن أحمد بن حنبل (519/5)» ((الفتاوى))‎ ١

5 انظر ((الطبقات الكبرى)) لابن سعد .)١85/5(‏

47 معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني ثقة عالم مات سنة 7١١ه.‏ انظر ((التقريب)) (571/7)» ((التهذيب))

.)61 5/١

5 47 هو: عائذ بن عمرو بن هلال بن عبيد المزي أبو هبيرة البصري» صحابي شهد الحديبية» مات في ولاية عبيد الله

بن زياد سنة ١5ه.‏ انظر ((الإصابة)) )١77/5(‏ انظر ((تاريخ الطبري)) / دار الفكر» ((التقريب)) (590/1).

5 الأزرق بن قيس الحارثي البصري ثقة مات بعد سنة ٠‏ ١١ه.‏ ((التقريب)) »)51/١(‏ ((التهذيب)) .)50١/1(‏

7 كتاب («(السنة)) لعبد الله بن أحمد بن حنبل (5140/5).

7 انظر: ((تاريخ ابن حلدون)) (537/9 21 47 .)١‏

قراءتكم إلى قراءتهم بشيء» ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء, ولا
صيامكم إلى صيامهم بشيء. يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو
عليهم؛ لا تحاوز صلاتهم تراقيهم» يمرقون من الإسلام كما يمرق
السهم من الرمية))*" 2 لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضى
لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل. وآية
ذلك أن فيهم رحلا له عضد وليس له ذراع؛ على رأس عضده مثل
حلمة الندي عليه شعرات بيض» فتذهبون إلى معاوية وأهل
الشام”'* وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم. والله إني
لأرحو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنحم قد سفكوا الدم ال حرام وأغاروا
في سرح الناس» فسيروا على اسم الله.
فالصحابة رضي الله عنهم بينوا للناس مبررات قتالهم للخوارج» وشجعوهم
على ذلكء وبينوا الأحر العظيم في قتالهم. بل إن عبدالله بن الزبير رضي الله
عنهما كان يجزل العطايا من الأموال لمن يقاتلهم. "7
فالخوارج لهم أحكام عند أهل السنة» ومعلومٌ أن أوائلهم خرجوا على علي
رضي الله عنه وانحازوا إلى حروراء» وقاتلوا جيش على رضي الله عنه» ولما سثل
عنهم على رضي الله عنه أكفارٌ هم؟ قال: "من الكفر فروا" قال: ماذا تقول يا
أمير المؤمنين؟ قال: "إحواننا بغوا علينا"(' '').

فعدوا من البغاة» وهم على بدعة» وعلى ضلالة» ولكن لم يُحكم بكفرهم.

رواه مسلم .)١٠١55(‏

8 كان علي رضي الله عنه وأصحابه قد أعدوا جيشا للقاء معاوية وأهل الشام وردهم إلى الطاعة» ولكن لما أفسد
((الخوارج)) في العراق وسفكوا الدم الحرام» حطب علي جيشه وسار بمم إليهم؛ وكانت موقعة النهروان. انظر ((تاريخ
الطبري)) .)1١5١2- ١07/90‏

انظر: ((تاريخ ابن خلدون)) (45/5 .)١‏

.)51/9145( انظر مصنف ابن أبي شيبة‎ ١

وإذا كان لهم منعة وقوة وشوكة وانحياز في مكانٍ معين فهؤلاء لا يُقاتلون
حتى يُقاتلوا فإذا قاتلوا فيّقاتلون» أما إذا كان منهم أناس خرحوا على هيئة
جماعات ونحو ذلك وكان شأنتهم كقطاع الطرق فإنحم يُتتبعون ويُقضى عليهم
وتستأصل شوكتهم ويُكف عن الناس شرهم.

أما عن سنة الصحابة رضي الله عنهم في قتالهم الخوارج فتتضح من خلال
ما فعله علي رضي الله عنه والصحابة معه حينما قاتلوهم ثي النهروان» ويمكن
للحيض شي رهاق الأي:

أولًا: إن الخوارج لا يبدؤون بقتال» ولا يعتدى عليهم بالقتل ما داموا فقط
يرون رأي الخوارج» ولا يقاتلون حتى يقتلوا المسلمين أو يقطعوا السبيل حينها
يحب على ولي الأمر ردعهم وقتاللهم''”.

ثانيًا: يحب إقامة الحجة عليهم» وتقديم النصح لم, ووعظهم قبل بدئهم
ل

قال الطبري: "لا يجوز قتال الخوارج وقتلهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم
بدعائهم للى الرجوع إلى الحقء والإعذار إليهاة'*"
ثالنًا: إعطاء الأمان لمن يستسلم ويرجع عن باطله وضلاله. ولم يتعرض لقتل
المسلمين.
رابعًَا: لا يجهز على جريحهم, ولا يتبع مدبرهم- إلا إن كان فارا يتقوى-ولا يسبى
منهم سبيء إذ لم يعاملهم علي معاملة الكفار المرتدين» ولم يعاملهم معاملة أهل
البعى كاهل الما وصحفينة مل سعليم تسيا 7

7 انظر ((فتح الباري)) (799/117)» ((شرح السنة)) للبربماري »)7١(‏ ((الأحكام السلطانية)) لأبي يعلى محمد

اله اء (65).

4 وهكذا فعل على رضي الله عنه» انظر ((تاريخ الطبري)) ))١55 1١٠١/9‏ ((الأحكام السلطانية)) (54).
4 انظر ((فتح الباري)) (1959/17).
3 انظر ((شرح السنة)) للبركاري »)72١(‏ ((الفتاوى)) (581/58).

خامسًا: لذلك أحذ ماكان في ساحة المعركة من سلاح وكراع وقسمه بين
أصحابه. وهذا لم يفعله مع أهل الجمل. كما أنه لم يأحذ كل أموال الخوارج
كدالكقان تشمو نما عند عفنا كان و ساحن الم ا
سادسًا: الاستمرار في قتال الخوارج ما قاتلوا وأفسدوا وحرجوا على المسلمين
بالسيف» ولا يكف عنهم حتى يكفوا عن المسلمين.
فعلي رضي الله عنه بعد النهروان خرج عليه جماعات من الخوارج فقاتلهم:
وكذلك فعل معاوية رضي الله عنه. "12
سابعًا: إن فرت جماعات من الخوارج لتتقوى وتخرج فإنحم يطاردون لتستأصل
فلوهم» وتقهر قوتهم وتكسر شوكتهم 17

وعليه يحل قتال الخوارج إذا عرضوا المسلمين ف أنفسهم وأموالحم وأهليهم
وليس ذلك إلا للإمام أن يطلبهم.

فهذا منهج أهل السنة فيهمء وبحمد الله تعالى من سار على السنة بحمد
الله تعالى استقرت بلدانه واستقرت أوطانه» ومن خرج عن السنة نرى ما يكون
من حالم في بلدانحم» وما يكون من فتنهم وشرهم نسأل الله عز وجل العافية
والسلامة.

وأما حكم الواحد المقدور عليه إن كان على رأي الخوارج» فهذا يختلف حكمه
باحتلااف حاله. ولولي الأمر أن يتعامل معه حسب خطره» وحسب مصلحة
يقول ابن تيمية رحمه اللّه: "فأما قتل الواحد المقدور عليه من الخوارج

كالحرورية» والرافضة ونحوهم فهذا فيه قولان للفقهاء, هما روايتان عن الإمام

5 انظر ((تاريخ الطبري)) »)١71/(‏ ((الفتاوى)) (31/5/5 3841 31517).
37 انظر ((مقالات الإسلاميين)) .)5١1١/١(‏
انظر: ((تاريخ ابن حلدون)) (57/9 4701 .)١‏

أحمد, والصحيح أنه يجوز قتل الواحد منهم كالداعية إلى مذهبه ونحو ذلك ممن
فيه فساد.. فإذا لم يندفع فسادهم إلا بالقتل قتلوا.
ولا يحب قتل كل واحد منهم إذا لم يظهر هذا القول أو كان في قتله

1
مفسدة راجححة 00

وأما حكم الخارجي إذا تاب وأراد الرجوع إلى الحق» فيما سفك من دم أو
سلب من مال؟
سثل الإمام أحمد بن حنبل عن ذلك فقال: "هاجت الفتنة وأص حاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون» فرأوا أن يهدر كل دم أصيب على
تأويل القرآن. قيل له: مثل الحرورية؟ قال: نعم قال: فأما قاطع طريق فله" 15
واستثنى من ذلك أن يوحد المال قائما بعينه فإنه يعاد إلى أصحابيه" 354١‏ 3145
المسألة الثالفة: قول المصنف: "وَإِن قتل هَذَا 9 تِلْكَ الفا وَهُْوَ يذفع
عَن تفسه وَمَاله َجَوْت لَهُ الشَّهَادَة كما جَاءَ في الْأَحَادِيث"
من قُتل دفاعاً عن ماله من مغتصب أو سارقء» فهو شهيد عند الله له ثواب الشهداء في
الاآخرة.

. 0 سَمِعْتُ النّنَ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلَمَ
يَقُولُ: ((مَنْ قتِلَ دُونَ ال يا

الس ”

© وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: "جَاءَ رَحْلّ إِلَّ رَسُولٍ الله صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلَْمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ
للد ابايث إذ جَاءَ رَُلْ يُرِيدُ أَخْدّ مَالِي» قَالَ: ((مَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ))» قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ

انظر ((الفتاوى)) (/77/7)» انظر («التنبيه والرد)) للملطي (8١)»؛‏ ((فتح الباري)) »)539/١7(‏ ((تاريخ
الطبري)) »)١51/(‏ ((تاريخ ابن نحلدون)) (57/7 )١‏ وقصة علي مع البزار بن الأخنس.

انظر ((السنة للخلال)) ١؟55١).‏

.)١5ا/‎ 3١ه‎ ه١ (السنة للخلال))‎ 0١

5 المصدر: الصحابة بين الفرقة والفرق لأسماء السويلم ص57 5 .

457 رواه البخاري (/5785).

أما ماقي أحكام الدنيا فحكمه حكم غيره من من الأموات» يغسل ويصلى علي 145

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
"ولا نشهد على أهل الْقبْلّة بعَمَل يعمله بجنة وَلّا ار نرجو للصالح ونخاف عَلَيْهِ
ونخاف على الْمْسِيءِ المذنب وَتَرْجُو لَهُ رَحْمَة الله".
التترخ
أولة: أقسام الشهادة.
يقسم 3 السنة الشهادة إلى قسمين عامة وخاصة:

فالعامة: أَنَّهُمْ يخْرِمُونَ بِالنَّحَاةٍ لَكُلٌ مَنٍ اتّمَى انقَى اللّ كما نطق به الْقرَآنُ.

5 رواه مسلم .)١5٠0(‏

قال النووي رحمه الله: "واعلم أن الشهيد ثلاثة أقسام:

أحدها: المقتول في حرب بسبب من أسباب القتال» فهذا له حكم الشهداء في ثواب الآخرة» وفي أحكام الدنياء وهو
أنه لا يغسل ولا يصلى عليه.

والثاني: شهيد في الثواب» دون أحكام الدنيا: وهو المبطون» والمطعون» وصاحب الحدم؛ ومن قتل دون ماله» وغيرهم ممن
جاءت الأحاديث الصحيحة بتسميته شهيدًا؛ فهذا يغسلء ويصلى عليه؛ وله في الآخرة ثواب الشهداءء, ولا يلزم أن
يكون مثل ثواب الأول.

والثالث: من غل في الغنيمة» وشبهه, ممن وردت الآثار بنفي تسميته شهيداً إذا قتل في حرب الكفار؛ فهذا له حكم
الشهداء في الدنيا: فلا يغسلء؛ ولا يصلى عليه وليس له ثوابحم الكامل في الآخرة والله أعلم" شرح النووي على مسلم:

. 52

والخاصة: هي المعلقة بشخصء مثل أن نشهد لشخص معين بأنه في الجنة
أو لشخص معين بأنه في النار» فلا نعيّن إلا ما عيّنه الله أو رسوله.
© قال شيخ الإسلام ابنن تيمية: "اعَتَقَادُ أَهْلٍ السشنّة أَنّهُمْ يِْمُونَ بالنّحاةٍ لِك مَنِ
الّقَى الله كما تطق يه 0 ٠‏ وَإِا عرلثوه في الشّخص الْمُعَيّنِ لِعَدَم الْعلَم
م أَنْهُ مَاتَ عَلَى يلح اتقو ل 1 مِنْ أَمْلٍ المجنّة.
وَخَذَا وتتهذوة باه لمق فهك له الول [صَلَّى للَّهُ عَلَيْهِ وَسَلََّ] وَلْكُمْ فِيمَنٍ
اسْتَمَاضَ في النَّاسِ حُسْن التَنَاءِ عَلَيْهِ فَولِانِ". 143
© قال الشيخ ابن عثيمين: "الشهادة بالحنة أو بالنار ليس للعقل فيها مدحل فهي
موقوفة على الشرع فمن شهد له الشارع بذلك؛ شهدنا له ومن لا؛ فلاء لكننا
نرجو للمحسن, ونخاف على المسيء» وتنقسم الشهادة إلى قسمين عامة وخاصة:
فالعامة: هي المعلقة بالوصف, مثل أن نشهد لكل مؤمن بأنه في الجنة» أو
لكل كافر بأنه في النار» أو نحو ذلك من الأوصاف التي جعلها الشارع سبباً
لدحول الحنة.
ع اس او و
أو لشخص معين بأنه في النارء فلا نعيّن إلا ما عيّنه الله أو رسوله. "امراك1
ثانياًةسالة الفيادة لعن نه أو كار
فمن معتقد أهل السنة والجماعة أن من كان من أهل القبلة لا يشهد له
بالجنة ولا يشهد له بالنار» لكن نرحو للمحسن ونخاف على المسيء, إلا من
شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم.
ا اي م له

لقي ادنار عه حَقِيقَة بَاطِيه وَمَا مَات: عَلَيْهِ لا حيط به لَكِنْ

5 منهاج السنة * / 495 5917

47 شرح اللمعة (ص؛ ؛ .)١‏

وأهل السنة طَنُمْ في الشَّهَادَةٍ انه ثَلَانَهُ أَقْوَالٍ:

القول الأول: مِنْهُمْ من لا يَشْهَدُ باثة لَأحَدٍ إل
ابْنٍ الَف وَالْأوْراعِيّ.

والقول القَانِي: أَنّهُ يَسْهَدُ لخن لِكُلّ مُؤْمِنٍ جاءِ فِيه نَصنّ. وَهَذَا قَوْلُ كَثيرٍ
مِنْ أَمْلٍ ل

ليه

لَِدنييَاءِ. وَهَذَا 1 3

وقد استدل لهذا القول:

-حديث الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرحل
ليعمل عمل أهل الحنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإِن الرحل ليعمل عمل
أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الحنة"» وهذا في حديث الذي قتل نفسه
بعد أن أثنى عليه الناس.

-الحديث الآخر: "إن الرحل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا
ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين
النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الحنة"**'. والشاهد من هذه
الأحاديث أن خاتمة السوء لا تؤمن فكيف يقطع للرحل بالجنة؟

-حديث أبي هريرة في الصحيح قال خرحنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إلا الأموال والثياب والمتاع فأهدى رجحل
من بني الضبيب يقال له رفاعة بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما
يقال له مدعم فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى حت إذا كان
بوادي القرى بينما مدعم يحط رحلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سهم
عائر فقتله فقال الناس هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا

انظر المسألة في منهاج السنة: " //491 . ٠.ه‏

48 أخرحه البخاري: (370/8)» ومسلم:(551417).

والذي نفسي بيده إن الشملة التي أحذها يوم حيبر من المغانم لم تصبها المقاسم
لتشتعل عليه نارا". ”*

فهذا مع شهادة الناس له بالحنة بين النبي صلى الله عليه وسلم أن حقيقة
حاله على حلاف ما شهد له به.

-حديث أم العلاء في البخاري قالت: "سكن عندنا عثمان بن مظعون
فاشتكى فمرضناه حتى إذا توق وجعلناه في ثيابه دحل علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادقٍ عليك لقد أكرمك الله
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك أن الله أكرمه فقلت لا أدري بأبي
أنت وأمي يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما عثمان فقد جاءه
والله اليقين وإنى لأرجو له الخير واللّه ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به قالت
فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا وأحزنني ذلك قالت فنمت فأريت لعثمان عينا تحري
فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ذاك عمله""**» والشاهد
من الحديث نص وإقرار» أما النص فالقصة وما وجه به النبي صلى الله عليه وسلم
فيهاء وأما الإقرار فلقولها لا أزكي أحداً بعده.

وهذا كالصريح في النهي, قال ابن كثير: "وف هذا وأمثاله دلالة على أنه لا
يقطع لمعين بالجنة إلا الذي نص الشارع على تعيينهم كالعشرة» وابن سلام
والعميصاء» وبلال» وسراقة» وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر/ والقراء
السبعين الذين قتلوا ببئر معونة» وزيد بن حارثة» وحجعفرء وابن رواحة» وما أشبه

هؤلاء رضي الله عنهيو 7 ومثله قال العيني قُ العمدة.

أخرجه البخاري: (5779).
أخرحه البخاري:(5541؟)

تفسير ابن كثير:( 5/ .)١55‏

وقد بوب عليه البيهقي: "باب لا يشهد لأحد بحنة ولا نار إلا لمن شهد له
رسول الله صلى الله عليه وسلم بها" ”355
هذا مع أن عثمان بن مظعون (أبو السائب) رضي الله عنه بدري قال الله له
اصنع ما شئت فقد غفرت لكء وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم السلف
الصالح يوم مات زينب» وقد روي أنه قبله وسالت دموعه؛ وهو أول من دفن
بالبقيع ومع ذلك يقول: "وما يدريك؟! وإنٍ لأرحو له الخير واللّه ما أدري وأنا
رسول الله ما يفعل كه :
وممن نقل عنه القول في هذه المسألة من العلماء:
© ما روي عن الإمام سفيان بن عيينة في اعتقاده قوله: السنة عشرة فمن كن فيه
فقد استكمل السنة ومن ترك منها شيئا فقد ترك السنة: إثبات القدر وتقدم أبي
بكر وعمر والحوض والشفاعة والميزان والصراط والإيمان قول وعمل والقرآن كلام
الله وعذاب القبر والبعث يوم القيامة ولا تقطعوا بالشهادة على مسلء. ؟*1
© ونقل عن الإمام أحمد فيمن خرج عليه اللصوص والخوارج قال: "وإن قتل هذا في
تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله رحوت له الشهادة كما حاء في
الأحاديث”** .
© وقال الإمام أحمد: "ولا نشهد على أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار» نرجحو
للصالح ونخاف عليه ونخاف على المسيء المذنب» ونرجو له رحمة الله". اما*1
© وهي عين كلمة علي بن المديني كما وروى عن سفيان الثوري قوله: "يا شعيب بن
حرب لا ينفعك ماكتبت لك حتى لا تشهد لأحد بجنة ولا نار إلا للعشرة الذين

شهد لهم رسول الله وكلهم من قريش'

/ /اهة

. اه
15 (الكبرى 54/ 75).
4 رواه الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة )١55 /١(‏
هه اعتقاد الإمام أحمد )١51 /١(‏

أصول السنة وص )5١0‏
7 اعتقاد أهل السنة للالكائي .)١57 /١(‏

© وقال الإمام أبو عمرو الداني: "ومن قوطهم: أن لا ينزل أحد من أهل القبلة جنة
ولا نارا إلا من ورد التوقيف بتنزيله» وجاء الخبر من الله تبارك وتعالى» ورسوله عن
عاقبة أمره" 154
© وقال الإمام أبو عثمان الصابوي: "ويعتقد ويشهد أصحاب الحديث أن عواقب
العباد مبهمة لا يدري أحد بم يختم له» ولا يحكمون لواحد بعينه أنه من أهل
الجنة» ولا يحكمون على أحد بعينه أنه من أهل النار؛ لأن ذلك مغيّب عنهم لا
يعرفون على ما يموت عليه الإنسان, أعلى الإسلام أم على الكفر."1*3
© وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: "لا أحد يشهد لأحد بالجنة أو النار
إلا من ثبت له ذلك. وأهل السنة والجماعة لا يشهدون لِمُعَيّنِ بالجنة إلا لمن شهد
له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الحنة» كالعشرة وغيرهم من
الصحابة رضي الله عنهم؛ الذين ثبتت الأحاديث في تعيينهم أنمم من أهل الحنة.
وأما مَنْ سواهم فلا يشهدون له بذلكء» ولكنهم يرجون لجميع المؤمنين دخول
الجنة» ويخافون على مَنْ أذنب من النار» ولا يقطعون لمعين بأنه من أهل الحنة أو
من أهل النار إلا من ثبت له ذلك". ام 137١‏
فهذا مذهب جمهور أهل السنة كما ترى.
وَالقول الثَالِثُ: يَشْهَدُ بخن بمَْاء ولِمَنْ سَهِدَ لَه الْمؤْمُِونَ. كما قَالَ النّخْ-
صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " «أنْقُمْ شْهَدَاءْ الله في الْأرُض» ". وَقَالَ: " «يُوشِكُ

أن تعلموا أَك انه من أَمْل الثَّارٍ " قَانُوا: بم ها وَسُوَلَ اللّه؟ قال " بلدا اسن

الرسالة الوافية (ص 55)
8 اعتقاد أضصجاب الحديث (ص 35).

حواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية (5١؟).‏

وَالَّنَاءِ السكبّى» ٠"‏ فَأَحْبَرَ أنَّ دَلِكَ ينا يُْلَمُ به أَهْلْ ان أل 7 كا ألو
توْرٍ لوو يُقُول: ' أَشْهَدُ أنَّ أَحْمَدَ بْنَّ حَنْبّلٍ ف امجن ' وَكْنَحٌ 00
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَالْقَوْلُ بَكوْنٍ البَحْلٍ الْمُعيّنِ ٠‏ : مِنْ أَمْلٍ امجن قَدُ

© إِحْبَارَ الْمَعْصُوم فَأَمْل السُنَة ار نَّ الْعَسَرَةَ في الجن" *, وَيَشْهَدُونَ «
اللَّهَ قَالَ لأَهْل بَدْرِ: " «اغْمَلُوا مَا شِتُْمْ فَمَدْ غَفَدتُ لكُه»*”", بَل يَفُولُونَ: نه

١‏ الخحَدِيثُ مَعَ اختلافٍ ف الْأَلْمَاظِءِ عَنْ أَنّسِ بْنِ مَالِكِرَضِي الله عَنْهُ-
ف الْبُحَارِيٌ 9/ ١١9‏ ركتاب الشَّهَادَاتِء بَابُ تَعْدِيلٍ كن يجُورُ)» /١‏ 7 (كتّاب الْخنَائرِه بَابُ ننَاءِ النّْسٍ عَلَى
الْمَّتِ).
م -557 (كِتَابُ اخَائِء بَابُ فِيمَن مُنْى عَلَيْهِ خَيْرٌ أو سَدٌّ مِن الْمَوْنّى).
سنن التَرمِذِِيّ ؟/ 7١‏ (كتَابُ الختَائِزِءِ بَابُ مَا جاءَ في الذَناءِ الْحَسَن عَلَى الْمَيّتِ)» وَقَالَ التَرْمذِيُ: وت الْبَابٍ عَنْ
مر شمر وكفي ْنِ عُجْرَةٌ وبي هُرَيْرَةً.
سْئَنٍ التَّسَائيٌ ع 5/ »4١‏ ركاب الْخَتَائِزِه بَابُ التَّناءِ).
سْئَنِ ابن مَابَهُْ 578/١‏ (كتَابْ الْتَائرِهِ بَابُ مَا جاءَ في الثَّنَاءِ عَلَى الْمَيّتِ).
وَحَاءَ حَدِيتٌ آعد عر بمَعْنَاُ عَنْ َم هُرَيْرَةَ - رضي اللّهُ عَنْه-
وَسْنَنِ ان 00 السَّابِمَيْنِ
وَهُوَ في: سُئَنِ أَبي دَاوْدَ */ 557 (كتَابُ الختَائِْء بَابٌ في الثَنَاءِ عَلَى الْميّتِ)؛
الْمُسْئَدِ (ط. الْمَعَارفِ) /١١‏ 778-1511 وَق مَوَاضِعَ أخرى
5 منهاج السنة 5/ 596.

8

46 وَرَدَ حَدِيئَانٍ عَنْ سَعِيدٍ بْنِ رَيْدٍ د ا يَدُلّانٍ عَلَى أَنَّ الْعَسَرَةَ في الجنّة: الَو[ َال يي أوَلِه البّمْ-صَلَى
اللّهُ علَيِهِ وَسَلَّم -: نبت حرا إِنَّه لدم 12 عَلَنِكَ إِلّا تخ أو صِدَّيقٌ أو سَهِيدٌ. الحَدِيتُ وَهُوَ في: سُئَنِ أبي دَاوْدَ 4/ 5514

-95؟ (ِكِتاب السُنّق بَاب في الخُلَمَاءِ و شئن التَنْمِذِيٌ ه/ ٠١م‏ 11م 2 الْمَنَاقِبِء بَابُ مَنَاقِبٍ سَعِيدٍ بْنٍ

2

ن)» وثالَ لترِِعيٌ: هذا حَدِيثٌ حَسَنْ صَحِيحٌ) تن ان مابكة 48/١‏ (لْمقدّةُء َضَائِل اْقشرق» الْمسْئَدٍ وط.
7

الْمَعَارِفِ)» ج [.-4] الْأَرْقَامُ 1778 177.0 21784 1544 1546 وَالْحَدِيث النَانٍ أَوَلهُ: عَشَرَةٌ في الجنّةِ.
وَهُوَ في: سُئَنٍ أي دَاوْدَ وَسُئَنِ ابْنٍ مَاجَة في الْمَؤْضِعَيْنِ السَابِمَيْنِء وق الْمُسْنَدٍ (ط. الْمَعَارِ) ج [ه-1] الْأَرْقَامُ
2507١‏ وَصَّححَّ الْألْبَايه الْحَدِيتٌ قي صّجيح الع الصّغِير 5 -ه0”.

15 هذ خُرْءٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ عَنْ عَلِييٌ 22 اللّهُ عَنْهُ ي: الْبْحَارِيٌ ه] 7-0 (ِكِتَابُ الْمَغَانِيء بَابُ ب فَضْلٍِ

مَنْ شَهِدَ بَدْر): 5/ ١49‏ كناب تَفْسِير الْقوْآنِ سُورَةٌ الْمُمْتَحِنَة)» مُسَْلِم 4/ ١1475-1١914١‏ ركتَابُ فَضَائل

ولا يدغ اناد أعد بَايعَ كت الشّجرّة» ". كما نَبَتَ ذَلِكَ في الصّجيح عَنِ
اه اه من أَلَفٍ وَأْتَعِائةٍ إِمَام لِأَهْل

د

0

َّ َثَ لا يَدْخاه الثَارَ منْهُمْ أَحَدٌ وَهِيّ شَهَادَةٌ بعلم كما 3 على

5
2
م

فى الصّ > ب «عنٍ ا 0 الله ع 1 م “عليه 4 يجار تن عَآآَ
0 َقَالَ: 'وَحَبّث وَحَبَث". وَممَ عَلَيْهِ يار فَأننَا عَلَيْهَا: شا قَقَالَ: 'وَحَبَتْ

4 عد

".فقالوا: 75 سول الله مَا قَوْلّكَ: : وَحَبَت وَحَبَثْ؟ قَالَّ: "'هَذْهِ وكا د
ا مَقُلْتُ: وَحَبَث ما الخنَهُ. وَهَذِهِ اْخْتَاَه أنَْيْثُمْ عَلَيْهَا سَرَاء فَقُلْتْ
وَحْبَتْ ها التّالُ أده 0 الله ف كن

الصّحَابَةِ» بَابٌ: مِنْ قَضَائِلٍ أَهْلٍ بَدْرِ) ؛ سْئَنٍ أبي دَاوْدَ «/55-74 ركِتَابُ الِهَادء بَابْ في كم اللْحَاسُوس إِذَا كان
مُسْلِمًا)» سْئَنٍ التَرِْذِيّ ه/ 85-87 (كتَابُ التَفْسِيرِ سُورَةٌ الْمُمْتَحِنَةِ)» الْمُسْنَدٍ (ط. الْمَعَارفِ) ؟/ 87-5". وََاءً
الحريث عضرا مناه عَنْ أبي هُرَيرَةَ في: سُئَنِ أَبي دَاوْدَ 4/ 717 كناب السُئَقِ بَابِ في الخُلَهَاو) الْمُسْنَدٍ (ط.
الْمَعَارف) ١‏ 19/-84.

لخَدِيثْ عَنْ أ مُبَشرٍ -رَضِي اللّهُ عَنْهَا -ثي مُسْلم 4/ ١147‏ (كتَاب فَضَائلٍ الصَّحَابَةِ بَابٌ: مِنْ قَضَائِلٍ
أَصْحَابٍ الشّجَرَة), وَنَصُّهُ فيه : أَنّهَا ممِعَتٍ النَّنّ دصل الله غلئه وس 1 ا
الله-مِنْ أَصْحَابٍ الشّجِرَة أَحَدُ الَّذِينَ بَايَعُوا مَهَا " قَالَث: بَلَى يا رَسُولَ اللّه فَانْتَهَرَها. فَقَالَتْ حَفْصّةُ: وَإِنْ مِنْكُمْ
إلا َاردْهَا [سُورَُ مَْت: »]07١‏ فَقَالَ البّمْ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم-: فَقَدْ قَالَ الله عر وَحَكَ: ثم تتجّي الّذِينَ انما وتذّرْ
الطالوك نهنا عا [شرة عدم ؟] وَالَْدِيتُ عَنْهَا أَيْضًا في الْمُسْنَدِ (ط. الحل) 57/5 45١‏ وَعَنْ حَفْصةَ -
وو الله عَنْهَا-ئي: سُئَنِ ابْنِ مَاجَدْ ؟/ ١41‏ (كتابُ اليُمِْء بَابُ ذِكْر الْبَعْثْ).

8

0 الحَديثُ مَعَ اختلافيٍ ني الْأَلْمَاظِءِ عَنْ أَنّسِ بْنِ مَالِكِ -رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ- ف الْبَحَارِيَ ١59/*‏ ركاب الشَّهَادَاتِ
َابُ تَعْدِيلٍكُمْ يجُورُ)» 47/٠‏ ركِتَابُ الختَائزِِ بَابُ نََاءٍ النّْسٍ عَلَى الْمَيّتِ)» مُسْلِم ؟/555-5 ركاب الختَائزٍ

ب فِبمن يدق علب حَيْرٌ أو سَرٌ من الْمَؤْنّى)» سْئَنٍ الذي 771/١‏ (كِتَابْ الجا بَابُ ما جاء بي الثَّناِ الْحَسَنٍ
عَلَى الْمَيِّتِ) وَقَالَ التَّرْمِذِيُ: وت الْبَابٍ عَنْ عْمَرَ وَكُعْبٍ بْنٍ عُجْرَةٌ أي هْرَيرَة سْئنٍ التَّسَائِيّ 41/4 (كتاب الخَائِر

بَابُ التَنَاءِ)» سُئَنٍ ابْنِ مَاحَهْ 1478/١‏ (ِكِتَابْ اجتَائرٍ بَابُ مَا جَاءَ في النَّنَاءٍ عَلَى الْمَيِّتِ)» وَجَاءَ حَدِيتٌ آعم بمَعْنَاةُ

عا سن ل فى

عَنْ أَبي هْرَيْرة -َرَضِي الله عَنْه-ف سن النَّسَائِيٌ وَسُّئَنِ ابْنِ مَاجَهْ في الْمَؤْضِعَْنٍ الَابَِينٍ بِقَيْنِ وَهُوَ في: سْئَنٍ أي دَادَ
/7 ركتاب التَائزِء بَابٌ في التَنَاءِ عَلَى الْمَيّتِ)» الْمُسْنَدٍ (ط. الْمَعَارِفِِ) 77-511/١‏ وَفٍ مَوَاضِعَ أخرى.

ط

ون الْمُسْئَدٍ «عَن انو عضا لاه 5 لرقال " روسك أن تقلقدا

أل الخ ِنْ أَمْلِ الَارٍ " قالُوا: بم ا رَسُولَ اللّ؟ قَالَ: " بالَّنَاِ الحَسَنٍ الت
اللي
© وَقَدْ يكُونُ سَبَب ذَلِكَ تَوَاطُوٌ رُوْيَا الْمُؤْمِينَ مإ النّيَ-صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلَم-قَالَ :
"عرو ين الو رف ادق إل الدُْيَا الصالحةٌ يها التخاه الْمُؤْمِن ١‏ لصّالِح أَؤ
نا
«وسئل عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَ: [ َم الْبُشْرى في البَاةٍ الدَنْيَا وَقي 0 سور
يُونْس: 14] قَالَ: "هي الُؤْيَا الصَّالَةُ يَرَاهَا البَحُلْ الصَالِحُ سن

وقد مسرا أَيضًا ِقنَاءِ الْمُؤْمنينَء «ققِيل: ا رَسُولَ اللو اَل يَعْمَل لَعَمَلَ

7

اكذيية فَيَحمدة الثاره فلي ققال " يلق حاج]ة شرق الْمُؤْمِنِ». 5

7 الخحَِيثُ عَنْ أب بكر بْنٍ أي يُمَبْرٍ الَّمَفِيَ عَنْ أَبيد-رَضِي الله عَنْه-في: سن ابْنِ مَاجَدْ ؟/ ١5١١‏ رِكِتَابُ اليُقْدِ
َابُ التََاءِ الْحْسَنٍ)» وَقَالَ الْمعلَقُ في الرَوائِدِ: إِسْتَادُهُ صّحِيحٌ رِجَالَه بُقَاتٌ» وَلَيْسَ لأبي ُعَيْرٍ هَذَا عَنٍ ابْنِ مَاحَْ سِوَى
هذا الحدِيثء وَلَيِسَ لَهُ سَيْءٌ في بَقِيّة الْكُْبٍ السّنّةه وَالحَِيثُ في الْمُسْنَدٍ (ط. الخلي) 1241/7 4717.
الحَدِيتُ-مَعَ اختلافٍ ف الْأَلْمَاظِعَنْ أبي هُرَيْرة- رضي اللّهُ عَنْهُ عَنْهْ-ئ: الْبُخَارِيٌ 7١/9‏ (كتاب التَعبِيرِه بَابْ
الْمْبَسّرَاتِ)» وجاء جْرْةٌ مِنْ حَدِيثٍ آخرّ بَِفْسٍ الْمَعْى عَنٍ ابن عَبّاسٍ-رَضِي اللَّهُ عَنْهْمَا-فِ مُسْلِم 548/١‏ (كِتَابُ
الصّلَاقٍ بَابٌ في الدّعَاءٍ في د الو وَالتُجُود)) ب حن أن دَاوْدَ 501/١‏ (كتَابْ الصَّلَاقٍ بَابٌ في الدّعَاءٍ في ف الرقُوع
وَالسُّجُودِ)؛ سْئَنِ النّسَائِيَ 1/7 ١‏ (كِتَابُْ التَطِْيقء بَابُ تَعْظِيم اليب ف الرقُوع)» سد سُئَنِ ابْنِ مَاحَهْ ١587/7‏ (كِتَابُ
تَعْبيرٍ الرُؤْيَاء بَابُ الدُوْيَا الصّالحة يَرَاهَا الْمْسْلِمْ أَؤ تُرَى لَه الْمُسْئَدِ (ط. الْمَعَارِفِ) عه 7.

8 الَدِيثُ عَنْ أبي الدَّرْدَاءٍ وَعْبَادَةَ بْنِ عه الله عَنْهُمَا-قْ سَُنِ التَمِذٌِ مع دمهنم 2
الدؤْياء بَابُ ذَعَبَتٍِ الْبوَةٌ وَبَقِيَتِ الْمْبَشُرَاتُ)»: وَقَالَ الدَدْمِذِييُ عَنْ حديث أبي الدَّرْدَاءِ: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَتَكَررَ
الْحَدِيث: 5.0/4" (ِكِتَابُ اتنيي وَمِنْ سُورة يُونُس)» سُئَنِ ابْنٍ مَاجَهْ ١١87/7‏ (كتَابُ تَعْبِيرٍ الرُؤْيَاء بَابُ الروْيا
الصّالحَةِ)

112 الحدِيثُ-مَعَ اخْتِلّافٍ قُُ الَْلْمَاظٍِ -عَنْ أبي ذرِّ رٌ الْغِمَارِيٌْ- رَضىّ ضِي اللَهُ عنْهُ عَنَةُ عَنةُ-في مُسْلِم :/ 84.-85؟٠‏ (ِكِتَابُ
الِْرّ وَالصّلَةِ وَالَْدَابِء بَابُ إِذَا ني عَلَى الصّالِح فْهِي بُشرى ولا تَضُرٌ)؛ سُئَنِ ابْنِ مَاجَهْ ١5١١ /١‏ (كتَابُ الزُهْدِ
بَابُ الثَّنَاءِ الْحَسَنِ)؛ الْمْسْئَدِ (ط. الحل) هأ حدى لاه ك3 .١58‏

وَالدُؤْيَا قَدْ تَكُونُ مِن الله وَقَدْ تَكُونُ مِنْ حَدِيثٍ النّفْسِء وَقَدُ تَكُونُ مِنّ

5
3

الشَبْطَانِء فَإِذَا تَوَاطأث رُوْيَا الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أثر محا حَنَّاه كُمَا إِذّا تَوَاطَآَتْ
وايائهة از ريه إن الواح كن يخلط أو يكذبةء :وقد ملم« في اليَأيء أ
يَتَعَكَدُ الْبَاطِلَ» فَإِذَا اجْتَمَعُوا 1 يْتَمِعُوا عَلَى ضَلَالَة وَإذَا تَوَائََتِ البُوَايَاتُ أَوْرنتِ
الْعِلَمَ وَكَدَيِكَ المي قَالَ: ييخ - صل فقومل ده" ترارق وزيا كفن
تَوَاطَأتْ عَلَى أَنَّهَا في البْع الْأُوَاجرٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَحَرَيَهَاء مَليَتَحَيَهَا في
إل مه الْأَوَاجِرِ» فك ف

“كما قال امن عنونين رخ اند ال

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكذلك من أجمعت الأمة على الثناء عليه
فإننا نشهد له بالجنة فمثلا الإمام أحمد رحمه الله الشافعي أبو حنيفة مالك سفيان
الثوري سفيان بن عيينة وغيرهم من الأئمة أجمعت الأمة على الثناء عليهم فنشهد
لهم بأنحم من أهل الحنة. شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أجمع الناس بالثناء عليه
1والله

إلا من شذ ومن شذ» شذ ف النار يشهد له بالجنة على هذا الرأي." اه

ع

أعلم.

0 الْحَدِيتُ عَنٍ ابْنِ عُْمَرَرَضِي الله عَنْهُمَا -» في الْبُحَارِيَ */ 45 (كِتَابْ فَضْلٍ ليْلَةِ الْهَدْرهِ بَابُ الْتِمَاسٍ لَبْلَةِ
الْمَدْرٍ في في السَبْع الْأوَاجِرِ)» مُسْلم ؟/ 8١١‏ (كتاب الصَّيَام بَابُ فَضْل ليْلَةِ الْمَدْر)» الْمُوَطّأْ 20١ /١‏ ركِتَاب
الاعْتَكافء بَابُ ما جَاءَ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ)» الْمُسْئَدِ (ط. الْمَعَارِفِ) 5/ 571.
منهاج السنة: * //5491 6.٠6.‏

97 مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين .)١١17/9(‏
لعل الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله تعالى- ذكره بالمعنى وهذا نصه قال ابن تيمية:(وَمَعَ هَذًَا بُمكن العلم بذلك
لس ررك لل ب لراك لق عن ار ليق لكا بل أ اده
وَغيرهم فعامة أهل السّنة يشْهِدُونَ لَهُ با شهد لَهُ به النَصء وأما من شاع لَهُ لِسَان صدق في الأمة بحْيْتْ اتّفقت الأمة
على التَنَاء عَلَيْهِ فَهَل يشهد لَهُ بذلك هَدًا فيه نزاع بين أهل السّنة وَالَْشْبَه أن يشهد لَهُ بذلك هَذًَا في الأمر الْعَام) دقائق
التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية (1/7؟5).

وقد أحيب على أدلة هذا القول بأن الحديث الأول يفيد أن شهادة المؤمنون
لبعضهم بالخير والصلاح توحب نفعه وصلاحه في الآخرة» ولا يجزم بما على
العموم» فإحسان الظن بالمسلمين هو الأصل ولكن هذا لا يبنى عليه يقين بمآله.

وهنا فائدة مهمة على قوله: '"وحبت وجبت"” وهي على الصحيح من التحقيق
والجزم» فقيل إتما من خصائصه صلى الله عليه وسلم, ولا يجزم بما لغيره لأتما
غيب» ولعل نبينا اطلع على ذلك بطريق الوحي. واحتار هذا القول ابن التين.

ويرده قول عمر لها أيضا لحنازة مرت عليه كما في الصحيح.

وفي معناها أيضا قال الإمام الطحاوي:

(وجه ذلك عندنا والله أعلم أن الشهادة بالخير لمن شهد له به ستر من الله
عز وجل عليه في الدنيا ومن ستره الله عز وجل في الدنيا لم يرفع عنه ستره في
الآحرة) اهرها

وما قيل في معناها أيضا: أن انطلاق الألسنة بالثناء الحسن علامة على
وجوب الحنة للمثنى عليه به» وليست جزما على الغيب. واللّه أعلم.

أما الحديث الثاني: فهو أصرح في بيان المقصود لقوله: ((يوشك)) وقوله:
((بالثناء الحسن والثناء السيئ)) يعني ما هو إلا ثناء على الظاهر لا يحزم له على
الحقيقة بالجنة أو النار» فيخلص من هذا أن الكلمة على الرحاء والتمني وليست
على التحقيق والتألي.
ومن الخلاف: هل هذا خاص بزمن الصحابة أم أنه عاما للمؤمنين في كل زمان؟
الصحيح المختار: أنه عام ولكن في غير زمن الصحابة يحتاج إلى الإجماع.

وعليه فرأي الجمهور هو الصواب» وهو أنه لا يشهد لأحد بأنه من أهل

الجنة أو من أهل النار إلا إذا ورد نص أو إجماع.

5 ذبيان مشكل الآثار (4/ )١٠١8‏

وأعني بالإجماع هنا ما يراد به حكم الجماعة المسلمة في وقت ما على المعين
بأنه من أهل الحنة» فهو من أهل الجنة إن شاء الله تعالى حسب الظاهر للمسلمين
وقتئذ ولا يقطع به جزما لأنه ضرب من الغيب» لذلك نصوب من يقول: هو من
أهل الجنة إن شاء الله تعالى.

وعلى هذا: لا يصح الاستثناء للمعين بالشهادة فنقول هو شهيد إن شاء
الله» للنهي الوارد فيما ذكرنا أعلاه» وإِنما نقول نرحو له الشهادة أو نقول كما
علمنا عمر: من فعل كذا فهو شهيد عن عْمَرَ أنه طب فَقَالَ تَقُولُونَ في مَعَازِيكُمْ
ل ار َرَ رَاحِلَتَهُ ألا لا تَقُولُوا كم
ولك فووا كما قال ينقول الله على اللة غلئه قصل 7 مَنْ مَاتَ في سَبِيلٍ اللو أو
قل فَهُوَ سَهِيدٌ". "1

وخلاصة القول: هذه المسألة من مسائل الأسماء والأحكام, قوله: "ومن كان
من أهل الإسلام فلا تشهد له بعمل خير ولا شر". يعني ليس لك أن تشهد
لمعين أنه من أهل الحنة أو من أهل النارء لأنك لا تدري ماذا يُختم له» فقد يُصبح
لمرء مسلماً ومسي كافراً يمسي كافراً ويصبح مؤمناء فلا يُدرى ما هي خاتمة كل
أحدٍ مناء ولذلك كان من الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.

فقد ترى الرحل على معصية وعلى شرء وعلى حال لا يرضي الله عز وحل
لكن قد يُختم له بخاتمة حسنة» فقد يتوب فيتوب الله عليه» فلذلك لا نشهد لأحدٍ
بعينه بجنة أو نار» لكن نرجو للمحسن الخير ونخاف على المسيء» فإنك لا تدري
بما يختم له عند الموت ترجو له رحمة الله وتخاف عليه ذنوبه» فترجو إذا كان على

خير أن يُختم له بخير» وإن كان على شر أن يُختم له إن شاء الله تعالمى بتوبة.

1 انظر فتح الباري لابن حجر (40/5).

المعن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
4 1-"ومن لَقِي الله بذنب يجب لَهُ الثّار تَائيَا غير مصر عَلَيْهِ إن الله يعُوب عَلَيْه ويقبل
التَوْبَة عن عباده وَيَعْفُو عَن السَيّات".
الخرج

الذنوب لما أحوال وأحكام دنيوية وما أحوال وأحكام أخروية:

أما الأحوال والأحكام الدنيوية:

النوع الأول: نوع فيه الحد ولا كفارة فيه.

مغاله: كالزنا والسرقة وشرب الخمر والقذف.
ويجب ف هذا النوع إقامة الحد الذي بينه الإسلام» ولا يمكن العدول عنه لا للإمام ولا علي
غيره بعدما تثبت على الطريقة التي بينتها الشريعة الإسلامية.

وأما النوع الثاني: نوع يجب فيه الكفارة وحدها.

مثاله: كالوطء في نار رمضان والوطء في الإحرام.
ولا يجوز فيه أيضا العدول عن الكفارة التي أوحبتها الشريعة الإسلامية.
ووحبت هذه الكفارة كعقوبة مالية لتكون ردعا العصاة وعونًا للمحتاحين.

وأما النوع الثالث: نوع لا حد فيه ولا كفارة.

مثاله: كالغصب واللعب في القمار وأكل الميتة الدم.
وف هذا النوع التعزير وهو عقوبة لم يحددها الشارع وإنما فوض أمرها إلى الحاكم الذي يحكم
امجتمع الإسلامي يقدرها على حساب ما يراه وهو يكون في الحبس والصفع والكلام العنيف
والضرب والنفي' '"”.
وأما من حيث الأحكام والأحوال الأخروية:
فالذنوب على نوعين:

النوع الأول: صغائر.

7 الموسوعة الفقهية الميسرة .١١1 /١‏

النوع الثابي: الكبائر.

وحديث المصنف هنا عن جانب تكفير الذنوب وبالأ ص منها الكبائر» فالكبائر الإنسان

فيها على أحوال:

الحال الأول: أن يتوب منها.

والحال الثاني: أن تكون من الكبائر التي توحب إقامة الحد» ويقام الحد عليه فيها.

والحال الثالث: أن تكون من الكبائر التي توحب إقامة الحد» ولكن لم يقم عليه الحد فيها ولم

والمصنف يتكلم على كل صورة من هذه الصور

والحدايث هنا في هذا النض عن الخال الأول» وسياق الحديث عن باقي الأحوال فيما سيان

رن موصن

الأدلة على التوبة ومشروعيتها:

١-من‏ القرآن الكريم.

أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أن الذين يعملون السيئات ثم يتوبون فإنه تعالى يقبل

توبتهم:
© قال تعالى: [ِإِما النَّبَةُ عَلَى اللَّهِ لِنَّذِينَ يَعْمَلُونَ لشو بِجَهَالَة © يَمُوبُونَ من قريب

كأولفك يكوك الله عَلَيْهِمْ َكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حكيمًا؟ [النساء: .]1١17‏

هذ قال فال (يا أنه الذي أمزوا ونوا إل الله تَوبَة وكا عض ردك أن كف
عَدَكُمْ سَيْقَاِكُمْ وَيُدْعِلَكُمْ جَنَّاتٍ بَْرِي من كَتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يري الله ال
وَلَّذِينَ آمَنوا مَعةُ 5 نيهم يَضعئ بَزْنَ أَيْدِيهِمْ وَبَِمَاففِمْ يَفُولُونَ رتنا أَمِم لَنَا توا
وَاغْفِرُ لنَا 5 إِنّكَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِير) [التحرم الآية: 8].

هد أقآل )ضاق :(وثونوا إلى "الله ريا انها الحؤمئوة لَعَلّكُمْ تفلخوة !'[النؤنة ]|

© قال تعالى: [ يَعْلَمُوا أَنّ الله هُوَ يَمْبَان التَّؤبَة عَنْ عِبَادِه وَيَأخْدُ الصَدَقَاتٍِ ؟ [التو

.]١٠5

« قال تعالى: [ وَهُوَ الَّذِي يَفْبَلُ التّبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيعْفُو عَنٍ السَّيّنَاتٍ وَيَعْلْ مَا
تفْعَلُونَ [الشورى: 5؟].
وغيرها من الآيات الكثيرة»
حمق السنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لو أخطأتم
حتى تبلغ حطاياكم السماءء ثم تبتم لتاب عليكم))*!'
وعن أبي عبيدة بن عبد الله» عن أبيه» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)) "7
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل بني آدم
خطاءء وخير الخطائين التوابون)). 48١‏
" عن أبى ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى : يا عبادي إنكم

تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا ولا أبالي» فاستغفرونٍ أغفر لكم))

11

8 رواه ابن ماجه (/4714). قال البوصيري في ((زوائد ابن ماجه)) (8./7*): هذا إسناد حسنء وقال محمد
الغزني في ((إتقان ما يحسن)) (557/17): إسناده جيد» وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماحه)): حسن صحيح.
9 رواه ابن ماحه (45 5 *)» والطبراني »)٠١*0*( )١5 0/١١١‏ والبيهقي .)35١١70( )١5 54/١١١‏ قال ابن مفلح
في ((الآداب الشرعية)) :)١١7/1(‏ إرواته] كلهم ثقات وأبو عبيدة هو ابن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه»
وقال الحيثمي في ((مجمع الزوائد)) :)507/٠١١‏ رحاله رحال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه » وقال
السخاوي في ((الأجوبة المرضية)) :)4077/١(‏ رجال سنده ثقات ولولا الإرسال الذي فيه لكان صحيحاًء وحسنه الألباني
في ((صحيح سنن ابن ماحه)).

٠‏ رواه الترمذي (539 5)» وابن ماحه »)4751١(‏ والحاكم (70/7/4). قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه
إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة» وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرحاه. وقال ابن حجر في
((بلوغ المرام)) (579): إسناده قوي. وحسّنه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).

أخرحه مسلم (51/1؟).

ا

وَعَنٍ ابْنِ عَبَّاس وأنس بن مالك رضي الله
آدَمّ وَادِياً مِنْ ذَمَبِ ع
عَلَى مَنْ تاب)) مُتَمَقْ عَليْه.
" وَعَنْ أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ وَسُولَ اللّهِ 5 قَالَ: ((يَضْحكُ اللّهُ سبحانه
وتعالى 7 ل يْنِ يقَثّلُ أحذهًُا الآخرَ يدُخْلآنٍ التق يْقَاتِن هَذًَا ف سبيلٍ الله ه فيفتل
م يَعُوبُ اللَّهُ على الْقَاتِلٍ فَِسْلِمُ فيستشهد) مُتّمَقْ عَلَيْه.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اجتنبوا هذه القاذورات التي تمى الله عنها فمن أ بشيء منها فليستتر بستر الله
وليتب إلى الله فإنه من يد لنا صفحته ثُقم عليه كتاب الله تعالى عز وجل""*1.
والقاذورات: يعني المعاصي .
وغيرها من الأحاديث الشريفة.
شروط التوبة:
فالنصوص الشيعية التي تحث على التوبة كثيرة جد إلا أنما غير مقبولة عند الله تعالى إلا
حين تتوفر شروطها التي ذكرها العلماء استقراءً من نصوص كتاب الله تعالى وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم؛ ومن تلك الشروط:
أولًا: أن تكون التوبة خالصة لوجه الله تعالى» فلا يراد بحا الدنيا أو مدح الناس وثناؤهم.
فالتوبة عمل تعبدي شأنه كباقي الأعمال قال تعالى: (ْتُوبُوا إِلَ اللّمِا [التحريم الآية: 8].
واللّه-سبحانه-لا يقبل من الأعمال إلا ماكان خالصًا له وحده مبتغيَ به وجهه. وموافمًا

أمره باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فلا بد أن يكون العمل خالصًا لله-تعالى-صوايًا؛

رواه الحاكم في " المستدرك على الصحيحين " (5 / 5؟4) والبيهقي (/ / .)57٠6‏ وصححه الألباني في صحيح
الجامع .)١55(‏

أي موافمًا للسُّنَّةء قال تعالى: (ِقَمَن كان يَرْحُو لِقَاءَ رَبّه فَليَعْمَلَ عَمَلّا صَالًا ولا يُشْرِك
عِبَادَةِ رَيّْهِ أَحَدًَاآ [الكهف الآية: .]١١١‏
قال ابن تيمية: "من التَوْبَةَ م؟ مِنْ أَعْظَم الْحَسَنَاتِ؛ وَالْْسَنَابُ كُلَْهَا ؛ يُشْتَرَطُ فيهًا الإخلاص لله
ومُوَاقَقَُ أثْره كُمَا قَالَ الْمُصَيْل بْنْ عِيَاضٍ في فَوْلِهِ: [ِلِيبلوكُْ أيُكُمْ أَحْسَنْ عَمَلَا] قَالَ أخلصة
وَأَصْوَبُهُ فَالُوا: يَا أب عَلِنَ مَا أخلصٌة وَأَصُوَبْة؟ قَالَ: إنَّ 0 إِذَاكَانَ حَالِصًا وَهَ يَكْنْ صّوَابًا
يُعْبَلْ وَإذّا كَانَ صَوَابًا وَل يَكْنْ خَالِصًا ا عَقٌ يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا.
يصن م أَنْ يَكُونَ لِلّه.
1-2 ايكون على لق
0 عُمَرُ بْمُ الْحَطَّابٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ في ذُعَائِهِ: اللّهُمَ اجْعَل عَمَلِي كُلّهُ صَالئًا وَاجْعَلْهُ
لِوَحْهك خَالِصًا ولا بحْعَن لِأَحَدٍ فِيه سَيْمًا. بلاطم كد ااترية لتر
وأا الاغْترافُ بِالذَّنْبٍ عَلَى وه الممتضوع لله 6 إفلاع عَنْهُ قَهَذَا في نَفْسِ الِاسْتَِعْمَارٍ
لتقو الي نويه نقة عقو كالري يبقنا ل الله َال أنْ يَغِْرَ له َنْب مع كُونه كك
ِنْهُ وهَذَا يَأ من رَحْمَةِ الل ولا يُقْطَعْ بِالْمَغْفرَة لَه َإِنّهُ داع دَغْوةٌ و1073
ثانيًا: الإقلاع عن المعصية.
قال تعالى: [وَم يُصِرُوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُم يَعلَمُونَ] [آل 0 الآية: ]١‏
قال ابن تتمية: 0 مَنْ قَالَ من الفلفتاء: الاسْتَعْمَارُ رُ مَعَ الإ تَوْبَةٌ | الْكَذَّابينَ قَهَذَا إِذَا
كَانَ الْمُسْتَغْفِرُ يَقُولُهُ على وَجْه النّؤْيَ» أو يَدَعِي أ
قلا رَيْب أَنَّهُ مَعْ الْإِصْرَارِ لا يَكُونُ َائًِا مَِنَّ الّوَْةَ وَالِْصْرَارَ حِدَّانٍ: الْإِصْرَارٌ يُضَادُ التَوْئَةَ لَكِنْ
لا يُصَادُ الاسْتِغْمَارَ بدُونٍ "584"

0

ب 000 6 ©
نَ اسْتِعْمَارَهُ توبَة نه تائبٌ يمَذا الاستعفارء

ثالعًا: الندم على فعلها.

8 مجموع الفتاوى /٠١‏ 519.
5 مبمجموع الفتاوى /٠١‏ 819.

ويدحل في ذلك الاعتراف بالذنب والتوبة منه فعن عائشة رضى الله عنها قالت: معت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله

وروت أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما: ((ي عَاِشَةُ إِنْ كُنْتٍ أَلْمَمْتٍِ بِذَّنْبِ
َاسْتَغْفِري اللَّهَ إن النويَدَ مِنْ الدَّنْبٍ النَّدَمُ وَالِاسْتَغْمَان))”*1.
وعن عُفْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللِ» مَا النّحَاةُ؟ قَالَ: ((امْلِك عَلَيِكَ لِسَائَكَء وَلَيَسَعْكَ
بنك وَانِكِ عَلَى حَطِيئيِك))107.
رابعًا: العزم على عدم العودة إليها.
عن النعمان بن بشير» قال: سُغل عمر عن التوبة النصوح.» قال: (التوبة النصوح: أن يتوب
الرحل من العمل السيئ؛ ثم لا يعود إليه أبدَا) 58.
قال القرطبي: "والتوبة لما شروط أربعة: الندم بالقلب» وترك المعصية في الحال» والعزم على أن
لا يعود إلى مثلهاء وأن يكون ذلك حياء من الله تعالى وحوفاً منه لا من غيره فإذا اختل شرط
من هذه الشروط لم تصح التوبة.
وقد قيل: من شروطها: الاعتراف بالذنب», وكثرة الاستغفار الذي يحل عقد الإصرار ويثبت
معناه في الجنان لا التلفظ باللسان.
فأما من قال بلسانه: أستغفر الله وقلبه مصر على معصيته فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار
وصغيرته لاحقة بالكبائر.
وروي عن الحسن البصري أنه قال: استغفارنا يحتاج إلى استغفار "187

خامسًا: إرجاع الحقوق إلى أصحابماء إن كانت المعصية حقوقاً للآخرين.

5 أخرحه البخاري (5075)) ومسلم .)5717٠0(‏

385 رواه الإمام أحمد (55718).

7 أخرحه أحمد 5/5 )١757791‏ و "التّرمذي"507؟ قال التَّرْمِذِيُ: هذا حديثٌ حسنٌ. الألباني الصحيحة
(88).

تفسير الطبري سورة التحريم الآية: .

.5١5 /١ التذكرة للقرطبي‎ 9

قال القرطبي: "وأما حقوق الآدميين فلا بد من إيصاها إلى مستحقيهاء فإن لم يوجحدوا تصدق
عنهم» ومن لم يجد السبيل لخروج ما عليه لإعساره فعفو الله مأمول وفضله مبذول» فكم
قسن من التتعات:ويدل فنع السعات بالنيندات 4 وعلية أن .يكثر فين الأعمال الضناطات
ويستغفر لمن ظلمه من المؤمنين والمؤمنات فهذا الكلام في حقيقة التوبة"”1.

سادسًا: أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربماء وقبل حضور الموت لقوله تعالى :[إننا
الَوبَهُ عَلَى الله لِنَذِينَ 0 الشُوء يِجهَالَةِ ‏ يَتُوبُونَ من قريب قَأُولَئِكَ يَعُوبُ الله عَلَيْهِْ
كان الله عَلِيمًا حَكِيمًا ولبست التَوْبَة للّذِينَ يَعْمَلُونَ القيقاتِ عق إِذًا حضر أَحَدَهةُ
الفؤاقة قال 4 فتك الآن نولا" الذي ونون توق كنال أواعلق اذه كنز عداكا ايها [

النساء: 117 8١41:]1ة.‏

ويشهد لهذا الشرط المهم من شروط قبول التوبة ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه
قال: ((إن الله عز وحل ليقبل توبة العبد ما ل يغرغر))”7*» أي فإذا غرغر وبلغت الروح
الحنجرة» وعاين الملك فلا توبة حينقئل"؟

قال ابن كثير في تفسيره للآيتين السابقتين: "يقول سبحانه وتعالى نما يقبل الله التوبة ممن
عمل السوء بجهالة ثم يتوب ولو بعد معاينة الملك يقبض روحه قبل الغرغرة...» فقد دلت

الأحاديث على أن من تاب إلى الله عز وجل وهو يرحو الحياة فإن توبته مقبولة...» وأما متى

.5١5 /١ التذكرة للقرطبي‎ ٠

.)85/1( انظر: («التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة))‎ ١

5 رواه الترمذي (5917")» وابن ماحه (94149)» قال المزي: وقع عند ابن ماجه عبد الله بن عمرو وهو وهج
والصواب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب-», وأحمد (؟/737١)‏ (51750)» وابن حبان (8914/7) (57/8)» والحاكم
(78/4). من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. قال الترمذي: حسن غريبء وقال الحاكم: هذا حديث صحيح
الإسناد ولم يخرحاه» ووافقه الذهبي» وقال ابن كثير ف ((تفسير القرآن)) :)7١1/7(‏ مرسل حسنء وحسنه ابن حجر في
((تخريج مشكة المصابيح)) (؟/43 5) كما قال ذلك في المقدمة.

44 انظر: ((تفسير ابن كثير)) (31/5).

وقع الإياس من الحياة» وعاين الملك» وخرجت الروح من الحلق. وضاق بما الصدرء وبلغت
الحلقوم» وغرغرت النفس صاعدة من الغلاصم, فلا توبة مقبولة حينئذ ولات حين مناص؟7؟"
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "بل هذه التوبة لا تمنع إلا إذا عاين أمر الآخرة» كما قال

قال 0 النَوَهُ عَلَى اللَّهِ لِلَذِينَ يَعْمَلُونَ الشُوء يجَهَالَةِ © يَتُوبُونَ من قريب] [النساء:

] الآية... وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب» وأما من تاب عند معاينة الموت
فهذا كفرعون الذي قال: أنا الله فلما (أَدْرَكَهُ الْعَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَهُ 8 إلا الَّذِي آمَتثْ به

بثو إشرائيل وأتا'من الْفَشليِينَ] قال الله: +آلآن وقد سيت قباة وكنت من
يي وهذا استفهام إنكار بين به أن هذه التوبة ليست هي التوبة المقبولة المأمور يما
ومثله قوله تعالى: [كَلَمًا جَاءَنهُمْ يُسُلْهُمْ بالْبَيّنَاتِ قَرِحُوا بمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ كِِمْ مَا
كَاثُوا يه يَسْمَهْرئُونَ. مُلَمَا رَأََا بَأَسَا َالُوا آمَنّا باللّهِ وَحْدَهُ وَكَمَرنًا بجا كُنّا به مُشْرَكِينَ. كَلَمْ يَكْ
يَنْمَعْهُمْ لِمَانُهُمْ لَمَا َأ بَأْسْنَا! [غافر: “60-8 ]الآية» بين أن التوبة بعد رؤية البأى لا
تنفع» وأن هذه سنة الله التي قد خلت في عباده كفرعون وغيره"5؟1
باب التوبة مفتوح ولا يحول بين العبد وبين ربه أحد.
وما من ذنب إلا وللعبد منه توبة» ولذلك الذي قال: إن الله لا يغفر لفلان كما جاء في
الحديث عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله كَلع: ((قال رجل: واللّه لا
يغفر الله لفلان» فقال الله: من ذا الذي يتألى عليَ أن لا أغفر لفلان؟ إن قد غفرت له
وأحبطت عملك)) '
وفي حديث أبي هريرة: أن القائل رحل عابد. قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه

5 ((تفسير ابن كثير)) 2515/١‏ 550).
65 ((مجموع فتاوى ابن تيمية)) .)١191 21950/1١(‏
7 رواه مسلم (5571).

فالإنسان إذا رأى من أيه المؤمن حال خير فيرحو له الخير» وإذا رأى من حال شر فعليه أن
يدعو له ويحاول أن ينصحه في بعده عنه» لكن يخافه ويخوفه بذنبه» فيقول: يا أخحي ا
عليك ويخاف عليك أنك إذا مت على هذا الذنب أن ينالك من العقوبة كذا وكذاء بدليل
كذا وكذاء أما أن تقول له أنت إنسان هالك أو أنت إنسان من أهل النار أو غير ذلك» فهذا
ليس من الحق في شيء.

فلا يدري أحدنا ما يسبق له عند الموت إلى الله من ندم» وما أحدث الله في ذلك الوقت إذا
مات على الإسلام» فإذاً ترجو له رحمة الله وتخاف عليه ذنوبه» وهكذا كل منا يعيش بين مقامي
الخوف والرحاء» كما قال الله عن أهل الإان, أولئك يرحون رحمته ويخافون عذابه.

والمؤمن بين حال الخوف والرجاء إلى أن تصل الروح الحلقوم» فإذا أيقن في الموت وانقطاع
العمل عند ذلك يحسن الظن بالله, لأن الله عز وحل يقول: «أنا عند حسن ظن عبدي بي»
, فإذا ظن الإنسان بالله خيراً فاللّه سبحانه وتعالى يوفقه لهذا الخير.

فيظن الإنسان في هذه اللحظة بنفسه خيراء ويظن بالله خيراء أن يُختم له بخاتمة حسنة» وما من
ذنبٍ إلا وللعبد منه توبة» حتى الشرك إذا تاب العبد تاب الله عليه» وباب التوبة مفتوح, والله
تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار» ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل» فرحمة
الله سبحانه وتعالى واسعة» وباب التوبة مفتوح إلى أن تبلغ الروح الحلقوم» أو تخرج الشمس من
مغربما فهذا حال انقطاع التوبة.

فعلى الإنسان أن يؤمل نفسه» ويؤمل بأن أي عاصي قد يتوبء ويرجو لعل الله أن يتوب عليه»

ولذلك ذلك الذي قتل تسعة وتسعين نفسا فذهب إلى ذلك العابد وقال: "لا أعلم لك توبة

7 انظر صحيح البخاري كتاب التوحيد, بَابُ قَوْلٍ اللَّهِ تََالَ: [ وَيحَذْرَكُمْ اللَّهُ نَفْسَة] [آل عمران: 58]» برقم
(740)» ومسلم كتاب الذَّكرِ وَالدّعَاءِ وَالتَّْة وَالِاسْتَغْمَاِ بَابُ فَضْل الذَّكْر وَالدّعَاءِ وَالنَمَمْبٍ إِلَ الله تَعَالَ» برقم
»)75١71(‏ والترمذي (75788).» وابن ماحه (7877)» والإمام أحمد في اللمسند مسن المكثرين من الصحابة

.)٠١585(

فأجهز عليه وكمل به المائة» فلما ذهب إلى العالم قال: ومن يرد عنك باب التوبة؟ "0340
فباب التوبة مفتوح ولذلك لا ينبغي أن تكون عوناً للشيطان على أخيك المسلم إِنما أمله
واظلب منه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى عسى أن يتوب الله عليه وبحمد لله تعالى لسنا
نصارىء النصارى لا يمكن أن يتوب إلا ويأتي إلى القسيس ويعترف بين يديه بذنوبه.
وذنوبك بينك وبين الله عز وجل لا تكشف سترها لأحدٍ من الناس مهما كان ذلك الإنسان»
والجأ إلى الله سبحانه وتعالى فهو المطلع على ذنوبك» وناجه عز وجل واسأله عز وجل أن
يتوب عليك من ذلك الذنبء فلا تكشف ستر الله سبحانه وتعالى عليك» لا تقل: حتى لو
كان لعالم أناكنت كذا وكذا وكذاء لأن التوبة بينك وبين الله سبحانه وتعالى.
فذنوبك سترها الله عليك فاسأل الله عز وجل أن يتجاوزها عنكء» وأن يغفر لك ذلك الذنب»
أما ما يفعله بعض الناس من حكاية حاله حتى بعد توبته فذلك ليس من الحق بشيء»ء فإذاً ما
من ذنب إلا وللعبد منه توبة.
فمن تاب تاب الله عليه» والمهم أن تكون التوبة نصوحاً بأن يندم صاحب الذنب على ما
مضىء ثم يعزم عزماً جازماً على ألا يعود إليه» أما إذا كانت التوبة مؤقتة كأن يتوب في رمضان
وهو ينوي أنه يرجع إلى المعاصي بعد انتهاء رمضان فهذه ليست توبة» فلا بد أن يعزم عزماً
جازماً على ألا يعود إلى المعصية بعد تركه إياهاء والندم عليها.
ولا بد من رد المظالم إلى أهلهاء وأن تكون التوبة قبل وصول الروح إلى الحلقوم» وقبل طلوع
الشمس من مغرا في آخر الزمان» فإذا تحققت هذه الشروط فهي توبة نصوح.
وأي ذنب ولو كان كفراً أو شركاً فإن له توبة» فقد عرض الله التوبة على أكثر الناس كفراً وهم

ست ال

القلفة من المضازق الذين قالوا إن الله كال تاكتف .ققال تعالى+ (لقد كمد الذية َانُوا إِنَّ اللّه

انظر صحيح البخاري كِتَابْ أَحَادِيتٍ الأَنْييَاء بَابُ حَدِيثِ الغَّارِ برقم (8470): ومسلم كتاب التَّوْيَةَِ باب
قَبُولِ تَؤْبَة الْقَاتِلٍ وَإِنْ كَثْرَ مَتْلْفُ برقم (ككلاكم) وابن ٠‏ ماجه 25155١‏ والإمام أحمد قي اللسكتنتل متتل المكثرين من
الصحابة (5 (١1١١1١5‏

إِلَدُ وَاجِدٌ وَإِنْ 4 يَنَتَهُوا عَم يَقُوأ 3 السك الذيق كنزو ليه عدت
يم * أَقُلا يعُوبُونَ إل الله وَيَسْعَغْفِرُوَهُ [المائدة:74-7].

والأقوال في قبول التوبة قولان:

القول الأول: قول الجمهور.

أنَّ من تاب إلى الله توب نصوحاًء واحتمعت شروطٌ التوبة في حقه. فإنَّه يقطع بقبولٍ الله
توبته» كما يُقطع بقبول ادم الكافر إذا أسلم إسلاماً صحيحاًء واستدلوا بظاهر النصوص
التي تدلٌ على ذلك. وهذا قو ل الجمهورء وكلامٌ ابن عبدٍ البرٌ يدل على أنه | كن

القول الثاني: قول بعض العلماء.

ومِنَ الئاس مَنْ قال: لا يقطع بقبول التوبة» بل يُرحى» وصاحبها تحت المشيئة وإِنْ تاب" '',
واستدلوا بقوله: [ إِنَّ الله لا يَغْفِدْ أَنْ يُشْرَكَ به وَيَعْفِدُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء] [النساء الآية:
]) فجعل الذنوت كلها تحك مسيضت ورا استدل عقا قولة تعالى + ( يا أكها الّذية آمثوا
تُوبوا إِلَ الله تَؤبَةَ َصُوحاً عَسَى رَبكُمْ أَنْ يِكَثْرَ عَنَكُمْ سَيْقَاتَكُمْ] [التحرم الآية: 8]»
وبقوله: [فَأَمَا مَنْ تاب وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلْحِينَ) [ القصص

]ء وقوله: [وَتُوبُوا إل الله جميعاً أَبُّهَا اْمُؤْمِئُونَ لَعلّكُمْ تُفْلِحُونَ] [ النور: 7١‏ ]» وقوله:
(وَآحخَرُوَ اعْترقُوا بذُنُووجِمْ حَلَطُوا عَمَلاً صَالاً وآخَرَ سَيّئاً عَسَى الله أَنْ يَكُوب عَلَيْهةْ) [
التوية :]1١١*‏

والظاهر أنَّ هذا في حقٌّ التائب؛ لأنَّ الاعترافت يقتضي الندم» وفي حديث عائشة:؛ عن النَممْ-
صكى الله عليه وسلوقال: ((إِنّ العبد إذا اعترف بذنبه» ثم تاب" تاب الله علية)) ٠٠١1‏

والصحيح قولٌ الأكثرين.

4 انظر: التمهيد 540/5 (ط دار إحياء التراث العربي).

.57/84 انظر: المفهم 59/5 5. وا محرر الوحيز‎ ٠

١؟ا//5و‎ 41١4519 1١ه5/هو‎ )55531( 71/9 أنخرجه: عبد الرزاق (917/5/8)) وأحمد 95/5 1كء والبخاري‎ ٠١
)17١7/( " والبيهقي في " شعب الإيمان‎ »)47١17( (7170؟) (55). وابن حبان‎ 1١١5-١1١8 ومسلم‎ »)4750(

من طرق عن عائشة» به."

وهذه الآأيات لا تدلُ على عدم القطع, فَإنَّ الكريم إذا أطمع؛ لم يقطع من رحائه المطمع؛
ومِنْ هنا قال ابن عباس: إِنَّ ((عسى)) من الله واحبة"” ١‏ نقله عنه علينٌ بن أبي طلحة. وقد
ورد جزاغ الإيمان والعمل الصالح بلفظ: ((عسى)) أيضأء ولم يدل ذلك على أنه غيدُ مقطوع
به» كما في قوله

: ْنَا يَعمْرُ مَسَاحِدَ الل مَنْ آمَن بالل اليم الآخرٍ وَأَقَامَ الصّلاة وآتى الركة
الله مَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا من الْمُهْتَدِينَ) [التوبة: .]١8‏

وأما قوله: [ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاكُ] [النساء: 14/8.» فإنَّ التائب ممن شاء أن يغفرٌ
لهء كما أخبر بذلك في مواضع كثيرة من كتابد"؟١٠٠‏

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
"من لقِيه وقد أقيم عَلَيْهِ حد ذَلِك الذنب في الذِّنْيَا فَهُوَ كَقّارَته كُمَا جَاءَ فِي الْحَبّر
عن رَسّول الله صا الله عليه وَسلم".
6 حديث غبادة ين الضامت رضي الله غنه قال: قال رسول الله صل الله
عليه وسلم: ((بايعون على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنواء ولا
تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرحلكم؛ ولا تعصوني

في معروف» فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئًا

انظر: تفسير ابن أبي حاتم .١177/5‏ وتفسير القرطبي //51.

.497-4// انظر: جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل ؟/‎ 0٠0

5

فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو
إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء غفر له)). ؛
قال الحافظ ابن حجر: "ويستفاد من الحديث أن إقامة الحدٌ كفارة للذنب ولو لم
يتب المحدود وهو قول الجمهور وقيل لا بد من التوبة وبذلك جزم بعض
أَننكُدرة تكون كنار لأغلها سينا أخيف:

مِنْ هَذَا ب قَالّ 0 وأعة لقن مانت نا فض الله عَلَيْهِ أن يَسْد

قَالَ الشَافِعِنُ: 1 أَسْمغ في هَذًا الْبَابِ

د
وبين 1

َنَ رَِّ وكَدَلِكَ رُوِي عَنْ أبي بكر وَعْمَرَ أَنّهُمَا
فقد جاء ماعرٌ بن مالكِ إلى رسولٍ الله صلَّى الله عليه وسلّم فقال يا
رسول الله طهرنٍ فقال وَيْحَكَ ارح فاستغفِر الله ونْبْ إليه قال فربجحع غير
بعيدٍ ثم جاء فقال يا رسول الله طهرْنٍ فقال له مِْلَ ذلكَ حقٌّ إذا كانتٍ
الرَابعةُ قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم مِءَ أَُطهيِكَ قال من الرّنا
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم أبه نونٌ فأعير أنْ ليس به جنونٌ
فقال استنكهوه فقام رَجُلٌ فاستنكهه فلم يد منه ريح حمر فقال رسول
لل صلَّى الله عليه وسلّم أزنيْت يت أنك فقال تعة فأمر ببه :رسول الله صَلَى
لله عليه وسلَّم فيحم وكان التَّامنْ فيه فِتْقتَيْنِ قائك يقولٌ لقد هلّك على
أسوأ عمَله لقد أحاطّث به خطيئثه وقائنٌ يقول لا توبة أفضَلٌ من توبة

مَن جاء إلى رسول الله صلَى اللَّهُ عليه وسلّم فوضّع يده في يده ثم قال

.)١7١5( ومسلم‎ )١8( رواه البخاري‎ ١

.)5/١( الفتح‎ ٠

سنن الترمذي 438 .١‏

علي بالحجارة فليثوا على ذلك يومَيْنٍ أو ثلاثةٍ نمه جاء رسول اللو صلّى
لله عليه وسلّم وهم جُلوسنَ فسلّم ثم جلّس فقال استغفروا لماعزٍ بن
مالكِ فقالوا غمّر اللَهُلماعزٍ فقال رسولٌ الله صلَى الله عليه وسلّم لقد
ناف ورا الو ا بسنالا الى ارسي 2 وان ار ان ا فين
الأزدِ فقالت يا رسول الله طهَّرْنٍ فقال ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه
فقالت أراكَ تُرِيدُ أنْ تكن كما ردت ماعرٌ بن مالك قال وممٌ أُطمبكِ
قالت إما خُبْلَى من الرّنا قال أنتٍ زنَيْتٍِ قالت نَعَمْ قال إذَا لأرمَمكِ

مق شيو بال لراك بوكقاياء ريك ديق انار تف وت نان

أرجْمُها وندعٌ ولدها صغيرا ليس له مَن يُرضِعُْه فقام رجُلٌ من الأنصا

فقال أنا إل رَضاغه يا رسول الله فرجمها"7١١٠‏

ساح

وكان من عادةٍ رسولٍ الله أنّه لا يَدُعو على مَنْ أَقِيِمَ عليه الحَدٌ؛ لأنَّ الحَدّ قد

طَهّرَهِ من ذَنْبِه كما تمى عن مِثْل ذلك في حديث رَحْمٍ الغامديّة وغيرها.

ففي الحديث عندما جاء "ماعز" إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقر بالزق وقال:
'طهّرن" (يعني بإقامة الحد)» قال له: ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه))* ٠‏ .
قال النووي: "وني هَدَا الحَِيث دلِيل عَلَى سُقُوط إن الْمَعَاصِي الْكَبَائِر بِالتَّوْبَق

1١١١91 أده‎ - 2

07 المعجم الأوسط للطبراني: 5/ 21١07‏ ول يرو هذا الحديث عن غيلان بن جامع إلا يعلى بن الحارث تفرد به ابنه

.)١555( صحيح مسلم‎ ٠

08

1١

وقال الحافظ ابن حجر: "ويؤحذ من قضيته - أي : ماعز عندما أقدَّ بالزق-أنه

يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله تعالى ويستر نفسه ولا يذكر

و
ع

ذلك لأحدٍ . . . وبحذا جزم الشافعى رضى الله عنه فقال : أحبٌ لمن أصاب

ذنباً فستره الله عليه أن يستره على نفسه ويتوب"١٠٠٠‏ اه.

0 جهينة ٠٠1١‏ أنَت يشو عن خل ب

وَليّهَا فَقَالَ :أَحْسِئ إِليْهَاء فَإِدا وَضَعَتْ أنه 0 3 0 0

قُسِمَتْ بَيْن ا اميت لوسعتهُمْ وَهَلْ وَحَذْتَ
حَادَتْ ينفْسهًا للَّهِ عز وحل؟)) ٠"‏
"قال ابن رحب: "وقد احتلف النامْ في مسألتين:
إحداهما: هل تُكمرُ الأعمال الصالحةٌ الكبائرٌ والصغائرٌ أم لا تكفر سوى الصغائر؟

القول الأول: فمنهم من قال: لا تُكفر سوى الصغائر» وقد رُوي هذا عن عطاء وغيره من
السّلف في الوضوء أنه يُكفر الصغائر» وقال سلمان الفارسيئٌ في الوضوء: إِنّه يكفر الجراحات

.)١١5 0315754 /١( 'فتح الباري"‎ 0٠

١‏ وفي الحديث الآخر أتما امرأة من غامد» وبعض أهل العلم يقولون: إن الواقعة واحدة» وإِن الرواية بأكما من غامد
المقصود بما لا يتناق مع ما ذكر هنا من أنما من جهينة» كما يقوله النووي -رحمه الله- إذ أنه يرى أن المقصود بغامد
المذكورة أو الوارد فيه ذكر المرأة التي زنت» لا غامد القبيلة المعروفة التي هي من الأزد» وهي معروفة إلى اليوم» وإِنما غامد
بطن من جهينة» من قبيلة جهينة» وأن ما ورد هنا من أتما امرأة من جهينة» ذكر فيه الأعم وما ورد من أنما من غامد
ذكر فيه الأخصء وهو بطن من جهينة» هذا قاله النووي -رحمه الله. انظر: شرح النووي على مسلم .)5١١ /١١(‏
أنخرحه مسلمء كتاب الحدود» باب من اعترف على نفسه بالزق (9/ 5 »)١80‏ رقم: .)١1595(‏

الصّغارء والمشي إلى المسجد يُكفر أكبرَ من ذلكء والصلاة تكفر أكبرَ من ذلك. خرّحه
محمد بن نصر المروزي. ""''

وأما الكبائر» فلابدٌ لما من التوبة؛ لأنَّ الله أمر العباد بالتوبة» وجعل من لم يتب ظللماً
واتفقت الأمةٌ على أن التوبة فرضء والفرائضُ لا تُؤدى إلا بنية وقصدء ولو كانت الكبائر
تقع مكفرةً بالوضوء والصلاة وأداء بقية أركان الإسلام؛ لم يُحْتَجْ إلى التوبة» وهذا باطلٌ
بالإجماع.

وأيضا فلو كفت الكبائرٌ بفعل الفرائض لم يبق لأحدٍ ذنبٌ يدخل به النار إذا أتى بالفرائض»
وهذا يشبه قولّ المرحئة وهو باطل» هذا ما ذكره ابن عبد البرٌ في كتابه "التمهيد"؟''' وحكى

أدلة القول الأول:
وان عليه بأحاديث:

منها: قول النَّمْ-صلى الله عليه وسلم-: ((الصّلواث الخمسثء والجمعة
إلى الْحُمُعَةَ ورمضانُ إلى رمضان مُكقراتٌ لما بَبنَهُنّ ما اجتُيبت الكبائر))
وهو مخرّج في "الصحيحين"*١٠‏ من حديث أبي هريرة» وهذا يدل على
أن الكبائر لا تكفرها هذه الفرائض.

وقد حكى ابن عطية في "تفسيره "في معنى هذا الحديث قولين:

)95( أخرحه: المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"‎ ١١
(طبعة دار إحياء التراث العربي).‎ ١١/5 انظر: التمهيد‎ 14
ولم يخرحه البخاري.‎ »)١7( 4)١5( )589( ١55/١ أخرحه: مسلم‎ 6
والترمذي‎ »)٠١85( و9ه" و..5 و54١4 و84 4» وابن ماحه‎ 7١9/5 وأحمد‎ ,)5570١( وأخرحه: الطيالسي‎
والبيهقي في‎ »559/491١50-١١9/١ والمحاكم‎ »5٠١/5 وأبو عوانة‎ »)١8١4( و‎ )"١5( وابن خزيمة‎ »)5١5(

"الكبرى" (7/ 4717-455) و 2187/١١‏ والبغوي (45") من طرق عن أن هريرة» به.

أحدُهما-وحكاه عن جمهور أهل السُّنة -: أنَّ اجتناب الكبائر شرط
لتكفير هذه الفرائض للصغائرء فإِنْ لم يُحتنبء ل تُكفر هذه الفرائض
الثاني: أتَا تُكفر الصغائر مطلقاًء ولا تُكفر الكبائر ون وحدت؛ لكن
بشرط التوبة من الصغائر» وعدم الإصرر عليهاء ورجّحَ هذا القول,
وحكاه عن الحذاق ٠١١١‏
وقوله: بشرط التوبة من الصغائر» وعدم الإصرار عليهاء مراده أنه إذا
أصّ عليها صارت كبيرة فلم تكفرها الأعمال.
رن اند مدريوى الافس وف رع
العزيز بن جعفر من أصحابنا مثلّه.

" وف أصحيح مسلو" عن عثمان» عن انه -صلى الله عليه وسلم-قال:
((مَا من امرئ مسلم تحضٌرُه صلاةٌ مكتوبة» فيُحسِنُ وضوءها وحُشوعّها
وتكوعها إلا كانت كفارةٌ لما قبلها من الذنوب ما لم يُوْتِ كبيرة وذلك
لمنلم ان

وف "مسند الإمام أحمد" عن سلمان» عن النَّمْ-صلى الله عليه وسلم-
قال: ((لا يتطهّرُ الرحلٌ-يعني: يوم الجمعة-فيحسن طهوره» ثم يأتٍ
الجمعة فَيْنْصِتَ حتى يقضي الإمامُ صلاته, إلا كان كمّارة ما بينه وبين
الجمعة المقبلة ما احتنبت الكبائر المقتلة)) ١١١*‏

5 انظر: التمهيد ١8١/5‏ (طبعة دار إحياء التراث العربي)» وتفسير ابن عطية 5/5؟.

07 صحيح مسلم: 1١51/١‏ (558) (7).
المسند 589/5 و.45. وأخرحه: النسائي )١77(‏ و »)١755(‏ والطحاوي في "شرح معان الآثار" /١‏

رم "والطبراني ف "الك" 5999) و(25090 ولك 2 2 "موض أوهام الجمع والتفريق'

حديث قوي.

0

/١‏ 155 وهو

" وخميّج النسائي» وابنُ حبان» والحاكمٌ من حديث أبي سعيدٍ وأبي هُريرة»
عن النَّيّ-صلى الله عليه وسلم-قال: ((والّدي نفسي بيده ما مِنْ عبد
يُصلّي الصلواتٍ الخمسء ويصومٌ رمضانء ويخرج الزكاة» ويجتنب الكبائر
السبع» إلا فُتِحث له أبواب الحنّة» ثم قيل له: ادخل بسلام)).؟١‏

أيوب» عن النَّيّ - صلى
الله عليه وسلم - معناه أيضاً. ٠١١١‏ 7 الحاكم (8)'"'' معناه من
عودية عي نو صيور عر أبن عن النّهخْ-صلى الله عليه وسلم-.

" ويُروى من حديث ابن عمر مرفوعاً: ((يقول الله-عز وجل-: ابن 7
ادكري ل أَوّلٍ النهار ساعةً ومن من آخرٍ النهار ساعد أَغْفِر لك ما بَينَ
ذلكء إلا الكبائر» أو تتوب منها)». '

:وقال:ابق عسعودة: والستلوات الحمين كقارات للا بينهن ما لحتقيت
الكبائر) "

" وقال سلمان: (إحافظوا على هذه الصلوات الخمسء فإتنَ كقّارات لهذه
الجراح ما لم تُصب المقتلة). ؟"

وخمرّج الإمامُ أحمد والنّسائي من حديث أبي

8 أخرحه: النسائي 8/5» وابن حبان ».)١74/(‏ والحاكم 7٠٠١/١‏ 2550/59 وإسناده ضعيف لجهالة صهيب
مولى العتواري فقد تفرد بالرواية عنه نعيم المجمر.

.8/10 والنسائي‎ »4 ١/0 أنتخرحه: أحمد‎ ٠

وأخرحه: ابن حبان (47 77)» والطبراني في "الكبير" (58/85) و (5885) وف "مسند الشاميين ", له )١١44(‏ من
طرق عن أبي أيوب» به.

0١‏ ف "المستدرك" /١‏ 9ه و559/4 عن عبيد بن عمير» عن أبيه» به.

أخرحه: أبو نعيم في "الحلية" 8/ 7١‏ من حديث الحسن» عن أبي هريرة. والحسن لم يسمع من أبي هريرة.
٠١‏ أخرحه: المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" .7١5‏

4 أخرحه: عبد الرزاق (54 )١‏ و (4737)» والطبراني في "الكبير" (5051).

لوم 812

" قال ابن عمر لرحل: (أتخاف النار أَنْ تدحلهاء وتحبٌ الحنّةَ أن تدحلها؟
قال: نعم قال: بدّ نك فوالله لَيِنْ ألنت لما الكلام وأطعمتها الطّعام
لالتخل الكة نا 7الخفيرة؟ امار ا

* اوقال قنادة: :وزنا وعد الله المغفرة كن اتنب الكناتن م وذكر لذن )3
النّمَ-صلى الله عليه وسلم-قال: ((اجتنبوا الكبائرٌ وسدّدوا وأبشروا)).

١١5

القول الشاني: وذهب قومٌ من أهل الحديث وغيرهم إلى أن هذه الأعمال تُكفْرُ الكبائرء
ومنهم: ابن حزم الظاهريء وإيّاه عنى ابنُ عبد البرٌّ في كتاب "التمهيد" بالردٌ عليه وقال: "قد
كنث أرغب بنفسي عن الكلام في هذا الباب» لولا قول ذلك القائل» وحشيث أن يغتردٌ به
حاهلٌ؛ فينهمِكَ في الموبقات» اتكالاً على أتما تكمّنها الصلوات دون الندم والاستغفار
والتويف والله تله العضكية ولع 11

قلتُ: وقد وقع مثل هذا في كلام طائفة من أهل الحديث في الوضوء ونحوه» ووقع مثله في
كلام ابن المنذر في قيام ليلة القدرء قال: يُرحى لمن قامها أنْ يغفر له جميع ذنوبه صغيرها
وكبيرها. فإِنْ كان مرادهم أنَّ مَنْ أتى بفرائض الإسلام وهو مُصرٌ على الكبائر تغفر له الكبائرٌ
قطعاً فهذا باطلٌ قطعاً يُْلَمُ بالضرورة من الدّين بطلانه» وقد سبق قولٌ النَّهمّ-صلى الله
عليه وسلم-: ((مَنْ أساء في الإسلام أَحِدَ بالأوّلٍ والآخر)) '١*‏ يعني: بعمله في الجاهلية

والإسلام» وهذا أظهرُ من أنْ يحتاج إلى بيان وإِنْ أرادَ هذا القائل أنَّ من ترك الإصرارٌ على

5 أخرحه: معمر في "جامعه" »)١9105(‏ والبخاري ف "الأدب المفرد" /١‏ 210 والطبري في "تفسيره" 5/
9 والروايات مطولة والمختصرة» متباينة اللفظ متفقة المعنى.

٠١75‏ أخرجه: أحمد /4 259 وإسناده ضعيف لضعف ابن لطيعة".

7. انظر: التمهيد ١8/٠‏ (طبعة دار إحياء التراث العربي).

4 أخرحه: معمر في "جامعه " ))١95/85(‏ والحميدي ))١٠١8(‏ وأحمد ١/1/9؟‏ و.ل” و09١5‏ و1459 و81
و5*5 4579» والدارمي »5/١‏ والبخاري :.)597١( ١1/9‏ ومسلم 4)١90( )١189( )١٠١( 75/١‏ وابن ماجه:
(5555)» والطحاوي في شرح مش كل الآثار: 25١١ /١‏ وابن حبان (555)» وأبو نعيم في "الحلية" /ا// 2١1١6‏

والبيهقي ١١/9‏ وفي "شعب الإبمان ". له (5)» والبغوي (/7) من حديث عبد الله بن مسعود.

الكبائر» وحافظ على الفرائض من غير توبة ولا ا ا و
مذلك» واسسحدلٌ بظاهر قوله: إن تيو كاي ما كلهؤن عله لكثز عدكُمْ سبك
وَتُدَحِلَكُمْ مُدْحَلاً كَرهاً] [ النساء: .]١‏ وقال: السيئات تشملٌ الكبائر والصغائر» فكما

ع

أنَّ الصغائرٌ تُكمَّرُ باجتناب الكبائر من غبر قصد ولا نيت فكذلك الكبائل» وقد يمستدل

لذلك بأنَّ الله وعد المؤمنين والمتقين بالمغفرة وبتكفير السكيّئات» وهذا مذكورٌ في غير موضع
من القرآن» وقد صار هذا من المتّقينء فَإنَّه فعل الفرائضَ» واجتنب الكبائرٌ» واجحتنابث الكبائر
لا يحتاج إلى ني وقصدٍء فهذا القول يمكن أن يُقال في الحملة.

والصّحيح قول الجمهور: إِنَّ الكبائر لا تُكمّرُ بدون التوبة؛ لأنَّ التوبة فرضٌ على العباد» وقد
قال-عز وجل-: [وَمَنْ 4 يَْبْ فَأُولَيِكَ هُمْ الظَالِمُونَ) [الحجرات: .]١١‏ وقد فسرت
الصحابة كعمر وعلي وابن مسعود التوبة بالندم *'' ١‏ ومنهم من فسّرها بالعزم على أن لا

يعود'”''2 وقد روي ذلك مرفوعاً من وحه فيه ضعفٌ '"'',

لكن لا يعلم مخالفٌ من الصحابة في هذاء وكذلك التابعون ومَنْ بعدهمء كعمر بن عبد
العزيز» والحسن وغيرهما.
وأما النصوص الكثيرة المتضمنة مغفرة الذنوب» وتكفير السيئات للمتقين»

8 انظر: زيادات نعيم بن حماد على كتاب "الزهد لعبد الله بن المبارك )١154(‏ و »)١59(‏ وتفسير القرطبي
.

منهم: عمر بن الخطاب وابن مسعود وابن عباس-رضي الله عنهم-» انظر: تفسير الطبري (57751) و
(55794) و(55599).

١‏ روي الحديث عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: ((التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود فيه)).
أخرحه: أحمد 57/١‏ 4» وفي إسناده علي بن عاصم.؛ وهو ضعيف. انظر: التاريخ الكبير ١١7/5‏ (555 5)» وإبراهيم
المجري ضعيف أيضاً.
وأخرحه: البيهقي في "شعب الإيمان" »)7١5(‏ وق إسناده بكر بن خنيس. قال ابن معين: ((ليس بشيء))» وقال
أبو زرعة: (إذاهب الحديث)). انظر: تمذيب الكمال "171١/١‏ (71)» وتمذيب التهذيب »450/١‏ وكذا في إسناده
إبراهيم المجري الضعيف.

ه كقوله تعالى: [إِنْ تَنَّهُوا الله يجْعَلْ لَكُمْ فُْقَاناً وَِكَمْرْ عَنَكُمْ سَيْعَاتَكُمْ ويَغْفِر لكحُم)
[الأنفال: 5؟].
ه وقوله تعالى: [ْوَمَنْ يُؤْمِنْ الله وَيَعْمَلْ صَالاً يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّْقَاتِهِ وَيْدْجِلَهُ جَنَّاتِ جْرِي
ون يها الأنهاذ 1[ التغابوة :]ء
وقوله: ([ْوَمَنْ ين الله يُكَمْرْ عَنْهُ سَيَْاتِه وَُعْظِحْ لَهُ أخراً) [الطلاق: 5].
فإنَّهِ لم يبن في هذه الآيات حصان التقوى, ولا العمل الصالحء ومن جملة ذلك:
التوبة النصوح, فَمَنْ لم يتب» فهو ظالم؛ غيرُ متّت.
وقد بين في سورة آل عمران حصالّ التقوى التي يغفر لأهلها ويدخلهم الحنّة» فذكر منها
الاستغفار» وعدم الإصرار» فلم يضمن تكفير السيئات ومغفرة الذنوب إلا لمن كان على هذه
الصفة» والله أعلم.
وتما يُستدلٌ به على أنَّ الكبائر لا تُكَمّرْ بدونٍ التوبة منهاء أو العقوبة عليها حديث عُبَادةَ بن
الصامتء قال: كنا عند رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فقال: ((بايعوتي على أنْ لا تُشركوا
بالله شيئاء ولا تسرقواء ولا تزنوا))» وقرأ عليهم الآية ((فمن وفى منكم, فأجره على الله ومن
أصاب من ذلك شيئاًء فعُوقِب به فهو كمَّارَةٌ له ومن أصاب من ذلك شيئاًء فستره الله
عليه» فهو إلى الله» إِنْ شاء عذَّبهه ون شاء غفر له)) حبحاه في "الصحيحين 2٠١8‏ وف

رواية لمسلم: ((من أتى منكم حداً فأقيم عليه فهو كفارته)) ١١+‏

؟08٠‏ صحيح البخاري )١8( ١١/١‏ وه/ءل/ (؟كل؟) و5/لام١ا‏ (455:) و1/1؟١‏ (5084) وو/؟ه
(5١5؟7)‏ و79/9١‏ (7458)» وصحيح مسلم .)51١( )١17١9( ١١5/5‏

وأخرحه: الحميدي (9/0), وأحمد "١4/50‏ و5586, والترمذي )١559(‏ والنسائي ١57-١519 ١48/07‏
وى/م١٠».‏ والحاكم ؟//١*»‏ والدارقطني */5 25١5-5١‏ وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 55١كء‏ والبيهقي ///257
والبغوي .)١1(‏

.)175( )١17١9( ١١5/0 أخرحه: مسلم‎ ١٠١

وهذا يدل على أنَّ الحدود كفارات. قال الشافعيٌ: لم أسمع في هذا الباب-أنَّ الحد يكونٌ

كقارةٌ لأهله-شيعاً أحسن مخ حديث عبادة ابن الصامت؛ ٠١74©‏

وقوله: ((فعوقب به) يعم العقوبات الشرعية» وهي الحدود المقدَّرة أو غير المقدّرة»
كالتعزيزنات» ويشمل العقوبات القدرية» كالمصائب والأسقام والآلام فإنّه صحّ عن عن النَّ ِ-
صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا يصيبُ المسلم نصتٌ ولا وَصّبٌ ولا هَجٌّ ولا حزن حقٌّ
الشّوكة يُشاكها إلا كمّر الله كما خطاياه)) *"

وزوي عن علي أنَّ الحد كمَارةٌ لمن أقيم عليه .'٠'‏ وذكر ابن حرير الطبري في هذه المسألة
اختلافاً بين الناس» ورحّح أنَّ إقامة الحدٌّ بمجّده كفارة» وومّن القول بخلاف ذلك جداً ١١77‏

قلت: وقد رُوِي عن سعيد بن المسيب وصفوانَ بن سليم أنَّ إقامة الحدّ ليس بكقّارة» ولابدٌ
معه من التَوبة ورحّحه طائفة من المتأخرين» منهم: البغوئٌ 30 4 وأبوعيه اللديع ةق

"تفسيريهما"» وهو قولُ ابن حزم الظاهري ٠"*‏ والأؤل قولُ مجاهد وزيد بن أسلم والثوري

ع

وأما حديث أبي هريرة المرفوع: ((لا أدري: الحدودُ طهارةٌ لأهلها أم لا؟)) فقد حيّحه الحاكم

وغيره “5ه 0 عله البخحاري» وقال: لا يك بيبست »© وا هو من مراسيل الزهريٌ. وي لع :

7ه ذكره الترمذي في "الجامع الكبير" عقب .)١579(‏

ه٠0‏ أحرحه: أحمد 9/ه**, والبحاري ١5/8/10‏ (5517). وف "الأدب المفرد ", له (497)» وابن حبان
(75905)» والبيهقي 071/9؛ والبغوي )١ 57١‏ من طرق عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهماء به.

5 أنخرحه: البيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 579؛ عن عليء موقوفاً. وأخرحه مرفوعاً: أحمد 19/١‏ و9ه1ء
والترمذي (5777)» وابن ماجه (5 ».)757٠0‏ والحاكم ٠/١‏ و7/ 545 و577/4» والدارقطني ,5١5/9‏ والقضاعي ف
"مسند الشهاب" (507)» والبيهقي 257/8 والبغوي (417) من طرق عن أبي ححيفة» عن علي» به مرفوعاًء
وقال الترمذي: ((حسن غريب)) وذكر الدارقطني في "علله" 8/ ١١9-١8‏ س (5١؟)‏ ثم قال: ((رفعه صحيح)).
١07‏ ذكره: الطبري في "تفسيره" عقب (9795)

08 انظر: تفسير البغوي 0/7ه.

انظر: المحلى .3/١‏

١٠‏ أخرجه: الحاكم ١4/59 7/١‏ و45.0» والبيهقي //759” من حديث أبي هريرة» به.

وغلط عبد الرزاق فوصله. قالّ: "وقد صم عن النَّمَ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ الحدود
ان

وبما سفلل به من قال: الحدّ ليس بكفارة قولّه تعالى في ا محاربين: [ ذَلِكَ لَحُمْ حِرْيٌ في الدُّنْيا
َكَُمْ في الآجرّة عَذَابٌ عَظِيمٌ إلا الَِّينَ تَابُوا مِنْ قَبْلٍ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهُمْ) [المائدة: 4-8 "] .
وظاهره أنه تجتمع لهم عقوبة الدنيا والآخرة. ويجاب عنه بأنّه ذكر عقوبتهم في الدنيا وعقوبتهم
في الآخرة» ولا يلزم احتماعهماء وأما استئناء ((من تاب)) فَإِئًا استثناه من عقوبة الدنيا
خاصة: فإنَّ عقوبة الآحرة تسقط بالتوبة قبل القُدرة وبعدها.

وقوله-صلى الله عليه وسلم-: ((ومن أصاب شيئاً مِنْ ذلك فستره الله عليه» فهو إلى الله إِنْ
شاء عدَّبه وإِنّ شاء غفر له)) '٠١*'‏ صريحٌ في أنَّ هذه الكبائر من لقي الله بما كانت تحت
مشيئيهء وهذا يدل على أن إقامة الفرائض .لا تكدّرها ولا تمحوهاء فإنَّ عموم المسلمين
بحافظون على الفرائض» لاسيما مَنْ بايعهُم الّمُ - صلى الله عليه وسلم -» وخرج مِنْ ذلك
مَنْ لقي الله وقد تاب منها بالنُصوص الدَالَّةِ من الكتاب والسنة على أنَّ من تاب إلى الله
تاب الله عليه» وغفر له فبقى مَنْ ل يدب داخلاً تحت المشيئة.

4
2

0 على أنَّ الكبائر لا تكمّئها الأعمالُ: إِنَّ الله لم يحعل للكبائر في الدَّنِيا كقّارة
واحبدٌ وما جعل الكفارةً للصغائر ككمّارة وطءٍ المظاهر» ووطهءٍ المرأة في الحيض على حديث
ابن عباس الذي ذهب إليه الإمامُ أحمد وغيره ”*''2 وكفارة من ترك شيئاً من واجبات الحج,
أو ارتكاب بعض محظوراته» وهي أربعةٌ أجناس: هديٌ» وعتقٌ» وصدقة؛ وصيامٌ وهذا لا
تحب الكفارة في قتل العمدٍ عند جمهور العلماءٍ **'', ولا في اليمين الغموس أيضاً عند

أكثرهم» وإنما يؤمرٌ القاتلُ بعتق رقبة استحبابا» كما في حديث وائلة بن الأسقع: أكم جاؤوا

52

5 انظر: التاريخ الكبير ١55/١‏ (555)» وتفصيل ذلك في كتابي "الجامع في العلل".
١5‏ سبق تخريجه.
٠١ 4‏ انظر: المغني لابن قدامة 2584/١‏ والواضح .١55/1١‏
5 انظر: الإشراف على نكت مسائل الخلاف 847/٠‏ والمغني والشرح الكبير .)7١54( 38/٠١‏

إلى النّخ - صلى الله عليه وسلم - في صاحب لهم قد أوجبء فقال: ((اعيقُوا عنه رقبةً
يعتقه الله كما من النار)) .١'**”‏ ومعنى أوجحب: في غيل حن: له به النارٌء ويقال: الكاة
فيه مِنَ الأحر مثل هذا-وأحذ عوداً من الأرض-إني سمعت النَّمَ-صلى الله عليه وسلم-
يقول: ((مَنْ لَطّمَّ مملوكه. أو ضربه, فإنَّ كمّارته أنْ يَعيِمّةُ)).

فإِنْ قيل: فَاجْجامِعْ في رمضان يُوْمَرُ بالكمّارة» والفطرُ في رمضان مِنَ الكبائر» قيل: ليست
الكفارة للفطرء ولهذا لا يحب عند الأكثرين على كل مفطر في رمضان عمداًء وما هي يدك
خُرمةٍ تحار رمضان بالجماع» ولهذا لو كان مفطراً فطراً لا يجورُ له في تحار رمضانء م جامع؛
للزمته الكفارةٌ عند الإمام أحمد لما ذكرنا"؟ ٠١‏

ااي عاك أذ كف الراعميانف سر بالاسيافر اليه الال عن يد يقال جتنا
نحن حلوسسٌ عند عمرّء إذ قال: أيُكم يحفظ قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في الفتنة؟
قال: قلتُ: ((فتنةٌ الرجل في أهله وماله وولده وجاره يُكَمَيها الصلاةٌ والصدقةٌ والأمرٌ بالمعروف
والنهئئع عن المنكر)) قال: ليس عن هذا أسألك.

وختحه مسلم بمعناه» وظاهر هذا السياق يقتضي رفعه.

وف رواية للبخاري أنَّ حذيفة قال: سمعتّه يقول: ((فتنة الرحل)) فذكره» وهذا كالصريح في

رفعه» وق رواية لمسلم أنَّ هذا رن كالم عي 1

6 أتخرجه: أحمد 9/. 591-49 و7/4١٠»‏ وأبو داود (5514*)» وابن حبان (47-010)» والطبراني في "الكبير
)5١18( 55‏ و )5١19(‏ و )570١(‏ و )5١1١(‏ و (؟١١)‏ وف "مسند الشاميين", له (/")» (47), والحاكم 25١/9‏
والبيهقي »١5-١7/‏ والبغوي (74117)» وإسناده ضعيف لحهالة الغريف الديلمي.

.)50( )59( )١581( 89 /5 أتخرحه مسلم‎ ١45

.5.0- والمفصل في أحكام المرأة ؟/9ه‎ »١50- ١9/58 انظر: الفتاوى لابن تيمية‎ ٠١

أخرحه: معمر في "جامعه" (301757)) والطيالسي .)5١08(‏ والحميدي (/5 4)) وأحمد 05-4.1/5؛

و١دهدقى‏ والبخاري ١5١/١‏ (ه5هم) و5/ ١:١‏ (ه19 ل و" /رلط-؟" (دكحزمل) وةئ /لم؟١‏ (كدره؟) وو/ن 0

س2

وأما قولُ البَّمَ - صلى الله عليه وسلم - للذي قال له: أصبثُ حدَا فأقمه عليٌ» فتركه حتى

صلى» 9 قال له: ١ن‏ الله غفر لك ل ١؟١)»‏ فليس مها 2 5 المراد به شي
فو الكنائز» لأن سيدوك الله مجارفة كما قال تعال ١‏ تلاك خدوة الل وم يقد لود الله
فَمَدْ ظَلَمَ نَفْسَه) [الطلاق: .]١‏ وقوله: (تِلكَ خحُدُودُ الله قلا تَعْتَدُوهَا] [ البقرة: 559]»
وقوله: انلك كدر ادر مَنْ يْطِع الله وَرَسُولَةُ يُدِْلّهُ جَنّاتٍ] الآية إلى قوله: [ْوَمَنْ يَخْصِ

له ووز لذ يكن خدوةة تتخلة ارا كاردا وهنا وال كدان فيو ل | اقبواء مرحت |

وني حديث النواس بن سمعان» عن النَّمِْ-صلى الله عليه وسلم-في ضرب مثل الإسلام
بالصراط المستقيم الذي على جنبتيه سُوران» قال: ((والسورانٍ خُدودُ اللم). وقد سبق ذكره
بتمامه.

فك من أصاب شيئاً من محارم الله» فقد أصاب حدوده, وركبهاء وتعدًاها. وعلى تقدير أنْ
يكونَ الحدٌّ الذي أصابه كبيرةٌ» فهذا الرحل جاء نادماً تائبه وأسلم نفسه إلى إقامة الحدٌ عليه
والنّدمْ توبة» والتوبة تكمَّرُ الكبائر بغير ترددٍ.

وقد زوق :انا تستدل ية على أن الكبائر؛ تكفة ببعضن الأعمال الصائدة:

0 فخرّجَ الإمامُ أحمد والترمذيٌ من حديث ابن عمر: أن رحلا أتى التي -صلى الله عليه
وسلم-» فقال: يا رسولٌ الله إني أصبتُ ذنباً عظيماً» فهل لي من توبة؟ قالّ: ((هل

7

لك مِنْ أهُ؟)) قالّ: لاء قال: ((«فهل لك من خالة؟)) قال: نعم قال: ((فيتها))»
وخرّحه ابن حبان في "صحيحه" والحاكم؛ وقال: على شرط الشيخين”*:'» لكن

))70١95(‏ ومسلم ١م )١55(‏ (551).» وابن ماحه (ه5 5 59). والترمذي (/7575)» وابن حبان (5955)» وأبو
نعيم في "الحلية" 23071-51١ /١‏ والبيهقي في "دلائل النبوة" *«/ 23785 والبغوي .)47١4(‏

أأخرحه: أحمد 2١54/5‏ والترمذي (5 ١9٠١‏ م١)؛‏ وابن حبان (575)) والحاكم .١55/4‏

خرّحه الترمذي من وجهٍ آخر مرسلاً» وذكر أنَّ المرسل أصحٌ من الموصول '*'', وكذا
قال علينٌ بن المديني والدارقطني ١١""‏
وزوك عن عمد أن ريدلا قال له :قيلت تسمتاء قال اقلق ضيه قال اخينقالة

عه
7

فأبوك؟ قال: نعم قال: فبيّه وأحسن إليهء ثم قال عمر: لو كانت أمُّه حيّةَ فبتعاء
ولق البهاء:روفونة أن الأ تظكمة الناة بدا ,وض انو هباس معناء اي 1
وكذلك المرأة التي عَمِلَت بالسحر بِدُومّة المندل» وقدمت المدينة تسأل عن توبتهاء
فوجدت النَّمَ-صلى الله عليه وسلم-قد توفي» فقال لما أصحابّه: لو كان أبواك حَيَّوْنٍ
أو أحدهما كانا يكفيانك. خيّحه الحاكم وقال: فيه إجماعٌ الصحابة حِدَثَّان وفاةٍ
الرسول-صلى الله عليه وسلم-على أنَّ بي الأبوين يكفياتها. ٠٠١“‏

وقال مكحول والإمام أحمد: به الوالدين كفارةٌ للكبائر.

و
ع 2

وروي عن بعض السكلف في حمل الحنائز أنه يحط الكبائر» وروي مرفوعاً من وجوه لا

7 -

وقد صحٌ من رواية أبي بُردة أنَّ أبا موسى لما حضرته الوفاةُ قال: يا بَهمّ» اذكروا
صاحب التغيف: كان رحا يتعبّدُ في صومعة أراه سبعينَ سنة» فشبّه الشيطانُ في
عينه امرأةّ» فكان معها سبعة أيام وسبع ليال» ثم كُشِف عن الرجل غطاؤه» فخرج
تائب ثم ذكر أنه بات بين مساكينء فتُصّدَّقَ عليهم برغيف رغيف»ء فأعطوه رغيفاً
ففقده صاحبه الذي كان يُعطاه» فلمًا علم بذلك؛ أعطاه الرغيفت وأصبح ميتا
فوْزِنَتِ الستبعونَ سنة بالسّبع ليال» فرححت الليالي» ووِنَ التغيفُ بالسّبع اللّيال

١١ مه‎

فرحح الرغيف.

٠‏ أخرحه: الترمذي (5 ١1٠0‏ م5)» وقال: ((وهذا أصخ من حديث أي معاوية))"
٠‏ بيان ذلك كله في كتاب "الجامع في العلل "يسر الله إتهامه وطبعه".

5 أخرحه: البحاري في "الأدب ال مفرد "(5).

.١55-١ 55/5 أتخرجه: الحاكم‎ ٠

.7517 /١ أنخرحه: أبو نعيم في "الحلية"‎ ٠

6 زوق اب المنازك بإستتادة كانت "الو والعملة" عنانة سنتعودة قال :عبد الله
رحلٌ سبعين سنةً» ثم أصاب فاحشةً فأحبط الله عمله, ثم أصابته رَّمَانةٌ وأفْعِدَ فرأى
رحلاً يتصدّقٌ على مساكين» فجاء إليه» فأحذ منه رغيفا» فتصدّقٌ به على مسكين؛

فقفة” الله لدوعورة علي عتم سبعين السدة:

ففكة كلها لا دلالةَ فيها على تكفير الكبائر بمجتد العمل؛ لأنَّ كاك من ذكر فيها كان نادماً
تائباً من ذنبه ونا كان سؤاله عن عملٍ صالح يتقرّب به إلى الله بعد التوبة حقٌّ يمحو به أَثْرَ
الذنب بالكلية» فإِنَّ الله شرط في قبول التوبة ومغفرة الذنوب بما العمل الصالحء كقوله: إلا
مَنْ ناب وَآمَنَ وَعَمَِ صَالجاً) [مرم: »]1١‏ وقوله: [ وَإِنٍ لَعَقَارْ لِمَنْ نَاب وَآمَنَ وَعَمِلَ
صَالاً) [طه: »]8١‏ وقوله: [مَأَنَا مَنْ تاب وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالاً فَمَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ
الْمفْلِحنَ [القصص: 77]» وف هذا متعلّقٌ لمن يقول: إِنَّ التائب بعد التوبة في المشيئة؛
وكان هذا حال كثير مِنَ الخائفين مِنَ السّلف.

© وقال بعضهم لرحل: هل أذنبت ذنباً؟ قال: نعم» قال: فعلمت أنَّ الله كتبه عليك؟

قال: نعم؛ قال: فاعمل حيّ تعلع أنَّ الله قد محاه.
© ومنه قولُ ابن مسعود: إِنَّ المؤمن يرى ذنوبه كأنّه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه

وإِنَّ الفاحر يرى ذنوته كذُباب طار على أنفه, فقال به هكذا. نحتحه البخباري ٠٠١7‏

وكانوا يتّهمُون أعمالهم وتوباهم» ويخافوك أنْ لا يكونَ قل قبل منهم ذلك؛ فكان ذلك يُوجحبُ
لهم شدَّةٌ الخوف, وكثرةً الاجتهاد في الأعمال الصالحة.

© قال الحسسن: أدركث أقواماً لو أنفق أحدهم ملء الأرض ما أُمِنَ لعظم الذنب في

0 /اه ١٠١‏
بفسية.

7 أخرحه: البخاري 85-89 (5908)» وأخرحه: عبد الله بن المبارك في "الزهد" (5/8) و3599 وأحمد
8١‏ * والترمذي (5917 5)» وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 2١155‏ والبيهقي في 84-١88 /٠١‏ ١وفي‏ "شعب الإعان",
له .)72٠١5(‏

.)١5١( أخرحه: عبد الله بن المبارك في "الزهد"‎ ٠١

© وقال ابنُ عون: لا تَثِقْ بكثرة العمل فإنِّك لا تدري أُيُقبل منك أم لاء ولا تأمن
ذنوبكء فَإنَّك لا تدري كُفْرَتْ عنك أم لاء إِنَّ عملك مُعَيّتْ عنك كله.
القول الراجح: والأظهر-والله أعلم-في هذه المسألة-أعني: مسألة تكفير الكبائر بالأعمال.
” أنه إن ريد أنَّ الكبائر تُمحى بمجرّد الإتيان بالفرائض» وتقع الكبائر مكفرة بذلك كما
تُكمَّرُ الصّغائر باحتناب الكبائر» فهذا باطا”.
” وإِنْ أريدَ أنّهِ قد يُوازن يوم القيامة بين الكبائر وبِينَ بعض الأعمالء فتُمحى الكبيرة
بما يُقابلها من العملء ويَسقُطُ العمل» فلا يبقى له ثُوابٌ» فهذا قد يقع.
وقد تقدَّم عن ابن عمرٌ أنه لا أعتق مملوكه الذي ضربه؛ قال: ليس لي فيه مِنَ الأحر شيءٌ
حيث كان كفارةً لذنبه؛ ولم يكن ذنبّه مِنَ الكبائر» فكيف بما كان من الأعمال مكفراً
للكبائر؟

ومني اننا قر ل قر كال باق قار نطف الم لوجت اق ررد عر لون ديا نه
التي هي ثواب العمل» فإذا كانَ هذا في الصغائر» فكيف بالكبائر؟ فإِنَّ بعضّ الكبائر قد
بط بعض الأعمال المنافية لحاء كما يُبطل المنٌ والأذى الصدقةء وببِط المعاملة بالرّبا الجهاد
كما قالت عائشة ٠٠١8‏

٠١‏ أخرحه: الدارقطني 45/8» والبيهقى 79./5؛ عن أبي إسحاق السبيعي» عن امرأته أتما دحلت على عائشة
رضي الله عنهاء فدحلت معها أم ولد زيد بن أرقم الأنصاري وامرأة أخرى» فقالت أم ولد زيد بن أرقم: يا أم المؤمنين
إك بعت غلاماً من زيد بن أرقم بثماغائة درهم نسيئة؛ وإنٍ ابتعته بستمئة درهم نقداً فقالت لما عائشة: بئسما

اشتريت» وبئسما شَريت» إَ جهاده مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قد بطل إلا أنْ يتوب. اللفظ للدارقطني.

وقال حذيفةٌ: قذف امحصنة يَهُْدِمُ عمل مئة سنة» وروي عنه مرفوعاً خرّحه البزار **''2 وكما
يبطل ترك صلاة العصر العمل ''''» فلا يستنكر أنْ يبطل ثواب العمل الذي يكفر الكبائر.
وقد خيّج البزار في 'مسنده "والحاكم من حديث ابن عباس» عن النَّيّ-صلى الله عليه
وسلم-» قال: ((يُوِيَ بحسنات العبد وسيّئاتِه يَوْمَ القيامة» فَيُقص أو يُقضى بعضّها من

بعضء فإِنْ بقيت له حسنة» وُسُّعَ له كما في الجنة)) ١‏

وخيّج ابن أبي حاتم من حديث ابن لميعة» قال: حدّئني عطاءٌ بن دينار» عن سعيد بن جبير
ف قولٍ الله-عز وجل-: [فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَةِ حبرا يرَهُ] [الزلزلة: 1]» قال: كان المسلمون
يرون أَتّم لا يُؤحرون على الشيءٍ القليل إذا أعطوه» فيجيء المسكينُ» فيستقلُون أنْ يُعطوه
تر وكسرة وجوزة ونحو ذلك فيردُونه» ويقولون: ما هذا بشيء. إِا ُؤحر على ما تُعطي
ونحن نيه وكان آخرون يرون أَتََم لا يُلامون على الذَّنب اليسير مثل الكذبة والنظرة والغيبة
وأششنباة ذلك» يقولون: إنما وعد الله النار على الكياقن فرعهيم الله في القليل من الخير أن
يعحلوه فال وشنك أن يكذت وخا ري البسسحة رن الشه قانه وفك أن تكله فترلت:
[فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْمَالَ ذَرّة]» يعني: وزن أصغر النمل [ حيرا يره) يعني: في كتابه» ويَسُيُّهُ ذلك

قال: يُكتب لكل بِرّ وفاحر بكلٌ سيئة سيئة واحدة» وبككٌ حسنة عشر حسناتء فإذا كان

الى تي

8 المسند (5373). وأخرجه: الطبراني في "الكبير(07")» وهو ضعيف مرفوعاً قال البزار: ((هذا الحديث لا
نعلم أحداً أسنده إلا ليث ولا عن ليث إلا موسى بن أعين» وقد رواه جماعة عن أبي إسحاقء» عن صلة» عن حذيفة
موقوفاً.

أخرجه: أحمد 551/5» والبخاري ١ 5/١‏ (57ه) و (5354).؛ وابن ماجه (5915)» وابن حبان )١5557(‏ و
»)١ 570‏ والبيهقي 45/١‏ 4» والبغوي (853) من طرق عن بريدة-رضي الله عنه-» قال: قال رسول الله-صلى الله
عليه وسلم-: ((من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله)).

.5517/5 أتخرجه: البزار (5457) كما في "كشف الأستار ". وهو في "مسنده" 907059 ه), والحاكم‎ 0١
قال الحيثمي‎ »)55١5( والبيهقي في شعب الإيمان‎ .)١١87( وأخرحه: عبد بن حميد (571)» والطبراني في "الكبير"‎
:((إسناده جيد)).‎ 7١17 /١٠١ في "مجمع الزوائد:‎

يوم القيامة» ضاعف الله حسنات المؤمن أيضاً بك واحدةٍ عشراًء فيمحو عنه بك حسنة
عشرٌ سيئات» فمن زادت حسنائه على سيئاته مثقالَ ذَرَّهَ دحل الحنة. ١١"‏
وظاهرٌ كا أنه تقع المقاصةٌ بين الحسناتٍ والسيئات» ثم تسقط الحسناث المقابلة للسيئات»
ويُنظر إلى ما يَفضُلْ منها بعدَ المقاصة؛ وهذا يُوافق قولٌ مَنْ قال بِأنَّ من رَحَحَتْ حسنائه
على سيئاته بخسنة واحذةٍ أثيب يثلك الحسنة خاصة: :وسَقَط باقي حستاته في مقابلة سيعاتة
حلافاً لمن قال: يُناب بالجميع» وتسقّط سياه كأتما لم تكن, وهذا في الكبائر.
مسألة حكم الصغائر.
ما الصغائر فإنَّه قد تُحى بالأعمال الصالحة مع بقاء ثوايحاء
كا فالدميلى الله عليه وسلم-: ((آلا ذلك على ما يمحو العو اانا ويرفعٌ
به الدرحات: إسباغٌ الوضوء على المكاره» كثرَةُ الخطا إلى المساجدء وانتظارٌ الصّلاة
بعد الصلاة)) ٠١"‏ فأثبت لهذه الأعمال تكفيرٌ الخطايا ورَفْعَ الدّرحات؛
وكذلك قوله-صلى الله عليه وسلم-: ((مَنْ قَالَ: لا إله إلا الله وحدّه لا شريكَ له
له الملك وله الحمد» بحبي ويعيت» وهو على كل شيء قدير مئة مره كتب الله له مئة
خيلق :وجيت عنهبطقة شيعة» وكانت له« عَذْل عش ر فاجع © فهذا يدل على

أنخرحه: ابن أبي حاتم في "تفسيره .)١191410(‏

٠١55‏ أخرحه: مالك (545) برواية يحبى الليثي» وعبد الرزاق .)١9935(‏ وأحمد 5زه8؟ ولالا؟ و21" وام
و47 ومسلم ١50/١‏ (551)» والترمذي »)5١(‏ والنسائي 83/١‏ ) وابن خزيمة (5)» وابن حبان »)١٠١748(‏
والبيهقي 87/١‏ » والبغوي (53 )١‏ من طرق عن أي هريرة» به.

65 أخرحه: مالك (250) برواية يحبى الليثي» وأحمد ؟/05.” و55.0 وه/ا”» والبخاري ١9/4‏ (55958)ء
و4/”١٠‏ (54.05ي ومسلم 78/8 )55931١(‏ (58)» وابن ماحه (/7079)» والترمذي (547/8)» وابن حبان

(849)» والبغوي )١777(‏ من طرق عن أي هريرة» به.

وكذلك سيفات التائب توبة نضوحاً تكفر عدف وتبقئ. له -حستاثة:

» كما قال الله تعالى: [حٌ إِذَا بَلعَ أَشْدَهُ وَبَلَعْ أرْبِِينَ سَنََ قَالَ رَبّ أوزِعْني أَنْ أَشْكُر

رن

أن

ِعْمَكَكَ 0 أَنْعَمْتَ عَلَنَ وَعَلَى وَالِدَيّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالاً نَرْضَاهُ و
نت إِلَبِكَ وي مِنَ الْمُسْبِمِينَ أولِك الّذِينَ تعقمّلُ عَنْهُمْ أخسن ما عَمِلُوا
َتَجَاوَرٌ عَنْ سَيْكَاتِهْ في أَحاب الخنّةِ وَعْدَ المٌّدْقٍِ الَّذِي كانوا يُوِعَدُونَ] [

ع 0
الساوا

.]١ 5-١٠ الأحقاف:‎

» وقال تعالى: [ْوَالَّذِي جَاءَ بالصّدْقٍ وَصَدَّقَ به أُولَِكَ هُمْ الْمْتَقُونَ هم مَا يَسَاءونَ

هو-
1

عِنْدَ رَكِمْ َلِكَ جَرَاءُ الْمُخسِيِين لِيِكثَرَ الله عَنْهُمْ أضوا الَذِي عمِلُوا ويْرِتَهُمْ أخرفخ
بأخْسَن الى كالوا يمون 1 [الرورة #مكوه ولك وستحاف دولك بالتقرف
والإحسّان» دل على أتمم ليسوا بمصرّين على الدّنوب» بل هم تائبون منها

© وقوله: [ليُكَثْرَ الله عَنْهُمْ أشواً الّذِي عَمِلُوا يدخل فيه الكبائر) لعا أسوأ الأعمال.
» وقال: [وَمَنْ يَتَّقِ الله يُكَفْرْ عَنْهُ سَيّقَاتِهِ وَبعْظِمْ لَهُ أخراً] [الطلاق: 5].
فرنّبٍ على التقوى المتضمنة لفعلٍ الواحبات وتركِ الحرّمات تكفير السيئات وتعظيم الأحر
» وأخبرٌ الله عن المؤمنين لمنفكرين في خلق السماوات والأرض أَتُّم قالوا: [ رَبَنَا إِنَنا
سِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِمَانٍ أَنْ آمِنوا ربكم فَآمَنَا رَبَنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَمَا وَكَقّرْ عا
سَيَْاتَا وَتَفَنَا مَعْ الأَبْرَارٍ) [ آل عمران: »]١9:‏ فأخبر أنَّه استجاب لحم ذلككء وأنّه
كمّر عنهم سيئاتحم» وأدخلهم الجنات.
وقوله: [ فَاغْفِرْ لا ذُنُوبَنَا وكفْر عا سَيَْاتئَا فحص الله الذنوب بالمغفرة» والسيئات بالتُكفير.
ققد يقال؟ السغات خخمة المسعات» والذئوت يزاذ نما الكبائر فالسههات تكفر: :أن الله
جعل لها كفاراتٍ في الدنيا شرعية وقدرية» والذنوب تحتاجُ إلى مغفرة تفي صاحبّها مِنْ شرّها
والشرة ب والتكفن سطارانهة قاذ الحفرة فك قله زعا مندة لدو وقيل: وقاية شر الذنب مع

ستره» ولهذا يسمّى ما ستر الرأسَ ووقاه في الحرب مِعْفَرة ولا يُسمِّى كل ساترٍ للرأس مغفراً
وقد أحبر الله عَن الملائكة أَتمُم يدعون للمؤمنين التائبين بالمغفرة ووقاية السيئات والتكفير مِنْ
هذا الكنسة لأن أضل الكفز المبهة والتقظية أيضًاً.

وقد فرق بعضٌ المتأحرين بينهما بأنَّ التكفير مح أثر الذنب» حقٌّ كأنّه لم يكن» والمغفرة
تتضمن -مع ذلك -إفضالَ الله على العبد وإكرامه؛ وفي هذا نظر.

وقد يُفسر بأنَّ مَعْفْرةَ الذنوب بالأعمّال الصالحة تَقَلِبُها حسنات» وتكفيرها بالمكفرات تمحوها
فقطء وفيه أيضاً نظرء فإنَّه قد صمح أنَّ الذنوب المعاقب عليها بدخول النار تُبَدّلُ حسناتٍ
فالمكفرة بعمل صالح يكون كفارةً لحا أول.

ويحتمل معنيين آخرين:

أحدهما: أنَّ المغفرة لا تحص إلا مع عدم العقوبة والمؤاحذة؛ لأتا وقاية شيّ الذنب بالكلية:
والتكفير قد يقع بعد العقوبة» فإنَّ المصائب الدنيوية كلّها مكفراتٌ للخطاياء وهي عقوبات»
وكذلك العفو يقع مع العقوبة وبدوكاء وكذلك الكحمة.

ني: أنَّ الكفاراتٍ من الأعمال ما جعلها الله نحو الذنوب المكفرة بماء ويكون ذلك هو
1 ليس لما ثواب غيره» والغالبُ عليها أن تكون من جنس مخالفة هوى النفوس» ع

4
2

المشقة فيه» كاحتناب الكبائر الذي جعله الله كفارةً للصغائر.

وأما الأعمال التي تُغفر بما الذنوبُ» فهي ما عدا ذلكء ويجتمع فيها المغفرةٌ والثواث عليهاء
كالوكر "لقف بكس يوه السجد انهه مق« لوحو رفة وضلة كلا الوعة فيرف يك
الكفازائعه مق الأفجا ل وعرهاء انا كل الدثوي وففقرها ذا أشحيت :نات إن امد

ويشهد لهذا الوجه الثاني أمران:

أحدهما: قول ابن عمر لما أعتق العبد الذي ضربه: ليس لي في عتقه مِنْ الأحر حو

واستدل يانه كفازة.

والثاني: أن اللضناتب الدثيوية كلها مكفراث للذنوب» وقد قال كثير مِنَ الصحابة وغيرهم
مِنَ السّلف: إِنّهِ لا ثواب فيها مع التكفير» وإِنْ كان بعضهم قد حالف ف ذلكء ولا يقال:
فقد فسر الكفارات في حديث المنام بإسباغ الوضوء في المكروهات» ونقلٍ الأقدام إلى
الصلوات" ''» وقال: مَنْ فعل ذلك عاش بخير» ومات بخير» وكان من خطيئته كيومَ ولدته

ع

أمه.

وهذه كلها مع تكفيرها للسيئات ترفعٌ الدرحات» ويحصل عليها الثوابث» لأنّا نقول: قد يجتمع
في العمل الواحد شيئانٍ يُرفِعُ بأحدهما الدرحات» ويُكفر بالآخر السيئات» فالوضوء نفسه
يُئاب عليه» لكن إسباعٌه في شدَّة البردٍ من جنس الآلام التي تحصل للنفوس في الدنياء فيكون
كفارةً في هذه الحال» وأما في غير هذه الحالة» فتغفر به الخطاياء كما تغفر بالذكر وغيره
وكذلك المشي إلى الجماعات هو قُربةٌ وطاعةٌ» ويُئاب عليه ولكن ما يحصل للنفس به مِنّ
المشقة والألم بالتعب والنصب هو كفارة»

وكذلك حبمك النفس في المسجد لانتظار الصلاة وقطعها عن مألوفاتما من الخروج إلى المواضع
التي تميل النفوس إليهاء إما لكسب الدنيا أو للتئرُه هو مِنْ هذه الجهة مؤلم للنفس» فيكونٌ

4

1

6 أحخرحه: أحمد 9/5 5, والترمذي (85585). والطبراني في "الكبير" /5١‏ (5١5؟)»2‏ و(590). والحاكم
01 من حديث معاذ بن جبل مرفوعاً وقال الترمذي: ((حسن صحيح))".
5 أنخرحه: مالك (45 5) برواية يحبى الليثي» وعبد الرزاق ))١995(‏ وأحمد 585/5 ولالا؟ و9.1, ومسلم
09 (551) (41)» والترمذي (51)» عن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال:
((ألا أدلكم على ما بمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟) قالوا: بلى يا رسول اللهء قال: ((إسباغ الوضوء على
المكاره» وكثرة الخطا إلى المساحد» وانتظار الصلاة بعد الصلاة» فذلكم الرباط)).

قن نارين تنوف 1 ذ. حوس ختطون اللالققي إلى الملسيحد تزفةا دري زوالا حرو قط عند
حطيئة"" ''. وهذا يُقوّي ما ذكرناه» وأنَّ ما حصل به التكفيرُ غيدُ ما حصل به رفعٌ الدّرحات»
والله أعلم.

وعلى هذاء فيجتمع في العمل الواحد تكفيرٌ السيّئات» ورفعٌ الدرحات من جهتين» ويُوصَفُ
في كلٌ حال بكلا الوصفين, فلا تنا بين تسميته كفارةً وبين الإخبار عنه بمضاعفة الثواب
بهه أو وصفه برفع الدرحات» ولهذا قال-صكى الله عليه وسلم-: (الصلواث الخمس؛
والجمعةٌ إلى الجمعة» ورمضاكُ إلى رمضات مُكَمراتٌ لما بينهن ما اجثُيبت الكبائز)).*7 2١‏ فإنَّ
في حبس النفس على المواظبة على الفرائض من مخالفة هواها وَكَقَهَا عما تميلٌ إليه ما يُوحبُ
ذلك تكفير الصغائر.

كذلاف الشهادة :ف شبيا الله تكته الد لوت بما يحصّل بحا من الألم» وترفعٌ الدرحات بما اقترن
بما من الأعمال الصالحة بالقلب والبدن» فتبيّن بهذا أنَّ بعض الأعمال يجتمع فيها ما يُوحبُ
رفع الدرحات وتكفير السيئات من جهتين» ولا يكونٌ بينهما منافاة» وهذا ثابت في الذّنوب
الصّغائر بلا ريب» وأمّا الكبائر» فقد تُكَمّر بالشّهادة مع حصول الأحر للشّهيدء لكن
الشهيد ذو الخطايا في رابع درجة من درجات الشهداء, كذا رُوي عن النَّهمِ - صلى الله عليه

١

وسلم - من حديث فضالة بن عُبيد خيّحه الإمام أحمد والترمذي.11

7 أخرحه: الطيالسي (؟١5١)‏ و )55١5(‏ وأحمد 557/٠‏ والبخاري ١١9/١‏ (لالا54) و١/57١1‏ 547)
و5/9م »)5١١9(‏ ومسلم ١١8/9‏ (549) (577؟)» وأبو داود (555)» وابن ماجه )١81١(‏ و (1/174) والترمذي
505)» وابن حبان (47 »)٠١‏ والبيهقي 51/9» والبغوي )41١(‏ من حديث أبي هريرة مرفوعاً.

١‏ سبق تخريجه.

8 أخرحه: أحمد 5١/١‏ و319, والترمذي »)١51515(‏ وقال: ((هذا حديث حسن غريب)) عن فضالة بن عبيد»
قال: معت عمر بن الخطاب يقول: معت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول» وفيه: ((... ورجل مؤمن أسرف
على نفسه لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك من الدرجة الرابعة)).

وأخرحه: الطيالسي (55) و »)١١:(‏ وعبد بن حميد (717)» والبزار (57 5)» وأبو يعلى (557)» والطبراني في

الأوسط 5579) عن فضالة بن عبيد» عن عمر بن الخطاب» به.

مسألة مغفرة الذنوب ببعض الأعمال مع توفير أجرها وثوابها.
وأما مغفرة الذنوب ببعض الأعمال مع توفير أجرها وثوايماء فقد دل عليه الأحاديتُ
الصحيحة في الذكر وقد قيل: إِنَّ تلك السيئات يُكتب حسنات أيضاًء كما في حديث أبي

عب و

مالك الأشعري الذي سبق ذكره'”* 2 وذكرنا أيضاً عن بعض السّلف أنه بمحى بإزاء السيئة

ع

الواحدة ضعفٌ واحد من أضعاف ثواب الحسنة» وتبقى له تسع حسنات'"٠.‏ والظاهر أنَّ

هذا مختصصٌّ بالصغائر.

وأما في الآخرة» وار بين الحمسنات والسيئات» ويقصة بعضّها من بعض» فمن رحجحت
حسناثه على سيئاته» فقد نحاء ودخل الحنّة» وسواء في هذا الصغائر والكبائر» وهكذا من
كانت له حسنات وعليه مظالمء فاستوق المظلومون حقوقهم من حسناته» وبقى له جسن

دخل كما الجنة.

قال ابن مسعود: إِنْ كان ولياً لله ففضل له مثقال ذيِ ضاعفها الله لهُ حي يدل اللحنة» وان
كان شقياً قال الملك: رب قَيِيثْ حسناته وبقي له طالبون كثير» قال: خُذوا من سيئاتهم

فأضعفوها إلى سيئاته» ثم صُكُوا له صكاً إلى النار. حكحه ابرق أ حاتم وغيزة. لس

واعت

والمرادُ أنَّ تفضيل مثقالٍ ذَيّةَ مِنَ الحسنات إِنما هو بفضل الله-عز وجل-» لمضاعفته لحسنات
المؤمن وبركته فيهاء وهكذا حال مَنْ كانت له حسناتٌ وسيئات» وأراد الله بحمته» فضل له

و2

من حسناته ما يُدَخِلّه به الجن وَكُلّه من فضل الله ورحمته, فإنّه لا يدل أحدّ الحنّةَ إلا

بفضل الله ورحمته. ٠١17"‏

سبق تخريجه.

0 هو ابن مسعود-رضي الله عنه-. انظر: المصنف لابن أبي شيبة 407 5).

أخرحه: ابن أبي حاتم في "تفسيره " «/ هدق (ه8ه؟).

٠8‏ أخرحه: أحمد 5.0/9 و5034 من حديث أبي هريرة: أنَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: ((لا يدحل
أحد منكم بعمله الجنة)) قيل: ولا أنت يا رسول اللّه؟ قال: ولا أناء إلا أن يتغمدي الله برحمة منه وفضل)).

وخرّج أبو نعيم بإسنادٍ ضعيفٍ عن علىٌ مرفوعاً: ((أوحى الله إلى ني من أنبياء بني إسرائيل:
قل لأهل طاعتي من أمتك: لا يَتكلوا على أعمالهم, فإنٍّ لذ أقامة عبداً المساب يوم القيامة
أشاء أنْ أَعَذَّبهِ إلا عذبئه» وقل لأهل معصيتي من أمتك: لا يُلقوا بأيديهم» فإني أغفرٌ الأذنب

العظيم ولا الم ا معي ان هنا قر النّىخ#-صكى الله عليه وسلم-في الحديث
الصحيح: ((مَنْ نُوقِشَ الجساب 3 وف رواية: ((هلك)) *"''» والله أعلم.

2

المسألة الثانية: أنَّ الصغائر هل تحب 0 منها كالكبائر أم لا؟ لأَتا تقع مكفرةٌ باحتناب
الكتائر»: لقوله تغالى +[ إن نيوا كبارد ما ده لوو عن لك 1 1 1

مُدْخَلاً كرا [النساء: .]١‏
هذا مما احتلف الناس فيه.

القول الأول: فمنهم من أوجحب التوبة منهاء وهو قول أصحابنا وغيرهم من الفقهاء
والمتكلمين وغيرهم.

وقد أمر الله بالتوبة عَقيت ذكر الصغائر والكبائرء فقال تعالى: [كُلْ للْمُؤْمِنِينَ يَعْنُوا مِنْ

أبصَارهِمْ وَيِْمَظُوا فرُوحَهُمْ ذَلِكَ أركى طم إِنَّ الله خيرر يما يَصْتَعُونَ وف للْمُؤْمَِاتِ يَخْضْضْنَ

مِنْ أَبْصَارهِنٌ وَيْمَظْنَ فُرُوحَهُنَ إلى قوله: [وَتُوبُوا إلى الله جبيعاً أَيُهَا الْمُؤْمِئُونَ َعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ] [ النور: .]831-1٠.‏

وأمر بالتوبة من الصّغائر بخصوصها في قوله تعالى: [يَا أَيّهَا الْذِينَ آمَنُوا لا يَسْكَرْ قَوْمٌ مِنْ

َوْم عَسَى أَنْ يَكُونُوا حيرا مِنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنّ يرا مِنْهُنَ ولا تَلْرُوا

5 أخرحه: أبو نعيم في "الحلية" 5/ 2١55‏ وف إسناده عبد الأعلى بن عامر ضعفه أحمد وأبو زرعة. انظر: تحذيب
الكمال 4/4 *م«- همع" 510779 8)» وميزان الاعتدال ؟/ .7ه.

أحرحه: عبد الله بن المبارك في "الزهد" )١91(‏ و )١819(‏ وأحمد 5//ا؛ و١9‏ و84١٠‏ و١١‏ و05٠5‏ والبخاري
ذإلام وال وتلا 5 159 4) وزل/ة؟١‏ (55ه0) و (لاكدتي ومسلم ١5/4‏ (58105) (9ل) و
(8)» وأبو داود »)3١97(‏ والترمذي (38710), والنسائي في "الكبرى" .)١١535(‏ وابن حبان (779) و
4077070 والطبراني في "الأوسط" (8535)» والقضاعي في "مسند الشهاب" (/37)» والبيهقي في "شعب الإيمان"
(579)» والبغوي (4715) وفي "التفسير"؛ له 7١9-77/./0‏ من طرق عن عائشة رضي الله عنهاء بده/ا١٠‏ .

و

ع 3

نفُسَكُمْ ولا تنَائُوا لقاب يفن الاسم الْفُسُوقٌ بغ الإِمانٍ ون 1 ينْبْ فَأولِكَ هم

الظَالِمُونَ 1 [ الحجرات: .]١١‏

القول الغاني: ومن النّاس من ل يُوحب التوبة منهاء وحكي عن طائفة من المعتزلة.

القول الثالث: ومن المتأخرين من قال: يحب أحد أمرين:

إِمّا التوبة منها.

أو الإتيانٌ ببعض المكقرات للذنوب من الحسنات.

وحكى ابن عطية 58 الله 0 الفاكة تكفير | 3 خائر بامتثالٍ الفرائنض واجتناب الكبائر
قولين:

أحدهما: -وحكاه عن جماعة من الفقهاء وأهل الحديث-: أنه يُقطع بتكفيرها بذلك قطعاً
لظاهر الآاية والحديث.

والغاني: -وحكاه عن الأصوليين-: أنه لا يُقطع بذلكء بل حمل على غلبة الظنٌ وقوٌة
الرحاء» وهو في مشيئة الله-عز وجل-» إذ لو قطع بتكفيرها لكانتٍ الصّغائرُ في حكم المباح
الذي لا تَبِعَةَ فيه» وذلك نقضٌ لِعُرى الشريعة.

قلت: قد يقال: لا يُقطع بتكفيرها؛ لأنَّ أحاديث التُكفير المطلقة بالأعمال جاءت مقيّدة
بتحسين العمل» كما ورد ذلك في الوضوء والصّلاة» وحينئدٍ فلا يتحقّق وحودُ حسن العمل
الذي يوجب التّكفير» وعلى هذا الاحتلاف الذي ذكره ابن عطية ينبنى الاحتلافٌ في وجحوب
التوبة من الصغائر.

وقد خيّج ابن حرير من رواية الحسن: أنَّ قوماً أتوا عمر» فقالوا: نرى أشياءً من كتاب الله لا
يُعْمَكْ بماء فقال لرحل منهم: أقرأت القرآن كُلّه؟ قال: نعم؛ قال: فهل أحصيته في نفسك؟
قال: اللهمٌ لاء قال: فهل أحصيته في بصرك؟ فهل أحصيته في لفظك؟ هل أحصيته كك

5 تفسير ابن عطية 85/4.

ثم تتبّعهم حقٌّ أتى على آخرهم, ثم قال: تكلّت عمرّ أمّه أتكلفونه أَنْ يُقِيمَ على النّاس
كتاب الله؟ قد علم ريّنا أنه سيكون لنا سيعات ١"‏ قال: وتلا [ إِنْ جحتَبوا كابر مَا كُنْهَوْنَ

عَنْهُ قر عَنَكُمْ سَيْقَاتَكُمْ وَتُدْحِلْكُمْ مُدْحَلاً كرعاً) [النساء الآية ١؟].‏

وبإسناده عن أنس بن مالك: أنه قال: لم أرَ مثل الذي بلغنا عن ريّنا تعالى» ثم لم غَحْيْجْ له
عن كلٌ أهلٍ ومالء ثم سكتء ثم قال: الم ا ١‏
عمّا دونَ الكبائر» فمالنا ولهاء ثم تلا: [إِنْ جَحَِْبُوا كبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عنة تُكمد ء: اكه
وَتُدّحلَكُةْ مُدْحَلهٌ كرعاً] . وخبّحه البزار 2 ل" د والموقوف أب 6

وقد وصف الله المحسنينَ باحتئاب الكبائر قال تعالى: [ وَيَخْرِيَ الّذِينَ أَحْسَئُوا بالحشئ الَّذِينَ
يتَبُونَ كَبَائِرَ الأنم وَالْمَوَاحِشَ إلا اللّمَمَ إِنَّ رَكَكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَة) [النجم: 1*-؟"]

وف تفسير اللمم قولان للسّلف:

أحدهما: أنه مقدمات الفواحش كاللمس والقبلة""''؛ وعن ابن عباس: هو ما دُونَ الحدٌ من

وعيك الأ عر والنار ومن الفا

.)781١79 أخحرجه: الطبري في "تفسيره"‎ ٠١

الرواية الموقوفة أخرجها: البزار كما في "كشف الأستار" »)57٠٠(‏ والطبري في "تفسيره" (5 2)11١‏ وطبعة
التتكي 555/5.

048 أخرحه: أحمد 5/9لا”ء والبخاري 1/8" (575373) وز/”ه١‏ (5517). ومسلم 6/١اه )5١01(‏ (50)»
وأبو داود »)5١57(‏ وابن حبان »)557١(‏ والبيهقي 83/37 و١١2187/1‏ والبغوي (5) من طرق عن ابن عباس
قال: ما رأيت شيئاً أشبه باللمم ثما قال أبو هريرة عن اللي#-ضائ الله عليه وسلم-: ((إنّ الله كتب على ابن آدم حظه

من الزق» أدرك ذلك لا محالة» فزق العينين النظرء وزى اللسان المنطق» والنفس تمنى وتشتهي» والفرج يصدق ذلك
ويكذبه)). اللفظ للبخاري؛ قال النووي في "شرح صحيح مسلم: 8/ ١ه.‏ (55517) (( ... إن اجتناب الكبائر
يسقط الصغائر وهي اللمم وفسره ابن عباس بما في هذا الحديث من النظر واللمس ونحوهما وهو كما قال: هذا هو
الصحيح في تفسير اللمم)).

.)551؟1١8( أخرحه: الطبري في "تفسيره"‎ ٠

والغاني: أنه الإلمامُ بشيء من الفواحش والكبائر مرّةٌ واحدةٌ ثم يتوب منه 0٠٠“‏ وروي عن
ابن عباس وأبي هريرة» وروي عنه مرفوعاً بالك في رفعه» قال: اللمة من الزق ثم يتوب فلا
يعود واللمة من شرب الخمر» ثم يتوب فلا يعود. واللمة من السرقة» ثم يتوب فلا يعود اد
ومن فسّر الآية بحذا قال: لابدٌّ أنْ يتوب منه بخلاف مَنْ فسّره بالمقدّمات» فإنّه لم يشترط

لوبة.

ُ

والظاهدٌ أنَّ القولين صحيحان. وأنَّ كليهما مرادٌ من الآية» وحينئذٍ فالمحسنٌ: هو من لا يأ
بكبيرة إلا نادراً ثم يتوبُ منهاء ومن إذا أتى بصغيرةٍ كانت مغمورةً في حسنته المكفرة لحاء
ولابدٌّ أنْ لا يكون مُصِراً عليهاء كما قال تعالى: [15 يُصِرُوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ] [
الرغباق: 18 ].
وروي عن ابن عباس أنه قال: لا صّغيرة مع الإصرار» ولا كبيرة مع الاستغفار» وروي مرفوعاً
من وجوو ضعيفة. "14 '
وإذا صارت الصغائر كبائر بالمداومة عليهاء فلا بُدَّ للمحسنين من احتناب المداومة على
الصغائر حتى يكونوا بحتنبين لكبائر الإثم والفواحشء وقال الله-عز وجل-: [ْوَمَا عِنْدَ الله
عَيْرٌ وََبْقّى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَججِمْ يَتَوَكُلُونَ وَانَّذِينَ يْتَيبُونَ كَبَائِرَ الثم وَالْمَوَاحِشَ وَإذَا مَا
عَضِبُوا هُمْ يَعِْرُونَ وَالَِّينَ اسْتَحَابُوا لِركِمْ وقامُوا الصّلاة وَأَميهُمْ شرو 0 وين رَرفْنَاهُمْ
نْقِقُونَ والَّذِينَ إِذَا أصَابَهُمْ الْبَهْنْ هُمْ يَنْتَصِرُونَ وَجَرَاهُ سَبْعَةِ سَيَقةٌ مِدلْهَا فَمَنْ عَمَا وَأُصْلّحَ
َأَجْرْه عَلَى الله إِنّهُ لا يب الظَالِمِينَ) [الشورى: ١-95‏ 4].

فهذه الآيات تضكئنت وصف لمؤمنين بقيامهم بما أوحب الله عليهم مِنَ الإبمان والتوكل»

وإقام الصّلاةء والإنفاق مما رزقهمُ اللهء والاستجابة لله في جميع طاعاته» ومع هذا فهم محتنبون

0 أأخرحه: الطبري في "تفسيره" (0؟55) و )5575١١(‏ و 505179 5) والحاكم ؟/179.

أخرحجه: الطبري في "تفسيره" (09؟55)".

.)857( أخرحه: القضاعي في "مسند الشهاب"‎ ١

كيائة: الإثم والفواحش» فهذا هو تحقيقٌ التقوى» ووصفهم 2 معاملتهم للخلق بالمغفرة عند
الغضب» وندبهم إلى العفو والإصلاح.

وأمَا قوله: [ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَمْعْ هُمْ يَنْتَصِرُونَ )1 فليس منافياً للعفو, فإنَّ الاتتصار
يكون بإظهار القُدرة على الانتقام» ثم يقعٌ العفوُ بعد ذلك» فيكون أت وأكمل. قال التّحعيٌ
ني هذه الآية: كانوا يكرهون أن يُستذلواء فإذا قَدَرُوا عَمَوا 8*4

في هذه الآية: كانوا يكرهون أن يُستذلواء فإذا قَدَرُوا عَمَوا. *4''

ذقاك مقافك: كانوا يكهوة للنودق أن زذل تشامةه قمع علاعليه التاق 318 ل واللوير” إذا
بُغي عليه» يُظهر القدرة على الانتقام» ثم يعفو بعد ذلكء وقد جرى مثل هذا لكثير من

١ك‎

الستّلف» منهم: قتادة وغيزه
فهذه الآياث تتصمن جميع ما ذكره الئّكُ-صلى الله عليه وسلم-قي وصيته لمعاذ فَإِعا
تضمنت أصولَ حصال التّقوى بفعل الواحبات» والانتهاء عن كبائر امات ومعاملة الخلق
بالإاحسان والعفو, وَلازِمُ هذا كم إِنْ وقع منهم شي من الثم من غير الكبائر والفواحش»
يكونُ مغموراً بخصال التّقوى المقتضية لتكفيرها ومحوها.

وأما الآياث التي في سورة آل عمران» فوَصّفَ فيها المتقين بالإحسّان إلى الخلق» وبالاستغفار
من الفواحش وظلم النفس» وعدم الإصرر على ذلكء وهذا هو الأكملء وهو إحداثٌ
النونة والامنعففاز عزينة 15 تنج الذنوت نتهيرا كان أو كبيراء كنا ذو أن سول
الله-صلى الله عليه وسلم-وصّى بذلك معاذاً وقد ذكرناه فيما سبق.

ونا بسطنا القولّ في هذا؛ لأنَّ حاحةً الخلق إليه شديدة؛ وكك أحد يحتاج إلى معرفة هذاء ثم

إلى العمل بمقتضاه. واللّه الموفق والمعين"87١١.‏

4 أنخرحه: ابن أبي حاتم في "تفسيره" »)١84/57(‏ والطبري في "تفسيره" (731175-0).
٠5‏ أخرجه: عبد بن حميد كما في "الدر المنثور" 5/ 270 من قول إبراهيم النخعي.
5 انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم ؟/5140.

.595-ه-.01١ جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل ؟/‎ ١٠١7

المتن

قال المصنف-رحمه الله تعالى-:

5-"وَمن لقيه مصرا غير تائب من الذّنُوبٍ الَّتِي استؤجب بها الْعقُوَة فقأمره إِلَى الله
إن شَاءَ عذبه وَإِن شَاءَ غفر لَه".

الخوج

قول المصنف: "الذنُوب التي استؤجب بها الْعقُوبَة"

يشير بذلك إلى كبائر الذنوب؛ ومعلوم أن الذنوب دون الشرك على كثرتما تنحصر في
قسمين: كبائر» وصغائر؛ يقول تعالى في محكم التنزيل: [إِنْ يُتبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكفْرْ
عَنكةْ ارك وَتُدُحِلكُةْ مُدْحَلَا كرا [النساء: »]١‏ وتفسيره: "إذا احتنبتم كبائر الآثام
ال فيكم عنها كفزنا عدكم ضعائر الذنوت» وأدعتلداكه ابلييو/ 1387

التعريف اللغوي:

الكبائر: جمع كبيرة» والكبيرة في اللغة تعني: الشيء العظيم» وتقول: أَكُبَت الشيء أي
استعظمته؛ والتكبير: التعظيم؛ ومنه قوله تعالى :98 ار م » [يوسف: ١"]ء‏
أي: أعظمنه؛ على قول أكثر المفسرين**''؛ فالمقص ود بالكبائر إِذَا: الذنوب العظام.
التعريف الشرعي:

تنوعت أقوال علماء أهل السنة والجماعة في تعريف الكبيرة» ومن أوعبها وأبعدها عن
الاعتراض ما عرفها به شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقال: "الكبائر: هي ما فيها حد في الدنيا أو
في الآخرة: كالزناء والسرقة» والقذف, التى فيها حدود في الدنيا.

.)707١ /9( تفسير ابن كثير‎ ٠١

8 انظر: لسان العرب »)١/١7(‏ وتفسير الطبري »)5١ 5/١57١‏ وتفسير ابن كثير (4/1//57).

وكالذنوب التى فيها حدود في الآخرة وهو الوعيد الخاص: مثل الذنب الذي فيه غضب الله
ولعنته» أو جهنم) ومنع الجنة: كالس حر واليمين الغموس» والفرار من النحف» وعقوق
الوالدين» وشهادة الزور» وشرب ال خمر ونحو ذلك.

هكذا روي عن ابن عباس» وسفيان بن عيينة» وأحمد بن حنبل» وغيرهم من العلماء" ١١5‏

وقد اتفق جمهور الناس على انقسام الذنوب إلى كبائر وصغائر» ثم اختلفوا في الكبائر بعد
ذلك: هل لها عدد يحصرها أم لاء على قولين'؟'١:‏

الأول: قول الذين ذهبوا إلى القول بحصرها ف عدد محدد؛ وهؤلاء اختلفوا في عددها:

فقيل: هي أربعة'*''» وقيل: سبعة» وقيل: تسعة» وقيل: هي إحدى عشرة؛ وروي عن ابن
عباس-رضي الله عنهما- أنه قال: "هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع”” ''» وقيل: هي
سبعمائة؟* ' '» وقيل غير ذلك؛ والصحيح أنه لا دليل من الكتاب والسنة يفيد الحصر.
الثاني: قول الذين لم يحصرهءها بعدد معين» وهؤلاء اختلفوا في حدّهاء وي الضابط الذي
يفرقون به بين الكبيرة والصغيرة على أقوال منها:

أولاً :أن الكبائر هي كل ما اتفقت جميعٌ الشرائع على تحرعه» وما كان تحرعه في شريعة دون
شريعة فهو صغيرة”7''» وهذا يرد عليه أن التزوج ببعض امحارم» أو المحرمات بالرضاعة ليس
من الكبائر» إذ لم تتفق على تحرهه كل الشرائع» كما أن "الفرق بين ما اتفقت عليه الشرائع
واختلفت لا يُعلم إن لم يمكن وحودٌ عالم بتلك الشرائع على وجههاء وهذا غير معلوم لنا"

1

مجموع الفتاوى .)15//١١(‏

0١‏ انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي »)٠١ 45-١١*5(‏ واللجواب الكافي لابن القيم ص
1

5 انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (؟975١).‏

»١91١1( أخرحجه الطبري في التفسير (51/5 )» واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة‎ ٠١
.)١14

4 انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .)١319(‏

انظر: الجواب الكاقي ص 788.

65 مجموع الفتاوى .)155/١1١(‏

ثانيًا :أن كل ما عصى الله به فهو من الكبائر» وهذا القول مروي عن ابن عباس رضى الله
ارتكابماء فأما الفرقٌ بين الصغائر والكبائر فلا بد منه في أحكام الدنيا والآخرة على ما جاء
نه الكداب وال 1

ثالنًا :أن الذنوب كلها بالنسبة إلى الجراءة على الله والتوتّب على حقه والاستهانة به تعدٌ من
الكبائر"* ' '» وهذا يقتضي أن الذنوب لا تنقسم في نفسها إلى صغائر وكبائر» وهو فاسد؛
لأنه حلاف النصوصء كما أن هذا الحدٌ لا يمكن من خلاله التفريقٌ بين الكبائر والصغائر.
رابعًا :أن الكبائر ذنوب العَمْدء والصغائر هى: الخطأ. والنسيان, وما أكره عليه» وحديث
النفس؛ قال ابن القيم: "هذا من أضعف الأقوال طردًا وعكسا؛ فإن الخطأ والنسيان والإكراه
لا يدحل نحت جنس المعاصي حتى يكون أحد قسميهاء والعمد نوعان: نوع كبائرء ونوع
صغائر ١٠١١."‏

خامسًا :الكبائر ذنوب المستحلين مثل ذنب إبليس» والصغائر ذنوب المستغفرين مثل ذنب
آدم وهذا القول ضعيف أيضًاء لأن المستحل دنه دائر بين الكفر والتأويل» فإنه إن كان
عالما بالتحريم فكافر» وإِن لم يكن عالما به فمتأول أو مقلد» وأما المستغفر فإن استغفاره
الكامل بمحو كبائره وصغائره» فلا كبيرة مع استغفار". ١١١١‏

سادسًا: أن الكبائر الشرك وما يؤدي إليه» والصغائر ما عدا الشرك من ذنوب أهل التوحيدء
واحتج أصحاب هذه المقالة بقوله تعالى :99 إِنَّ اللّهَ لآ يَغْفِرْ أن يُشْرَكَ به وَيَغْفِرُ مَا دُونَ دَلِكَ
لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكُ باللَّهِ فَقَدِ افتَرَى إِتمَا عَظِيمًا 4 ]النساء: 48]» وبقوله - صلى الله
عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه - عز وجل -: ((ومن لقِيّني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك
بي شيئًاء لَقِيثُه بمثلها مغفرةً))1١١20‏ ولا حجة لهم 2 الآية؛ لأن غايتها التفريق بين اللقيشرك

07 شعب الإيمان للبيهقي (557)» وانظر: مدارج السالكين (١/1؟5).‏
4 شعب الإيمان /١(‏ 079 7).

8 انظر: الجواب الكاقي ص 7895.

٠‏ ملدارج السالكين (1/؟5).

١‏ ملدارج السالكين (1/؟5).

5 أخرجه مسلم )١10(‏ من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.

وغيره» إذ إن الشرك لا يغفر إلا بالتوبة منه» وأما ما دون الشرك فهو موكول إلى المشيئة»
ولكنها لا تدل على أن كل ما دون الشرك فهو صغيرة في نفسه.

قول أهل السنة في مسألة مرتكب الكبيرة:
يتمثل موقف السلف من مرتكب الكبيرة في تنزيل آيات الكتاب منازلهاء وإعمال سنة النبي-
صلى الله عليه وسلم-في مواضعها؛ وجماع ذلك في قوله تعالى: [إِنَّ اللّه لا يَغْفِرْ أَنْ يُشْرَكَ به
وَيَغْفْرٌ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكَ باللّهِ فَقَدِ افَْرَى إِثْنَا عَظِيمًا [النساء: 48].
والمراد من الآية: في قوله: ١لا‏ يَعْفِدْ أَنْ يُشْرَكَ به] أي أن الله تعالى لا يغفر لمشرك مات على
شركه.

وف قوله تعالى: إلِمَنْ يَشَاءُ] نعمة عظيمة من وجهين:

أحدهما :أنتما تقتضي أن كل ميّت على ذنب دون الشرك لا يقطع عليه بالعذاب» وإن مات
والثاني :أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين» وهو أن يكونوا على خحوف وطمع"”١١١‏
فمن لقي الله بالكبائر دون توبة: فهو في مشيئة الله إن شاء عذبه» وإن شاء غفر له؛ لقول
الله تعالى* إن الله لا يَمْفَة أَنْ شرك به وَيَعْفِدْ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يشاء) [النساء الآية:
8ع].

قال ابن جرير الطبري رحمه الله: "وقد أبانت هذه | 0
إن شاء عفا عنه» وإن شاء عاقبه عليه» ما لم تكن كبيرته شرَكًا

لل

وظواهر الأدلة الشرعية تقرر أن الذين يدخحلون الجنة بغير ‏ حساب ولا عذاب هم السابقون

ومن ذلك: ما روى أحمد عَنْ أبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه قَالَ: سيمغث رَسُولَ اللو صَلَى
لله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ الله عَرّ وَحَكَ: ( ثم أَوْرَئّا الكتاب الَّذِينَ اص طمَيْنَا مِنْ

.)41١8 /١( زاد المسير‎ ١٠١
45٠ / /( "تفسير الطبري"‎

عِبَادِنَا قَمْنْهُمْ ظاخ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُفْتَصِدٌ وَمْهُْ سَابقٌ بِالْمَيَرَاتِ بِإِذْنِ الله1 [فاطر
020 َأَكَا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالحيراتٍ فَأُولَيِكَ الّذِينَ يَدْعْلُونَ الخَنَّهَ بعَيْرِ جسَاب»
وكا الذي اتتوت وا فأرلرلك ستو بحهانا تسواء وكا الّذِينَ ظَلَمُوا أَلْفُسَهُةْ
ا لين ُحَاسَبُونَ في طُولٍ الْمَخشّره م هُمْ الَّذِينَ تَلَاقَاهُمْ الله يمي قَهُمْ
لقوق يُتُولون»:[ الحقة لله الي اذهيت: ع0 للخوة إن ينا لعفو #تسكوة 11 إفاطر

الآية 00 ِل قَوْلِهِ : (لْعُوبٌ) [فاطر الآية:ه].

وعن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه قال في تفسور الآية: "هم أمة
محمد صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلّمه ورثهم الله كل كتاب أنزله؛ فظالمهم يغفر له» ومقتصدهم
يحاسب حسابًا يسيراء وسابقهم يدحل الحنة بغير حساب””'''

" وعن أَبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "هذه الأمة ثلاثة أثلاث
يوم القيامة؛ ثلث يدخلون الجنة بغير ‏ حساب» وثلث يحاسبون حسابًا يسيراء وثلث
يجيئون بذنوب عظام حتى يقول: ما هؤلاء؟ وهو أعلم تبارك وتعالى» فتقول الملائكة:
هؤلاء جاءوا بذنوب عظام, إلا أتهم لم يشركوا بكء فيقول الرب: أدحلوا هؤلاء في
سعة رحمتي» وتلا عبد الله هذه الآية: [ م أَوْرنْنَا الاب الّذِينَ اص طمَيْنَا مِنْ
٠٠1.)‏

وف الحديث عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: ((بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا
تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا
تعصوا ف معروف فمن وق منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب
في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا
عنه وإن شاء عاقبه قال فبايعناه على ذلك))7١١١‏

١٠١ /‏ رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري

وف الصحيحين من حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إما من
عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زى وإن سرق قال
وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زى وإن سرق قلت وإن زى وإن
سرق قال وإن زى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر وكان أبو ذر إذا حدث بمذا قال
وإن رغم أنف أبي ذر)).
فدلت هذه الأحاديث على أن مرتكب الكبيرة تحت المشيئة إن شاء الله عز وجل
عفا عنه» وإن شاء عذبه؛ لكن آخر أمره إلى الجنة» ولو كان يكفر بكبيرته لكان من
أهل النار حالداً فيها مخلداً.

فصاحب الكبيرة إذا لقي الله جما من غير توبة» فهو ظالم لنفسه؛ وهذا يحاسب»
ويوازن بين حسناته وسيئاته» فإن رححت سيئاته» كان من أهل النار» إلا أن يعفو
الله عنه.

وقد يحاسب حسابا يسيراء فيقرره الله بذنوبه» ثم يعفو عنه.
وقد تعددت مذاهب الناس 2 مرتكب الكبيرة» وأشهرها ثلاثة ا طرفان ووسط-

أحدها: ذهبت المعتزلة والخوارج إلى أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار» واحتلفوا في
تسميته في الدنيا؛ فالخوارج تسميه كافرّاء والمعتزلة تجعله في منزلة بين المنزلتين
وتسميه فاسمًاء والخلاف بينهما لفظي فقط.؟١١١‏

قال ابن تيمية: "وهذا قول باطل باتفاق الصحابة رضي الله عنه أجمعين وسائر
هل ال 1ك

الثاني: ذهبت المرحئة من الشيعة والأشعرية إلى عدم الحزم بتعذيب أحد من أهل
التوحيد» وإن ارتكب كبيرة.

شرح ابن أبي العز الحنفي على الطحاوية (ص: 707).
١‏ مختصر الفتاوى المصرية و(ص: 1لا هة).

قال ابن تيمية: "وهذا أيضًا باطل» بل تواترت السنن بدخول أهل الكبائر النارء
وحروجهم منها بشفاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» وسلف الأمة وأئمتها
متفقون على ما جاءت به السئن". ١١١١‏

الثالث: وهو المذهب الحق الوسطء وبه قال أهل السنة والجماعة قاطبة» حتى
صار شعارًا ل هم» فقالوا: إن صاحب الكبيرة يستحق الوعيد المرتب على ذلك
الذنب» كما وردت بذلك النصوص الشرعية من الكتاب والسنة» وهو بذلك
إيعني: صاحب الكبيرة] لا يخرج من الإسلام, ولا يحكم عليه بالخلود في النار,
ويقولون: هو مؤمن بإمانه» فاسق بكبيرته» وهو في مشيئة الله تعالى» إن شاء الله
تعالى عذبهم بقدر معصيتهم؛ وإن شاء سبحانه عفا عنهم وغفر لمم» فكانوا بمذا
أسعد الخلق؛ حيث أعملوا النصوص في مواضعها"''''.

قال ابن تيمية رحمه الله: "فليس بين فقهاء الملة نزاع في أصحاب الذنوب إذا كانوا
مقرين باطنا وظاهرا بما جاء به الرسولء وما تواتر عنه: أنحم من أهل الوعيد» وأنه
يدحل الحنة منهم من أخبر الله ورسوله بدعوله إليهاء ولا يخلد منهم فيها أحد
ولا يكونون مرتدين مباحي الدماء"""'

وقال أيضًا: "وأما أهل السنة والجماعة» والصحابة» والتابعون لهم بإحسان» وسائر
طوائف المسلمين» من أهل الحديثء والفقهاءء وأهل الكلام» من مرجئة الفقهاءء
والكرامية» والكلابية» والأشعرية» والشيعة مرحئهم وغير مرجئهم, فيقولون: إن
الشخص الواحد قد يعذبه الله بالنار ثم يدحله الجنة» كما نطقت بذلك الأحاديث
الي

وهذا الشخص الذي له سيئات عذب بماء وله حسنات دخل بما الجنة» وله
معصية وطاعة» باتفاق هؤلاء الطوائف» ل يتنازعوا في حكمه؛ لكن تنازعوا في

اسمه: فقالت المرجحئة- + جهميتهم) وغير جهميتهم-هو: مؤمن كامل الإعان.

٠‏ مختصر الفتاوى المصرية (ص: 75 ه).
١‏ ينظر: شرح ابن أبي العز الحنفي على الطحاوية (ص: »)3٠١‏ ولوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (؟/
310).

(الإيجان)) (ص١8/؟١-85١)‏ ((الفتاوى)) (53/6/0؟)؛ وانظر منهء (ص؛ ؛ ؟١)‏ ((الفتاوى)) (5/7 ؟).

وأهل السنة والجماعة على: أنه ناقص الإيمان؛ ولولا ذلك لما عذب, كما أنه
ناقص البر والتقوى باتفاق المسلمين" ١١١١‏

ويقول ابن تيمية: "والمرجثة تقول: هو-أي مرتكب الكبيرة-: مؤمن تام الإيمان» لا
نقص في إيمانهء بل إيمانه كيهان الأنبياء والأولياء» وهذا نزاع في الاسم.
ثم تقول فقهاؤهم ما تقوله الجماعة في أهل الكبائر :فيهم من يدخل النار» وفيهم
من لا يدحل» كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة. واتفق عليه الصحابة»
والتابعون لحم بإحسان.

فهؤلاء لا ينازعون أهل السنة والحديث في حكمه في الآخرة» وإنما ينازعوتهم في
الاسم". 1

فمذهب أهل السنة والجماعة هو الوسط بين غلو الخوارج والمعتزلة» وجفاء المرحقة
وتفريطهم؛ حيث قال أهل السنة: إن مرتكب الكبيرة مؤمن بإيمانه» فاسق بكبيرته؛
لأن ارتكابه للكبيرة انتتقص من كمال إيمانه الواحب» وإن لم يقدح في أصل إيمانه.
وقالوا: إن مرتكب الكبيرة إن مات غير تائب عن كبيرته فهو في مشيئة الله إن
شاء عفا عنه وأدخله الجنة بغير عذاب» وإن شاء عدذّبه إلى حين ثم أخرجه من
النار وأدخله الحنة*''2 واتفقوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل
الكبائر» وأنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحل. ١١١١‏

قال ابن تيمية: "اتفق الصحابة والتابعون لهم بإحسانء وسائر أئمة المسلمين على
أنة لذ يخلذءق النان اتن من اق قلبة معفال ذرة من مان واتقفوا أينا عل أن

نبينا يشفع فيمن يأذن الله له بالشفاعة فيه من أهل الكبائر من أمته" ١١١7‏

(الإهان)) (ص 758-07 ) ((الفتاوى)) (857/17-: 35)؛ وانظر: ((شرح الأصبهانية)) (؟//17/ه
)١"‏ ت مخلوف"؛ و «(الفتاوى)) (575-41/4/15)؛ و ((منهاج السنة)) (170/5ه-517/1).

65 ((منهاج السنة)) (584/5).

انظر: مجموع الفتاوى .)١075/5(‏

57 انظر: الرد على البكري ص7١‏ 5 .

7 مجموع الفتاوى .)١77/10(‏

فأما قولهم: إن مرتكب الكبيرة يسمى مؤمئًا لما عنده من أصل الإبمان» فيدل عليه
قولٌ الله تعالى :99 وَإن طَائمَتَانِ من الْمُؤْمِينَ اْتكَلُوا كَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ...4 إلى
قوله :#2 إََِا الْمُؤْمِنُونَ إِحْوَةٌ فَأُصَلِحُوا بَيْنَ أَعَوَيْكُمْ 4 ]الحجرات: 29 ]٠١‏
فسمى الله هؤلاء مؤمنين مع ما وقع بينهم من القتال الذي يعد من أكبر الكبائر»
وبين أتمم لم يخرحوا من الإيمان بالكلي"'١'‏ ؛ ولذلك كان الإمام مالك يقول:
"أهل الذنوب -أي الكبائر- مؤمنون مذنبون". ١١١1‏

وأما أنه ليس مؤمنًا بإطلاق» فيدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزفي الزاني
حين يزني وهو مؤمن» ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن» ولا يسرق حين
يسرق وهو مؤمنء ولا ينتهب تحبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو
مؤمن)). 777

قال محمد بن علي: "قول رسول الله صلى الله عليه وسلم-: ((لا يزني الزاني حين
يزفن وهو مؤمن» ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن...." قال: يخرج من الإبمان إلى
الإسلام؛ ولا يخرج من الإسلام البتة» فإن تاب تاب الله عليه» ورحع إليه
الإجان)). "1١١١‏

وسكئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: من أتى هذه الأربعة أو مثلهن أو
فوقهن فهو مسلم ولا أميه مؤمناء ومن أتى دون ذلك -يريد دون الكبائر-أميه
مؤمئًا ناقص الإعان". ١١5"‏

قال ابن تيمية: "فأحمد بن حنبل لم يرد قط أنه سلب جميع الإيمان» فلم يبق معه
منه شيء كما تقوله الخوارج والمعتزلة» فإنه قد صرح في غير موضع بأن أهل الكبائر
معهم إيمان يخرجون به من النار» واحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا

انظر: مجموع الفتاوى (785/10).

8 الجامع لأبي زيد القيرواني ص77١.‏

٠‏ أنخرحه البخاري (475 :»)١‏ ومسلم (517)» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
١‏ السنة للخلال 899 »)2١٠١‏ والسنة لعبد الله بن أحمد (510).

مبمجموع الفتاوى (5/9 .)١5‏

من النار من كان ف قلبه مثقال ذرة من إيمان" ١١١"‏ وليس هذا قوله» ولا قول أحد
من أئمة أهل السنة؛ بل كلهم متفقون على أن الفساق الذين ليسوا منافقين معهم
شيء من الإيمان يخرحون به من النار» هو الفارق بينهم وبين الكفار والمنافقين»
لكن إذا كان معه بعضٌ الإيمان لم يلزم أن يدحل في الاسم المطلق الممدوح".؟"١١‏
ولكن ألا يجوز أن يقال مطلمًا: إن مرتكب الكبيرة مؤمن؟

"الصحيح التفصيل: فإذا سثل عن أحكام الدنيا كعتقه في الكفارة» قيل: هو
مؤمن؛ وكذلك إذا سئل عن دخوله في خطاب المؤمنين» وأما إذا سئل عن حكمه
في الآخرة» قيل: ليس هذا النوع من المؤمنين الموعودين بالجنة؛ بل معه إيمان يمنعه
الخلود في النار» ويدحل به الجنة بعد أن يعذب في النار إن لم يغفر الله له ذنوبه؛
ولهذا قال من قال: هو مؤمن بييمانه» فاسق بكبيرته» أو مؤمن ناقص الإيمان
اللرفين

وأما قولحم: إنه في الآخرة في مشيئة الله فيدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم:
"ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله فأمره إلى الله» إن شاء عاقبه» وإن شاء عفا
11107

وأما قولهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الكبائر» فيدل عليه قوله
صل الله عليه وسلم: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي))""٠'‏ , وغيره من
الأحاديث» وهي كثيرة مستفيضة في هذا المعنى.

قال ابن تيمية: "قد ثبت بالسنة المستفيضة المتواترة باتفاق الأمة أن النبي صلى الله
عليه وسلم الشافع المشفع, وأنه يشفع في الخلائق يوم القيامة» وأن الناس

١‏ أخرجه البخاري »)75١٠١(‏ ومسلم :»)١97(‏ من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

4 مبمجموع الفتاوى (51//7؟).

بمجموع الفتاوى (0/؟ 05298 7).

5 أخرحه البخاري »)١8(‏ ومسلم »)١1709(‏ من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه وقد تقدم تخريجه.
07 أخرحه أحمد 4))١7/8٠١(‏ وأبو داود (479)» والترمذي (575 7)» من حديث أنس بن مالك رضي الله
عنه)» وقال العجلوني في كشف الخفا :)١ 5/7١‏ صححه ابن خزيعمة وابن حبان والحاكم» وقال الترمذي: حسن صحيح
غريبء وقال البيهقي: إسناده صحيح. اه. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5 ١/17؟).‏

يستشفعون به» ويطلبون منه أن يشفع لهم ثم اتفق أهل السنة والجماعة أنه يشفع
في أهل الكبائر» وأنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد" ١١١"‏

قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله: عندما سثل عن الجمع بين قوله صلى الله
عليه وسلم في هذا الحديث: ((فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه))
متفق عليه» وبين ما تقدم من أن من ربححت سيئاته بحسناته دحل النار؟
فأجاب: لا منافاة بينهماء فإن من يشا الله أن يعفو عنه» يحاسبه الحساب اليسير
الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالعرض» وقال في صفته: ((يدنو أحدكم
من ربه عز وحل حتى يضع عليه كنفه فيقول: عملت كذا وكذاء فيقول: نعم,
ويقول: عملت كذا وكذاء فيقول: نعم. فيقرره ثم يقول: إفي سترت عليك في
الدنياء وأنا أغفرها لك اليوم)) متفق عليه.

وأما الذين يدخلون النار بذنوكهم فهم من يناقش الحمسابء وقد قال صلى الله
عليه وسلم: ((من نوقش الحساب عذب)) متفق عليه"1175 7"

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
7 -"ومن لقيه من كافر عذبه ولم يغفر ل".
اضرع
الكافر إما أن يكون:
القسم الأول: الكافر الأصلي.
القيم الدا* الرقن عن :دين الاسللام.

الرد على البكري ص ؟7١5.‏

8 "أعلام السنة المنشورة" .)١7/١(‏

المصدر: الكبائر وحكم مرتكبهاء موقع الألوكة» وموقف السلف من مرتكب الكبيرة على موقع سلف للبحوث
والدراسات على الشبكة العنكبوتية.

فالكافر الأصلي: هو من ثبت كُفيُهِ في أصل الدَّينٍ مثل اليَهودٍ والنصارى
والوثنيّين والملجدين؛ لذلك سُُوا بالكْمّارٍ الأصايّين. وقد دلت النصوص على
الح بكّفرٍ أمثالٍ هؤلاء.
فقد حصر الله الحق والنجاة في الآخرة في (الإسلام) فقط.
يقول تعالى: [وَمَنْ يَبْنَْ غَيِرَ الإشلام ديناً فَأَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الآخرة مِنَ
الْحَاسِرِينَ1 [آل عمران: 85].
ويقول تعالى: [ إِنَّ الدِينَ عِنْدَ اللّهِ الإسلام) [آل عمران: .]١9‏
قال تعالى: ( 4 يَكُنٍ الَّذِينَ كمَرُوا مِنْ أَمْلٍ الْكِتَابٍ وَالْمُشْرَكِينَ مُنْفَكينَ حَقّ
الْمَيْئَةُ1 [البينة: .]١‏
وقال تعالى: [لَمَدْ كَمَرَ الَّذِينَ فَانُوا إِنَّ الله نلِثُْ ثَلانّةِ] [المائدة: +7].
ومن أصول العقائد الإعانيّة الضرورية في دين الإسلام اعتقاد كفر من لم يدخل
في هذا الإسلام' 2١٠"‏ من اليهود والنصارى وغيرهم» وتسميته كافرا وأنه عدو
دواعي ها 1
ومن نواقض الإيمان القطعية تكفير من لم يكفر الكافر الأصليء كاليهود
والنصارى وأهل الأديان؛ لأن عدم تكفيرهم تكذيب لخبر الله وخبر رسوله في
كفرهم» ومعاندة لحكمه فيهم, ولا بجال للحديث التفصيلي عن أوجه كفر
أهل الكتاب وغيرهم.
والمرتد: والمرتد أي: الراجع» وهو الذي رحع عن دينه وكفر بعد
إسلامه ١777‏

ع

6
1١
احف‎

١‏ أي الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم في العقائد والشرائع وهو عبادة الله وحده لا شريك له
بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
85 الإبطال لنظرية الخلط ص/ 2437 وفتوى اللجنة الدائمة في (وحدة الأديان) برقم )١51575(‏ وتاريخ ه؟/١/‏

.ها١ة1‎

.)١5١ و (المفردات في غريب القرآن)) (ص‎ )١1775 انظر معاجم اللغة: (إلسان العرب)): (ج ”» ص‎ ١١

و((النهاية

ف غريب الحديث)) (ج7: ص 4 )1١‏

الردة في الاصطلاح: هي الكفر بعد الإسلام طوعا؛ إما باعتقاد» أو بفعل؛
أو بقول» أو شك. و(هي قطع الإسلام بنية كفر» أو قول كفرء أو فعل مكفر؛

١١75

سواء قاله: استهزاء» أو عناداً» أو اعتقادًا)

قال الله تعالى: [وَمَن يَدَْدِدْ منكُمْ عن دِينِه فَيَمْتْ وَهْوَ كَافِرٌ لِك حَبطث
أَعْمَاحُمْ في الدَُنَْا وَالآجرة وأَولَيِكَ أَصْحَابُْ النار هُمْ فِيهَا حَالِدُونَ) [ البقرة:
وقال البي صدى الله عليه وسلم:((من بدل دينه فاقتلوه))*"١١‏
واتفق أهل السنة والجماعة؛ بأن الردة لا تصح إلا من عاقل؛ فأما من لا عقل له؛
كالطفل؛ وابحنون» ومن زال عقله؛ بإغماء» أو نوم» أو مرضء أو شرب دواء يباح
شربه؛ فلا تصح ردته؛ ولا حكم لكلامه بغير خلاف ١١١‏ .

الردّة لها صور متعددة إذا وقعُ الإنسان المسلم في شيء منها فإنه يكون مرتدًا
هذا إذا اجتمعت فيه شروط المرتد وانتفت موانعه؛ من تلك الصور:

أُولّا: إنكاره لشيءٍ من أمورٍ الدين» فمتى ما أنكرٌ أو جحدَّ شيئاً من أمورٍ
الدين» فمن ححدَ شيئاً ما أنزله الله عز وحلء أو أنكرٌ آيةَ واحدة أو كلمةٌ واحدة

ص
4
7

من كلام الله عز وجل أو جحدٌ سنَّةٌ من السنن.

ثائيًا: الاستهزاء بأفر من أمور الدين كما لو أن إتمحانا استعهراً يسدنه مق
السنن.

ثالنًا: أو زادَ في كلام الله أو نقصّ منه.

زايعاة أو :ني :الله» أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أ سيت الناية :

انظر ((قليوبي وعميرة)) ((كتاب الردة)) (ج 4» ص 175) وهو حاشيتا الشيخين قليوبي وعميرة على شرح
حلال الدين ا حلي على منهاج الطالبين للنووي في فقه الشافعي.
رواه البخاري (5011). من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

٠م" المصدر: الإيمان حقيقته حوارمه نواقضه عند أهل السنة عبد الله بن عبد الحميد الأثري - ص‎ ١15

خامساً: أو أهان الدين أو رمى بالمصحف أو ألقاه في القاذورات.
وغير ذلك من الصور.
فالردّة قد تكون في اعتقاد وقد تكون في قول ينطقه الإنسان» أو قد تكون في
فعل فيكو مرتدا.
فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بادروا بالأعمال فتناً
كقطع الليل المظلم» يصبح الرحل مؤمناً يعسي كافراء أو يعسي مؤمناً ويصبح
كافر» يبيع دينه بعرض من الدنيا)). ١١17‏
وَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ مع النّحَ عل يَقُولَ: ((إِنَّ العبْد لَيَتَكَلَمُ
بالكلِمةٍ مَا يعي فيهَا يَزِلُ با إلى النَّارِ أبْعَدَ ينا بْنَ المشرقٍ والمغرب))..7١١‏
يقول ابن حجر في شرح الحديث: (لا يلقي لا بالًّا: أي: لا يتأمل بخاطره»
ولا يتفكر في عاقبتهاء ولا يظنٌ أكما تؤثر شيئًا). ١١9‏
وقد أخبر الله عن الكفار وأوصاف أحوالحم يوم القيامة ويمكن تلخيص ذلك في
النقاط الآنية:
أولا: يُخرجون وهم يدعون على أنفسهم بالويل؛ والثبور.
قال تعالى: «وَبّفِحَ في الصّور فَإِذَا هُم مُّنَ الْأَحْدَاثِ إِلَ رَبْجِمْ يَسِلُونَ * قَانُوا يا
وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا من مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ البَحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ» [يس: .]5١‏
ثانيًا: هوانهم. وذلهم, وحسرتهم, وخزيهم في ذلك اليوم.
والنصوص 2 بيان هذا كثيرة.

.)١١8( رواه مسلم‎ ٠7
)51417/8( صحيح البخاري:‎

((فتح الباري)) .)511/11١(‏

قال الله تعالى في ذطّم: لْوالَّدِينَ كُسَبُوأ الستيّكات جرّاء سيّئة يثْلهَا وَتَرهَقْهُمْ وَلَةٌ ما
1 ل 0 قَِطَعًا مّنَ اللَّيْلِ مُظِلِمًا أَوْلَتِكَ
صُّحَابُ الَارٍ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ © [يونس:7؟].
وفي حسرتهم: لوَائعُوا أَخَى ما أنِلَ إِليِكُم من يَبَكُم من قَبْلٍ أن يتيك
العَدّابُ بَغْتَةٌ َأثُمْ لا تَشْعْرُونَ * أن تَقُولَ نَفْسْ يَا حشربى على ما مَرَطثْ في
جنب اللَّوِ وإن كُنث لَمِنَ الشاعرين * أو تَقُولَ لَوْ أن اللّهَ هَدَان لكُنث مِنّ
قَدْ جَاءئُكَ آيَاتِ فَكَدَّبْتَ با واس كَكبَوت وَكُنت مِن الْكَافرِينَ * ]الزمر: هه-
61].
وفي خزيهم: 2 يوم القِيَامَةِ يهم وَيَقُولُ أَبْنَ شركائي الّذِينَ كُشُمْ تُشَاقُوَ
فِيهم َال الّذِين أُوتُوأ الْعِلَمَ إِنَّ الي الْيَوْمَ وَالْسُوءَ عَلَى الْكَافرِينَ؟ [النحل:7؟].
وكل ذلك من هواتحم على الله تعالى في ذلك اليوم» ومن شدة حسرتهم يتمنون أن
يكونوا ترابا: #إإِنا أَندَرْئَاكُمْ عَذَابَا قَرِيا يَوْمَ يَنَظْرُ الْمَرِكُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَمُولُ
الْكَافِرُ يا لَيْتيكُنث تثُرَابَا © [النبأ: ٠‏ ]
بل من حسرتحم يتمنوا أن يروا الذين أضلوهم؛ ليطؤوهم 0 طوَقَالَ الَّذِينَ
كَمَرُوا رََنَا نا الَدَينِ ماقا ده والإنس جَحْعَلَهُمَا نحت كت أَقْدَامئَا لِيَكُونَا من
الْأُسْمَلِينَ4 [فصلت:5١؟].‏
ومن شدّة هولحم لذلك اليوم» وما فيه من العذاب» يتمنون لو قدّموا أبنائهم,
وأزواحهم؛ وإخوانحم؛ وعشيرتهم فداء لهذا اليوم؛ من أحل أن ينجواء بل يتمنون أن
يقدموا كل ما في الأرض جميعا من أحل أن ينجوا من العذاب» ولكنّ هذا محال:
ليتِصرُوئهُ]ْ يوذ لخر ل يَفتَدِي مِنْ عَذَّابِ يَوْمِئِذٍ ييه * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيه
*وَمَصِيَتِه التي تُؤويه * وَمَن في الْأَرْضٍ حمِيعًا ثم يُنجيه 4 [المعارج: .]١ 5-1١١‏

ثالنًا: اسوداد الوجوه. وتغيرها.

ا

قال الله تعالى في وصف وجوههم: لوالَّذِينَ كسَبْوأ السَّيّمَاتِ جرّاء سَيِْتَة بِثْلِهَا

- 2 7 عه 0 5ه ريو بوه 1

امام وكام مّنَ اللَّهِ مِئْ عَاصِم كا أَغْشِيّتْ وُجْوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اليل
مُْلِمًا أَوْلَئِكَ أَصْحَابْ النَّارٍ هُمْ فِيهَا حَالِدُونَ؟ [يونس:77].

وقال: لويم الْقِيَامَةٍ تر الَذِينَ كدَبُوأ على الل ؤخومهم مُسْودَة ألْيْسَ ني حَهَنَم
وى لَلْمتكَبرِينَ4 [الزمر: 10]

وقال في تغيرها: مإوَوْجُوة يَوْمَيِذٍ بَاسِرَة» |القيامة: ؟]» أي: كالحة» كاسفة,
عابسة» وقيل: أي: تغير لونماء 00 متقاربت:

وقال: إوؤجوة يَوْمَيذٍ عَلَيْهَا عَبَردٌ * تََْقُهَا قَتَردٌ * أُوْلَيِك هم الْكَفَرهُ الْمَجَرَهُ 4
[غيش: + 4-8 ]ء والغبرة: الغياره والدعفان»والقترة *الشواد.

وحينما تدنو الشمس من الخلائق مقدار ميل؛ يختلف الناس في جريان العرق منهم
على قدر أعمالهم؛ فمنهم من يبلغ العرق إلى كعبيه» ومنهم إلى ركبتيه» ومنهم إلى
حقويه-أي: إلى جنبه-» ومنهم من يلجمهم العرق إلحاماء كما جاء في حديث
المقداد بن الأسود رضي الله عنه عند مسلم, ولا شك أن الكافر له من هذا أوفر
لمقلا والنضيب:

رابعًا: حبوط أعمالهم.

فما يقدَّمه الكافر من أعمال صالحة» كالصدقة» والعتق» وصلة الأرحام؛ والإنفاق»
ونحوها من سبل الخير لا تُعْني عنه شيئاء فالله تعالى:

شبهها بالسراب. فقال: بإْوالَّدِينَ كَمَرُوا أَعْمَاُمْ كُسَرَابٍ بقِيعَةٍ يحْسَبهُ الظَّمَآنُ
مَاء حَيٌّ إِذّا جَاءهُ 1 يحَدْهُ شَّيْنًا وَوَحَدَ الله عِندَهُ فَوَفَّهُ جِسَابَهُ وَاللّهُ سَرِيعٌ
الحِسَابٍ أ [النور: 5"].

وشبهها بالرماد, فقال: 9 مُكَل الَّذِينَ كُمَرُوا برجم أَعْمَاضُمْ كرَمَادٍ اشْمَدّتْ به التيخ
البَعِيدُ 4 [إبراهيم: .]١8‏

وسيجعلها هباءً منقوراًء فقال: وَقَدِمْنَا إل مَا عَمِلُوا ٠‏ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلنَاةُ ةُ هَبَاءِ
مَنُورًا ‏ [الفرقان: ؟].

وبيّن أنهم بأعمالهم يحسبون أتمم يحسنون صنعاء وهم في حسارة لا يقام 00 وزك
يوم القيامة» فقال: طقل هل تُتَيبْكُمْ بالْأخسَرِينَ أَعْمَالًا * الّذِينَ ضَلَ سَعْيهُمْ
لحيَاةٍ الدّنَْا وهُمْ يحْسَبُونَ أَنهُمْ يحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَهِك الِّينَ كَمَُوا بآيَاتِ ّ
وَلِقَائِهِ مَحَبِطَتْ أَعْمَافُمْ قلا نُقِِمُ لُمْ يَوْمَ م الْقَيَامَةِ وزناوك [الكيف: ١.‏ -
.]٠‏
خامسًا: فضيحتهم؛ وذلك بلعنهم على رؤوس الأشهاد, فلا يُستر عليهم.
قال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ ىَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَيِكَ يُعْرْضُون عَلَى رَيحِمْ
يول ل هؤلاء الَِّينَ كُدَبُوأ عَلَى رَجِمْ آلآ لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّلِمِنَ): [هود:
0
سادسًا: تخاصم الكفار فيما بينهم في الموقف.
وهذا التخاصم جاء على عِدَّة أنواع» منها
أ تخاصم الأتباع مع قادتهم: وسادتهم الضّلال.
قال الله تعالى في بيان ذلك: إوَأقَْلَ بَحْضْهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءنُونَ * قَالُوا
إِنَكُمْ كُهمْ تأنُوَنا عَنٍ الْيمِينٍ * قَالُوا بل ل تَكُونُوا مُؤْمِئِينَ * وَمَاكَانَ لنا
عَلِكُمَ كن شسطلطان بإ شئة وما طاغيخ * ففخو عَلينا قول ركنا إنا
َذَائِقُونَ * فَأَعْوَيْنَاكُمْ إِنَا كنا غَاوِينَ؛ه [الصافات: 17: ؟5؟].
ثم يتبراً المتَبَعُونَ من أتباعهم: (َإإِذْ كينا لدي اتبعُوأْ ” مق اليه اتنقواً وروا
العناليك ليت كم الأسْبَابُ» [البقرة:77١]»‏ فإذا رأى الأتباع هذا
ندمواء وتحسكرواء وتمنّوا أنحم لم يتبعوهم: لوَقَالَ الّذِينَ اتَبَعُوأ لو أن لَنَا كه
تتتنئاً دهم كما تتكؤوأ ما كَذَلِكَ' يهم الله أغماكة خسيرات عَلَيِهِمْ وما
هُم يخَارحِينَ مِنَ الثَارٍك [البقرة:7377١].‏
وقال في بيان ذلك أيضّا: لإوَبَرَرُوا ا الس 1
اسْتَكُبرُوا إِنا كنا لَكُمْ تَبَعًا فَهَل أنثُم مُغْنُونَ عَنّا مِنْ عَذَّابٍ الله من شَيْءٍ
قَانُوأْ َو هَدَانًا الله َدَيْنَاكُمْ سَوَاءِ عَلَيْنَا أَحَرِعْنَا أ صَبَرْنًا مَا لَنَا من

تيص [إبراهيم: ١‏ 7].

انظر: 7

وقال أيضا: بوذ يَتَحَاجُونَ في النّارِ مَيَقُولُ الضّعَمَاء لِنَّذِينَ اسْتَحبَرُوا إِنَا
كنا لَكُمْ تَبَعَا فَهَلْ أنثُم مُعُْونَ عَنَا نَصِيبًا مّنَ الثَارِ * قال التوة اكوا

نك فِيهَا إِنَّ اللّهَ قَدُ حَكّم بَيْنَ الْعِبَادٍ 4 [غافر: 417 -48].

تخاصم الكافر مع قرينه الشيطان الموكل به.

لحري سي م عرد

21

_-
مر

تَمْنَصِمُوا لدي وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيَكُم بِالْوَعِيدِ» [ق

قال ابن عباس رضي الله عنهماء ومجحاهد, وقتادة وغيرهم رحمهم الله 9 قَالَ
َرِينهُ 7 هو: الشيطان الذي َكل 0

ج- بل يتخاصم الكافر حتى مع أعضائه أشد المخاصمة؛ وذروتها.
وتأمّل هذه الخصومة» قال تعالى: ملِوَيَومَ 7 لكا الله إِلَ النَارِ مَهُمْ
يُورَعُونَ * حَتٌّ إِذَا مَا جَاؤُوهَا سَهِدَ عَلَيْهِمْ ممْعْهُمْ وَأَبْصَائَهُمْ وَجُلُودْهُمْ ينا
كاد وا لون كَكَالُوا جُلُودهِمْ ا 01
أنطق كُلَ شَيْءٍ وَهُوَ حَلَفَكُمْ أَوَلَ مره وَإِلبْهِ تُرْحَعُونَ 4: [فصّلت: :١9‏
.]"١‏
0000
هريرة ة رضي الله عنه قال: قال رسول حو ب د "يَلنَى
الْعَبَْدَ ميَقُولٌُ: أي ه 0 ينك وَأْسَوٌدْكَ وأَُؤخكء وَأُسَخْرْ لَك اليل
ته قَيفول: جلى. "قال فَيَقُول: أقطتنت أتلك
: ٍِ أَنْسَاكَ كما يني . ن يَلْقَى النانى»
1 أكينك: وَأسَوُدْكَ وَأرْؤَخخك» وَأسَ حر لَك اليل
0 0 رن وَتَرْبَع؟ فْيَقُولُ: بَلَى. أ َب "قَيَقُولُ: أقطتنت أَنّكَ
0 3 13 ذلِك. فَيَقُولُ: يَا رب آمنثُ بِكء وَبكِتابك» وَببُسُلِكَ
واي وَصْمْتُ وَتَصَدَّفْتُ) وَبُنْني بير مَا اسْتَطاعَ. ول هَهُنَا ذا"

تفسير ابن كثير على هذه الآية.

2000

قَالَّ: " م يْقَالُ لَهُ: الآن: تتَعك شاهدنا عليلك وَيَتَفَكُرٌ في نَفْسِه: مَنْ ذَا
انّذِي يَشْهَدُ عَلِ؟ فَبِْتَمْ عَلَى فِيه. وَيُمَالُ لِمَحِذِهِ وَكمِهِ وَعِظَامِه:
اُطقي. مَتَنْطقُ فَحِذَهُ وَكَمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِه. وَذلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ تفي
وَدلِكَ الْمنَافِوْء وَذِكَ الَذِي يَسْحَطُ الله عَلَيْهِ *"1".
وهذا الحوار بين هذا العبد وجوارحه عجيب؛ أضحك الئَّمعُ صلى الله عليه
وسلم ففي صحيح مسلم أيضاء من حديث 0 بن مالك-رضي الله
عنهقال: كنا عد 1 سُولٍ الله فَضَّحِكَء فَقَال: "هَل تَدرُونَ مِمَ ه أَوْحَكُ؟"
قَالّ: قُلْنَا: ام قال "نز خاو الع ولق يفول 20
أ ني من الطألم؟" كاله "يفول" قال اكيقول قن لا اجا على
ال افية 1" 508 ف فَيَقُوَلُ يفيك امَو عليك شَهِيدًا.
0 الْكَاتِبينَ 10 قَالَ: "قَيِحْتَمُ عَلَى دوعشتال لكان
الْطِقِي". قَالَ: " فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ ". قَالَ: "م كل ننه وين الكاقم "
قَالَّ: ا عدا لك وَسُحْقًا . فَعَدَك كُنْتْ ا
سابعًا: يمقتود أنفسهم.
والمقت هو: أشد البغض» فتبلغ كراهيتهم لأنفسهم في ذلك اليوم مبلعًا
عظيماء قال الله تعالى: «إإِنَّ الَّذِينَ كمَُوا يُنَادَوْنَ لَمَفْتْ اللَّهِ أَكبَرُ من
مَفتكُةْ أَنفْسَكُمْ | إِذْ تُنْعَوْنَ إل الإِمَانٍ ُتَكْفْرُونَ 4 [غافر: .]٠١‏
0 ويمقتون أنصارهم في الدنياء ويدعون عليهم بمضاعفة العذاب: 8ِيَوْمَ
وُحُوِهُهُمْ ني الّارِ يَقُولُونَ يا ليتَنَا أَطَعَْا الله وأَطَعْنَا التَسُولًا * وَقَانُوا
5 0 ا ل ا 0
الْعَدَابٍ وَالْعَنْهُمْ لَعْنَا كيرا [الأحزاب: 77: 18]» بل لشدة مقتهم لهم
يتمنون أن يتولوا ذلك» فيطؤوهم تحت أقدامهم: 9«إوَقَالَ الَّذِينَ كَمَرُوا َتنا

0١‏ رواه مسلم برقم (/597). "أي فل": أي فلان.
7( رواه مسلم برقم (5979).

ا

ِنَا الَدَينِ ونيو اق والإنس تنليه كنت انذايكا كرفا يه
الْأَسْمَلِينَ # [أفصلت:9؟].
فلا يزال حنقهم؛ ومقتهم حتى يدحلوا النار» وترتفع أصواهم, فيلعن
بعضهم بعضاء ويتمقٌ بعضهم لبعض مزيدًا من ٠‏ العذاب: قال ادْخُلُوا 3
أمم كذ حلّث ين قَبْلكُم من اين والإنس ي الثَار كُلّمَا حلت مه لعنَث
حي حٌَّ إِذَا اذَارَكُواْ فِيهًا حمِيعَا قَالَتْ أَحْرَاهُةْ لأولكهُ:ْ رَينا رَبَنَا هَؤُلاءِ أَضَلودَ
قَآيهِمْ عَدَابَا ضِغنًا مّنَ النَارٍ قَالَ لِك ضِعْفٌ وَلك. 00
[الأغرافن: رع 1

وسّْئِلَ شيخ الإسلام الى احدية وريه انه لق كاذ : هل يحاسبون يوم القيامة أم

ل

فأحَاب: هذه المسألة تنازع فيها المتأخرون من أصحاب أحمد وغيرهم.

فممن قال: إنهم لا يحاسبوند: أبو بكر عبد العزيز» وأبو لمحن التميمي»

والقاضي ابو يعلى» وغيرهم.

وممن قال: إنهم يحاسبون: أبو حفص البرمكي من أصحاب أحمد, وأبو

سليمان الدمشقى» وأبو طالب المكى.

وفصل الخطاب: أن الحساب يراد به:

7 عرض أعماههم عليهم وتوبيخهم عليها.
دارا اساي سوازية اليزتانه بالنيفاه:

فإن أريد بالحساب المعنى الأول فلا ريب أتحهم يحاسبون بمذا الاعتبار.

وإن أريد المعنى الثاني» فإن قصد بذلك أن الكفار تبقى لهم حسنات يستحقون

كما الجنة» فهذا حطأ ظاهر.

وإن أريك أنهم يتفاوتون في العقاب» فعقاب من كثرت سيئاته أعظم من عقاب من

تلك يعات ونم #انثالتضينات حدق غنه الفذاب: كه أن ابانطالي اح

5 المصدر: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار" ص 0-6٠9‏ 5.

وقال تعالى :أالَّذِينَ كُمَرُوا وَصَدُوأ عن سَبِيلٍ الله رَدْنَاهُمْ عَذَابًا قَوْقَ الْعَذَّابٍك)
وقال تعالى :إإِنَا النَسِيء زَيَادَةُ في الْكُفْرِك» والنار دَيَكَاتء فإذا كان بعض
الكفار عذابه أشد عذابًا من بعض؛ لكثرة سيئاته» وقلة حسناته كان الحمساب
لبيان مراتب العذاب؛ لا لأجل دحوم الحنة. ١١44"‏

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
وَاليَجم حق على من زنا وقد أحصن إذا اغترف أو قَامَت عَلَيّْهِ بينته وقد رجم
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ َسلم وَالْأَئِمّة الراشدون".
قول المصنف: "وَالرَجم حق على من زنا وَقد أحصن إذا اغترف أو قَامَتَ
عَلَيْهِ تينته"
ذكر الرحم إشارة إلى جميع الحدود التي تقررت في كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم» وكأن المصنف أشار إليه لأنه من الحدود النادرة الوقوع,
ولأن نفوس بعض الناس تنفر منه» وتكلم أهل الأهواء في الربحم» وجحده الخوارج
وبعض المعتزلة الذين أنكروا الرحمء بحجة أنه زيادة على القرآن وهم لا يقبلون ما
زاد عن القرآن بزعمهم» وسخر منه الفلاسفة كما سخخحروا من شرائع الأنبياء.
قال صلى الله عليه وسلم: ((إنه سكية من بعدكم قوم يكذبون بالربحمء

وبالدحال» وبالشفاعة» وبعذاب القبر» وبقوم يخرحون من النار بعدما امتحشوا))

١١.5

5 انظر: مجموع الفتاوى (5 /70).
65 مسند أحمد »)75١ /١(‏ تحقيق أحمد شاكرء وقال إسناده صحيح.

وق حديث عبادة بن الصامتء» قال عليه الصلاة والسلام: (١‏ خذوا عني)
حذوا عني قد جعل الله لحن سبيلاً: الثيب بالثيب جلد مائة والرجحم, والبكر بالبكر

١١55

جلد مائة وتغريب عام))

فالثيب يرجم بالحجارة حتى بموتء والبكر يجلد مائة جلدة ويغرب عن البلد

عاماً.

فق الحديت عن :ابن مشتعوؤ رضت 'الله.غنه قال قال وول الله صصلئ: الله
عليه وسلم: ((لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا
بإحدى ثلاث: الثيب الزاني» والنفس بالنفسء والتارك لدينه المفارق للجماعة))

)1150

وهذا الحديث قاعدة من قواعد الدين الحنيف الذي يقرر حفظ نفس المسلم
من الحلاك إلا عندما يرتكب جرهة الزنا أو القتل والردة» بأسلوب رادع

١١5 |
زاحر.‎

وقال ابن حجر الهيتمى-رحمه الله -: وهو من القواعد الخطيرة؛ لتعلقه
بأخطر الأشياء» وهو الدماء» وبيان ما يحل منها وما لا يحل» وإن الأصل فيها
الفضيينة: وو كذلاك عناة»: لكان سني على بغي قاب الروون الأنشابة الحلرقة

أ الم

3 احمين تنوم

واه سملي م0

١‏ ١انظر‏ صحيح البخاري كِتَابُ الدَّيَاتِء بَابُ فَوْلٍِ اللَّهِ نَعَالَ: [ أن النَفْسَ بِالنَفْسِ وَالعَيْنَ بالعيْنٍ وَالأنْف بِالْأَنْفٍ
وَالأَذْنَ بالأذْنٍ وَالسّنٌ بالسّنٌّ وَابتُوح قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ به فَهُوَ كا لَهُ وَمَنْ 1 يْكُمْ با أنْرَلَ اللّهُ وليك هع
الظَلِمُونَ 1 [المائدة: 4]» برقم (5807)» وصحيح مسلم كِتَابْ الْقَسَامَةِ وَالْمُحَارِبِينَ وَالْقِصَاصٍ وَالدّيَاتِء بَابُ ما
يبَاحُ به دَمُ الْمُسَْلِمء برقم »)١17077(‏ وأبو داود (5757)» والترمذي »)57/١(‏ وابن ماجه (754).؛ والنسائي
(5017)» والإمام أحمد في المسند مِنْ مُسْنَدٍ بي هَاشِم »)١3557(‏ والدارمي (57454).

.)# 4( الإلام‎ ١١ 8

.)١75( فتح المبين‎ ١489

وقوله في الحديث: «(الثيب الزاني)) وهو من تزوج ووطئ في نكاح
صحيح. وزنا بعد ذلك» سواءٌ أكان ذكرًا أم أنثى» إذا كان بالعًا عاقلا حرّاء
وعقوبته الربحمء وهو الرمي بالحجارة حىقى الموت؛ لأنه مشروع 2 حقه وقد رجم
نبي الله صلى الله عليه وسلم ماعرًا والغامدية» وكذا اليهوديين.

وقد ذكر غير واحد من علماء أهل السنة حد الرحم-في حق الزاني المحصن-
قُ عقائدهم.

ا

قال ابن بطال: "أجمع الصحابة وأئمة الأمصار على أن المحصن إذا زنا عامدًا
عالما مختارًا فعليه الرحم» ودفع ذلك الخوارج وبعض المعتزلة واعتلوا بأن الربحم لم
يذكر في القرآن» وحكاه ابن العربي عن طائفة من أهل المغرب لقيهم وهم من
بقايا الخوارج" ١17”‏ .

وقال ابن قدامة: "وجوب الرجم على الزاني الحصن رحلا كان أو امرأة» وهذا
قول عامة أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار في
جميع الأعمار» ولا نعلم فيه مخالقًا إلا الخوارج"١*'١.‏

والرحم يكون للزاني الحصنء فإذا زنا وثبتت عليه البينة بشهادة أربعة عدول
أو بإقراره على نفسه, وكان قد تزوج ولو ف العمر مرة ولو لم يكن معه زوحة,
وإذا تزوج ولو ليلة واحدة ودخل بما فإنه يسمى محصناًء فإذا زنا بعد ذلك رحم.

وإن لم يكن محصناً بأن لم يتزوج فإنه يجلد مائة جلدة ويغرب عاماً عن البلد,

قال الله تعالى: [ الرَايَةُ لزي فَاخْلِدُوا كل وَاحِدٍ مِنْهُمَا ماه جَلْدَةٍ) [النور: ؟].

فتح الباري 214/١7‏ وانظر .١ 5448/١5‏
١‏ للمغني /١7‏ 209 وانظر مجموع الفتاوى لابن تيمية /١١‏ 8189.

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
8 "ومن انْتقصّ أحدا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْه وَسلم أو بغضه بِحَدَّتْ
منة أو ذكر مساويه كَانَ مبتدعا حَتى يترحم عَلَيْهُم جَمِيعًا وَيكون قلبه لَهُم سليها".
من أصول أهل السّنّة والجماعة: سلامة قلوهم تحاه أصحاب النبي كله وذلك
لأنحم حَمَلة ميراث النبوة» فهم علماء هذه الأمة وخيرها وأبتهاء كما قال عنهم ابن
مسعود رضى الله عنه: «مّن كان منكم ما فليسان بحن قد مات؛ فِإنَّ ا حي
لا يمن عليه الفتنة. أولئفك امدانية محمد لم هذه الأمة قلوباء وأعمقها علمّاء
وأقلّها تكلمًا؛ِ قومٌ احتارهم الله لصحبة نبيّه وإقامة دينه؛ فاعرفوا لهم حقَّهم
وتمككوا بحديهم؛ فَإِتُم كانوا على المدى المستقيم». ؟١١٠‏
وقد عَلّق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على هذا الأثر؛ فقال: «وقول عبد
الله بن مسعود: «كانوا أب هذه الأمة قلوبّاء وأعمقها علمّاء وأقلها تكلمًا»: كلام
جامع, ين فيه سن قصدهم.ء ونيّاتهم ببر القلوب, وبيّن فيه كمال المعرفة» ودقتها
بعمق العلم» وبيّن فيه تيسير ذلك عليهمء وامتناعهم من القول بلا علم بقلة
التكلف... وهم أفضل الأمة الوسط الشهداء على الناس» الذين هداهم الله لما
اخثّلف فيه من الحق بإذنه» والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم؛ فليسوا من
المغضوب عليهم الذين يتبعوك أهواءهم؛ ولا من الضالين الجاهلين... بل هم
كمال العلم؛ وكمال القصد؛ إذ لو لم يكن كذلك للزم أن لا تكون هذه الأمةٌ
خيرٌ الأمم» وأن لا يكونوا خيرٌ الأمة, وكلاهما حلاف الكتاب والسّنّة.

5 أأخرجه ابن عبد البرّ في «جامع بيان العلم وفضله» (؟/ »)؛ والبغوي في «شرح السنة» /١١(‏ 65) مع
اختلاف يسير في الألفاظ.

وأيضًا فالاعتبار العقليعٌ يدل على ذلك؛ فإنَّ مَن تأل أمة محمد قل» وتأمل
أحوال اليهود والنصارى والصابئين والمحوس والمشركين-تبيّن له من فضيلة هذه
الأمة على سائر الأمم في العلم النافع والعمل الصالح ما يضيق هذا الموضع عن
بسطه.

والصحابة أكمل الأمة في ذلك بدلالة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار»
ولهذا لا تحجد أحدًا من أعيان الأمة إلا وهو معترف بفضل الصحابة عليه وعلى
أمثاله» وبحد مَن ينازع في ذلك كالرافضة من أجهل الناس. ولهذا لا يُوحد ف أئمة
الفقه الذين يُرحع إليهم رافضيء ولا في أئمة الحديث,ء ولا في أئمة الزهد والعبادة؛
ولا في الجيوش المؤيدة المنصورة حيش رافضيء ولا في الملوك الذين نصروا الإسلام
وأقاموه وجاهدوا عدوّه مَن هو رافضيء ولا في الوزراء الذين لهم سيرة محمودة مَن

1١١617

هو رافضي...»

فالله جل وعلا قد احتار هؤلاء الصفوة لصحبة نبيه كلم واحتارهم لإقامة
دينه؛ فحفظوا لنا القرآن وحفظوا سنة النبي عليه الصلاة والسّلام» وما انمحسروا في
المدينة» وَإنما جاهدوا في سبيل نشر هذا الدّين في ربوع الأرضء وانطلقوا يُبَلُغون
دين الله وقد بلغ الإسلام في عهدهم مبلعًا عظيماء حتى إن بعضهم تُوقٍ عند
أسوار القسطنطينية؛ كأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه» مع أنما لم تفتح إلا في
زمن العثمانيين.

فالصحابة فازوا بخيرية الصحبة» فكان لمم السبق في الإيمان والفضل وجلالة
القَذْره وحمل ميراث النبوة وتبليغه والجهاد في سبيله؛ فكانوا فرسانًا بالنهار رهبانًا

بالليل.

.)8١-1١/9 منهاج السنة النبوية» (؟/‎ ١١5

ولذلك أهل السنة-والحمد لله قلوبهم سليمة دائمًا من الغل أو الحقد والحسد
اه الكتحيئ والآل؟ لآق الله تجانة#رضان فقن كن اللماحرية والأتضان دمع
جاءوا بعدهم مُستغفرين لهم؛ فقال جل وعلا: [لِلمَُرَاءِ الْمهَاجِرينَ الَّذِينَ أخرجوا
مِنْ دِيَارهِمْ وََمْوَائمْ يبْتَُونَ مضلا مِنَ الل ورضْوَانًا وَيَنْصرُونَ الله 0 0
هُمْ الصّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَءوا الدّارَ والِْمَاَ مِن قَبْلِهِمْ يبُونَ مَنْ هَاجَرَ إلَيهمْ ولا
يحَدُونَ في صُدُورِِمْ حَاجةً ينا أُونُوا وَيُؤُْْونَ عَلَى أَنْفْسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بهِمْ حَصَاصَةٌ
وَمَنْ يُوقَ شح نَفْسِهِ فَأُولتِكَ 8 الْمَفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِجِمْ يَقُولُونَ
رَبنَا عفد لا ولإسْوَائَا اَِّينَ سَبَقُونَا بالِيعانٍ ولا يحْعَلْ في قُلُوينا غِلا لِذِينَ آمنُوا
ربا إِنّكَ رَهُوفٌ رَحِيمٌ] [الحشر: .]٠١‏

وكذلك قلوب أهل السنة نقية تحاه حَمَلة ميراث النبوة من العلماء الصّادقين
والدّعاة المحلصين والمقتفين للآثار النبي الأمين َل؛ لأن النبي قلع قال: «العلماء
ورثة الأنبياء» وإِنَّ الأنبياء لم يُورنُوا دينارًا ولا درمماء وَرنُوا العلم؛ فمن أَحَذَّه أَحَدّ

بح وافر» ١174.‏
وأمَا أهل الباطل فديدهم بُغض أصحاب البي ملع وئغض حملة شريعته؛ لأهم
مخالفون لهم وهم مُبغضون ناقمون على مخالفيهم حتى ولو كانوا في ذات فرقتهم؛
فقد يحكمون بكفرهم وتبديعهم وتفسيقهم؛ إذا حالفوا تمجهم ولو يسيراً.
أمَا أهل السنة فقلويهم تلهج-دائمًا- بالثناء والترضي على أصحاب الني ظَله)
يلون عزنا جاح به اكات والكة والإجماغٌ من فضائلهم ومَرَاتبهم».
ومن ذلك ما جاء في قول الله عز وجل: [ مُحَمَدٌ رَسُولُ الله وَالَِّينَ مَعَة
عَلَى الْكُمَّارٍ مناه بَِنَهُمْ تَرَاهُمْ وَكُعَا سُجَّدًا يَبتَهُْنَ فَضْلًا من الله وَرِضْوَانًا سِيمًا

في وُجُوهِهم من أَثْرِ السُجُودٍ ذَلِكَ مَكَلْهُمْ في التَؤراةِ وَمَكلّهُمْ في الْإبجيلٍ كرّزع أخر

مَعَدُ أ .

شدا

مام

10

أَخْرج

.)5١7( والترمذي (755/5)» وحسنه الألباني في «المشكاة»‎ )5514١ أخرجه أبو داود)‎ ١5

020

شَطْأَةُ فَآرَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَو: وى عَلَى سُوقِهِ يُعْحِبْ الرَُاعَ لِيَغِيظ بم الْكُمّارَ وَعَدَ
الك اللاي آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالْحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةٌ وأ جْرًا عَظِيمًا] [الفتح: 19].

وقوله جل وعلا: [ْوَالسسَابِقُونَ الأوَُونَ من الْمْهَاجِرِينَ والأنْصَارٍ وَالَّذِينَ
تَبَعُوهُمْ بإِحْسَانٍ رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ طحُمْ جَنّاتٍ جخري تَحْتَهَا الأنْهَارٌ
غالدي قيهن أيذا ذللك القوة الْعَظيم) فقد أحبر الله-تعاللى-في هذه الآية أنه
رضي عن هؤلاء رضًا مطلقاء ورتضي عمن بعدهم رضًا مقيدّاء وهو شرط اتباعهم
بإحسان؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: «فقد أبر الله العظيم أنه قد رضي عن
السسّابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسانء فيا ويل مَن
أبغضهم أو سَبَّهم أو أبغض-أو سَّبّ-بَعضهمء ولا سيما سيد الصحابة بعد
الرسول وخيرهم وأفضلهم-أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم-أبا بكر بن أب
قحافة رضي الله عنه» فإن الطائفة المحذولة من الرافضة يُعادون أفضل الصحابة
ويُبغضونحم ويسبوتهم؛ عيادًا بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقوم معكوسة
وقلوبهم منكوسة؛ فأين هؤلاء من الإبمان بالقرآن إذ يسبون من قدم الله ذكرهم
ورفع 7

ما أهل السنة فإتمم يترضون عنهمء ويُسبون مَن سَبّه الله ورسولهء ويُوالون

مَن 1 الله ويُعادون مَن يعادي الله وهم مُتَبعون لا مُبتدعون» ويّقتدون ولا
يبتدئون» ولحذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون». ١١١‏

وقوله تعالى: [ْوَمَنْ يُشَاقِقٍ اليَسُولَ مِنْ بَعْدٍ مَا تَبيّنَ لَهُ المْدَى وَيتَبِعْ غَيْرَ
سَِيلٍ الْفؤْيفن تولواها تل ولطلة نخهكة وقاهت 0 00"

تفسير ابن كثير» (54/ 7 .)7١‏

والمراد بل المؤمنين] في الآية: أصحاب النبي ظَلْةِ؛ فتوعد الله مَن اتبع غير
سبيلهم بعذاب جهنمء ووعد مُتبعهم بإحسان بالرُضوان في قوله جل وعلا:
[وَالْدِيقٌ البَعْوهُمْ بإِحِسَانٍ رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ) .

وقد شهد لحم النبي كَل بأنحم في أعلى درجات الإيمان والفضل والمنزلة» فقال:
«لا تسيُوا أصحابي» لا تسبُوا أصحابي» فوالذي نفسي بيده لو أنَّ أحدكم أنفق

١١65

نل أخق دعقاء.ها آدرة هد الملتقيى :ول تضيقه:

وهم في الفضل متفاوتون؛ فمن أنفق قبل الفتح (ضلح الحديبية) لا يستوي
مع من أنفق بعده» وكذلك المهاجرون مُقَدّمونَ على الأنصار» ويأتون في الفضل
على مراتب؛ فأهل بدر» ثم أهل بيعة الرُضوان» ثم من جاء بعدٌ.

ل قوله وَل: «لعك الله اطّلع إلى أهل بدرء فقال:
اعملوا ما شئتم» فقد وجحبت لكم الحنة-أو-فقد غفرث لكم»"*, وقال الله-
حل وعلا-عن أهل بيعة الرضوان: [لَمَدْ رَضِيَ الله عَنٍ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يبَايعُونَكَ
كت الشّجِرَةِ فَعَلِمَ مَا في فُلُوِيمْ فَأَنْرَلَ السككيئة عَلَيْهِمْ وَأَنَابَهُمْ فَنَكَا قَرِيبًا]
[الفع :]لكاو انكر تو الف تراربتمالة.

ونشهد بالجنة لمن شهد له النبي كلع منهم؛ فقد شهد ذَلْعِ للعشرة؛ فقال:
«أبو بكر في الجنة» وعمرٌ في الحنة» وعلينٌ في الجنة» وعثمان في الجنة» وطلحة في
الجنة» والزبير في الحنة» وعبد الرحمن بن عوف في الحنة» وسعد بن أبي وقاص في
الجنة» وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الحنة» وأبو عبيدة بن الجراح في
الجنة» ١١54‏

7 أخرجه البخاري (770377) من حديث أبي سعيد الخدري ف ومسلم (/455) من حديث أبي هريرة رضي الله

عنة.
١١‏ أخرجه البخاري (89/1) ومسلم )١4915(‏ من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

أخرحه أحمد في «مسنده» )١5175(‏ والترمذي (71417)» وصححه الألباني في «صحيح الترمذي» (59555).

وشهد يليه لثابت بن قيس بالحنة؛ فعن أنس بن مالك و أنه قال: «لما نزلت
هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي] [الحجرات:
؟] إلى آخر الآية» حلس ثابت بن قيس في بيته» وقال: أنا من أهل النار» واحتبس
عن النبي َل فسأل النبي قلع سعد بن معاذ» فقال: «يا أبا عمروء ما شأنُ
ثابت؟ اشتكى؟». قال سعد: إنه لجاري» وما علمتُ له بشكوىء قال: فأتاه
سعدء فذكر له قول رسول الله وإ فقال ثابت: أَنْلَت هذه الآية» ولقد علمتم
أن من أرفعكم صونًا على رسول الله ظلِهِ» فأنا من أهل النار» فذكر ذلك سعد
للنبي كَل فقال رسول الله ول: «بل هو من أهلى الونّه ٠٠5.‏

وشهد 85 لشكاشة بن حصن :رضي الله عنه أنه من الكبعين. ألما الذين
يدخلون الجنة بغير حساب. ١١١‏

وشهد ذَلْةِ لبلال بالجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي ذه قال
لبلال عند صلاة الفجر: «يا بلال» حَدَني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني
ميوت وف تعليك''١'‏ بين يدي في الجنّة!». قال: ما عملت عملا أرحى عندي:
أني لم أتطهر طهورًا-في ساعة ليل أو نمار-إِلّا صَلَّت بذلك الطهور ماكُتب لي
أن ا

وبشّر و خخديجة بنت خويلد ببيت في الحنة بن قصب لا صخحب» فيه ولا

1

8 أخرحه مسلم .)١١9(‏

أخرجه البخاري (01/57) ومسلم )١١١(‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
0١‏ أي: حركة نعليه وصوتمما في الأرض.

5 أخرحه البخاري (59 0.١١‏

أتخرجه البخاري (8819) ومسلم )١477(‏ من حديث عبد الله بن أبي أو رضي الله عنه. أخرجه البخاري

(8819) ومسلم (57 ؟١)‏ من حديث عبد الله بن أبي أوق رضي الله عنه.

١155

وقال قلع لعائشة رضي الله عنها: «أنتِ زوجتي في الدنيا والآخرة».

وشهد كع لغيرهم من الصحابة.

فككُ مَن ثبت أنَّ النبي فلع قد شهد لمم بالجنة-فإننا نشهد لهم كذلك.
فلا شك أن الصحابة لهم قدم سبقٍ في الإسلام؛ وكما قال النبي صلى الله عليه
وسلم في شأتهم: «لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه»
(2"2, فلو جاء أحد ممن بعدهم بمثل أحد ذهباً وأن لك هذا وأنفقته ما بلغت
هذا المقدار من فضلهم, ل تبلغه لا المد ولا حتى النصيف مما أعطاهم الله سبحانه
وال

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قري» ,2١59‏ فأعطاهم
الخيرية» ونحن من جاء بعدهم ليس لنا إلا أن نترضى عليهم.

ربنا ولا بعل في قلوبنا غلا للذين آمنواء فهؤلاء الذين سبقونا بالإيعان وسبقونا
بالفضل» وسبقونا بالنصرة» وسبقونا الذود عن حياض الإسلام» وكذلك هم نقلة
كنات الل ذلك كوف دلوك "لهذا قير فليم أجورنا وأعن من غيل نذا لعن
إلى يوم القيامة» وكما قال بعض السلف: "من طعن في أصحاب النبي صلى الله

١١5‏ أخخرجه ابن حبان في «صحيحه» :»)7١955(‏ من حديث عائشة رضى الله عنهاء» وص ححه الألباني قُ

.)7١ 557١ «التعليقات الحسان»‎

6 انظر صحيح البخاري كتاب المناقب» باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلاء برقم
(75307)» ومسلم كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنه» باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم؛ برقم (5141؟)»
وأبو داود (/575)» والترمذي (7871) وقال عقبه حديث حسن صحيح, وأحمد .)١١١1/9(‏

5 انظر صحيح البخاري كتاب الرقاق» باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيهاء برقم (55575)) ومسلم

كتاب فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم الذين يلوم ثم الذين يلوهم» برقم (5575)»

والترمذي (3859)» وابن ماجه (5871), وأحمد (كدره ؟).

عليه وسلم فمراده ليس أعيانهم9١"""‏ أعيانهم عند الله عز وحل قدرهم ومكانتهم
ومنزلتهم.

لكن أراد هذا الطاعن أن يطعن في النقلة ليطعن في هذا الدين» هؤلاء هم
النقلة هؤلاء هم الحفظة الذين نقلوا لك كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله
عليه وسلم» فإذا أنت طعنت في الناقل فإنما تقصد الطعن في المنقول» والمنقول ما
هو؟ كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلمء فإذا شككت في الناقل
فهذا التشكيك القصد منه التشكيك في المنقولء والمنقول هو كلام الله عز وحل
وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

من جمع هذا القرآن؟ من حفظه وقدمه لهذه الأمة؟ أليسوا هم أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم؛ فإذا شككت في عدالتهم وشككت في أمانتهم فعند ذلك
ما بقي قيمة لكتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وبالتالي فإن صاحب
السنة ليس لديه مشكلة مع القرآن» ولا مع السنة» فهو يؤمن بأن القرآن محفوظ,
وأن القرآن كامل وليس فيه نقص وليس فيه تحريف» ويعرف أن الذين نقلوا
وحفظوه عدول.

لكن عند أولئك الذين طعنوا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كل
المشكلة» فعندهم مشكلة مع القرآن فهم يرون أن فيه حذفاً» ويرون أن فيه تحريفاً
ويرون أن وفيه زيادة إلى غير ذلكء فالمشكلة مشكلتهم هم.

فكما قال قائل لما سئل» لماذا أنت تحولت من عقيدة الرافضة إلى عقيدة أهل
السنة والجماعة؟ قال: لماذا لا أتحول وقد أصبحت والحمد لله مرتاحاً للقرآن أؤمن

وأعتقد به ومطمئن بأنه كامل؛ وأن نقلته عدول» وأصبحت والحمد لله آمن على

.)45( انظر الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي صفحة‎ ١7

ديني» لأنه إذا كان أولئك لا يستحقون الحنة فعقلاً كيف أستحقهاء فإذا كان أبو
بكر وعمر لا يستحقون الحنة فكيف أنا أستحق الحنة.

فلماذا لا أكون على عقيدة أهل السنة» والحمد لله أهل السنة ما عندهم أي
إشكال مع أحد من الصحابة كلهم عدول» وكلهم على فضلء وكلهم على خير
وكلهم على منزلة وعلى مكانة؛ يترضون عليهم جميعاًء وتحد أن أسماءهمء وأسماء
آبائهم. وأسماء أبنائهم وأسماء إحواتحم» وأبناء عمومتهم تشمل جميع أسماء
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دون تفريق.

فيكسهيون بجميع أسماء الصحابة» لا نستثني منهم أحداً فكل أسمائهم مقبولة
لديهم ويفتخرون بذلك» فصاحب السنة بحمد الله تعالى ليس عنده أي غلٍ أو
حقدٍ أو تحاملٍ على أي أحد منهم بل الإقرار بالفضل والترضي والاعتراف بالقيمة
والمنزلة والمكانة التي أعطاهم الله إياهاء وكيف لا يكون ذلك والله تعالى قد ركاهم:
ونبيه صلى الله عليه وسلم قد ركاهم, ألم يقل عز وجل: [ وَالسَابِقُونَ الأَولُونَ مِنَ
الْمْهَاجِرِينَ وَالأَنصَارٍ وَالَّذِينَ انبَعْوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
) [التوبة: »]٠٠١‏ فالله رضي عنهم, [!لَمَدْ رَضِي اللَّهُ عَنٍ الْمُؤْمِدِينَ إِذْ يُبَايعُوئَكَ
تحت الشّجرّة ) [الفتح:8١].‏

قال الإمام الشعبي: «ولليهود والنصارى فضيلةٌ على الرّافضة في حصلتين:
سثل اليهود: من خير أهل مِلّتكم؟ فقالوا: أصحاب موسى. وسكلت النصارى»
فقالوا: أصحاب عيسى. وسئلت الرافضة: مَن شَوٌ أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب
يك مهم بالاستغفار لهم فشتّموهم». ١١1‏

فهذا والله من الخذلان» ولكن حقيقة طعن هؤلاء إنما هو الطعن في الدين؛
فأرادوا الطعن في الدين من خلال الطعن في النقلة الذين نقلوا لك هذا الدين.

إا«العقد الفريد» لابن عبد ربه (؟/ 59 ”» ».)55٠‏ دار الكتب العلمية-بيروت» الطبعة: الأولى» ١5٠١5‏ ه.

فاعرف لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حقهم, وقدرهمء وهذا الذي
عمل به أهل السنة» ودونوه جملة وتفصيلاء ولذلك ذكروا من فضائل أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم جملة» وذكروا من فضائل أعياتحم واحداً واحداء فكيف
ينقم من ينقم على أبي بكرء هل لأنه من صدق النبي صلى الله عليه وسلم؛ أو
لأنه هاحر معه» أو لأنه وقف تلك المواقف في خدمة الإسلام» وكيف من ينقم
من ينقم على عمر رضي الله عنه وهو الذي- بعد فضل الله عز وجل-انتشر
الإسلام على يديه شرقاً وغرباً وبلغت الفتوحات ف عهده ما لم تبلغه في زمن من
الأزمان.

فقلوب أهل السنة سليمة سلمة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نحفظ
لهم الحق ونحفظ لهم الفضلء ونحفظ لهم القدر» ونترضى عليهم ونترحم عليهم؛
ونعرف أن فضلهم على هذه الأمة لا يمكن أن يوازيه شيء.

هذه العقيدة السليمة الصافية ليست العقيدة التي تصب حقداً وغلاً على
أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم.
وعن عبد الله بن نافع: جمعت مالك بن أنس يقول: "لو أن العبد ارتكب الكبائر
بعد أن لا يشرك بالله شيئا ثم بحا من هذه الأهواء والبدع والتناول لأصحاب رسول
الله أرحو أن يكون في أعلا درحة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا وذلك أن كل كبيرة فيما بين العبد وبين الله عز
وحل فهو منه على رحاء وكل هوى ليس منه على رحاء إنما يهوي بصاحبه في
نان جم من نات عن السدة فليبشر مين هنات علن السنة فلييشر من مات على
الفدة فابة "535

89 ذم الكلام وأهله للهروي 4/ 215١-1١١9‏ رقم87/9, ومناقب مالك للزواوي ص 85.

وقال مالك بن أنس: "لو لقي الله رجحل بملء الأرض ذنوبا ثم لقي الله بالسنة
لكان في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك

. ااا ء/ا ١١‏
رفيقا 7

الآثار الواردة عن الإمام مالك في توقير الصحابة» وذم من من أبغضهم وحالفهم من
الروافض والمخوارج كثيرة ومن ذلك على سبيل المثال:

أصحابه أذّب."٠لا١‏

قال مالك رضي الله عنه: "إنما هؤلاء قوم أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه
وسلم فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجحل سوء كان له أصحاب
سوء ولو كان رجلا صالحا كان أصحابه صالحين" ١17١‏

ال لاريم الله: 0 ٠‏ واد له
طُْ 0 وإن. شتفهّم عير هذا من مشائة اناس ل 5 0
قال مالك: "مَنْ عَاظَهُ أمتتعاة يد ل فَهُوَ كَافِرٌ قال اللّه تَعَالُ (ِلِيَغيظ 3
الْكُقَانَ)" . وقال عَبْدُ البَحمَنِ : بْنُ الْقَاسِم عَنْ مَالِكء قَالَ «مَنٍ الكقمة 5
أصتتحَات وَطُول الله عتلى'اللذ عله وملئ فلتو لين القع شي دا

(ذم الكلام وأهله للهروي 4/١51١-؟؟١-رقم881).‏

.77١ الشفا للقاضي عياض ج ؟ ص /0"» ومناقب مالك للزواوي ص‎ ١
.5ه/١ الصارم المسلول لابن تيمية ص‎

+07 الشفا للقاضي عياض ج ١‏ ص 508.

5 مسند الموطأ للجوهري ص .١١١‏

المثن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-: "
٠.‏ #-"والنفاق هُوَ الكفر أن يكفر باللّه ويعبد غيره وَيظهر الإشلام في الْعَلَانئَة مغل
الْمُنَافِقين الّذِين كَانُوا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم".
الخرج
النفاق لغة:
أولّا: أصل الكلمة.

احتلف علماء اللغة في أصل النفاق»

فقيل: إن ذلك نسبةً إلى النفق وهو السرب في الأرضء لأن المنافق يستر
كفرة ويغيبه» فتشبه بالذي يدحل النفق يستتر فيه.

وقيل: مي به من نافقاء اليربوع» فإن اليربوع له ححر يقال له: النافقاء
المنافق يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه

وقبل: نسبة إلى نافقاء اليربوع أيضاًء لكن من وجه آخر وهو إظهاره غير ما
يضمرء وذلك: أنه يخرق الأرض حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض ترك قشرة رقيقة
حتى لا يعرف مكان هذا المخرجء فإذا رابه ريب دفع ذلك برأسه, فخرج» فظاهر

جحره تراب كالأرض»ء وباطنه حفر» فكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كف ١١75"‏

ثانيًا: معناه

انظر معاجم اللغة؛ مادة (نفق): ((لسان العرب)) /١١١‏ /75)» و((تاج العروس)) (477/17)) و((معجم
مقاييس اللغة)) (4/5 55)» و((مفردات القرآن)) (ص5١8).‏ وانظر معنى النفاق في: ((شرح السنة النبوية)) للبغوي
0171/١‏ 77)» و((تفسير القرطبي)) »)١35/١(‏ و((حاشية مختصر سنن أبي داود)) (58-57/1)» و(«(المنافقون في
القرآن الكريم)) د. عبد العزيز الحميدي .)١١(‏

هو. احتلااف السر مخ العلا نية.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والنفاق لغدً: "مخالفة الباطن للظاهر"

١١ا/لك‎

قال ابن تيمية: "والنفاق يطلق على:

النفاق الأكبر: الذي هو إضمار الكفر.

وعلى النفاق الأصغر: الذي هو احتلاف السر والعلانية في
الوا 1

وقال أيضا: "فأطلقت لفظ النفاق على إبطان الكفر وإبطان المعصية"78١١‏

وقال ابن تيمية: "ولفظ النفاق من هذا الباب فإنه في الشرع إظهار الدين
وإبطان خلافه وهذا المعنى الشرعي أخص من مسمى النفاق في اللغة» فإنه في
اللغة أعم من إظهار الدين ثم إبطان ما يخالف الدين» ما أن يكون كفرًا أو
فسمًا فإذا أظهر أنه مؤمن وأبطن التكذيب فهذا هو النفاق الأكبر الذي أوعد
صاحبه بأنه في الدرك الأسفل من النار» وإن أظهر أنه صادق أو موف أو أمين
وأبطن الكذب والغدر والخيانة أو نحو ذلكء» فهذا هو النفاق الأصغر الذي
يكون صاحبه فاسقًاء فأطلق النفاق عليهما في الأصل بطريق التواطق» وعلى
هذا فالنفاق اسم جنس تحته نوعان: نفاق في أصل الدين» ونفاق في
الشرائع"75١١‏

ومن أسماء النفاق

.)25/1١( ((فتح الباري))‎ ١١5
.١5٠١ /١١ مجموع الفتاوى‎ ٠٠١07
.١51١ /١١ مبمجموع الفتاوى‎ 8
.١5* /١١ مبجموع الفتاوى‎ 89

بِيّن ابن حزام أن من أسماء النفاق الضلالة؛ والإركاس» وخلاف الهدى
١١8٠‏

قال تعالى: [قَمَا لَكُمْ في المَُافِقِينَ فِتَتَيْنِ وَاللّهُ أيَكسَهُم با كَسَيبُوا ©

نَ أن تَهَدُوا مَنْ أَضَلَ اللّهُ 5 وَمَن يُصمْلِلٍ اللَّهُ فلن بَجَدَ لَهُ سَبِيلًا1 [النساء
الآية: 88].

وقال ابن القيم: "وأحبر أتحم هم السفهاء المفسدون في الأرض المخادعون
المستهزئون المغبونون في اشترائهم الضلالة بالهدى وأنهم صم بكم عمي فهم لا
يرجعود وأنهم مرضى القلودي 57

أنواع النفاق:

النفاق نوعان:

النوع الأول: النفاق الاعتقادي» وهو مخرجٌ من الملة.

والنوع الثاني: النفاق العملي» وهو لا يخرج من الملة.

وقد تنوعت عبارات العلماء في التعبير عن أقسام النفاق عموماء وهذا يعود
إلى الاعتبارات التي يرجع إليها ذلك التعبير.

الفريق الأول: من يقسمه باعتبار نوعه.

فبعض الأئمة كالإمام الترمذيء والإمام ابن العربي المالكي, والحافظ ابن
كثير» وابن حجر يقسموك النفاق إن نفاق اعتقادي» وهو المحرج من الملة وإلى

نفاق عملي. وهذا باعتبار نوعه

.5١5 /١١ المحلى‎ ٠
.) ١ ه١ طريق الهجرتين الطبقة‎ 0١

قال الإمام الترمذي رحمه الله في تعليقه على حديث: ((أربع من كن فيه
كان منافقاً.)) "..وإنما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العملء وإنما نفاق
التكذيب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا روي عن الحمسن
البصري شيئاً من هذا أنه قال: النفاق نفاقان» نفاق عمل ونفاق التكذيب"187١‏

وقال الإمام ابن العربي: "النفاق هو إظهار القول باللسان أو الفعل بخلاف
ما في القلب من القول والاعتقاد. (أصوله) وهى قسمان:

أحدهما: أن يكون الخبر أو الفعل في توحيد الله وتصديقه.

(والثاني) أو يكون في الأعمال.

فإن كان في التوحيد كان صريحاً» وإن كان في الأعمال كانت معصية:؛ وكان
نفاقاً دون نفاق كما تقدم القول ف كفر دون كفر..."187١‏

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "النفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر» وهو
أنواع: اعتقادي, وهو الذي يخلد صاحبه في النار» وعملي وهو من أكبر

اللبوب"55

4

وقال الحافظ ابن حجر رحمه اللّه: والنفاق لغدً: "مخالفة الباطن للظاهرء فإن
كان في الترك اعتقاد الإيمان فهو نفاق الكفرء وإلا فهو نفاق العمل» ويدحل
فيه الفعل والترك» وتتفاوت مراتبه"” ١6"‏ .

الفريق الثاني: من يقسمه باعتبار حكمه.

(إعارضة الأحوذي)) ٠٠١/١١9‏ )» والمقصود بنفاق التكذيب أن يظهر الإبمان بلسانه أو فعله وهو مكذّب
بقلبه كالمنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

.)٠١١/١١( ((إعارضة الأحوذي))‎ ١١8

5 ((تفسير ابن كثير)) (41//1).

.)15/١( ((فتح الباري))‎ ١5

وتارة يعبرون عن أقسام النفاق باعتبار حكمه, كما عبر بذلك الإمام ابن
تيمية والإمام ابن القيم والحافظ ابن رحب فيقولون بتقسيم النفاق إلى الأكبر
المعحرج من الملة وإلى نفاق أصغر غير مخرج من الملة.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "فمن النفاق ما هو أكبر يكون صاحبه في
الدرك الأسفل من النار» كنفاق عبد الله ات وغيره بأن يظهر تكذيب
الرسول... فهذا ضرب النفاق الأصغر: فهو النفاق في الأعمال ونحوها"7 ١١١‏

ويقول أيضاً: "والنفاق كالكفر نفاق دون نفاق» وهذا كثيراً ما يقال: كفر
ينقل عن الملة» وكفر لا ينقل» ونفاق أكبر» ونفاق أصغرء كما يقال: الشرك
شركان أصغر» وأكبر"11807.

قال ابن تيمية: "والنفاق يطلق على النفاق الأكبر الذى هو إضمار الكفر
» وعلى النفاق الأصغر الذى هو اخحتلاف السر والعلانية في الواجبات"58١١‏

وقال أيضا: "فأطلقت لفظ النفاق على إبطان الكفر وإبطان
اليا

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان أقسام النفاق: وهو نوعان: أكبر»
وأصغر؛ فالأكبر: يوحب الخلود في النار في دركها الأسفلء وهو أن يظهر
للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخرء وهو في الباطن منسلخ
نو ذلك كلك 1

5 (ل(بجموع الفتاوى)) (170-174/9).

.)55 ((الإيمان الأوسط)) (ص:‎ ١7

.١5٠١ /١١ مبمجموع الفتاوى‎ 8

.١51١ /١١ بمجموع الفتاوى‎ ١8
وانظر في هذا التقسيم: ((جامع العلوم والحكم)) (ص”40) .لابن رحب»‎ »)7175/١( ((مدارج السالكين))‎
.)١1١ص( و((الرياض النضرة)) للشيخ عبد الرحمن بن سعدي, رحمه الله‎

والحديث عن النفاق يمكن تناوله من جانبين:

الجانب الأول: المسائل المتعلقة بالنفاق العملي الذي لا يخرج من
الملة.

وفيه مسائل:

المسألة الأولى: تعريفه:

تعريف النفاق العملي هو: اختلاف السر مع العلانية في الواجبات» فيقع
النفاق العملي الذي لا يُخرج من الملة يقع في الواحبات» بأن يختلف الظاهر مع
الباطن» الباطن الذي هو السرء والظاهر الذي هو العلانية.

قال الحافظ ابن رحب رحمه الله بعدما شرح خصال هذا النوع: "وحاصل
الأمر أن النفاق الأصغر كله يرحع إلى اخحتلاف السريرة والعلانية كما قاله
الحسن"٠*''فإذا‏ احتلف الظاهر مع الباطن أو السر مع العلانية في الواحبات مي
ذلك نفاقاً عمليا.

ومن الأقوال المأثورة التي تندرج تحت هذا القسم:

وسئل حذيفة عن النفاق فقال: "أن تتكلم باللسان ولا تعمل به".

وقال الفريابي رحمه الله حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن
أن الشهب قال قال الحسن "من النفاق احتلف اللسان والقلب واخحتلف السر
والعلانية» واختلاف الدخول والخروج"117١‏

05 (إجامع العلوم وا حكم)) (ص" ١:‏ ).
65 صفة النفاق وذم المنافقين للفريابي: ص ؛ ه. وقال المحقق: "الأثر إسناده صحيح وهو موقوف على الحسن
البصري".

وقال أيضًا حدثنا هشام بن عمار الدمشقى حدثنا مروان بن معاوية الفزاري
حدثنا عوف الأعرابي عن الحسن قال "كان يقال النفاق احتلف السر والعلانية
والقول والعمل والمدحل والمخرجء وكان يقال أس النفاق الذي يبنى عليه النفاق
الكذت"137١‏

المسألة الثانية: أمثلة النفاق العملى وخصاله:

من أمثلة النفاق العملى وحصاله إذا حدث كذبء وإذا وعد أحلف» وإذا
أؤتمَن حان» وإذا عاهد غدر» وإذا خاصم فجرء فهذه بعض صور النفاق العملي»
فهو يقع في الواجبات.
حانء وإذا حدث كذبء وإذا عاهد غدرء وإذا خاصم فجر))؟"''.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب»
وإذا وعد أحلفء وإذا اؤتمن خحان)).155١‏

ومن أمثلته كذلك ما رواه البخاري في (باب ما يكره من ثناء السلطان» وإذا
خرج قال غير ذلك): قآل أفاين لعبد الل بن هر إنا تدغل غلى سلطاننا فتقول

عم خاواتابها نتكلم إذا خرحنا من عندهمء قال: كنا نعدها نفاق"1197.

01١‏ صفة النفاق وذم المنافقين للفريابي: ص 5ه.

45 رواه البخاري (75)» ومسلم (/5). من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
١‏ رواه البخاري (7"؟)» ومسلم (59). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
55 رواه البخاري .)2١18(‏

ومن أمثلته الإعراض عن الجهاد فإنه من حصال المنافقين”* ١١‏ فعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من مات ول يغز ولم يحدث
نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق)) ١١5*‏

المسألة الثالثة: حكمه

هذا النوع حكمه أنه معصية من المعاصى» وذنبٌ وكبيرة من كبائر الذنوب.

قال الإمام ابن العربي: "وإن كان في الأعمال كانت معصية, وكان نفاقاً دون
نفاق كما تقدم القول في كفر دون كفر..."99١١‏

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "النفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر» وهو
أنواع: اعتقادي» وهو الذي يخلد صاحبه في النار» وعملي وهو من أكبر

١

الذنوب"'

ومع ذلك لا يمستهان به فإن كثيره قد ينقل إلى النفاق المخرج من الملة
وبخاصة عند وقوع احن.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "حال كثير من المسلمين في زماننا أو
أكثرهم إذا ابتلوا بامحن التي يتضعضع فيها أهل الإيمان ينقص إعانهم كثيرا
وينافق أكثرهم أو كثير منهم» ومنهم من يظهر الردة إذا كان العدو غالبًا وقد
رأينا ورأى غيرنا من هذا ما فيه عبرة» وإذا كانت العافية أو كان المسلمون
ظاهرين على عدوهم كانوا مسلمين» وهم مؤمنون بالرسول باطنًا وظاهرًا لكن
إيهانا لا يثبت على امحن» ولهذا يكثر في هؤلاء ترك الفرائض وانتهاك امحارم

17 (ل(بمجموع الفتاوى)) (8/؟477/5): و((شرح صحيح مسلم)) للنووي .)51/١*(‏
رواه مسلم .)١91١(‏
8 (إ(عارضة الأحوذي)) .)٠١١/١١(‏

((تفسير ابن كثير)) .)417/١(‏

52

وهؤلاء من الذين إقالوا آمنا)» فقيل لهم قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما
يدخل الإبمان في قلوبكم] أي الإيمان المطلق الذي أهله هم المؤمنون حمًا"١١ ٠١‏

قال ابن تيمية: "كثيرا ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق ثم يتوب

الله عليه» وقد يرد على قلبه بعض ما يوجب النفاق ويدفعه الله عنه"؟ ١١١‏
قال ابن تيمية: "قال تعالى: [ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم

يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) فلم
بحصل لهم ريب عند انحن التي تقلقل الإمان في القلوب» والريب يكون في علم
القلب وفي عمل القلب بخلاف الشك فإنه لا يكون إلا في العلم» وغهذا لا

يوعتك بالتقو الذون اطذان فيه فلاو 0

المسألة الرابعة: هذا النوع هو الذي خافه الصحابة على أنفسهم.

عن ابن أبي مليكة قال: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل
وميكائيل"؟'''

فعن النفاق الذي حافه الصحابة على أنفسهم., يقول ابن رحب: "ولما تقرر
عند الصحابة رضي الله عنهم أن النفاق هو اختلاف السر والعلانية خشي بعضهم

على نفسه أن يكون إذا تغير عليه حضور قلبه ورقته وخحشوعه عند سماع الذكرء

71/. /1 مجموع الفتاوى‎ ٠
71/. /1 مجموع الفتاوى‎ ٠

717/107 مجموع الفتاوى‎ ٠
--01/( رواه البخاري معلقاً بصيغة الحزم قبل حديث رقم (4)» ورواه موصولاً الخلال في ((السنة))‎ ٠
ومحمد بن نصر المروزي في ((تعظيم قدر الصلاة)) (595/5). وانظر ((تغليق التعليق)) (؟/7ه-8ه).‎

برجوعه إلى الدنيا والاشتغال بالأهل والأولاد والأموال أن يكون ذلك منه نفاقاً
كما في (صحيح مسلم) عن حنظلة الأسدي: أنه مر بأبي بكر وهو يبكي, فقال:
ما لك؟ قال: نافق حنظلة يا أبا بكرء نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين» فإذا رجعناء عافسنا الأزواج والضيعة فنسينا
كثيرا» قال أبو بكر: فالله إنا لكذلكء فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم» فقال :((مالك يا حنظلة؟ قال: نافق حنظلة يا رسول الله وذكر له مثل
ما قال لأبي بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تدومون على الحال
التي تقومون بما من عندي» لصافحتكم الملائكة على مجالسكم وفي طرقكمء
ولكن يا حنظلة ساعة وساعة))”' ١‏ » ومما ورد في هذا المعنى أي: خحوف الصحابة
من النفاق ما قاله ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل

ويقول الحافظ ابن حجر في تعليقه على هذا الأثر: والصحابة الذين أدركهم
ابن أبي مليكة من أجلّهم عائشة وأحتها أسماء وأم سلمة والعبادلة الأربعة وأبو
هريرة وعقبة بن الحارث والمسور بن مخرمة» فهؤلاء ممن مع منهم؛ وقد أدرك بالسن
جماعة أجل من هؤلاء كعلي بن أبي طالب» وسعد بن أبي وقاص» وقد حزم بأنهم
كانوا يخافون النفاق في الأعمالء ولم ينقل عن غيرهم خلاف ذلك فكأنه إجماع

وذلك لأن المؤمن قد يعرض عليه في عمله ما يشعر به ثما يخالف الإخلاص»ء ولا

٠‏ رواه مسلم (05-0؟).

-5-.17/9( رواه البخاري معلقاً بصيغة الحزم قبل حديث رقم (48)» ورواه موصولاً الخلال في ((السنة))‎ ٠
(.57-85/5( ومحمد بن نصر المروزي في ((تعظيم قدر الصلاة)) (5714/7). وانظر ((تغليق التعليق))‎ .)٠
.)5 ١ ((جامع العلوم والحكم)) (ص8‎ ٠

يلزم من خوفهم من ذلك وقوعه منهم» بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع

١5/8

الجانب الثاني: المسائل المتعلقة بالنفاق الاعتقادي المخرج من الملة.

وفيه مسائل:

المسألة الأولى: تعريفه:

النفاق الاعتقادي فهو إبطان الكفرء وإظهار الإسلام» فإذا كان هذا
الشخص بطناً للكفر مظهراً للإسلام فنقافه يُسمى نفاقاً اعتقادياً» وهو من أشد
أنواع الكفر ومن أخطرهاء كما قال الله سبحانه وتعالى في حكمه: [ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
في الدّرْكِ الأَسْمّلٍ من التّار) [النساء:ه 4 .]١‏

قال الحافظ ابن رحب-رحمه الله-: النفاق الأكبر وهو أن يظهر الإنسان
الإبمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخرء ويبطن ما يناقض ذلك كله أو
بعضهء وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلمء
ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم, وأحبر أنهم في الدرك الأسفل من النار"3: ١"‏

المسألة الثانية: أقسام النفاق الاعتقادي.

النفاق الاعتقادي له قسمان:

القسم الأول: أن يكون الإنسان مبطناً للكفر تمامًا مظهراً للإسلام.

((فتح الباري)) »)١١1/١(‏ وانظر: ((الإعان)) لابن تيمية (ص5 ٠‏ 54)» و(إجامع العلوم والحكم))
(ص/, 0 0
4 ((جامع العلوم والحكم)) (ص”١5).‏

القسم الثاني: أن تكون فيه مادة إيمان ومادة نفاق» شيء من الإيمان وشيء
من النفاق» فإذا كان فيه شيء من الإبمان» وشيءٌ من النفاق بحسب ما يغلب
عليه ويُختم به عليه فقد يُختم عليه بحال النفاق فيكون منافقاً وقد يختم عليه بأن
يكون الإمان في ذلك الحال يغلب عليه فعند ذلك يكون مؤمناً.

ولذلك عندما ذُكر هذا في سورة البقرة ذُكرت الصورتان» ذكرث ف بداية
سورة البقرة الصورتان» فضرب الله سبحانه وتعالى له مثلاً نارياً ومثلاً مائياً فاقراً
أوائل سورة البقرة لأن سورة البقرة تحدثت عن أهل الإيمان» ثم تحدثت عن أهل
النفاق.

فتأملها تحد فيها هذه الصور.

قال تعالى: (مَهُمْ كَمَكَلٍ الَّذِي اسْتَؤْقَدَ نا مَلَمَا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذهب الله

3

نوم وَتََكهُمْ في ظُلْمَاتٍ لا يِنْصِرُونَ 01١7‏ طم بكم غنئ فَهُْ
يَرْحِعُونَ (158)

فهذا هو المثل المائي وهو الصورة الأولى من صور النفاق الاعتقادي.

قال ابن كثير عند تفسير هذه الآيات: " وتقدير هذا المثل: أن الله سبحانه.
شبههم في اشترائهم الضلالة بالمهدى» وصيرورتهم بعد التبصرة إلى العمى» بمن
استوقد ناراء فلما أضاءت ما حوله وانتفع يما وأبصر بما ما عن بمينه وشماله
وتأنس با فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره» وصار في ظلام شديدء لا يبصر ولا
يهتدي؛ وهو مع ذلك أصم لا يسمعء؛ أبكم لا ينطق» أعمى لو كان ضياء لما
أبصر؛ فلهذا لا يرحع إلى ماكان عليه قبل ذلكء» فكذلك هؤلاء المنافقون في
استبدالحم الضلالة عوضا عن المحهدى» واستحبابمم الغي على الرشد. وفي هذا المثل
دلالة على أتمم آمنوا ثم كفرواء كما أخبر عنهم تعالى في غير هذا الموضع» والله

ع

أعلم.

وقد حكى هذا الذي قلناه فخر الدين الرازي في تفسيره عن السدي ثم قال:
والتشبيه ها هنا في غاية الصحة؛ لأنحم بإهانحم اكتسبوا أُولّا نورا ثم بنفاقهم ثانيا
أبطلوا ذلك النور فوقعوا في حيرة عظيمة فإنه لا حيرة أعظم من حيرة الدين.
وزعم ابن جرير أن المضروب لحم المثل هاهنا لم يؤمنوا في وقت من الأوقات,
واحتج بقوله تعالى: ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين |
)البقرة: /].
والصواب: أن هذا إخبار عنهم في حال نفاقهم وكفرهم, وهذا لا ينفي أنه كان
حصل لم إيمان ا ا
رحمه الله-هذه الآية هاهنا وهي قوله تعالى: إذلك بأتمم آمنوا ثم كفروا فطبع على
قلومحم فهم لا يفقهون) |المنافقون: "] ؛ فلهذا وجه ابن جرير هذا المثل بأنهم
استضاءوا بما أظهروه من كلمة الإيمان, أي في الدنياء ثم أعقبهم ظلمات يوم
وقال تعالى: (أَوْ كصَيِّبٍ من السّمَاءِ فيه ظَلْمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْق يجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ في
آذَايجِم مّنَ الصواعق حَدَّرَ الْمَوْتِ ث وَاللّهُ حيط بِالْكافِرِينَ (19) يَكَادْ الْبَرِقُ
يَخْطَفْ أَبْصَارَهُمْ لل ا ا ه وَلَوْ شاءِ
ا إِنَّ الله عَلَى كك شَيْءٍ قَدِيرٌ ).

قال ابن كثير عند تفسير هذه الآيات: "قال السدي في تفسيره؛ عن أبي
مالك وعن أبي صالح؛ عن ابن عباس ؛ وعن مرة» عن ابن مسعود» وعن ناس
من الصحابة» في قوله تعالى: (فلما أضاءت ما حوله) زعم أن ناسا دحلوا في
الإسلام مقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة» ثم نهم نافقواء فكان مثلهم

4 /١ تفسير ابن كثير‎ ٠

كمثل رحل كان في ظلمة» فأوقد ناراء فأضاءت ما حوله من قذى, أو أذى»
فأبصره حتى عرف ما يتقى منه فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره» فأقبل لا يدري
ما يتقى من أذى,» فكذلك المنافق: كان في ظلمة الشرك فأسلمء فعرف الحلال
والحرام» وعرف الخير والشر» فبينا هو كذلك إذ كفر» فصار لا يعرف الحلال من
الحرام» ولا الخير من الشر.

وقال مجاهد: (فلما أضاءت ما حوله) أما إضاءة النار فإقبالهم إلى المؤمنين
والهدى.

وقال عطاء الخراساني في قوله: (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا) قال: هذا
مثل المنافق» يبصر أحيانا ويعرف أحياناء ثم يدركه عمى القلب.
وقال ابن أبي حاتم: وروي عن عكرمة» والحسن والسديء والربيع بن أنس نحو
استوقد نارا) إلى آحر الآية» قال: هذه صفة المنافقين» كانوا قد آمنوا حتى أضاء
الإمان في قلوبهم؛ كما أضاءت النار لؤلاء الذين استوقدوا ثم كفروا فذهب الله
بنورهم فانتزعه» كما ذهب بضوء هذه النار فتركهم في ظلمات لا يبصرون.

وقال العوفي» عن ابن عباس» في هذه الآية» قال: أما النور: فهو إيمانهم
الذي كانوا يتكلمون به وأما الظلمة: فهي ضلالتهم وكفرهم الذي كانوا
يتكلمون به» وهم قوم كانوا على هدى» 9 نزع منهم» فعتوا بعد ا

المسألة الثالثة: أمثلته.

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعض هذه الصور فقال: "فمن
النفاق ما هو أكبر» ويكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار» كنفاق عبد الله

.4 /١ تفسير ابن كثير:‎ ١

بن أبي وغيره» بأن يظهر تكذيب الرسول أو جحود بعض ما جاء به أو بغضه.
أو عدم اعتقاد وجوب اتباعه» أو المسرّة بانخفاض دينه» أو المساءة بظهور دينه
ونحو ذلك: ما لا يكون صاحبه إلا عدواً لله ورسوله» وهذا القدر كان موجوداً
في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلمء ومازال بعده» بل هو أكثر منه على

١51111
٠. كك‎

عهد

وقال في موضع آخر: "فأما النفاق ا نمحض الذي لا ريب في كفر صاحبه.
فإنه لا يرى وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به ولا
وجوب طاعته فيما أمر به» وإن اعتقد مع ذلك أن الرسول عظيم القدر- علماً
وعملاً- وأنه يجوز تصديقه وطاعته لكنه يقول: إنه لا يضر احتلاف الملل إذا
كان المعبود واحداً» ويرى أنه تحصيل النجاة والسعادة متابعة الربسول وبغير
متابعته» إما بطريق الفلسفة والصبوء أو بطريق التهود والتنصر""'"".

ونقل هذه الأنواع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال: "فأما النفاق
الاعتقادي فهو ستة أنواع» تكذيب الرسولء أو تكذيب بعض ما جاء به
الرسول» أو بغض الرسول أو بغض ما جاء به الرسولء أو المسرة با نخفاض دين
الرسولء أو الكراهية بانتصار دين الرسول» فهذه الأنواع الستة صاحبها من أهل
اللدرك ]لأ سف مر "1

فيتحصل ما ذكره هذان الإمامان- بعد دمج الأنواع المتشايبمة أو المتقاربة-
خمس صفات أو أنواع وهي :

5 ((بمجموع الفتاوى)) (475/5/8).
١١‏ ((الإيمان الأوسط)) (ص١8١).‏

4 بمجموعة التوحيد)) (ص8).

*-المسرّة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم» أو الكراهية باتتصار

دين الرسول صلى الله عليه وسلم.

-عدم اعتقاد وحوب تصديقه فيما أخبر.

ه-عدم اعتقاد وحوب طاعته فيما أمر.

وبالنظر إلى الآيات التي ذكرت أحوال المنافقين» وكلام المفمسرين حواء
يمكن أن يضاف إلى هذه الصفات صفات أخرى وهي :

5-أذى الرسول صلى الله عليه وسلم أو عيبه ولمزه.

-مظاهرة الكافرين ومناصرتهم على المؤمنين.

/-الاستهزاء والسخرية بالمؤمنين لأجل إيمانحم وطاعتهم لله ولرسوله.

4-التولي والإعراض عن حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم.
فالوقوع في أي صفة من هذه الصفات يخرج من الملة» وهذه الصفات أكثرها
متعلق بحق الرسول صلى الله عليه وسلم» يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "فالنفاق
يقع كثيراً في حق الرسول» وهو أكثر ما ذكره الله في القرآن من نفاق المنافقين في
نا

المسألة الرابعة: حكمه.

أولًا: الحكم الأخروي.

5 (الإيمان الأوسط)) (ص١18١)»‏ وانظر: ((الإيمان)) (ص85١).‏
5 المصدر: نواقض الإبمان الاعتقادية محمد بن عبد الله بن علي الوهيبي - ص: 57 ١‏

أوضحت الآيات والأحاديث حكم المنافق ومصيره الأحروي» ومن الآيات
في تكفيرهم؛ ومصيرهم في الآخرة»

بل إن كفرهم من أسوأ أنواع الكفار» ومصيرهم في الآخرة في الدرك الأسفل
من النارء لأتمم زادوا على كفرهم؛ الكذب ولمراوغة والخداع للمؤمنين» ولذلك
فصّل القرآن الحديث حوهم وحول صفاتهم لكي لا يقع المؤمنون في حبائلهم

ومن الآيات الواردة في ذلك:

قوله تعالى: (وَمِنَ النّاسٍ مَنْ يَقُولَ آمَنَا بِاللَّهِ وَبِاليَوْمِ الآحِرٍ وَمَاهُمْ
ُؤْمنِينَ) [البقرة:8]»

وقوله سبحانه:(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ في الدّرْكِ الأسْمَلٍ مِنَ النَارِ) [النساء:ه 4 »]١‏

وقوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمَُافِقِينَ وَالْمَْافِمَاتٍ وَالْكُمَارَ تار جَهَنّم حَالِدِينَ
فِيهًا) [التوبة:./5])»

وقوله تعالى(: يَا أَيّهَا الب جَاجِدٍ الْكُمَارَ والْمَُافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأَوَاهُمْ
جَهَنّمُ وس الْمَصِررٌ يَخلِقُونَ باللَّهِ مَا قَانُوا ولَمَدُ قَالُوا كلِمَةَ الْكُفْرِ وَكُمَرُوا بَعْدَ
إِسْلَامِهِمْ وَعَنُوا ا 1 يَنَانُوا) [التوبة: 4-17 17]»

أما الحكم الدنيوي:

فهم في الدنيا تحرى عليهم أحكام الإسلام الظاهرة على تفصيل في ذلك
سباق ذكرة.
كافر فإنه يجب أن 0 عليه 5 المرتد ردة ظاهرة فلا يرث ولا يورث ولا

يناكح حتى أحروا هذه الأحكام على من كفروه بالتأويل من أهل البدع» وليس
الأمر كذلك فإنه قد ثبت أن الناس كانوا ثلاثة أصناف مؤمن وكافر مظهر
للكفر ومنافق مظهر للإسلام مبطن للكفرء وكان في المنافقين من يعلمه الناس
بعلامات ودلالات» بل من لا يشكون في نفاقه» ومن أنزل القرآن ببيان نفاقه
كابن أبي وأمثاله» ومع هذا فلما مات هؤلاء ورثهم ورئتهم المسلمونء وكان إذا
مات لهم ميت آتوهم ميراثه وكانت تعصم دماؤهم حتى تقوم السنة الشرعية
على أحدهم بما يومبحب عقوبته".7707١‏
ومراتب المنافق في الباطن والظاهر ثلاثة مراتب:
١‏ هماأسره في أنفسه وكتمه. أو نحوه وما في حكمه ويأق إن شاء الله
زيادة توضيح. وهذا يسمى الباطن الخحض.
"١‏ ما أظهره إظهارًا عامًا. وهذا يسمى بالإظهار الأكبر» أو الإظهار
امخض
© بينهما وهي المرتبة المتوسطة وهي الإظهار الأصغر أو الإظهار
الخاص: وهي ما أظهره عند شياطينه أو عند منافق مثله أو عند
بعض المؤمنين يظن عدم ضررهم لكونهم صغارًا أو أهل بيته أو فسافًا
تمماعين له وكذا المبتدع إذا عاند. وهذا باطن باعتبار وظاهر باعتبار.
وكل مرتبة لما أحكام تختلف عن الأحرىء والخلط في أحكامها أدى إلى
أغلاط وأخطاء.

فالأول: يطلق عليه اسم منافق وهو حكمًا معصوم الدم والمال.

7 مجموع الفتاوى 0/ 5117.

والغالث وهو الأصغر يطلق عليه اسم منافق وبالنسبة للحكم أنه جائز
القتل من الإمام أو العلماء وياعى في ذلك المصلحة والقدرة وفيه الإنذار
والتوعد مع التكرار أو الإقامة عليه.
أما الثاني: فيطلق عليه اسم مرتد» وإن ثبت بالبينة حكم عليه بالقتل
ردة وجوبّاه١؟1.‏
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "المنافقين إذا أظهروا أنفاقهم صاروا
مرتبيق 10؟١‏
خامسًا: من أنكر النفاق
قال الملطي: "ومنهم (أي المرحئة) صنف زعموا أن ليس في هذه الأمة
1

وقال سفيان الثوري: "حلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث:
نقول الإيهان قول وعملء وهم يقولون: قول ولا عمل.
ونقول: الإيمان يزيد وينقصء وهم يقولون: لا يزيد ولا ينقص.
ونحن نقول: النفاق» وهم يقولون: لا نفاق."1""١‏
قال ابن تيمية رحمه الله "فإن كثيرا من المتأخرين ما بقي في المظهرين

للإسلام عندهم إلا عدل أو فاسق وأعرضوا عن حكم المنافقين» والمنافقون ما

جزء في النفاق تبويب علي بن حضير الخضير ص ١١‏
8 مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب /١(‏ 77/8).
التنبيه والرد على أهل المواء والبدع .١55/١‏

.7/ صفة النفاق وذم المنافقين للفريابي: ص‎ 0١

زالوا ولا يزالون إلى يوم القيامة» والنفاق شعب كثيرة» وقل كان الصحابة يخافوكن
النفاق على أنفسهو"؟١؟؟١‏

قال ابن تيمية: "وطوائف من أهل الأهواء من الخوارج والمعتزلة والجهمية
والمرحئة كراميهم وغير كراميهم يقولون: إنه لا يجتمع ثي العبد إيمان ونفاق»
ومنهم من يدعى الإجماع على ذلك؛ وقد ذكر أبو الحمسن في بعض كتبه
الإجماع على ذلك؛ ومن هنا غلطوا فيه وخالفوا فيه الكتاب والسنة وآثار
طردوا هذا الأصل الفاسد وقالوا لا يجتمع في الشخص الواحد طاعة يستحق
كما الثواب ومعصية يستحق بها العقاب". ١77+‏

وقال الأشعري عن الكرامية أصحاب محمد بن كرام: "وزعموا أن المنافقين
الذيق كانوا على غهد رسول الله كانوا: مؤمتين على الحقيقة""19,

وقال البغدادي: "قول الكرامية أتمم الذين زعموا أن الإيمان هو الإقرار
الفرد سواء كان معه إخلاص أو نفاق"”'"١.‏

قال: "وزعمت الكرامية مجسمة خراسان أن أمة الإسلام جامعة لكل من
أقر بشهادت الإسلام لفظًا وقالوا كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله
فهو مؤمن حقا وهو من أهل ملة الإسلام سواء كان مخلصا فيه أو منافقًا

مضمر الكفر فيه والزندقة» ولهذا زعموا أن المنافقين في عهد رسول الله كانوا

مبجموع الفتاوى 0/ .7١7‏
0 بجموع الفتاوى 17/ 8”6.
مقالات الإسلاميين .١5١ /١‏

6 الفرق بين الفرق /١‏ 48".

مؤمنين حمًا و مكان إيماهم كايمان حبريل وميكائيل والأنبياء والملائكة مع
اعتقادهم النفاق وإظهار الشهادتين" ١١"‏

المتن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:

١-"(ثلاث‏ من كن فِيهٍ فَهُوَ مُنَافِق) على التَغِْيظ نرويها كمَا جات ولا نقيسهاء
وَقُوله (لا ترجعوا بعدِي كمَارًا ضلالا يرب بَعْضَكُم رقاب بعض) ومثل: (إذا التقى
المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النّار) ومثل: ((سباب الْمُسلم فسوق وقتاله
كفر))""" ومثل ((من قَالَ لِأَخِيهِ يَا كافِر فقد بَاء بها أحدهمًا))”7"١‏ حل ركثر باللّه
تبرؤ من نسب وَإِن دق) وَنَحو هَذِه الْأَحَادِيت مما قد صّحّ وَحفظ
نعلم تَفْسِيرهًَا وَلّا نتكلم فيهًا وَلَا نجادل فِيهًا وَلا نفسر هَذِه ا
جَاءَت لا نردها إِلّا بأَحَق مِنها".

إن :
الْأَحَا

الخرج
الكفر كفران:
© كفر يخرج من الملة.
© وكفر لذ يخرج من الملة.

5 الفرق بين الفرق .5/١‏

00 انظر صحيح البخخاري كِتَابُ الإبمَانِء بَابُ حَؤْف المؤمِن مِن أَنْ يبط عَمَلّهُ وَهُوَ لآ يَْعْرٌ برقم (4)»
ومسلم كِتَابْ الْإِمَانَ» بَابُ بَيَانٍ قَوْلٍ الب صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابْ الْمُسْلِم مُسُوقٌ وَقِتاله كُفْرٌ»ه (514):
والترمذي »)١3/8(‏ وابن ماجه (59)» والنسائي »))54١١١(‏ والإمام أحمد في المسند مُسْئَدُ دُ الْمْكْيرِينَ مِنَ الصَّحَابَة

.)١55590آ(‎

رواه البخاري »)5١١*(‏ ومسلم (50). من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

فمن أمثلة هذا النوع قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((سباب المسلم فسوق

وقتاله كفر)) فأطلق على قتل المسلم أنه كفرء لكن هذا كفر لا يخرج من الملة»

لأن الله سبحانه وتعالى لما ذكر اقتتال المؤمنين قال: لإْوَإِنْ طَائِمَتَانٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

اقْتتَلُوا مَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَاك [الحجرات:4]» ثم قال في نماية ذلك: إإِنا الْمُؤْمِئُونَ

إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَحَوَيْكُمْ4: [الحجرات:١١]‏ فأبقى عليهم إخوة الإيمان»

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في معنى هذا الحديث: "فقد ماه أحاه حين القول,

وقد حيو أن أحدهها باء بماء فلو خرج عن الإسلام بالكلية ١‏ يكن ل بن

والكفر الذي لا يخرج من الملة عرفه العلماء بأنه: كل معصية أطلق عليها الشارع

اسم الكفر» مع بعَاء اسم الإيمان على صاحبها.

فبعض الأعمال تسمى كفرًا لا يخرج من الملة» لأنه هناك حقيقتان:

الحقيقة الأولى: الإبمان.

الحقيقة الثانية: الكفر.

والإيمان يقابله الكفرء والإيمان شعبء والكفر كذلك شعب» وشعب الإبمان

تسمى طاعات» وشعب الكفر تسمى معاصيء فالشرك شعبة من شعب الكفر

لوَعَصَّى آدَمُ رَبَهُ فَعَوَى [طه: .]١١1١‏

وهكذا بحد أننا أمام الإيمان وما تحته من الشعبء والكفر وما تحته من الشعب.
فهناك شعب من الإيمان لا يزول الإيمان بزوالها كما لو تركت إماطة الأذى

عن الطريق فإن الإبمان لا يزول ولكن ينقصء وهناك شعب من الإيمان يزول

الإيمان بزوال حاء كما فلو خالفت لا إله إلا الله.

89 ((بجموع الفتاوى)) لابن تيمية (ص17/ه5؟).

وهكذا شعب الكفر فهناك شعب إذا فعلها الإنسان كفر حرج من الإيانء
وهناك شعب إذا فعلها الإنسان لا يخرج من الإيمان» لأن كل شعبة من الإيمان
يقابلها شعبة من شعب الكفرء فإذا قلت: الإيمان باللّه فهذه شعبة يقابلها الكفر
بالله» إذا قلت: الإبمان بالملائكة يقابلها الكفر بالملائكة وهكذاء حتى إذا قلت:
الحياء شعبة» قلة الحياء شعبة من شعب الكفرء فعلى هذا الكفر كفران: كفر يخرج
من الملة» وكفر لا يخرج من الملة» هذا جانب.

وكتب أهل السنة موجودة-بحمد الله-» وفيها أنمم لا يُكفرون أهل القبلة
بمطلق المعاصي والكبائر» كما تفعله الخوارج.

وفاعل الكبيرة وإِن وقع فيما يسمى كفرًا إلا أنه كفر دون كفرء وهو كفر
عملي أصغر لا يُخرج من الملة.

فقتال المسلم وإن وصفه النبي فلع بالكفر في قوله: «سباب اليسلم فُسوق»
وقتاله كفرٌ»(0١١)»‏ إلا أن المراد به: الكفر الأصغر الذي لا يُخرج من الملة؛
لأن الله- عز وحل- قد أثبت أحوة الإمان للمؤمنين حال اقتتالهم ونزاعهم؛ فقال
تعالى: [ وَإِنْ طَائِمَئَانِ مِن الْمُؤْمِنِينَ افَْعلُوا 0 بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَعَثْ إِحْدَاهًا
اليا ايسا حا

خوه
ل لا اله فلكم لتقتو | الحجرات: ع وكذلك أثبت أحوة
الإيمان لمن قتل أحاه المسلم فقال جل وعلا: [مَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أحيه شَينَءٌ فَاتَبَا
ِالْمَعْرُوفٍِ وَأَدَاءٌ إِلَيّه بِإِحْسَانٍ) [البقرة: 10].
ومن الدلالات على الشرك والكفر الأصغر أن يأقِ منكراً غير معرف, فإن
جاء معرفاً بأل دل على أن المقصودد به الكفر المخرج من الملة» لا مطلق الكفر

)١70(‏ متفق عليه: أخرحه البخاري (/4) ومسلم (51) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

الذي يصدق على الكفر الأصغر كما يصدق على الكفر الأكبر.
ولهذا فإن تارك الصلاة كافر كفراً أكبر بجيء الحديث في حكم تاركها على
التعريف» فقد قال المسول صلى الله عليه وسلم :((بين الرحل وبين الكفر
والشرك ترك الصلاة)).' ويؤيد ذلك دلالة أحرى وهي أن الرسول صلى الله
عليه وسلم قال :((العهد الذي بيننا وبينهم الصلةة فمن تركها فقد
كفر)).""٠‏ فإذا كان الحد الذي بين المسلمين والكفار هي الصلاة فإن تركها
كف كي

ومن الدلالات أيضاً على الشرك والكفر الأصغر ما فهمه الصحابة من
النص» فإنحم أعلم الأمة بمعاني نصوص الكتاب والسنة» ومن ذلك
حديث «الطيرة شرك وما منا إلاء ولكن الله يذهبه بالتوكل)) """'فإن آخر
الحديث-على الصحيح-هو من قول ابن مسعود رضي الله عنه-وهذا مذكور
عن جمع من المحدثين- *""أومعناه: وما منا إلا ويقع له شيء من التطير. ١١"‏
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام: "وأما الآثار المرويات بذكر الكفر والشرك»
ووجوبمما بالمعاصيء فإن معناها عندنا ليست ثُثبت على أهلها كفرا ولا شركا

١‏ رواه مسلم .)8١(‏ بلفظ: (وبين الشرك والكفر) بدلا من (وبين الكفر والشرك).

رواه الترمذي (571؟) وقال: حسن صحيح غريب. وقال الحاكم :)4//١(‏ هذا حديث صحيح الإسناد لا
تعرف له علة بوجه من الوجوه فقد احتجا جميعا بعبد الله بن بريدة عن أبيه» واحتج مسلم بالحسين بن واقد ولم يخرحاه
بمذا اللفظ ولهذا الحديث شاهد صحيح على شرطهما جميعا. وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح.
١١8‏ رواه أبو داود »)831١(‏ والترمذي (5 »)١71‏ وابن ماجه (857/8)., وأحمد (289/1), والحاكم .)55/١(‏
والحديث سكت عنه أبو داود. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح سنده»
ثقات رواته» ولم يخرحاه. وقال ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) »)٠١//5(‏ والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)):
ما

65 راجع أقوالهم في كتاب (المنهج السديد في تخريج أحاديث تيسير العزيز الحميد)) جاسم الدوسري (ص57١).‏
ه38 المصدر: ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة لعبد الله بن محمد القرق- ص /75

يزيلان الإيمان عن صاحبه. إنما وحوبما أتما من الأخلاق والستن التي عليها
الكفار والمشركون" ١١١‏
قال الطحاوي رحمه الله: "ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم

1
5 نالا

قال ابن تيمية: "ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه
كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة فإن الله تعالى قال ([آمن الرسول بما أنزل إليه
من ربه والمؤمنون كل آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله
وقالوا معنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير] وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى
أجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين حطأهم. والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى
الله عليه وسلم بقتالحم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء
الراشدين. واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. ولم
يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة بل جعلوهم
مسلمين مع قتالهم ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال
المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنمم كفار. ولهذا لم يسب حرعهم ولم
يغنم أمواللهم. وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلاههم بالنص والإجماع لم يكفروا مع
أمر الله ورسوله بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في
مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم؟ فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن تكفر
الأخرى ولا تستحل دمها ومالحا وإن كانت فيها بدعة محققة""

لمعن

١١‏ الإبعان)) لأبي عبيد (ص47).
٠١07‏ شرح الطحاوية ص .”5٠0‏
مجموع الفتاوى 8/ 7/7.

قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
"١‏ -"وَالْجِنّة وَالئّار مخلوقتان كما جَاءَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((دخلت
الجنّة فَرَآيْت قصر وَرَأَيْت الْكَؤْئّر واطلعت فِي الْجنّة فَرَآَيْت أكثر أَهلهًا كَذّا واطلعت
فِي الثار فَرَأَْت كذَا وَكَدَا)). فمن زعم أَنّهُمَا لم تخلقا فَهُوَ مكذب بِلْقْرْآنِ وَأَحَادِيث
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا أخسبةُ يُؤمن بِالْجنّةِ وَالنار".
كت
على المسلم الإيمان بالجنة والنار» فهما يدخحلان ضمن الإيمان باليوم الآخر الذي
هو أصل من أصول الإيمان» فمن أركان الإبمان: الإيمان باليوم الآخر وما يكون
فيه من البعث» أي: أن الله يبعث الأحساد ويحاسب الخلائق» والإيمان بالميزان
والصراط والحنة والنار» فمن أنكر وحود الحنة أو أنكر النار كفر؛ لأنه مكذب لله.
© قال تعالى: [ِوَبَسُرِ لَّذِينَ آمَنُوا وَعَمُِوا الصَّالجَاتٍ أَنَّ م جَنّاتٍ بَحْرِي مِنْ كَتِهَا
الأَنْهَانُ) [البقرة:ه؟]] [لقمان:]»
© وقال: [ْوَالَذِينَ كَمَُوا لَحمْ َارُ جَهَنّمَ) [فاطر:.]» فمن أنكر الحنة أو النار فقد
كذب الله ومن كذب الله كفر.
قزل لصوتي "والسنة والنان مار قبا

يشير المصنف هنا إلى قول أهل السنة والجماعة: أن الحنة والنار الآن مخلوقتان
دائمتان لا تفنيان.

قال الإمام ابن القيم: "يذكر السلف في عقائدهم أن الحنة والنار مخلوقتان ويذكر
من صنف ف المقالات أن هذه مقالة أهل السنة والحديث قاطبة لا يختلفون.
فيها قال أبو الحسن الأشعري في كتاب مقالات الإسلاميين واخحتلاف المصلين:
"جملة ما عليه أصحاب الحديث وأهل السنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله
وما حاء. هخ غنيك الله.. وما روا الثقات .عن رسول. الله ل يرذون فن. ذلك

شيئا"...."ويقرون أن الحنة والنار مخلوقتان" قال ابن القيم بعد أن ساق كلام

الأشعري 'والمقصود حكايته عن جميع أهل السنة والحديث أن الحنة والنار

خلوقتان" 77

أدلتهم:
وقد دل على ذلك من القرآن:

© قوله تعالى: [وَلَكَدُ رَآهُ َْلَةَ أخرى عند سِدَرَة الْمْنْتَهَى عِنْدَهَا . !1
النجم:؟١‏ . ه ١‏ وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى وى عندها
جنة المأوى كما في الصحيحين من حديث أنس في قصة الإسراء وفي آحره: "ثم
أنطلق بي حبريل حتى انتهى إلى سدرة 0
ثم دحلت الحنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترامهما المسك". ”54
قال: "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل
الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك
ح." يبعثك الله تعالى يوم القيامة" ١١4١‏

09 حادي الأرواح: ص ١١-1١‏
أنخرجه البخاري في صحيحه )7١75(‏ ومسلم في صحيحه )١57(‏ واللفظ للبخاري.

0١‏ أخرحه أحمد في مسنده (5/ 50 25868 2555 5917) وأبو داود ,5071١(‏ 4187» 5754) والنسائي
(5/ 8/) وابن ماجه )١55/(‏ و(549١)‏ والحاكم /١(‏ 4) رقم )١٠١17(‏ وأبو عوانة كما في (إتحاف المهرة) (؟/
) وابن منده في الإيمان )٠١715(‏ والبيهقي في إِثبات عذاب القبر رقم (١؟)‏ و (55) وغيرهم.
من طريق زاذان عن البراء بن عازب فذكره.
والحديث صححه: أبو عوانة وابن منده والحاكم والبيهقي وابن ن القيم وغيرهم.
قال ابن القيم في الروح» ص(١59):‏ (هذا حديث ثابت مشهور مستفيض» صححه جماعة من الحفاظ» ولا نعلم أحدا
من أئمة الحديث طعن فيه» بل رووه ف كتبهم وتلقوه بالقبول» وجعلوه أصاا من أصول الدين قِ عذاب القبر ونعيمه»
ومسألة منكر ونكير» وقبض الأرواح وصعودها إلى بين يدي الله» ثم رجوعها إلى القبر).

© وف المسند وصحيح الحاكم وابن حبان وغيرهم من حديث البراء ابن عازب قال
خرحنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رحل من الأنصار فذكر
الحديث بطوله وفيه "فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الحنة
وألبسوه من الحنة وافتحوا له بابا إلى الجنة» قال: فيأتيه من روحها وطيبها ١١4"‏
وذكر الحديث.

© وفي الصحيحين من حديث أَنّسِ بْنِ مَالِكِ رَضِيَ اللَّهُ عَنُْ أنه حَدنهُم:
اللَّه صَلَّى الله عَلَيْه و َالَ: "إن العبْدَ إِذّا وْضِعَ في قَبْرِهِ وَتَوَلّ عَنْهُ أَصْحَابُك

وو
200

وَِنَُّ لَيَسْمَعْ فَرْعَ نِعَا لهم أنَا اه اكت تَقُولُ في
الل لِمْحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كأَمَا المؤمئ» فُيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنّهُ عبْدُ الله
تلقال ل انْظْر إِلَ مَفْعَدِكَ من النَّارٍ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ به مَفْعَدًا مِنَ احنّة
فَيَرَاهمًا جْمِيعًا". ١14"‏

© وفي صحيح أبي عوانة الاسفرايني وسنن أبي داود من حديث البراء بن عازب
الطويل في قبض الروح "ثم يفتح له باب من الحنة وباب من النار فيقال هذا كان
منزلك لو عصيت الله تعالى أبدلك الله به هذا فإذا رأى ما في الجنة قال رب عجل
قيام الساعة كيما أرحجع إلى أهلي ومالي فيقال أسكن" ؛*"١‏

٠‏ وفي مسند البزار وغيره من حديث أبي سعيد قال شهدنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم جنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس إن هذه الأمة
تبتلى في قبورها فإذا دفن الإنسان وتفرق عنه أصحابه حاءه ملك في يده مطراق
فأقعده فقال ما تقول في هذا البحل يعني محمدا صلى الله عليه وسلم فإن كان

مؤمنا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده رسوله فيقولون له صدقت ثم

أنخرجه البخاري برقم »)١١0(‏ ومسلم برقم (١507؟)‏ واللفظ لمسلم.
١١4‏ أخرحه البخاري (9/7) برقم »)١15(‏ ومسلم )١١٠١/5(‏ برقم (800؟) واللفظ للبخاري.

4 أخرحه أبو عوانة في صحيحه كما في إتحاف المهرة لابن حجر (؟/ 559)» وأبو داود برقم (4757). ولعل

هذا لفظ أبي عوانة في صحيحه؛ والحديث تقدم الكلام عليه مختصرًا.

يفتح له باب إلى النار فيقولون هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذا آمنت به
فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إلى الحنة فيقولون له اسكن
115 و كروي

وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكرت الحديث إلى أن قالت ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله
بما هو أهله ثم قال: " أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا يخسفان
لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة ١١41"‏

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم حتى
لقد رأيتني آحذ قطقمًا من الجنة حين رأيتموني أقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها
حين رأيتموني تأحرت ".1"

و العتصيحين واللفظ للتعارئ عن هيه اللدنيه قاين قال سفت الكتيمن
علخ غنيك رننول اله فنكة الكدريك” وفيد'قال" إن الكنسين والقمر ايفان من اياك
الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله ". فقالوا يا رسول
الله صلى الله عليه وسلم: رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأيناك تكعكعت
فقال: "إن رأيت الحنة وتناولت عنقودا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا

6 أنخرحه أحمد النسخ (7/ *-5) والبزار كما في (كشف الأستار) رقم (8077) وابن أبي عاصم في (السنة) رقم

(875)» والطبري في تفسيره »)75١5 /١(‏ والبيهقي في (إثبات عذاب القبر) رقم »)"١(‏ من طريق عباد بن راشد

البصري عن داود 5 أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري فذكرة.

وقد تفرد به عباد وهو صدوق له أوهام» عن خخاله داود بن أبي هند مرفوعا.

وقال البزار: (لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بمذا الإسناد» وهذا من أغرب ماكان يسأل عنه الحسين وابن معمر).

وقد خحولف عباد» خالفه مسلمة بن علقمة فأوقفه.

فرواه عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: فذكر نحوا من حديث عباد بن راشد ول يرفعه.

5 رقم (401)» وهو عند البخاري أيضا رقم (2991 .)١١54‏

١١ 1‏ أخرحه البخاري رقم (/55؟)» ومسلم رقم (5037).

ورأيت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع ورأيت أكثر أهلها النساء. قالوا بم يا
رسول قال: "بكفرهن" قيل: أيكفرن بالله قال: "يكفرن العشير ويكفرن الإحسان
لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خييرا
قو" ١144‏
© وفي صحيح البخحاري عن أسماء بنت أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في
صلاة النسوف قال: ' قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجتتكم بقطاف
من قطافها ودنت مني النار حتى قلت أي رب وأنا معهم فإذا امرأة حسبت أنه
قال تخدشها هرة قلت ما شأن هذه قالوا حبستها حتى ماتت جوعا لا أطعمتها
ولا انها 151
وقول المصنف: "قمن زعم أَنّهُمَا لم تخلقا فَهُوَ مكذب بِالقُرْآنِ وَأَحَادِيث
رَسُول الله صلى الله عَلَيِْ وسلم ولا أَحْسبةُ يُؤمن بالْجِنَة وَالتّار".
هذا قول المعتزلة فإتهم أنكروا خلقهما الآنء فقالوا: الجنة والنار لم تخلتَا بعد
ولكن سوف يخلقهما الله تعالمى يوم القيامة» أما الآن فلا توحد جنة ولا نار.
وقال الملطي في التنبيه والرد: "ومن فضائح الفوطي وبدعه قوله إن الجنة
والنار ليستا بمخلوقتين الآن وإن كل من قال إنمما مخلوقتان الآن فهو كافر. وهذا
القول منه زيادة منه على ضلالة المعتزلة» لأن المعتزلة لا يكفرون من قال
بوحودهما وإن كانوا ينكرون وجودهها الآن" .٠6؟١.‏
قال عَبْد القاهر البَعْدادي: "الفضيحة السَابعَة من فضائح الفوطي قَوْله
بتكفير من قَالَ إن الْنّة وَالئّار مخلوقتان» وأحلافه من الْمُعْتَرلّة شكوا في وجودهًا
الْيَوْمِ و يَقُولُوا بتكفير من قَالَ إنمما مخلوقان والمثبتون لخلقهما يكفرون من

صحيح البخاري رقم .)7١5(‏
8و رقم (4.4) -ل(0).

ا التنبيه والرد: وص .)7١‏

طاو صيحيون ونه شا ان عرق لواتجل التدونا عسر نين
ل"
شبهتهم: سبب هذا القول إن المعتزلة يعملون عقوم في مقابلة النصوص»
فيعارضون النصوص بعقولهمء وهذا من جهلهم ومن ضاالحم» فهم يقولون: لو
قلنا إن الجنة والنار مخلوقتان الآن لصار حلقهما عبثاً؛ لأنمما مخلوقتان وليس فيهما
أحدء والعبث محال على الله فتنزيهاً لله نقول: لا توحد جنة ولا نار الآن؛ لكن
يخلقهما الله يوم القيامة حين ينتفع المؤمنون بالجنة ويكون الكفرة في النار.
ويجاب عليهم:
أولاً: قولكم هذا من أبطل الباطل؛ لأن الله تعالى أثبتهماء ونحن
فيل ف اله وقوب ناته غير نان فنا هروتاف قال عوااشيد (اعدنة
للْمْتَقِينَ1 [آل عمران:*7١]»‏ وقال عن النار: (أُعِدَّتْ لِلْكَافينَ) [البقرة:4 ؟],
فهي مرصدة معدة مهيأة.
ثانياً: أن لق الحنة وحلق النار الآن وإعدادههما أبلغ في الزحر وأبلغ
في التشديد» فإذا علم العاصي أن النار معدة الآن صار أبلغ في الزحرء وإذا
المطيع أن الجنة معدة صار أبلغ في الشوق.
ثالثاً: نقول: من قال إن خخحلقهما الآن عبث؟ فالجحنة فيها الولدان»
وفيها الحور» وأرواح المؤمنين تتنعم في الحنة» وأرواح الشهداء تنعم فيهاء كما جاء
في الحديث: (أرواح الشهداء في حواصل طير حضر تسرح في الحنة وترد أنتمارهاء

وتأكل من ثمارهاء حتى يرجعها الله إلى أحسادها)» والمؤمن إذا مات نقلت روحه

١‏ الفرق بين الفرق ص 59 »١‏ وانظر: التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناحية عن الفرق الحالكين: (ص *2»35 وص

2)

إلى الجنة على هيئة نسمة طائر يعلق في الجنة حتى يرجعه الله إلى حسده يوم

02

يبعثود.

© ونعلم أن المؤمن يفتح له باب إلى الحنة فيأتيه من نعيمهاء والكافر يفتح له باب
إلى النار» فيأتيه من حرها وسمومها.

© إذاً هناك حكمة وفائدة من خلقهما الآن» فهذا من جهل المعتزلة وضلالهم» حيث
إنحم عارضوا النصوص بأفهامهم وآرائهم الفاسدة.

المغن
قال المصنف-رحمه الله تعالى-:
«"-"(ومن مَاتَ من أهل الْقبْلّة موحدا) يُصَلَي عَلَيْهِ ومستغفر لَهُ وَلَا يحجب عَنهُ
الاسْتِغْمَار وَلَا تثرك الصّلاة عَلَيّْهِ لذنب أذنبه صَغِيرا كانَ أو كبيرا أمره إِلَى الله تَعَالَى".
الشرج
٠‏ الصلاة على الميت المسلم فرض كفاية» متى قام بما البعض سقطت عن الآخرين؛
وأهل العاضي مع للسلمية على عليه كساتر لمن
٠‏ قال ابن عبد البر رحمه الله: "أجمع المسلمون على أنه لا يجوز ترك الصلاة على
المسلمين المذنبين من أجل ذنويهم, وإن كانوا أصحاب كبائر" ١757‏
٠‏ قال الخرقي: "ولا يعيصلي الإمام على الغال ولا على من قتل نفسسه"
وقال ابن قدامة شارحاً ذلك: "الغال هو الذي يكتم الغنيمة أو بعضها ليأخذه لنفسه
ويختص به» فهذا لا يصلي عليه الإمام ولا على من قتل نفسه متعمدا» ويصلي عليه

ر الناس» نص عليهما الح

.)١59/8( "الاستذكار"‎ 5

5 المغني ؟/هاءع

ه فنصلي حت على المرجوم وعلى الزاني والزانية والذي قتل نفسه كما هو الراجح وغيره
من أهل القبلة وكذا السكران كل ذلك تُصلى عليهم صلاة الحنازة.

ه فهم بذنوبحم أهل كبيرة من الكبائر لكن هذه الكبيرة لا توحب خروجهم عن الإسلام
كاهو الراجد:

4 قال تي الامتالام ارزع 'تيسة عن غقيدة أغل الك "ول باتسلتوت القابينق للم
الإِسْلامَ بالكةةرولة لدو في النَارٍ كما تَقُولُهُ المعيرلةُ" ٠*4‏

٠‏ ويقول الإمام البخاري (55؟ ه): "المعاصي من أمر الجاهلية» ولا يكفر صاحبها
بارتكابما إلا بالشرك". ١١٠*‏

٠‏ ويقول الإمام أبو إبراهيم المزني (714؟ ه): "والمؤمنون في الإيمان يتفاضلون» وبصالح
الأعمال هم متزايدون» ولا يخرجون بالذنوب من الإبمان» ولا يكفرون بركوب كبيرة
ولحي ا

٠‏ ويقول الطحاوي 75١(‏ ه): "وأهل الكبائر في النار لا يخلدون؛ إذا ماتوا وهم
موحدونء وإن ل يكونوا تائبين» بعد أن لقوا الله عارفين مؤمنين» وهم في مشيئته
وحكمه. إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله". ١١”‏

٠‏ ويقول أبو بكر الإسماعيلي 77١(‏ ه): "ويقولون [يعني: أهل الحديث أهل السنة
والجماعة]: إن أحدًا من أهل التوحيد ومن يصلي إلى قبلة المسلمين» لو ارتكب ذنبّا
أو ذنوبًا كثيرة» صغائرء أو كبائر» مع الإقامة على التوحيد لله والإقرار بما التزمه وقبله
الله فإنه لا يكفر به» ويرحون له المغفرة» قال تعالى: [ْوَيَغْفِمٌ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ
قا 1 | الاي 524

5 مجموع الفتاوى */ .٠٠١‏
صحيح البخاري .)١5 /١(‏
57 شرح السنة للمزئي (ص: 728).

7 متن الطحاوية (ص: 55-58 ).

8 اعتقاد أئمة الحديث (ص: 55).

٠ه‏ ويقول أبو الحسين الملطي (711 ه): "وأنه من آمن بالله ورسله وكتبه ودينه» وأحل
الحلال وحرم الحرام» ثم أصاب في إيانه كبيرة» فإنه فاسقء» لا يخرجه ذنبه من الإيمان
إلى الكفر» ولا يدحله في الإيمان على التفرد". ١55‏

٠‏ يقول النووي: "إجماع أهل الحق على أن الزاني والسارق والقاتل» وغيرهم من أصحاب
الكبائر غير الشركء لا يكفرون بذلك» بل هم مؤمنون ناقصو الإيمان» إن تابوا
سقطت عقوبتهم» وإن ماتوا مصرين على الكبائر كانوا في المشيئة» فإن شاء الله تعالى
عفا عنهم وأدخلهم الحنة أولّاء وإن شاء عذبحم؛ ثم أدحلهم الجنة". "5١‏

٠‏ ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ١١85(‏ ه): "إن
كان للموحد ذنوب لم يتب منها حصل له من الأمن والاهتداء بحجمسب توحيده؛
وفائه منه بقدر معضيتهء كما قال: (ث أَوْرَئْتَا الكتاب الّذِينَ اص طمَيْنَا مِنْ عِبَاوِنا
َمِنْهُمْ ظَا لِنَفْسِه وَمِنْهُمْ مُفْمصِ د وَمِنْهُمْ سَايقٌ بِالخيْرَاتِ باِذْنِ اللو [فاطر:
؟]» فالظالم لنفسه هو الذي خلط عملا صَالحًا وآحر سيئاء فهو تحت مشيئة الله

إن شاء غفر له. وإن شاء أحذه بذنبه ونحاه بتوحيده من الخلود في النار". ١١‏

آخر الرسّالّة وَالْحَمْد لله َحده وصلواته على مُحَمّد وآله وَسلم تَسْلِيمًا سمع جَمِيع
الرسَالَّة من لفظ الشّيْخْ الإمَام أبي عبد الله يحيى بن أبي على الحسن بن أخمد بن الْبَنَا
بروايته عن وَالِده الشّيّخ الإمَام الْمُهَذْبِ أَبُو المظفر عبد الملك بن عَلىَ ابْن مُحَمّد
لْهَمِدَانِي وَقَالَ بهَا أدين الله وسمعها كاتبها صّاحب الدّسْحَة وكاتبها عبد الرحمن بن
هبة الله بن المعراض الْحَرَّانِي وَذَلِكَ في أَوَاخِر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وَحَمْسمائة
الْحَمد لله سَمعهًا من لَفْظِي وَلّدي أَبُو بكر عبد الله وََحُوهُ بدر الدّين حسن وأمه بلبل
بنت عبد الله وَتعضه عبد الهادي وَصَّعّ ذَلِك يَوْم لْإنْئَيْنِ سابع عشرين شهر جمادي

4 التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع (ص: 55).
شرح النووي على مسلم (؟/ .)55-4١‏
0١‏ كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين (ص: .)١‏

الأولى سنة سبع وتسْعين وَتَمَانمانّة وأجزت لَهُم أن يرووها عني وَجَمِيع مَا يجوز لي
وعني روَايته بشَرْطِهِ وكتب يُوسُف بن عبد الهادي يَقُول كاتبها لتفيه مُحَمّد صر
الدّين الألباني فرغت من نسخها عن نُسْحَة خطية في ظاهرية دمشق مَجْمُوعَ 57 ق
١9١ ٠‏ قبيل ظهر الْأَرَْعَاء " شان سنة ١1/4‏ ه"